logo
المواجهة الإسرائيلية الإيرانية تضعنا أمام السؤال الصعب

المواجهة الإسرائيلية الإيرانية تضعنا أمام السؤال الصعب

جو 24منذ 5 ساعات

د. منذر الحوارات
جو 24 :
تخيم أجواء القلق والترقب على المنطقة بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع إيرانية حساسة، ضمن عملية حملت اسم «الأسد الصاعد»، وهو اسم توراتي ينسب إلى «يهوذا المنتصر» في آخر الزمان، ما يضفي بعدا دينيا ورمزيا مدروسا، العملية التي أدت إلى اغتيال عدد من كبار القادة الإيرانيين والعلماء النوويين، وتدمير منشآت عسكرية ونووية من بينها مجمع نطنز، مثلت ضربة إستراتيجية نوعية، لم تقتصر على الخسائر البشرية والمادية فحسب، بل كشفت أيضا عن ثغرات كبيرة في المنظومة الدفاعية الإيرانية التي بنت نظريتها الأمنية على فكرة الدفاع المتقدم، إذ تمكنت الطائرات والصواريخ الإسرائيلية من تنفيذ الهجوم بدقة متناهية وحرية حركة غير مسبوقة.
الرد الإيراني لم يتأخر طويلا، فخلال أقل من عشر ساعات انطلقت صواريخ بالستية وفرط صوتية ومسيرات باتجاه أهداف إسرائيلية، في محاولة لإظهار الجاهزية وعدم السماح بتغيير قواعد الاشتباك، ورغم أن منظومة الدفاع الإسرائيلية نجحت في اعتراض نسبة كبيرة من هذه الصواريخ، إلا أن بعضها وصل إلى أهدافه، وأدى إلى أضرار تكتمت تل أبيب على تفاصيلها، وهو ما يفتح الباب للتكهنات حول حجم الخسائر الحقيقية، لكن المقارنة بين حجم الضربتين تكشف عن غياب واضح للتناظر في النتائج، ما يرجح كفة إسرائيل بشكل واضح ويعزز روايتها بأنها قادرة على المبادرة والحسم داخل العمق الإيراني، ومع ذلك ما يزال الطرفان يمارسان العمل العسكري في سياق التصعيد المنضبط، رغم محاولات إسرائيل جر الولايات المتحدة لهذه المواجهة.
هذا التصعيد النوعي جاء في لحظة سياسية حرجة، حيث كانت إيران قد أبدت استعداداتها للعودة إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي، لكنها رفضت التخلي عن حقها في التخصيب، وهو الشرط الذي تصر عليه واشنطن وتل أبيب، ومع اقتراب نهاية المهلة التي منحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطهران والمقدرة بستين يوما، بات الخيار العسكري مطروحا بقوة، وزاد تقرير مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الطين بلة، إذ اتهم إيران بانتهاك بنود الاتفاق النووي المتعلقة بالشفافية والإفصاح، مما دفع الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) إلى التلويح بالعودة إلى مجلس الأمن وتفعيل آلية «السناب باك» التي تسمح بإعادة فرض العقوبات تلقائياً، وهو ما من شأنه أن يُفاقم من الأزمة الاقتصادية التي تعانيها إيران ويزيد من عزلتها الإقليمية والدولية.
الخطأ الأكبر، بحسب مراقبين، تمثل في اعتماد إيران المفرط على ما اعتبرته رسائل تهدئة أميركية، وثقتها المبالغ بها في أن إدارة ترامب قادرة على كبح جماح إسرائيل، فقد علقت آمالا على لقاء مرتقب في مسقط لمناقشة الملف النووي وقضية الرهائن، وفسرت تصريحات ترامب الداعية إلى الانفتاح الإيراني بأنها مؤشر على رغبة حقيقية في التسوية، فيما كانت القيادة الإسرائيلية، وعلى وجه التحديد «الكابنيت»، تصادق بسرية تامة على تنفيذ الضربة، بعد فرض العزل الإعلامي الكامل على أعضائه لتجنب أي تسريبات، هذه القراءة الإيرانية الخاطئة للمشهد، واطمئنانها إلى معادلة الردع التقليدية، أدت إلى مفاجأتها بشكل قاسٍ، إذ جاءت الضربة لتؤكد أن تل أبيب تكتفي فقط بإخطار أميركا عندما يتعلّق الأمر بما تعتبره تهديداً وجودياً.
النتائج حتى الآن تشير إلى أن إيران، التي طالما أتقنت اللعب على حافة الهاوية، وجدت نفسها هذه المرة تترنح مع ميل للسقوط، دون قدرة على استعادة التوازن سريعاً، الأذرع الإقليمية التي بنتها طهران في المنطقة تعرضت لضربات متتالية خلال الشهور الماضية، وها هو الرأس نفسه يوضع على مقصلة خصومه، في لحظة مفصلية ربما تمثل بداية نهاية مرحلة إستراتيجية بالكامل في الإقليم، إسرائيل، من جهتها، تبدو اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق مشروع الهيمنة الإقليمية، بعد أن صالت وجالت في أجواء المنطقة دون رادع حقيقي خلال العشرين شهراً الماضية، ويبدو أنها باتت على بعد خطوات من تحقيق هدفها السياسي النهائي: احتكار القرار العسكري والأمني في الإقليم، وفرض توازن ردع أحادي القطب.
صحيح أن العالم كله بحالة خوف من توسع المواجهة وانتقالها من صراع منضبط بين طرفين الى صراع إقليمي أو ربما دولي وهذا ما تريده إسرائيل، على عكس إيران التي تريد ضبط الصراع عند حدود الاستنزاف في رهان واضح على تململ الداخل الإسرائيلي.
كل ذلك يضعنا في مواجهة السؤال الكبير: هل نحن أمام لحظة تصفية كبرى في المنطقة ؟ هل نشهد انزياحاً جيواستراتيجيا كاملا تخرج منه إسرائيل كلاعب مركزي أوحد؟ مهما تكن الإجابة، فإن من المؤكد أن الشرق الأوسط اليوم أمام منعطف تاريخي ستكون له تداعيات عميقة على المشهد الإقليمي والدولي لعقود قادمة، والسؤال هل نحن والمنطقة برمتها مستعدون للمضي بصمت أمام واقع تفرضه وتقرره إسرائيل؟
تابعو الأردن 24 على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أحد أكبر المواقع النووية الإيرانية .. ماذا نعرف عن مفاعل فوردو ؟
أحد أكبر المواقع النووية الإيرانية .. ماذا نعرف عن مفاعل فوردو ؟

