logo
هل حلم ترامب بالسلام في أرض الحروب الأبدية قابل للتحقيق؟

هل حلم ترامب بالسلام في أرض الحروب الأبدية قابل للتحقيق؟

مصراويمنذ 4 ساعات

بعد ضربة أمريكية مفاجئة استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، ورد إيراني استهدف قاعدة "العديد" الأمريكية بقطر بعد إخلائها، سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إعلان النصر، وادعى أن الشرق الأوسط يقف الآن على أعتاب "سلام أبدي"، وذلك في منشور على منصته "تروث سوشيال"، حيث كتب ترامب: "مبارك للعالم، حان وقت السلام"، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني المحدود بالصواريخ يعكس رغبة طهران في تجنب التصعيد.
لم تمر سوى 48 ساعة على الغارات الجوية الأمريكية حتى أعلن ترامب عن "وقف لإطلاق النار" بين إيران وإسرائيل، ووصفه بأنه "سارٍ بالفعل". ومع أن اتفاقات الهدنة في المنطقة غالبًا ما تكون هشة وسريعة الانهيار، خاصة مع وقوع ضربات متبادلة بين إسرائيل وإيران بعد سريان الهدنة، إلا أن ترامب بدا واثقًا من أنه أوقف دوامة الحرب، بل وذهب أبعد من ذلك بقوله: "أعتقد أن وقف إطلاق النار غير محدود... لن يطلقوا النار على بعضهم البعض مجددًا".
انتصار أم وهم؟
بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن هذه العملية في نظر ترامب تُعد أكبر نجاح سياسي وعسكري في فترته الرئاسية، وربما في مسيرته كلها، قائلة إن الرئيس الجمهوري راهن على أنه بإمكانه ضرب منشآت إيران النووية دون الانزلاق في مستنقع جديد يشبه العراق، ورغم شكوك الكثيرين، يبدو أن رهانه قد نجح — حتى الآن.
لكن الواقع أكثر تعقيدًا، بحسب "سي إن إن" فإسرائيل اتهمت طهران بخرق الهدنة بعد ساعات من دخولها حيز التنفيذ، بينما نفت إيران ذلك تمامًا وباشرت تل أبيب بعد ذلك في توجيه عدة ضربات توقفت بعد تدخل ترامب.
يضاف لذلك برنامج إيران النووي التي يزعم ترامب وإسرائيل تدميره بالكامل، فبينما أعلن الرئيس الجمهوري، أن الضربات دمرت برنامج إيران النووي، تشير التقديرات الأولية إلى أن منشآت مثل أصفهان ونطنز وفوردو تعرضت لأضرار بالغة، لكنها لم تُدمر بالكامل، والأسوأ من ذلك بالنسبة لأمريكا، تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي قال إن طهران ما زالت تمتلك 400 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة من الحد المطلوب لإنتاج سلاح نووي.
وبحسب خبراء تحدثوا للشبكة الأمريكية، فإن إيران ربما كانت قد نقلت مخزونها النووي إلى أماكن سرية قبل الضربة، مما يعني أن التهديد لا يزال قائمًا. وقال جوزيف سيرينسيوني، الخبير في عدم الانتشار النووي، إن إيران يمكنها، إن أرادت، تصنيع قنبلة في أقل من أسبوع، مضيفًا: "هذا هو أكبر مصدر قلق. هل يسابقون الزمن لتطوير سلاح قبل أن تكتشفه أمريكا أو تدمره إسرائيل؟".
ترامب صانع سلام أم أداة فوضى
يريد ترامب أن يُقدم نفسه للعالم كصانع سلام، وكسياسي تجرأ على استخدام القوة فقط لفرض السلام لا لإشعال الحروب، بحسب "سي إن إن"، إلا أن الواقع يشير أيضًا إلى نمط مألوف في سلوكه، من حيث التجاهل التام لمؤسسات الدولة، إذ لم يُطلع الكونجرس الأمريكي مسبقًا على الهجوم، كما استبعد كبار الديمقراطيين من المشاورات، وحول العملية إلى استعراض سياسي محض.
