
«ناسا» تكتشف كوكباً جديداً عبارة عن «أرض عملاقة»
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، إن حجم الكوكب، المسمى «TOI-1846 b» يبلغ ضعف حجم الأرض تقريباً وكتلته أربعة أضعاف.
ويدور الكوكب حول نجم قزم أحمر صغير وبارد كل أربعة أيام، ويتسبب في انخفاض غريب ومتكرر في ضوء النجم، وهي إشارة لفتت انتباه العلماء لأول مرة عندما رصد تلسكوب «TESS» الفضائي التابع لوكالة «ناسا» نمط التعتيم في مارس من كل عام.
وأكد فريق من العلماء، باستخدام تلسكوبات فضائية وأرضية، أن الكوكب المكتشف حديثاً يقع ضمن ما يُسمى «فجوة نصف القطر»، وهي فئة نادرة بين الكواكب الصخرية الصغيرة مثل الأرض والكواكب الأكبر الغنية بالغاز مثل نبتون.
وعلى الرغم من أن درجة حرارة سطحه تُقدر بـ 600 درجة فهرنهايت، يقول الباحثون إن الكوكب قد لا يزال يحتوي على الماء. ويُعتقد أن لهذا الكوكب نواة صخرية صلبة، وطبقة جليدية كثيفة، وربما محيطاً ضحلاً أو غلافاً جوياً رقيقاً، حسب ما نقل تقرير «دايلي ميل».
وصرح عبد الرحمن سوبكيو، الباحث الرئيسي في مرصد أوكايمدن بالمغرب: «لقد تحققنا من صحة الكوكب TOI-1846 b باستخدام بيانات TESS وبيانات القياس الضوئي الأرضية متعددة الألوان، والتصوير عالي الدقة، والرصد الطيفي».
وأظهرت قياساتهم أيضاً أن الكوكب يدور حول نجمه في أقل من أربعة أيام، ويبقى في مدار أقرب بكثير إلى شمسه من مدار عطارد في نظامنا الشمسي.
والنجم المضيف هو قزم أحمر، يبلغ حجمه وكتلته حوالي 40 في المئة من حجم شمسنا وكتلتها، ويتوهج عند حوالي 6000 درجة فهرنهايت.
ونظراً لأن الأقزام الحمراء أصغر حجماً وأقل سطوعاً، يجب أن تدور الكواكب بالقرب من النجم لتلقي الدفء، مما يُسهّل على التلسكوبات رصدها أثناء مرورها أمامه.
ورصد تلسكوب «TESS»، الذي أُطلق عام 2018، أكثر من 7600 حدث عبور، وأكد وجود أكثر من 630 كوكباً حتى الآن.
وتمسح كاميراته الأربع عالية الحساسية السماء كل 30 دقيقة، مما يجعله مثالياً لرصد انخفاضات الضوء الضحلة، مثل تلك الموجودة على كوكب «TOI-1846 b».
ويُرجّح أيضاً أن يكون الكوكب المُكتشف حديثاً مُقيّداً مدياً، أي أن أحد جانبيه يواجه نجمه دائماً بينما يبقى الجانب الآخر في الظلام.
وقد يسمح هذا التباين في درجة الحرارة باحتجاز الماء في المناطق الأكثر برودة، اعتماداً على كيفية انتقال الحرارة عبر الغلاف الجوي.
ويأمل علماء «ناسا» أن يستهدف تلسكوب جيمس ويب الفضائي قريباً كوكب TOI-1846 b لدراسة غلافه الجوي باستخدام الأشعة تحت الحمراء.
ويقول العلماء إنه إذا توافرت الظروف المناسبة، فقد يتمكن تلسكوب «ويب» من رصد علامات بخار الماء، أو الميثان، أو ثاني أكسيد الكربون، أو غازات أخرى.
وتساهم التلسكوبات الأرضية، مثل مرصد جيميني في هاواي، في هذا البحث باستخدام أداة دقيقة تُسمى مارون-إكس لقياس التذبذب الطفيف في النجم الناتج عن جاذبية الكوكب، مما يُساعد في تأكيد كتلته والبحث عن جيران خفيين.
ويعتقد الباحثون أن كوكب «TOI-1846 b» قد لا يكون الوحيد، حيث تشير التحولات الطفيفة في مداره إلى احتمال وجود كوكب آخر كامن في النظام نفسه، ربما يدور في مدار أبعد في منطقة أكثر برودة وأكثر ملاءمة للسكن.
