logo
مظلة نووية فرنسية لحماية أوروبا.. هل يُقبل عرض ماكرون؟ – DW – 2025/5/20

مظلة نووية فرنسية لحماية أوروبا.. هل يُقبل عرض ماكرون؟ – DW – 2025/5/20

DWمنذ 12 ساعات

قبل ستين عاماً، عرضت فرنسا صواريخها النووية لأول مرة أمام أنظار العالم. واليوم يريد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حماية ليس فرنسا فحسب، بل أوروبا أيضاً. لكن عرضه هذا يحمل دلالات سياسية وتقابله العديد من العقبات.
المكان: العاصمة الفرنسية باريس، الزمان: 14 يوليو/ تموز 1965، المناسبة: عيد وطني في فرنسا. من بين سلاح الفرسان والموسيقى العسكرية وأعمدة الدبابات، فجأة يبرز شيء غير عادي على طول شارع العاصمة الفرنسية: صواريخ نووية على منصات إطلاق متحركة وقاذفات الميراج تدوي في السماء.
لقد كانت هذه المرة الأولى التي تعرض فيها فرنسا قوتها الرادعة النووية "القوة الضاربة" على الرأي العام العالمي. في العقود التالية، أصبحت بمثابة القلب الاستراتيجي للسياسة الدفاعية الفرنسية، تحت سيطرة وطنية بحتة ومستقلة بشكل كلي. القنبلة لا تمنح فرنسا مكانة دائمة في نادي القوى النووية فحسب، بل تمنحها أيضاً أداة للسياسة القائمة على القوة. ولكنها مكلفة: إذ يتم إنفاق أكثر من عشرة في المائة من ميزانية الدفاع سنويا على صيانتها وتحديثها. وهو عبء كبير بالنظر إلى الدين الوطني الفرنسي المرتفع.
سلاح الردع الفرنسي
لم تتغير العقيدة النووية في فرنسا كثيراً منذ عهد الرئيس الفرنسي الأسبق، شارل ديغول. إذ تهدف إلى حماية "المصالح الحيوية" لفرنسا، وهو مصطلح غامض قد يشمل أو لا يشمل في حالة الطوارئ الشركاء الأوروبيين. وبحسب العقيدة فإن استخدام الأسلحة النووية لا يهدف إلا إلى الدفاع عن النفس في الحالات القصوى.
والقرار يعود إلى رئيس الجمهورية وحده. وقد أكد رؤساء فرنسا، من ديغول إلى نيكولا ساركوزي، باستمرار على أن هذه المصالح الحيوية لها بعد أوروبي أيضاً. لكن تصريحاتهم ظلت رمزية ولم تتبعها رغبة حقيقية في تقاسم القنبلة، على الأقل علانية، إلى أن جاء ماكرون.
رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جاك شيراك أمام صواريخ نووية تكتيكية من نوع بلوتون (1975) صورة من: AFP/Getty Images
نقطة التحول مع ماكرون
منذ توليه منصبه في عام 2017، لم يغير ماكرون الاستراتيجية النووية الفرنسية، لكنه منحها بعداً أوروبياً. وفي كلمة ألقاها في المدرسة الحربية في فبراير/ شباط عام 2020، صرح ماكرون بأن الردع الفرنسي يخدم أيضاً أمن أوروبا وعرض حواراً استراتيجياً مع الشركاء الأوروبيين. ولقد تم تجاهل هذا الأمر إلى حد كبير في برلين، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تقويض الوعد الأميركي بتوفير الحماية لأوروبا.
ولكن النبرة تغيرت الآن: "لقد قدمت فرنسا عرضاً للحديث عن الأمر على الأقل وأنا أقبل مثل هذا العرض"، هذا ما قاله فريدريش ميرتس بعد وقت قصير من أدائه اليمين الدستورية كمستشار لألمانيا. ويرى ميرتس أن الدرع النووي الأميركي يجب أن يستكمل بصواريخ فرنسية وبريطانية: "لا يمكننا أن نستبدل الحماية النووية للولايات المتحدة داخل حلف شمال الأطلسي في أوروبا بمفردنا"، كما قال المستشار. وحتى الآن، لم يحسم ميرتس مسألة ما إذا كان من الممكن اعتبار "القوة الضاربة" بديلاً للمظلة الأميركية في حالة الطوارئ.
ماكرون خلال تقديمه معلومات عن خططه النووية على شاشة التلفزيون الفرنسي صورة من: Jacques Witt/SIPA/picture alliance
ما الذي تقدمه فرنسا؟
لا تقترح فرنسا قنبلة نووية أوروبية مشتركة، بل مسؤولية نووية مشتركة بالتدريج. وهو ما يمثل جوهر عرض ماكرون بإجراء حوار استراتيجي. وذلك عبر دعوة الشركاء الأوروبيين إلى فهم العقيدة النووية الفرنسية التي صيغت بأسلوب "الغموض الاستراتيجي" بشكل أفضل، والمشاركة في المناورات في دور المراقب، كما كان الحال في 2024، حين شاركت طائرة ناقلة إيطالية في مناورة فرنسية. غير أن هذا النقاش النظري الطويل أصبح ملموسا بشكل أكبر.