كما تجاهل الرئيس الأمريكي تحذيرات وكالات الاستخبارات، التي لم تقدم أدلة على أن إيران كانت قد قررت تصنيع قنبلة نووية في الأسابيع التي سبقت الضربة، بينما ادعى ترامب أن طهران كانت على بعد "أسابيع فقط" من إنتاجها، رغم تصريحات مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي جابارد، التي قالت إن إيران لم تكن تجهز لبناء سلاح نووي إلا أن ترامب قد نفى ذلك وقال إنها "مخطئة".
إضافة إلى ذلك، سخر ترامب من جهود الحلفاء الأوروبيين لإطلاق مفاوضات سلام، في إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة، في ظل قيادته، باتت تتبع نهجًا أحاديًا قاسيًا في السياسة الخارجية، غير مكترثة بالتحالفات التقليدية أو الدبلوماسية التوافقية.
إيران
رغم أن إيران أطلقت صواريخ باتجاه قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، إلا أن هذه الهجمات أُحبِطت بسهولة، وهو ما اعتُبر بحسب "سي إن إن" مؤشرًا على تراجع قدراتها الهجومية، خصوصًا بعدما سمحت للطيران الإسرائيلي باختراق مجالها الجوي.
وأشارت الشبكة إلى أن تآكل شبكة "الرعب" التي بنتها طهران عبر وكلائها في لبنان وغزة واليمن بفعل الضربات الإسرائيلية خلال العامين الماضيين، جعل إسرائيل — بحسب مراقبين — قوة إقليمية مهيمنة في منطقة الشرق الأوسط.
إسرائيل
من جانبه، استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البرنامج النووي الإيراني، من أجل شن الهجمات ضد إيران، رغم الضغوط الدولية، إلا أن ذلك ذلك لم يكن بسبب قدرات إيران النووية بقدر ما هي محاولة لتثبيت بقائه في السلطة، لا سيما في ظل قضايا الفساد التي تلاحقه، وفشله في منع هجمات 7 أكتوبر 2023.
وذكرت "سي إن إن"، أن استهداف برنامج إيران، قد يساعد نتنياهو بدعمه بدفعة سياسية جديدة، لكنها ستكون قصيرة وليست طويلة الأمد.
أما عن العلاقة بين ترامب ونتنياهو، فقد تشهد تحولًا، فالرئيس الأمريكي بارع في استخدام النفوذ، وإن قرر، فقد يطالب إسرائيل برد الجميل بعد استهداف برنامج إيران عبر دعم اتفاق تهدئة في غزة، خصوصًا أن ملف المجاعة في القطاع بات يضغط على صورة إسرائيل في العالم.
مسرحية ترامب
سواء كان الأمر انتصارًا استراتيجيًا أم مجرد خدعة سياسية، فإن ترامب يستعد لصياغة روايته الخاصة لما يسميه "حرب الـ12 يومًا"، حيث يدعي أنه دمر البرنامج النووي الإيراني بالكامل، رغم أن الأدلة تشير إلى العكس، ومن المرجح ألا يتجرأ أحد في إدارته على مناقضته.
ومع ذلك، إن ثبت أن طهران ما زالت تحتفظ بمواد يمكن تحويلها إلى قنبلة، فإن احتفال ترامب اليوم قد يُذكر غدًا كواحد من أكثر لحظات الإهمال السياسي خطورة في التاريخ الحديث، وربما كشرارة لأزمة نووية أوسع نطاقًا، بحسب "سي إن إن" التي تسائلت عما إذا كان ترامب قد نجح حقًا في تحقيق "سلام أبدي" في منطقة أنهكتها الحروب، أم أن ما تشهده المنطقة ليس سوى حلقة أخرى من مسلسل الفوضى الذي يُجيده ببراعة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"منتصف النهار" يسلط الضوء على قصف الاحتلال مدارس النازحين بغزة
"منتصف النهار" يسلط الضوء على قصف الاحتلال مدارس النازحين بغزة

