logo
«أبوظبي للصحة» يوفّر لقاح الإنفلونزا الموسمية لـ 300 ألف شخص

«أبوظبي للصحة» يوفّر لقاح الإنفلونزا الموسمية لـ 300 ألف شخص

صحيفة الخليجمنذ يوم واحد

أبوظبي - وام
أعلن مركز أبوظبي للصحة العامة تطعيم نحو 300,000 شخص في مناطق أبوظبي والعين والظفرة ضد الإنفلونزا الموسمية ضمن حملة التطعيم السنوية 2024-2025 بزيادة 45% مقارنة بالعام الماضي.
ويأتي هذا في إطار جهود المركز الرامية إلى تعزيز الصحة المجتمعية من خلال نهج استباقي يركز على الوقاية، وتقليل معدلات الإصابة كون التطعيم وسيلة فعالة لحماية الأفراد من مضاعفات الإنفلونزا الموسمية.
وحرص المركز ضمن استراتيجيته لتوسيع نطاق الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات على تقديم اللقاح إلى كبار السن فوق 65 عاما والحوامل والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والأطفال دون سن الخامسة بالإضافة إلى الكوادر الطبية مع توسيع التغطية لتشمل الرضّع من عمر ستة أشهر بهدف تحقيق حماية مجتمعية شاملة.
وأكد الدكتور راشد السويدي المدير العام لمركز أبوظبي للصحة العامة أن نجاح الحملة يعكس تزايد الوعي المجتمعي بأهمية اللقاحات مشددًا على التزام المركز بمواصلة المبادرات الوقائية ومنها حملات التطعيم والفحوصات الدورية والبرامج التوعوية.
وقال إن تطعيم نحو 300 ألف من أفراد المجتمع يؤكد نجاح جهودنا الاستباقية ويعكس التزامنا المستمر بالتعاون مع شركائنا في قطاع الرعاية الصحية لتسهيل الوصول إلى اللقاحات والحد من الأعباء الصحية المرتبطة بالإنفلونزا الموسمية.
وأشار المركز إلى أن حملة التطعيم جاءت ثمرة تعاون استراتيجي مع منشآت ومقدّمي خدمات الرعاية الصحية موضحا أنه تم توفير اللقاحات في المنشآت الصحية والمجالس المجتمعية والمراكز الثقافية والسفارات والمراكز التجارية الرئيسية إلى جانب إطلاق مبادرات مخصصة للوصول إلى المؤسسات الحكومية بما يتيح للعاملين في القطاع العام الحصول على التطعيم في أماكن عملهم.
وأكد المركز أن الإنفلونزا الموسمية تؤثر بشكل رئيسي على الجهاز التنفسي وقد تسبب أعراضا شديدة في بعض الحالات مشيرا إلى أن تلقي اللقاح سنويًا يُعد الوسيلة الأنجع للوقاية لدوره في تخفيف حدة المرض وتقليل الحاجة لدخول المستشفيات ويُحدث اللقاح سنويًا لمواكبة تحورات الفيروس وتوفير أفضل حماية ممكنة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سيف النويس: لم أجد علاجي في أميركا.. وجاء الفرج من الوطن
سيف النويس: لم أجد علاجي في أميركا.. وجاء الفرج من الوطن