ويأتي هذا الاكتشاف إلى جانب اكتشاف حديث آخر أطلق عليه العلماء اسم «TOI-715 b»، وهو كوكب أرض عملاق ثانٍ يقع على بُعد 137 سنة ضوئية، ويدور أيضًا حول قزم أحمر.
ويساعد كلا الكوكبين على سد فجوات رئيسية في فهم علماء الفلك لكيفية فقدان بعض الكواكب الصغيرة لأغلفتها الجوية بمرور الوقت، بينما يتمكن البعض الآخر من الاحتفاظ بها.
وبما أن الأقزام الحمراء تشكل حوالي 75 في المئة من جميع النجوم في مجرة درب التبانة، فإن دراسة الكواكب مثل TOI-1846 b قد تكشف عن عدد العوالم الأخرى القابلة للحياة والتي قد تكون مختبئة في فنائنا الخلفي المجري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 16 ساعات
- العربي الجديد
خطة ترامب تخنق "ناسا": تقليص الميزانية إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى خفض مخصصات التشغيل لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" بنسبة تصل إلى الربع، في إجراء وصفه خبراء بالمدمّر، من شأنه أن يترك الوكالة مع أصغر ميزانية تشغيلية منذ أن صعد رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين إلى الفضاء عام 1961. وتُهدد هذه الخطة بتقليص ميزانية العلوم إلى النصف، ما يعني إنهاء 55 مهمة فضائية جارية أو مخططاً لها، إضافة إلى تقليص القوى العاملة إلى أدنى مستوياتها منذ سبعة عقود، وذلك في وقت كُلّفت فيه الوكالة مهمتين أساسيتين: العودة إلى القمر، وإرسال أول إنسان إلى كوكب المريخ. أبرز ضحايا التقليص في "ناسا" من بين أبرز المتضررين من خفض الميزانية، مسبار "نيو هورايزونز"، الذي التقط أدق صور لكوكب بلوتو، ونفّذ أبعد رحلة طيران في تاريخ البشرية، ويُعد المركبة النشطة الوحيدة في حزام كويبر – المنطقة الغامضة في النظام الشمسي. واستبدال هذا المسبار في حال إيقافه قد يستغرق جيلاً كاملاً للوصول إلى ذات النقطة في الفضاء. كذلك تواجه مهمة "أوزيريس-أبيكس" المصير ذاته، وهي المركبة التي جمعت عينة نادرة من سطح كويكب بينّو 101955 باستخدام تقنية غير مسبوقة، وأعادتها إلى الأرض. يقول الخبراء إن فقدان هذه المهمات سيكون خسارة لا تُعوض علمياً. تقليص العاملين وإلغاء المنح رسالة داخلية حديثة أرسلتها "ناسا" إلى موظفيها كشفت أن أكثر من 3 آلاف موظف قبلوا عروض الاستقالة المؤجلة، فيما تلوح تسريحات إضافية في الأفق. وتوجّه الإدارة الجديدة بإلغاء عقود ومنح تؤثر في العاملين في القطاع الخاص عبر الولايات، كذلك تخطط لسحب الوكالة من مشاريع مشتركة مع شركاء دوليين، منها محطة الفضاء القمرية التي كانت الولايات المتحدة ستشارك في بنائها مع وكالات فضاء أخرى. اقتصاد الناس التحديثات الحية تسريح 3870 موظفاً من وكالة ناسا الأميركية ضمن خطة لإعادة الهيكلة وفقاً للأرقام، فقد وظّفت "ناسا" في عام 2023 نحو 17,823 موظفاً مدنياً بدوام كامل، وكانت بعثاتها مسؤولة عن توفير 304,803 وظيفة في مختلف الولايات الأميركية، أي إن كل وظيفة واحدة في "ناسا" كانت