logo
تفجير كنيسة مار إلياس... اختبار للمؤسسة الأمنية السورية

تفجير كنيسة مار إلياس... اختبار للمؤسسة الأمنية السورية

العربي الجديدمنذ 5 ساعات

لم يمض سوى وقت قصير على التفجير الذي طاول كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة في العاصمة السورية دمشق، ظهر الأحد الماضي، قبل أن تعلن وزارة الداخلية السورية عن إلقاء القبض على عدد من المجرمين المتورطين في الهجوم، الذي أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين. وفيما وجهت السلطات السورية الاتهام إلى تنظيم "داعش" بالوقوف وراء الاعتداء، تبنّت
"سرايا أنصار السنّة"
، في بيان على تطبيق تليغرام، أمس الثلاثاء، الهجوم على الكنيسة، مشيرةً في بيان إلى أن "الأخ الاستشهادي محمد زين العابدين أبو عثمان أقدم على تفجير كنيسة مار إلياس".
لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أكد خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق أمس، أن "التحقيقات الأولية أظهرت أن الخلية (المسؤولة عن التفجير) تتبع رسمياً لتنظيم داعش، ولا علاقة لها بأي نشاط دعوي"، مضيفاً أن "متزعم الخلية يُدعى محمد عبد الإله الجميلي، وهو من سكان منطقة الحجر الأسود في دمشق، وكان يُعرف بلقب والي الصحراء في صفوف التنظيم". وأشار المتحدث ذاته إلى أن الجميلي "أُوقف خلال مداهمة أمنية، وسيتم لاحقاً عرض اعترافاته المصورة بعد انتهاء التحقيقات معه"، لافتاً إلى أن "الانتحاري الذي نفذ تفجير كنيسة مار إلياس وآخر أُلقي القبض عليه أثناء توجهه لتنفيذ هجوم انتحاري في مقام السيدة زينب بريف دمشق، جاءا إلى العاصمة قادمين من مخيم الهول مروراً بالبادية السورية".
مع العلم أنه في مطلع فبراير/ شباط الماضي، برزت إلى الواجهة في سورية مجموعة سمّت نفسها "سرايا أنصار السنة"، معلنة عن تنفيذ عمليات قتل واغتيالات متعددة، منها مجزرة أرزة في حماة، التي راح ضحيتها أكثر من عشرة مواطنين من أبناء القرية.
رشيد حوراني: أداء وزارة الداخلية بعد هجوم الدويلعة كان مرتبكاً في البداية
هذه المجموعة التي أعلنت أن زعيمها شخص يدعى أبو عائشة الشامي، أثارت منذ ذلك الحين الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً أن بعض المعطيات وتتبّع العمليات التي أعلنت تنفيذها طرح شكوكاً حول ما إذا كان لديها وجود مادي أو يقتصر على العالم الافتراضي، وتحديداً تطبيق تليغرام، لتثير الشكوك حول حقيقتها وعملياتها. ولدى تواصل "العربي الجديد" في شهر مايو/أيار الماضي مع وزارة الداخلية السورية لمعرفة كيفية التعاطي مع مثل هذه الأخبار للتأكد من وجود هذه الجماعة، كان الرد بأن الموضوع متابع، مع رفض الإدلاء بأي تفاصيل أخرى.
وبحسب بيانات وزارة الداخلية بشأن ملاحقة خلية داعش، فقد قُتل شخصان في العملية التي تمت في مدينتي حرستا وكفر بطنا في غوطة دمشق الشرقية، وألقي القبض على خمسة عناصر آخرين، بينهم متزعم الخلية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر بجهاز الاستخبارات العامة تأكيده ضبط سترات ناسفة وألغام معدة للتفجير ودراجة نارية مفخخة، خلال العملية الأمنية النوعية التي نُفّذت ضد
خلايا تابعة لتنظيم "داعش"
بمحافظة ريف دمشق، مشيراً إلى أنها خططت لعميلة التفجير في كنيسة مار إلياس بالعاصمة دمشق منذ مدة.
قضايا وناس
التحديثات الحية
شقيقان حاولا منع تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق
هجوم كنيسة مار إلياس
وأشار الباحث رشيد حوراني في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن أداء وزارة الداخلية في التعاطي مع تداعيات هجوم كنيسة مار إلياس في الدويلعة "كان مرتبكاً في البداية"، معتبراً ذلك "عادياً". وأضاف أن الوزارة وأجهزتها حديثة التأسيس، والهيكلية الإدارية في طور التعبئة البشرية. وتابع: "الاضطراب والارتباك يمكن أن يظهرا في دول راسخة أثناء الأحداث الأمنية والتفجيرات الإرهابية والكوارث الطبيعية". ورأى أن الوزارة "رتّبت أوراقها خلال ساعات ووضعت خططاً لتتبع الفاعلين وتمكنت خلال وقت قصير من كشف كل ملابسات العملية".
