logo
البحرين في قلب الشراكة الخليجية الآسيوية.. كلمات ولي العهد رئيس الوزراء ورسائل الدولة

البحرين في قلب الشراكة الخليجية الآسيوية.. كلمات ولي العهد رئيس الوزراء ورسائل الدولة

الوطنمنذ يوم واحد

توفيق السباعي
من العاصمة الماليزية كوالالمبور، وبحضور أصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة الوفود المشاركة؛ ألقى صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه اللّه، كلمتين بارزتين خلال مشاركته نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، في القمّتين الاستراتيجيّتين: القمّة الثانية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، والقمّة الافتتاحيّة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) وجمهوريّة الصين الشعبيّة. وقد حملت الكلمتان رسائل بعيدة المدى، عكست من خلالها مملكة البحرين مواقفها الثابتة، ورؤيتها العالميّة المتّزنة، ودورها الفاعل في بناء نظام دوليّ أكثر تعاوناً واستقراراً.
جاءت كلمات سموّه متّسقة في بنيتها ومضمونها، حيث انطلقت من ركيزتين أساسيّتين: التأكيد على الشراكات متعدّدة الأطراف، والدعوة إلى استثمار التحدّيات العالميّة كفرص للابتكار والتكامل. ففي كلمته أمام قمّة الآسيان، أعاد سموّه التأكيد على الدور التأسيسيّ الّذي لعبته البحرين منذ انطلاق الحوار الخليجيّ الآسيويّ قبل خمسة عشر عاماً، حيث احتضنت المملكة أوّل اجتماع وزاريّ، في دلالة رمزيّة عميقة على التزامها التاريخيّ بدعم الجسور الاستراتيجيّة بين المنطقتين.
وقد أكّدت الكلمة على فهم عميق للتحدّيات الدوليّة المعاصرة، من تغيّر المناخ إلى الأزمات الاقتصاديّة والجيوسياسيّة، مشدّدة على أهمّيّة التعاون، والابتكار، والاعتماد على رأس المال البشريّ والتعليم والبحث العلميّ كمدخلات أساسيّة لتحقيق استقرار طويل الأمد. وهنا تظهر مملكة البحرين كفاعل مؤسسيّ يدعو إلى تمكين الشعوب، وتعزيز الروابط الثقافيّة والإنسانيّة، بوصفها عوامل محوريّة في بناء شراكة مرنة ومستمرّة.
كما أنّ دعوة سموّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء المجتمع الدوليّ إلى الاستجابة لمبادرة جلالة الملك المعظم أيّده اللّه، بشأن عقد مؤتمر دوليّ للسلام في الشرق الأوسط، هي تأكيد متكرّر على النهج الدبلوماسيّ الحكيم لمملكة البحرين في ترسيخ قيم السلام والحوار والتعايش كوسيلة لحلّ الأزمات، لاسيّما في ظلّ التوتّرات المتصاعدة إقليميّاً.
وفي القمّة الخليجيّة-الآسيان-الصينيّة، تتعمّق هذه الرؤية لتأخذ أبعاداً أكثر شموليّة. إذ جاء خطاب سموّه ليؤكّد على إدراك البحرين لأهمّيّة التوازنات الدوليّة وتحوّلات مراكز القوّة، وعلى رأسها الصعود الآسيويّ، ممثّلاً في الصين ورابطة الآسيان. وقد أبرزت الكلمة قدرة مملكة البحرين على استثمار هذه التحوّلات لصالح شراكات أكثر استدامة، حيث دعا سموّه إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجدّدة، التحوّل الرقميّ، والتنمية المستدامة.
واللافت أنّ سموّه لم يكتفِ بالإشادة بالفرص، بل أظهر وعياً نقديّاً بالتحدّيات المصاحبة للابتكار، لاسيّما في مجال الذكاء الاصطناعيّ، إذ جدّد دعوة مملكة البحرين لإبرام معاهدة دوليّة لتنظيمه أخلاقيّاً. وهي دعوة تنسجم مع سياسة بحرينيّة عميقة تقوم على المواءمة بين التقدّم التكنولوجيّ والقيم الإنسانيّة، وهو ما يميّز البحرين كلاعب إقليميّ يعلي من شأن القيم في خضمّ التحوّلات الرقميّة العالميّة.كما جاءت إشارات سموّه إلى دعم البحرين للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيّ وإعادة إعمار غزّة؛ لتؤكّد أنّ السياسة الخارجيّة البحرينيّة توازن دائمًا بين البعد الاستراتيجيّ والبعد الأخلاقيّ، وهو ما يعكس التزام المملكة الثابت بدعم القضايا العربيّة، والدعوة إلى حلول دائمة قائمة على العدالة والكرامة.
رسائل سموّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله لم تكن فقط خطاباً سياسيّاً متّزناً، بل رؤية استراتيجيّة تؤسّس لنمط جديد لمرحلة ما بعد التحالفات التقليديّة، فالشراكة الخليجية مع دول الآسيان والصين أصبحت ضرورة تنمويّة واستراتيجيّة. وتأتي مملكة البحرين في قلب هذا التحوّل، حاملة قيمها ومبادئها، حاضرة برؤيتها، شريكة بصوتها، وصانعة لفصول جديدة في التعاون الدوليّ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كلمة بحجم الطموح العالمي
كلمة بحجم الطموح العالمي

