logo
ساعر يهاجم تظاهرة في أستراليا طالبت بوقف الإبادة في غزة

ساعر يهاجم تظاهرة في أستراليا طالبت بوقف الإبادة في غزة

المدىمنذ 4 أيام
هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، تظاهرة حاشدة انطلقت في مدينة سيدني الأسترالية دعما للفلسطينيين وللمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة.
وتظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص، صباح الأحد، على جسر ميناء سيدني الشهير ضد إسرائيل ومن أجل الفلسطينيين في غزة، حاملين لافتات تصور رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على هيئة أدولف هتلر، ولوحوا بلافتات تحمل تعليقات مثل '(فلسطين) من البحر إلى النهر' و'إسرائيل تقتل الأطفال في غزة'، وفق صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية.
وتعليقا على ذلك، زعم ساعر، في تدوينة بالإنكليزية على إكس، أن 'التحالف المشوَّه بين اليسار الراديكالي والإسلام الأصولي يجر الغرب للأسف إلى هامش التاريخ'.
وأرفق منشوره بصورة لأحد المتظاهرين في سيدني يحمل صورة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وعلق وزير الخارجية الإسرائيلية: 'في الصورة متظاهرون متطرفون عند جسر ميناء سيدني اليوم يحملون صورة المرشد الأعلى لإيران، الزعيم الأكثر خطورة في الإسلام الأصولي، وأكبر مُصدّر للإرهاب في العالم ومنفّذ جماعي لعمليات الإعدام'، على حد قوله.
وجرى تنظيم تظاهرة سيدني تحت شعار 'مسيرة من أجل الإنسانية'، وحمل بعض المشاركين أواني طهي رمزا للمجاعة في غزة.
وردد المتظاهرون هتافات من بينها 'أوقفوا الإبادة الجماعية'، و'كلنا فلسطينيون' وظهر الكثيرون منهم وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية، وفق 'يديعوت أحرونوت'.​​​​​​​
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالذكاء الاصطناعي المستقبل للإسلام
بالذكاء الاصطناعي المستقبل للإسلام

الرأي

timeمنذ 19 دقائق

  • الرأي

بالذكاء الاصطناعي المستقبل للإسلام