خبرني

timeمنذ 33 دقائق

  • خبرني

أحد أكبر المواقع النووية الإيرانية .. ماذا نعرف عن مفاعل فوردو ؟

خبرني - حثت تل أبيب واشنطن بقوة خلال اليومين الماضيين على الانضمام للحرب ضد إيران للقضاء على برنامجها النووي، وقصف منشأة فوردو، وفق ما كشف مسؤولون إسرائيليون. في السطور التالية بعض المعلومات المهمة عن محطة فوردو لتخصيب الوقود ـ والتي تعتبر أحد أكبر المواقع النووية الإيرانية : منشأة نووية إيرانية لتخصيب اليورانيوم، وهي ثاني أبرز موقع نووي في البلاد، وتنتج اليورانيوم عالي التخصيب، بنسبة نقاء انشطاري تقترب من المستويات اللازمة للتصنيع العسكري. وتشكل المنشأة تحديا أمام الاستهدافات الإسرائيلية التي تسعى إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني، وذلك بسبب موقعها الحصين في عمق جبال منطقة فوردو، مما يجعلها عصية على التدمير عبر الهجمات الجوية التقليدية. وفي يونيو/حزيران 2025، استهدف هجوم جوي المنشأة ضمن عمليات عسكرية واسعة شنّتها إسرائيل على عدد من المواقع النووية والعسكرية الإيرانية، وجاءت الضربة في إطار مساع عسكرية تهدف إلى تقويض قدرات إيران النووية ومنعها من تطوير أسلحة نووية. الموقع والبنية الهيكلية والتقنية تقع منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم على بُعد نحو 95 كيلومترا جنوب غرب العاصمة طهران، وقد شُيّدت داخل مجمع أنفاق تحت جبل يبعد حوالي 32 كيلومترا شمال شرق مدينة قُم، على عمق يُقدّر بنحو نصف ميل تحت سطح الأرض، ضمن قاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني. وتُعد فوردو أعمق المنشآت النووية الإيرانية وأكثرها تحصينا، إذ صُمّمت لمقاومة الهجمات الجوية التقليدية، كما أنها محمية بأنظمة دفاع جوي متقدمة، ويُعتقد أن المنشأة كانت جزءا من "خطة عماد" (Amad Plan)، وهو برنامج إيراني سري يُشتبه في أنه خُصّص لتطوير أسلحة نووية. وتتألف المنشأة، بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من قاعتين مخصصتين لتخصيب اليورانيوم، تم تصميمها لاستيعاب 16 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي الغازي من طراز آي آر-1 (IR-1)، موزعة بالتساوي بين وحدتين، بإجمالي يبلغ نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي. الخلفية التاريخية تأسست منشأة فوردو على موقع كان في الأصل عبارة عن مجمع أنفاق تابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، قبل أن يُحوَّل إلى محطة متخصصة في تركيب وتشغيل أجهزة الطرد المركزي الغازية لتخصيب سادس فلوريد اليورانيوم، وقد أُنشئت تحت إشراف منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، التي عملت على تطويرها وإدارتها. وبحسب المصادر الإيرانية، بدأ العمل في تشييد المنشأة في النصف الثاني من عام 2007، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت، استنادا إلى صور أقمار اصطناعية حصلت عليها، بأن أنشطة البناء في الموقع تعود إلى عامي 2002 و2004، وأن أعمال التطوير استمرت بصورة متواصلة منذ عام 2006. وقد احتفظت إيران بوجود المنشأة سرا حتى سبتمبر/أيلول 2009، حين اضطرت للإقرار بها بعد صدور بيان مشترك عن كل من الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما والرئيس الفرنسي في حينها نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق غوردون براون، وقد كشف الزعماء الثلاثة عن وجود المنشأة السرية، واعتبروا أنها تمثل انتهاكا لاتفاقية الضمانات المبرمة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت. وأشار البيان إلى أن "حجم وتكوين" منشأة فوردو لا يتوافقان مع برنامج نووي ذي طابع سلمي، حيث إن المنشأة صغيرة مقارنة بالمحطات المخصصة لإنتاج وقود للمفاعلات النووية المدنية، فضلا عن موقعها المخفي تحت الأرض قرب قاعدة عسكرية، مما يُعزز الشكوك حول طبيعتها وأهدافها. ونفت طهران بشكل قاطع سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مبرّرة تحصين منشأة فوردو النووية بالتهديدات العسكرية التي تواجهها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، ووصفت المنشأة بأنها موقع بديل، صُمم لضمان استمرارية أنشطة التخصيب إذا تعرّضت المنشآت النووية المعلنة لهجمات عسكرية قد تؤدي إلى تدميرها. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2009، سمحت إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول المنشأة وتفتيشها لأول مرة. التشغيل وقدرات التخصيب عدلت إيران المعلومات التصميمية التي قدمتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن منشأة فوردو مرات عدة، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2009، أبلغت إيران الوكالة أن الغرض من المنشأة هو إنتاج سادس فلوريد اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 5% من اليورانيوم-235، وأن المنشأة مصممة لاحتواء 16 سلسلة طرد مركزي، مقسمة بالتساوي بين الوحدتين 1 و2، بإجمالي يبلغ حوالي 3 آلاف جهاز طرد مركزي. وفي سبتمبر/أيلول 2010، حدّثت إيران بياناتها السابقة، مضيفة إليها أن منشأة فوردو ستُستخدم أيضا في أنشطة البحث والتطوير، إلى جانب عمليات التخصيب. ورفعت في يونيو/حزيران 2011 مستوى التخصيب في المنشأة، إذ أبلغت الوكالة بأنها ستنتج سادس فلوريد اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20% من اليورانيوم-235، إضافة إلى إجراء البحث والتطوير. وفي استبيان المعلومات التصميمية المحدث في يناير/كانون الثاني 2012، أفادت إيران بأن المنشأة مصممة لإنتاج سادس فلوريد اليورانيوم المخصب بنسبتي 5% و20% من اليورانيوم-235، وأبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإلغاء وحدة البحث والتطوير في المنشأة. وفي ديسمبر/كانون الأول 2011، بدأت إيران رسميا تشغيل المنشأة، وشرعت في عمليات تخصيب اليورانيوم، كما منحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق الوصول الكامل إلى الموقع. وأكدت تقارير الوكالة لعامي 2011 و2012 أن نتائج عمليات التفتيش كانت إيجابية، وتبيّن أن المنشأة تتوافق مع التصميم الذي قدمته إيران، ولم يتم العثور على أدلة تشير إلى تحويل المواد النووية المنتجة لأغراض عسكرية. الاتفاقات النووية ظلّ البرنامج النووي الإيراني مصدر قلق مستمر للقوى الدولية، وفي مسعى للحد من المخاوف المتعلقة بإمكانية استخدام منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم بدرجات قابلة للاستخدام العسكري، توصّلت إيران ومجموعة الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني (الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 إلى اتفاق نووي عُرف باسم "خطة العمل المشتركة". وتضمن الاتفاق التزام إيران بعدم تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو بنسبة نقاء تزيد على 5% وذلك لمدة 6 أشهر، وفي عام 2014، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية امتثال إيران للتدابير المنصوص عليها في الاتفاق. وفي صيف عام 2015، تم توقيع اتفاق نووي جديد عُرف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة"، وافقت إيران بموجبه على وقف أنشطة تخصيب الوقود في منشأة فوردو لمدة 15 عاما، باستثناء إنتاج كميات محدودة من النظائر المستقرة، وتم إعادة هيكلة المنشأة، لتحويلها إلى مركز أبحاث خاضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبموجب الاتفاق، سُمح بالإبقاء على 1044 جهاز طرد مركزي من طراز "آي آر-1" في قسم واحد من المنشأة (يخصص ما لا يزيد على 348 جهاز منها للعمل على إنتاج النظائر المستقرة ويحتفظ بما تبقى في المنشأة بشكل خامل)، بينما تم نقل الأجهزة الزائدة والمعدات المرتبطة بها إلى منشأة نطنز وتخزينها تحت رقابة الوكالة. وقد دخل الاتفاق حيّز التنفيذ في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وفي عام 2017، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام إيران الكامل ببنود الاتفاق. استئناف أنشطة التخصيب أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثامن من مايو/أيار 2018 انسحاب بلاده من اتفاق "خطة العمل الشاملة المشتركة"، وعلى إثر انسحاب الولايات المتحدة وإعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران، شرعت