وأشار حوراني إلى أن
جهاز الاستخبارات السوري
"ناشئ"، ويحتاج إلى "تدريبات وتقنيات لازمة لعمل الجهاز الأمني وتتبع المجرمين وتحليل تحركاتهم"، مشدّداً على أن الجهاز يحتاج إلى الخبرة والمعرفة بالعمل الأمني، وهي متوفرة لدى الضباط وصف الضباط الذين انشقوا عن أجهزة النظام البائد الأمنية. وكانت الإدارة السورية الجديدة قد حلّت في يناير/ كانون الثاني الماضي "الجيش السابق وجميع الأجهزة الأمنية السابقة بفروعها وتسمياتها المختلفة"، وأسست جهازاً أمنياً جديداً مرتبطاً بوزارة الداخلية. وشكّل الرئيس السوري أحمد الشرع في مارس/ آذار الماضي مجلساً للأمن القومي في البلاد يهدف إلى تنسيق وإدارة السياسات الأمنية والسياسية بالبلاد، عقب أحداث كادت تعصف بالسلم الأهلي في منطقة الساحل. ويتألف المجلس من وزراء الدفاع والداخلية والخارجية ومدير الاستخبارات العامة وعضوين استشاريين. ويعد هجوم كنيسة مار إلياس أول اختبار حقيقي لوزارة الداخلية الجديدة في العاصمة دمشق.
مع العلم أن وزارة الداخلية انتهت أخيراً من عملية إعادة هيكلة، تضمنت إدارات جديدة منها إدارة مختصة في مواجهة الإرهاب الذي يتمثل بتنظيم "داعش" وتنظيمات لا تقل تشدداً، تتحيّن الفرص من أجل العودة إلى واجهة المشهد في البلاد التي ما تزال في طور إنشاء منظومتين أمنية وعسكرية. وتعتمد الوزارة على الكوادر المدربة التي كانت تابعة لحكومة "الإنقاذ" التي تولت الشمال الغربي من سورية لعدة سنوات قبل إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
محمد سعيد المصري: جهاز الاستخبارات السوري يبنى من الصفر
من جهته، قال محمد سعيد المصري، وهو باحث مختص بالحوكمة والشؤون الأمنية في مركز جسور للدراسات، إن رد الوزارة على التفجير أدى إلى إجهاض مخطط لتنظيم داعش لـ"ضرب الاستقرار وحالة التماسك المجتمعي في دمشق". وأضاف في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن وزارة الداخلية "تتابع الحالة الأمنية بشكل قوي، ولن تسمح بالفوضى الأمنية"، موضحاً في حديث مع "العربي الجديد" أن الوزارة "لديها أجهزة وعناصر كانت تعمل بالسابق في الشمال السوري على متابعة وملاحقة فلول الإرهاب الذي ضرب إدلب وحلب". وتابع: هذه الأجهزة لديها خبرة بالتعامل مع خلايا تنظيم داعش، وكذلك لديها قاعدة بيانات تقوم بتحليلها وتقييمها وتحدد أهدافاً للرصد. ولم يعتبر المصري تمكن التنظيم من تنفيذ "عملية إرهابية" في العاصمة دليل تقصير أو إهمال من وزارة الداخلية، مشيراً إلى أن للتنظيم "استراتيجيات متعددة، منها السماح لخلاياه بتحديد الأهداف وتنفيذ الهجمات ضدها".
"داعش" يستغل الثغرات
ولفت المصري إلى أن الوزارة تدرك أن التنظيم يستغل الثغرات، وينفذ عملياته، ولكن أعدت مسبقاً خطة طوارئ للتعامل مع مثل هذه الأحداث لتقييدها، وبالفعل استطاعت تنفيذ خطتها وطوقت الحادثة وآثارها. ورأى أن "جهاز الاستخبارات السوري قيد الهيكلة والتشكيل، وهو يبنى من الصفر بعد
حل جميع الأجهزة الأمنية
المرتبطة بنظام السابق بعد سقوط نظام الأسد"، مضيفاً أنه: "يحتاج إلى تجميع كافة الخبرات البشرية والفنية الموجودة بسورية، ودعوة الضباط المنشقين عن نظام الأسد من ذوي الخبرة الأمنية، فضلاً عن الشخصيات الوطنية والأمنية التي كانت تعمل ضمن صفوف الفصائل والاستفادة من شبكة العلاقات وقاعدة البيانات لدى أولئك". كما دعا إلى "تكوين فريق لتجميع المعلومات وتصنيفها وإعادة تحليلها وهيكلتها وتقييمها وبناء نظام للمتتابعة والترصد"، مشيراً إلى أن الجهاز "يحتاج إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية الإقليمية والدولية، للحصول على تقنيات حديثة ومتطورة في عمليات الرصد والتتبع والأرشفة ولبناء وحدات في الأمن السيبراني". كذلك طالب المصري بـ"إنشاء معهد عالٍ للأمن الوطني لترسيخ الخبرات والتجارب وتوطينها وتدريب الضباط الجدد وتأهيلهم".
قضايا وناس
التحديثات الحية
ناج من تفجير كنيسة مار إلياس يروي لحظات الرعب