الإمارات اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • الإمارات اليوم

سيف النويس: لم أجد علاجي في أميركا.. وجاء الفرج من الوطن

تجربة إنسانية صعبة خاض فصولها بعزيمة وصبر، الإماراتي سيف عبدالله النويس، مجسداً نموذجاً استثنائياً في تجاوز الصعاب وتحقيق الذات، وذلك بعد أن واجه محنة فقدان السمع في عمر مبكر، وانقطع صوته عن العالم، لكنه لم ينكفئ على إعاقته، بل حوّلها إلى حافز للمثابرة والنجاح. وبإصرار لا يعرف الانكسار ودعم عائلي ووطني، استعاد النويس السمع وتعلم النطق، وتفوق دراسياً ومهنياً، ليصبح مثالاً إنسانياً نابضاً بالإلهام لشباب الإمارات الصاعد الذي لا تعيق طريقه التحديات، بل تمنحه القوة والإيمان الراسخ بأن الطموح لا حدود له. صمت كامل في بداية حواره مع «الإمارات اليوم»، توقف سيف النويس عند بدايات معاناته مع فقدان حاسة السمع، قائلاً: «كنت في مرحلة مبكرة جداً من عمري حين أصابتني حمى شديدة تركتني في عزلة صوتية تامة، لم أعد أستجيب خلالها لنداءات أهلي ولا للعالم من حولي، وبدأت أتصرف بشكل غريب، فكانت أمي تناديني ولا أجيب، فبدأت تشعر أن هناك خللاً ما». وأضاف: «لم تكن لدي مؤشرات سابقة على وجود مشكلة صحية، إلا أن الغموض الذي لفّ وضعي، دفع والدي إلى البدء في رحلة طويلة من الفحوص والمتابعات، وقال الأطباء حينها إنها مجرد حرارة وستمر، لكن الحقيقة كانت أنني فقدت حاسة السمع تماماً، وأصبحت أعيش في صمت كامل». الفرج من الوطن وبعد ملاحظة حالة ابنهما، تحرك والدا سيف بسرعة، وقرر والده نقله إلى الولايات المتحدة بحثاً عن علاج، قائلاً: «بقينا هناك نحو شهر، وعلى الرغم من كل الجهود، لم نجد علاجاً مناسباً أو خطة صحية واضحة المعالم». وأضاف: «جاء الفرج من الوطن، حيث وصل خبر حالتي الصحية إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فطلب من طبيب مختص آنذاك، أن يزرع لي قوقعة في أذن واحدة، ولأنني كنت طفلاً مشاغباً، فقد انكسرت الزراعة من الداخل، ما اضطر الطبيب إلى إجراء زراعة في الجهتين». وإثر هذه العملية، تحسنت حالة سيف واستعاد السمع تماماً في عمر أربع سنوات، لكنه واجه في المقابل مشكلة أخرى تتعلق بالنطق والتعلم والكلام، ما دفع والداه إلى إلحاقه بعدد من المراكز المتخصصة، لكن دون فائدة تذكر، ليبدأ سيف مرحلة جديدة من التحدي وصفها قائلاً: «لعبت أمي الدور الأهم، وقد كانت بطلة القصة، حيث بدأت بتعليمي من المنزل، فأحضرت دفاتر وصوراً، ودأبت على تدريبي على النطق كلمة بكلمة، متسلحة بالصبر والإرادة». سجن التنمر بدأ سيف شيئاً فشيئاً في تعلم النطق، ثم التحق متأخراً - لكن بعزيمة لا تقهر - بمقاعد