logo
ترمب.. إيقاف الحرب دون وثيقة أو شروط !

ترمب.. إيقاف الحرب دون وثيقة أو شروط !

العربيةمنذ 12 ساعات

ما حدث قبل البارحة يدخل ضمن نوادر التأريخ السياسي وأغربها. الرئيس الأمريكي يهنئ العالم بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بينما الهجمات المتبادلة بينهما ما زالت مستمرة، وشظايا الصواريخ التي حاولت استهداف القاعدة الأمريكية في قطر ما زالت مشتعلة. تأكيد جازم من الرئيس ترمب بأن الحرب انتهت دون إعلان شروط أو توقيع وثيقة، فهل ما تحقق يوازي نشوة ترمب الكبيرة وتأكيده على أن الحرب انتهت ولن تتكرر، وأن الشرق الأوسط سيعيش في سلام، كما قال.
هناك شياطين كثيرة تكمن في التفاصيل القادمة. الدراما السريعة التي أُستخدمت لأجل إعلان إيقاف الحرب يصعب تطبيقها لضمان تثبيت واستمرار الحالة؛ لأنها ستكون هشة دون شروط وضمانات ملزمة مكتوبة، ومعلنة وموثقة. وقف إطلاق النار لا يعني سلاماً مستداماً دون الاتفاق على كل التفاصيل المتعلقة بالخلاف، والخلاف كبير جداً ليس بين إيران وإسرائيل فقط، بل أمريكا والدول الغربية، وكثير من دول العالم المتوجسة من البرنامج النووي الإيراني. وعندما يجزم الرئيس ترمب أن إيران لن تعيد بناء قدراتها النووية أبداً فإنه جزمٌ مبكر وغير دقيق؛ لأن العودة إلى المفاوضات لم تتقرر بعد، ولا كيف ستكون.
الطرفان استجابا لوقف الحرب؛ لأنها كانت ثقيلة الوطأة عليهما وإن اختلفت نسبة الخسائر، لكن كيف يمكن تفاديها مستقبلاً إذا ثبت أن قدرات إيران النووية لم يتم تدميرها نهائياً، وأنها قادرة على بنائها وتطويرها من جديد. في الحروب قد يقبل الطرف المنهك وقف الحرب لالتقاط الأنفاس وتجنب المزيد من الخسائر؛ تمهيداً لإعادة ترتيب أوضاعه واستئناف مشروعه، ومشروع إيران النووي جزء من عقيدتها السياسية، إلا إذا تخلت عن عسكرته وتحويله إلى سلمي بحت بشكل ملزم، وإذا لم يتحقق ذلك فإن المنطقة ستظل على صفيح ساخن ومعرضة لمفاجآت قد تكون أسوأ مما حدث.
وفي المقابل يصعب على الرئيس ترمب التبشير بمستقبل سلمي في الشرق الأوسط دون ضبط سلوك إسرائيل وهمجيتها، وإلزامها بالانخراط لتحقيق السلام في المنطقة والقبول بقيام الدولة الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية، وبما أقرت به الشرعية الدولية وقراراتها، لقد تم تأجيل مؤتمر حل الدولتين الذي كان مزمعاً عقده يوم 17 من هذا الشهر بسبب الحرب، ولكن قبل ذلك كان لأمريكا موقفاً سلبياً منه يشير إلى أنها تنوي إفشاله، وهذا يتناقض كلياً مع تصريحات الرئيس ترمب بأنه رجل سلام يسعى إلى إيقاف الحروب. الحرب التي قامت بين إسرائيل وإيران هي أحد أعراض مشكلة مزمنة يعاني منها الشرق الأوسط، والحل هو علاج أساس المشكلة وأسبابها، وليس أعراضها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ثمانون هذه الأمم: الحلفاء
ثمانون هذه الأمم: الحلفاء