في مقابلة له على التلفزيون الفرنسي يوم الثلاثاء الماضي، صرح ماكرون بأن بولندا أعربت عن رغبتها في نشر أسلحة نووية فرنسية على أراضيها، على غرار المشاركة النووية في ألمانيا، حيث يتم تخزين القنابل النووية الأمريكية في قاعدة "بوشل" الجوية، بولاية راينلاند بلاتينات الألمانية، والتي يتم نقلها في حالة الطوارئ إلى هدفها بواسطة طائرات الجيش الألماني. وأعرب الرئيس الفرنسي عن استعداده لمناقشة تمديد المظلة النووية الفرنسية "مع جميع الشركاء الذين يرغبون في ذلك". وللمرة الأولى، لم يستبعد ماكرون علناً نشر أسلحة نووية فرنسية في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي.
المستشار الألماني فريدريش ميرتس يريد إجراء محادثات مع فرنسا بشأن الأسلحة النووية: صورة من:ويرى خبير الأمن الفرنسي البارز، برونو تيرترايس، فإن انفتاح ماكرون يحمل إشارة صامتة: "ما دامت الأسلحة النووية الأميركية موجودة في أوروبا، فمن وجهة النظر الفرنسية لا يوجد سبب حتى لمناقشة ما إذا كان ينبغي تخزين القنابل الفرنسية في ألمانيا أو في أي مكان آخر". رغم ذلك تعمل فرنسا على مواءمة بنيتها التحتية النووية بشكل أوثق مع أوروبا.
وفي قاعدة "لوكسويل سان سوفور"، على بعد 100 كيلومتر فقط من الحدود الألمانية، سيتم تحديث قاعدة عسكرية في السنوات القادمة لتصبح قاعدة أسلحة نووية لطائرات "رافال" المقاتلة. في إشارة إلى أن فرنسا لا تريد فقط الحفاظ على قدرتها النووية، بل تريد أيضا توسيعها بطريقة مستهدفة وأن قوة فرنسا النووية تقترب من أوروبا الوسطى.
ما الذي يبطئ المشروع؟
تملك فرنسا حاليا حوالي 300 رأس نووي. وهو عدد كافي للردع الوطني، ولكن ليس كافيا لنظام حماية أوروبي شامل. تم تصميم أنظمة حاملات الطائرات والغواصات الحاملة للصواريخ الباليستية والأنظمة التي يتم إطلاقها جواً لتتناسب مع متطلبات المهمة الفرنسية. "أريد أن أناقش هذا الأمر، لكن فرنسا لن تدفع ثمن أمن الآخرين"، هذا ما يوضحه الرئيس الفرنسي الآن. "لن يكون ذلك على حساب احتياجاتنا. والقرار النهائي بيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة".
أما الرسالة الخفية التي أراد ماكرون تمريرها هي أن التوسع تحت مظلة الردع الفرنسية يتطلب قدرات أكبر وكذلك المزيد من أنظمة التسليم، والبنية الأساسية الإضافية، والتدريبات الأكثر كثافة، وأن فرنسا قادرة على تحمل هذه التكلفة، ولكنها غير مستعدة لتمويلها بمفردها. كل من يريد الحماية يجب أن يشارك سياسيا، ولوجستيا، وماليا.
قاعدة بوشل الجوية في ولاية راينلاند بلاتينات الألمانية حيث تخزن أسلحة نووية أمريكية صورة من: Thomas Frey/dpa/picture-alliance
على الرغم من ذلك يستبعد ماكرون بشكل قاطع أي سيطرة أو قرار مشترك من جانب الشركاء فيما يتعلق باستخدام الأسلحة النووية. مجموعة التخطيط النووي التابعة لحلف شمال الأطلسي تناقش، ولكنها لا تتخذ القرارات. لأن القرار النهائي بشأن نشر هذه القوات يقع على عاتق الرئيس الأمريكي وحده، والذي هو في الوقت الحالي في يد دونالد ترامب.
نقاش تاريخي
إن النقاش النووي الحالي يعود إلى ستينيات القرن العشرين، عندما كانت لدى واشنطن خطط لإنشاء قوة نووية متعددة الأطراف "أسطول تابع لحلف شمال الأطلسي يحمل أسلحة نووية مشتركة". رفض شارل ديغول المشروع ودعا إلى بديل في بون: "من المؤكد أنك لا تعتقد أن الأميركيين سيمنحونك أي نفوذ حقيقي في الجبهة. لماذا لا تنضم إلينا؟" كما قال الرئيس الفرنسي لوزير الدولة للشؤون الخارجية في عام 1964. ولكن لم يتم تنفيذ القوة المتعددة الجنسيات ولا المكون النووي الفرنسي الألماني على الإطلاق. في 14 يوليو/تموز 1965، قدمت فرنسا قوة نووية وطنية بحتة إلى الرأي العام العالمي. لكن السؤال ما إذا كانت "القوة الضاربة" ستصبح أوروبية أكثر بعد مرور ستين عاماً، لا يعتمد على باريس فحسب، بل وأيضاً على برلين، ووارسو وواشنطن.
أعدته للعربية: إيمان ملوك