بمراجعة الإحصاءات الحديثة المتعلقة بعلم الأديان، ثبت أنها محصورة بين ثلاثة أديان كبرى، البوذية والمسيحية والإسلام... ويرجح علماء اللاهوت، أن ديانات البشرية مفهومة في حال واحدة فقط، وهي حال الإيمان بالتوحيد الخالص والفطرة النقية لملاءمتها العقل واستعداد الإنسان في مختلف البلاد والأجناس لقبول الحق والحقيقة، ولا يتأتى أن ينتشر دين ودعوة تعم الناس جميعاً قبل أن يفهم الناس أنّ الدين نعمة يتقبلها كل من له عقل يعي وضمير يميز بين الخير والشر والعمل الصالح والطالح لجهة قيم ومبادئ الإنسانية من خلال نظام الأسرة وآداب المعاملات والصدق والأمانة بمعزل عن الحدود الجغرافية وحدود النسب والعنصر وأصول الأسلاف، فالدين عند أصحاب اللاهوت الذي يدعو إلى عقيدة إنسانية تقوم على العبودية لله وحده وليس عبودية البشر للبشر وبصيغة محلية... ولا هي محددة بفريضة سياسية كالرأسمالية أو الاشتراكية تعلنها السلطة الحاكمة ويخضع لها الرعايا المحكومون! أما نظرة الحذر، فهي ديدن المنشغلين بالتبشير والاستعمار كلما نظروا إلى انتشار الدعوة إلى الله، خصوصاً في مجاهل أفريقيا مع وسائل التواصل وبأسلوب الإقناع والبرهان والقدوة، وعليه قرر علماء الأديان هذه الحقيقة التي يخلصون إليها من مباحثهم وإحصاءاتهم، وهي جليلة واضحة لا تخفى على من ينشد الحقيقة... ولكنهم لا يطلبونها ولا يستروحون إليها لأنها تبشرهم أن انتقال الأديان من الملل العنصرية والتطرف إلى ملل الفطرة الإنسانية، ظاهرة تدل على الانتقال التدريجي من عقائد الجغرافيا المحلية إلى عقائد الضمير الإنساني وعقائد التنزيه والتوحيد وأن الإسلام قد ارتفع إلى أعلى مراقي البشرية بما يهدي إليه من محاسن الأخلاق وترشيد الإنسان الذي يُسأل عن عمله ولا يحمل وزر (الخطيئة الكبرى) وها هي الشعوب والقبائل تدخل الإسلام برمتها... ولكن البعض يعلل شيوع الإسلام إلى علة ما يزعمونه في موافقته للأمم المتخلفة في العالم الثالث ويحصرونه في بيئة الصحراء... ولكن هيهات هيهات ولاتَ حين مناص... فالإسلام جدير بالانتشار السريع بالاقتناع اليسير لأنه خاتمة التطور في أديان الدعوة وفي أحوال العالم الإنساني بعد أن بلغ مرحلة الوحدة الإنسانية ومرتبة الهداية المطلقة المتحررة من حدود الأقاليم والأنساب واحتكار الأحبار والرهبان! وهنا تبرز لنا الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي أدرك حركة التاريخ ونهايته «وما أكثر الناس ولو حرصتَ بمُؤمنين» الذي غفل عنه الذكاء الطبيعي؟