تدعم ما لا يقل عن 16 وظيفة أخرى في القطاع الخاص. وتنقل منصة "إنغدجت" التقنية عن بيثاني إيلمان، أستاذة علوم الكواكب في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، أن "ناسا ليست فقط مؤسسة بحثية، بل محرك اقتصادي واسع النطاق". نزف الخبرات وإغلاق المرافق بحسب تقرير لموقع بوليتيكو، وافق نحو 2,694 موظفاً في "ناسا" على مغادرة الوكالة، منهم 2,145 يشغلون مناصب عليا، و1,818 يعملون في مجالات حيوية مثل الرحلات الفضائية والعلوم. وينبّه كيسي درير من جمعية الكواكب غير الربحية إلى أن "رحيل هذه الكوادر يعني خسارة فادحة للمعرفة المؤسسية"، مضيفاً أن "بمجرد خروجها، تختفي الخبرات بلا عودة". وفي تقرير لشبكة "سي أن أن"، أكد أحد موظفي الوكالة أن القيادة بدأت بالفعل إغلاق مرافق حددتها إدارة ترامب في مقترح الميزانية. ومع أن الكونغرس قد يتجه لتمويل بعض المشاريع، إلا أن شبح التخفيضات بدأ يتحول إلى واقع. غضب العلماء: "تهديد تاريخي لناسا" رداً على الخطة، وقّع 287 عالماً وموظفاً حاضراً وسابقاً في ناسا رسالة مفتوحة وصفت التخفيضات بأنها "تهديد غير مسبوق"، وتحدثت عن "ثقافة صمت مؤسسي" قد تُعرّض رواد الفضاء للخطر. الرسالة وُجّهت إلى القائم بأعمال مدير الوكالة شون دافي، المعروف بولائه لترامب. ويُحذّر درير من أن "ناسا تواجه اليوم أكثر مستقبل غامض في تاريخها منذ نهاية برنامج أبولو"، ويضيف: "لا يوجد سابقة في تاريخ الوكالة لتخفيضات غير وظيفية بهذا الحجم خلال عام واحد"، مشيراً إلى أن "ثلث المشاريع العلمية النشطة قد تتوقف، ومجرد الحديث عن إعادة استثمار الأموال في جهود علمية جديدة ليس سوى وهم. هذه خسائر محققة، وليست إعادة هيكلة". ويختم بالقول: "إنه بالتأكيد أكبر تهديد تواجهه أنشطة ناسا العلمية منذ تأسيس الوكالة".


القدس العربي
منذ 7 أيام
- القدس العربي
«ناسا» تكتشف كوكباً جديداً عبارة عن «أرض عملاقة»
لندن ـ «القدس العربي»: اكتشفت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» كوكباً غامضاً وصفته بأنه «أرض عملاقة»، وقالت إن هذا الكوكب يُصدر إشارة متكررة من على بُعد 154 سنة ضوئية. وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، إن حجم الكوكب، المسمى «TOI-1846 b» يبلغ ضعف حجم الأرض تقريباً وكتلته أربعة أضعاف. ويدور الكوكب حول نجم قزم أحمر صغير وبارد كل أربعة أيام، ويتسبب في انخفاض غريب ومتكرر في ضوء النجم، وهي إشارة لفتت انتباه العلماء لأول مرة عندما رصد تلسكوب «TESS» الفضائي التابع لوكالة «ناسا» نمط التعتيم في مارس من كل عام. وأكد فريق من العلماء، باستخدام تلسكوبات فضائية وأرضية، أن الكوكب المكتشف حديثاً يقع ضمن ما يُسمى «فجوة نصف القطر»، وهي فئة نادرة بين الكواكب الصخرية الصغيرة مثل الأرض والكواكب الأكبر الغنية بالغاز مثل نبتون. وعلى الرغم من أن درجة حرارة سطحه تُقدر بـ 600 درجة فهرنهايت، يقول الباحثون إن الكوكب قد لا يزال يحتوي على