logo
هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟

هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟

الوسطمنذ 4 ساعات

Stocktrek / Getty Images
أثار تبادل إطلاق الصواريخ بين إسرائيل وإيران مخاوف من أن تحاول طهران إغلاق مضيق هرمز، الممر الملاحي الأكثر حيوية لنقل النفط في العالم.
ويمر حوالي خُمس النفط الخام العالمي عبر القناة التي يبلغ عرضها في أضيق نقطة 40 كيلومتراً.
وقد تفكر إيران في إغلاق المضيق، بحسب قائد القوات البحرية الإيرانية.
وهو ما يقول رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني السابق "إم آي 6"، السير أليكس يانغر خلال حديثه مع بي بي سي، إنه أسوأ سيناريو محتمل، إذ إن "إغلاق المضيق سيمثّل بلا شك مشكلة اقتصادية هائلة، بالنظر إلى تأثيره على أسعار النفط".
Atta Kenare / Getty Images
جنود إيرانيون يشاركون في "اليوم الوطني للخليج الفارسي" في مضيق هرمز
ما هي كمية النفط التي تمر عبر مضيق هرمز؟
تُقدّر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أنّ حوالي 20 مليون برميل من النفط مرّت عبر المضيق بشكل يومي خلال النصف الأول من عام 2023. وهذا يُعادل قيمة تجارة تصل قيمتها إلى 600 مليار دولار سنوياً، تمرُّ عبر الطرق البحرية.
أي خلل في هذا الممر المائي، قد يتسبب بتأخيرات كبيرة في توصيل النفط على الصعيد العالمي، مع تأثير مباشر على الأسعار.
ويُحذّر المحللون من أنّ تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران، قد يكون له عواقب أكثر خطورة، إذ إن الصراع يمكن أن يستقطب دولاً أخرى، بينها الولايات المتحدة، التي تعتمد على واردات النفط من دول الخليج.
ما مدى ضيق مضيق هرمز؟
مضيق هرمز هو قناة تربط بين إيران وسلطنة عُمان، وعلى الرغم من أن عرضه عند مدخله ومخرجه يبلغ حوالي 50 كيلومتراً، فيما تبلغ أضيق نقطة في منتصفه حوالي 40 كيلومتراً، إلاً أن الجزء الأوسط في المضيق، هو الجزء العميق بما يكفي لمرور السفن الكبيرة.
تحدد خرائط الملاحة البحرية مساراً آمناً للدخول والخروج من المضيق، ومنطقة عازلة، لناقلات النفط الثقيلة.
وإجمالاً، يجب على السفن الكبيرة الإبحار عبر قناة لا يتجاوز عرضها 10 كيلومترات.
عند مرور ناقلات النفط في الخليج، فإنها تقترب من جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى - وهما منطقتان متنازع عليهما بين إيران والدول العربية.
ويعتبر العديد من الخبراء، أن العمل العسكري هو الوسيلة الأكثر ترجيحاً لتعطيل حركة الملاحة البحرية، إذ حدث ذلك سابقاً خلال الحرب الإيرانية العراقية بين عامي 1980 و1988.
Gallo Images via Getty Images
تقع إيران في أعلى صورة القمر الصناعي هذه لمضيق هرمز، مع جزيرة قشم والإمارات العربية المتحدة إلى الجنوب
عقيدة دفاعية؟
يقول المحللون إن إغلاق مضيق هرمز بالنسبة لإيران، يُعدّ شكلاً من أشكال "القوة الرادعة" - وهو أشبه بامتلاك سلاح نووي.
ويعارض المجتمع الدولي منذ فترة طويلة، سعي إيران إلى برنامج نووي عسكري، إذ أكدت القوى الكبرى مراراً وتكراراً أنها لن تسمح لطهران باستخدام موقعها الجغرافي الاستراتيجي للتحكم في إمدادات الطاقة العالمية.
ويتوقع الخبراء، أنّ إيران قد تتمكن من إغلاق المضيق مؤقتاً، لكن الكثيرين منهم يثقون في قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على إعادة تدفق حركة الملاحة البحرية بسرعة باستخدام الوسائل العسكرية.
كيف يمكن لإيران أن تغلق مضيق هرمز؟
NurPhoto via Getty Images
لدى الحرس الثوري الإيراني زوارق سريعة يمكن استخدامها لإغلاق مضيق هرمز
أشار تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس الأمريكي عام 2012 إلى أن إيران قد تتبع نهجاً تدريجياً لإغلاق المضيق، يشمل ما يلي:
إعلان حظر الملاحة في مضيق هرمز، دون تحديد عواقب انتهاكه بشكل واضح.
الإعلان عن خضوع السفن المارة للتفتيش أو المصادرة.
إطلاق عيارات تحذيرية على السفن.
استهداف سفن محددة.
زرع الألغام البحرية في المضيق والخليج.
استخدام الغواصات والصواريخ لاستهداف السفن التجارية والعسكرية.
AFP via Getty Images
تعرضت ناقلة النفط اليونانية "أدرياند" لهجوم من قبل الإيرانيين في عام 1987 أثناء الحرب الإيرانية العراقية.
وخلال الحرب العراقية - الإيرانية، نشرت إيران صواريخ سيلك وورم (دودة القز) وزرعت الألغام البحرية في مياه الخليج.
أصاب أحد هذه الألغام المدمرة الأمريكية "يو إس إس صامويل بي روبرتس"، ما دفع الجيش الأمريكي إلى الرد.
وأخفقت إيران في إغلاق مضيق هرمز بالكامل، لكنها استطاعت التسبب في رفع أقساط التأمين على الشحن البحري بشكل كبير، وتسببت في ازدحام بحري مكلف عند مخرج الخليج.
Norbert Schiller via Getty Images
القدرات العسكرية الإيرانية
وزار اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني في ذلك الوقت، منتصف الأسبوع الماضي، الوحدات البحرية المتمركزة في مضيق هرمز، قبل يومين من مقتله بغارة جوية إسرائيلية على طهران.
ووصف سلامي الخليج البحري والمناطق المحيطة به، بأنها واحدة من المناطق الدفاعية الأكثر أهمية للجمهورية الإسلامية.
وأشار قائد الحرس الثوري السابق - على وجه التحديد - إلى السفن عالية السرعة المزودة بالصواريخ، والقادرة على قطع مسافة 10 كيلومترات في أقل من ثلاث دقائق.
NurPhoto via Getty Images
قُتل القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، في هجوم صاروخي إسرائيلي في طهران في 13 يونيو/حزيران الجاري.
وقال سلامي حينها، إن هذه الزوارق الهجومية السريعة والسفن القتالية الثقيلة والصواريخ، ستُستخدم في العمليات الدفاعية، مشيراً إلى أنّ الألغام البحرية المضادة للسفن "من أكثر الأسلحة حسماً في الحرب البحرية".
وقال سلامي إنّه تمّ تحسين الزوارق البحرية المسيّرة "من حيث المدى والقدرات وتنوع المهام".
ماذا يتوقع المحللون؟
يتوقع الخبراء أن تكون إحدى أكثر الطرق الإيرانية فعالية لوقف حوالي 3000 سفينة تمرّ عبر الممر المائي كل شهر، هي زرع الألغام باستخدام قوارب هجومية سريعة وغواصات.
ومن المحتمل أن تشن البحرية الإيرانية والبحرية التابعة للحرس الثوري، هجمات على السفن الحربية والتجارية الأجنبية.
في المقابل يمكن أن تصبح السفن العسكرية الإيرانية الكبيرة، أهدافاً سهلة للغارات الجوية الإسرائيلية أو الأمريكية.
ويملك النظام الإيراني مجموعة من السفن السطحية والزوارق شبه الغاطسة والغواصات، وعادةً ما تكون القوارب السريعة التي يملكها مسلحة بصواريخ مضادة للسفن.
في الوقت الحالي، تقوم مواقع التتبع البحري التي تستخدم صور الأقمار الصناعية بالإبلاغ عن تحركات السفن العسكرية الإيرانية بالقرب من الحدود البحرية الجنوبية للبلاد.
Getty Images
يمتلك الجيش الإيراني مجموعة من السفن العسكرية، بما في ذلك الزوارق عالية السرعة
ما هي الدول الأكثر تضرراً من إغلاق المضيق؟
وتشير أبحاث شركة التحليلات "فورتيكسا"، إلى أن المملكة العربية السعودية تصدّر حوالي 6 ملايين برميل من النفط الخام يومياً عبر مضيق هرمز - وهو أعلى رقم بين كل الدولة المجاورة.
بينما تُعتبر كل من الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية من بين أكبر مستوردي النفط الخام الذي يمر عبر المضيق.
وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أنه في عام 2022، كان نحو 82 في المئة من النفط الخام والمكثفات (الهيدروكربونات السائلة منخفضة الكثافة التي توجد عادة مع الغاز الطبيعي) قد غادرت المضيق متجهة إلى الدول الآسيوية.