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفجير كنيسة مار إلياس... اختبار للمؤسسة الأمنية السورية
تفجير كنيسة مار إلياس... اختبار للمؤسسة الأمنية السورية

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

تفجير كنيسة مار إلياس... اختبار للمؤسسة الأمنية السورية

لم يمض سوى وقت قصير على التفجير الذي طاول كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة في العاصمة السورية دمشق، ظهر الأحد الماضي، قبل أن تعلن وزارة الداخلية السورية عن إلقاء القبض على عدد من المجرمين المتورطين في الهجوم، الذي أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين. وفيما وجهت السلطات السورية الاتهام إلى تنظيم "داعش" بالوقوف وراء الاعتداء، تبنّت "سرايا أنصار السنّة" ، في بيان على تطبيق تليغرام، أمس الثلاثاء، الهجوم على الكنيسة، مشيرةً في بيان إلى أن "الأخ الاستشهادي محمد زين العابدين أبو عثمان أقدم على تفجير كنيسة مار إلياس". لكن المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أكد خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق أمس، أن "التحقيقات الأولية أظهرت أن الخلية (المسؤولة عن التفجير) تتبع رسمياً لتنظيم داعش، ولا علاقة لها بأي نشاط دعوي"، مضيفاً أن "متزعم الخلية يُدعى محمد عبد الإله الجميلي، وهو من سكان منطقة الحجر الأسود في دمشق، وكان يُعرف بلقب والي الصحراء في صفوف التنظيم". وأشار المتحدث ذاته إلى أن الجميلي "أُوقف خلال مداهمة أمنية، وسيتم لاحقاً عرض اعترافاته المصورة بعد انتهاء التحقيقات معه"، لافتاً إلى أن "الانتحاري الذي نفذ تفجير كنيسة مار إلياس وآخر أُلقي القبض عليه أثناء توجهه لتنفيذ هجوم انتحاري في مقام السيدة زينب بريف دمشق، جاءا إلى العاصمة قادمين من مخيم الهول مروراً بالبادية السورية". مع العلم أنه في مطلع فبراير/ شباط الماضي، برزت إلى الواجهة في سورية مجموعة سمّت نفسها "سرايا أنصار السنة"، معلنة عن تنفيذ عمليات قتل واغتيالات متعددة، منها مجزرة أرزة في حماة، التي راح ضحيتها أكثر من عشرة مواطنين من أبناء القرية. رشيد حوراني: أداء وزارة الداخلية بعد هجوم الدويلعة كان مرتبكاً في البداية هذه المجموعة التي أعلنت أن زعيمها شخص يدعى أبو عائشة الشامي، أثارت منذ ذلك الحين الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً أن بعض المعطيات وتتبّع العمليات التي أعلنت تنفيذها طرح شكوكاً حول ما إذا كان لديها وجود مادي أو يقتصر على العالم الافتراضي، وتحديداً تطبيق تليغرام، لتثير الشكوك حول حقيقتها وعملياتها. ولدى تواصل "العربي الجديد" في شهر مايو/أيار الماضي مع وزارة الداخلية السورية لمعرفة كيفية التعاطي مع مثل هذه الأخبار للتأكد من وجود هذه الجماعة، كان الرد بأن الموضوع متابع، مع رفض الإدلاء بأي تفاصيل أخرى. وبحسب بيانات وزارة الداخلية بشأن ملاحقة خلية داعش، فقد قُتل شخصان في العملية التي تمت في مدينتي حرستا وكفر بطنا في غوطة دمشق الشرقية، وألقي القبض على خمسة عناصر آخرين، بينهم متزعم الخلية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر بجهاز الاستخبارات العامة تأكيده ضبط سترات ناسفة وألغام معدة للتفجير ودراجة نارية مفخخة، خلال العملية الأمنية النوعية التي نُفّذت ضد خلايا تابعة لتنظيم "داعش" بمحافظة ريف دمشق، مشيراً إلى أنها خططت لعميلة التفجير في كنيسة مار إلياس بالعاصمة دمشق منذ مدة. قضايا وناس التحديثات الحية شقيقان حاولا منع تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق هجوم كنيسة مار إلياس وأشار الباحث رشيد حوراني في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن أداء وزارة الداخلية في التعاطي مع تداعيات هجوم كنيسة مار إلياس في الدويلعة "كان مرتبكاً في البداية"، معتبراً ذلك "عادياً". وأضاف أن الوزارة وأجهزتها حديثة التأسيس، والهيكلية الإدارية في طور التعبئة البشرية. وتابع: "الاضطراب والارتباك يمكن أن يظهرا في دول راسخة أثناء الأحداث الأمنية والتفجيرات الإرهابية والكوارث الطبيعية". ورأى