logo
من جنرال إلى خائن... يائيرغولان زعيم الحزب الديمقراطي الإسرائيلي على رأس يسار مهمش

من جنرال إلى خائن... يائيرغولان زعيم الحزب الديمقراطي الإسرائيلي على رأس يسار مهمش

فرانس 24 منذ 2 أيام

منذ ثلاثة أسابيع تقريبا، وعلى أمواج الإذاعة العامة الإسرائيلية، قال يائير غولان نائب قائد الجيش الإسرائيلي سابقا، إن "أي دولة عاقلة لا تقتل الأطفال هواية". الأمر الذي أسفر عن تهاطل موجة من ردود الفعل الغاضبة. إذ وصفه بنيامين نتانياهو واليمين الإسرائيلي عامة بأنه "معاد للسامية"، فيما قال وزير الدفاع إنه يريد منع، هذا الرجل الذي خدم تحت الراية الإسرائيلية لمدة 38 عاما، "من ارتداء زي الجيش الإسرائيلي ودخول القواعد العسكرية". وبدوره، قرر وزير العدل تجريده من رتبة جنرال.
"علماني ويؤيد حل الدولتين"
في مايو/أيار 2024، تم انتخاب العسكري المحترف يائير غولان زعيما لحزب العمل الإسرائيلي، الذي أُعيدت تسميته بـ"الديمقراطيين" في الشهر التالي. لكن حزب مؤسسي الدولة العبرية فقدَ من مجده السابق، وحصل فقط على 3.7% من الأصوات وأربعة مقاعد، في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في العام 2022. في حين حاز قبل ثلاثين عاما، بقيادة إسحاق رابين، على 34.7% من الأصوات.
ويذكّر فريدريك إنسيل الباحث في المجال الجيوسياسي والمتخصص في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قائلا: "عقيدة يائير غولان صهيونية في جوهرها. إنه ليس تروتسكيا...وهو شخص دافع عن إسرائيل بالسلاح".
ويرى هذا الباحث أن الهجمات التي تطاله تستهدف بالدرجة الأولى أفكار اليسار الإسرائيلي "القديم". إذ أن "يائير غولان يؤيد عملية أوسلو للسلام وحل الدولتين. وهو علماني ويعارض بشدة النفوذ المتزايد للدين في السياسة، لا سيما تأثير الحركة الأرثوذكسية المتشددة، التي تحالفت بشكل منهجي مع حكومة نتانياهو."
مناخ يعجّ بالكراهية ضد اليسار
وبعد يومين من تصريحاته حول "الصحة النفسية" لبلاده، أعاد يائير غولان الكرّة مرة أخرى. وفي أعقاب الهجوم الذي وقع خارج المتحف اليهودي بواشنطن وأودى بحياة شابيْن يعملان بالسفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، اعتبر غولان أن حكومة نتانياهو "تغذي معاداة السامية والكراهية تجاه إسرائيل (...) مما يعرض كل يهودي في العالم للخطر".
وبعدها ببضعة أيام، خلال مؤتمر جامعي في 27 مايو/أيار، توجه بعض المشاركين نحو الجنرال المتقاعد ووصفوه بـ"الخائن". فرد يائير غولان بحزم قائلا: "بينما كنتم تختبئون في الملاجئ، ذهبت إلى مهرجان نوفا لإنقاذ الناس. والآن تنعتونني بالخائن؟ يجب أن تخجلوا من أنفسكم. أنتم لا تعرفون شيئا عدا الكراهية".
وبالفعل، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تم الاحتفاء بشجاعة غولان في جميع أنحاء البلاد. وهو الذي قاد سيارته الخاصة، مُسلحا برشاش، وقام بثلاث رحلات ذهابا وإيابا لإجلاء مشاركين في مهرجان نوفا الموسيقي كانوا يحاولون الفرار من مسلحي حماس.
تصريحات يائير غولان
" إسرائيل على وشك أن تصبح دولة منبوذة، مثل جنوب أفريقيا، إذا لم نعد إلى التصرف كدولة عاقلة. الدولة العاقلة لا تُقاتل المدنيين، ولا تقتل الأطفال هواية، ولا تجعل من طرد السكان هدفا لها." 20 مايو/أيار 2025.