من العراق إلى اليمن.. مجاهدو خلق يرصدون أذرع التمدد الإيراني
من العراق إلى اليمن.. مجاهدو خلق يرصدون أذرع التمدد الإيراني

اليوم الثامن

timeمنذ 10 ساعات

  • اليوم الثامن

من العراق إلى اليمن.. مجاهدو خلق يرصدون أذرع التمدد الإيراني

مقدمة: الوعي والتوجهات السياسية عاملا الوعي، بأبعاده السلبية والإيجابية، والتوجهات السياسية، سواء المعادية أو الشفافة، يلعبان دورًا حاسمًا في بناء أو هدم أي كيان، أو عرقلة تقدمه وتشويه صورته. وفي حالة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، التي تتميز بفكرها التقدمي المنضبط بالقيم الإسلامية الديمقراطية، والتي يخشاها نظام خميني، لم يكن بإمكان النظام الإيراني، المدعوم غربيًا كبديل لنظام الشاه، أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه المنظمة. هذا الواقع دفع النظام إلى اعتماد سياسة قمعية إبادية تصاعدية ضد المجاهدين، تزامن معها نهج إعلامي مضلل مدعوم بحملات إعلامية ضخمة داخل إيران وخارجها، حيث رُصدت مليارات الدولارات لتشويه صورة المنظمة. وقد ساهم التوافق الغربي مع نظام الملالي، وتغاضيه عن جرائمه، وصمت المؤسسات الغربية عن انتهاكاته، في تعزيز هذا المشروع. والمؤسف أن بعض الإعلام العربي انساق وراء هذا النهج، إما جهلًا بما يدور في دولة إقليمية جارة، أو مسايرة لتوجهات النظام العدوانية. تأسيس المنظمة وخلفيتها الفكرية تأسست منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في ستينيات القرن العشرين على يد مجموعة من المثقفين الإسلاميين، مثل محمد حنيف نجاد، سعيد محسن، وعلي أصغر بديع زادكان، بهدف مواجهة استبداد نظام الشاه. استلهمت المنظمة إسلامًا ثوريًا يدعو إلى العدالة الاجتماعية، وجمعت بين الفكر الإسلامي التقدمي المناهض للاستعمار والقيم الاشتراكية الديمقراطية. رفعت المنظمة شعارات مقاومة الاستبداد السياسي والتفاوت الطبقي، مما جعلها هدفًا للقمع من قبل نظام الشاه. دور نظام الشاه وصعود خميني في أواخر سبعينيات القرن العشرين، ومع تصاعد الاحتجاجات الشعبية، كان قادة مجاهدي خلق إما أُعدموا أو سُجنوا، بينما تُركت شبكة رجال الدين الوصوليين تتحرك بحرية. هذا الأمر سمح لخميني باغتصاب قيادة الانتفاضة الشعبية التي طالبت بالديمقراطية. ومن خلال اتفاقيات مع دول غربية، خاصة فرنسا وبريطانيا وأمريكا، تم نقل خميني من النجف إلى باريس ثم إلى إيران ليفرض نظام ولاية الفقيه، بينما كان الشعب الإيراني يطالب بالحرية. مواجهة نظام الجمهورية الإسلامية بعد ثورة 1979، التي شارك فيها أنصار مجاهدي خلق في إسقاط الشاه، رحب المجاهدون بجميع التوجهات الوطنية الديمقراطية ودعوا إلى إقامة كيان سياسي عادل يتيح المشاركة السياسية للجميع. في مواجهة شهيرة بين خميني ومسعود رجوي، ذكّر رجوي خميني بقوله إن 'حتى الماركسيين مسموح لهم بالمشاركة السياسية'. لكن المجاهدين سرعان ما تعرضوا للقمع بعد رفضهم ولاية الفقيه وانتقادهم استغلال خميني للإسلام. خلال العامين الأولين من الثورة، اكتسبت المنظمة شعبية واسعة من خلال صحيفة 'مجاهد' (600,000 نسخة)، ونظمت مظاهرة ضخمة في طهران عام 1981 بمشاركة 500,000 شخص. رد نظام خميني بإطلاق النار على المتظاهرين وحملات إعدامات واسعة، تلتها فتوى الحِرابة عام 1988، التي أودت بحياة 30,000 سجين سياسي، معظمهم من أعضاء المنظمة. البنية الفكرية للمنظمة تجمع إيديولوجية مجاهدي خلق بين الإسلام الديمقراطي والحداثة السياسية، مع التركيز على العدالة الاجتماعية، حقوق النساء، المساواة