اليوم السابع

timeمنذ 29 دقائق

  • اليوم السابع

"منتصف النهار" يسلط الضوء على قصف الاحتلال مدارس النازحين بغزة

سلط برنامج "منتصف النهار"، الذي تقدمه الإعلامية هاجر جلال ، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، على قصف الاحتلال مدارس النازحين بغزة، وقمة أوروبية في بروكسل. ففي قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها على مواقع مختلفة من القطاع واستهدفت مدارس وخياما تؤوي نازحين، وتجمعا لمنتظري المساعدات الإنسانية، وذلك وفقا لوسائل إعلام فلسطينية. فيما زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، وجود معلومات بأن حركة حماس تسيطر مجددًا على المساعدات الإنسانية التي تدخل شمال القطاع. من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، دعا فيها إلى إلغاء محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو منحه عفوًا واصفا إياه بالبطل العظيم. وعلى صعيد الأزمة الإسرائيلية الإيرانية، قال المرشد الإيراني على خامنئي إن إسرائيل انهارت نتيجة الضربات الصاروخية الإيرانية ، مؤكدا أن طهران وجهت صفعة قاسية للولايات المتحدة خلال الحرب، مضيفا أن الولايات المتحدة دخلت الحرب بشكل مباشر، لأنها شعر أنها إذا لم تفعل ذلك فستدمر إسرائيل بالكامل، لكنه رغم هذا التدخل لم تحقق أي إنجاز يُذكر. فيما اتهم رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتسريب معلومات عن المراكز النووية الإيرانية لإسرائيل، وقال إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تدين علنا الهجمات على منشآتنا النووية. إلى ذلك، بدأت اجتماعات قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل اليوم، حيث يجتمع رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد، لمناقشة التعريفات الجمركية الامريكية، وإمكانية إبرام اتفاق تجاري يحد من الخسائر التي تسببها الرسوم الأمريكية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، وعلقها مؤقتاً لحين إبرام اتفاق تجاري جديد. وتناقش القمة فرض دول الاتحاد الاوروبي، الحزمة الثامنة عشر من العقوبات الاقتصادية على روسيا، وهو ما يأتي بعد يوم واحد من قمة حلف الناتو في لاهاي، والتي شهدت الاتفاق على رفع الانفاق الدفاعي إلى خمسة بالمائة من الدخل القومي لدول الحلف. وتتصدر الأزمة الأوكرانية القمة الأوروبية، حيث ينضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قمة الاتحاد الأوروبي عبر تقنية الفيديو، كما يناقش القادة الخلافات وحالة الانقسام حول السياسة الأوروبية تجاه إسرائيل وحربها المستمرة في غزة، والاتفاق النووي مع إيران.

أخبار العالم : المواجهة بين إيران وإسرائيل: "هل بدأت حرب الاستنزاف؟"
أخبار العالم : المواجهة بين إيران وإسرائيل: "هل بدأت حرب الاستنزاف؟"

نافذة على العالم

timeمنذ 34 دقائق

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : المواجهة بين إيران وإسرائيل: "هل بدأت حرب الاستنزاف؟"