أن الوزارة "رتّبت أوراقها خلال ساعات ووضعت خططاً لتتبع الفاعلين وتمكنت خلال وقت قصير من كشف كل ملابسات العملية". وأشار حوراني إلى أن جهاز الاستخبارات السوري "ناشئ"، ويحتاج إلى "تدريبات وتقنيات لازمة لعمل الجهاز الأمني وتتبع المجرمين وتحليل تحركاتهم"، مشدّداً على أن الجهاز يحتاج إلى الخبرة والمعرفة بالعمل الأمني، وهي متوفرة لدى الضباط وصف الضباط الذين انشقوا عن أجهزة النظام البائد الأمنية. وكانت الإدارة السورية الجديدة قد حلّت في يناير/ كانون الثاني الماضي "الجيش السابق وجميع الأجهزة الأمنية السابقة بفروعها وتسمياتها المختلفة"، وأسست جهازاً أمنياً جديداً مرتبطاً بوزارة الداخلية. وشكّل الرئيس السوري أحمد الشرع في مارس/ آذار الماضي مجلساً للأمن القومي في البلاد يهدف إلى تنسيق وإدارة السياسات الأمنية والسياسية بالبلاد، عقب أحداث كادت تعصف بالسلم الأهلي في منطقة الساحل. ويتألف المجلس من وزراء الدفاع والداخلية والخارجية ومدير الاستخبارات العامة وعضوين استشاريين. ويعد هجوم كنيسة مار إلياس أول اختبار حقيقي لوزارة الداخلية الجديدة في العاصمة دمشق. مع العلم أن وزارة الداخلية انتهت أخيراً من عملية إعادة هيكلة، تضمنت إدارات جديدة منها إدارة مختصة في مواجهة الإرهاب الذي يتمثل بتنظيم "داعش" وتنظيمات لا تقل تشدداً، تتحيّن الفرص من أجل العودة إلى واجهة المشهد في البلاد التي ما تزال في طور إنشاء منظومتين أمنية وعسكرية. وتعتمد الوزارة على الكوادر المدربة التي كانت تابعة لحكومة "الإنقاذ" التي تولت الشمال الغربي من سورية لعدة سنوات قبل إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي. محمد سعيد المصري: جهاز الاستخبارات السوري يبنى من الصفر من جهته، قال محمد سعيد المصري، وهو باحث مختص بالحوكمة والشؤون الأمنية في مركز جسور للدراسات، إن رد الوزارة على التفجير أدى إلى إجهاض مخطط لتنظيم داعش لـ"ضرب الاستقرار وحالة التماسك المجتمعي في دمشق". وأضاف في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن وزارة الداخلية "تتابع الحالة الأمنية بشكل قوي، ولن تسمح بالفوضى الأمنية"، موضحاً في حديث مع "العربي الجديد" أن الوزارة "لديها أجهزة وعناصر كانت تعمل بالسابق في الشمال السوري على متابعة وملاحقة فلول الإرهاب الذي ضرب إدلب وحلب". وتابع: هذه الأجهزة لديها خبرة بالتعامل مع خلايا تنظيم داعش، وكذلك لديها قاعدة بيانات تقوم بتحليلها وتقييمها وتحدد أهدافاً للرصد. ولم يعتبر المصري تمكن التنظيم من تنفيذ "عملية إرهابية" في العاصمة دليل تقصير أو إهمال من وزارة الداخلية، مشيراً إلى أن للتنظيم "استراتيجيات متعددة، منها السماح لخلاياه بتحديد الأهداف وتنفيذ الهجمات ضدها". "داعش" يستغل الثغرات ولفت المصري إلى أن الوزارة تدرك أن التنظيم يستغل الثغرات، وينفذ عملياته، ولكن أعدت مسبقاً خطة طوارئ للتعامل مع مثل هذه الأحداث لتقييدها، وبالفعل استطاعت تنفيذ خطتها وطوقت الحادثة وآثارها. ورأى أن "جهاز الاستخبارات السوري قيد الهيكلة والتشكيل، وهو يبنى من الصفر بعد حل جميع الأجهزة الأمنية المرتبطة بنظام السابق بعد سقوط نظام الأسد"، مضيفاً أنه: "يحتاج إلى تجميع كافة الخبرات البشرية والفنية الموجودة بسورية، ودعوة الضباط المنشقين عن نظام الأسد من ذوي الخبرة الأمنية، فضلاً عن الشخصيات الوطنية والأمنية التي كانت تعمل ضمن صفوف الفصائل والاستفادة من شبكة العلاقات وقاعدة البيانات لدى أولئك". كما دعا إلى "تكوين فريق لتجميع المعلومات وتصنيفها وإعادة تحليلها وهيكلتها وتقييمها وبناء نظام للمتتابعة والترصد"، مشيراً إلى أن الجهاز "يحتاج إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية الإقليمية والدولية، للحصول على تقنيات حديثة ومتطورة في عمليات الرصد والتتبع والأرشفة ولبناء وحدات في الأمن السيبراني". كذلك طالب المصري بـ"إنشاء معهد عالٍ للأمن الوطني لترسيخ الخبرات والتجارب وتوطينها وتدريب الضباط الجدد وتأهيلهم". قضايا وناس التحديثات الحية ناج من تفجير كنيسة مار إلياس يروي لحظات الرعب

