
نداء الوطن: مجلس الوزراء أمام الامتحان… الجدول الزمني أو الانهيار
نهاية 2025 نهاية السلاح؟
وطنية – كتبت صحيفة 'نداء الوطن': يمضي مجلس الوزراء في جلسته بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا في بحث جدول الأعمال الذي جرى توزيعه يوم الجمعة الماضي. ويتضمن البند الأول من هذا الجدول موضوع حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، ما يستدعي الذهاب الى إقرار الجدول الزمني لتنفيذ هذا الموضوع.
وأتى تثبيت عمل الجلسة بعدما جرب ثنائي 'حزب الله' وحركة 'أمل' إلغاء بند السلاح من جدول الجلسة كليًا، فلم ينجح. كما حاول 'الثنائي' تأخير طرح بند السلاح ليكون الأخير على جدول الأعمال فلم ينجح أيضًا. وعلمت 'نداء الوطن' أن الجلسة ستشهد طرح بند السلاح وما يتصل به على التصويت بدفع من عدد من الأفرقاء من بينهم وزراء 'القوات اللبنانية' في حال عدم الوصول إلى توافق على موضوع الجدول الزمني.
ولم تقتصر محاولات 'الثنائي' على العبث بجلسة مجلس الوزراء بل تعدتها من خلال 'حزب الله' إلى تحريك عباءة 'عشائر البقاع – لبنان' ببيان مجهول المصدر عن تحركات ستنطلق اليوم دفاعًا عن سلاح 'الحزب' بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء.
الرد الأميركي بين عون وسلام
وعلمت 'نداء الوطن' أن الرئيس نواف سلام زار بعبدا ظهر أمس لتنسيق الموقف مع الرئيس جوزاف عون خصوصًا قبل الجلسة، وأيضًا لبحث الرد الأميركي الذي وصل إلى لبنان السبت وركز بشكل حازم على تحديد الحكومة اللبنانية مهلة زمنية لسحب كل أنواع السلاح وبسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني، في حين لم تمنح واشنطن أي ضمانات يطالب فيها لبنان.
وبحسب معلومات موثوقة، فإن الجواب الأميركي لا يتطابق بالكامل مع المطالب اللبنانية التي تم رفعها خلال المحادثات في الأسابيع الماضية، لا سيما ما يتعلّق بالتدرج في تطبيق أي خطوات متصلة بملف السلاح.
ووُصف اللقاء بين الرئيسيّن عون وسلام بأنه بالغ الأهمية في توقيته ومضمونه، حيث تناول السيناريوات المرتقبة خلال جلسة الحكومة المقررة بعد ظهر اليوم، في ظل التباينات الداخلية وارتفاع منسوب التوتر السياسي والأمني في البلاد.
إلى ذلك تكثفت الاتصالات مساء أمس خصوصًا بين عون وسلام وبري، وسط تمسك 'الحلف الثلاثي' المستجد بين 'القوات اللبنانية' و'الكتائب' و'الاشتراكي' بموقفه في ما خص السلاح. وتشير المعلومات أيضًا إلى رصد رد الفعل العربي والدولي بعد موقف الحكومة في جلسة بعبدا اليوم.
بند السلاح وجلسة اليوم
وأبلغت مصادر وزارية 'نداء الوطن' ليلًا أن الرئيسيّن عون وسلام 'يسيران في التوجه العام مع الأخذ بالاعتبار التباين إذا ما وُجد لكنه تباين لفظي لكن الجوهر هو في بندَين: قرار حصر السلاح يطال المجموعات العسكرية غير الشرعية على كل الأراضي اللبنانية. والبند الثاني هو مهلة تنفيذ هذا القرار أقصاها 31 كانون الأول 2025'.
البيئة الشيعية وتحركات 'حزب الله'
في السياق نفسه، رصدت الأوساط السياسية استياءً واضحًا داخل البيئة الشيعية من التهويل عبر وسائل التواصل والبيانات المشبوهة لتعطيل جلسة اليوم. وتعبّر هذه الأوساط عن قلقها من أن يؤدي أي تحرّك غير منضبط إلى إرباك الواقع الأمني وإعطاء فرصة ذهبية لجهات خارجية معادية للبنان للتسلّل إلى الساحة الداخلية وافتعال أحداث دموية أو فتنوية.
وتشير المعلومات إلى أن اتصالات داخلية وخارجية كثيفة جرت في الساعات الماضية، وتم خلالها توجيه نصائح واضحة وصريحة إلى قيادة 'حزب الله' بوجوب الإقلاع عن 'لعبة الشارع'، لما تنطوي عليه من مجازفة كبيرة وغير محسوبة النتائج، خصوصًا في ظل خطورة الوضع الأمني، والتعقيدات السياسية الإقليمية والدولية.
