logo
واشنطن تريد من "يونيفيل" محاربة حزب الله وإلا المغادرة

واشنطن تريد من "يونيفيل" محاربة حزب الله وإلا المغادرة

العربي الجديدمنذ يوم واحد

يعود ملف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إلى الواجهة، بعد بروز تقارير إعلامية إسرائيلية، أول من أمس الأحد، جاء فيها أن هناك توافقاً أميركياً ـ إسرائيلياً على إنهاء عمل القوة الأممية في لبنان، وذلك قبل شهرين من مناقشة مجلس الأمن تمديد مهمتها عاماً إضافياً في أواخر شهر أغسطس/ آب المقبل، كما في كل عام، منذ بدء مهمتها في لبنان في عام 1978، بعد
الاجتياح الإسرائيلي
الأول لجنوب لبنان. واكتفت مصادر في "يونيفيل" بالقول لـ"العربي الجديد"، إننا "مستمرّون في أداء مهامنا، ونحن نلتزم بتكليف مجلس الأمن، بموجب قراره وبناءً على طلب الحكومة اللبنانية". في المقابل، كشفت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، أن "لبنان لم يتبلغ رسمياً بموضوع حصول توافق أميركي إسرائيلي على إنهاء مهمة القوة الأممية في الجنوب"، مؤكدة أن "لبنان يعمل على تقديم رسالة لمجلس الأمن للتجديد والفرنسيين يساعدونه لتبقى المهام كما هي رغم الضغوطات".
مساعٍ لتغيير صلاحيات "يونيفيل"
وقالت المصادر إن "الأميركيين والإسرائيليين يضغطون كل عام مع اقتراب موعد التجديد لقوات الطوارئ الدولية، من أجل تغيير صلاحياتها والرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغط في هذا السياق أيضاً في ولايته الأولى (2017 ـ 2021) لعدم تمويل الولايات المتحدة الحصّة التي تدفعها ليونيفيل (بين 25% و30% من المبلغ السنوي الذي يتراوح بين 500 و550 مليون دولار)، كونه يعتبر أنها لم تقم بالمهمة كما يجب، وهذه السنة المشهد يتكرّر، لكن الموضوع اليوم أكثر جدّية بعد الحرب والتطورات الأخيرة". كذلك، كشفت المصادر نفسها أن "الأميركيين سيرسلون وفداً عسكرياً لإجراء تقييم وبناءً عليه سيتخذون القرار، لكن لا معلومات بعد حول موعد مجيء الوفد، ولبنان يعمل على التجديد".
الفرنسيون يسعون لأن تبقى مهام يونيفيل كما هي رغم الضغوطات
وبالنسبة إلى الإدارة الأميركية، إما يتم توسيع صلاحيات يونيفيل لتصبح قادرة على محاربة حزب الله، أم أنه لا جدوى من بقائها بمثابة شاهد دائم على انتهاكات إسرائيل وعدوانها على لبنان. بدوره، فإنّ حزب الله لا يكنّ وداً لليونيفيل، وهو ما يترجَم هجمات دورية تُنسب إلى "الأهالي" في قرى جنوبية تدخلها دوريات القوة الدولية، فيتم اعتراضها والاعتداء على عناصرها، وهو ما زادت وتيرته في الفترة الأخيرة. وقبل الحرب الأخيرة،
قُتل عنصر أيرلندي
من "يونيفيل" عام 2022 في قرية العاقبية على يد خمسة عناصر من حزب الله بحسب القضاء العسكري اللبناني.