دمشق: خلية لـ"داعش" من مخيم الهول فجرت كنيسة مار إلياس
دمشق: خلية لـ"داعش" من مخيم الهول فجرت كنيسة مار إلياس

العربي الجديد

timeمنذ 13 ساعات

  • العربي الجديد

دمشق: خلية لـ"داعش" من مخيم الهول فجرت كنيسة مار إلياس

أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الثلاثاء، عن تفكيك خلية تابعة لتنظيم " داعش " الإرهابي مسؤولة عن التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس في العاصمة دمشق يوم الأحد الماضي، والذي أودى بحياة 25 مدنياً وأصاب 63 آخرين، نافية بذلك ما ادعته جماعة غير معروفة أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، خلال مؤتمر صحافي عقده في دمشق، إن "الوزارة نفذت عملية مداهمة استهدفت أوكار التنظيم، حيث تم ضبط مستودع للأسلحة والمتفجرات، وأسفرت العملية عن تحييد أحد المتورطين في تفجير الكنيسة". وأوضح البابا أن "التحقيقات الأولية أظهرت أن الخلية تتبع رسمياً لتنظيم داعش، ولا علاقة لها بأي نشاط دعوي"، مضيفاً أن "متزعم الخلية يُدعى محمد عبد الإله الجميلي، وهو من سكان منطقة الحجر الأسود في دمشق، وكان يُعرف بلقب والي الصحراء في صفوف التنظيم". وأشار المتحدث ذاته إلى أن الجميلي "أُوقف خلال مداهمة أمنية، وسيتم لاحقاً عرض اعترافاته المصورة بعد انتهاء التحقيقات معه"، لافتاً إلى أن "الانتحاري الذي نفذ تفجير كنيسة مار إلياس وآخر أُلقي القبض عليه أثناء توجهه لتنفيذ هجوم انتحاري في مقام السيدة زينب بريف دمشق، جاءا إلى العاصمة قادمين من مخيم الهول مروراً بالبادية السورية". وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، أمس الاثنين، عن تمكنها من تفكيك خلية "داعش" بالتعاون مع جهاز الاستخبارات خلال عملية أمنية في منطقتي حرستا وكفربطنا بريف دمشق، وأكدت أن الخلية مسؤولة عن تفجير كنيسة مار إلياس. أخبار التحديثات الحية عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق وبيّن البابا أن "الخلية تم كشفها في وقت قياسي بعد مقاطعة معلومات المصادر الميدانية مع الأدلة التقنية، ومن خلال ذلك تم تحديد هوية المشتبه به الذي أوصل الانتحاري الأول إلى الكنيسة، ثم تحديد مكانه". وأضاف البايا: "قوات المهام الخاصة في وزارة الداخلية توجهت لتوقيفه، ليتبين لاحقاً وجود شخص آخر برفقته، وحصل اشتباك مسلح أدى إلى تحييد سائق الدراجة النارية الذي كان ينقل الانتحاريين، وإصابة الشخص الثاني". وبحسب البابا، "أظهرت التحقيقات أن سائق الدراجة هو من أوصل الانتحاري الأول، وكان بصدد نقل الانتحاري الثاني إلى مقام السيدة زينب". وأوضح أنه "بناءً على اعترافات الانتحاري الثاني، تم الكشف عن الوكر الذي انطلقت منه الخلية الإرهابية، وخلال مداهمته تم إلقاء القبض على متزعم الخلية محمد عبد الإله الجميلي". وأشار إلى أن الجميلي "كشف بدوره عن وجود أربعة أوكار ومستودعات أسلحة ومتفجرات أخرى تابعة للتنظيم، وقد تمت مداهمتها جميعاً، وأسفرت العمليات عن اعتقال عناصر آخرين، وإحباط تفجير دراجة نارية كانت معدة لاستهداف تجمعات مدنية في العاصمة دمشق". وأكد البابا، التزام أجهزة الأمن وإنفاذ القانون في البلاد بحماية المواطنين من مختلف التهديدات، مشيراً إلى أن الوزارة "تعاهد أهلها بأنها ستكون دائماً درعهم وسيفهم في وجه أيّ تهديد إرهابي". وأوضح أن وزارة الداخلية "ستعلن المزيد من المعلومات حول الخلية التي نفذت تفجير كنيسة مار إلياس فور انتهاء التحقيقات اللازمة، وذلك عبر معرفاتها الرسمية". وأضاف أن "سورية كانت وما تزال أرض التسامح والإخاء ومنارة