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مظلة نووية فرنسية لحماية أوروبا.. هل يُقبل عرض ماكرون؟ – DW – 2025/5/20
مظلة نووية فرنسية لحماية أوروبا.. هل يُقبل عرض ماكرون؟ – DW – 2025/5/20

DW

timeمنذ 12 ساعات

  • DW

مظلة نووية فرنسية لحماية أوروبا.. هل يُقبل عرض ماكرون؟ – DW – 2025/5/20

قبل ستين عاماً، عرضت فرنسا صواريخها النووية لأول مرة أمام أنظار العالم. واليوم يريد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حماية ليس فرنسا فحسب، بل أوروبا أيضاً. لكن عرضه هذا يحمل دلالات سياسية وتقابله العديد من العقبات. المكان: العاصمة الفرنسية باريس، الزمان: 14 يوليو/ تموز 1965، المناسبة: عيد وطني في فرنسا. من بين سلاح الفرسان والموسيقى العسكرية وأعمدة الدبابات، فجأة يبرز شيء غير عادي على طول شارع العاصمة الفرنسية: صواريخ نووية على منصات إطلاق متحركة وقاذفات الميراج تدوي في السماء. لقد كانت هذه المرة الأولى التي تعرض فيها فرنسا قوتها الرادعة النووية "القوة الضاربة" على الرأي العام العالمي. في العقود التالية، أصبحت بمثابة القلب الاستراتيجي للسياسة الدفاعية الفرنسية، تحت سيطرة وطنية بحتة ومستقلة بشكل كلي. القنبلة لا تمنح فرنسا مكانة دائمة في نادي القوى النووية فحسب، بل تمنحها أيضاً أداة للسياسة القائمة على القوة. ولكنها مكلفة: إذ يتم إنفاق أكثر من عشرة في المائة من ميزانية الدفاع سنويا على صيانتها وتحديثها. وهو عبء كبير بالنظر إلى الدين الوطني الفرنسي المرتفع. سلاح الردع الفرنسي لم تتغير العقيدة النووية في فرنسا كثيراً منذ عهد الرئيس الفرنسي الأسبق، شارل ديغول. إذ تهدف إلى حماية "المصالح الحيوية" لفرنسا، وهو مصطلح غامض قد يشمل أو لا يشمل في حالة الطوارئ الشركاء الأوروبيين. وبحسب العقيدة فإن استخدام الأسلحة النووية لا يهدف إلا إلى الدفاع عن النفس في الحالات القصوى. والقرار يعود إلى رئيس الجمهورية وحده. وقد أكد رؤساء فرنسا، من ديغول إلى نيكولا ساركوزي، باستمرار على أن هذه المصالح الحيوية لها بعد أوروبي أيضاً. لكن تصريحاتهم ظلت رمزية ولم تتبعها رغبة حقيقية في تقاسم القنبلة، على الأقل علانية، إلى أن جاء ماكرون. رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جاك شيراك أمام صواريخ نووية تكتيكية من نوع بلوتون (1975) صورة من: AFP/Getty Images نقطة التحول مع ماكرون منذ توليه منصبه في عام 2017، لم يغير ماكرون الاستراتيجية النووية الفرنسية، لكنه منحها بعداً أوروبياً. وفي كلمة ألقاها في المدرسة الحربية في فبراير/ شباط عام 2020، صرح ماكرون بأن الردع الفرنسي يخدم أيضاً أمن أوروبا وعرض حواراً