وفي 16 أبريل/نيسان 2025، أي قبل ثلاثة أيام فقط من الضربات الصاروخية الإسرائيلية على الدفاعات الجوية الإيرانية، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا" عن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، قوله إن 60 في المئة من إمدادات بلاده من النفط تمرّ عبر مضيق هرمز.
وتقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أيضاً، إنّ الولايات المتحدة تستورد نحو 700 ألف برميل من النفط الخام والمكثفات من المضيق يومياً ـ وهو ما يمثل نحو 11 في المئة من إجمالي وارداتها من النفط و3 في المئة من استهلاكها من البنزين.
ويبدو أن حصة أوروبا مجتمعة من النفط الذي يمرّ عبر المضيق، تبلغ أقل من مليون برميل يومياً.
وفي ضوء ذلك، يبدو أن الدول العربية والآسيوية ستخسر أكثر من أي جهات أخرى من أي إغلاق محتمل لمضيق هرمز مقارنةً بالولايات المتحدة أو القوى الأوروبية التي تحالفت سياسياً مع إسرائيل خلال التصعيد الأخير.
بينما تحتفظ عدد من الدول الآسيوية بعلاقات جيدة أو ربما وثيقة مع إيران.
نفوذ الصين
CFOTO / Future Publishing via Getty Images
تقوم مصافي النفط الصينية بمعالجة كمية كبيرة من النفط الذي يمر عبر مضيق هرمز
وتعتبر الصين من أكبر مستهلكي النفط الذي يمر عبر مضيق هرمز، إذ تبيع إيران جزءاً كبيراً من هذا النفط بأسعار أقل من أسعار السوق العالمية، ويعتبر شريان حياة اقتصادياً حيوياً يساعد طهران على مواجهة العقوبات الأمريكية.
وبصفتها مستهلكاً رئيسياً للنفط الإيراني، من غير المرجح أن ترحب بكين بأي ارتفاع في أسعار النفط أو أي اضطرابات في طرق الشحن، ومن المتوقع أن تستخدم الصين كامل ثقلها الدبلوماسي لمنع أي إغلاق لهذا الممر الحيوي للطاقة.
وقال أنس الحجي، الشريك في شركة استشارات الطاقة "أوتلوك أدفايزرز"، لشبكة "سي أن بي سي"، إن إغلاق مضيق هرمز سيضر على الأرجح بحلفاء إيران أكثر من أعدائها، مضيفاً أنهم [الإيرانيين] "لا يريدون القيام بشيء من شأنه أن يضر أنفسهم أولاً".
Chip Hires via Getty Images
يتم نقل حوالي خُمس نفط العالم عبر مضيق هرمز
هل يمكن للطرق البديلة أن تعوّض إغلاق المضيق؟
دفع التهديد المستمر بإغلاق مضيق هرمز على مر السنين، الدول المصدرة للنفط في منطقة الخليج إلى تطوير طرق تصدير بديلة.
ووفقاً تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فعَّلت المملكة العربية السعودية خط أنابيب "شرق - غرب"، وهو خط بطول 1200 كيلومتر قادر على نقل ما يصل إلى 5 ملايين برميل من النفط الخام يومياً.
وفي عام 2019، أعادت السعودية استخدام خط أنابيب الغاز الطبيعي مؤقتاً لنقل النفط الخام.
كما ربطت دولة الإمارات العربية المتحدة حقولها النفطية الداخلية بميناء الفجيرة على خليج عمان عبر خط أنابيب بطاقة يومية تبلغ 1.5 مليون برميل.
وفي يوليو/تموز 2021، دشنت إيران خط أنابيب غوره - جاسك، المخصص لنقل النفط الخام إلى خليج عُمان. ويستطيع هذا الخط حالياً نقل حوالي 350 ألف برميل يومياً، مع أنّ التقارير تشير إلى أنّ إيران لم تحقق هذا القدر بعد.
وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أنّ هذه الطرق البديلة مجتمعة، قد تمكّن من تصدير نحو 3.5 مليون برميل من النفط يومياً - وهو ما يمثل نحو 15 في المئة من النفط الخام الذي يتم شحنه حالياً عبر المضيق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوبك تراقب الأزمة.. هل نواجه موجة ارتفاع جديدة في أسعار النفط؟
أوبك تراقب الأزمة.. هل نواجه موجة ارتفاع جديدة في أسعار النفط؟