الحضارة، ولن يجد الإرهاب فيها إلا ما يخيب شره"، مشدداً على أن العمل الأمني في البلاد يسير وفق "مسارات متعددة ومتوازية تشمل جوانب توعوية واجتماعية وأمنية وتواصلية، ويحاول تنظيم داعش اختراقها". "سرايا أنصار السنة" تتبنى تفجير كنيسة مار إلياس وفي وقت سابق اليوم، ​تبنّت مجموعة غير معروفة تُطلق على نفسها اسم "سرايا أنصار السنة"، العملية الإرهابية التي استهدفت كنيسة مار إلياس في دمشق . وفي تعليقه على بيان "أنصار السنة"، قال البابا إن "هذا التنظيم وهمي، ولم يتبنَّ العملية إلا بعد صدور التحقيقات الأولية عن وزارة الداخلية السورية"، معتبراً أن "تنظيم داعش تعرض لضربة أمنية قاصمة لم يكن يتوقعها خلال العملية التي أدت إلى تفكيك الخلية". وأكد المتحدث أن الوزارة "تحرص على أن تجد العدالة سبيلها الأمثل لمحاكمة هؤلاء المجرمين"، لكنه أشار إلى أنه "لا يمكن الجزم بوجود صلات خارجية للخلية الإرهابية قبل انتهاء التحقيقات الأولية بالكامل". وفي بيان تبنيها للعملية، قالت "سرايا أنصار السنة" في بيان على تطبيق "تيلغرام"، "أقدم الأخ الاستشهادي محمّد زين العابدين أبو عثمان... على تفجير كنيسة مار إلياس". وقالت إن العملية جاءت "بعد استفزاز" من مسيحيي دمشق "في حق الدعوة وأهل الملَّة". ونفت الجماعة الرواية الرسمية حول وقوف "داعش" خلف العملية الإرهابية ووصفتها بأنها "عارية عن الصحة، وملفقة لا يسندها دليل"، مضيفة أنها "محاولة لبثّ الوهم في زمن عزّ فيه من يُخدع"، على حد تعبيرها. ظهور غامض بعد عملية سابقة في الأثناء، يُعد هذا التفجير هو العملية الثانية التي تتبناها المجموعة المجهولة خلال أشهر قصيرة، إذ أعلنت في مطلع فبراير/شباط مسؤوليتها عن مجزرة وقعت في بلدة أرزة ذات الغالبية العلوية في ريف حماة الشمالي، والتي أدت إلى مقتل 11 شخصاً، بينهم مدنيون وضباط سابقون في جيش نظام بشار الأسد قبل سقوطه، كما سبقها تبني المجموعة لعدد من عمليات القتل والتصفية التي طاولت عدداً من الأشخاص في مناطق متفرقة من سورية. ومن اللافت أن جميع عمليات التبني لهذه المجموعة جاءت متأخرة بيوم على الأقل عن توقيت تنفيذ الهجمات، كما حصل في مجزرة أرزة وتفجير كنيسة مار إلياس ما يثير تساؤلات حول مدى الوجود الفعلي للمجموعة على الأرض. قضايا وناس التحديثات الحية ناج من تفجير كنيسة مار إلياس يروي لحظات الرعب وفي هذا السياق، تواصل "العربي الجديد" مع عدد من الباحثين المختصين في الشؤون الأمنية والجماعات المتطرفة، وقد أكدوا جميعهم عدم وجود أدلة على وجود فعلي للجماعة، مشيرين إلى أنها لم تظهر في أي دراسات أو بحوث سابقة، وظهرت فقط بعد سقوط نظام بشار الأسد بشهرين تقريباً. ويرى هؤلاء الباحثون أن تبني الجماعة عمليات نوعية بعد فترة قصيرة من ظهورها يعزز من الفرضية القائلة بأنها كيان افتراضي، وربما تُستخدم واجهة لأجندات أخرى. وتركّز "سرايا أنصار السنة" في خطاباتها على جميع المكونات الدينية وتركز خطاباتها على الطائفتين المسيحية والعلوية، إضافة إلى المرشدية والدروز، وتشن حملة تحريضية مستمرة عبر قناتها في "تيلغرام" ضد الحكومة السورية التي تشكلت عقب إسقاط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، متهمة إياها بـ"العمالة". كما تهاجم الجماعة يومياً الرئيس السوري أحمد الشرع، وتحرّض بشكل مباشر عليه، مستخدمة خطاباً دينياً متشدداً يدعو إلى "القصاص" و"التوبة قبل فوات الأوان". وتثير هذه التصريحات قلقاً متزايداً بين الأوساط السياسية والمجتمعية، لا سيما في ظل غياب معلومات مؤكدة عن هوية قادتها أو موقع نشاطها.