العرقية والدينية، ورفض ولاية الفقيه. يرون في الكفاح المسلح، في ظل وحشية النظام، وسيلة للتحرر من القمع. تعتبر المنظمة نفسها امتدادًا لنهضة الثورة الدستورية ونهضة الدكتور محمد مصدق، مع دور نسوي بارز بقيادة مريم رجوي كجزء أساسي من مشروع التغيير. الحرب الإعلامية المضادة أنفق النظام الإيراني مليارات الدولارات لتشويه صورة المجاهدين، متهمًا إياهم زورًا بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل من خلال أفلام ومسلسلات وكتب. تأثرت وسائل الإعلام العربية والغربية بسياسة الاسترضاء مع النظام، فتجاهلت أخبار المجاهدين أو شوهتها. بعد إزالة اسم المنظمة من قوائم الإرهاب في أوروبا وأمريكا (2009-2012)، وبفضل كشفها للبرامج النووية والإرهابية للنظام، بدأت بعض وسائل الإعلام تقدم تغطية أكثر توازنًا. الموقف من التدخلات الإقليمية كان مجاهدو خلق أول من كشف المشروع التوسعي لإيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مؤكدين أن تحرير طهران هو مفتاح السلام الإقليمي. ورغم الدعاية المضادة، عززت المنظمة مكانتها الدولية كحركة مقاومة تقدم برنامجًا لإيران ديمقراطية غير نووية. الصمود والمجلس الوطني للمقاومة تمسك المجاهدون بمواقفهم ضد الاستبداد الديني، مؤكدين على الديمقراطية، التعددية، فصل الدين عن السلطة، والمساواة. في عام 1981، أسس مسعود رجوي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي قدم برنامجًا تقدميًا لنقل السيادة إلى الشعب. ورغم النفي والاغتيالات، حظيت المنظمة بدعم واسع من شخصيات ومؤسسات غربية. خاتمة: إعادة تقييم الدور الإعلامي قدم مجاهدو خلق نموذجًا فريدًا للمقاومة والثبات الفكري والسياسي والأخلاقي ضد قمع نظامي الشاه وولاية الفقيه. ورغم التشويه الإعلامي والضغوط الدولية، أكدوا أنهم البديل الديمقراطي الرئيسي لنظام الملالي. بات من الضروري أن تعيد وسائل الإعلام العربية والعالمية تقييم دور هذه الحركة بموضوعية، ليس فقط لتفنيد روايات النظام الإيراني، بل لإبراز دورها في النضال من أجل الديمقراطية والحرية، ولتعزيز المهنية الإعلامية. التوسعي في العراق، سوريا، لبنان، واليمن، مؤكدين أن تحرير طهران هو مفتاح السلام الإقليمي، ورغم الدعاية المضادة عززت المنظمة مكانتها الدولية كحركة مقاومة تقدم برنامجًا واضحًا لإيران ديمقراطية وغير نووية. الصمود والمجلس الوطني للمقاومة: تمسك مجاهدو خلق بمواقفهم ضد الاستبداد الديني مؤكدين على مبادئ الديمقراطية، التعددية، فصل الدين عن السلطة والمساواة، في عام 1981 أسس مسعود رجوي مجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي قدم برنامجًا تقدميًا لنقل السيادة إلى الشعب، ورغم النفي والاغتيالات (مثل قتل كاظم رجوي في جنيف) والضغوط الدولية حظيت المنظمة بدعم واسع من شخصيات ومؤسسات غربية، ولعبت وحدات المقاومة التابعة للمجاهدين دورًا بارزًا في الانتفاضات الأخيرة في إيران مما أثار رعب النظام. ختاما.. قدم مجاهدو خلق عبر عقود من الصمود ضد قمع نظامي الشاه وولاية الفقيه نموذجًا فريدًا للمقاومة والثبات الفكري والسياسي والأخلاقي، ورغم التشويه الإعلامي والضغوط الدولية أكدوا للعالم اليوم بأنهم البديل الديمقراطي الرئيسي لنظام الملالي، وهنا بات من الرشد أن تُعيد وسائل الإعلام العربية والعالمية تقييم دور هذه الحركة بموضوعية ليس لتفنيد روايات النظام الإيراني المغرضة وإبراز دورها في النضال من أجل الديمقراطية والحرية فحسب بل من أجل إجلال رسالة هذه المؤسسات وعرض ذاتها بمهنية رصينة.