وتؤكد مصادر متابعة أن أي مساس بالاستقرار اللبناني في هذا التوقيت ستكون له تداعيات خطيرة، محليًا وخارجيًا، وأن المطلوب هو تغليب العقل على لغة الشارع، والإقلاع عن نظرية 'السلاح مقابل الاستقرار' ردًا على الرئيس عون الذي قال 'إما الاستقرار وإما الانهيار'. والسؤال: هل تنجح السلطة في احتواء هذا التصعيد أم تُجر البلاد إلى حافة مواجهة جديدة؟
الذكرى الخامسة لانفجار المرفأ
من جهة ثانية، أحيا اللبنانيون بالقرب من مرفأ بيروت أمس الذكرى الخامسة للانفجار الكارثي الذي هز مرفأ بيروت في 2020 وأودى بحياة أكثر من 200 شخص، في أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 4 ساعات
- خبر صح
حزب الله تحت scrutiny بعد حادث طعن ضباط الجيش في صور
تعرض اثنان من ضباط الجيش اللبناني وضابط في جهاز الأمن العام للطعن بسكين داخل استراحة 'الريست هاوس' في مدينة صور جنوب لبنان على يد شخص يدعى 'ه.ف'، مما أدى إلى إصابتهم بجروح استدعت نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، في حادثة أثارت حالة من القلق والتوتر في المدينة. حزب الله تحت scrutiny بعد حادث طعن ضباط الجيش في صور مواضيع مشابهة: الخطوط الجوية الفرنسية والهولندية توقف رحلاتها إلى السعودية والإمارات وأفادت المصادر الأمنية بأن المعتدي فر هاربًا من المكان برفقة عدد من الأشخاص الذين كانوا معه، بينما بدأت الأجهزة الأمنية تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث والوقوف على دوافعه، وسط تكتم على التفاصيل الأولية. ويأتي هذا الحادث عقب مداهمة نفذها فوج التدخل في الجيش اللبناني لاستراحة 'الريست هاوس' ذاتها بحثًا عن مطلوبين، مما يشير إلى وجود توتر أمني في المنطقة خلال الفترة الأخيرة. تورط حزب الله في السياق ذاته، أثار توقيت وقوع الاعتداء تكهنات حول احتمالية تورط حزب الله في الحادث، خاصة أن الواقعة جاءت في الوقت الذي تعقد فيه الحكومة اللبنانية جلسة برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناقشة موضوع حصر السلاح بيد الدولة ونزع سلاح حزب الله، وهو الملف الذي تم تأجيل البت فيه إلى الأسبوع المقبل. نواف سلام: تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة تنفيذية لحصر السلاح في البلاد من جهة أخرى، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام اليوم الثلاثاء عن تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة تنفيذية لحصر السلاح في البلاد، معبرًا عن أن هذه الخطة ستُعرض على مجلس الوزراء قبل 31 أغسطس الجاري، على أن يتم الانتهاء من إجراءات تنفيذها قبل نهاية العام. وأشار نواف سلام في تصريحات عقب جلسة مجلس الوزراء إلى أن لبنان يحتفظ بحقه الكامل في الدفاع عن نفسه ضد أي اعتداء، مشددًا على التزام الحكومة بسيادة البلاد وتعزيز مؤسسات الدولة. وأضاف سلام أن مجلس الوزراء قرر استكمال مناقشة الورقة الأميركية المتعلقة بالوضع الأمني وموضوع السلاح خارج إطار الدولة في جلسة مقبلة يوم الخميس، مؤكدًا انفتاح الحكومة على الحوار البنّاء الذي يحافظ على استقرار لبنان ويصون قراره السيادي. وأوضح أن تكليف الجيش بإعداد الخطة يهدف إلى وضع آلية واضحة لحصر السلاح بيد الدولة، ضمن رؤية وطنية شاملة لحماية لبنان من أي تهديدات وضمان أمنه الداخلي والخارجي. تأجيل البت في ملف نزع سلاح حزب الله إلى الأسبوع المقبل في سياق متصل، كشفت مصادر لقناة 'العربية' عن توجه رسمي لتأجيل بحث بند نزع سلاح حزب الله إلى جلسة حكومية لاحقة، رغم أنه كان من المقرر مناقشته خلال اجتماع الحكومة الذي عقد اليوم في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس جوزيف عون. وكان بند 'حصر السلاح بيد الدولة' على رأس جدول الأعمال، إلا أن الجلسة شهدت