الوطن

timeمنذ 6 ساعات

  • الوطن

كلمة بحجم الطموح العالمي

في كوالالمبور، حيث التقت الجغرافيا بالاستراتيجية، والاقتصاد بالسياسة، انعقدت القمة الثلاثية التاريخية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورابطة «الآسيان»، وجمهورية الصين الشعبية، قمةٌ لم تكن وليدة لحظة، بل انعكاساً لتبدل موازين العالم، ورغبة جماعية في صياغة نظام دولي أكثر عدلاً، وتوازناً، وشمولاً. بالنيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، شارك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مجسداً دور البحرين الريادي في زمن يتطلب صوت الحكمة والمبادرة لا الانكفاء، ومرونة الانفتاح لا جمود الاصطفاف، من على منبر القمة، لم يُقدم سموه خطاباً تقليدياً، بل رؤية متكاملة تتجاوز الجغرافيا نحو القيم الإنسانية المشتركة، وتضع الإنسان في صميم المعادلة. لقد دعا سموه إلى شراكة تنموية مستدامة تجمع الخليج والآسيان والصين، بما تمثله هذه القوى من ثقل سكاني يتجاوز 2.3 مليار نسمة، واقتصاد يُشكل خُمس الناتج العالمي، لكنها ليست شراكة أرقام جامدة، بل رؤية حية تمس جوهر الحياة: الأمن الغذائي، الطاقة النظيفة، التحول الرقمي، التنمية البشرية، والسياحة الواعية. وما بين الخطاب والتنفيذ، ترجمت البحرين هذه الرؤية بتوقيع مذكرة تفاهم مع ماليزيا في إدارة الموارد البشرية، في خطوة تعزز التحول نحو «الدولة الذكية»، وتُرسخ كفاءة الحوكمة الإدارية، بما يتماشى مع متطلبات العصر، كما شكّل قرار الصين إلغاء التأشيرات لمواطني دول الخليج تأكيداً على انتقال العلاقات من المجاملات الدبلوماسية إلى جسور الثقة المتبادلة. ولأن التحولات لا تقف عند الاقتصاد، جدد صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء دعوته لصياغة معاهدة دولية لضبط مسار الذكاء الاصطناعي، انطلاقاً من رؤية أخلاقية تحمي الكرامة الإنسانية، وتمنع انزلاق التكنولوجيا إلى دهاليز الهيمنة الرقمية، البحرين، هنا، لا تسعى فقط للحاق بركب التقنية، بل تسعى لتقنين ضوابطها، وترسيخ موقعها كمنصة رائدة لأخلاقيات الابتكار. وفي بُعدٍ إصلاحي أعمق، جاءت دعوة سموه لإعادة هيكلة المنظومة الدولية، لا سيما المؤسسات المالية، لتكون أكثر عدالة وتمثيلاً، مؤكّداً أن النظام العالمي لم يعد حكراً على الأقطاب التقليدية، بل بات يستدعي صوت الجنوب العالمي، بروحه التعاونية لا التصادمية. لم تكن كوالالمبور مجرّد قمة، بل نداءً للعبور من مرحلة القطبية إلى فضاء التعددية العاقلة، ووسط هذا المشهد، حملت البحرين مشروعاً حضارياً يُعلي من شأن التنمية لا الهيمنة، ويؤمن بأن الحوار يولد في مناخات الثقة لا تحت ظلال التهديد. إنه صوت بحريني خافت في نبرته، قوي في منطقه، عميق في رؤيته: حيث التحالف لا يعني التبعية، والانفتاح لا يُقايض السيادة، والنمو لا يُشترى على حساب القيم. وهكذا، تتوسط البحرين خارطة تحالف ثلاثي صاعد نحو المستقبل، حيث الخليج والآسيان والصين، يضعون معاً حجر الأساس لتحالف عادل، إنساني، ومبني على التنمية لا النزاع.* إعلامية وباحثة أكاديمية