إيران في استئناف أنشطتها النووية تدريجيا. واعتبارا من الثامن من مايو/أيار 2019، بدأت بالتراجع عن التزاماتها النووية الواردة في الاتفاق، من خلال خطوات تصعيدية متدرجة، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، استأنفت تخصيب اليورانيوم في القسم الثاني من منشأة فوردو، ومع مطلع العام الذي يليه، أخذت تستخدم جميع أجهزة الطرد المركزي المتوفرة في المنشأة. وبحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، استخدمت إيران منذ يناير/كانون الثاني من العام نفسه 6 سلاسل طرد مركزي تضم ما مجموعه 1044 جهازا من طراز IR-1، لتخصيب سادس فلوريد اليورانيوم. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ركّبت إيران المزيد من أجهزة الطرد، ووصل العدد إلى 1057 جهازا من الطراز نفسه، وفي ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام، أصدرت السلطات الإيرانية أوامر بإنتاج سنوي يبلغ 120 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء تبلغ 20%، كما أعادت بعض أجهزة الطرد المركزي التي كانت قد نُقلت سابقا إلى منشأة نطنز بموجب الاتفاق. وتوقفت إيران عن تنفيذ اتفاق "خطة العمل الشاملة المشتركة" بشكل كامل في 23 فبراير/شباط 2021، ولم تعد تسمح للوكالة بالوصول للبيانات أو إجراء أنشطة التحقق والرصد المتعلقة بالاتفاق في المنشأة. وسرّعت وتيرة تخصيب اليورانيوم وزادت نسبة مستوياته، ووفق تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وهو ما دفع الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى استئناف المفاوضات مع طهران لإحياء اتفاق "خطة العمل الشاملة المشتركة". الاقتراب من تصنيع السلاح النووي مع تعثر المفاوضات قررت إيران في يونيو/حزيران 2022 إزالة جميع معدات المراقبة التابعة للوكالة من منشأة فوردو، ورفعت مستوى التخصيب باستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، بدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من المستوى المطلوب لصنع الأسلحة النووية (90%). وكشفت الوكالة في يناير/كانون الثاني 2023، من خلال زيارة غير معلنة إلى فوردو، عن إجراء إيران تعديلات جوهرية في تصميم المنشأة، بما يتعارض مع ما نصت عليه الاتفاقية. ثم أعلنت في مارس/آذار عن اكتشاف جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة تصل إلى 83.7%، عبر عينات بيئية جمعتها من فوردو قبل أشهر، مؤكدة أن هذه النسبة لا تتوافق مع التصريحات الإيرانية الرسمية، وطالبت من طهران توضيحا. وفي خطوة تصعيدية، منعت إيران في سبتمبر/أيلول مجموعة من خبراء التخصيب في الوكالة، يمثلون نحو ثلث فريق التفتيش، من الوصول إلى المنشآت، متهمة إياهم بالتحيز السياسي. وفي يونيو/حزيران 2024، أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يدعو إيران إلى التعاون مع الوكالة والسماح بعودة المفتشين. وردت إيران بإبلاغ الوكالة بنيتها توسيع قدرات التخصيب في فوردو، من خلال تركيب 8 سلاسل جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة من طراز آي آر-6 (IR-6)، القادرة على تحقيق معدلات تخصيب أعلى وبسرعة أكبر، ومع نهاية الشهر، كانت الأجهزة قد نُصبت بالفعل وفق تقارير الوكالة. وعلى إثر ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على تجارة النفط الإيرانية، في إطار ردها على توسّع طهران في برنامجها النووي، الذي ترى واشنطن أنه لا يخدم أهدافا سلمية يمكن التحقق منها. وأفادت الوكالة في تقريرها الصادر في السادس ديسمبر/كانون الأول 2024 بأن إيران أجرت تغييرات واسعة في فوردو، شملت إنشاء عملية تخصيب مترابطة من 3 مراحل، تتيح تخصيب اليورانيوم الطبيعي إلى 60% بشكل شبه مستمر ومتسلسل، مع إمكانية تعديل النظام بسهولة لإنتاج اليورانيوم المخصص لصنع الأسلحة النووية. ووفق التقرير نفسه، قد يرفع هذا التغيير متوسط الإنتاج الشهري من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى أكثر من 34 كيلوغراما، وهو ما يُعادل نحو 6 أضعاف الكمية التي كانت تُنتجها إيران في كل من فوردو ومحطة نطنز في الأشهر السابقة.

