
3 سيناريوهات... كيف أسقطت باكستان طائرات الهند المقاتِلة؟
لم تؤكد الهند ذلك رسمياً حتى الآن، لكن هذه كانت واحدة من بين عدد من طائراتها المقاتِلة التي فُقدت في صراعٍ استمر أربعة أيام مع باكستان، في مايو، وفقاً لموقع «ذا إيكونوميست».
وتُشكك الحكومة الهندية في ادعاء باكستان أنها أسقطت ست طائرات حربية، بما في ذلك ثلاث من طائراتها الفرنسية الجديدة من طراز «رافال». لكن مسؤولين عسكريين أجانب يعتقدون أن خمس طائرات هندية قد دُمّرت، بما في ذلك طائرة «رافال» واحدة على الأقل. وفي حين يرفض المسؤولون العسكريون الهنود تأكيد الأرقام، إلا أنهم يعترفون بفقدان بعض الطائرات.
هذه الاعترافات مهمة لأن الصين هي أكبر مُورّد للأسلحة لباكستان. وكان هذا أول صراع تستخدم فيه مقاتلات وصواريخ صينية متطورة ضد نظيراتها الغربية والروسية. أميركا وحلفاؤها مهتمون بشدة، حيث يمكن أن تستخدم الصين كثيراً من الأسلحة نفسها في حرب محتملة على تايوان.
وأشارت تقارير أولية إلى أن العامل الحاسم كان تفوق المقاتلات الباكستانية الصينية الصنع من طراز «جيه 10» (J-10)، وصواريخ جو-جو من طراز (PL-15). ويبدو أن الهند قللت من شأنهما.
وربما تكون الصين أيضاً قد رجَّحت كفة الميزان من خلال تزويد باكستان ببيانات الإنذار المبكر وبيانات الاستهداف في الوقت الحقيقي.
لكن بالنظر إلى نجاح الهند، في وقت لاحق من المعركة، ربما كانت المشكلة الكبرى هي كيفية استخدام الهند مقاتِلاتها في تلك الليلة الأولى. جاء أحد أحدث التحولات وأكثرها إثارة للجدل، في يونيو (حزيران) الماضي، عندما بثّت وسائل الإعلام الهندية تسجيلاً للكابتن شيف كومار، ملحق الدفاع الهندي في جاكرتا، وهو يتحدث خلال ندوة، في وقت سابق من الشهر.
وقال إن الهند فقدت بعض الطائرات لأن قيادتها السياسية أمرت قواتها الجوية بعدم ضرب الدفاعات الجوية الباكستانية. وبدلاً من ذلك، استهدفوا مواقع المسلّحين فقط في اليوم الأول. وأضاف كومار: «بعد الخسارة، غيّرنا تكتيكاتنا وتوجهنا إلى منشآتهم العسكرية».
جاء ذلك بعد اعتراف الجنرال أنيل تشوهان، رئيس أركان الدفاع الهندي، في مقابلة تلفزيونية، في نهاية مايو، بأن الهند فقدت بعض الطائرات، في الليلة الأولى من الصراع بسبب «أخطاء تكتيكية».
ومضى يقول إن الهند صححت أخطاءها بعد يومين، وسمحت لجميع مقاتِلاتها بالتحليق مرة أخرى، وضرب أهداف في باكستان من مسافة بعيدة. وقد حققت الهند نجاحاً أكبر، في وقت لاحق من الصراع، عندما تغلبت صواريخها على الدفاعات الجوية الباكستانية، وأصابت عدداً من قواعدها العسكرية.
إحدى النظريات بين المسؤولين الأجانب هي أن الهند، في اليوم الأول، لم تُزوِّد مقاتلاتها من طراز «رافال» بصواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز «ميتيور» (على الأرجح ظناً منها أنها كانت بعيدة عن متناول المقاتلات الباكستانية أو أن الرد الباكستاني الأولي سيكون أقل تصعيداً).