الدراسة ليُبدي تفوقاً ملحوظاً، ويتجاوز سجن «التنمر» الذي وضعه فيه الأولاد، قائلاً: «كانوا يضحكون مني ويشيرون إلـيّ ساخرين، وكنت أعود إلى المنزل وأقول لأمي إنني لن أذهب مجدداً إلى المدرسة، فكانت تجمع حطام روحي بعباراتها اللطيفة، مؤكدة أنني الأقوى وأنني نعمة من الخالق، وأنه يجب علـيّ عدم الشعور بالخجل أو الحرج مما أنا فيه». وأضاف: «مع الوقت، باتت توصيات أمي ونصائحها درعاً نفسية قوية في مواجهة التحديات ونظرة الناس، فقد جعلتني أكثر قوة وثباتاً لدرجة بات فيها الجميع يطلقون علـيّ لقب (بطل السمع)، وذلك بعد تمكني من تجاوز محنتي والمضي قدماً في الحياة». ارتقاء وباقتدار وتمكّن، نجح «بطل السمع» الإماراتي في شق طريق الحياة، وتحقيق الطموح، وذلك بعد بلوغه 26 عاماً ونيله شهادة البكالوريوس في مجال التسويق وريادة الأعمال من جامعة زايد في العاصمة أبوظبي، فيما يعمل اليوم في أحد المصارف الخاصة في قسم الاستثمار المؤسسي، واصفاً هذه التجربة بالقول: «حين تقدّمت للعمل، أخبرتهم بكل صراحة بأنني من أصحاب الهمم، فلم أتلقّ سوى الاحترام والتقدير، ولم أشعر للحظة بأنني أقل من أحد، لأنني على يقين تام وإيمان مطلق بأن ما مررت به أكسبني مهارات لا تُكتسب بسهولة». وتابع: «بينما كانت التقارير الطبية تتيح لي الإعفاء، كان لدي إصرار على أداء الخدمة الوطنية وخدمة بلادي، فالتحقت بمطار زايد الدولي لأتقلد لمدة عام كامل، مهام المفتّش التي أعتبرها من أجمل التجارب في حياتي، لأنها علمتني الانضباط وتحمل المسؤولية». لا للعجز أكد الشاب الإماراتي سيف عبدالله النويس، أن علاقته الأليفة مع الصمت لم تنتهِ، فحين يقوم بنزع السماعة من أذنيه يعود إلى حالة الصمت التام، واصفاً هذا الأمر بأريحية لا متناهية، مضيفاً: «أشعر بسلام عميق بعد أن تعلمت من الصمت أن ألاحظ التفاصيل، وأصبحت مع مرور الوقت قادراً على قراءة الشفاه بدقة، وفهم حركة الوجه، واستيعاب أن الصمت ليس عجزاً، بل طريقة مغايرة للفهم». فرصة للأمل تمسك سيف عبدالله النويس بتوجيه رسالة لكل من يمر بتجربة استثنائية مثله، قائلاً: «الإعاقة ليست نهاية، بل شكل مختلف للبداية». وتابع: «دون دعم عائلتي ورعاية دولتي، ما كنت لأصل إلى ما وصلت إليه اليوم، وما كنت لأثبت لنفسي كل يوم أنني أستحق هذه الحياة، فكل لحظة نعيشها فرصة، وكل صوت نسمعه نعمة، وقد تعلمت أن أقدّر النعمة، بعد أن فقدتها». سيف النويس: • لعبت أمي الدور الأهم، وقد كانت بطلة القصة، حين بدأت بتعليمي من المنزل، وتدريبي على النطق كلمة بكلمة. • توصيات أمي ونصائحها كانت درعاً نفسية قوية في مواجهة التحديات ونظرة الناس، والتنمر علـيّ.