جمعية الصحفيين البحرينية ودور ريادي في تطوير المشهد الصحفي
جمعية الصحفيين البحرينية ودور ريادي في تطوير المشهد الصحفي

البلاد البحرينية

timeمنذ 13 ساعات

  • البلاد البحرينية

جمعية الصحفيين البحرينية ودور ريادي في تطوير المشهد الصحفي

تحتفل الأسرة الصحفية والإعلامية في مملكة البحرين باليوبيل الفضي على تأسيس جمعية الصحفيين البحرينية (بيت الصحافة)، التي تُعد إحدى ثمار المسيرة التنموية الشاملة والرائدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه. ويستذكر الصحفيون والإعلاميون البحرينيون هذه المناسبة بكثير من الفخر والاعتزاز والتقدير بما قطعته الصحافة البحرينية من خطوات متقدمة، وبدورها التاريخي الرائد في رفع الوعي والتثقيف الذي ألهم كثيراً من الصحفيين والمثقفين والمفكرين العرب في المنطقة، بدءاً من جيل الرواد مطلع القرن الماضي، مروراً بأجيال متتالية من الصحافة الورقية المرئية والمسموعة التقليدية، وصولاً إلى جيل الصحافة الرقمية الحديثة. جمعية الصحفيين شريك أصيل في مسيرة الصحافة الوطنية خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، نجحت الصحافة البحرينية في أن تمثل ركيزة أساسية من ركائز دعم المسيرة التنموية الشاملة التي تشهدها مملكة البحرين، بفضل الرعاية السامية والدعم اللامحدود الذي تحظى به من جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، والاهتمام المستمر والمتابعة الحثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله. وشكّـلت التوجيهات الملكية السامية المتواصلة لتطوير ورعاية القطاع الصحفي ودعم حرية الكلمة والتعبير في مملكة البحرين، خارطة طريق واضحة لتقدم وتطور الإعلام البحريني بمختلف قطاعاته، ما مكّن الصحافة الوطنية من استكمال أداء دورها في خدمة قضايا الوطن والمواطن، وإتاحة الفرصة للأقلام الصحفية المبدعة لممارسة دورها الفاعل في إطار من الحس الوطني والمسؤولية، وفي ظل الالتزام بالقيم والمبادئ المجتمعية الأصيلة، والحريات التي كفلها الدستور وميثاق العمل الوطني فيما يخص حرية الصحافة والتعبير عن الرأي. كما أصبحت الصحافة البحرينية عبر مؤسساتها ومدارسها الصحفية المتنوعة، واجهة مشرفة للصحافة الوطنية المخلصة التي تحرص على عكس الهوية والتراث والإرث الحضاري العريق للمملكة، بالتوازي مع المهنية العالية والممارسة الرصينة المسؤولة في نقل الأحداث بكل نزاهة وموضوعية وشفافية. ومن خلال تعاونها مع جميع الجهات والمؤسسات الصحفية الإعلامية المختلفة، استطاعت جمعية الصحفيين البحرينية من لعب دور ريادي وفاعل في تطوير المشهد الصحفي البحريني، ودعم وتأهيل الكوادر الوطنية العاملة في هذا القطاع الحيوي، وترسيخ مكانتها كمؤسسة مهنية رائدة، أثبتت حضورًا متميزًا على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، عبر الجهود الدؤوبة التي يبذلها رئيس وأعضاء مجلس إدارة الجمعية للارتقاء بمهنة الصحافة، وتحقيق الرؤية والرسالة والقيم التي تأسست بموجبها جمعية الصحفيين البحرينية والمرتكزة في أن تكون الممثل الرسمي للصحفيين البحرينيين والجهة الفعالة في تطوير الصحافة الوطنية والارتقاء بالمستوى المهني والثقافي للصحافيين، والمحافظة على تقاليد وشرف وأخلاقيات المهنة. وفي سبيل تحقيق تلك الرؤى والقيم النبيلة، واصلت جمعية