
المغرب يعزز مكانته لتصدر كرة القدم الأفريقية والعالمية
يستضيف المغرب كأس الأمم الأفريقية للسيدات 2024 في الفترة من 5 إلى 26 يوليو/ تموز، لكن تركيزه على المدى الطويل ينصب على الاستضافة المشتركة لكأس العالم لكرة القدم 2030.
لقد رسّخ المغرب مكانته كموطن لكرة القدم النسائية في أفريقيا. وخلال شهر يوليو/ تموز من هذا العام، سيسعى منتخبه الوطني إلى ترجمة طموحاته المتصاعدة إلى إنجازات داخل الملعب، بينما تواصل البلاد في تحقيق تقدم سريع بعيداً عن الملعب.
المملكة تستضيف نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات 2024 (وافكون) في الفترة من 5 إلى 26 يوليو/ تموز، بعد أن احتضنت نسخة 2022، واختيرت أيضاً لتنظيم بطولة 2026.
وهذا ليس سوى بداية الطريق فقط، إذ تستعد البلاد أيضاً لاستضافة بطولات رجالية بارزة في الأفق، وتستثمر مئات الملايين من الدولارات في مشاريع بنى تحتية ضخمة.
المملكة الواقعة في شمال أفريقيا تضع نُصب عينيها مكانة مرموقة في كرة القدم على الصعيدين القاري والعالمي، بدعم واهتمام كبيرين من العاهل المغربي محمد السادس، المعروف بشغفه الكبير باللعبة.
التحدي المقبل أمام لبؤات الأطلس هو تحسين نتيجتهن والظفر باللقب بعد الاكتفاء بالوصافة على أرضهن قبل ثلاث سنوات.
ومع ذلك، قد تنعكس آثار هذه البطولة على كرة القدم النسائية وما وراءها لسنوات قادمة.
قال مهدي القيشوري، مدرب نادي الفتح الرباطي للسيدات، لبي بي سي سبورت أفريقيا: "ستُلهب بطولة وافكون القادمة الحماس أكثر من أي وقت مضى. وقد تُحفز الفتيات الصغيرات على بدء اللعب رسمياً أو الحلم بالاحتراف، ولمَ لا، يوماً ما، للانضمام إلى منتخبنا الوطني".
دفعة قوية لكرة القدم المحلية
ويتدرب نادي الفتح الرباطي على ملعب الأمير مولاي عبد الله، الذي استقطب رقماً قياسياً أفريقياً من الحضور الجماهيري بلغ 50 ألف متفرج في نهائي كأس أمم أفريقيا 2022، حيث خسر المغرب أمام جنوب أفريقيا بنتيجة 2-1.
وأنهى الفريق الموسم الماضي في المركز الرابع ضمن الدوري المغربي لكرة القدم النسائية، في حين حصد غريمه في العاصمة، فريق الجيش الملكي، لقبه الثاني عشر. ورغم هيمنة نادي الجيش حالياً، يتوقّع المهدي القيشوري، مدرب الفتح، أن المنافسة ستشتد مستقبلاً.
وقال: "هناك إرادة من النادي، ومن الدولة بأكملها، ومن جلالة الملك لتطوير كرة القدم النسائية في المغرب. المشروع لا يزال في بداياته، لكن الطموح حاضر بقوة".
وأضاف: "المزيد من الأندية بدأت بفتح فِرَق نسائية، وهذا عنصر قوة كبير".
وتقول حارسة مرمى الفتح الرباطي، كوثر بن طالب، التي ساهمت في تتويج المغرب بطلاً قارياً لكرة الصالات هذا العام، إن كرة الصالات النسائية تشهد نمواً ملحوظاً.
وأضافت: "كرة القدم النسائية لم تكن تلقى أي اهتمام في السابق. واستضافة المغرب للبطولات، سواءً للنساء أو الرجال، سيدفعنا للأمام".
وتابعت: "الأجيال الصاعدة تملك اليوم كل ما تحتاجه من بنية تحتية ودعم لتطوير نفسها. أنصحهن بالاستفادة الكاملة من كل ما هو متاح، لأنهن وحدهن من سيستفيد".
البلاد تشهد تحوّلاً كبيراً
وستنطلق بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 في المغرب في ديسمبر/ كانون الأول، وتُستثمر مبالغ طائلة في مشاريع البنية التحتية، في الوقت الذي تستعد فيه المملكة للمشاركة في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2030.
وتخطط البلاد لزيادة سعة مطاراتها من 38 مليون مسافر (بنهاية عام 2024) إلى 80 مليون مسافر خلال السنوات الأربع والنصف المقبلة، مع العمل أيضاً على توسيع شبكة قطاراتها فائقة السرعة إلى مراكش وجنوباً إلى أغادير.
كما تشهد 45 منشأة رياضية، ما بين ملاعب ومراكز تدريب، عمليات توسعة أو تأهيل، أبرزها بناء ملعب الحسن الثاني قرب الدار البيضاء، والذي سيستوعب 115 ألف متفرج، كأكبر مشروع من نوعه في البلاد.
وقال أحد زوار سوق الرباط لبي بي سي: "المغرب ليس كما كان في السابق، إنه يتطور بوتيرة متسارعة للغاية".
وأضاف: "لقد بنوا مشاريع متعددة وتأكدوا من جاهزية البنية التحتية. والآن، يجري العمل على قدم وساق، لذا سيكون كل شيء جاهزاً في الوقت المحدد لكأس الأمم الأفريقية وكأس العالم إن شاء الله".
وسيكون لقطاع الضيافة نصيب من هذا الحراك.
قال ديفيد أزويلوس، صاحب دار ضيافة في العاصمة: "نرغب في استقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم، خصوصاً من لم يسبق لهم أن زاروا المغرب. منذ الإعلان عن البطولات المقبلة، أصبح الجميع مهتماً بالرياضة وكرة القدم. ونأمل أن يكون لبطولة السيدات نفس التأثير الذي تحققه بطولات الرجال".
ثمنالمغرب يأمل أن يجري اختيار ملعب الحسن الثاني لاستضافة نهائي كأس العالم 2030 قبل الملاعب الأخرى في البرتغال وإسبانيا.
ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة بناء ملعب الحسن الثاني وحده 500 مليون دولار (365 مليون جنيه إسترليني)، وهو مبلغٌ هائلٌ بالنظر إلى أن بعض المجتمعات لا تزال تُعيد بناء نفسها بعد الزلزال القوي الذي ضرب المنطقة الوسطى من المغرب عام 2023.