أصغر متبرعة بالدم في دبي: جيلنا منفتح على القضايا الإنسانية
أصغر متبرعة بالدم في دبي: جيلنا منفتح على القضايا الإنسانية

الإمارات اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • الإمارات اليوم

أصغر متبرعة بالدم في دبي: جيلنا منفتح على القضايا الإنسانية

«أنقذتِ حياة طفل».. بهذه العبارة البسيطة والعميقة، همست ممرضة في أذن نور عثمان بن هندي، عقب تبرعها الأول بالدم، لتزرع في قلبها شعوراً لا يُنسى بأن ما قامت به لم يكن مجرد تبرع بالدم، بل حياة مُنحت لمريض. تلك اللحظة كانت نقطة التحول في حياة نور، فالفتاة الإماراتية البالغة 17 عاماً، والتي أصبحت أصغر متبرعة بالدم في إمارة دبي، لم تكن تسعى للظهور، بل دفعتها رغبتها الصادقة لأن تفعل شيئاً حقيقياً، كما تقول، فوجدت نفسها تُلهم كثيرين من حولها. وأكدت نور لـ«الإمارات اليوم»: «جيلنا منفتح على القضايا الإنسانية». وبإحساس عميق بالمسؤولية المجتمعية والرغبة في رد الجميل للوطن، وكل من يعيش على أرضه، خطت نور خطوة فارقة نحو الإنسانية، ومنحت جزءاً من دمها لشخص لا تعرفه، لتصبح بذلك مصدر عطاء وإلهام. وقالت بعد تكريمها من حملة «دمي لوطني» كأصغر متبرعة بالدم، إنها كانت تشعر بخوف وألم بسيط أثناء التبرع، لكنها سرعان ما تمتلئ بالسعادة والشعور بالمسؤولية كلما تذكرت أن الدم الذي تبرعت به يمكن أن يُحدث فارقاً في حياة شخص آخر. وأضافت: «10 دقائق قد تمنح شخصاً ما حياة جديدة، يأمل أن يعيشها». وأكدت والدتها أن «تبرع نور بالدم كان مفاجأة لنا جميعاً، خصوصاً أن المبادرة نابعة منها شخصياً، فهي لم تتلق أي توجيه، ومن الرائع أن تشعر بهذا النوع من المسؤولية والتعاطف مع مجتمعها ووطنها في هذا العمر المبكر، ودعمها لحملات التبرع بالدم يعكس قيماً إنسانية عظيمة نشأت عليها، ونحن كعائلة نعتز ونفتخر بما قامت به، كما نفخر بانتمائنا لهذا الوطن الذي يزرع في أبنائه القيم النبيلة، وحب العطاء وروح المبادرة». وأوضحت نور أنها تبرعت بالدم لأول مرة خلال فعالية نظمتها مدرستها، بمناسبة «اليوم العالمي للتبرع بالدم». واستعادت التجربة قائلة: «كنت قلقة في البداية، لكن بعد ثوانٍ شعرت بالهدوء، التجربة لم تكن مخيفة كما توقعت على الإطلاق، وكان الجميع مطمئناً ومشجعاً، فزالت مخاوفي بسرعة». وأكدت أن الكلمات التي قالتها لها الممرضة بعد انتهاء التبرع لم تغب عن ذهنها: «ربما