الصحفيين البحرينية جهودها في تعزيز شراكتها مع وزارة الإعلام والمؤسسات الصحفية، في كل ما من شأنه دعم الصحافة الوطنية ومنتسبيها، وتعزيز قدرتها على مواكبة التطورات التقنية والرقمية الحديثة والمتسارعة. كما كانت جمعية الصحفيين البحرينية شريكًا حقيقيًا في إنجاز مشروع تعديل قانون "تنظيم الصحافة والطباعة والنشر" الصادر بموجب المرسوم بقانون رقم (47) لسنة 2002، والذي تم إقراره من مجلس النواب، ومن المنتظر أيضًا أن يعرض على مجلس الشورى لاستكمال إقراره من المجلس الوطني بغرفتيه النواب والشورى، ومن ثم رفعه إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وليؤسس لبيئة قانونية أكثر مواءمة لمتطلبات العصر الإعلامي الحديث، ويجسد التزام مملكة البحرين الثابت بحرية الرأي والتعبير في ظل المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه. والذي يمثل تطوراً مفصلياً في تاريخ الصحافة الوطنية. جمعية الصحفيين البحرينية في سطور.. مع الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس جمعية الصحفيين البحرينية (بيت الصحافة)، أطلقت الجمعية مطلع شهر أبريل الماضي شعار احتفاليتها باليوبيل الفضي ومرور 25 عامًا على تأسيسها، تمييزاً لهذه المناسبة التي تمثل محطة مهمة في تاريخها وتاريخ الصحافة الوطنية، وشاهداً راسخاً على مسارات التنمية والنهضة والتقدم والرخاء التي تشهدها مملكة البحرين في ظل الحكم الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه منذ تولي جلالته مقاليد الحكم قبل 25 عاماً. ونستذكر في السطور التالية، بعض المعلومات التاريخية عن الجمعية التي تأسست بموجب قانون الجمعيات والأندية الاجتماعية والثقافية والهيئات الخاصة العاملة في ميدان الشباب والرياضة والمؤسسات الخاصة الصادر بالمرسوم بقانون رقم (21) لسنة 1989م. وفي عام 1991م / جرى تسجيل الجمعية طبقاً لأحكام القرار الوزاري رقم (5) الخاص بتنظيم سجل قيد الجمعيات والأندية الثقافية والفنية الخاضعة لإشراف وزارة الإعلام. تشكّل أول مجلس إدارة للجمعية عام 2000، برئاسة سعادة السيد نبيل بن يعقوب الحمر، والسيد خالد بن عبد الله الزياني نائبا للرئيس، ومن ثم تعاقب على رئاسة مجلس إداراتها عددٌ من كبار الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف البحرينية المرموقين، الذين جرى انتخابهم عبر انتخابات دورية مباشرة تعقد كل عامين بتصويت أعضاء الجمعية العمومية، بحسب النظام الأساسي لجمعية الصحفيين. ويترأس مجلس إدارة الجمعية في دورتها الحالية من عامين (2023-2025) الأستاذ عيسى الشايجي رئيس هيئة التحرير بصحيفة الأيام البحرينية. وفي إطار الأهداف التي نص عليها النظام الأساسي لجمعية الصحفيين البحرينية، تلتزم الجمعية بتعزيز القيم المهنية كالنزاهة والموضوعية في العمل الصحفي، والعمل على رعاية حقوق الصحفيين والدفاع عن مصالحهم، وضمان الحرية اللازمة لهم لأداء واجباتهم الصحفية بحرية ويسر. كما تسعى وعبر تعاونها مع الاتحادات والهيئات والنقابات الصحفية العربية والأجنبية والدولية، إلى تطوير مهنة الصحافة والمحافظة على تقاليد وشرف المهنة، والالتزام بتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة لرفع المستوى المهني والثقافي والتدريبي للصحفيين وتأهيلهم في قطاعات الصحافة والإعلام الرقمي الحديث.