والسبب الآخر هو أن مقاتِلات الهند لم تكن لديها مُعدات التشويش الإلكتروني المناسبة، أو البرمجيات المحدَّثة أو البيانات ذات الصلة لحمايتها من الأسلحة الباكستانية الجديدة.
التفسير الثالث، والأوسع نطاقاً، هو أن الهند تفتقر إلى «بيانات المهمة» اللازمة لفهم كيف يمكن لباكستان تحديد الخطط الهندية، وتمرير البيانات إلى مقاتِلاتها وتوجيه الصواريخ إلى أهدافها.
لكن إذا كانت المقاتِلات قد تعرضت للخطر بسبب أوامر من القادة السياسيين بضرب المقاتلين فقط، كما يقترح الكابتن كومار، فإن المسؤولية تقع بشكل أكبر على عاتق حكومة ناريندرا مودي.
وتُعد «داسو»، الشركة الفرنسية المصنِّعة لطائرات «رافال»، المنافس الرئيسي، إلى جانب شركة «ساب» السويدية، و«بوينغ»، و«لوكهيد مارتن» الأميركية في صفقات التسليح الهندية. إلا أن بعض الشخصيات العسكرية الهندية أشارت إلى أن أداء طائرات «رافال» لم يكن جيداً في الصراع الأخير. ويشكو آخرون من أن شركة «داسو» مترددة في مشاركة الشفرة المصدرية لبرمجيات «رافال»، مما يمنع الهند من تكييف الطائرة لتُناسب احتياجاتها الخاصة.
ومنذ النزاع، يُقال إن الدبلوماسيين الصينيين يقللون من شأن طائرات «رافال» للمشترين المحتملين الآخرين، ويحثّونهم على شراء مقاتلات صينية بدلاً من ذلك.
ويحرص المسؤولون التنفيذيون في شركة «داسو» على طمأنة الدول التي اشترت طائرات «رافال»، بما في ذلك مصر وإندونيسيا وقطر والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى العملاء المحتملين في المستقبل.
ورفض إيريك ترابييه، رئيس مجلس إدارة شركة «داسو» للطيران، ادعاءات باكستان بإسقاط ثلاث طائرات «رافال» بوصفها «ببساطة غير صحيحة».
وأضاف، في مقابلة مع مجلة فرنسية، نُشرت في 11 يونيو (حزيران) الماضي: «عندما تُعرف التفاصيل الكاملة، قد تفاجئ الحقيقة كثيرين». وقال أيضاً إن الرافال «أفضل بكثير من أي شيء تُقدمه الصين حالياً».
وتتعرض الحكومة الفرنسية أيضاً لضغوط لتفسير ما يمكن أن يكون أول خسارة مؤكَّدة لطائرة «رافال» في القتال. وقدَّم مارك شافان، وهو عضو في البرلمان الفرنسي، سؤالاً مكتوباً إلى الحكومة، في أواخر مايو، أعرب فيه عن قلقه من أن نظام الحرب الإلكترونية «سبيكترا» الموجود على طائرات «رافال» الهندية فشل في اكتشاف أو التشويش على صواريخ جو-جو من طراز PL-15 الباكستانية صينية الصنع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
رئيس باكستان يمنح رئيس أركان القوات البحرية وسام «نيشان الامتياز» العسكري
منح رئيس جمهورية باكستان الإسلامية آصف علي زرداري، رئيس أركان القوات البحرية الفريق الركن محمد الغريبي، وسام «نيشان الامتياز» العسكري، الذي يُعد أحد أرفع الأوسمة الباكستانية؛ وذلك تقديراً لجهوده في توثيق الروابط وتعزيز التعاون بين القوات البحرية في البلدين الشقيقين. أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 7 ساعات
- الشرق السعودية
واشنطن: الصين تمنع مواطناً أميركياً من مغادرة أراضيها