أنقذتِ حياة طفل»، وهي تصف شعورها في تلك اللحظة، قائلة: «شعرت بأن الموقف أصبح واقعياً وشخصياً، وأن ما قمت به قد يصنع الفارق». وعن الدافع وراء التبرع بالدم على الرغم من صغر سنها، قالت إن رغبتها في التبرع كانت نابعة من إحساس داخلي لديها بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن، مؤكدة أن التبرع بالدم جزء بسيط لرد الجميل للوطن، ولكل من يعيش على أرضه، كما أن تبرعها أثّر بشكل كبير في من حولها. وقالت: «بعد التبرع بدأ بعض أصدقائي يطرحون الأسئلة ويُبدون اهتماماً بالتجربة، وهذا أسعدني كثيراً». وبعد الاعتراف بها كأصغر متبرعة بالدم، تلقت نور إشادة كبيرة من المحيطين بها ومن جهات مختلفة، حيث عبّر كثيرون عن إعجابهم بقدرتها على تسليط الضوء على قضية إنسانية مؤثرة. وأكدت أن عمرها لم يكن عائقاً أمام مشاركتها، بل «كان ميزة وتحدياً»، وشرحت بثقة: «أعتقد أن سني الصغيرة تمنحني فرصاً أكبر للعطاء والمبادرة، وأن جيلنا عموماً منفتح على القضايا الإنسانية، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والتعليم، وهذا ما يدفعنا للتحرك لخدمة المجتمع والمرضى في سن مبكرة». وعن رسالتها لمن يخشون التبرع، قالت: «الخوف لحظة، لكن تأثيرك قد يمنح مريضاً حياة كاملة، والخوف قد يكون لثوانٍ، بينما الأثر قد يدوم لسنوات». وعن طموحاتها المستقبلية، أكدت نور أنها ترى مستقبلها مرتبطاً بالمجالات الإنسانية: «الحمد لله الذي أنعم علي بحياة جميلة، ووطن أجمل، وأحب أن أرد الفضل بالمساعدة، حيثما أستطيع». وأشارت إلى أنها تخرجت أخيراً في المدرسة الثانوية، وتخطط لدراسة علم النفس في جامعة زايد، كما أنها تخطط في المستقبل القريب لتنظيم حملة شبابية للتشجيع على التبرع بالدم، ونشر الوعي حول أهميته. واقترحت نور إطلاق أسبوع وطني للتوعية يُخصص للمتبرعين من فئة الشباب، يسلط الضوء على تجاربهم، ويهدف إلى كسر الصورة النمطية والحواجز النفسية حول المشاركة في المبادرات الصحية، والتبرع بالدم في سن مبكرة، مؤكدة أن الجميع دون استثناء يجب أن يبادروا بالتبرع بالدم لمنح الأمل للمرضى، ومنحهم حياة جديدة يأملون أن يعيشوها دون قلق. وقالت: «إذا التقيت بالشخص الذي تلقى دمي، سأقول له أنت قوي، وشرف لي أن أكون جزءاً صغيراً من استمرارك». «والدة نور»: • فخورة بما قدمته ابنتي نور، وتبرعها بالدم كان مفاجأة لنا، لأنه نابع منها.

