
إيران وإسرائيل .. حرب تكسير عظام
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية هذا الأسبوع، والعالم كله أصبح يراقب ويتابع ما يحدث، كلٌ حسب مصالحه ومدى تأثره بتلك الحرب، بل إن بعض الدول، رغم أهميتها وثقلها السياسي والاقتصادي والإقليمي والدولي، جلست في مقاعد المتفرجين، ونأت بنفسها عن الدخول في أي تفاصيل انتظارًا لما ستسفر عنه معركة تكسير العظام بين إيران وإسرائيل المدعومة من قبل أمريكا ومعظم الدول الأوروبية، بينما تقف إيران -وحيدة- على حافة الهاوية تسعى عسكريًا ودبلوماسيًا لإنقاذ الموقف، والخروج بأقل الخسائر الممكنة، بعد أن تمكنت إسرائيل من توجيه عدة ضربات استباقية قاصمة للمنشآت والقيادات العسكرية وعلماء الذرة وسط طهران، بل ووسط ذهول الشارع الإيراني.
وأعتقد أن القيادة السياسية الإيرانية أصبحت في موقف صعب للغاية على كافة المستويات، فهي تحاول الآن كسب المزيد من الوقت وإعادة تنظيم الصفوف، خاصة العسكرية، لمواجهة الضربات الإسرائيلية المتتالية لها، سواء في وسط طهران أو في المدن الأخرى، خاصة أصفهان وتبريز، بالإضافة إلى المواقع النووية، وفي مقدمتها موقع "نطنز" القريب من أصفهان؛ ولذلك فهي تهاجم إسرائيل بإستراتيجية "النفس الطويل"، وهو ما يعني سعيها لإطالة أمد الحرب حتى تحقق عدة أهداف، أهمها ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل من خلال الضربات الصاروخية بتل أبيب وحيفا وبعض المدن الأخرى، وبالتالي استمرار الضغوط الشعبية والاقتصادية على حكومة نتنياهو، بالإضافة إلى إرسال رسائل إلى الداخل الإيراني تؤكد قدرتها على المواجهة والتصدي لإسرائيل، رغم الضربات الموجعة التي تلقتها على كافة الأصعدة.
وفي السياق نفسه، تقوم الدبلوماسية الإيرانية بإرسال إشارات إيجابية للقوى الدولية والإقليمية برغبتها في وقف الحرب والعودة لطاولة المفاوضات، ولكن دون تقديم أي تنازلات أو طرح رؤية جديدة للتفاوض، وهو ما يرفضه الرئيس ترامب والذي يصر على عودة طهران للمفاوضات تحت بند "استسلام بلا شروط"، وهو ما ترفضه طهران – حتى الآن – بل وتؤكد أنها لن تركع لأحد ولن تتفاوض مع إسرائيل – كما قال المرشد الأعلى علي خامنئي – وهو ما يدفع الأمور نحو مسارات أكثر صعوبة في ظل الإصرار الأمريكي على تدمير "حلم إيران النووي" بكافة السبل، وهو ما يجعل خيار الدخول الأمريكي لساحة المعركة مطروحًا وبقوة بهدف تدمير المفاعل النووي الإيراني الموجود في منطقة "فوردو"، وهو قلب المواقع النووية الإيرانية، وأكثرها تحصينًا ويضم عددًا كبيرًا من أجهزة الطرد المركزي والتي جعلت نسبة تخصيب اليورانيوم تصل إلى ٦٠٪، ويقع على بعد ١٨٠ كم جنوب طهران، وعمق يتراوح بين ٦٠ و٩٠ مترًا تحت سطح الأرض.
والمرجح -حتى الآن- أن يقوم الرئيس ترامب بممارسة المزيد من الضغوط على طهران حتى تستسلم وتستجيب لمطالبه -غير المنطقية- والتي يسعى لفرضها بقوة الأمر الواقع عن طريق تكثيف الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية، بل والتلويح بإمكانية اغتيال المرشد الأعلى.
وربما لا يدرك الرئيس ترامب أن القيادة السياسية والدينية الإيرانية، والتي طالما تعنتت بعدائها المستمر لأمريكا وإسرائيل واكتسبت جانبًا كبيرًا من شعبيتها في الشارع الإيراني بسبب ذلك العداء، لن ترضخ لتلك الضغوط بسهولة، بل ستقاوم حتى اللحظات الأخيرة.