ومن شأن إنهاء مهمة "يونيفيل"، في حال حصوله، أن يولّد فراغاً أمنياً بالغ التأثير بين لبنان وإسرائيل. ويعود ذلك إلى أن القوة الأممية، الموجودة منذ عام 1978، تحولت إلى قوة أكبر حجماً بعد العدوان الإسرائيلي في صيف 2006، حتى أن عديدها بلغ في بعض الأحيان نحو 14 ألف عنصر، قبل أن يستقر في السنوات الأخيرة على نحو عشرة آلاف عنصر. وساهمت "يونيفيل" في منع بعض الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في العدوان الأخير على لبنان بين سبتمبر/ أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رغم تكرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو دعواته للقوة الدولية إلى الانسحاب من مواقعها، خصوصاً في القطاع الغربي لجهة الشواطئ الجنوبية اللبنانية، وهو ما رفضته "يونيفيل"، وهو ربما ما كلفها استهدافاً إسرائيلياً مباشراً مراراً خلال الحرب الماضية أوقع إصابات عديدة في صفوفها. وإنهاء مهمة "يونيفيل" سيؤثر بالسلب على تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 (وضع حداً للعدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 2006)، ما يعني عملياً إسقاطه من المعادلات الإسرائيلية.
تقارير عربية
التحديثات الحية
معركة التجديد لـ"اليونيفيل": لا إجماع على ضغط واشنطن لتوسيع مهماتها
مع العلم أن "يونيفيل" جزء من لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، أي اتفاق وقف النار المقرّ بين إسرائيل ولبنان في 27 نوفمبر الماضي، والتي تترأسها الولايات المتحدة، وتضمّ فرنسا ولبنان وإسرائيل أيضاً. ويعني سحب قوة يونيفيل أن المراقبة الدولية بين لبنان وإسرائيل ستقتصر على الأميركيين والفرنسيين، مع تغييب دور الأمم المتحدة بالكامل. ويُفسح ذلك إن حصل المجال أيضاً لمزيد من الاضطرابات الأمنية في الجنوب اللبناني. ودائماً ما تخرج إلى العلن سيناريوهات عديدة مع اقتراب موعد التجديد لـ"يونيفيل" قبل إقراره، فتزداد الضغوطات، خصوصاً الأميركية، لتوسعة حركة القوات الدولية وتعزيز حضورها في الأماكن التي تُعرف بأنها خاضعة لحزب الله، مع مطالبات تصل إلى نقل مهامها من الفصل السادس، وفقاً
لقرار مجلس الأمن 1701
، الداعي إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي ينظّم حل النزاعات بالقوة، وهو ما يرفضه لبنان.
في المقابل، تعمل فرنسا على إتمام التمديد للقوة الدولية بتقديمها صيغاً مقبولة مع تمسّكها ببقاء "يونيفيل" جنوباً، علماً أنه بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان بين سبتمبر ونوفمبر الماضيين، تكرست وقائع جديدة على الأرض، عبر استمرار الخروقات الإسرائيلية اليوم، واحتلال إسرائيل خمسة مواقع في الجنوب اللبناني. في السياق، من المقرر أن يبدأ الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، زيارة إلى بيروت، اليوم الثلاثاء، من أجل بحث وقف إطلاق النار مع إسرائيل وإعادة الإعمار والإصلاحات. وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إن "فرنسا مهتمّة بالملف اللبناني... وتعدّ من رعاة اتفاق وقف إطلاق النار، وممثلة بلجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، وهي تسعى لتفعيل عمل هذه اللجنة، خصوصاً على ضوء استمرار الخروقات الإسرائيلية، واحتلال إسرائيل المواقع الخمسة في الجنوب".