من هي "سرايا أنصار السنة" التي تبنت تفجير الكنيسة في دمشق؟
من هي "سرايا أنصار السنة" التي تبنت تفجير الكنيسة في دمشق؟

BBC عربية

timeمنذ 21 ساعات

  • BBC عربية

من هي "سرايا أنصار السنة" التي تبنت تفجير الكنيسة في دمشق؟

أعلنت جماعة "سرايا أنصار السنة" الجهادية الجديدة نسبياً مسؤوليتها عن هجوم كنيسة مار إلياس في دمشق في 22 يونيو/حزيران، والذي أودى بحياة 25 شخصًا على الأقل، واصفةً إياه بأنه رد على "استفزازات مسيحية ضد السنة". صدر هذا الإعلان في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء على قناة الجماعة على تليغرام، ذكرت فيه الجماعة أن الاسم الحركي للانتحاري هو "محمد زين العابدين أبو عثمان"، لكنها لم تقدم أي دليل إضافي يدعم مسؤوليتها عن الهجوم. إذا كانت سرايا أنصار السنة وراء التفجير بالفعل، فسيكون هذا أكبر هجوم لها حتى الآن. فمن هي هذه الجماعة الجهادية التي برز اسمها في الفترة الأخيرة؟ امتداد لـ "داعش" أم أداة استخباراتية؟ إنها مجموعة جهادية جديدة في سوريا تعهدت في الفترة الأخيرة بملاحقة أبناء الطائفة العلوية والشيعة والدروز. وأعلنت مسؤوليتها عن العديد من عمليات القتل، كما هددت بملاحقة من يُطلق عليهم اسم "فلول الأسد". لكنها أيضاً لم تخف ازدراءها لحكومة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، وإن لم تدع لمواجهته. ولم تتضح بعد ارتباطاتُها بالحركات الجهادية الأخرى، لكن يبدو أنها تسير "على نهج داعش." أعلنت الجماعة، التي تُطلق على نفسها اسم "سرايا أنصار السنة"، عن ظهورها في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي عبر حساب على تليغرام. وتضمنت رسائل الجماعة في البداية تهديدات للعلويين بغض النظر عن جنسهم وأعمارهم، كما قالت. إلا أنها خففت من حدة هذه التهديدات لاحقًا. ومع ذلك، فإن خطابها عموما شديد العنف، وازدراؤها للشيعة يشبه إلى حد كبير خطاب ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وأنصاره. ومنذ ذلك الحين، واصلت الجماعة التحريض والتهديد، بالإضافة إلى تبنيها هجمات تستهدف في المقام الأول أفراد الطائفة العلوية؛ الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد ومن يوصفون بفلول نظامه، كما أعلنت هذه الجماعة مسؤوليتها عن هجمات على ما وصفتها بـ "أضرحة المشركين"، في إشارة لبعض المواقع الدينية الشيعية في سوريا. وقد تناقل الإعلام على نطاق واسع إحدى الهجمات الرئيسية التي أعلنت الجماعة مسؤوليتها عنها، وفيها قُتل عدد من العلويين في قرية أرزّة ذات الأغلبية الشيعية في محافظة حماة في الأول من فبراير/شباط الماضي. ونُسبت الحادثة إلى "مسلحين مجهولين"، أشارت التقارير إلى أنهم داهموا القرية ليلًا. أعربت الجماعة أيضاً عن ازدرائها للحكومة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع - القائد السابق لهيئة تحرير الشام - متهمةً إياها بـ"التساهل المفرط" لعفوها عن مسؤولين وموظفين حكوميين سابقين. وتدّعي الجماعة، مبررةً ذلك، أنها تولّت زمام الأمور للانتقام من العلويين والشيعة وموظفي نظام الأسد السابقين، ومنعهم من "إعادة تنظيم صفوفهم." كما أعربت الجماعة الجديدة أيضًا عن ازدرائها الواضح للأقليات غير المسلمة، مثل المسيحيين. وبالرغم من أنها لم تُشر سابقاً إلى أنها ستستهدفهم، ما لم يدعموا أو يدافعوا عن أفراد الفئة الأولى، إلا أن التفجير الأخير في كنيسة مار إلياس كان بمثابة رسالة واضحة لهم. يعتقد الكاتب والباحث المتابع للجماعات الإسلامية، حسام جزماتي، أنه بالإضافة لـ"البعد الشرعي" الذي تنم عنه رسائل التنظيم فإن هنالك أيضاً "بعداً سياسياً". ويتابع "هم كفّروا الحكم الحالي، وكفروا قواته العسكرية والأمنية، ورغم ذلك لم يعلنوا عن رغبتهم بقتالهم الآن، بل قالوا قاتلوا لونكم من الكفار، أي الأقرب إليكم." مشيراً إلى أن الحركة لم تستثن الكُرد التابعين لقوات سوريا الديمقراطية من القتال. بدوره يعتقد ستيفن همفريز، المتخصص في الإعلام الجهادي في "بي بي سي" أن تركيز التنظيم تحديدًا على العلويين والدروز قد يكون "استغلالًا لتخوّف السنة المتشددين السوريين تجاه هذه الأقليات،" ولا سيما في ظل "هيمنة العلويين على مؤسسات السلطة في عهد الأسد، وما يُنظر إليه على أنه تعاطف مع إسرائيل لدى الدروز،" على حد تعبيره. "ذئاب منفردة" ليس من الواضح حجم هذه القوة عسكريا، سواء من حيث تعداد المقاتلين، وجنسياتهم، أو أنواع الأسلحة التي بحوزتهم أو مصادر التمويل. ويرجح جزماتي أنهم "بحدود العشرات، وربما لم يتجاوزوا المائة." أما أيديولوجياً، فتتبنى الجماعة خطابًا "متشددًا وجهاديًا،" بحسب همفريز. كما ألمحت الجماعة إلى تعاطف مع تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية "داعش". مع ذلك، يضيف همفريز، لا يزال جهاديون آخرون، "بمن فيهم مؤيدو داعش، متشككين بشأنها." وفي حين أن خطاب الجماعة وأيديولوجيتها المعلنة تتوافق مع الحركات الجهادية، إلا أنه لا يوجد دليل حتى الآن يربطها بأي جماعة جهادية قائمة أو يشير إلى تعاونها معها. عرّفت الجماعة قائدها بأنه "أبو عائشة الشامي"، وهو اسم حركي يوحي بأنه سوري لكنها لم