الشرق الأوسط

timeمنذ 40 دقائق

  • الشرق الأوسط

ثمانون هذه الأمم: الحلفاء

من السمات الأخرى لحق النَّقض في مجلس الأمن، الطريقة التي استُخدم بها باستمرار لمنع فرض عقوبات على أي دولة تخضع لحماية إحدى دول القوى العظمى. وهكذا، لطالما حمى الاتحاد السوفياتي كوبا. ولا تزال الصين تحمي كوريا الشمالية، وتمنع أميركا فرض عقوبات على إسرائيل. وبغض النظر عن صواب، أو خطأ كل حالة، فقد أدى ذلك إلى نظام مزدوج المعايير، حيث تُعاقب بعض الدول على تهديد السلام، بينما تبدو دول أخرى قادرة على الإفلات من العقاب. فيما يتعلق بمهمتها الأساسية، لم يكن سجل الأمم المتحدة على مدى الثمانين عاماً الماضية جيداً، على الرغم من أن حق النقض الذي تتمتع به الدول الخمس، قد وفَّر على الأقل صماماً للضغط، سمح للقوى العظمى بالبقاء منخرطة في العملية الدولية، بدلاً من الانسحاب من طاولة المفاوضات، كما حدث كثيراً في عصبة الأمم قبل الحرب. وإذا لم تنجح المنظمة في منع الحروب الصغيرة، فإنها لعبت على الأقل دوراً في منع اندلاع حرب عالمية أخرى. وبعيداً عن مصالح القوى العظمى، كانت هناك بعض النجاحات الملموسة. ففي الخمسينات والستينات من القرن الماضي، على سبيل المثال، ساعدت الأمم المتحدة في تمهيد الطريق في إندونيسيا وعدد من الدول الأفريقية. كما تمكنت من الحفاظ على اتفاقات هدنة هشة في شبه القارة الهندية والشرق الأوسط وقبرص. وردت بقوة على العدوان في كوريا في الخمسينات. وفي التسعينات أجبرت قوات صدام حسين على الانسحاب من الكويت. وفي مجالات أخرى، من الحياة. وطوال القرن العشرين، اعتنت الأمم المتحدة بملايين اللاجئين، حيث وفَّرت لهم الطعام والملبس، ووجدت لهم منازل جديدة، واعتنت باحتياجاتهم النفسية. وساعدت وكالات الأمم المتحدة في القضاء على الجدري في جميع أنحاء العالم، وتحسين معايير العمل، وتوسيع نطاق التعليم، وتعزيز حقوق المرأة. أكثر ما يلفت الانتباه في الأمم المتحدة اليوم هو مدى تجاوزها للعصر، لا سيما هيكل مجلس الأمن المكوّن من خمسة أعضاء دائمين. عام 1945، كان من الواضح أن بريطانيا وفرنسا لن تعودا أبداً القوتين العظميين: فاليوم، هما ليستا أكبر، أو أصغر، من عشرات الدول الأخرى. روسيا اليوم ليست سوى ظل الاتحاد السوفياتي السابق، في حين أن الصين تتمتع بقوة اقتصادية هائلة، غير أنها لم تحقق بعد مكان القوة السياسية العظمى. الشيء الوحيد الثابت هو الولايات المتحدة، التي كانت دائماً القوة العظمى في العالم، والتي لا تزال توفر أكثر من خُمس تمويل الأمم المتحدة. في السنوات الأخيرة، تضاءل صبر الولايات المتحدة تجاه المنظمة. في فبراير (شباط) 2025 أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تعليمات إلى وزارة الخارجية بإجراء مراجعة شاملة لجميع مشاركات الولايات المتحدة المتعددة الأطراف.

نهاية المواجهة أم هي استراحة؟
نهاية المواجهة أم هي استراحة؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 40 دقائق