" هذه الحكومة مليئة بالأشرار، والأغبياء، وعديمي الأخلاق. هؤلاء الوزراء ببساطة فظيعون. من غير المعقول أن نصبح نحن، الشعب اليهودي، الذين عانى من الاضطهاد والمذابح، من يفعل هذا بالآخرين." 20 مايو/أيار 2025..
" من غير المقبول أن نعود إلى القتال في غزة، وأن تُشكّل الأهداف السياسية المُحددة لجيش الدفاع الإسرائيلي من قِبل أشخاص [الحكومة الإسرائيلية، ملاحظة المحرر] ذوي نظرة كهذه للعالم." 24 مايو/أيار 2025.
" إن الحكومة التي تؤكد إمكانية التخلي عن الرهائن وتجويع الأطفال هي حكومة تتحدث كما لو كانت الناطق باسم حركة حماس." 24 مايو/أيار 2025..
"خونة ومعادون للسامية"
وتُصنّف حكومة بنيامين نتانياهو القومية المتطرفة يائير غولان، إلى جانب أي صوت ينتقد طريقة تسييرها للحرب في غزة، بأنهم "خونة ومعادون للسامية".
ويعتقد فريدريك إنسيل أن "الحادثة التي جرت في ثمانينيات القرن الماضي، تُجسّد انحراف جزء كبير من اليمين الإسرائيلي، عندما كان يعتلي الحاخام العنصري مئير كاهانا منصة الكنيست، كان رئيس الوزراء القومي اليميني إسحاق شامير يغادر القاعة". ويردف قائلا: "على مدى الثلاثين عاما الماضية، شهدت الحياة السياسية عنفا مُمنهجا بتدبير من اليمين الإسرائيلي...أعتقد أن اغتيال إسحاق رابين كان الشرارة التي أشعلت هذه الظاهرة."
اقرأ أيضا احتجاجات ونداءات إلى إضراب عام في إسرائيل دعما للرهائن في قطاع غزة
وترأس إسحاق رابين، الحكومة الإسرائيلية عن حزب العمل بين عامي 1974 و1977، ثم من العام 1992 إلى غاية وفاته في العام 1995، وكان أحد الموقعين على اتفاقيات أوسلو. التزام كلفه حياته، إذ اُغتيل على يد متطرف.
وبالنسبة لفريدريك إنسيل، يُمكن اعتبار سموتريتش وبن غفير، الوزيرين المتطرفين والمتحالفين مع نتانياهو، ورثة لهذا العنف. ويقول الباحث في الشؤون الجيوسياسية إن "بن غفير بلطجي سابق، وكهاني (وريث مائير كهانا، ملاحظة المحرر)، ومتطرف فاشي...أما سموتريتش، فخطاباته المليئة بالعنف السياسي والعنصرية لا تليق بالديمقراطية".
صهيوني يساري فقد قابلية "تحدث اليهودية"؟
ومن جانبه، يشير إيلي بارنافي، سفير دولة إسرائيل السابق في فرنسا والمقرب من حزب العمل، إلى مناخ سياسي مكهرب للغاية في إسرائيل. في 3 يونيو/حزيران، تحدث على أمواج إذاعة فرانس إنتر الفرنسية عن "أجواء حرب أهلية كامنة" في بلاده. "سينتهي الأمر بانفجار للعنف، لا شك في ذلك." على حد قوله.
وينتمي المؤرخ والدبلوماسي برنافي، على غرار يائير غولان، إلى جيل من الصهاينة اليساريين الذين فقدوا صيتهم في الساحة السياسية الإسرائيلية. وفي حال إجراء انتخابات مسبقة لن يحصل "الديمقراطيون" سوى 9 إلى 13 مقعدا (من أصل 120) في البرلمان، وفق استطلاع رأي حديث.
ويعود نفور الإسرائيليين من مشروع اليسار السياسي إلى عوامل عدة منها: فشل عملية أوسلو للسلام، ووصول مليون يهودي روسي في التسعينيات ممن كانوا معادين بشدة لليسار، وكذلك تحديث الحزب، الذي أصبح حاليا مرتبطا بالنخب العسكرية والتكنولوجية المتقدمة.
ويرى فريدريك إنسيل، أن لهذه الصورة العامة، يجب إضافة حقيقة أخرى تتمثل في أن "حزب العمل لم ينجح بتاتا في صياغة خطاب واضح حول الدولة الفلسطينية". أما حزب الليكود، الذي يتبنى خطابا واضحا جدا، فهو يدعو إلى إسرائيل الكبرى من البحر إلى نهر الأردن، ويرفض قيام دولة فلسطينية...من جهته، فضل حزب العمل المراوغة."