استراتيجياً مع الشركاء الأوروبيين. ولقد تم تجاهل هذا الأمر إلى حد كبير في برلين، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تقويض الوعد الأميركي بتوفير الحماية لأوروبا. ولكن النبرة تغيرت الآن: "لقد قدمت فرنسا عرضاً للحديث عن الأمر على الأقل وأنا أقبل مثل هذا العرض"، هذا ما قاله فريدريش ميرتس بعد وقت قصير من أدائه اليمين الدستورية كمستشار لألمانيا. ويرى ميرتس أن الدرع النووي الأميركي يجب أن يستكمل بصواريخ فرنسية وبريطانية: "لا يمكننا أن نستبدل الحماية النووية للولايات المتحدة داخل حلف شمال الأطلسي في أوروبا بمفردنا"، كما قال المستشار. وحتى الآن، لم يحسم ميرتس مسألة ما إذا كان من الممكن اعتبار "القوة الضاربة" بديلاً للمظلة الأميركية في حالة الطوارئ. ماكرون خلال تقديمه معلومات عن خططه النووية على شاشة التلفزيون الفرنسي صورة من: Jacques Witt/SIPA/picture alliance ما الذي تقدمه فرنسا؟ لا تقترح فرنسا قنبلة نووية أوروبية مشتركة، بل مسؤولية نووية مشتركة بالتدريج. وهو ما يمثل جوهر عرض ماكرون بإجراء حوار استراتيجي. وذلك عبر دعوة الشركاء الأوروبيين إلى فهم العقيدة النووية الفرنسية التي صيغت بأسلوب "الغموض الاستراتيجي" بشكل أفضل، والمشاركة في المناورات في دور المراقب، كما كان الحال في 2024، حين شاركت طائرة ناقلة إيطالية في مناورة فرنسية. غير أن هذا النقاش النظري الطويل أصبح ملموسا بشكل أكبر. في مقابلة له على التلفزيون الفرنسي يوم الثلاثاء الماضي، صرح ماكرون بأن بولندا أعربت عن رغبتها في نشر أسلحة نووية فرنسية على أراضيها، على غرار المشاركة النووية في ألمانيا، حيث يتم تخزين القنابل النووية الأمريكية في قاعدة "بوشل" الجوية، بولاية راينلاند بلاتينات الألمانية، والتي يتم نقلها في حالة الطوارئ إلى هدفها بواسطة طائرات الجيش الألماني. وأعرب الرئيس الفرنسي عن استعداده لمناقشة تمديد المظلة النووية الفرنسية "مع جميع الشركاء الذين يرغبون في ذلك". وللمرة الأولى، لم يستبعد ماكرون علناً نشر أسلحة نووية فرنسية في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي. المستشار الألماني فريدريش ميرتس يريد إجراء محادثات مع فرنسا بشأن الأسلحة النووية: صورة من:ويرى خبير الأمن الفرنسي البارز، برونو تيرترايس، فإن انفتاح ماكرون يحمل إشارة صامتة: "ما دامت الأسلحة النووية الأميركية موجودة في أوروبا، فمن وجهة النظر الفرنسية لا يوجد سبب حتى لمناقشة ما إذا كان ينبغي تخزين القنابل الفرنسية في ألمانيا أو في أي مكان آخر". رغم ذلك تعمل فرنسا على مواءمة بنيتها التحتية النووية بشكل أوثق مع أوروبا. وفي قاعدة "لوكسويل سان سوفور"، على بعد 100 كيلومتر فقط من الحدود الألمانية، سيتم تحديث قاعدة عسكرية في السنوات القادمة لتصبح قاعدة أسلحة نووية لطائرات "رافال" المقاتلة. في إشارة إلى أن فرنسا لا تريد فقط الحفاظ على قدرتها النووية، بل تريد أيضا توسيعها بطريقة مستهدفة وأن قوة فرنسا النووية تقترب من أوروبا الوسطى. ما الذي يبطئ المشروع؟ تملك فرنسا حاليا حوالي 300 رأس نووي. وهو عدد كافي للردع الوطني، ولكن ليس كافيا لنظام حماية أوروبي شامل. تم تصميم أنظمة حاملات الطائرات والغواصات الحاملة للصواريخ الباليستية والأنظمة التي يتم إطلاقها جواً لتتناسب مع متطلبات المهمة الفرنسية. "أريد أن أناقش هذا الأمر، لكن فرنسا لن تدفع ثمن أمن الآخرين"، هذا ما يوضحه الرئيس الفرنسي الآن. "لن يكون ذلك على حساب احتياجاتنا. والقرار النهائي بيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة". أما الرسالة الخفية التي أراد ماكرون تمريرها هي أن التوسع تحت مظلة الردع الفرنسية يتطلب قدرات أكبر وكذلك المزيد من أنظمة التسليم، والبنية الأساسية الإضافية، والتدريبات الأكثر كثافة، وأن فرنسا قادرة على تحمل هذه التكلفة، ولكنها غير مستعدة لتمويلها بمفردها. كل من يريد الحماية يجب أن يشارك سياسيا، ولوجستيا، وماليا. قاعدة بوشل الجوية في ولاية راينلاند بلاتينات الألمانية حيث تخزن أسلحة نووية أمريكية صورة من: Thomas Frey/dpa/picture-alliance على الرغم من ذلك يستبعد ماكرون بشكل قاطع أي سيطرة أو قرار مشترك من جانب الشركاء فيما يتعلق باستخدام الأسلحة النووية. مجموعة التخطيط النووي التابعة لحلف شمال الأطلسي تناقش، ولكنها لا تتخذ القرارات. لأن القرار النهائي بشأن نشر هذه القوات يقع على عاتق الرئيس الأمريكي وحده، والذي هو في الوقت الحالي في يد دونالد ترامب. نقاش تاريخي إن النقاش النووي الحالي يعود إلى ستينيات القرن العشرين، عندما كانت لدى واشنطن خطط لإنشاء قوة نووية متعددة الأطراف "أسطول تابع لحلف شمال الأطلسي يحمل أسلحة نووية مشتركة". رفض شارل ديغول المشروع ودعا إلى بديل في بون: "من المؤكد أنك لا تعتقد أن الأميركيين سيمنحونك أي نفوذ حقيقي في الجبهة. لماذا لا تنضم إلينا؟" كما قال الرئيس الفرنسي لوزير الدولة للشؤون الخارجية في عام 1964. ولكن لم يتم تنفيذ القوة المتعددة الجنسيات ولا المكون النووي الفرنسي الألماني على الإطلاق. في 14 يوليو/تموز 1965، قدمت فرنسا قوة نووية وطنية بحتة إلى الرأي العام العالمي. لكن السؤال ما إذا كانت "القوة الضاربة" ستصبح أوروبية أكثر بعد مرور ستين عاماً، لا يعتمد على باريس فحسب، بل وأيضاً على برلين، ووارسو وواشنطن. أعدته للعربية: إيمان ملوك