وهو ما قد يدفع واشنطن، وتحت الضغوط الإسرائيلية وعدم تقدير ترامب لخطورة الأوضاع في الإقليم، للدخول مباشرة إلى ساحة المعركة ومهاجمة المواقع النووية الإيرانية، خاصة أن ترامب قال "الآن سيطرنا تمامًا على سماء إيران"، وهو ما يعني مشاركة واشنطن بشكل كامل في الحرب مع إسرائيل بدعم مباشر وغير مباشر، وهو خطوة تليها خطوات قد تشعل المنطقة بالكامل، وتندلع حرب إقليمية لا يعلم أحد متى تتوقف، وحجم الدمار الذي قد تسببه حرب مفتوحة جوًا -وهي قائمة بالفعل- وبحرًا وسيكون مجالها هو مضيق هرمز، وبالتالي سوف يشهد العالم انتكاسة كبيرة في إمدادات الطاقة؛ حيث يمر به ما يقرب من ٤٠ مليون برميل من النفط يوميًا.. ولا عزاء لمجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى.
[email protected]

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار اليوم المصرية
منذ 24 دقائق
- أخبار اليوم المصرية
ترامب: قد أوجه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء 18 يونيو بتوجيه ضربه عسكرية إلى المنشأت النووية الإيرانية خلال الأيام المقبلة. وقال ترامب «قد أقوم بضرب المنشآت النووية الإيرانية وقد لا أقوم بذلك وكان على إيران التفاوض معنا سابقا». وأضاف الرئيس الأمريكي إلى أنه اضطررت إلى قطع زيارته إلى كندا قبل أيام للتعامل مع النزاع في الشرق الأوسط، قائلا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبلي بلاءً حسنًا في التعامل مع إيران. وتابع «أبلغت نتنياهو أن يستمر ولم أشر إلى أن أمريكا ستقدم المزيد من الدعم» مضيفا أن كيان الاحتلال بات يسيطر على سماء إيران بالكامل التي أصبحت لا تمتلك أي دفاعات جوية. ولفت ترامب إلى أن صبر أمريكا نفد تجاه إيران وأنه لا يعلم إلى أي مدى يمكنهم الصمود بتلك الحرب. وأشار ترامب إلى أن إيران تريد أن تُبرم صفقة مع أمريكا، وأنها بالفعل تواصلت معهم، مشددا على أن الأسبوع المقبل سيكون حاسما في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، وأن أمريكا لن تقبل بدولة تريد تدميرها. وأكد ترامب على أنه يريد استسلاما غير مشروط من الجانب الإيراني، خاصة وأن ما يحدث الآن لا يقارن بأي خطوة اتخذتها أمريكا في السابق تجاه طهران. وتابع أنه قام بمنع اندلاع حرب بين الهند وباكستان وهما دولتان نوويتان ولم يكتب أحد عما أنجزه في هذا الملف. واندلعت المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران فجر الجمعة 13 يونيو، مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربة استباقية وواسعة النطاق استهدفت العاصمة الإيرانية طهران، فيما أطلقت عليه تل أبيب اسم "عملية قوة الأسد". الضربة الإسرائيلية لإيران ، شملت عشرات الطائرات المقاتلة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى فرض حالة طوارئ عامة في الداخل الإسرائيلي. وفي المقابل، ردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية المكثفة، شنتها على مراحل متتالية، كان أعنفها الهجوم الليلي الواسع مساء السبت 15 يونيو، بحسب الشرطة الإسرائيلية – وذلك بعد انتشال جثث من تحت أنقاض مبنى في وسط البلاد وأسفر ذلك عن مقتل 13 إسرائيلي، كما تم تسجيل إصابة 7 آخرين في موجة القصف الثالثة. من الجانب الإيراني، أعلنت وزارة الصحة الاثنين 16 يونيو، عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 224 مواطنًا إيرانيًا، مع أكثر من 1000 جريح، جراء الضربة الإسرائيلية لإيران التي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت حيوية خلال الأيام الثلاثة الماضية، بينها مقار دفاعية ومراكز أبحاث قرب طهران. رژیم متجاوز اسرائیل در تبلیغات خود طوری وانمود میکند که گویا حملاتش را با دقت و بدون حمله به مناطق مسکونی انجام میدهد. اما حقیقت چیزی دیگری است؛ فقط در سه حمله بیش از ۷۰ زن و کودک کشته شدهاند؛ هنوز ۱۰ کودک از ۲۰ کودک مدفون در ساختمان مورد حمله در شهرک چمران از زیر آوار بیرون… — Esmaeil Baqaei (@IRIMFA_SPOX) June 15, 2025 اقرأ أيضًا| يأتي هذا التصعيد في توقيت بالغ الحساسية، إذ كان من المقرر انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العُمانية مسقط، برعاية سلطنة عمان، والتي سعت إلى لعب دور الوسيط. إلا أن هذه الجولة تم تعليقها بعد أن وصف الجانب الإيراني استمرار الهجمات