كما أن معدلات الضرائب المرتفعة، حيث يتجاوز إجمالي الدخل الفردي السنوي 180 ألف درهم (19,700 دولار أمريكي، 14,400 جنيه إسترليني) ويخضع لضريبة بنسبة 37 في المئة، تملأ خزائن البلاد وتساعد في تمويل مشاريع البنية التحتية.
وتشير منظمة العفو الدولية إلى أن المغرب يفرض قيوداً على حرية التعبير، بما في ذلك من خلال تجريم انتقاد الإسلام، والملكية، والمؤسسات الرسمية. وعندما قامت بي بي سي بجولة في الرباط في وقت سابق من هذا العام، لم يكن أحد مستعداً للحديث رسمياً عن كيفية إنفاق الأموال العامة.
ويعود ذلك جزئياً إلى شغف الملك محمد السادس بكرة القدم والمشاريع المرتبطة بإعادة كأس العالم إلى أفريقيا لأول مرة منذ 20 عاماً.
ومع ذلك، في فبراير/ شباط، ألقى مسؤول نقابي باللوم على السياسات الحكومية في "توسيع الفجوة الاقتصادية" في البلاد، حيث أظهرت آخر إحصائية أن معدل البطالة بلغ 21.3 في المئة.
وقد فاز المغرب بألقاب شبابية في كرة القدم للرجال في السنوات الأخيرة، لكنه سيُحرز إنجازات كبيرة بفضل إنفاقه على تطوير كرة القدم إذا رفعت لبؤات الأطلس كأس أفريقيا للسيدات في الرباط في 26 يوليو/ تموز.
وقالت المهاجمة روسيلا أيان لبرنامج "أفريكا ديلي" على قناة بي بي سي: "خلال السنوات الأربع الماضية، أشعر أنني شهدتُ تحولاً في الاستثمار، وفي أخذ كرة القدم النسائية على محمل الجد، ليس فقط في المغرب، بل في جميع أنحاء أفريقيا أيضاً".
وأضافت: "المغرب يتصدر المشهد فعلاً. مركز كرة القدم في الرباط (مجمّع محمد السادس) يُعد على الأرجح من بين الأفضل في العالم".
وتتابع: "إنها مثل أي شيء في الحياة. إذا استثمرت وقتك وأموالك ومواردك، فإن الأمور ستتحسن بالتأكيد".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 2 أيام
- الوسط
قصف الملعب ومجد فيدرر وسيطرة عائلة ويليامز، ما أهم محطات بطولة ويمبلدون لكرة المضرب؟
Wimbledon إحدى القنابل أصابت الملعب الرئيسي في ويمبلدون عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية تاريخ بطولة ويمبلدون "العريقة" لكرة المضرب الممتد منذ قرابة قرن ونصف، مليء بمحطات ولحظات تاريخية ومثيرة كثيرة. ما بين لحظات الغضب، والتعبير عن المشاعر، وإحساس المجد، ناهيك عن تلك المحطات التي تعكس تمسك البطولة بتقاليدها وعاداتها. في هذا التقرير، نتعرف على أبرز تلك اللحظات التي لا تُنسى. "انتهى الانتظار" Getty Images آندي موراي متأثراً بفوزه ببطولة ويمبلدون 2013 طلبت بي بي سي من تشارلز رانسي وهو رئيس سابق للشؤون الرياضية في المناطق الإنجليزية في هيئة الإذاعة البريطانية، أن يحدد أكثر لحظتين غير قابلتين للنسيان في تاريخ ويمبلدون. فاختار رانسي لحظة فوز البريطاني آندي موراي بلقب فردي الرجال لعام 2013. يقول رانسي لبي بي سي: "كان هذا أول فوز لرجل بريطاني منذ فريد بيري في عام 1936. انتظر الجمهور المحلي، وانتظر، وانتظر، لكن كما صاح المعلق التلفزيوني في بي بي سي أندرو كاسل (انتهى الانتظار…)". أما اللحظة الثانية التي تذكرها رانسي تعود لعام 1993، عندما كادت اللاعبة التشيكية يانا نوفوتنا أن تفوز بلقب السيدات، لكنها هُزمت على يد الألمانية شتيفي غراف. وبينما كانت نوفوتنا تتقدم للحصول على لقب المركز الثاني انهمرت دموعها، لكن دوقة كينت الأميرة كاثرين - زوجة الأمير إدوارد ابن عم الملكة إليزابيث - ساندتها بوضع رأس نوفوتنا على كتفها. أما بالنسبة لـمدير تحرير صحيفة "تنس غازيت" جون فيرال، فاختار لحظة فوز موراي باللقب على حساب نوفاك دجوكوفيتش في 2013. واختار كذلك المباراة النهائية الشهيرة بين السويسري روجر فيدرر والإسباني رافائيل نادال في عام 2008، وقال فيرال لبي بي سي إنها "أعظم مباراة كرة مضرب شهدتها على الإطلاق". لكن لحظات البطولة العريقة التي لا تُنسى كثيرة، فإليكم باقة من تلك المحطات المثيرة. البطولة الأولى أقيمت أول بطولة ويمبلدون في عام 1877 على أحد ملاعب الكروكيه التابعة لنادي عموم إنجلترا للكروكيه وكرة المضرب، وكانت للرجال فقط. أما أول بطولة نسائية في ويمبلدون، فكانت عام 1884، وفازت مود واتسون بأول بطولتي سيدات. وأيضاً كان لرجال الدين نصيب في ويمبلدون، ففي 1879 فاز القس جون هارتلي بالبطولة، وهو رجل الدين الوحيد الذي فاز بها. رقم صامد منذ أكثر من 130 عاماً منذ عام 1887، وشارلوت "لوتي" دود تحتفظ برقم قياسي لكونها أصغر لاعبة تحرز لقب فردي السيدات، لترفع اللقب في سن الخامسة عشرة و285 يوماً. لم تكتف دود بهذا الرقم القياسي، إذ أتبعته بأربعة ألقاب، ولم تخسر سوى مجموعة واحدة خلال خمس سنوات متتالية. وفي عام 1905، أصبحت ماي ساتون من الولايات المتحدة أول بطلة من خارج بريطانيا تفوز ببطولة فردي السيدات. وكررت نجاحها