عين ليبيا

timeمنذ ساعة واحدة

  • عين ليبيا

أوبك تراقب الأزمة.. هل نواجه موجة ارتفاع جديدة في أسعار النفط؟

في خضم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، وفي وقتٍ تزداد فيه المخاوف من اضطرابات محتملة في إمدادات الطاقة العالمية، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن سوق النفط العالمية لا تعاني من نقص حالي، بالرغم من اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران. وفي تصريحات أدلى بها اليوم الأربعاء، طمأن نوفاك—وهو الممثل الرئيسي لروسيا في تحالف أوبك+—الأسواق بأن الميزان بين العرض والطلب لا يزال قائمًا، ولا توجد إشارات على تراجع صادرات النفط الروسية على خلفية الأزمة المتفاقمة في الشرق الأوسط. السوق تترقب… ومخاوف الأسعار قائمة وعندما سُئل نوفاك عن احتمالية أن ترتفع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل نتيجة الحرب بين إيران وإسرائيل، أوضح أن الأمر يعتمد على رد فعل السوق تجاه المخاطر وعدم اليقين، مشيرًا إلى أن 'السوق تتعامل مع حالة من الضبابية، ومن المبكر الحديث عن سيناريوهات سعرية دقيقة'. وأضاف: 'الأسعار الحالية غير مناسبة لمعظم المنتجين، ولكننا نتوقع أن تبدأ بالارتفاع مع امتصاص السوق للصدمات التي أحدثها الصراع'. هل تتجه أوبك+ لتعديل سياستها الإنتاجية؟ في وقت سابق، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نوفاك قوله إن التحالف النفطي العالمي 'أوبك+' مستعد لإظهار مرونة إذا تطلبت الظروف ذلك، خاصة في ظل الحاجة العالمية لزيادة المعروض من الخام. وأكد نائب رئيس الوزراء أن أوبك+ تتابع التطورات الجيوسياسية وتداعياتها الاقتصادية عن كثب، وتملك الأدوات اللازمة للتكيف مع أي تغيّر في السوق العالمية للطاقة. ارتفاع ملحوظ… ولكن محدود ارتفعت أسعار خام برنت خلال الأسبوعين الماضيين بنحو 10 دولارات للبرميل، مدفوعة بتصاعد المخاوف من توسع رقعة الحرب. ورغم ذلك، يقدّر محللو وكالة فيتش أن علاوة المخاطر الجيوسياسية تظل محصورة في نطاق يتراوح بين 5 إلى 10 دولارات، مما يشير إلى ثقة نسبية في مرونة السوق وقدرتها على الصمود أمام الأزمة الحالية. خلفية الصراع وتأثيره النفطي بدأت الحرب بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو، وسط تبادل كثيف للهجمات الصاروخية والجوية، ما أثار قلق الأسواق من احتمال تعرّض منشآت نفطية في الخليج العربي أو مضيق هرمز لأي تهديد، إلا أن التطمينات الروسية، إلى جانب استمرار تدفقات النفط، هدأت من ردود الفعل الانفعالية حتى الآن. رسائل طمأنة أم تحذير مبطن؟ تصريحات نوفاك تعكس حرص موسكو على تقديم رسائل طمأنة للأسواق الدولية، بالتوازي مع دفع تحالف أوبك+ إلى مراجعة سياساته الإنتاجية إذا ما تطلب الأمر ذلك، وبينما تبقى الأسعار تحت ضغط المضاربات والمخاوف، فإن العين تبقى على تطورات الحرب وقدرتها على تغيير المشهد في أي لحظة.