الماء. ويُعتقد أن لهذا الكوكب نواة صخرية صلبة، وطبقة جليدية كثيفة، وربما محيطاً ضحلاً أو غلافاً جوياً رقيقاً، حسب ما نقل تقرير «دايلي ميل». وصرح عبد الرحمن سوبكيو، الباحث الرئيسي في مرصد أوكايمدن بالمغرب: «لقد تحققنا من صحة الكوكب TOI-1846 b باستخدام بيانات TESS وبيانات القياس الضوئي الأرضية متعددة الألوان، والتصوير عالي الدقة، والرصد الطيفي». وأظهرت قياساتهم أيضاً أن الكوكب يدور حول نجمه في أقل من أربعة أيام، ويبقى في مدار أقرب بكثير إلى شمسه من مدار عطارد في نظامنا الشمسي. والنجم المضيف هو قزم أحمر، يبلغ حجمه وكتلته حوالي 40 في المئة من حجم شمسنا وكتلتها، ويتوهج عند حوالي 6000 درجة فهرنهايت. ونظراً لأن الأقزام الحمراء أصغر حجماً وأقل سطوعاً، يجب أن تدور الكواكب بالقرب من النجم لتلقي الدفء، مما يُسهّل على التلسكوبات رصدها أثناء مرورها أمامه. ورصد تلسكوب «TESS»، الذي أُطلق عام 2018، أكثر من 7600 حدث عبور، وأكد وجود أكثر من 630 كوكباً حتى الآن. وتمسح كاميراته الأربع عالية الحساسية السماء كل 30 دقيقة، مما يجعله مثالياً لرصد انخفاضات الضوء الضحلة، مثل تلك الموجودة على كوكب «TOI-1846 b». ويُرجّح أيضاً أن يكون الكوكب المُكتشف حديثاً مُقيّداً مدياً، أي أن أحد جانبيه يواجه نجمه دائماً بينما يبقى الجانب الآخر في الظلام. وقد يسمح هذا التباين في درجة الحرارة باحتجاز الماء في المناطق الأكثر برودة، اعتماداً على كيفية انتقال الحرارة عبر الغلاف الجوي. ويأمل علماء «ناسا» أن يستهدف تلسكوب جيمس ويب الفضائي قريباً كوكب TOI-1846 b لدراسة غلافه الجوي باستخدام الأشعة تحت الحمراء. ويقول العلماء إنه إذا توافرت الظروف المناسبة، فقد يتمكن تلسكوب «ويب» من رصد علامات بخار الماء، أو الميثان، أو ثاني أكسيد الكربون، أو غازات أخرى. وتساهم التلسكوبات الأرضية، مثل مرصد جيميني في هاواي، في هذا البحث باستخدام أداة دقيقة تُسمى مارون-إكس لقياس التذبذب الطفيف في النجم الناتج عن جاذبية الكوكب، مما يُساعد في تأكيد كتلته والبحث عن جيران خفيين. ويعتقد الباحثون أن كوكب «TOI-1846 b» قد لا يكون الوحيد، حيث تشير التحولات الطفيفة في مداره إلى احتمال وجود كوكب آخر كامن في النظام نفسه، ربما يدور في مدار أبعد في منطقة أكثر برودة وأكثر ملاءمة للسكن. ويأتي هذا الاكتشاف إلى جانب اكتشاف حديث آخر أطلق عليه العلماء اسم «TOI-715 b»، وهو كوكب أرض عملاق ثانٍ يقع على بُعد 137 سنة ضوئية، ويدور أيضًا حول قزم أحمر. ويساعد كلا الكوكبين على سد فجوات رئيسية في فهم علماء الفلك لكيفية فقدان بعض الكواكب الصغيرة لأغلفتها الجوية بمرور الوقت، بينما يتمكن البعض الآخر من الاحتفاظ بها. وبما أن الأقزام الحمراء تشكل حوالي 75 في المئة من جميع النجوم في مجرة درب التبانة، فإن دراسة الكواكب مثل TOI-1846 b قد تكشف عن عدد العوالم الأخرى القابلة للحياة والتي قد تكون مختبئة في فنائنا الخلفي المجري.