في عام 1907، وهو العام الذي أصبح فيه نورمان بروكس من أستراليا أول لاعب غير بريطاني يفوز ببطولة فردي الرجال. Wimbledon الأمريكية ماي ساتون أول بطلة من خارج بريطانيا تفوز ببطولة فردي السيدات ملك يلعب في ويمبلدون في عام 1926، شارك ابن الملك جورج الخامس والملكة ماري (الذي أصبح فيما بعد الملك جورج السادس)، في منافسات الزوجي للرجال مع مساعده لويس جريج. لاحقاً أصبح جريج رئيساً لنادي عموم إنجلترا (منظم البطولة) في عام 1937، فيما ظل الملك جورج السادس العضو الوحيد من العائلة المالكة الذي شارك في البطولة. Wimbledon ابن الملك جورج الخامس والملكة ماري (الذي أصبح فيما بعد الملك جورج السادس)، في منافسات الزوجي للرجال مع مساعده لويس جريج في بطولة ويمبلدون 1926 نهائي لم يُلعب يُعد نهائي بطولة الرجال لعام 1931 النهائي الوحيد الذي لم يُلعب. كان يُفترض أن يكون نهائياً أمريكياً خالصاً بين سيدني وود وفرانك شيلدز، ليستلم وود الكأس دون أن يُحرك مضربه، بعد انسحاب منافسه إثر إصابة في الركبة. بي بي سي والبث التلفزيوني BBC صورة من بث أول بطولة ويمبلدون متلفزة عام 1937 بدأت قناة بي بي سي بثها التلفزيوني للبطولة من الملاعب عام 1937. وبوجود كاميرتين في الملعب الرئيسي، ومدة بث يومية محددة بـ 30 دقيقة، وتعليق فريدي غريسوود، بُثت مباراة الدور الأول بين باني أوستن وجورج روجرز في ذلك العام. قصف الملعب الرئيسي أدت الحرب العالمية الثانية إلى توقف بطولة ويمبلدون حتى عام 1946. وخلال سنوات الحرب سقطت أكثر من ألف قنبلة على حي ويمبلدون، مما أدى لتدمير قرابة 14 ألف منزل، وأصابت إحداها الملعب الرئيسي في عام 1940. ولم يتمكن المنظمون من إصلاح الجزء المتضرر حتى عام 1947، بعد سنة من عودة البطولة على الرغم من فقدان 1200 مقعد. الملكة في البطولة Getty Images لاعبة كرة المضرب البريطانية فيرجينيا وايد تحمل اللقب بحضور الملكة إليزابيث الثانية في 1977 زارت الملكة إليزابيث الثانية ملعب بطولة ويمبلدون لأول مرة عام 1957. وعادت الملكة منذ ذلك الحين إلى ويمبلدون في ثلاث مناسبات أخرى، خلال أعوام 1962، و1977، و2010. العصر المفتوح في عام 1968، تقرر أن تصبح البطولة مفتوحة أمام اللاعبين المحترفين، بعد أن كانت مقتصرة على الهواة. وكان الأسترالي رود لافر والأمريكية بيلي جين كينغ أول فائزيْن بمنافسات الفردي في عصر بطولة ويمبلدون المفتوحة. بورغ ضد ماكنرو حصل الشوط الفاصل في المجموعة الرابعة في نهائي فردي الرجال في بطولة ويمبلدون لعام 1980 بين حامل اللقب السويدي بيورن بورغ والأمريكي جون ماكنرو على مكانة لا تُنسى. كان بورغ يخوض نهائي ويمبلدون الخامس على التوالي، بعد فوزه بالأربعة السابقة. أما بالنسبة لماكنرو، المصنف ثانياً، فكان هذا النهائي الأول له. شهد الشوط الفاصل 34 نقطة متنازع عليها، وهو رقم قياسي في نهائي ويمبلدون، وبعد لحظات متقلبة، انتهت بتتويج بورغ. وفي عام 1981 تكرر ذات المشهد بمواجهة الغريمين مجدداً، لكن ماكنرو هذه المرة أنهى سلسلة انتصارات بورغ وأسقط السويدي عن عرشه. "لا يمكنك أن تكون جاداً" هي واحدة من أشهر العبارات في تاريخ كرة المضرب. ففي عام1981 كان جون ماكنرو، ذو الشعر المجعد ورباط الرأس، غاضباً للغاية من أحد قرارات الحكم إدوارد جيمس، فقال له بعصبية شديدة: "لا يمكنك أن تكون جاداً". أثارت هذه العبارة غضب جيمس وجمهور الملعب الرئيسي، وأصبحت بمثابة بطاقة تعريف لماكنرو، لدرجة أنه أطلق على سيرته الذاتية عنوان "جاد". زيّ آن وايت شهدت بطولة عام 1985 أحد أكثر الأزياء غرابة. ففي الدور الأول خلعت الأمريكية آن وايت بدلة الإحماء الرياضية في ملعب تشيرش رود، لتكشف عن بدلة "ليكرا" بيضاء من قطعة واحدة. واقترح الحكم عليها ارتداء ملابس أكثر ملاءمةً في اليوم التالي، وهو ما فعلته. بوريس بيكر اشتُهر بوريس بيكر بفوزه المذهل ببطولة عام 1985، حين أحرز اللقب وهو شاب غير مصنف في السابعة عشرة من عمره. فكان أصغر بطل بعمر 17 عاماً و227 يوماً، وأول ألماني يفوز بالبطولة، وأول لاعب غير مصنف يحرزها. نوبة غضب تارانجو بعد أن تأخر الأمريكي جيف تارانجو بالنتيجة في إحدى مباريات بطولة عام 1995، غضب تارانجو من الحكم الرئيسي برونو ريبوه. وصرخ: "انتهى الأمر، لن ألعب ... أنت من بين أكثر الحكام فساداً في اللعبة". وصرخ أيضاً على الجمهور طالباً منهم الصمت، وغادر الملعب غاضباً قبل انتهاء المباراة. والأغرب من ذلك، أنه بعد دقائق قليلة، صفعت زوجة تارانجو، الحكم ريبوه على وجهه عندما التقيا في الممر. أُوقف تارانجو لاحقاً عن المشاركة في بطولتين من بطولات الغراند سلام وغُرِّم بـ63 ألف دولار. "الغناء تحت المطر" في عام 1996، أوقف المطر إحدى المباريات، فدُعي