logo
المزاج العالمي تجاه إسرائيل يتغير..

المزاج العالمي تجاه إسرائيل يتغير..

الرياض٠١-٠٦-٢٠٢٥
إسرائيل وبشهادة عالمية ومن محكمة العدل الدولية ترتكب مجازر بحق الفلسطينيين، وهذا ما ساهم فعليًا في كشف حقيقة إسرائيل التي تصرفت في غزة دون وعي بالتحولات الاستراتيجية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وسيكون من الطبيعي أن تتجه إسرائيل إلى فقدان الكثير من مكانتها على المدى الطويل بسبب التحولات الشعبية والجيوسياسية المحيطة بالأزمة..
من الواضح أن هناك تحولا دوليا تجاه إسرائيل التي تخلط بشكل متعمد بين أهدافها التوسعية وبين طبيعة الأحداث في غزة وكيفية الرد عليها، فأحداث غزة فتحت صفحة دولية جديدة حول الموقف من فلسطين، لأن حكومة نتنياهو ومنذ السابع من أكتوبر لم تتوقف عن استخدام الهجمات الممنهجة ضد الفلسطينيين كذريعة هدفها إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، في الحقيقة أن هذا الاتجاه الذي تبنته إسرائيل في تعاملها مع أحداث غزة ساهم بشكل تدريجي في انخفاض الدعم الدولي لإسرائيل التي بدأت تعاني من الموقف الدولي الذي يتحول الى الجانب السلبي تجاهها.
الطريق الصعب الذي تسلكه إسرائيل في المجتمع الدولي ليس مفاجئاً فهناك تحول حقيقي في المزاج العالمي الشعبي والسياسي، وخاصة تجاه غموض الأهداف الإسرائيلية في غزة، فالحالة السياسية والعسكرية في غزة لا تتطابق مع طبيعة الهدف الإسرائيلي، فالواضح أن إسرائيل ترغب في القفز على أحداث أكتوبر لتحقيق ما هو أبعد في استراتيجيتها التوسعية، صحيح أن الغرب بجميع دوله لم يغير موقفه من إسرائيل من حيث فكرتها الوجودية، ولكن المزاج العالمي والشعبي له موقف مختلف.
لن تعود إسرائيل من حرب غزة كما كانت تفعل من قبل عندما كانت تهاجم السكان من الفلسطينيين، فهناك أهداف دولية تتبلور بشكل سريع من أجل حسم الموقف الدولي ووضع الخيارات المناسبة أمام إسرائيل التي يتوجب عليها قبولها دون تردد، وأهم هذه الخيارات قبول دولة فلسطينية مستقلة، المزاج الشعبي في الغرب أصبح يفكر بطريقة مختلفة، فالسمعة المستقبلية للغرب الذي يعاني من التحول في مكانته السياسية والاقتصادية أصبحت على المحك وأصبح الحديث عن قتل الأطفال وتجويع السكان قضية معتادة في الإعلام والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما يثبت أن الدعم الشعبي لإسرائيل يتجه نحو الانخفاض في الغرب، الذي أصبح ينظر الى الشرق الأوسط ودوله بطريقة لم تعد فيها إسرائيل تمتلك الدعم المطلق وبلا قيود.
إسرائيل وبشهادة عالمية ومن محكمة العدل الدولية ترتكب مجازر بحق الفلسطينيين وهذا ما ساهم فعليا في كشف حقيقة إسرائيل التي تصرفت في غزة دون وعي بالتحولات الاستراتيجية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وسيكون من الطبيعي أن تتجه إسرائيل إلى فقدان الكثير من مكانتها على المدى الطويل بسبب التحولات الشعبية والجيوسياسية المحيطة بالأزمة، وهذا ما خلّف وجهة نظر سلبية تجاه إسرائيل، بل إن الاجيال الشابة وطلاب الجامعات في الغرب وخاصة في أميركا أصبحوا أكثر تعاطفاً مع الفلسطينيين، لذلك فصناع السياسات في الغرب يغيرون اليوم مواقفهم، وهذا سوف يؤدي بشكل تلقائي إلى عزلة إسرائيل التي تستحق هذه العزلة ما لم تعترف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة.
الطموح الإسرائيلي يجب أن يتوقف عند نقطة مهمة وهي أن هيمنة حلفاء إسرائيل في الغرب والعالم الذين كانوا يسيطرون على الفضاء الجيوسياسي الإقليمي والدولي خلال العقود الماضية قد تغير؛ بل هو في تغير مستمر، ولعل زيارة ترمب للمنطقة خلال الأيام الماضية تثبت هذه النظرة، التحولات الدولية في الاقتصاد والسياسية أصبحت تتيح الفرصة لدول ناشئة لتهيمن على المسار السياسي والاقتصادي العالمي، ووفقاً لقراءة عميقة لشركة برايس ووترهاوس كوبرز، فإنه بحلول عام 2050، سوف تتفوق الصين والهند على الولايات المتحدة باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، كما أن القوائم الاقتصادية العالمية سوف تشهد دخول دول آسيوية وشرق أوسطية، وسوف تمثل هذه الدول مفاتيح مهمة في صناعة النظام العالمي منذ هذه اللحظة وحتى منتصف هذا القرن.
إن القوى العالمية الصاعدة في مسار النظام العالمي الجديد وغير المحسوبة على الاتجاه الغربي مثل روسيا والصين وحتى الهند سوف تمارس دورا حيويا من أجل إثبات أن الغرب لا يدعم الحلول العادلة للقضية الفلسطينية، فالدول الغربية سوف تجد نفسها أمام تحديات فعلية وخاصة عندما تفكر تلك الدول بدعم مطلق لإسرائيل بينما يشهد العالم تلك الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل.
العالم الذي كانت إسرائيل فيه تقود توجهاته تحت معايير محاربة العنصرية والهلوكوست أصبح الآن في وضع مختلف، فالدول الصاعدة في المنطقة -وعلى رأسها السعودية- أصبحت في مكانة يمكنها التأثير في القرار الدولي بشكل مباشر، بل إن السعودية يمكنها اليوم الذهاب أبعد من ذلك من خلال موقعها المنتظر في منظومة الأمن الدولي، ولذلك فإن تغير المزاج الدولي تجاه إسرائيل ليس حالة مؤقتة بل هو حقيقة واضحة وفي تزايد مستمر، وليس أمام إسرائيل سوى أن تدرك أن قواعد المنطقة قد تغيرت لصالح دول المنطقة، ومهما كان حجم الدعم الغربي لإسرائيل مفتوحا إلا أنه أصبح في حالة تغير اليوم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيّرة قادمة من مصر تحمل أسلحة وذخائر
الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيّرة قادمة من مصر تحمل أسلحة وذخائر