تحرك استراتيجي مفاجئ ..امريكا تُحلق بطائرات الوقود نحو الشرق الأوسط
تحرك استراتيجي مفاجئ ..امريكا تُحلق بطائرات الوقود نحو الشرق الأوسط

صراحة نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • صراحة نيوز

تحرك استراتيجي مفاجئ ..امريكا تُحلق بطائرات الوقود نحو الشرق الأوسط

صراحة نيوز- نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولَين مطّلعين أن الجيش الأميركي دفع بعدد كبير من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا، لتوفير خيارات إضافية للرئيس دونالد ترامب، في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل. وأشار أحد المسؤولَين إلى أن حاملة الطائرات 'نيميتز' في طريقها نحو الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن هذه الخطوة كانت مقررة مسبقًا. وتُعد 'نيميتز' واحدة من أكبر حاملات الطائرات الأميركية، إذ تضم أكثر من 5 آلاف عنصر وأكثر من 60 طائرة، بينها طائرات مقاتلة. ويعكس هذا التحرك استعداداً أميركياً لتوسيع القوة الجوية تحسبًا لعمليات طويلة الأمد في حال استمر التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب. ووفقًا لموقع 'إير ناف سيستمز'، فقد أقلعت أكثر من 31 طائرة تزويد بالوقود من طرازي KC-135 وKC-46 من الولايات المتحدة يوم الأحد متجهة نحو أوروبا، حيث هبطت في قواعد بألمانيا وبريطانيا وإستونيا واليونان. وفي تعليق على هذا الحراك، قال إريك شوتن، من شركة 'ديامي' الاستخباراتية، إن 'نقل هذا العدد الكبير من الطائرات بشكل مفاجئ شرقًا ليس خطوة معتادة'، واصفًا إياها بأنها 'رسالة واضحة على الجاهزية الاستراتيجية'، سواء لدعم إسرائيل أو لتنفيذ عمليات بعيدة المدى. وبينما رفض البنتاغون التعليق، وأحال الاستفسارات إلى البيت الأبيض، أشار مصدر مطلع إلى أن واشنطن أبلغت حلفاءها الإقليميين بأنها بصدد استعدادات دفاعية، لكنها قد تتحول لهجمات مباشرة إذا استهدفت إيران أي مصالح أميركية. ويُذكر أن الولايات المتحدة تحتفظ بنحو 40 ألف جندي في الشرق الأوسط، إلى جانب أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة وسفن حربية. كما تم مؤخرًا سحب قاذفات 'بي-2' من المنطقة واستبدالها بطرازات أخرى أكثر ملاءمة لعمليات محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، خاصة قاذفات 'بي-52' القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات.

الساعة الصفر تقترب... هل تشعل أميركا حربًا كبرى في الشرق الأوسط؟
الساعة الصفر تقترب... هل تشعل أميركا حربًا كبرى في الشرق الأوسط؟

الانباط اليومية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الانباط اليومية