المغني السير كليف ريتشارد لتقديم حفل موسيقي مرتجل في الملعب الرئيسي. وبالفعل، أدى نجم البوب المبلل أغنية "الغناء تحت المطر"، وكان فيها الجمهور كورالاً مبدعاً وردد كلمات الأغنية. سامبراس ضد أغاسي في 1999 كانت مباراة الأمريكيين بيت سامبراس ضد أندريه أغاسي من أبرز مواجهات التسعينيات. إذ لعب البطلان الأمريكيان 34 مرة بين عامي 1989 و2002، وحقق سامبراس (صاحب 7 ألقاب في ويمبلدون) الفوز في 20 مرة. وفي عام 1999، فاز سامبراس أحد أيقونات البطولة على أغاسي في نهائي مميز. وفي العام التالي كان سامبراس على موعد آخر مع المجد في بطولته المفضلة، حين هزم الأسترالي بات رافتر محرزاً لقبه السابع في ويمبلدون وهو رقم قياسي صمد 22 عاماً. عقد الشقيقتين وليامز Getty Images فينوس وسيرينا ويليامز تلتقطان الصور قبل نهائي فردي السيدات في بطولة ويمبلدون 2008 بدأ عقد من هيمنة عائلة ويليامز الأمريكية في 8 يوليو/تموز 2000، عندما تغلبت فينوس وليامز على حاملة اللقب ليندسي دافنبورت. وبذلك سيطرت الشقيقتان فينوس وسيرينا على ألقاب العقد الأول من الألفية الثالثة، لكن الروسية ماريا شارابوفا والفرنسية أميلي موريسمو تمكنتا من انتزاع لقبين من خزائن العائلة الأمريكية في عامي 2004 و2006. صاحب بطاقة دعوة، بطلاً للمرة الأولى في عام2001، خاض الكرواتي غوران إيفانيسيفيتش والأسترالي بات رافتر أحد أكثر نهائيات البطولة إثارة. امتد اللقاء على خمس مجموعات استمرت ثلاث ساعات ودقيقة واحدة. مُنح إيفانيسيفيتش الذي خسر النهائي ثلاث مرات، بطاقة دعوة للمشاركة في البطولة، ليُصبح أول لاعب مدعو ببطاقة يحرز اللقب الأعرق. نافراتيلوفا تفوز مرة أخرى في 2003، وبعد 25 عاماً من فوزها بأول ألقابها الفردية (من أصل تسعة)، عادلت مارتينا نافراتيلوفا الرقم القياسي المذهل لبطولات ويمبلدون، محرزةً لقبها العشرين إلى جانب لياندر بايس في الزوجي المختلط. وجاءت هذه اللحظة التاريخية بعد أقل من ستة أشهر من تحقيقها إنجازاً تاريخياً آخر بفوزها بألقاب الفردي والزوجي للسيدات والزوجي المختلط في جميع بطولات الغراند سلام، محاكيةً بذلك إنجاز دوريس هارت ومارغريت كورت قبلها. جوائز مالية متساوية قرر نادي عموم إنجلترا في 2007 منح جوائز مالية متساوية للرجال والنساء على حد سواء في جميع المجالات. ووُزع المبلغ الضخم البالغ 11,282,710 جنيهات إسترلينية بالتساوي بين السيدات والرجال. أعظم مباراة! في مباراة قيل عنها أعظم مباراة كرة مضرب لُعبت أو شُوهدت على الإطلاق، انتزع الإسباني رافائيل نادال كأس ويمبلدون الذهبية البراقة من روجر فيدرر. قال نادال: "من المستحيل وصف ما شعرت به في تلك اللحظة، لكنني سعيد للغاية". أما فيدرر فوصف نادال في ذلك اليوم بأنه "أسوأ خصمٍ على أفضل ملعب"، مضيفاً أن "رافا" بطل باستحقاق. فيدرر التاريخي AFP في 2009، أحرز روجر فيدرر اللقب بفوزه على الأمريكي آندي روديك في عام 2009، أصبح روجر فيدرر أعظم بطل كرة مضرب للرجال، بفوزه على الأمريكي آندي روديك بنتيجة 5-7، 7-6، 8-6، 7-6، 7-5، 3-6، 16-14 في 4 ساعات و16 دقيقة، ليحصد لقبه السادس في ويمبلدون. كما حقق اللاعب السويسري رقماً قياسياً بفوزه باللقب الخامس عشر في البطولات الأربع الكبرى، متجاوزاً بذلك الرقم القياسي الذي حققه بيت سامبراس الذي كان حاضراً في المقصورة الملكية. أطول مباراة أنهى الأمريكي جون إيسنر أطول مباراة في تاريخ كرة المضرب بفوزه على الفرنسي نيكولا ماهو في الدور الأول من بطولة عام 2010. إذ امتدت تلك المباراة على ثلاثة أيام بواقع 11 ساعة و5 دقائق. موراي، "بريطاني يفوز ببطولة ويمبلدون" Getty Images آندي موراي يقبل كأس ويمبلدون عام 2013 أصبح آندي موراي أول بطل بريطاني في ويمبلدون منذ فريد بيري عام 1936، بعد فوزه على الصربي نوفاك ديوكوفيتش، لينهي بذلك انتظاراً طال لـ77 عاماً لإعادة لقب البطولة إلى بريطانيا، معوضاً خسارته في البطولة السابقة أمام فيدرر. ومع استمرار البطولة، تُضاف الكثير من اللحظات والمحطات إلى رصيدها كل عام، بعضها تستحق أن تُخلّد.


الوسط
منذ 3 أيام
- الوسط
قصة المصري الوحيد المُتوج ببطولة ويمبلدون