الشروط الروسية تعرقل التوصل إلى هدنة بين موسكو وكييف – DW – 2025/5/17

DW

timeمنذ 3 أيام

  • DW

الشروط الروسية تعرقل التوصل إلى هدنة بين موسكو وكييف – DW – 2025/5/17

أكد الكرملين، السبت (17 مايو/ أيار) أن أي لقاء محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتطلب التوصل إلى "اتفاقات مسبقة" بين الطرفين. ورغم الاتفاق المحدود على تبادل الأسرى، الذي شهدته مدينة اسطنبول التركية، تبقى احتمالات تحقيق اختراق كبير ضئيلة في الوقت الحالي. فالتباين بين شروط الطرفين، إضافة إلى استمرار العمليات العسكرية، يعيق التوصل إلى هدنة. وفي حين أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي استضاف المحادثات، أهميتها لإنهاء الحرب، مشيرا إلى استمرار تركيا بدور الوسيط، شددت تصريحات الكرملين بضرورة إبقاء المفاوضات "سرية". شروط روسية لوقف النار وتشمل الشروط الروسية، وفقًا لمصدر أوكراني مطلع، انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونيتسك، زابوريجيا، خيرسون، ولوهانسك، التي تطالب موسكو بالسيادة عليها، قبل الموافقة على وقف إطلاق النار. كما تطالب روسيا بتخلي أوكرانيا عن طموحها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتنازل عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014، إضافة إلى وقف شحنات الأسلحة الغربية إلى كييف. هذه المطالب، التي وصفها مصدر أوكراني بأنها "تتجاوز المقترح الأمريكي"، تُعتبر غير مقبولة من قبل أوكرانيا، التي تطالب بانسحاب كامل للقوات الروسية من أراضيها، بما يشمل حوالي 20% من الأراضي المحتلة. وخلالالمفاوضاتالتي استمرت أقل من ساعتين، لم يُحرز الطرفان تقدمًا كبيرًا، باستثناء اتفاق على تبادل ألف أسير حرب من كل جانب، وهو ما يُتوقع تنفيذه الأسبوع المقبل، وفق تصريحات رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف. وأشار فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين الروس، إلى أن موسكو "أخذت علمًا" بطلب كييف لعقد قمة بين الرئيسين، لكنه أكد أن المباحثات المستقبلية تعتمد على تنفيذ هذا التبادل أولًا. شروط تعجيزية.. هل أفشل الروس مفاوضات اسطنبول؟ To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video موقف أوكرانيا الجانب الأوكراني يصر على ضرورة وقف إطلاق نار "غير مشروط" لمدة 30 يومًا كشرط أساسي للمضي قدمًا في المفاوضات، وهو مطلب دعمته حكومات غربية، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا. ومع ذلك، رفضت روسيا هذا العرض مرارًا، معتبرة أن المفاوضات يجب أن تتناول "الأسباب الجذرية" للصراع، وهو تعبير يُشير إلى مطالبها الإقليمية وشروطها السياسية. على صعيد الضغوط الدولية، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلا الطرفين إلى إنهاء الصراع، مهددًا بالتخلي عن جهود الوساطة إذا لم يُحرز تقدم واضح. ومع ذلك، أثارت تصريحات ترامب التي دعت زيلينسكي لقبول المحادثات المباشرة دون شروط مسبقة، قلق الأوكرانيين والأوروبيين من ميل واشنطن نحو موسكو. في المقابل، أعلنت أوروبا، بقيادة فرنسا والاتحاد الأوروبي، عن خطط لفرض عقوبات جديدة على القطاعات المصرفية والطاقة الروسية، بهدف "خنق" الاقتصاد الروسي إذا استمر رفض موسكو لوقف إطلاق النار. الوضع الميداني على الأرض، تواصل القوات الروسية هجماتها، حيث أسفر هجوم بطائرة مسيرة على حافلة مدنية في منطقة سومي عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أربعة آخرين، وهو ما وصفه زيلينسكي بـ"القتل المتعمد للمدنيين". كما أعلنت روسيا عن سيطرتها على بلدة ألكسندروبيل في دونيتسك، مما يعكس تفوقها العسكري الحالي. هذه التطورات تزيد من تعقيد المفاوضات، حيث استشهد ميدينسكي بقول نابليون: "الحرب والمفاوضات يجب أن تتم بالتزامن"، مبررًا استمرار تحرير: فلاح الياس