العربي الجديد
١٦-٠٧-٢٠٢٥
- العربي الجديد
المسبار باركر يلتقط أقرب صور للشمس حتى اليوم
كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ، عن صور التقطها المسبار باركر لانفجارات بلازمية يتراكم بعضها فوق بعض، ولرياح شمسية بأدق تفاصيلها، وهي اللقطات الأقرب المتوافرة للشمس وتُعدّ ثروة ثمينة للعلماء. والتقط المسبار باركر هذه الصور، التي نشرتها "ناسا" الثلاثاء، خلال أقرب دنوّ له من الشمس في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2024، ومن المتوقع أن تتيح فكرة أكثر عمقاً عن الطقس الفضائي، وأن تُساعد في تحسين حماية الأرض من التهديدات الشمسية. وقال المسؤول العلمي لمهمة باركر نور روافي، لوكالة فرانس برس: "كنا ننتظر هذه اللحظة منذ أواخر خمسينيات القرن العشرين". إذ سبق لمسبارات فضائية أخرى أن درست الشمس، ولكن من مسافة أبعد بكثير. وأُطلقت هذه المهمة عام 2018، وأُطلِق عليها هذا الاسم تحيةً لعالم الفيزياء الفلكية الأميركي يوجين باركر الذي شرح للمرة الأولى عام 1958 ظاهرة الرياح الشمسية ، وهي تدفقات متواصلة لجسيمات منبعثة من الشمس. ودخل المسبار باركر أخيراً مداره النهائي، وأصبح على بُعد نحو 601 مليون كيلومتر من سطح الشمس. وسُجِّل هذا القرب القياسي للمرة الأولى عشية عيد الميلاد عام 2024، وتكرر مرتين مذّاك، في مارس/ آذار ويونيو/ حزيران، وفق دورة مدتها 88 يوماً. ولو افترضنا أن المسافة بين الأرض والشمس هي كيلومتر واحد، لكان باركر على بُعد نحو 40 متراً فحسب من الشمس، ما يعطي فكرة عن مدى قرب المسبار من النجم. المسبار باركر يتمتع "بدقة عالية" التقطت الكاميرا الوحيدة للمركبة الفضائية، وتحمل تسمية WISPR (الأحرف الأولى من عبارة "جهاز التصوير الواسع المجال لمسبار باركر الشمسي" بالإنكليزية)، صوراً أثناء استكشاف "باركر" الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس، والتي تُسمى الهالة الشمسية. وهذه الصور الجديدة التي جرى توليفها في مقطع فيديو قصير مدته بضع ثوانٍ، تكشف للمرة الأولى بدقة عالية عن انبعاثات الكتل الإكليلية، وهي زخات ضخمة من الجسيمات المتأينة التي تؤدي دوراً في حدوث ظواهر الطقس الفضائي. وهذه التوهجات هي التي تسبب الشفق القطبي المذهل الذي شوهد في معظم أنحاء العالم في مايو/ أيّار الماضي. علوم وآثار التحديثات الحية مركبة من "ناسا" توفّر مؤشراً لأسباب غياب الحياة على المريخ وقال نور روافي: "لدينا الكثير من الانبعاثات الكتلية الإكليلية المتراصة بعضها فوق بعض، وهذا ما يجعلها فريدة من نوعها. من المذهل حقاً رؤية هذه الديناميكية خلال حصولها". وبيّنت الصور أيضاً أن الرياح الشمسية التي تظهر في الصور متدفقة من اليسار، تتبع بنية تُسمى صفيحة التيار الشمسي، وهي حدود غير مرئية ينتقل فيها المجال المغناطيسي للشمس من الشمال إلى الجنوب. ولدراسة هذه الظاهرة أهمية كبيرة نظراً لكونها تؤدي دوراً رئيسياً في انتشار التوهجات الشمسية وفي تأثيرها المحتمل على الأرض. ويمكن أن تكون للطقس الفضائي عواقب وخيمة بالفعل، إذ قد يضع حملاً زائداً على شبكات الكهرباء، ويُعطّل الاتصالات، ويُلحق الضرر بالأقمار الصناعية. ومع توقع دخول آلاف الأقمار الصناعية الإضافية إلى مداراتها في السنوات المقبلة، يزداد تتبعها ومنع اصطداماتها تعقيداً، وخصوصا خلال الاضطرابات الشمسية التي قد تؤدي إلى تغيير محدود لمسارها. مهمة ستستمر لعقود وأعرب نور روافي عن حماسته الكبيرة لما هو آتٍ، فيما تتجه الشمس الآن نحو المستوى الأدنى من نشاطها، والمتوقع حدوثه خلال خمس إلى ست سنوات. كانت هذه المرحلة من الهبوط الشمسي قد شهدت بعضاً من أشد العواصف الشمسية حدّةً، مثل "عواصف الهالوين" الشهيرة عام 2003، والتي أجبرت رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية على اتخاذ احتياطات إضافية ضد الإشعاع. واعتبر العالِم أن "التقاط أحد هذه التوهجات الضخمة سيكون بمثابة حلم يتحقق". ولا يزال لدى "باركر" وقودٌ أكثر بكثير مما كان متوقعاً في البداية، ويمكنه الاستمرار في العمل عقوداً عدة، حتى تتدهور ألواحه الشمسية بحيث لا تعود قادرة على توفير طاقة كافية للحفاظ على اتجاه المسبار. عند انتهاء مهمته، سيتفكك تدريجياً حتى يصير، وفقاً لنور روافي، "جزءاً من الرياح الشمسية نفسها". (فرانس برس)