مصادر رسمية لبنانية: الأميركيون سيرسلون وفداً عسكرياً لإجراء تقييم وبناءً عليه سيتخذون القرار في موضوع "يونيفيل"
وأردفت المصادر أن "لبنان سيدعو الفرنسيين إلى تكثيف الضغط الدولي على إسرائيل للجم اعتداءاتها والانسحاب من المواقع التي تحتلها وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، لأن استمرار خروقاتها من شأنه أن يبقي مصير الاتفاق مهدّداً، كما يعرقل عمل الجيش اللبناني". كذلك لفتت إلى أن "لبنان سيناقش موضوع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، خصوصاً بعد تلويح الجيش اللبناني بتجميد التعاون معها، في ظلّ رفض إسرائيل التجاوب معها، وذلك عقب الخروقات المستمرة، وآخرها الغارات التي شنتها على الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الخميس الماضي". وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية قد أفادت، مساء الأحد، بأن إسرائيل والولايات المتحدة قررتا إنهاء مهمة "يونيفيل"، مشيرة في تقرير إلى أن "إسرائيل قررت الانضمام إلى موقف الإدارة الأميركية الداعي إلى إنهاء مهمة يونيفيل".
تكاليف تشغيل "يونيفيل"
وبحسب التقرير، فإن "الولايات المتحدة تسعى إلى
تقليص التكاليف
المرتبطة بتشغيل القوة التابعة للأمم المتحدة"، فيما ذكر أن الأسابيع الأخيرة شهدت نقاشات مكثفة في إسرائيل، حول جدوى استمرار مهمة "يونيفيل"، في ظل ما وصفه التقرير بأنه "فشل تاريخي في تنفيذ تفويضها بمنع تسليح حزب الله". واعتبر تقرير الصحيفة أن التقديرات الإسرائيلية السابقة كانت ترى أن "وجود يونيفيل على الأرض، رغم ضعفه، أفضل من غيابه"، إلا أن هذا التقدير تغيّر في الأشهر الأخيرة، بعدما "أبدى الجيش الإسرائيلي ارتياحه للإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني ضد تسليح حزب الله، وهي خطوات غير مسبوقة منذ بدء وقف إطلاق النار". إلا أن التقرير أشار إلى أن "هذه الجهود لا تزال بعيدة عن الكمال"، مضيفاً أنه "في الأسبوع الماضي، قصف سلاح الجو الإسرائيلي مستودعات تابعة لحزب الله (في الضاحية الجنوبية لبيروت)، بعدما رفض الجيش اللبناني التعامل معها رغم حصوله على المعلومات الاستخبارية". ونقلت "يسرائيل هيوم" عن مصدر مطلع قوله إن "تسوية قد تُطرح، تشمل تقليصاً تدريجياً لنشاط يونيفيل"، لكنه أكد أن "القرار النهائي سيعود في نهاية المطاف إلى الرئيس الأميركي ترامب".
تقارير عربية
التحديثات الحية
الجيش اللبناني بعد وقف إطلاق النار.. تحديات لمهمّات صعبة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قتلى بأقوى هجوم روسي على خاركيف وخيرسون في أوكرانيا
قتلى بأقوى هجوم روسي على خاركيف وخيرسون في أوكرانيا