  • الشرق الأوسط

نهاية المواجهة أم هي استراحة؟

كلُّ طرفٍ في الحرب أعلن انتصاره. ترمب تولَّى الإعلان عن الهجوم بـ14 قنبلة خارقة وتدميرِ ثلاث منشآت نووية، ودعا لصفقة سلام. وإسرائيل وصفت «عم كلافي»، وهو اسم عمليتها، بالتاريخيّة. اغتالت قياداتٍ وخبراء ودمرت نصفَ ترسانة خصمها الباليستي. إيران، التي أطلقت على عمليتها «الوعد الصادق 3»، ألحقت بتلِّ أبيب الكبرى وبئر السبع دماراً غير مسبوق وكتَبَ المرشدُ الأعلى خامنئي: «كانت صفعة قوية إلى أميركا». ما حدث في الأسبوعين الماضيين لم يكن مجردَ اشتباك، بل تطور عسكري فريد وخطير، أولُّ حربٍ مباشرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، توقفت، والتوقف الحالي لا يعدو أن يكونَ استراحة، ما لم نرَ اتفاقاً بين الأطراف الثلاثة، هكذا تُوقَف الحروب. مع ادعاء الانتصارات، مَن سيقدم تنازلات من الأطراف الثلاثة؟ الأميركيون وحدهم عرضوا على عجل مشروع سلام، افتضح بعد غضب الرئيس ترمب من لغة المرشد الأعلى. قال ترمب إنَّه منع إسرائيل من مشروع اغتياله، وإنَّه وافق على إعطاء إيران ستة مليارات دولار، وهي أموال محتجَزة. وسمح برفع فوري لبعض العقوبات. ويقال إنها هدايا لترطيب الأجواء مع إيران للتفاوض، ويُشاع أن واشنطن عرضت على إيران مساعدتها على إعادة بناء برنامجها النووي ليكون مدنياً فقط. رئيس الأركان الإسرائيلي زامير قال إن الحرب لم تنتهِ، وقائمة الأهداف المتبقية طويلة. مهما قال، نعرف أن قرار تل أبيب مرتبط بالبيت الأبيض. وقد وقعت حادثة مهمة، فقد سارع ترمب لإنقاذ نتنياهو الذي كان على وشك السقوط، وأنقذه من حبل مشنقة المحاكمة. أعلن تضامنه مع «بيبي»، وأن على الإسرائيليين ألا يعزلوه أو يحاكموه. لهذا التدخل ثمن على رئيس الوزراء أن يسدده لترمب الذي يتطلع إلى اتفاق سلام كبير يحيكه بين العدوين. على أي حال، مفتاح هذه الأزمة في يد طهران لا في واشنطن أو تل أبيب. بيدها أن تقول لا وتستمر النزاعات، ولها أن تقول نعم. حتى تنهي المواجهة المستمرة منذ عام 1980 عليها أن تقبل بمبدأ التعايش الإقليمي، وتلتحق بقطار دول المنطقة. جميعها أصبحت إما دولاً منخرطة في اتفاقات ثنائية مع إسرائيل أو دولاً بلا مشروع مواجهة. سوريا كانت آخر الركاب، وبذلك انتهت دول الممانعة. ومع تدمير قدرات «حزب الله» و«حماس» وسقوط نظام بشار، خارت جبهة التصدي وبقيت إيران وحيدة في وجه إسرائيل. التراجع عن سياسة 45 عاماً من المواجهة لن يكون بالأمر الهين على النظام الإيراني، وقد تسرع نتائج حرب الاثني عشر يوماً مع إسرائيل وتزيد من الضغوط على طهران. بعيداً عن حساب الخسائر لا تزال إيران تحتفظ ببعض عناصر القوة. فهي تمتلك اليورانيوم المخصب المهمّ سواء لبناء سلاح نووي، ولو بدائياً، أو للتفاوض عليه. واستطاعت سريعاً تعويض قادتها الذين فقدتهم، وكذلك تمكَّنت من السيطرة على الوضع الداخلي. مكاسب إسرائيل أنها استمالت ترمب، ونفَّذ ما كانت إسرائيل تعجز عنه وحدها؛ تدمير المنشآت النووية الرئيسية. فإذا كان في يد طهران مفتاح السلام فإن اليد العليا في الحرب لتل أبيب، فقد نجحت في القضاء على التهديدات الإقليمية الموالية لإيران. ومن يدري، فإن هذه المواجهة ربما هي خاتمة الحروب.

الديمقراطية تعيد اكتشاف أهمية الخبز والمسكن والعيش الكريم!
الديمقراطية تعيد اكتشاف أهمية الخبز والمسكن والعيش الكريم!

الشرق الأوسط

timeمنذ 40 دقائق

  • الشرق الأوسط

الديمقراطية تعيد اكتشاف أهمية الخبز والمسكن والعيش الكريم!