الإسرائيلية بأنه "إعلان حرب"، معتبراً التفاوض في هذا السياق "عديم المعنى". تحول استراتيجي في قواعد الاشتباك تُعدّ الضربة الإسرائيلية لإيران تحولًا كبيرًا في طبيعة الاشتباك، حيث لم تكتفِ باستهداف الوكلاء الإقليميين لإيران، بل انتقلت مباشرة إلى ضرب العمق الإيراني، بما في ذلك القيادات العليا ومراكز تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما ردّت عليه طهران بصواريخ باليستية استهدفت العمق الإسرائيلي، مما يفتح الباب أمام صدام مفتوح قد يمتد إلى أطراف إقليمية أخرى. #القاهرة_الإخبارية #إيران #طهران #إسرائيل — القاهرة الإخبارية - AlQahera News (@Alqaheranewstv) June 16, 2025


خبر صح
منذ 24 دقائق
- خبر صح
ترامب يهدد بضرب المنشآت النووية الإيرانية قريبًا
أعلنت قناة القاهرة الإخبارية، اليوم الأربعاء، عن تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث دعا إيران للاستسلام غير المشروط في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وأوضح ترامب في بيانه أن الإيرانيين اقترحوا زيارة البيت الأبيض، لكنه أبدى شكوكه في مدى صمودهم، مؤكدًا أن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا وقد يشهد تطورات كبيرة. ترامب يهدد بضرب المنشآت النووية الإيرانية قريبًا مقال له علاقة: الخارجية الأمريكية تنبه موظفيها في إسرائيل بعدم الخروج من 'تل أبيب والقدس' وأضاف ترامب:' قد أضرب منشآت إيران النووية أو لا أضربها، وأتمنى الحظ السعيد للمرشد الإيراني'، مشيرًا بذلك إلى احتمالية تصعيد عسكري محتمل. ممكن يعجبك: تحذير مسبق .. إسرائيل تمنع سفينة أسطول الحرية من دخول غزة هجمات صاروخية مكثفة على إسرائيل وفي سياق متصل، واصلت إيران شن هجمات صاروخية مكثفة على إسرائيل، حيث أفادت وكالة مهر الإيرانية بإطلاق العشرات من الصواريخ فجر اليوم على أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية، ودوت صفارات الإنذار في مدن شمال إسرائيل ووصلت حتى مدينة حيفا، بينما أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض ثلاث صواريخ خلال الهجوم الأخير. كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسماع دوي انفجارات في عدة مناطق شمالية، وسط حالة تأهب أمني وعسكري قصوى، تخوفًا من تصعيد أوسع وردود فعل مفاجئة قد تزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة. تأتي هذه التصريحات والهجمات في ظل توترات متزايدة بين الولايات المتحدة وإيران، مع ترقب لما سيحمله الأسبوع المقبل من أحداث حاسمة قد تؤثر على الاستقرار الإقليمي. استهداف القيادات في سياق متصل، قال يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، إن بلاده ستواصل استهداف عناصر الحكم في طهران، وأعلن عن تدمير مقر الأمن الداخلي للنظام الإيراني. وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي على صفحته الشخصية عبر منصة 'أكس': 'عاصفة الإعصار لا تزال تضرب طهران، لقد دمرت طائرات سلاح الجو الآن مقر الأمن الداخلي للنظام الإيراني – الذراع القمعية المركزية للديكتاتور الإيراني – وسنواصل استهداف رموز الحكم ونضرب نظام الملالي في كل مكان'. وفي نفس السياق، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أن سلاح الجو الإسرائيلي نجح في اعتراض سبع طائرات مسيّرة قال إنها أُطلقت من داخل الأراضي الإيرانية باتجاه إسرائيل. وقال أفيخاي أدرعي، في تغريدة له عبر حسابه بمنصة إكس: 'عاجل، اعترض سلاح الجو صباح اليوم سبع طائرات مسيرة أُطلقت من إيران وتم اعتراضها قبل أن تخترق الأجواء الإسرائيلية'.


الكنانة
منذ 30 دقائق
- الكنانة
ترامب مطلوب من إيران الاستسلام غير المشروط وقد يحدث تطورات نهاية الأسبوع
ترامب مطلوب من إيران الاستسلام غير المشروط وقد يحدث تطورات نهاية الأسبوع صفاء مصطفي ….. الكنانة نيوز قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا في ما يتعلق بإيران، مرجحًا أن يحدث تطورات كبيرة قبل نهاية هذا الأسبوع'، في إشارة إلى التصعيد الجاري في المنطقة. أضاف ترامب خلال تصريحاته للصحفيين: 'إيران تواصلت معنا مؤخرًا، وأعربت عن رغبتها في التفاوض… بل واقترحوا المجيء إلى البيت الأبيض مباشرة'. وشدد الرئيس الأمريكي على أن الشرط الوحيد الذي تقبله واشنطن هو 'الاستسلام غير المشروط' من جانب إيران.