أصداء هيروشيما في غزة... ما الذي سيشهده العالم لاحقاً
أصداء هيروشيما في غزة... ما الذي سيشهده العالم لاحقاً

الرأي

timeمنذ يوم واحد

  • الرأي

أصداء هيروشيما في غزة... ما الذي سيشهده العالم لاحقاً

- القوة النارية التراكمية التي أُطلقت على غزة تعادل 6 انفجارات بحجم قنبلة هيروشيما مع بدء غبار الحرب بالانقشاع فوق غزة، تلوح في الأفق لحظة حاسمة - لحظة سعى صناع القرار الإسرائيليون جاهدين لتأجيلها... عودة الصحافة المستقلة غير المقيدة. لما يقرب من عامين، مُنع الصحافيون الأجانب من الوصول وأخضعوا لقيود شديدة، حيث أحكم الجيش الإسرائيلي قبضته على وصولهم وسرديتهم. ومع ذلك، لا يوجد حصار معلوماتي دائم. وإذا فشلت في النهاية الخطط واسعة الانتشار للتدمير الشامل والإبادة البشرية والتهجير القسري للفلسطينيين - إذا لم «يتجسد» التطهير العرقي - فإن ما سيكشفه هؤلاء الصحافيون قد يُثير عواقب ليست المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية مستعدة لمواجهتها يؤثر على سمعة إسرائيل لعقود طويلة. يُحيي العالم ذكرى القصف الاميركي النووي لهيروشيما وناغازاكي، الذي أحرق مدينتين عام 1945 وترك ندبة في ضمير الإنسانية. بعد مرور ما يقرب من 80 عاماً، تواجه غزة قصفاً يتجاوز إجمالي قوته التفجيرية، وفقاً للخبراء، قوة هيروشيما مرات عدة. ورغم عدم إسقاط أي رأس نووي، فإن النتيجة - الإبادة والمجاعة والنزوح الجماعي - لها صدى مخيف. وعندما تعود الكاميرات، قد يثبت الحساب الأخلاقي أنه لا يزال قائماً. في الواقع، أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت إسرائيل، بناءً على تعليمات مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى منع الصحافيين الدوليين من دخول غزة هو الحجم الكارثي للمعاناة الإنسانية. لقد مُحيت عائلات بأكملها، والشوارع، التي كانت تعج بالحياة في يوم من الأيام، أصبحت الآن أطلالاً لا يمكن التعرف عليها. لكن الأهم من ذلك كله، هو الحجم الهائل للدمار الذي أحدثه القصف الجوي الإسرائيلي الذي ترغب تل أبيب في إخفائه. وتشير تقديرات موثوقة إلى أن إجمالي حمولة المتفجرات التي أُلقيت على غزة تجاوزت 100.000 طن. لفهم حجم هذا الرقم: - بلغ إجمالي قصف الحلفاء لمدينة دريسدن خلال الحرب العالمية الثانية 3900 طن. - تعرضت هامبورغ، إحدى أكثر المدن تعرضاً للقصف الجوي، لقصف جوي كثيف، بلغ 8500 طن. - لندن، التي عانت لسنوات من الهجوم الجوي، تلقت 18300 طن. غزة وحدها تلقت أكثر من كل المدن الثلاث مجتمعة. في أوائل عام 2024، أشارت التقديرات بالفعل إلى إسقاط أكثر من 70 ألف طن من الذخائر. وبحلول نهاية ذلك العام، تجاوز الرقم 85 ألفاً. وبحلول منتصف 2025، تم تجاوز عتبة 100 ألف طن، ما يجعل هذا القصف واحداً من أشد القصف في التاريخ العسكري الحديث. ووفقاً لمحللين عدة، بمن فيهم البروفيسور بول روجرز من جامعة برادفورد، فإن القوة النارية التراكمية التي أُطلقت على غزة تعادل ستة انفجارات بحجم قنبلة هيروشيما. أنتجت قنبلة هيروشيما ما يقارب 15-16 كيلوطن (15.000 - 16.000 طن) من القوة التفجيرية المكافئة لمادة «تي إن تي». ورغم أن المقارنة غير دقيقة - بالنظر إلى أن الحملة الإسرائيلية نُفذت عبر مئات الآلاف من الغارات الجوية لاقل من سنتين بدلاً من انفجار فوري واحد - إلا أن المقارنة تساعد على تصور حجم الدمار الذي أحدثته. لماذا تُهم هذه الأرقام؟ لا يقتصر الأمر على القوة النارية فحسب، بل يتعلق أيضاً بالجغرافيا، والكثافة السكانية، وتدمير الحياة نفسها. تبلغ مساحة غزة 360 كيلومتراً مربعاً فقط. هذا يعني أن حملة القصف تمثل أعلى كثافة متفجرة لكل كيلومتر مربع في أي صراع حديث. لم تُستهدف أي منطقة بهذه القسوة والمنهجية في مثل هذه المساحة الصغيرة تضرر أكثر من 70 في المئة من المباني في شمال غزة أو دُمر بالكامل. وتجاوز عدد القتلى المدنيين 60.000 إلى 70.000، حسب المصدر الرسمي الصحي في غزة. ودُمِّرت أحياء بأكملها، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومرافق المياه والمخابز. هذه ليست مجرد حرب، بل هي محوٌّ لمشهد مدينة وإفقارٌ ممنهجٌ لشعبٍ بأكمله. الاستخدام الإستراتيجي للتدمير يجادل النقاد بأن نية إسرائيل ليست عسكريةً فحسب. إن تدمير البنية التحتية لغزة هو شكلٌ من أشكال التهجير الإستراتيجي للسكان، بجعل غزة غير صالحة للسكن، تزيد تل أبيب الضغط على الفلسطينيين للرحيل، رغم الحماية الدولية من التهجير القسري. ومع ذلك، ورغم نطاق الدمار، لا يزال أكثر من مليوني فلسطيني مقيمين. وهنا يكمن الخطر على إسرائيل: إذا فشل التطهير العرقي، وبقي الناس، فسيصبحون شهوداً. وخلال مهمة إغاثة، مُنع مراسل «بي بي سي» على متن طائرة بريطانية تُلقي الطعام في غزة من تصوير أي صور للقطاع. كان صحافياً على درايةٍ عميقةٍ بغزة، وقد أُفيد بأنه شعر بالدمار لما لم يستطع إلا أن يلمحه من الأعلى - أنقاضٌ مُدمَّرة، ومدنٌ مهجورة، وأرضٌ خانقة. كان صمته على الشاشة أبلغ من الكلام. لقد أدركت تل أبيب تماماً ما قد تُثيره حتى بضع ثوانٍ من لقطات غير خاضعة للرقابة: غضب عالمي، وإجراءات قانونية، وانهيار رواية «الحرب الدقيقة» المُصاغة بعناية. ويبدو أن القيادة العسكرية والسياسية تُدرك تماماً أن التهديد الحقيقي ليس الهزيمة العسكرية، بل فضح السردية. ولطالما اعتمدت إسرائيل على ركيزتين إستراتيجيتين لاحتواء رد الفعل العالمي: هيمنة السردية والتغييرات الميدانية التي لا رجعة فيها. تُصوّر الأولى عملياتها العسكرية كأعمال دفاع عن النفس ضرورية، بينما تُرسي الثانية «حقائق» مادية من خلال المستوطنات والمناطق العازلة وإخلاء السكان. إلا أن الحرب على غزة اختبرت حدود كليهما. وإذا بقي الفلسطينيون - مصدومين ولكنهم لا يزالون على أرضهم - فإن هذه الاستراتيجيات تنهار إلى فشل ذريع. وبمجرد سقوط الحواجز أمام وصول الصحافة، قد تجد إسرائيل أن التحدي الأكبر الذي تواجهه ليس حماس، بل التاريخ. لن يواجه الصحافيون العائدون إلى غزة ساحة معركة، بل مقبرة. سيتجولون في الأحياء المدمرة حياً حياً وسيصورون المستشفيات التي قُصفت رغم إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المسبقة، وسيتحدثون إلى عائلات نجت من أساليب التجويع المتعمدة، وصوّروا أطفالهم وهم يموتون دون ماء أو خبز. لن يكونوا شخصيات مجهولة، بل سيُسمّون ويُجرون مقابلات ويُسمعون في جميع أنحاء العالم. ستُشكّل الأدلة المُجمّعة العمود الفقري للسجلات القانونية والتاريخية. بالفعل، ترسم شهادات الناجين ولقطات الطائرات من دون طيار التي نشرتها المنظمات غير الحكومية صورةً مُرعبة. لكن هذه الروايات، التي لا تزال هامشية في وسائل الإعلام الغربية، ستصبح محوريةً بمجرد التحقق منها بشكل مستقل. تواطؤ وسائل الإعلام وخطر التمزق