صحيفة سبق

timeمنذ 16 دقائق

  • صحيفة سبق

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيّرة قادمة من مصر تحمل أسلحة وذخائر

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، إحباط محاولة تهريب أسلحة من مصر إلى داخل إسرائيل، بعد رصد مسيّرة اخترقت الأجواء في منطقة لواء فاران. وذكر المتحدث باسم الجيش أن المسيّرة كانت تحمل 10 قطع سلاح و6 خزائن ذخيرة، وتم إسقاطها، مشيرًا إلى نشر صور للمضبوطات. ويأتي الحادث وسط تصاعد الحديث عن خطة إسرائيلية لاحتلال كامل قطاع غزة، وتحذيرات أممية من كارثة إنسانية جديدة قد تترتب على تنفيذها.

وزير الخارجية ونظيره البريطاني يبحثان تطورات الأوضاع في قطاع غزة
وزير الخارجية ونظيره البريطاني يبحثان تطورات الأوضاع في قطاع غزة

عكاظ

timeمنذ 31 دقائق

  • عكاظ

وزير الخارجية ونظيره البريطاني يبحثان تطورات الأوضاع في قطاع غزة

أجرى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله اليوم اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة ديفيد لامي. وجرى خلال الاتصال بحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وضرورة وقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يعانيها سكان القطاع. أخبار ذات صلة

«حماس» تتهم نتنياهو باختلاق «جملة من الأكاذيب» خلال مؤتمره الصحافي بشأن غزة
«حماس» تتهم نتنياهو باختلاق «جملة من الأكاذيب» خلال مؤتمره الصحافي بشأن غزة

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

«حماس» تتهم نتنياهو باختلاق «جملة من الأكاذيب» خلال مؤتمره الصحافي بشأن غزة

اتهمت حركة «حماس»، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باختلاق «جملة من الأكاذيب» خلال مؤتمره الصحافي الذي أعلن فيه أن خطة توسيع العمليات العسكرية في غزة هي «أفضل وسيلة لإنهاء الحرب». وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، الأحد، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «ما قاله نتنياهو في مؤتمره الصحافي جملة من الأكاذيب»، معتبراً أنه «لا يستطيع أن يواجه الحقيقة بل يعمل على التضليل وإخفائها». وأضاف النونو أن نتنياهو «يواصل الكذب ومحاولة خداع الجمهور»، مشيراً إلى أن منع «نتنياهو للصحافيين من دخول قطاع غزة أكبر دليل على أكاذيبه». ودعا المجتمع الدولي إلى «الضغط على نتنياهو لوقف حرب الإبادة والتجويع» في القطاع، كما دعا إلى الضغط «من أجل السماح للصحافيين والإعلاميين بدخول غزة لمشاهدة الحقيقة كاملة حول جرائم الإبادة الجماعية والتجويع». وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي عرض فيه الخطة العسكرية للسيطرة على مدينة غزة: «لقد قررنا وأعطينا الأمر، وطلبنا من الجيش دعوة الصحافيين الأجانب، مزيد من الصحافيين الأجانب، عدد كبير منهم». وحسب رئيس الوزراء: «هناك مشكلة في ضمان الأمن، لكنني أعتقد أنه يمكن القيام بذلك بطريقة مسؤولة وحذرة لضمان السلامة»، مشيراً إلى أن التعليمات تم إصدارها «منذ يومين» من دون تقديم مزيد من التفاصيل. ومنذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لم تسمح إسرائيل لطواقم الصحافيين بدخول قطاع غزة، وسمحت لعدد محدود من وسائل الإعلام التي اختير مراسلوها بدقة، بدخول القطاع في جولات يشرف عليها الجيش الإسرائيلي مع إخضاع التغطية لرقابة عسكرية مشددة. وتعتمد وسائل الإعلام الدولية على صحافيين محليين من غزة في تغطية الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 22 شهراً. ووفقاً لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، قُتل خلال 20 شهراً من الحرب نحو 200 صحافي بينهم 45 على الأقل خلال أداء مهامهم. وتتهم المنظمة إسرائيل بفرض «حصار إعلامي» على غزة من خلال «منع دخول الصحافيين الأجانب» و«فرض رقابة صارمة على المعلومات».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store