Getty Images يلتقي المصنف الأول عالمياً، الإيطالي يانيك سينر، في نهائي بطولة ويمبلدون للتنس مع الإسباني كارلوس ألكاراز، في تكرار لنهائي بطولة فرنسا المفتوحة التي خسرها الإيطالي بعد صراع دام أكثر من 5 ساعات. وتُعد بطولة ويمبلدون أعرق بطولة تنس في العالم حيث تأسست عام 1877 وقد فاز بها العشرات من النجوم من أوروبا وأستراليا وأمريكا ومختلف أنحاء المعمورة والسؤال هنا هو هل سبق للاعب عربي الفوز بهذه البطولة العريقة؟ يقول التاريخ إن لاعباً حمل الجنسية المصرية هو ياروسلاف دروبني فاز ببطولة ويمبلدون منذ زمن بعيد وتحديداً في عام 1954 أي منذ ما يزيد عن 70 عاماً، وهو كمصري لم يفز ببطولة ويمبلدون فقط، بل فاز أيضاً ببطولة رولان غاروس في عامي 1951 و1952. فما هي قصته؟ البدايات ولد ياروسلاف دروبني في 12 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1921، في العاصمة التشيكوسلوفاكية براغ، وفي نفس عام مولده نال التنس التشيكي اعتراف الاتحاد الدولي للتنس العشبي، وكان ابناً لحارس ملاعب في نادي التنس العشبي الأول في تشيكوسلوفاكيا. وبدأ ممارسة التنس في سن الخامسة، وكان يعمل كصبي جمع الكرات، مما أتاح له مشاهدة بعض من أفضل لاعبي العالم، بمن فيهم أوائل الأبطال التشيك مثل كاريل كوزيلوه. وكان موهوباً فطرياً، يتمتع بقدرة عالية على التركيز، ورد فعل سريع، وأسلوب هجومي فني أهلّه لأن يصبح أحد أبرز لاعبي التنس في العالم خلال القرن العشرين. ومثل كوزيلوه، برع دروبني الأعسر في رياضات أخرى، وخصوصاً الهوكي، لكنه بحلول سن الـ16 كان قد أصبح لاعباً بارزاً في ملاعب التنس الصلبة، حيث خاض مباراة مشهودة ضد البطل الأمريكي دونالد بادج، امتدت إلى 5 مجموعات في براغ. وفي عام 1938، وقبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، شارك في بطولة ويمبلدون لأول مرة وكان عمره 16 عاماً. ثم جاء الغزو الألماني لتشيكوسلوفاكيا، وفي بطولة ويمبلدون لعام 1939، وصل دروبني إلى الدور الثالث وكان يُعرّف بأنه من "بوهيميا-مورافيا". غير أن نشوب الحرب عطل مسيرته الرياضية لعدة سنوات، وتحوّلت حياة دروبني، كما حياة ملايين الأوروبيين، إلى حالة من الترقب والتهديد بسبب الاحتلال النازي لبلاده. وقضى سنوات الحرب عاملاً في مصنع في براغ، وعندما انتهت الحرب، واجه أهوالاً أشد، إذ رأى مشاهد انتقامية مروعة ضد جنود ألمان. Getty Images فريق هوكي الجليد التشيكوسلوفاكي الفائز ببطولة العالم عام 1947 ودروبني في الصورة الأول من الخلف (يسار) زار دروبني موسكو عام 1947، ورأى "ما يكفي لأدرك أنني لا يمكن أن أعيش يوماً واحداً تحت مثل هذا النظام". ومع ذلك، أصبح حينها شخصية وطنية بارزة في دولة تحولت إلى دولة شيوعية عام 1948. وفاز ببطولة التشيك للتنس بين 1945 و1949، وقاد مع فلاديمير تشيرنيك فريق كأس ديفيز التشيكي الذي فاز في البطولة عامي 1947 و1948. في أول نسخة من بطولة ويمبلدون بعد الحرب، عام 1946، ورغم أنه لم يكن مصنفًا، تغلب دروبني على جاك كرامر وبلغ نصف النهائي، وفي 1947 وصل إلى ربع النهائي، وفي عام 1949، خسر النهائي أمام المصنف الأول تيد شرودر. وفي ذلك الوقت، كان لدى دروبني أقوى وأسرع ضربة إرسال في ويمبلدون، لكن إصابة في الكتف أبطأت من قوة ضربات إرساله. وفي بطولة الولايات المتحدة، بلغ نصف النهائي عامي 1947 و1948، وربع النهائي عام 1949. وفي فرنسا، وصل إلى النهائي عامي 1946 و1948، وفاز ببطولة الزوجي للرجال (مع لينارت بيرغلين) والزوجي المختلط (مع باتريشيا كانينغ تود) عام 1948، متغلبين على فرانك سيدغمان ودوروثي هارت. وكان قد حصل في عام 1947 على الميدالية الذهبية مع منتخب بلاده تشيكوسلوفاكيا في بطولة العالم لهوكي الجليد، وفى عام 1948 حصل على الميدالية الفضية في دورة لندن الأوليمبية مع فريق هوكي الجليد أيضاً. الانشقاق كان دروبني قد اصطدم بالتغيرات السياسية الكبرى التي طرأت على بلاده بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مع سيطرة الشيوعيين على السلطة وعملهم على استغلاله في الدعاية. وبدأ يخطط للانشقاق إلى الغرب خلال بطولة الولايات المتحدة عام 1949، لكنه اغتنم الفرصة في يوليو/ تموز من ذلك العام أثناء مشاركته في بطولة بسويسرا، حيث انشق زميله تشيرنيك، فتبع دروبني خطاه. وكتب لاحقاً: "كل ما كنت أملكه حينها كان قميصين، وفرشاة أسنان، و50 دولاراً فقط". وجلب له الانشقاق الفقر والعزلة، وربما كان سيتخلى عن التنس لولا أنه التقى بريتا، زوجته الإنجليزية المستقبلية، في عام 1950. وقد حاول الحصول على جنسية إحدى الدول الغربية، لكنه قوبل بالرفض في أكثر من مرة، بما في ذلك من بريطانيا والولايات المتحدة. وبدلاَ من التراجع، بلغ قمة النجاح، مدعوماً بعرض الجنسية المصرية الذي قُدّم له في نفس العام. واستقر هو وريتا في منزل بمقاطعة ساسكس، وتقدّم بطلب للجنسية البريطانية، لكنه قوبل بالرفض مراراً حتى عام 1959، ما يعني أن آخر مشاركة له في ويمبلدون عام 1960، كانت الأولى له كمواطن بريطاني، وخلال سنوات مجده الكبرى، كان يلعب باسم مصر. الجنسية المصرية والبطولات في عام 1950 مُنح دروبني الجنسية المصرية، وفي الواقع أن القرار المصري بمنحه الجنسية لم يكن مجرد مجاملة، بل جاء عن اقتناع بأن دروبني يمكنه رفع اسم مصر في محافل الرياضة