لطالما فشلت وسائل الإعلام الغربية في مواجهة الفظائع في الوقت الفعلي. من رواندا إلى البوسنة، غالباً ما وصل الصحافيون متأخرين جداً - أو تم تكميم أفواههم حتى فات الأوان. في رواندا، استغرقت الصحافة أسابيع لتسمية «إبادة جماعية» كانت تتكشف على مرأى من الجميع. في البوسنة، وقعت مذبحة سريبرينيتشا بعد سنوات من التغطية المُلطّفة التي وصفت التطهير العرقي الصربي بأنه «صراع مُعقّد». في غزة، يكون التواطؤ أكثر حدة. رددت وسائل إعلام رائدة التصورات الحكومية الإسرائيلية، واصفةً المجاعة الجماعية بأنها «متنازع عليها»، ومصوّرةً الحصار بأنه «سياسة أمنية». لكن الوضع قد يتغير. فثقة الجمهور في هذه الروايات آخذة في التآكل. وقد يُفسد الصحافيون العائدون من غزة هذا التفاهم القائم منذ زمن، خاصةً إذا تناقضت لقطاتهم ومقابلاتهم مع أشهر من التقارير الرسمية. لم يعد السؤال المطروح هو ما إذا كانت وسائل الإعلام ستغطي غزة، بل ما إذا كانت ستجرؤ على نقل ما تراه. فإذا عاد الصحافيون قبل اكتمال التهجير القسري، فإن إسرائيل تُخاطر ليس فقط بسمعتها، بل بالكشف القانوني أيضاً. قد تُؤدي أدلة جرائم الحرب - كالتهجير القسري، واستخدام التجويع كسلاح، وتدمير البنية التحتية المدنية - إلى مقاضاة بموجب القانون الدولي. وقد حذّرت المحكمة الجنائية الدولية بالفعل من أنها تراقب الوضع. وقد تُبادر الدول ذات الولاية القضائية العالمية إلى رفع دعاوى قضائية. وكما كان الحال مع مرتكبي «الإبادة الجماعية» في رواندا وقادة صربيا، غالباً ما تتبع الإجراءات القانونية سيل الصور، وليس انتصار المعركة. لعقود، صوّرَت إسرائيل نفسها كديمقراطية. وقد مكّن هذا السرد من تأطير الحروب الموسعة حسب الضرورة. لكن من دون نزوح جماعي، ومن دون تهجير سكان غزة من أرضهم، سيشهد العالم فشل هذا السرد. ومع حرية الوصول غير المقيدة، سيكشف الصحفيون الهجمات غير المتناسبة على البنية التحتية المدنية، وخرافة «الضربات الجراحية»، والاستهداف الممنهج للمستشفيات والمدارس والملاجئ. إن أكثر وسائل الحماية فعالية لإسرائيل - الغطاء الدبلوماسي الأميركي والأوروبي - بدأ يتصدع. إذا وثّق الصحافيون العائدون فظائع لا يمكن انكارها، فسيتزايد الضغط على الحكومات الغربية لتجميد مبيعات الأسلحة، وربط المساعدات بشروط، ودعم تحقيقات جرائم الحرب. وبالفعل، تدعو بعض البرلمانات إلى فرض حظر وتحقيقات مستقلة. ما بدا مستحيلاً في السابق - العقوبات الغربية على إسرائيل - قد يصبح قابلاً للتطبيق سياسياً إذا أصبحت تكلفته المعنوية باهظة للغاية. ولعل أعمق جرح سيكون رمزياً. فالرواية الصهيونية، المبنية على فكرة اللجوء من الاضطهاد، قد تتصدع بشكل لا رجعة فيه. قد تقلب صور غزة - عندما يبثها صحافيون من لندن أو باريس أو ساو باولو أو جوهانسبورغ - قطبية التعاطف العالمي. قد يُنظر إلى «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» ليس كضحية، بل ككيان خطر مسلح نووياً وتوسعي. لو نجحت الخطة - نقل الفلسطينيين إلى الخارج - لربما أصبحت غزة منطقة صامتة. الأراضي الخالية لا تشهد. لكن إن بقي أهلها، فسيكونون الأرشيف الحي لهذه الحرب. سيتحدثون، ويكتبون، ويصورون، ويتذكرون. سيعلمون أطفالهم ليس فقط البقاء، بل الصمود والكرامة وما فعل الصهاينة بهم، وستبقى قصصهم بعد هذه الحرب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store