البحرين في قلب الشراكة الخليجية الآسيوية.. كلمات ولي العهد رئيس الوزراء ورسائل الدولة
البحرين في قلب الشراكة الخليجية الآسيوية.. كلمات ولي العهد رئيس الوزراء ورسائل الدولة

الوطن

timeمنذ يوم واحد

  • الوطن

البحرين في قلب الشراكة الخليجية الآسيوية.. كلمات ولي العهد رئيس الوزراء ورسائل الدولة

توفيق السباعي من العاصمة الماليزية كوالالمبور، وبحضور أصحاب الجلالة والسمو والفخامة قادة الوفود المشاركة؛ ألقى صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه اللّه، كلمتين بارزتين خلال مشاركته نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، في القمّتين الاستراتيجيّتين: القمّة الثانية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، والقمّة الافتتاحيّة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) وجمهوريّة الصين الشعبيّة. وقد حملت الكلمتان رسائل بعيدة المدى، عكست من خلالها مملكة البحرين مواقفها الثابتة، ورؤيتها العالميّة المتّزنة، ودورها الفاعل في بناء نظام دوليّ أكثر تعاوناً واستقراراً. جاءت كلمات سموّه متّسقة في بنيتها ومضمونها، حيث انطلقت من ركيزتين أساسيّتين: التأكيد على الشراكات متعدّدة الأطراف، والدعوة إلى استثمار التحدّيات العالميّة كفرص للابتكار والتكامل. ففي كلمته أمام قمّة الآسيان، أعاد سموّه التأكيد على الدور التأسيسيّ الّذي لعبته البحرين منذ انطلاق الحوار الخليجيّ الآسيويّ قبل خمسة عشر عاماً، حيث احتضنت المملكة أوّل اجتماع وزاريّ، في دلالة رمزيّة عميقة على التزامها التاريخيّ بدعم الجسور الاستراتيجيّة بين المنطقتين. وقد أكّدت الكلمة على فهم عميق للتحدّيات الدوليّة المعاصرة، من تغيّر المناخ إلى الأزمات الاقتصاديّة والجيوسياسيّة، مشدّدة على أهمّيّة التعاون، والابتكار، والاعتماد على رأس المال البشريّ والتعليم والبحث العلميّ كمدخلات أساسيّة لتحقيق استقرار طويل الأمد. وهنا تظهر مملكة البحرين كفاعل مؤسسيّ يدعو إلى تمكين الشعوب، وتعزيز الروابط الثقافيّة والإنسانيّة، بوصفها عوامل محوريّة في بناء شراكة مرنة ومستمرّة. كما أنّ دعوة سموّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء المجتمع الدوليّ إلى الاستجابة لمبادرة جلالة الملك المعظم أيّده اللّه، بشأن عقد مؤتمر دوليّ للسلام في الشرق الأوسط، هي تأكيد متكرّر على النهج الدبلوماسيّ الحكيم لمملكة البحرين في ترسيخ قيم السلام والحوار والتعايش كوسيلة لحلّ الأزمات، لاسيّما في ظلّ التوتّرات المتصاعدة إقليميّاً. وفي القمّة الخليجيّة-الآسيان-الصينيّة، تتعمّق هذه الرؤية لتأخذ أبعاداً أكثر شموليّة. إذ جاء خطاب سموّه ليؤكّد على إدراك البحرين لأهمّيّة التوازنات الدوليّة وتحوّلات مراكز القوّة، وعلى رأسها الصعود الآسيويّ، ممثّلاً في الصين ورابطة الآسيان. وقد أبرزت الكلمة قدرة مملكة البحرين على استثمار هذه التحوّلات لصالح شراكات أكثر استدامة، حيث دعا سموّه إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجدّدة، التحوّل الرقميّ، والتنمية المستدامة. واللافت أنّ سموّه لم يكتفِ بالإشادة بالفرص، بل أظهر وعياً نقديّاً بالتحدّيات المصاحبة للابتكار، لاسيّما في مجال الذكاء الاصطناعيّ، إذ جدّد دعوة مملكة البحرين لإبرام معاهدة دوليّة لتنظيمه أخلاقيّاً. وهي دعوة تنسجم مع سياسة بحرينيّة عميقة تقوم على المواءمة بين التقدّم التكنولوجيّ والقيم الإنسانيّة، وهو ما يميّز البحرين كلاعب إقليميّ يعلي من شأن القيم في خضمّ التحوّلات الرقميّة العالميّة.كما جاءت إشارات سموّه إلى دعم البحرين للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيّ وإعادة إعمار غزّة؛ لتؤكّد أنّ السياسة الخارجيّة البحرينيّة توازن دائمًا بين البعد الاستراتيجيّ والبعد الأخلاقيّ، وهو ما يعكس التزام المملكة الثابت بدعم القضايا العربيّة، والدعوة إلى حلول دائمة قائمة على العدالة والكرامة. رسائل سموّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله لم تكن فقط خطاباً سياسيّاً متّزناً، بل رؤية استراتيجيّة تؤسّس لنمط جديد لمرحلة ما بعد التحالفات التقليديّة، فالشراكة الخليجية مع دول الآسيان والصين أصبحت ضرورة تنمويّة واستراتيجيّة. وتأتي مملكة البحرين في قلب هذا التحوّل، حاملة قيمها ومبادئها، حاضرة برؤيتها، شريكة بصوتها، وصانعة لفصول جديدة في التعاون الدوليّ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store