ظاهرة زهران مَمداني، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، كبرى مدن أميركا وأعرقها، أيقظت الشارع الأميركي من سبات بدا في «عصر» دونالد ترمب سباتاً طويلاً... من دون تعجّل الأمور، يجب الإقرار بأن الشاب الأفرو - آسيوي المسلم، الذي لا يتحرّج في وصف نفسه بأنه «اشتراكي»، لم يربح بعد سوى جولة واحدة. جولة واحدة فقط... في حرب ضَروس تخوضها قوى الاعتدال و«التقدمية» في الديمقراطيات الغربية ضد صعود أقصى اليمين – بتياراته المحافظة والفاشية والعنصرية – في عموم أوروبا، وهيمنته على أكبر دولتين ديمقراطيتين في العالم... الهند والولايات المتحدة. في هذه الصفحة كتبت، غير مرة، مقولة كنت قد سمعتها من أحد أساتذتي في الجامعة، مضمونها أنه إذا كان القرن الـ20 قرن الآيديولوجيا، فإن القرن الـ21 هو قرن التكنولوجيا. والقصد... أن التقدّم التكنولوجي الهائل كفيل، عملياً، بحل مختلف المشاكل المعيشية التي حفّزت البشر على استنباط أفكار ومقاربات حلول نظرية. طبعاً لا نستطيع حالياً التبنّي المطلق، أو الرفض المطلق، لصحّة هذه المقولة. إذ إننا بالكاد اختتمنا الربع الأول من القرن الـ21، بينما تتسارع من حولنا التطورات التكنولوجية المذهلة... وبوتيرة مفزعة! المُنجزات والاكتشافات التي كانت تُحسَب بالقرون والأجيال تتلاحق، صارت خلال أشهر لا سنوات. وشكل العالم ككُل، ما عاد كما كان، ولن يكون كما هو... في خضمّ تسارُع تغيّرات الاقتصاد، وتتابُع الابتكارات، وتطوّر الوظائف والمهن ولادةً وموتاً، وتبلوُر القناعات والمصالح، واهتزاز تركيبة المجتمعات وتفاعلها، ودخول كيمياء السياسة ومنظومات القيَم حيّز المجهول الكبير... بيئاتنا، كلّها، تترنّح اليوم فكرياً بين التطرّف والتطرّف المضاد، ومن الانعزال والتقوقع إلى سقوط الأسوار أمام الغزوات المبرّرة بأي ذريعة والمُستقوي بأي شيء! باختصار، نحن الآن محكومون بعلامات الاستفهام. والعاقل منّا هو الذي لا يراهن على شيء، ولا يصدّق أي خطاب، ولا يجازف إزاء أي مشروع سياسي... حتى في «الديمقراطيات الغربية»، التي لطالما عاشت مطمئنة إلى ثوابت كياناتنا - بعكس دولنا «الفتية» في «العالم الثالث» - يتغيّر كل شيء فجأة أمام أعيننا وأعين مواطني تلك الديمقراطيات. مفهوم «الدولة الأمة» تهدّده السياسات الشعبوية والعنصرية، وهو الذي بدا وكأنه ترسّخ وتحصّن بعد انتهاء «الحرب الباردة». فـ«الحرب الأوكرانية» أيقظت هواجس مخيفة في أوروبا حيال قوة ما زالت تحنّ إلى أيام «القياصرة» و«رايات الكرملين الحمراء». وخروج بريطانيا من أسرة «الاتحاد الأوروبي» بضربات معاول اليمين الانعزالي المتطرف يهدد حالياً مكانتي حزبي السلطة الكبيرين، حزب المحافظين وحزب العمال، لصالح قوة انعزالية شبه فاشية صاعدة. وفي المقابل، تلوح إمكانية استعادة اليسار العمالي بريقه بالتوازي مع تراجع صدقية الحكومة العمالية الحالية. وهذا الوضع في بريطانيا ينسجم مع ما تشهده غالبية دول أوروبا الغربية، من تراجع لقوى اليمين المعتدل واليسار المعتدل... مقابل صعود اليمين المتشدد – وبدرجة أقل – تقدّم اليسار المتشدد! هذا هو حال فرنسا مع يمين مارين لوبن، ويسار جان لوك