الساعة الصفر تقترب... هل تشعل أميركا حربًا كبرى في الشرق الأوسط؟

الأنباط - الساعة الصفر تقترب... هل تشعل أميركا حربًا كبرى في الشرق الأوسط؟ المشهد في الشرق الأوسط لا يشبه أي لحظة سابقة. القصف لم يعد على الأطراف، ولا التحذيرات تقتصر على بيانات. إسرائيل قصفت عمق إيران، وطهران ردّت بعنف. تل أبيب اهتزّت تحت وابل من الصواريخ والمسيّرات، وإحدى القذائف سقطت قرب السفارة الأميركية. وبين تهديدات متبادلة ومناورات بحرية، بات العالم يتساءل بصوت مرتفع: هل تتدخل الولايات المتحدة؟ وإذا فعلت، فهل نكون أمام حرب كبرى قد تعيد تشكيل النظام الدولي؟ إيران تهاجم… وأميركا تستنفر كل شيء بدأ مع هجوم إسرائيلي نوعي داخل إيران. طائرات إسرائيلية اخترقت المجال الجوي الإيراني في ١٣ حزيران، واستهدفت منشآت نووية تحت الأرض ومراكز قيادة للحرس الثوري. الرد الإيراني لم يتأخر. أكثر من ٢٠٠ صاروخ ومسيّرة ضربت أهدافًا في إسرائيل، من مطار بن غوريون إلى مواقع عسكرية في النقب، وأوقعت قتلى وجرحى، وأعادت مشهد "تل أبيب تحت النار'. لكن الحدث الأخطر وقع حين أصابت إحدى المسيّرات الإيرانية محيط السفارة الأميركية في تل أبيب. كان ذلك تحولًا نوعيًا، لأنه يعني صراحة أن إيران باتت تعتبر واشنطن طرفًا مباشرًا في الحرب، لا مجرد داعم لإسرائيل. البيت الأبيض: في قلب الإعصار الرد الأميركي لم يأت عسكريًا بعد، لكن مؤشراته تتصاعد بسرعة مقلقة. وزارة الدفاع أعلنت تعزيز وجودها في الشرق الأوسط، وأرسلت حاملتي طائرات إلى الخليج والبحر الأحمر. كما تم نشر منظومات دفاع جوي إضافية في قواعد أميركية في قطر والسعودية والأردن. الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي يواجه معارضة داخلية متزايدة لأي تورط خارجي جديد، خرج بتصريح لافت: "إيران تلعب بالنار، وإذا استمرت، فستشاهد غضبًا لم ترَ مثله من قبل'. التصعيد اللفظي ترافق مع تحركات عسكرية فعلية، وأوامر بوضع القواعد الأميركية في حالة تأهب قصوى. في الوقت نفسه، تشهد واشنطن صراعًا داخليًا بين "صقور' الحزب الجمهوري، الذين يدفعون نحو تدخل مباشر "لردع إيران وضمان أمن إسرائيل'، وبين جناح "أميركا أولًا'، الذي يرى في أي تورط جديد "خطأ كارثيًا يعيدنا إلى مستنقعات العراق وأفغانستان'. الشرق الأوسط على فوهة بركان أي تدخل عسكري أميركي في هذه اللحظة لن يكون عملية جراحية محدودة. بل سيفتح الباب أمام حرب متعددة الجبهات: •في العراق، الميليشيات الموالية لإيران بدأت التهديد بمهاجمة القواعد الأميركية. •في اليمن، الحوثيون قد يستهدفون حلفاء واشنطن في السعودية والإمارات. •في سوريا، الوجود الأميركي في الشمال الشرقي سيكون عرضة للهجمات. •في الخليج، مضيق هرمز – الشريان الحيوي لنقل النفط العالمي – قد يُغلق، ولو مؤقتًا. النتيجة المباشرة؟ ارتفاع أسعار النفط بشكل غير مسبوق، وربما وصولها إلى أكثر من ١٥٠ دولارًا للبرميل. الأسواق العالمية، التي لا تزال متعبة من آثار الحرب في أوكرانيا وتباطؤ الاقتصاد الصيني، ستتلقى ضربة قاسية. العالم منقسم… والعواقب أبعد من الشرق الأوسط في حال دخلت أميركا فعليًا على خط المواجهة، فإن الصراع لن يبقى إقليميًا. روسيا ستجد في الحرب فرصة لتقوية تحالفها مع طهران، وقد تقدم دعمًا استخباراتيًا أو لوجستيًا. الصين، بدورها، ستراقب كيف تواجه واشنطن أزمة مزدوجة في أوروبا والشرق الأوسط، وقد تستغلها لتوسيع نفوذها في آسيا. أوروبا تبدو ممزقة: بعض العواصم تدعم واشنطن بالكامل، والبعض الآخر يخشى موجة لجوء جديدة وانفجارًا أمنيًا يطال المتوسط بأكمله. وفي الخلفية، هناك تهديد نووي يلوح في الأفق. إيران ألمحت إلى أنها قد تعيد النظر في التزاماتها بالاتفاق النووي، وتشير التقارير إلى أن منشآت كـ'فوردو' و'نطنز' بدأت ترفع وتيرة التخصيب بشكل مقلق. هل نحن أمام سباق نووي مفتوح في المنطقة؟ وماذا لو ردّت إسرائيل بسلاحها الأشد فتكًا؟ الداخل الأميركي... هل تتحمل واشنطن حربًا جديدة؟ داخل الولايات المتحدة، الضغط يتصاعد. الرأي العام متعب من الحروب، والاقتصاد يتأرجح بين التضخم والركود. كلّ قرار حربي اليوم سيكون له ثمن داخلي باهظ، سياسيًا واجتماعيًا. وحتى لو اختار البيت الأبيض ضربة محدودة، فإن احتمال الانزلاق إلى نزاع مفتوح يبقى قائمًا. ثم هناك البعد الانتخابي. ترامب يعرف أن أي فشل أو انتكاسة في هذه الحرب قد تطيح بفرصه في البقاء في السلطة. لكنه يعلم أيضًا أن إظهار الحزم في وجه إيران قد يعزز صورته كزعيم "لا يساوم'. القرار الأخطر منذ غزو العراق بين الضغوط الإسرائيلية، واستفزازات إيران، والانقسامات الداخلية، تقف أميركا اليوم أمام قرار مصيري: هل تتدخل في حرب قد تغيّر شكل الشرق الأوسط والنظام العالمي؟ أم تكتفي بالردع والدعم دون انزلاق مباشر؟ في كلتا الحالتين، ما يحصل اليوم هو لحظة فارقة. لحظة تُعاد فيها كتابة قواعد القوة، وحدود الردع، ومفهوم "التحالف' نفسه. إنه زمن القرارات الكبرى، وواشنطن الآن في قلب العاصفة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store