الخميس 26 يونيو 2025 06:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، AFP قبل 2 ساعة تتصدر تداعيات المواجهة بين إسرائيل وإيران عناوين الصحف العربية والعالمية، حيث يتناول بعضها نتائج الصراع ويحلل مجرياته، في حين يحاول آخرون استشراف ما ينتظر العالم في أعقابه. في جولة الصحف اليوم، نسلط الضوء على ثلاثة مقالات من صحف تركية وصينية تناقش المواجهة الإسرائيلية الإيرانية وتبحث في تداعياتها على العلاقات بين الطرفين، إضافة إلى تأثيرها المحتمل على العلاقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. وفي الوقت ذاته، تتناول الصحافة الإسرائيلية قضية استهداف المستشفيات خلال النزاعات المسلحة. البداية من صحيفة "ديلي صباح" التركية ومقال للكاتب مصطفى جانر تحت عنوان "حرب إسرائيل وإيران: ماذا ينتظرنا بعد؟"، يقول فيه إن المواجهة التي اندلعت في 13 يونيو/حزيران بهجوم إسرائيلي، والتي وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"حرب الـ12 يوماً"، انتهت مبدئياً بإعلان وقف لإطلاق النار من الجانب الأمريكي. ويرى أن هذه "الحرب القصيرة"، رغم انتهائها، فتحت "صندوق باندورا"، وأن إسرائيل ستسعى لتحويلها إلى حرب استنزاف طويلة ضد إيران. ويشرح الكاتب أن إسرائيل "نجحت جزئياً" في جرّ الولايات المتحدة إلى الصراع، بعد تنفيذ واشنطن لضربة استهدفت منشآت نووية إيرانية، لكنها لم تكن بالحجم أو الزخم الذي تريده إسرائيل. وبينما ترى واشنطن الضربة كعملية محدودة ذات أهداف محددة، تطالب إسرائيل بانخراط أمريكي أوسع وأكثر حدة. وتشير تصريحات مسؤولي البيت الأبيض، بحسب الكاتب، إلى رغبة الإدارة الأمريكية في الانسحاب من الصراع، لا التورط فيه. ويشير إلى أن ترامب ووزير دفاعه اعتبرا أن الضربة الأخيرة لمنشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية "دمّرت" البرنامج النووي الإيراني، في حين تُظهر تقارير استخباراتية مسربة أنها لم تفعل سوى تأخير التقدم الإيراني لأشهر فقط. جهازك لا يدعم تشغيل الفيديو Play video, "كيف انتهت مواجهة الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل؟", المدة 4,35 04:35 04:35 التعليق على الفيديو، كيف انتهت مواجهة الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل؟ يعلق الكاتب، وهو باحث في مركز الدراسات الإيرانية والشرق أوسطية في سيتا، بأن هذا التباين يعكس صراعاً داخل الإدارة الأمريكية بين توجه ترامب المتحفظ، وضغوط لوبيات داعمة لإسرائيل. ويضيف أن إيران ردّت بضربة محدودة على قاعدة أمريكية في قطر بلا خسائر، بعد أن أبلغت واشنطن مسبقاً، ما أتاح لطهران الخروج من المواجهة بطريقة تحفظ ماء الوجه. ويرى الكاتب أن هذا التصعيد المحدود كان كافياً لكلا الطرفين لتجنب التورط في حرب شاملة. ويشير إلى أن تصريحات ترامب قبل مغادرته إلى قمة الناتو أظهرت استياءه الواضح من إسرائيل، التي صعّدت ضرباتها قبل سريان وقف إطلاق النار. ويعتبر أن ذلك يعكس توتراً في العلاقة، رغم الدعم الأمريكي التقليدي لإسرائيل. من وجهة نظر الكاتب، كشفت الحرب عن نقاط ضعف استراتيجية في إيران، مثل انهيار أنظمتها الدفاعية، واغتيال قادة عسكريين، وتعطُّل في اتخاذ القرار السياسي. ويعتقد أن إسرائيل ستسعى إلى استغلال هذه الثغرات لمواصلة إضعاف إيران، وربما دفعها تدريجياً نحو حالة "الدولة الفاشلة". ويرى الكاتب أن الاعتماد على الصواريخ وحده استراتيجية محدودة، ستدفع طهران لإعادة تقييم منظومتها الدفاعية وربما التعاون مع دول كالصين لتعزيز قدراتها الجوية. ويختم الكاتب بأن البرنامج النووي الإيراني سيعود إلى الواجهة، ليس فقط على مستوى التهديد الخارجي، بل أيضاً كورقة تفاوض داخلية تعتمد على "الغموض الاستراتيجي". ويخلص إلى أن الحرب، رغم انتهائها الظاهري، قد تكون مجرد بداية لحرب استنزاف طويلة تقودها إسرائيل ضد إيران. "كيف