وبالنسبة للحاخام الإسرائيلي الشاب إلحنان ميلر، تكمن إشكالية اليسار الإسرائيلي في أنه لم يعد يجيد "تحدّث اليهودية". ويشير في أحد مقالات صحيفة هآرتس اليسارية، إلى أنه في العام 2022، وفقا لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، عرّف 58% من اليهود الإسرائيليين أنفسهم على أنهم متديّنون. وهي ظاهرة أدركها نتانياهو جيدا، بارتدائه "الكيباه" (القلنسوة اليهودية) عديد المرات في الأماكن العامة.
ويعتبر الحاخام ميلر أن على اليسار الإسرائيلي استرجاع الدين لاستعادة التواصل مع الناخبين. ويجب أن يذكر بأن "الشريعة اليهودية وضعت قانونا لخوض الحروب بطريقة أخلاقية". فهي تحظر الحصار الذي يسبب "الجوع والعطش والموت بسبب المرض" (مدراش سيفري شوفتيم 199). كما تحظر تدمير أشجار الفاكهة، وتشترط ألا يكون الحصار شاملا، بل أن يُسمح للأبرياء بالفرار (موسى بن ميمون، قوانين الملوك والحروب، 6: 8-7 ).
ويوضح قائلا: "من المستحيل الادعاء بأن جميع المصادر اليهودية الكلاسيكية إنسانية (...)، لكن لا ينبغي لليسار أن يتخلى عن النقاش لصالح التفسيرات الأكثر تطرفا لليهودية".
هل يمكن إعادة بعث اليسار بإبعاد نتانياهو؟
سواء أجادت "تحدث اليهودية" أم لا، فالظاهر أن الإنسانية قد خطت عدة أقدام إلى الوراء والشرخ يبدو أعمق منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، غير المسبوق لحركة حماس الذي استهدف عدة مواقع في جنوب الدولة العبرية بينها تجمعات سكنية يقطنها مواطنون غالبيتهم من ذوي التوجه اليساري المسالم ومهرجانا موسيقيا راح ضحيته المئات.
واليوم، يبدو اليسار عاجزا عن التعاطف مع عشرات آلاف القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة.
ومع ذلك، في 9 مايو/أيار الماضي، نجحت منظمة غير حكومية إسرائيلية تدعى "حان وقت السلام العادل" ، في جمع 5000 ناشط في القدس للدعوة إلى إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، والبحث عن حل طويل الأمد للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وبنوع من السخرية، وصف صحفي من يومية جيروزاليم بوست الحدث قائلا: "في وقت أصبح فيه مصطلح -يساري- إهانة، شعر المشاركون بالقوة لمجرد تواجدهم مع بعض." وأضاف: "سألت أحد أصدقائي ممن كانوا حاضرين هناك، جاريد غولدفارب، وهو مدرس وناشط، إذا كان يعتقد أن اليسار لا يزال موجودا في إسرائيل. فأجاب: "بالتأكيد، إنه مُجتمع في هذا المكان!".
وعلى الرغم من ضعفه، يبقى اليسار الإسرائيلي على يقين بأيام أفضل يسترجع فيها مصداقيته ويصبح بديلا سياسيا موثوقا. فالمسار المتطرف الذي ينتهجه بنيامين نتانياهو في إدارة الحرب في غزة، وهجماته المتكررة على النظام الديمقراطي في البلاد، وشبهات الفساد التي تطاله، قد تعبّد الطريق الانتخابي أمام اليسار المتحالف مع حزبي يائير لابيد وبيني غانتس الوسطييْن.
ويتفاءل فريدريك إنسيل، الذي نشر مؤخرا كتابًا بعنوان "الحرب العالمية لن تحدث: أسباب جيوسياسية تبعث للأمل"، قائلا: "ستُجرى انتخابات خلال عام ونصف على أبعد تقدير، وأعتقد أن حزب يائير غولان قد يفوز بحوالي 15 إلى 20 مقعدا، ما يمثل عددا كبيرا جدا في إسرائيل...وأنا واثق من إمكانية تشكيل تحالف الوسط الكبير، ربما يضم غولان، وذلك خلال عام ونصف على الأكثر".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل: المعارضة تقترح قانونا لحل البرلمان وتنظيم انتخابات مبكرة
إسرائيل: المعارضة تقترح قانونا لحل البرلمان وتنظيم انتخابات مبكرة