أطباء: تأثير «النعاس» على السائق يعادل الكحول بنسب غير قانونية
أطباء: تأثير «النعاس» على السائق يعادل الكحول بنسب غير قانونية

الإمارات اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • الإمارات اليوم

أطباء: تأثير «النعاس» على السائق يعادل الكحول بنسب غير قانونية

يواجه كثيرون ليالي عمل طويلة من سائقي الشاحنات وحراس الأمن ومقدمي الرعاية الصحية، وهي وظائف أساسية للمجتمع ولصحة ورفاهية عامة الناس. ولا يستبعد نتيجة لذلك قيادتهم سياراتهم وهم يشعرون بالتعب، ويكون الأمر خطيراً عندما يصبح الشعور بالإرهاق شديداً على نحو يؤثر سلباً في قدرتهم على التركيز. وأكد أطباء متخصصون أن قيادة السيارة أثناء الشعور بالنعاس أو الإرهاق الشديد تسبب مخاطر كبيرة تهدد الأرواح نتيجة وقوع حوادث جسيمة، موضحين أن بقاء الشخص مستيقظاً لمدة تراوح بين 18 و24 ساعة يُعادل القيادة تحت تأثير الكحول بنسبة تراوح من 0.05% إلى 0.1%، وهي نسب تُعتبر غير قانونية. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إنّه عندما لا يحصل الإنسان على قسط كافٍ من النوم، تتباطأ بعض مناطق الدماغ، خاصة المسؤولة عن الانتباه واتخاذ القرار، ما يزيد من خطر الحوادث. وحددوا خمس علامات تدل على أن الشخص غير مؤهل للقيادة ويعرض نفسه والآخرين للخطر. وطالبوا بتبني إجراءات قانونية واضحة للتعامل مع القيادة تحت تأثير الإرهاق أو قلة النوم، كالتعامل مع القيادة تحت تأثير الكحول، مشددين على أن الإرهاق يجب أن يُصنف عاملاً خطراً مثل القيادة تحت تأثير الكحول، وتنظيم ساعات القيادة خاصة في المهن التي تعتمد على التنقل، وتبني أجهزة لتقييم «اليقظة» لدى السائقين. وبينما يُجرم القانون القيادة تحت تأثير الكحول، لاتزال القيادة في حالة تعب أو سهر تُعامل باستخفاف من بعض الأفراد، على الرغم من أنها قد تكون مميتة، إذ أشارت إحصاءات وزارة الداخلية إلى وقوع 127 حادثاً مرورياً خلال السنوات الخمس الماضية نتيجة التعب والنعاس والإرهاق والنوم أثناء القيادة. وتفصيلاً، قال اختصاصي المخ والأعصاب، الدكتور محمد المعتز، إنّه عندما لا يحصل الإنسان على قسط كافٍ من النوم تتباطأ بعض مناطق الدماغ، خاصة المسؤولة عن الانتباه واتخاذ القرار، وقد تدخل في «نوبات غياب» مؤقتة تُشبه الغفوة، موضحاً أن هذا الخلل في وظائف الدماغ يؤدي إلى ضعف التركيز وسوء تقدير المسافات والمواقف أثناء القيادة، ما يزيد من خطر الحوادث. وأضاف أن قلة النوم تُشبه في تأثيرها تأثير الكحول على الجهاز العصبي، خاصة من ناحية بطء ردود الفعل وضعف القدرة على اتخاذ القرار بشكل واضح، وتشير الدراسات إلى أن بقاء الشخص مستيقظاً لمدة تراوح بين 18 و24 ساعة يُعادل القيادة تحت تأثير كحول بنسبة تراوح من 0.05% إلى 0.1%، وهي نسب غير قانونية في العديد من الدول. وشدد على أن النعاس يؤدي إلى بطء ردود الفعل وضعف القدرة على التركيز أثناء القيادة، لافتاً إلى أن السائق قد لا ينتبه للخطر إلا بعد فوات الأوان، محدداً خمس علامات مهمة تدل على أن الشخص غير مؤهل للقيادة ويعرض نفسه والآخرين للخطر، وتدل على أن الدماغ بدأ يفقد القدرة على التركيز، وتشمل التثاؤب المستمر، وصعوبة إبقاء العينين مفتوحتين، والتحديق الطويل، ونسيان تفاصيل الطريق أو الانحراف المفاجئ. وفي ما يخص تناول القهوة ومشروبات الطاقة للتركيز، أوضح أنها قد تمنح السائق تأثيراً مؤقتاً باليقظة، لكنها لا تُعيد وظائف الدماغ إلى حالتها الطبيعية، وقد تؤدي إلى شعور زائف بالانتباه، بينما يظل خطر الغفوة المفاجئة أو بطء رد الفعل قائماً. وحذر رئيس قسم طوارئ، الدكتور نشأت هنداوي، من خطورة القيادة تحت تأثير الإرهاق وقلة النوم، مؤكداً أن الطوارئ تستقبل باستمرار حالات ناتجة عن نوم السائق أثناء القيادة أو تأخره في الاستجابة بسبب التعب الشديد. وقال: «نستقبل بشكل متكرر حالات حوادث مرورية سببها الرئيس الإرهاق