العالمية. ومنذ لحظة منحه الجنسية المصرية، أصبح دروبني يمثل مصر في البطولات الكبرى، بما في ذلك بطولة ويمبلدون. وبدأ يرتدي قميصاً يحمل اسم مصر، وتحدث للصحافة بأنه يشعر بأنه مدين لهذا البلد الذي منحه هوية جديدة وحياة جديدة. وفي عام 1950، بلغ نهائي فرنسا للمرة الثالثة، وبلغ نصف نهائي ويمبلدون كمصنف ثالث. وفي عام 1951، فاز بالبطولة الفرنسية بثلاث مجموعات نظيفة، ثم دخل ويمبلدون كمصنف ثانٍ، لكنه خرج مبكراً. وفي عام 1952، فاز بالبطولة الفرنسية مجدداً، وبلغ نهائي ويمبلدون للمرة الثانية في 3 سنوات، وخسر مرة أخرى أمام سيدغمان، كما حدث في نصف نهائي 1950. في عام 1953، فاز دروبني ببطولة إيطاليا للمرة الثالثة على التوالي، لكنه واجه مباراة شاقة في ويمبلدون، حيث خاض مباراة في الدور الثالث أمام صديقه وزميله في الزوجي "باج" باتي، وأصبحت تلك المباراة واحدة من المباريات الأسطورية في تاريخ البطولة. كان لدى باتي ست فرص للفوز، لكنه خسر أمام دروبني. وامتدت المباراة 4 ساعات و23 دقيقة، وكانت الأطول في تاريخ فردي ويمبلدون حينها، وانتهت بنتيجة: 8-6، 16-18، 3-6، 8-6، 12-10. وبعد هذا الإرهاق، خسر دروبني نصف النهائي أمام كورت نيلسن غير المصنف بثلاث مجموعات نظيفة. Getty Images مارينا، دوقة كينت، تقدم كأس فردي الرجال إلى المصري ياروسلاف دروبني بعد فوزه ببطولة ويمبلدون للتنس عام 1954 ثم في عام 1954، وبعد 16 عاماً من ظهوره الأول في ويمبلدون، وكان ترتيبه في التصنيف قد تراجع إلى المركز 11، تغلب دروبني على كل من هود وباتي، وفاز بالبطولة أخيراً، متفوقاً على كين روزوول بنتيجة 13-11، 4-6، 6-2، 9-7 في مباراة رائعة كانت الأطول في نهائي ويمبلدون حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي. وكان أول بطل أعسر في فردي الرجال منذ عام 1914. وكان فوزه بمثابة انتصار شعبي كبير حيث أحب الجمهور البريطاني أسلوبه في اللعب الذي اتسم بالهدوء، والجدية، والروح الرياضية، والإنسانية. وكان يرتدي نظارات داكنة كلما أمكن، ويدرس قرعة البطولة، ويشاهد مباريات خصومه المستقبليين، وينام مبكراً، وقال ذات مرة: "أكره الحفلات". مع ذلك، لم يكن مزاجه دائماً مثالياً، فعندما يُمنح نقطة مشكوك فيها كان يشعر بالذنب، وإذا خسر نقطة بقرار غير عادل كان يغضب في صمت وفي كلتا الحالتين كان التركيز مهدداً. لكن دروبني ظل قادرًا على التألق في الملاعب البريطانية. ففي بطولة بورنموث، ثاني أهم بطولة حينها، أصبح الرجل الوحيد بعد فريد بيري الذي يفوز بها أكثر من 3 مرات، محققًا ذلك في 1950 و1952 و1957، كما فاز ببطولة "ميدلاند كاونتيز" العريقة في نفس العام الذي فاز فيه بويمبلدون، ليصبح أول رجل يحقق هذا الإنجاز المزدوج منذ تيليدن قبل 34 عاماً. وفي عام 1955، نشر سيرته الذاتية بعنوان بطل في المنفى، لكن مشواره في ويمبلدون بدأ بالانحدار، فقد وصل فقط إلى ربع النهائي، وفي العام التالي، رغم كونه المصنف الخامس، خرج من الدور الأول على يد راماناثان كريشنان. وقد التقت بطلة التنس البريطانية في الستينيات كريستين ترومان (جاينز) به "حين كان في نهاية مسيرته وكنت أنا في بدايتها، وأعطاني الكثير من النصائح وتمرّنت معه على الملاعب الترابية". وقد فازت ترومان ببطولات إيطاليا وسويسرا وفرنسا في سن 18، وتنسب جزءاً من نجاحها إلى خبرته في الملاعب الصلبة. الوفاة والإرث Getty Images امتدت مسيرة دروبني كاملة كلاعب هاوٍ، ولم يجمع ثروة. وبعد اعتزاله، امتلك متجراً رياضياً اسمه سبورت دروبني في ساوث كنسينغتون حتى الثمانينيات من القرن الماضي. ورغم أنه كان يشاهد مباريات ويمبلدون أحياناً، عاش حياة هادئة في لندن بعيداً عن الأضواء حتى وفاته في 13 سبتمبر/ أيلول من عام 2001 عن عمر ناهز 80 عاماً. ولقد شارك دروبني في بطولة ويمبلدون 17 مرة ومثل فيها 4 جنسيات هي تشيكوسلوفاكيا، وبوهيميا وموريفيا (بعد الاحتلال النازي قبل الحرب العالمية الثانية)، ومصر، وبريطانيا. ولا تزال سيرته حاضرة في أرشيف ويمبلدون، كأول لاعب أيسر يفوز بالبطولة منذ أكثر من 70 عاماً، وكأحد أكثر اللاعبين تأثيراً في عالم التنس خلال حقبة ما بعد الحرب. ولم يكن دروبني مجرد لاعب تنس، بل كان رياضيًا متعدد المواهب، فقد لعب أيضًا هوكي الجليد مع المنتخب التشيكوسلوفاكي، وشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1948، وهو إنجاز نادر في عصرنا الحديث، حيث يصعب الجمع بين رياضتين مختلفتين على هذا المستوى العالي، وهذه القدرة المتنوعة أكسبته احترامًا كبيرًا في الأوساط الرياضية العالمية. وخلال حياته الرياضية فاز ياروسلاف دروبنى بالعديد من الألقاب الفردية فى التنس، وكان ضمن أفضل 10 لاعبين في العالم خلال الفترة من 1946 إلى 1955.