فرانس 24

timeمنذ 14 ساعات

  • فرانس 24

إسرائيل: المعارضة تقترح قانونا لحل البرلمان وتنظيم انتخابات مبكرة

أمام الأزمة السياسية التي تعيشها إسرائيل منذ شهور بسبب الحرب في غزة ، أعلن قادة المعارضة في إسرائيل أنهم تقدموا الأربعاء باقتراح قانون لحل البرلمان سيمهد الطريق في حال إقراره أمام انتخابات مبكرة. وهددت الأحزاب المتشددة التي تشكل دعامة أساسية في حكومة بنيامين نتانياهو الائتلافية، بدعم حل البرلمان. وقال زعماء أحزاب المعارضة في بيان مشترك إنهم "قرروا عرض اقتراح قانون لحل الكنيست، اليوم على التصويت. واتخذ القرار بإجماع كل الأحزاب" في المعارضة. وهدد حزبا شاس و"يهودية التوراة الموحدة" بالانضمام إلى تحرك المعارضة التي تريد انتخابات جديدة، بسبب معارضتهما قانون التجنيد الذي يهدف خصوصا إلى إلغاء إعفاء المتشددين من الخدمة العسكرية. 01:20 في حال ضم هذان الحزبان أصواتهما إلى المعارضة فسيحصل اقتراح القانون لحل البرلمان على أصوات كافية. وفي حال أقر اقتراح القانون خلال هذه القراءة الأولى في جلسة عامة الأربعاء، سيحتاج إلى إقرار في ثلاث قراءات أخرى ليعتمد نهائيا. وفي إسرائيل، يُعفى المتشددون من الخدمة العسكرية إلا أن ذلك يواجه رفضا متناميا في المجتمع الإسرائيلي فيما الحرب في قطاع غزة متواصلة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وعلى نتانياهو التوفيق بين جزء من حزب الليكود (يمين) الذي يتزعمه، يدفع باتجاه تجنيد من المتشددين وتشديد العقوبات على الرافضين، وأحزاب متشددة مثل ساش التي تطالب بقانون يضمن بشكل مستدام اعفاء المتشددين من الخدمة في الجيش.

رصاص وجثث وصناديق فارغة: أستاذ جامعي يروي رحلة معاناته للحصول على لقمة طعام في غزة
رصاص وجثث وصناديق فارغة: أستاذ جامعي يروي رحلة معاناته للحصول على لقمة طعام في غزة

يورو نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • يورو نيوز

رصاص وجثث وصناديق فارغة: أستاذ جامعي يروي رحلة معاناته للحصول على لقمة طعام في غزة

تعرض سلامة، البالغ من العمر 52 عامًا، لإطلاق نار مرتين خلال رحلته: الأولى فور مغادرته في الساعة الثالثة فجرًا، والثانية عند اقترابه من دوّار العلّام، حيث رأى ست جثث ملقاة على الأرض. يقول: "كان الناس يصرخون، لم يتمكنوا من التنفّس. شعرت بأضلعي تتداخل وصدري ينكمش. لم أستطع أن أتنفّس". ورغم مشاهد الموت الذي رآها، قرر سلامة خوض المحاولة لأنه "لم يكن هناك خيار آخر"، فالمعونات التي وصلت إلى القطاع وفق "النظام الجديد"، رغم قلتها، أصبحت الملاذ الوحيد لآلاف العائلات. وعند بلوغه الموقع، لم يجد سلامة شيئًا سوى صناديق فارغة، ومئات الأيدي التي كانت تمتد نحو اللاشيء. تجربة سلامة لم تكن استثناءً، إذ تحدثت تقارير متقاطعة، بينها شهادة اثنين آخرين قابلتهم "رويترز"، عن رؤية جثث متناثرة على طريق الذهاب والعودة من نقاط التوزيع في رفح. وقد وصفت "الأونروا" هذه المراكز بأنها تحولت إلى "مصائد موت"، بعد تقارير عن مقتل 27 مدنيًا وإصابة أكثر من 90 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي. وأكدت وزارة الصحة في غزة تلك الأرقام، مشيرة إلى أن القتلى قضوا خلال محاولاتهم الوصول إلى المساعدات. أما الجيش الإسرائيلي، فادّعى أنه استهدف مجموعة "شكلت تهديدًا"، وأعلن عن فتح تحقيق في الحادثة. ونشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تحقيقًا موسعًا حول حادثة إطلاق النار المميتة، وخلص التحقيق المدعوم بمقاطع فيديو وشهادات وتحليلات خبراء إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت وابلاً من الرصاص قرب دوار تل السلطان، بالتزامن مع توافد مئات الفلسطينيين بحثًا عن الغذاء. بعد 11 أسبوعًا من الحصار، سمحت إسرائيل في 19 أيار/ مايو باستئناف محدود للمساعدات الإنسانية. ومع ذلك، وصف مسؤولون أمميون كمية المساعدات المسموح بها بأنها "قطرة في محيط"، محذرين من مجاعة وشيكة. وكانت إسرائيل قد اتهمت حركة حماس سابقًا بالاستيلاء على المساعدات، وهي تهمة تنفيها الحركة. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 127 فلسطينيًا منذ بدء العمل بالنظام الجديد لتوزيع المساعدات عبر GHF قبل أسبوعين، وذلك نتيجة لإطلاق نار متكرر بات يحدث بشكل شبه يومي.