قضت ضربات ترامب لإيران على استراتيجيته تجاه كوريا الشمالية" صدر الصورة، Getty Images تقول الكاتبة غابرييلا بيرنال في صحيفة "ساوث شاينا مورننغ" الصينيّة إن الضربات الأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية كشفت عن تناقض جوهري في سياسة ترامب. وترى في مقالها أن هذا التناقض يتمثل في تعهّد ترامب خلال حملاته بإنهاء الحروب عبر التفاوض، بينما لجأ سريعاً إلى التصعيد العسكري، وهو ما يهدد مستقبل المسار الدبلوماسي مع خصوم مثل كوريا الشمالية. وتشرح أن الهجوم الذي استهدف ثلاث منشآت نووية في إيران، متبوعاً بتهديدات باستهداف مواقع إضافية، لا يُعد مجرد تدخل تقليدي في الشرق الأوسط، بل يشكل سابقة خطيرة تقوّض فرص المفاوضات مع دول تصنفها واشنطن كخصوم. بيرنال، المحللة السياسية المتخصصة في الشؤون الكورية، ترى أن هذا التحول من الحوار إلى القصف يعزز الاعتقاد بأن الدبلوماسية مع الولايات المتحدة قد تكون مؤقتة وسرعان ما تُستبدل بالخيار العسكري. وتشير إلى أن كوريا الشمالية سارعت إلى إدانة الضربات الأمريكية بحق إيران، ووصفتها بانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة واعتداء على سيادة دولة مستقلة. وتعلّق الكاتبة بأن موقف بيونغ يانغ يعكس قلقاً حقيقياً من أن ما حدث لطهران قد يتكرر معها، رغم اللقاءات السابقة التي جمعت كيم جونغ أون بترامب في سنغافورة وهانوي. وتضيف أن إعلان ترامب عن وقف إطلاق نار مع إيران بعد الهجوم على قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر لا يبدد المخاوف، خاصة وأن التزام إسرائيل وإيران بهدنة طويلة الأمد لا يزال غير مضمون. "التجربة الإيرانية تعزز واحدة من أكبر مخاوف كوريا الشمالية: أن الحوار مع الولايات المتحدة لا يمنعها من اللجوء إلى القوة، حتى في ظل انفتاح دبلوماسي ظاهر"، بحسب بيرنال. وتقول إن تجربة المفاوضات مع إيران تكشف تناقضاً جوهرياً في نهج ترامب؛ فبينما تحدّث عن أهمية الدبلوماسية بعد توليه الرئاسة، أرسل مبعوثيه للتفاوض في عُمان، لكنه في الوقت ذاته هدّد بقصف إيران خلال 60 يوماً إن لم يُتوصل لاتفاق، وهو ما تحول فعلياً إلى ضربات عسكرية. وترى أن هذا التصعيد السريع سيرسّخ في ذهن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن التفاوض مع واشنطن غير مضمون. وأن الضربات الأمريكية ضد إيران ستزيد من انعدام الثقة مع كوريا الشمالية، وتؤكد لكيم أن واشنطن قادرة على قلب الطاولة في أي لحظة. وتشرح بيرنال أن طريق استئناف الحوار بين واشنطن وبيونغ يانغ كان صعباً حتى قبل هذه الضربات، خصوصاً بعد انهيار قمة هانوي 2019، حين انسحب ترامب بعد أن طالب كوريا الشمالية بالتخلي الكامل عن سلاحها النووي دون تقديم تنازلات. ومنذ ذلك الوقت، ازداد موقف بيونغ يانغ تصلباً ورفضاً لأي مفاوضات بشروط أمريكية، بحسب الكاتبة. كما تشير الكاتبة إلى أن إدارة بايدن لم تفعل الكثير لتحسين العلاقات، حيث تجاهلت كوريا الشمالية وسط انشغالها بأزمات أخرى، ما سمح بتدهور إضافي في العلاقات، بينما طورت بيونغ يانغ قدراتها العسكرية بدعم روسي، ورفعت من نبرتها العدائية تجاه كوريا الجنوبية. وترى أن ترامب قد يكرر نهجه مع كوريا الشمالية، بأن يُبدي التزاماً لفظياً بالسلام ويشيد بعلاقته مع كيم، ثم يلوّح بهجوم عسكري على منشآت كوريا النووية. لكن الكاتبة توضح في الختام أن تكرار هذا السيناريو مع كوريا الشمالية سيكون "مغامرة خطيرة"، فهي تملك السلاح النووي منذ سنوات، على عكس إيران، وأي هجوم أمريكي قد يشعل حرباً شاملة، خاصة مع دعم صيني وروسي مباشر لبيونغ يانغ بموجب اتفاقيات دفاع مشترك. "استهداف المستشفيات ممنوع دائماً" صدر الصورة، Getty Images "إذا كان استهداف المستشفيات محرّماً، فيجب أن يُدان دائماً، دون استثناء". كانت هذه الفكرة الرئيسية التي ناقشها الكاتب أحمد طيبي، أحد النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، في مقال له نشرته "هاآرتس" الإسرائيلية، بعد أيّام من الضربة الإيرانية لمستشفى إسرائيلي. يتحدث الكاتب عن تعرضه لهجوم من جانب إسرائيليين بعد أن وصف استهداف المستشفيات والطواقم الطبية، أينما كان، بأنه "جريمة خطيرة لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف". ويوضح أنه تلقّى ردوداً غاضبة من بعض الإسرائيليين الرافضين لأي مقارنة بين استهداف مستشفيات في إسرائيل وتلك التي تتعرض للقصف في غزة، معتبرين هذه المقارنة غير مقبولة أو مسيئة. "إسرائيل دائماً تدافع عن نفسها، وهي دائماً على حق (..) في المقابل، الجانب الآخر دائماً مشبوه، إرهابي. يعيش الإسرائيليون في ثنائية صارمة بين الخير والشر، وهذا بالطبع غير صحيح على الصعيدين الواقعي والأخلاقي"، بحسب طيبي. ثم يذهب الكاتب متعجباً من ردود الفعل الإسرائيلية الرسمية تجاه القصف الإيراني للمستشفى، متسائلاً إذا كان هناك من يُجري اختباراً للواقع أو إن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتذكر قائمة المستشفيات التي قصفتها إسرائيل. يعرض طيبي في مقاله فكرة رئيسية مفادها أن هناك ما يراه ازدواجية في المعايير في الخطاب الإسرائيلي، حيث تُبرَّر أو تُقابَل بعض أفعال إسرائيل بالصمت رغم اعتبارها "انتهاكات جسيمة"، في حين يُرفَض الاعتراف بوجود ممارسات مشابهة من قبل إسرائيليين. ويشير إلى أن أي محاولة للمقارنة أو توجيه نقد تُقابَل غالباً بالرفض، ما يحدّ من النقاش الأخلاقي حول تلك الأفعال. يقول الكاتب إن المحكمة العليا تعترف بوجود فرق في تطبيق القانون، حيث تهدم منازل فلسطينية دون محاكمة لكنها تتجنب ذلك مع الإسرائيليين بحجة "الردع". ويشير إلى أن الاعتقالات الإدارية تستهدف فقط الفلسطينيين، بينما يُمنع استخدامها ضد الإسرائيليين بحسب وزير الدفاع. كما يرى أن بعض الصحفيين الإسرائيليين يحرّضون ضد سكان غزة ويبررون قصف المستشفيات بذريعة وجود إرهابيين أو إطلاق صواريخ، معتبرين أن ذلك ليس جريمة حرب إذا نفذته إسرائيل بدقة. ويؤكد طيبي أن استهداف المستشفيات ممنوع دائماً، وأن تدميرها "جريمة حرب بغض النظر عن من يمول أو يشن الهجوم". ويرى أن إصرار الإسرائيليين على رفض المقارنات يعكس خوفهم من فقدان "الاحتكار الأخلاقي" الذي يمنح إسرائيل تفوقاً سياسياً وعرقياً. "هذه النظرة تبرر لإسرائيل القيام بأي شيء دون محاسبة، وتمنحها الحصانة والدعم الكامل من الولايات المتحدة وصمت أوروبا، بينما يستمر سقوط القنابل وموت الأطفال"، بحسب ما يختم طيبي. وكان الجيش الإسرائيلي قد استهدف عدداً من المستشفيات في قطاع غزة عبر غارات متفرقة، معللاً ذلك بوجود أنفاق تحت هذه المنشآت تُستخدم كمقرات عسكرية من قبل عناصر حركة حماس.

الأخبار العالمية : ترامب: لم يتم نقل أى مواد من منشأة فوردو قبل الضربة الأمريكية
الأخبار العالمية : ترامب: لم يتم نقل أى مواد من منشأة فوردو قبل الضربة الأمريكية

نافذة على العالم

timeمنذ 34 دقائق

  • نافذة على العالم

الأخبار العالمية : ترامب: لم يتم نقل أى مواد من منشأة فوردو قبل الضربة الأمريكية

الخميس 26 يونيو 2025 05:50 مساءً نافذة على العالم - أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،، أن إيران لم تقم بنقل أي مواد من منشأة فوردو النووية قبل تنفيذ الغارة الجوية الأمريكية الأخيرة. وأوضح ترامب أن الضربة تم تنفيذها بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، نافيا ما تردد في بعض التصريحات الإيرانية حول قيام طهران بإخلاء المنشأة أو نقل اليورانيوم عالي التخصيب قبل القصف. ويأتي تصريح الرئيس الأمريكي بعد أيام من تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مواقع نووية إيرانية حساسة، من بينها فوردو ونطنز.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store