الشديد، وغالباً ما تقع في ساعات الليل المتأخرة أو الصباح الباكر، وكثير من السائقين لا يدركون أن قلة النوم تؤدي إلى بطء في الاستجابة وفقدان الوعي المؤقت أحياناً كما يحدث من تأثير الكحول». وأضاف أن من أخطر الإصابات التي يتم رصدها في مثل هذه الحوادث إصابات الرأس، وكسور في العمود الفقري، والنزيف الداخلي، خصوصاً أن هذه الحوادث غالباً ما تكون وجهاً لوجه أو بسرعة عالية، نتيجة قلة التركيز وعدم ضغط السائقين على دواسة التوقف في حالات الطوارئ، لافتاً إلى أن بعض السائقين يصلون إلى قسم الطوارئ بعد فقدانهم للوعي تماماً أو توقف القلب نتيجة قوة الاصطدام. وأكد ضرورة تبني إجراءات قانونية واضحة للتعامل مع القيادة تحت تأثير الإرهاق أو قلة النوم، مشدداً على أن الإرهاق يجب أن يُصنف كعامل خطر، إضافة إلى مزيد من حملات التوعية بخطورة هذا الأمر، وتنظيم ساعات القيادة، خاصة في المهن التي تعتمد على التنقل، كسائقي الشاحنات والتوصيل، كما يجب النظر في تبني أجهزة لتقييم «اليقظة» لدى السائقين لحماية الأرواح. وحذر أخصائي الطب النفسي، الدكتور عصام سماحة، من أن كثيراً من الأشخاص يستخفون بأثر التعب أو قلة النوم، ويظنون أنهم قادرون على القيادة بتركيز وتحكم، على الرغم من شدة الإرهاق، وتُعزى هذه الثقة الزائدة بالنفس إلى ما يُعرف نفسياً بـ«الانحياز الإدراكي»، حيث يقلل الفرد من تقديره للمخاطر بسبب اعتياده على القيادة، كما يعتبر بعض السائقين أن القيادة مهمة لا تحتمل التأجيل، فيُضحّون براحتهم على حساب سلامتهم. وقال إن هناك ارتباطاً قوياً بين الضغوط النفسية والإصرار على القيادة رغم التعب، فالأشخاص الذين يمرون بحالة توتر أو ضغط نفسي قد يلجؤون إلى القيادة كوسيلة للهروب أو لتشتيت انتباههم، ظناً منهم أنها تساعدهم على الشعور بالسيطرة، موضحاً أن التوتر يُضعف القدرة على التفكير السليم واتخاذ قرارات عقلانية، ما يجعلهم أكثر عرضة للمجازفة، وفي بعض الحالات تكون الضغوط هي الدافع الخفي وراء ارتكاب هذا التصرف الخطر الذي لا يهدد حياتهم فقط، بل حياة أسرهم ومن معهم أيضاً. وحول تأثير السهر المزمن على السائقين، بيّن أن الحرمان المستمر من النوم يؤثر بشكل مباشر على القدرات الذهنية، فيُضعف التركيز، ويُبطئ ردود الفعل، ويزيد من احتمال الوقوع في الخطأ، ويعاني الدماغ في هذه الحالة مما يُعرف بـ«النوم الجزئي»، حيث تدخل بعض مناطقه في حالة خمول على الرغم من أن الشخص لايزال مستيقظاً، وهو أمر بالغ الخطورة أثناء القيادة. ودعا إلى تبني حملات توعية في المجتمع لإظهار الجانب النفسي، وليس فقط الجسدي، للخطر، ونشر قصص تبرز حالات حقيقية لأشخاص فقدوا حياتهم بسبب القيادة أثناء الإرهاق، إلى جانب رسائل تشرح كيف يعمل الدماغ تحت التعب، وكيف يتم خداع النفس بالاعتقاد أن «كل شيء تحت السيطرة». وشدد على أهمية تطوير برامج سلوكية وإرشادية تركز على هذا الجانب. وقال: «هناك برامج عالمية تعتمد على تقنيات العلاج المعرفي السلوكي لتغيير أنماط التفكير المتعلقة بالقيادة والتعب، ويمكن أيضاً دمج برامج التوعية في المدارس أو شركات النقل لتعليم السائقين تقييم حالتهم النفسية والبدنية قبل القيادة، إضافة إلى استخدام تطبيقات ذكية تُذكّر السائقين بساعات النوم وتحذرهم من القيادة إذا كانوا غير مؤهلين نفسياً أو بدنياً». كاشف النعاس يعمل كاشف النعاس على منع الحوادث الناجمة عن النوم القصير والتعب وقلة الانتباه. وتأتي أنظمة كشف نعاس السائق عادةً كأداة واحدة، كجزء من أنظمة مساعدة السائق المتقدمة، وهي عبارة عن برامج وتقنيات متنوعة مصممة لجعل القيادة أكثر أماناً وتقليل احتمالية الخطأ البشري الذي قد يؤدي إلى حوادث مرورية كارثية. وتراوح هذه الأنظمة بين تحذير السائق في حال وجود شيء ما في النقطة العمياء، وتفعيل الكبح التلقائي في حالات الطوارئ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store