السفير الأمريكي لدى إسرائيل يقترح إقامة دولة فلسطينية على أراضي دولة إسلامية
السفير الأمريكي لدى إسرائيل يقترح إقامة دولة فلسطينية على أراضي دولة إسلامية

يورو نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • يورو نيوز

السفير الأمريكي لدى إسرائيل يقترح إقامة دولة فلسطينية على أراضي دولة إسلامية

وجاء كلام هاكابي خلال مقابلة مع وكالة "بلومبرغ"، حيث سُئل عمّا إذا كانت إقامة دولة فلسطينية لا تزال تمثل هدفًا للسياسة الخارجية الأمريكية، فأجاب: "لا أعتقد ذلك". وذهب أبعد من مجرد التشكيك بفرص قيام الدولة، حين اقترح "إقامة دولة فلسطينية على جزء من أراضي إحدى الدول الإسلامية، بدلًا من الضغط على إسرائيل للتنازل عن أراضٍ تحت سيطرتها". وفي ردّه على سؤال حول مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث يعيش أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، استخدم هاكابي مصطلحات الخطاب الرسمي الإسرائيلي، متسائلًا: "هل يجب أن يكون في يهودا والسامرة؟"، وهو المصطلح التوراتي الذي تستخدمه إسرائيل للإشارة إلى الضفة الغربية. ولم يكن موقف هاكابي مفاجئًا في ضوء خلفياته الفكرية والدينية، فالحاكم السابق لولاية أركنساس والمعروف بانتمائه للتيار الإنجيلي المسيحي، لطالما عبّر عن دعمه غير المشروط للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي. وخلال حملته الرئاسية عام 2008، أثار جدلًا واسعًا بقوله إنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطيني". وفي زيارة أجراها للضفة الغربية المحتلة عام 2017، رفض الاعتراف بوجود احتلال إسرائيلي، مصرحًا: "أعتقد أن إسرائيل لديها سند ملكية في يهودا والسامرة". وأضاف حينها: "هناك كلمات أرفض استخدامها. لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة. لا يوجد شيء اسمه مستوطنة، إنها تجمعات سكنية، إنها أحياء، إنها مدن. لا يوجد شيء اسمه احتلال". كانت تقارير إعلامية قد تحدثت سابقًا عن نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصدار إعلان رسمي يعترف من خلاله بدولة فلسطينية، بشرط ألا تضم هذه الدولة حركة حماس. ورغم أن سياسات إدارة ترامب كانت منحازة بشدة لإسرائيل، إلا أن العلاقة الشخصية والسياسية بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شهدت توترًا ملحوظًا، وفق ما نقلته الصحافة الإسرائيلية، التي وصفت العلاقة بأنها بلغت "أدنى مستوياتها منذ سنوات". وأشارت التقارير إلى أن البيت الأبيض طالب نتنياهو باتخاذ خطوات ملموسة لدعم رؤية ترامب للمنطقة، إلا أن الأخير رفض التعاون، ما دفع الإدارة الأمريكية إلى تهميشه عمدًا في بعض الملفات. في المقابل، نفى نتنياهو وجود خلاف فعلي مع واشنطن، واعتبر أن الحديث عن شرخ في العلاقة "يرتبط بأسباب سياسية داخلية"، على حد تعبيره. كما استبعد نهائيًا إمكانية قيام دولة فلسطينية، في ما بدا ردًا مباشرًا على ما تم تداوله بشأن إعلان أمريكي مرتقب. ويأتي تصريح هاكابي وإلإعلان عن رفض واشنطن الصريح لفكرة إقامة دولة فلسطينية في وقت تعيش فيه غزة واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخها، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين، بحسب وزارة الصحة في غزة، 54,927 قتيلًا، إلى جانب أكثر من 126,615 مصابًا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store