مستشار ألمانيا يدعو أوروبا للحفاظ على علاقات جيدة مع أمريكا – DW – 2025/5/16

DW

timeمنذ 4 أيام

  • DW

مستشار ألمانيا يدعو أوروبا للحفاظ على علاقات جيدة مع أمريكا – DW – 2025/5/16

غداة تأييد وزير الخارجية الألماني لمطلب ترامب بزيادة كبيرة في إنفاق أعضاء الناتو على الدفاع ليصل لِـ5% من الناتج المحلي الإجمالي، دعا المستشار الألماني ميرتس شركاءه الأوروبيين للحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة. دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس شركاءه الأوروبيين إلى بذل كل ما في وسعهم للحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة. وقال ميرتس خلال قمة المجتمع السياسي الأوروبي في ألبانيا اليوم الجمعة (16 مايو/أيار 2025): "أعتقد أننا يجب أن نبذل كل جهد ممكن للحفاظ على الأمريكيين في صفنا". وأضاف: "لا يمكننا أن نبدل أو نعوض ما يقدمه الأمريكيون لنا في أوروبا، في قارتنا، ومن أجل سلامنا وحريتنا"، مؤكدا أن ألمانيا ممتنة للغاية للولايات المتحدة من أجل ذلك. ولم يوضح ميرتس إنْ كان يقصد أن يتقيد جميع شركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) بمطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من ناتجهم الاقتصادي. وبدلا من ذلك كرر ميرتس دعوته لعدم التركيز فقط على المال عندما يتعلق الأمر بالدفاع. وقال: "علينا أن نتحدث عن الكفاءة، وعن عدد الأنظمة، وعن وفورات في الحجم". وأشار ميرتس إلى عمليات شراء المعدات الدفاعية المعقدة، وإلى مشكلة إنفاق الأموال على عدد كبير للغاية من الأنظمة المختلفة. وقال: "إننا لا نحصل على ما يكفي من المعدات مقابل ما ننفقه من مال". المستشار الألماني الجديد يعتزم بناء أقوى جيش في أوروبا To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وكان وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول قد أيد -في اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في تركيا أمس الخميس- مطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة كبيرة في إنفاق الدول الأعضاء في الناتو على الدفاع، ليصل إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي. لكن فاديبول أوضح أن الإنفاق الدفاعي التقليدي بنسبة 3,5% من الناتج المحلي الإجمالي سيكون كافيا أيضا، بشرط تخصيص نسبة 1,5% إضافية من الناتج الاقتصادي للبنية التحتية العسكرية. وفي المقابل رد سياسيون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي -الشريك في الائتلاف الحاكم بقيادة ميرتس- بتحفظ على تصريحات فاديبول. تحرير: عادل الشروعات

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store