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، أن مواطناً أميركياً يعمل في وزارة التجارة الأميركية مُنع من مغادرة الصين بعد سفره إليها بصفة شخصية، في أحدث واقعة تُقيد فيها السلطات الصينية مغادرة مواطنين أميركيين لأراضيها. ورفضت الوزارة الكشف عن هوية الموظف التابع لمكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركي، والتابع لوزارة التجارة، لكنها أكدت أنها "تتابع القضية عن كثب"، وأنها على تواصل مع المسؤولين الصينيين لحل المسألة بأسرع وقت ممكن، وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس". وقالت الخارجية: "لا توجد أولوية للوزارة أعلى من سلامة المواطنين الأميركيين وأمنهم". وتفرض الحكومة الصينية قيوداً على مغادرة البلاد للأشخاص المتورطين في تحقيقات، بما في ذلك النزاعات التجارية، لكنها تواجه اتهامات باستخدام هذه الأداة بشكل تعسفي لاحتجاز مواطنين صينيين وأجانب داخل البلاد. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد دعت سابقاً المواطنين إلى إعادة النظر في السفر إلى الصين؛ بسبب هذه الممارسات، قبل أن تخفف من تحذيرها في نوفمبر الماضي، بعد إفراج بكين عن 3 مواطنين أميركيين احتُجزوا لسنوات. وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة من القيود المشابهة، فقد أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي، بأن "شينيوي ماو"، وهي موظفة في بنك "ويلز فارجو" ومقيمة في الولايات المتحدة، مُنعت هي الأخرى من مغادرة الصين، ما دفع البنك إلى تعليق كافة رحلات العمل إلى البلاد. وامتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق على قضية ماو، مشيرة إلى "خصوصية القضية واعتبارات أخرى". محاولات لضمان العودة من جانبها، قالت شركة "ويلز فارجو"، الثلاثاء، إنها "تتابع الوضع عن كثب وتعمل عبر القنوات المناسبة لضمان عودة موظفتها إلى الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن". أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جياكون، فقد أوضح أن ماو "متورطة في قضية جنائية تخضع حالياً لإجراءات السلطات القانونية في الصين"، وأنها "خاضعة لقيود مغادرة البلاد وفقاً للقانون". وأضاف: "أود أن أؤكد أن هذه قضية قانونية فردية. الصين، كما كانت دائماً، ترحب بمواطني جميع الدول للسفر إليها والقيام بالأعمال فيها، وستضمن حقوقهم ومصالحهم وفقاً للقانون". وحين سُئل عن قضية الموظف الحكومي الأميركي، قال قوه: "لا توجد لدي معلومات يمكن مشاركتها، الصين تلتزم بسيادة القانون، وتتعامل مع شؤون الدخول والخروج وفقاً للقانون". وكان أميركيون قد واجهوا سابقاً حظر مغادرة في الصين، من بينهم شقيقان أميركيان لم يُسمح لهما بمغادرة البلاد إلا في عام 2021، بعد أن علقا هناك لمدة ثلاث سنوات أثناء زيارة لأقاربهما.


صحيفة سبق
منذ 10 ساعات
- صحيفة سبق
"ترامب": زيارة قريبة إلى الصين واحتمال لقاء "بوتين" قائم
رجّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيامه بزيارة إلى جمهورية الصين الشعبية في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أنه تلقى دعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، وسيُتخذ قرار بشأن الزيارة قريبًا. ورداً على سؤال حول إمكانية عقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الزيارة المحتملة، قال ترامب: 'هناك لقاءات عديدة محتملة'، وذلك أثناء لقائه مع الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن في البيت الأبيض. وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن بكين تستعد لاحتفالات الذكرى الثمانين للنصر على اليابان العسكرية ونهاية الحرب العالمية الثانية في سبتمبر المقبل، وهو حدث قد يشهد اجتماعًا لقادة الولايات المتحدة وروسيا والصين، فيما لم يؤكد الكرملين أو واشنطن بعد أي تفاصيل بشأن لقاء ثلاثي.