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

قتلى بأقوى هجوم روسي على خاركيف وخيرسون في أوكرانيا

قتل 5 أشخاص، فجر السبت، في هجمات شنتها روسيا على مدينتي خاركيف وخيرسون في أوكرانيا . ففي خاركيف، ثاني كبرى مدن أوكرانيا، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 22 آخرون عندما شنّت موسكو قبيل فجر السبت، حملة قصف على المدينة، قال رئيس بلديتها إنها الأعنف على المدينة منذ بداية الحرب قبل أكثر من ثلاثة أعوام. وقد عززت روسيا في الأسابيع الأخيرة تقدمها على خط الجبهة لكن المحادثات الأخيرة في إسطنبول بين موسكو وكييف فشلت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وكتب رئيس بلدية خاركيف، إيغور تيريخوف، على تطبيق تليغرام: "تشهد خاركيف حالياً أقوى هجوم منذ بداية الحرب الشاملة"، واصفاً استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والقنابل الموجهة في آن واحد لقصف المدينة. وكتب تيريخوف عند الساعة 4:40 صباحاً (01:40 ت غ): "حتى الآن، سُمع ما لا يقل عن 40 انفجاراً في المدينة خلال الساعة والنصف الماضية"، مضيفاً أن "الطائرات المسيَّرة لا تزال تحلّق في السماء"، ومحذراً من أن "التهديد لا يزال قائماً". وأشار تيريخوف إلى أن غارة على مبنى سكني في منطقة كييفسكي أدت إلى مقتل 3 أشخاص. أحداث الغزو الروسي لأوكرانيا 24 فبراير 2022 وأعلن أوليغ سينيغوبوف، حاكم منطقة خاركيف، أن من بين الجرحى طفلين، مشيراً إلى أن "الطاقم الطبي يقدم المساعدة اللازمة". وأول من أمس الخميس، أصيب ما لا يقل عن 18 شخصاً، بينهم أربعة أطفال، في غارات على المدينة الشمالية الشرقية تسببت باشتعال النيران في مبنى سكني. وفي مدينة خيرسون (جنوب)، قتل شخصان في ضربة استهدفت مبنى، بحسب ما أفاد حاكم المنطقة أولكسندر بروكودين. وفي لوتسك (غرب) قرب الحدود مع بولندا، عثر رجال الإنقاذ السبت على جثة ضحية ثانية قضت في قصف تعرضت له المدينة الجمعة. وأشارت السلطات الى أن القتيلة شابة في العشرينيات. وبذلك، ارتفعت حصيلة الضربات التي شنّتها روسيا على مناطق أوكرانية عدة ليل الخميس الجمعة، الى خمسة قتلى. وتوعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1952، أي بعد 7 سنوات من نهاية الحرب العالمية الثانية، التي فقد فيها شقيقه الأكبر وأصيب فيها والده، عمل 16 عامًا في جهاز الاستخبارات الروسي، ثم رئيسًا للوزراء عام 1999، ورئيسًا مؤقتًا في نفس العام، وفاز في الانتخابات الرئاسية: 2000، 2004، 2012، 2018، 2024 بالرد على هجوم أوكراني بطائرات مسيَّرة دمّر قاذفات قادرة على حمل رؤوس نووية، في هجوم على قواعد جوية تبعد مئات الكيلومترات عن الحدود. وأمس الجمعة، شدد الكرملين على أن الحرب في أوكرانيا "مسألة وجودية" بالنسبة إلى روسيا، وذلك في رد على سؤال عن تشبيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 للصراع بأنه "شجار في ساحة لعب". وقال ترامب أول من أمس الخميس: "في بعض الأحيان، ترى طفلين صغيرين يتشاجران بجنون، ويكره بعضهما بعضاً ويتشاجران في حديقة". وأضاف: "من الأفضل أحياناً أن تتركهما يتشاجران لبعض الوقت ثم تفصل بينهما". روسيا تتهم أوكرانيا بإرجاء عملية تبادل أسرى الحرب من جهة أخرى، اتهمت روسيا أوكرانيا، السبت، بـ"إرجاء" عملية لتبادل مئات من أسرى الحرب لدى الطرفين واستعادة جثث جنود قتلى، توافق عليها الطرفان خلال مباحثات سلام بدأت في إسطنبول يوم الاثنين الماضي. وقال كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي على منصات التواصل الاجتماعي: "أرجأ الجانب الأوكراني بشكل غير متوقع ولفترة غير محددة، تسلّم الجثث وتبادل أسرى الحرب". واتفق وفدا موسكو وكييف على تبادل كل الجنود الجرحى، وأسرى الحرب دون سن الخامسة والعشرين. وكانت هذه النتيجة الملموسة الوحيدة للمباحثات التي رفضت خلالها روسيا دعوات أوكرانيا المتكررة إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقال ميدينسكي إن روسيا جلبت جثث 1212 جنديا أوكرانيا قضوا في القتال إلى "منطقة التبادل". ويشكل ذلك الدفعة الأولى من أصل ستة آلاف جثة. وسلمت موسكو كييف أيضا قائمة بأسماء 640 أسير حرب لتبادلهم في الدفعة الأولى. ومن المفترض الإفراج عن ألف أسير من كل جانب في أكبر عملية تبادل منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات. وأوضح ميدينسكي: "نحث كييف على التزام الجدول الزمني بحذافيره فضلا عن كل الاتفاقات المبرمة وبدء عملية التبادل فورا". ولم تعلق كييف فورا على الاتهام. (فرانس برس، العربي الجديد)

الاحتلال وصناعة الفوضى بغزة... مليشيا ياسر أبو شباب نموذجاً
الاحتلال وصناعة الفوضى بغزة... مليشيا ياسر أبو شباب نموذجاً