سوق الفن المعاصر في مهب «الرسوم الجمركية»
سوق الفن المعاصر في مهب «الرسوم الجمركية»

الوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوسط

سوق الفن المعاصر في مهب «الرسوم الجمركية»

مخاوف عدة سببتها قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية في أوساط قطاع الفن المعاصر، المأزوم أصلا، إذ تدفع، بحسب ما ذكره أصحاب صالات العرض لوكالة «فرانس برس»، ببعض الراغبين في الشراء إلى التمهّل والانتظار. وذكر تقرير الوكالة أنه على بُعد خطوات من مركز بومبيدو في باريس، تقيم دار «سيسون إيه بينيتيير»، الموجودة في دول عدة من بينها الولايات المتحدة، معرضا لأعمال فنانين معاصرين. وقال أحد مؤسسي الدار، لويك بينيتيير: «انعدام الاستقرار السياسي والاقتصادي أدى أيضا منذ مطلع العام الجاري إلى حال من عدم اليقين فيما يتعلق بالشراء، إذ لا يعرف هواة جمع الأعمال الفنية ما ستفضي إليه الضرائب المستقبلية، ولا كيف ستتطور أوضاعهم المالية الشخصية». ودلل بينيتيير على ما شهدته معارض الربيع الكبرى للفن المعاصر، ناقلا وجهة نظر هواة جمع الأعمال الفنية بقولهم: «للمرة الأولى ينتظرون لمعرفة أداء أصولهم قبل اتخاذ أي قرار». وفي الدائرة السادسة بباريس، حيث تقع معارض فنية عدة، يشير الرسام دوني جيرابلي إلى أن «الأميركيين يمثلون 50%على الأقل من زبائنه»، ويلاحظ انخفاضا في الحماسة من جهتهم خلال الأشهر الأخيرة. غموض يسيطر على الأعمال الفنية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير2025، فرض الرئيس الأميركي رسوما إضافية ضخمة على قطاعات معينة، مثل الصلب، واستهدف دولا معينة، بل أعلن تعريفات جمركية شاملة، قبل أن يتراجع جزئيا. وفي الإطار نفسه، تُطبق رسوم إضافية بـ10% على المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة. ويوضح خبير قانوني، أجرت وكالة «فرانس برس» مقابلة معه، أن حالة من عدم اليقين لا تزال قائمة بشأن فرض الرسوم الجمركية على الأعمال الفنية، التي كانت معفاة سابقا، خاصة أن تحديد المنتجات المتأثرة بالرسوم الإضافية لا يزال مفتوحا للتأويل. وقال المستشار الفني لكبار هواة جمع الأعمال الفنية الأميركيين، آدم غرين، أنه حاول جاهدا فهم تفاصيل هذه الرسوم الإضافية. وأضاف أن ترامب بادر في أبريل الماضي إلى «تجميد هذه الرسوم 90 يوما، وعندما ينتهي هذا التجميد لا يزال من الممكن أن تختار دول عدة الرد على الرسوم الجمركية الأميركية بإجراءات انتقامية، قد تُدرج الأعمال الفنية الأميركية ضمنها». ترقب وحذر في سوق المزادات تؤكد دور المزادات أنه لا مخاوف كبيرة لديها، وترى دار «كريستيز»، في رسالة بالبريد الإلكتروني، أنه «من السابق لأوانه معرفة التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الجديدة»، مضيفة: «نحن نراقب التطورات من كثب، وسنجري أي تعديلات ضرورية عندما يحين الوقت». إلا أن هذه البداية الحذرة هذه السنة تأتي أصلا بعد عام كئيب شهده سوق الفن. ويوضح أحد المتخصصين في نقل الأعمال الفنية بين أوروبا والولايات المتحدة أنه لاحظ انخفاضا بـ20% في أحجام النقل بداية السنة مقارنة بعام 2024. ويقول طالبا عدم ذكر اسمه: «كان عام 2024 أصلا عاما سيئا». من ناحية أخرى، يفيد تقرير «سيكلوب» السنوي للمواد الأولية أن الأرقام التي جمعتها «آرت برايس» تُظهر انخفاضا بأكثر من 33.5% في مبيعات مزادات الأعمال الفنية العالمية العام الماضي، إذ بلغت نحو عشرة مليارات دولار. ويُعدّ الأميركيون من كبار مُشتري الأعمال الفنية، لكن الرسوم الإضافية تُثقل كاهل الاقتصاد. ويُعلق الأستاذ الفخري في جامعة باريس دوفين منسق تقرير «سيكلوب»، فيليب شالمان: «نحن في مرحلة من عدم اليقين». ويضيف: «الجزء الظاهر من جبل الجليد هو المزادات. ووفقا لمعلوماتي، سُحبت بعض الأعمال من هذه المزادات في الآونة الأخيرة»، في إشارة إلى عدم بلوغها الأسعار الاحتياطية. ويلاحظ غرين أن «هواة جمع الأعمال الفنية أصبحوا أكثر انتقائية في ظل هذه الظروف». أما لويك بينيتيير فيُبقي «في الوقت الراهن» على فرع معرضه في نيويورك، ولكن ثمة تساؤلات حقيقية لدى الجهات الفنية الفرنسية في الولايات المتحدة عن وضعها الراهن.