الوسط
منذ 4 أيام
- الوسط
ويمبلدون: بطولة كرة المضرب العريقة المقترنة بحلوى "الفراولة بالكريمة" الشهية
Getty Images لا يُسمح فيها سوى بالأبيض الناصع من الأزياء، الذي يُضيء وسط خضرة عشب فريد بين ملاعب "الكرة الصفراء"، بحضور جمهور يحرص على تذوق طبق "الفراولة بالكريمة" الشهير في ملاعب ويمبلدون، وهو الطبق الذي يحتوي على مزيج من حدة اللون الأحمر مع صفاء اللون الأبيض. إنها بطولة العراقة والتقاليد والإرث البريطاني، التي يُنظر إليها على أنها ذروة المجد في رياضة كرة المضرب التي يُهذب فيها عنفوان اللاعبين وانفعالهم وسلوكهم في إطار من التقاليد الصارمة التي تشمل الجمهور أيضاً. تُعرف البطولة، التي انطلقت عام 1877 على ملعب يتبع نادي عموم إنجلترا للكروكيه وكرة المضرب، بأنها أعرق منافسات "الكرة الصفراء" وأكثرها جاذبية للاعبين والجماهير. وهي أهم بطولات كرة المضرب الأربعة الكبرى (الغراند سلام)، إلى جانب بطولات أستراليا وفرنسا والولايات المتحدة المفتوحة. يرى فيها البريطانيون منافسة تعكس التقاليد البريطانية والعادات التي يصرون على التمسك بمعظمها. Getty Images الزهور حول لافتة الملعب الرئيسي في بطولة ويمبلدون 2024 كما يحرص المنظمون على إبقاء هذه البطولة جذابة لأبناء الطبقة الوسطى الذين يشجعون بتهذيب وانضباط، في ملعب عشبي أخضر محاط بأزهار خلابة تعبر عن الريف البريطاني. ويسعون إلى إبراز إرث هذه المنافسة العريقة الممتد على مدى قرن ونصف من الإرسالات المتبادلة والكؤوس المرفوعة، والصراخ والدموع والأمطار المعتادة في هذا الوقت من العام. تقول كلير ستانلي، وهي مذيعة في بودكاست (Murray Musings) المختص بكرة المضرب، لبي بي سي إن بطولة ويمبلدون غارقة في التقاليد، وهي البطولة الوحيدة التي تُلعب على العشب، وهو سطح فريد من نوعه لا يُلعب عليه إلا لفترة قصيرة جداً على مدار العام. وتضيف: "أنا محظوظة بما يكفي لزيارة بطولات ويمبلدون والولايات المتحدة وأستراليا وملاعب رولان غاروس … ملاعب ويمبلدون هي المفضلة لدي، فهي تحظى بالرعاية الجيدة". الزي الأبيض.. القاعدة الصارمة Getty Images اللاعبون آندي موراي وشقيقه جيمي موراي من بريطانيا بعد خسارتهما أمام رينكي هيجيكاتا وجون بيترز من أستراليا في منافسات الزوجي للرجال في بطولة ويمبلدون في 2024 يُمكن القول أن التقليد الأكثر شهرة في البطولة هو إلزام جميع المشاركين بارتداء الزي الأبيض بالكامل. يعد لون الزي من قواعد البطولة المطبقة منذ البطولة الأولى، ويُسمح بارتداء اللون الأبيض العاجي أو الكريمي. ويرجع السبب إلى أن لاعبي كرة المضرب في القرن التاسع عشر كان يرتدون اللون الأبيض لتجنب بقع العرق على الملابس الملونة، والتي كانت تعد "غير لائقة". قال روبرت ليك، مؤلف كتاب "التاريخ الاجتماعي لكرة المضرب في بريطانيا"، في وقت سابق لبي بي سي، إن الزي الأبيض يبدو نظيفاً وأنيقاً ومرتباً، ويمثل الجمال، ويعكس أيضاً راحة الطبقة المتوسطة العليا تاريخياً". يقول مدير تحرير صحيفة "تنس غازيت" جون فيرال، لبي بي سي، إن اللون الأبيض باردٌ في الصيف حين تقام البطولة. Getty Images اللاعبة الألمانية شتيفي غراف في بطولة ويمبلدون 1993 ومنذ عام 2023، يُسمح للاعبات في بطولة ويمبلدون بارتداء سراويل داخلية داكنة اللون لتخفيف "مصدر محتمل للقلق" للاعبات أثناء فترة الطمث. ومع ذلك، يجب على اللاعبة التي تقرر ارتداء السراويل الداخلية، التأكد من أن طولها لا يزيد عن طول تنورتها. ويُسمح بزخارف بألوان مختلفة، على خطوط العنق، والقبعات، وربطات الرأس، وأساور المعصم، والجوارب، والسراويل القصيرة، والتنانير، والملابس الداخلية، بشرط ألا يزيد عرضها عن سنتيمتر واحد. وفي حالات عدة طُلب من لاعبين تغيير ملابسهم. رفض النجم أندريه أغاسي اللعب في ويمبلدون من عام 1988 إلى عام 1990 لأسباب منها أن قواعد اللباس منعته من ارتداء الملابس البراقة التي كان يشعر براحة أكبر عند ارتدائها، وفق دائرة المعارف البريطانية. يقول تشارلز رانسي لبي بي سي، وهو رئيس سابق للشؤون الرياضية في المناطق الإنجليزية في هيئة الإذاعة البريطانية: عندما شارك أغاسي لأول مرة ثارت تكهنات كثيرة عمّا سيرتديه، وبعد دخوله الملعب الرئيسي، فكّ سحّاب بدلته الرياضية، فكان يرتدي ملابس بيضاء بالكامل وسط هتافات استحسان من جماهير الملعب الرئيسي". ويُطبق نظام لباس أكثر مرونة في ملاعب التدريب. ويجب أن تكون الأحذية بيضاء بالكامل بما يشمل النعال والأربطة، وكذلك المعدات والأدوات الطبية ما أمكن، ويمكن تلوينها عند الضرورة القصوى. في 2013، وُجهت ملاحظة للسويسري روجر فيدرر لارتدائه حذاءً أبيض بنعل برتقالي، وُأجبر على استبداله في مباراته التالية. AFP روجر فيدرر وهو يلبس حذاء رياضياً ذو نعل برتقالي في ويمبلدون وقالت أسطورة كرة المضرب مارتينا نافراتيلوفا إن مسؤولي البطولة "ذهبوا بعيداً جداً" عندما أخبروها في إحدى المباريات أن تنورتها ذات الخطوط الزرقاء لم تكن على مستوى القواعد. وفي عام 2017، طُلب من الأمريكية فينوس ويليامز تغيير ملابسها في منتصف المباراة، خلال فترة استراحة بسبب المطر، بسبب ارتداء حمالات صدر ذات لون وردي. وفي بطولة 2002 أُجبرت اللاعبة آنا كورنيكوفا على استبدال سروالها القصير (الشورت) لأنه أسود، لتستعير سروالاً رجالياً أبيض اللون من مدربها المقصورة الملكية Getty Images المقصورة الملكية خلال مباراة نصف نهائي فردي السيدات بين فينوس ويليامز وأنجيليك كيربر في اليوم العاشر من بطولة ويمبلدون في 2016 في الجهة الجنوبية من الملعب المركزي، توجد المقصورة الملكية التي تحتوي 74 مقعداً باللون الأخضر الداكن. ومنذ افتتاح الملعب المركزي في 1922، تستضيف المقصورة المشاهير والرياضيين والملوك طيلة أيام البطولة. ويُعفى المدعوون