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

الاحتلال وصناعة الفوضى بغزة... مليشيا ياسر أبو شباب نموذجاً

لم تتوقف المحاولات الإسرائيلية منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن محاولة اختراق الجبهة الداخلية الفلسطينية في القطاع وصناعة الفوضى وإنشاء مليشيا ياسر أبو شباب لضرب المنظومة المجتمعية. ووضع الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول للحرب هدف استبدال حكم حركة حماس بأطراف فلسطينية، ليس من ضمنها السلطة الوطنية، كهدف استراتيجي لحرب الإبادة. وهو ما عبّر عنه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في أكثر من خطاب، عبر ترداد عبارة "لا فتحستان ولا حماستان في غزة". وخلال الأشهر الستة الأولى للحرب، سعى الاحتلال لتفكيك المنظومة الحكومية، عبر استهداف قيادات المنظومة الأمنية والشرطية والشخصيات الحكومية البارزة في غزة إلى جانب الشخصيات المجتمعية. لاحقاً، اتسعت المساعي الإسرائيلية عبر السعي للتعاون مع مسؤولي العشائر والعائلات في غزة، وهو ما رفضته شريحة واسعة من العائلات ، فيما لاحقت المقاومة عدداً محدوداً من عائلات قبلت بالتعاون مع الاحتلال في مسعاه. أحمد عطاونة: الهدف الأساسي من ظاهرة ياسر أبو شباب هو ضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية مليشيا ياسر أبو شباب مع تعثّر عدد من الخطط الإسرائيلية المرتبطة بإعادة ظاهرة "روابط القرى" أو العمل مع العائلات الفلسطينية في غزة، سعى الاحتلال لتعزيز حالة الفوضى في القطاع، عبر السماح بعمليات السرقة التي تتم للشاحنات والبضائع التجارية من دون أي استهداف للعصابات. واتسعت هذه الحالة من خلال ما عرف بمجموعات ياسر أبو شباب، وهي عصابة منظمة تنشط في المناطق الشرقية لمدينة رفح، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي وتحت غطائه الكامل. وخلال الفترة التي سبقت العملية العسكرية في مدينة رفح في مايو/أيار 2024، كانت هذه العصابات تنشط على مقربة من معبر رفح البري، مستغلةً عمليات الاستهداف التي تطاول العناصر الأمنية والشرطية التي تتولّى عملية تأمين الشاحنات. وبعد العملية العسكرية في رفح ، اتسع دور هذه المجموعات لتصبح أكثر تنظيماً وتأثيراً في رفح، من خلال تحولها لمجموعة تضمّ نحو مائة شخص مسلح بإشراف إسرائيلي وتحمل اسم "القوات الشعبية"، وهو ما كشف عنه وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان، بأن نتنياهو سلّح عصابات في غزة، في إشارة إلى مليشيا ياسر أبو شباب ومجموعته. وبحسب المعلومات المتوفرة عن ياسر أبو شباب فهو صاحب سجل إجرامي، إذ اعتُقل للمرة الأولى في عام 2015 بتهمة ترويج المخدرات وتعاطيها، وحُكم عليه بالسجن 25 عاماً وظلّ مسجوناً في أحد السجون بخانيونس جنوبي القطاع. بعد اندلاع حرب الإبادة في أكتوبر 2023، فرّ ياسر أبو شباب من السجن وبدأ مع مجموعة من اللصوص تولّي مهمة اعتراض الشاحنات وسرقتها، ما تسبب في عدم وصول هذه المساعدات إلى المستفيدين منها مرات عدة. ويتهم ياسر أبو شباب بالتورط استخباراتياً في العمل مع الاحتلال الإسرائيلي عبر نقل معلومات أدت إلى قصف مقاومين وقتلهم خلال الحرب على غزة، فضلاً عن جمع معلومات مرتبطة بأنفاق المقاومة الفلسطينية. إلى جانب ذلك، عمل ياسر أبو شباب رفقة مجموعته على سرقة أسلحة ومعدات عسكرية خاصة بالأذرع العسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة، على مدار حرب الإبادة المتواصلة للعام الثاني على التوالي في مناطق رفح جنوباً. وأصدرت قبيلة الترابين التي تعود جذور ياسر أبو شباب إليها بياناً قبل أشهر أعلنت فيها براءتها منه، وأكدت ضرورة اعتقاله بعد سجله الإجرامي، وحالة الفوضى التي قام بخلقها من خلال عمله مع الاحتلال. رصد التحديثات الحية إسرائيل تدعم مليشيا قاتل أعضاؤها الجيش المصري في سيناء ضمن "داعش" فلسطينياً، يُربط اليوم بين ظاهرة أبو شباب وسعي الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز حالة الفوضى عبر إيجاد مجموعات مسلحة مماثلة في ظل حالة الانهيار