من «ميتا» لمهندسي «أوبن أيه آي»: مكافآت تتجاوز 100 مليون دولار
من «ميتا» لمهندسي «أوبن أيه آي»: مكافآت تتجاوز 100 مليون دولار

الوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوسط

من «ميتا» لمهندسي «أوبن أيه آي»: مكافآت تتجاوز 100 مليون دولار

عرضت شركة «ميتا» على عدد من موظفي «أوبن أيه آي» مكافآت تتخطى الـ100 مليون دولار، للانضمام إليها، لتعزيز الفرق المتخصصة بالذكاء الصناعي التوليدي، بحسب ما أعلن رئيس «أوبن أيه آي»، سام ألتمان، في مقابلة ضمن بودكاست «أنكابد»، الذي يتولى تقديمه شقيقه جاك ألتمان. وبتفصيل أكبر، عرضت الشركة الكبرى لوسائل التواصل الاجتماعي أكثر من 100 مليون دولار كراتب سنوي لكل مهندس يرغب في الانضمام إليها، بحسب تقرير لوكالة «فرانس برس» وقال ألتمان: «إنه أمر جنوني. أنا سعيد جدا، لأن أيّا من كبار موظفينا لم يقرر حتى الآن الموافقة على العرض»، مشيرا إلى أن «مايكروسوفت» تواصلت مع كثيرين. طموحات «ميتا» لا تتوقف من جهتها، لم تُعلّق «ميتا» على هذه المعلومات، مع الوضع في الاعتبار أنها لا تزال لاعبا ثانويا في مجال الذكاء الصناعي. ولإعادة إطلاق «ميتا» في سباق الذكاء الصناعي، ستستثمر المجموعة أكثر من 14 مليار دولار في «سكايل أيه آي»، وهي شركة متخصصة في تشكيل البيانات وتصنيفها قبل استخدامها لتطوير الذكاء الصناعي التوليدي. وقد استحوذت الشركة الأم لـ«فيسبوك» على عدد من خبراء المعلوماتية من هذه الشركة الناشئة، بينهم الرئيس التنفيذي لـ«سكايل أيه آي» ألكسندر وانغ، الذي سينضم إلى «ميتا»، التي تعتزم إنشاء مختبر جديد مخصص لتطوير الذكاء الخارق، إذ سيصبح الذكاء الصناعي يتمتع بمستوى تفكير وفهم يفوق مستوى البشر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store