تُقدّم أي تفاصيل إضافية عن هويته أو خلفيته. كما لم يُلاحَظ ظهوره العلني، وفي حين زعمت الجماعة في 9 فبراير/شباط الماضي أنه أصدر رسالة صوتية، لم تُنشر على تليغرام سوى مقتطفات نصية منها. لكن اسماً آخر بدأ يبرز مؤخراً، وهو أبو فتح الشامي، الذي يصف نفسه بأنه أحد قياديي التنظيم، والمسؤول عن القسم الشرعي فيه. تشبه الشعارات والعلم والرموز الدعائية التي تستخدمها "سرايا أنصار السنة" إلى حد كبير تلك التي تستخدمها الجماعات الجهادية. ورغم نشاطها على تليغرام، وتصريحاتها وادعاءاتها المتكررة، إلا أنها لم تحظَ إلا بقدر ضئيل جدا من الاهتمام في الأوساط الجهادية والإسلامية على الإنترنت، وهو ما يدل على شك الجهاديين بمدى مصداقية هذه الجماعة. واعتبارًا من 27 مارس/آذار، أطلق التنظيم على ذراعه الإعلامية الرسمية اسم "العاديات". وتدّعي الجماعة أنها شبكة "لامركزية" تعمل من خلال "ذئاب منفردة"، أي أفراد أو خلايا صغيرة ذات صلات محدودة ببعضها البعض، وليست لها قواعد مشتركة. ومن اللافت للنظر أيضا، أن بيانات وكتابات الجماعة تفتقر للمهنية التي عادة ما توجد في صياغة بيانات الجماعات الجهادية الأخرى. وهنا يضيف جزماتي أنه من الواضح أنهم بعموم عناصرهم وقياداتهم القليلة "ليسوا من العلماء أو المدججين أيديولوجيا على مستوى اللغة،" قبل انضمام من يسمي نفسه الدكتور أبو فتح الشامي، الذي يصفه جزماتي أن "لغته الشرعية رصينة وواضحة ولديه أدلة من الفقه الإسلامي ومتمكن." لكن يبدو أنه حالة "منفردة،" بحسب الباحث الذي يضيف "معظم عناصرهم محدودو التعليم، لغتهم بسيطة ومباشرة، وبياناتهم قصيرة جدًا". بحسب تقييم مينا اللامي، خبيرة بي بي سي في الجماعات المتشددة، فإن الجماعة تقوم بـ "التمسّح بتنظيم الدولة، وتحاول بشكل مبالغ فيه الترويج بقربها الفكري من التنظيم، وكذلك الترويج بطريقة مبالغة ومثيرة للشك لمدى تطرّف الجماعة (سرايا أنصار السنة) ونَفَسها الطائفي وعملياتها الطائفية، كأنها تسعى إلى تسريع إشعال صراع طائفي أو إثارة الذعر من هجمات جهادية محتملة." الجهاديون "مشبوهون" على الرغم من ادعاءاتها المتكررة بشن هجمات قاتلة ضد أهداف من الطائفة العلوية، بما فيها بعض أحداث الساحل، إلا أن المجموعة فشلت حتى الآن في جذب اهتمام أو دعم كبير من الجهاديين والإسلاميين المتشددين. وأسفرت أحداث العنف في مارس/آذار الماضي في الساحل عن مقتل نحو 1614 مدني غالبيتهم الساحقة من الأقلية العلوية، بحسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشارت تقارير حقوقية لتورط قوات حكومية وأخرى رديفة لها في المجازر التي وقعت بعد أن شنت قوات تابعة للنظام السابق هجوماً مباغتاً على عناصر القوات الأمنية الحكومية، وأدت إلى مقتل 250 عنصراً، بحسب مصادر رسمية. وفي حين لم تعلن المجموعة مسؤوليتها عن عمليات قتل واسعة يستبعد جزماتي أن تكون السرايا لديها القدرة على القيام بهجمات من هذا النوع في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن إمكانياتها "لا تتجاوز عمليات صغيرة وأحداث قتل منفردة، لذلك لا يمكن لها أن تقوم بعمليات تمشيط أوسع والوصول لقرى وارتكاب مجازر كما حدث في الساحل." وتدور شكوك حول مصداقية الجماعة، إذ يتكهن بعض الجهاديين بأن الجماعة قد تكون مرتبطة بجهات معادية للجهاديين، تحاول من خلالها الإيقاع بالجهاديين الحقيقيين، أو تشويه سمعتهم من خلال ربطهم بالهجمات على المدنيين والطائفة العلوية. وفي حين يصعب التكهن بحقيقتهم ضمن المعطيات الحالية إلا أن همفريز لا يستبعد ذلك مشيراً إلى أن أحد أبرز مؤيدي ما يعرف بداعش "أصدر عبر الإنترنت هذا التحذير نفسه بالضبط. لكنني لن أتكهن بشدة بهذا الأمر." كذلك تميل آراء أخرى إلى أنهم قد يكونون "أداة استخباراتية" بيد الحكومة السورية الحالية للتنصل من الاتهامات الموجهة لقواتها بارتكاب انتهاكات كبيرة، ولا سيما تلك المرتبطة بأحداث القتل الأخيرة في الساحل السوري. لكن يشير همفريز مجدداً أنه "من المبكر إصدار حكم قاطع بشأن هذا الأمر استنادًا إلى المعطيات المتوفرة". غير أنه يضيف قائلا : "من المثير للاهتمام أن الجماعة اتهمت في الأيام الأخيرة الحكومة السورية بإلقاء اللوم عليها (أنصار السنة) وعلى تنظيم الدولة الإسلامية في عمليات قتل الأقليات التي تورطت بها قوات أو أفراد محسوبون على الحكومة. وقالت جماعة أنصار السنة إن حكومة الشرع تفعل ذلك لتجنب الاتهامات الدولية بانتهاكات حقوق الإنسان." بدورها، ترى الباحثة مينا اللامي أن حالة الفوضى في بعض المناطق السورية من جهة، ومحاولة إستغلال بعض الأطراف المحلية أو الخارجية - سواء كانت متطرفة او من اتباع النظام السابق - من جهة أخرى، "توفر بيئة مناسبة لظهور هكذا مجموعات وأفراد مُريبة وذات أجندات عادة ما تكون طائفية وتسعى الى تأجيج الصراع الداخلي." لكنها تضيف، أن الشك في هذه التنظيمات الجديدة "يجب ألا يجعلنا ننسى أن مجموعات جهادية متطرفة في سوريا هي حاليا ساخطة جدا على حكومة الشرع وتسعى الى قلب الطاولة على الحكام الجدد بأي طريقة، والورقة الطائفية هي عادة ما تلجأ إليه."

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store