الأمني التي أوجدتها الحرب، وبين ما جرى في لبنان عبر ما عرف سابقاً بـ"جيش لبنان الجنوبي" (جيش لحد). ويؤكد مدير مركز رؤية للتنمية السياسية أحمد عطاونة أنّ ما يُعرف بظاهرة أبو شباب في قطاع غزة ليست جديدة، بل تأتي في إطار سياسات قديمة انتهجها الاحتلال في مناطق متعددة خاضعة لاحتلاله عبر التاريخ، لكنها فشلت جميعها فشلاً ذريعاً رغم تحقيقها أهدافاً مرحلية مؤقتة. ويوضح عطاونة في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن الاحتلال تبنّى سابقاً تجارب مشابهة، أبرزها في جنوب لبنان عندما أنشأ ما يُعرف بـ"جيش لبنان الجنوبي"، الذي ضمّ لبنانيين متعاونين مع الاحتلال في مواجهة المقاومة اللبنانية، وكذلك في الضفة الغربية في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، حين حاول تشكيل مليشيات مسلحة عُرفت بـ"روابط القرى" كبديل عن القيادة الوطنية الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير، لكنها سقطت سريعاً لغياب الحاضنة الشعبية. ويشير عطاونة إلى أن الاحتلال يحاول اليوم إعادة ذات التجربة في قطاع غزة، من خلال تشكيل مليشيات مسلحة تعمل تحت سلطته، بهدف إحكام سيطرته الأمنية والعسكرية والاقتصادية على القطاع، معتبراً هذه الخطوة إحدى أدواته لفرض النفوذ الكامل. ويضيف أن الولايات المتحدة، من خلال مؤسساتها المختلفة، تؤدّي دوراً مكملاً في هذا المسار، بهدف تمكين الاحتلال من بسط سيطرته الإدارية والعسكرية، في محاولة لعزل الفلسطينيين بعضهم عن بعض، عبر تهجير بعضهم نحو الجنوب ووضعهم في معازل تحت إشراف مباشر من هذه المليشيات والاحتلال. ويبيّن عطاونة أن الهدف الأساسي من هذه الظاهرة هو ضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإضعاف التماسك المجتمعي، وتصفية قوى المقاومة، إلا أن وعي الشعب الفلسطيني كفيل بإفشال هذه المحاولات، كما حدث مع التجارب السابقة. إياد القرا: الظاهرة ليست إلا نتاجاً مباشراً لحالة الحرب التي فرضتها إسرائيل على القطاع تطور أمني ومجتمعي خطير من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن الظاهرة التي بدأت تتشكل أخيراً في قطاع غزة، والمتمثلة في جماعات مسلحة تتخابر علناً مع الاحتلال الإسرائيلي وتستخدم السلاح لخدمة أجنداته، تمثل تطوراً خطيراً على الصعيدين الأمني والمجتمعي، لكنها مرشحة للفشل السريع في ظل الرفض الشعبي الواسع لها. ويقول القرا في حديثٍ لـ"العربي الجديد" إن هذه الظاهرة ليست إلا نتاجاً مباشراً لحالة الحرب التي فرضتها إسرائيل على القطاع منذ أكثر من 20 شهراً، وفشلها المتكرر في القضاء على المقاومة، خصوصاً حركة حماس، وإيجاد بديل لها، سواء من خلال السلطة الفلسطينية أو غيرها من الجهات. ويضيف القرا أن الاحتلال استغل الوضع الإنساني المتدهور، وحالة التجويع الممنهج ، وسيطرته على دخول المساعدات الإنسانية، ليُعيد تشكيل واقع جديد في غزة عبر عصابات مسلحة تفرض نفسها بالقوة وتعمل لصالحه. ويشير إلى أن من يقف خلف هذه الظاهرة خليط غير متجانس من الأفراد، بعضهم أصحاب سوابق جنائية في قضايا المخدرات، وآخرون ينتمون إلى جماعات متطرفة ذات التوجهات الداعشية والقاعدية، وهي جماعات سبق أن واجهتها حكومة حماس بقوة وأخرجتها من المشهد في غزة. ويوضح القرا أن الاحتلال يعمل على تطوير هذه الجماعات وتوفير الحماية لها بهدف استخدامها ميدانياً خلال توغلاته في القطاع، أو للتحكم في توزيع المساعدات، أو حتى لخلق بيئة جديدة تساعده في تنفيذ خططه على الأرض، إلا أن المؤشرات تؤكد وجود رفض شعبي كبير لهذه الظاهرة، خصوصاً في حال الوصول إلى أي هدنة أو وقف لإطلاق النار، إذ ستُدرج هذه الجماعات ضمن الأهداف المحتملة للقوى الوطنية. وبحسب القرا، فإن إسرائيل "لا أصدقاء لها، وسرعان ما تتخلى عن أدواتها، وما يجري اليوم هو تكرار لأساليب قديمة ستفشل كما فشلت سابقاتها، لأن الشعب الفلسطيني يعي تماماً خطورة هذه الظاهرة وسيتعامل معها بما تستحق من مقاومة ورفض". أخبار التحديثات الحية زعيم عصابة مرتبط بإسرائيل يطلب من سكان شرق رفح العودة إلى منازلهم