ميلانشون، وألمانيا مع تزايد شعبية حزب «البديل لألمانيا». وأيضاً، الحال في إيطاليا حيث تحكم جورجيا ميلوني على رأس «إخوان إيطاليا»، والبرتغال وإسبانيا حيث يستنهض غُلاة حزبي «شيغا» البرتغالي و«فوكس» الإسباني اليمينيين المتطرفين أيام النظامين الفاشيين اللذين فرضهما لعقود عديدة الديكتاتوران، أنطونيو سالازار وفرنسيسكو فرنكو! هنا، أمام الخط البياني التصاعدي لليمين المتطرف، يفقد اليسار التقليدي المعتدل روحه وقدرته على التصدّي. وحقاً، هذا الواقع غير مفاجئ أبداً... عندما يغدو أقصى طموح القوى المناوئة لليمين المتطرف بناء تحالفات ظرفية هشة، ضعيفة الصدقية، وعديمة المبادئ والبرامج. نعم، كل ما فعله اليسار الغربي المعتدل الهروب من المصارحة، وشراء الوقت بالكلام الباهت، ومحاولة احتواء زخم اليمين المتطرف - المتحمّس لقضاياه إلى حد إلغاء الخصوم - فكانت النتيجة أن صار هذا اليمين القوة التي تفرض «أجندتها» وأولوياتها على الساحة السياسية. بالمناسبة، في بريطانيا، تمكّن حزب «الإصلاح» اليميني المتطرف من التقدّم على حزب العمال الحاكم في أحدث استطلاعات الرأي قبل أيام. وفي هذا رسالة بليغة وتحذير خطير لحزب ضحّى بأهم مبادئه طمعاً بإرضاء «لوبيات» نفوذ ومال، وسعياً وراء توسيع «قاعدة جذب» المؤقت، في وجه قوة شعبوية لا تتردّد في ركوب أي موجة. في الولايات المتحدة، أيضاً، أخطأ الحزب الديمقراطي كثيراً وتأخر كثيراً... وتاجر بالشعارات كثيراً. لقد كان الديمقراطيون يعرفون جيداً طبيعة المعركة الرئاسية التي خاضوها في المرة الأولى عام 2016 ضد دونالد ترمب وقاعدته الشعبوية «ماغا» (إعادة العظمة لأميركا من جديد)، لكنهم ارتكبوا خطيئتين: الأولى، إساءة تقدير «القدرة التجييشية» لليمين المتطرف المُعادي للمهاجرين في أوسط فئات العمالة غير الماهرة ومناطق الصناعات التقليدية المتقادمة. والثانية، إهمال الجانب المطلبي للمعركة. وهو الأمر الذي تنبّه له المرشح اليساري السيناتور بيرني ساندرز، فحاول اجتذاب الناقمين من هذه الفئات العمالية وإعادتها إلى بيئة الديمقراطيين بدلاً من تركها لقمة سائغة لـ«ماغا» وترمب. خطأ الديمقراطيين تكرّر، وبصورة أبشع، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، عندما أدت مواقف إدارة جو بايدن، الداعمة كلياً لبنيامين نتنياهو في «حرب غزة»، إلى إفقاد المرشحة الرئاسية كامالا هاريس عشرات الآلاف من أصوات اليسار والمسلمين والعرب في ولايات محورية... كان بالإمكان نظرياً كسبها. زهران ممداني، قد يفوز في الخريف المقبل أو لا يفوز بعمودية نيويورك، المعقل اليهودي الأول في أميركا، إلا أنه أثبت لحزبه أنه لا يستطيع الفوز من دون مبادئ صريحة، مهما كانت المخاطرة كبيرة. لقد أدرك ممداني أن الناس في نيويورك لديها أزمات معيشية حادة تنتظر الحلول... لا الشعارات التي يرفعها «تجار» الشعارات وأزلام «لوبيات» المصالح الخارجية والداخلية... وتروّج لها «فوكس نيوز» ومثيلاتها! حتى في «قرن التكنولوجيا» والعوالم الافتراضية، سيظل الناس بحاجة إلى الخبز والوظيفة والدواء وفرص العمل وضمان الشيخوخة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store