من الوقوف في طوابير أو دفع رسوم الدخول. يُدعى ضيوف المقصورة لتناول الغداء قبل بدء اللعب، بالإضافة إلى الشاي والمشروبات بعد انتهائه. ويُشترط في ضيوف المقصورة ارتداء سترة وربطة عنق وحذاء. في 2015، مُنع بطل سباقات الفورمولا واحد البريطاني لويس هاميلتون من دخول المقصورة لمشاهدة مباراة الصربي نوفاك ديوكوفيتش والسويسري روجيه فيدرر في نهائي فردي الرجال. وبرر المنظمون المنع بعدم ارتداء هاميلتون بدلة رسمية كما تنص القواعد الصارمة للبطولة، إذ كان يرتدي قميصاً متعدد الألوان وسروالاً فاتح اللون. الفراولة بالكريمة Getty Images طبق الفراولة بالكريمة في موقع بطولة ويمبلدون في 2009 لا تقتصر متعة حضور مباراة في بطولة ويمبلدون على منافسات "الكرة الصفراء"، فهناك طبق شعبي وشهي بانتظار الحضور، "الفراولة بالكريمة". تُقدم هذه الوجبة الخفيفة منذ البطولة الأولى في 1877. تعد الفراولة من الأطعمة الشهية الموسمية، ولم تكن متوافرة في سنوات سابقة إلا لبضعة أسابيع في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز المصادف لموعد البطولة. ويُقدم شاي ما بعد الظهيرة الفاخر في البطولة، بالإضافة للشطائر والكعك. العشب يميز ويمبلدون لا تخطئ العين العشب في ملاعب ويمبلدون، وهو الفارق المهم الذي يميز البطولة عن بطولات "الغراند سلام" الأخرى. تُقام بطولتي أستراليا والولايات المتحدة على ملاعب ذات أرضية صلبة، أما بطولة فرنسا فتُعرف بأرضيتها الترابية. وقد يكون اللعب على العشب تحدياً للاعبين لأنه أسرع سطح في هذه الرياضة. وكانت ملاعب العشب من أكثر الأسطح شيوعاً في ملاعب كرة المضرب، لكنها أصبحت نادرة جداً بسبب التكلفة العالية اللازمة لصيانتها. تُجزّ ملاعب ويمبلدون العشبية يومياً، وتُجدد الخطوط البيضاء يومياً، وتستغرق هذه العملية ساعتين، بدءاً من الساعة 7:30. "بونشو" وقبعات سواء كانت الأمطار تهطل بغزارة أو أشعة الشمس ساطعة، فوجود المظلات ملحوظ. ويكثر استخدام المظلات الخضراء والأرجوانية، كما يُلاحظ ارتداء بعض الجماهير بونشو ويمبلدون الرسمي - نوع من الملابس الخارجية الفضفاضة يُستخدم للحماية من المطر. ولا يفرض المنظمون قواعد صارمة على ملابس الجمهور، لكن الملابس الأنيقة تبقى مفضلة. ويُمنع ارتداء الجينز الممزق والأحذية الرياضية المتسخة وأي شيء يحمل دلالات سياسية ممنوعة. ويُفضل تجنب ارتداء القبعات ذات الحواف العريضة، لأنها قد تعيق رؤية الجالسين في الخلف. ويبدو ارتداء "قبعات بنما" شائعاً بين الجمهور منذ بداية القرن العشرين. ومُنع الجمهور من استخدام عصا التصوير الذاتي "السيلفي"في بطولة عام 2015. Getty Images قبعة بنما من أكثر القبعات المفضلة لدى الحاضرين في بطولة ويمبلدون منذ بداية القرن العشرين ملعب "خالٍ من الإعلانات المبهرة" يخلو الملعب المركزي الشهير للبطولة تقريباً من الإعلانات. "ببساطة، تتخلى بطولة ويمبلدون عن فرصة كسب ملايين الجنيهات كل عام لضمان أن تبدو الملاعب أنيقة ونظيفة"، وفق فيرال. يتحدث فيرال عن "رقيّ حقيقي" تسعى ويمبلدون دائماً إلى الحفاظ عليه عبر عدم وجود تلك الإعلانات. BBC Sport شعار رولكس عند (لوحة السرعة والساعات) أما رانسي فيتحدث عن رغبة المنظمين في ملعب "خالٍ من الإعلانات المبهرة". ويضيف: "البساطة تعني الفخامة، فيمكنك بسهولة رصد إعلانات باهظة الثمن للرعاة: رولكس (لوحة السرعة والساعات)، وآي بي إم ورينج روفر (لوحة النتائج)، وإمارات (المصورون في الملعب الرئيسي)، وباركليز (كرسي الحكم). إنهم ليسوا أغبياء في النواحي المالية". "عين الصقر" تراقب الكرات وبالرغم من تمسك المنظمين بتقاليد البطولة وعاداتها، إلا أن التقنيات الحديثة دخلت الملعب العشبي. فمنذ عام 2007، تُعتمد تقنية "هوك آي" (عين الصقر) لمعاونة الحكام في البطولة، ويمكن للاعبين الاعتراض على القرارات المرتبطة بملامسة الكرات للأرض. BBC حكم خط في بطولة ويمبلدون ولأول مرة في تاريخ البطولة الممتد لـ 148 عاما، سيغيب الرجال والنساء المتمركزون في الجزء الخلفي من الملاعب والذين يصرخون "آوت" أي خرجت الكرة، في كل مرة تكون فيها الكرة خارج الخطوط، لأن المنظمين ألغوا وجود حكام الخط التقليديين لصالح نظام إلكتروني بدءاً من 2025. وشكل حكام الخط الذين يرتدون ملابس أنيقة جزءاً من البطولة العريقة. روفوس الصقر يرصد الحمام Getty Images يحافظ روفوس على الملاعب خالية من الحمام في اليوم السابع من بطولة ويمبلدون في 2009 هذه المرة هناك عينا صقر حقيقيتان، والمهمة رصد الحمام فوق الملاعب. يألف مرتادو منافسات البطولة وجود روفوس وهو يحلق فوق الملاعب. فالصقر يتجول حول ملاعب ويمبلدون منذ 2008، للتأكد من خلو المساحات العشبية من الحمام، وإخافتهم لمنعهم من أكل العشب. يستيقظ الصقر في الخامسة صباحاً، وهو أول الواصلين للملعب المركزي. وعندما ينتهي من عمله، يتناول الطعام. ووجبته المفضلة طبق كبير من الدجاج، لكنه لا يحب الدجاج المقلي. وداعاً لعطلة الأحد الأوسط استمراراً لتقاليد البطولة المميزة، لم تكن تقام المباريات في يوم الأحد الأوسط من البطولة. وابتداءً من 2022، تراجع المنظمون عن هذا التوقف، بفضل "التطورات في تكنولوجيا العشب وصيانته"، وبالتالي "لم تعد الملاعب بحاجة إلى يوم راحة في منتصف البطولة". من يهتم؟ وفي ظل التمسك إلى حد كبير بتقاليد البطولة، يرى رانسي وجود حاجة لبعض التعديلات في ويمبلدون. يقترح رانسي، الذي غطى منافسات البطولة لسنوات لصالح بي بي سي، منع اللاعبين من التذمر والصراخ والصياح أثناء اللعب، والحد من صراخ وأصوات المتفرجين. وكذلك يتمنى رانسي عدم السماح للمتفرجين الضيوف بالذهاب لتناول الغداء، مما يؤدي إلى صفوف من المقاعد الفارغة، والحد مما أسماه "هوس التلفزيون" بمن يجلس في المقصورة الملكية، قائلاً: من يهتم؟