تظاهرة في باريس دعما لغزة وللمطالبة بالإفراج عن نشطاء سفينة "مادلين"
تظاهرة في باريس دعما لغزة وللمطالبة بالإفراج عن نشطاء سفينة "مادلين"

العربي الجديد

timeمنذ 4 ساعات

  • العربي الجديد

تظاهرة في باريس دعما لغزة وللمطالبة بالإفراج عن نشطاء سفينة "مادلين"

تجمع مئات الأشخاص، مساء أمس الثلاثاء، في باريس للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين والمطالبة بإنهاء الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى الإفراج عن ناشطين كانوا على متن سفينة " مادلين " واحتجزتهم إسرائيل في المياه الإقليمية الدولية أثناء نقلهم مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني. وخلال هذه التظاهرة في ساحة لا ريبوبليك في العاصمة الفرنسية، ارتدى المتظاهرون، ومعظمهم من الشباب، الكوفيات ولوّحوا بالعلم الفلسطيني، وهتفوا شعارات متعددة بينها "دعوا الشاحنات تمر!"، و"إسرائيل تقتل، و(الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون متواطئ". كذلك، هتف المتظاهرون "ريما، ريما، باريس معكِ!"، في إشارة إلى عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن عن حزب " فرنسا الأبية " اليساري الراديكالي، والتي اعتقلتها السلطات الإسرائيلية الاثنين مع أحد عشر ناشطا آخرين على متن سفينة "مادلين". وشارك في التظاهرة عدد من الأعضاء البارزين في حزبها، مثل النائبة في البرلمان الأوروبي مانون أوبري والنائبة كليمانس غيتيه. وقالت فتيحة فاضل، وهي متقاعدة فرنسية مغربية تبلغ 67 عاما شاركت في المسيرة، لوكالة فرانس برس "اليوم، نرى أن القانون الدولي قد دُفن في غزة (...) من أجل البشرية جمعاء، يجب أن ينتهي ذلك". أخبار التحديثات الحية احتجاجات في إيطاليا تنديدا باختطاف إسرائيل لسفينة "مادلين" من بين الناشطين الاثني عشر الذين اعتُقلوا أول من أمس الاثنين، غادر ثلاثة فرنسيين والمواطنة السويدية غريتا تونبرغ ومواطن برازيلي، إسرائيل، أمس الثلاثاء، بعد توقيع أوراق تُجيز طردهم. أما الآخرون، ومن بينهم ريما حسن، فرفضوا التوقيع على الوثيقة وسيمثلون أمام السلطات القضائية الإسرائيلية. وأثار إنهاء إسرائيل رحلة سفينة "مادلين" غضباً دولياً، حيث ندد نشطاء حقوقيون وبرلمانيون باعتراض جيشها السفينة المحملة بمساعدات إنسانية قبيل بلوغها وجهتها النهائية على بعد كيلومترات من شواطئ القطاع، واختطاف طاقمها. وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية مكثفة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 20 شهرا. وقد خلفت الغارات اليومية دمارا هائلا في غزة، حيث يواجه السكان خطر المجاعة بسبب الحصار والقيود الصارمة على المساعدات الإنسانية، وفق الأمم المتحدة. ومارست إسرائيل القرصنة تجاه السفينة "مادلين" حين كانت تبحر في المياه الدولية، حيث حاصرتها بزوارق، وظهر الجنود في بث مباشر وهم يأمرون المتضامنين برفع أيديهم. وتأتي عملية القرصنة بعد تحذيرات إسرائيلية باعتبار إبحار السفينة "محاولة غير قانونية" لكسر الحصار البحري المفروض على غزة، وفق ما زعم بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع. (فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store