توتراً كلامياً حاداً بين رئيس الجمهورية اللبنانية وأحد الوزراء، مما أدى إلى تعقيد النقاش وتأجيل اتخاذ قرار بشأن هذا الملف. ممكن يعجبك: الصين تدعو واشنطن لحماية حقوق الطلاب الأجانب بعد تعليق التأشيرات وترأس الجلسة رئيس الحكومة نواف سلام، وسط متابعة مكثفة من القوى السياسية والرأي العام نظرًا لحساسية الموضوع، خصوصًا مع تصاعد الضغوط الدولية التي تطالب بتعزيز سيادة الدولة اللبنانية وحصر السلاح بمؤسساتها الرسمية، وقد شارك في الجلسة 22 وزيرًا، بينما غاب وزيرا المال والعمل بسبب سفرهما. نعيم قاسم: نرفض أي خطوات تهدف إلى سحب سلاحه في موازاة ذلك، جدد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم موقف الحزب الرافض لأي نقاش أو خطوات تهدف إلى سحب سلاحه، مؤكدًا في كلمة له اليوم أن الشهيد القائد محمد سعيد إيزدي جاء من أقصى الأرض لخدمة الشعب الفلسطيني والمساهمة في تحرير فلسطين، ما يعكس التزام الحزب بخيار المقاومة. وشدد قاسم على رفض الحزب لأي اتفاق جديد يختلف عن الاتفاق القائم بين الدولة اللبنانية وإسرائيل، معتبرًا أن الطروحات الأخيرة، التي تشمل انسحابًا إسرائيليًا من بعض النقاط الحدودية كمرحلة أولى يتبعها تسليم للأسرى خلال فترة تتراوح بين 60 و90 يومًا، تهدف إلى 'تجريد لبنان من عناصر قوته'. وأضاف: 'لا يمكن القبول بالتخلي التدريجي عن قوة لبنان في الوقت الذي يحتفظ فيه العدو بكل أوراقه'، مؤكدًا أن المعركة هي معركة وجود لبنان ومصيره، وختم قائلاً: 'إما أن ينتصر لبنان كله أو يخسر كله' واعتبر قاسم أن المشكلة ليست في وجود السلاح بحد ذاته، بل تكمن في العدوان على لبنان، مؤكدًا أن الحل لا يكمن في التخلي عن القوة، بل في تعزيزها. ودعا إلى تعاون وتكامل الدولة بكل مكوناتها، بما في ذلك المقاومة، مشددًا على أن 'العدوان هو المشكلة، والسلاح وسيلة للدفاع'. وتساءل، مستندًا إلى المادة الثالثة من البيان الوزاري، ما إذا كان التنازل عن السلاح وتسليمه للعدو يُعدّ ضمانًا للسيادة اللبنانية، مطالبًا بالحفاظ على القدرات الدفاعية وتطويرها، لا سيما في ظل عدم قدرة الدولة على القيام بجميع مهامها الأمنية والعسكرية في الوقت الراهن.

مصرس
منذ 5 ساعات
- مصرس
الحكومة اللبنانية تقرر تغيير اسم جادة حافظ الأسد إلى زياد الرحباني
أعلن وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، اليوم، أن مجلس الوزراء قرر تغيير اسم جادة حافظ الأسد من مطار بيروت الدولي إلى نفق سليم سلام -الطريق السريعة التي تربط مطار بيروت بوسط العاصمة-، إلى جادة زياد الرحباني . وشرعت لبنان فى عملية تبديل أسماء طرق رئيسية وشوارع وساحات كانت تحمل أسماء رموز النظام السوري السابق، خصوصاً اسم حافظ الأسد، بينما لا تزال بلديات "حزب الله" ترفض هذه الخطوة.إزالة اسم جادة حافظ الأسد واستبداله ب زياد الرحبانيوأشار وزير الإعلام اللبناني خلال قراءة قرار مجلس الوزراء، إلى أن الرئيس جوزيف عون شدد خلال الجلسة على أهمية الوحدة الداخلية للبنانيين في تجاوز الصعاب.وأوضح بول مرقص، أن "الوزيرين تمارا الزين وركان ناصر الدين انسحبا من الجلسة لعدم موافقتهما على قرار مجلس الوزراء الذي تلاه لاحقا رئيس الحكومة نواف سلام".وذكر أن "مجلس الوزراء اللبناني وضع مهلة حتى آخر العام لتوحيد السلاح بيد الدولة اللبنانية".مشيرا إلى أنه يوم الخميس ستُعقد جلسة لاستكمال بحث ما بدأناه اليوم ولم نقر بعد الورقة. الحكومة اللبنانية تناقش حصر السلاح بيد الدولةوكان رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، أعلن بعد اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا، استكمال النقاش في الورقة الأمريكية بجلسة حكومية في 7 أغسطس، وتكليف الجيش بوضع خطة لحصر السلاح بحدود نهاية العام الحالي، وعرضها على مجلس الوزراء قبل 31 الشهر الجاري.ولفت نواف سلام، إلى أنه بناء على البيان الوزاري فإن الدولة اللبنانية تلتزم تنفيذ القرار الدولي 1701، مع تأكيد حق لبنان في الدفاع عن النفس في حال وجود أي اعتداء.حزب الله يهدد بقصف إسرائيل بالصواريخ حال الاعتداء على لبنانمسيرة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي لبنان ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا


نافذة على العالم
منذ 6 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : هل يوافق حزب الله على نزع سلاحه نتيجة الضغوط الأمريكية؟
الثلاثاء 5 أغسطس 2025 08:40 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، EPA-EFE التعليق على الصورة، لطالما كان ملف سلاح حزب الله موضع جدل داخل الأوساط السياسية اللبنانية قبل ساعة واحدة يعقد مجلس الوزراء اللبناني اجتماعاً، الثلاثاء 5 أغسطس/آب، برئاسة رئيس الجهورية جوزاف عون، وحضور رئيس الوزراء نوّاف سلام، يناقش ملفات على رأسها سلاح حزب الله. ويكتسب هذا الاجتماع أهمية كبيرة نظراً لتصاعد الحديث عن ملف سلاح حزب الله، وانعقاده بعد زيارات عدة أجراها المبعوث الأمريكي توماس براك، طرح خلالها خارطة طريق تتضمن وقف الضربات الإسرائيلية على لبنان، التي لم تتوقف رغم التوصل لوقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل نهاية عام 2024، إضافة إلى دعم لبنان اقتصادياً. وشملت خارطة الطريق الأمريكية في المقابل مطالبات صريحة بنزع سلاح حزب الله مع تحديد موعد زمني لذلك، وهو الملف الذي لطالما كان جدلياً في لبنان خلال العقود الأخيرة. وبالتزامن مع الاجتماع، رفض حزب الله "أي جدول زمني" لتسليم سلاحه مع استمرار ما وصفه بـ "العدوان الإسرائيلي" على لبنان. وقال الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، في كلمة مصوّرة، إن على الدولة اللبنانية أن "تضع خططاً لمواجهة الضغط والتهديد وتأمين الحماية، وليس تجريد مقاومتها من قدرتها وقوتها"، على حدّ وصفه. وشهد لبنان في الأسابيع الأخيرة شداً وجذباً فيما يتعلق بالتجاوب مع طرح المبعوث الأمريكي، فموقف حزب الله تفاوت بين إبداء الانفتاح على النقاش في البداية، وبين رفض تقديم تنازلات في هذا الملف استجابة لـ "ضغوط أمريكية وإسرائيلية"، تبع ذلك تصعيد في لهجة المبعوث الأمريكي تجاه الحكومة اللبنانية وحزب الله في الأيام الأخيرة. صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، مجلس الوزراء اللبناني يجتمع لمناقشة ملف سلاح حزب الله وعلى ضوء ذلك، سارع رئيس الحكومة، نواف سلام، إلى الدعوة لجلسة طارئة لمجلس الوزراء في 5 أغسطس/آب 2025. وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية، فإن جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، التي تُعقد في قصر بعبدا، مؤلف من عشر نقاط، أبرزها بحث "بسط سيادة الدولة اللبنانية على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً"، وهذا التعبير يوحي بحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وبالتالي نزح سلاح أي طرف آخر، بما في ذلك حزب الله. ونقلت الوكالة أن الجلسة ستبحث كذلك الترتيبات المتعلقة بوقف إطلاق النار، الذي تم التوصّل إليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بين حزب الله وإسرائيل، وهو اتفاق لم يُعد الهدوء بشكل كامل إلى لبنان، إذ واصلت إسرائيل تنفيذ ضربات جوية بشكل شبه يومي، قائلة إنها تستهدف مواقع يحاول حزب الله من خلالها إعادة بناء قدراته. واتهم لبنان من جانبه إسرائيل بخرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من ثلاثة آلاف مرة بعد التوصل إليه. كيف تطور ملف سلاح حزب الله؟ صدر الصورة، Getty Images في عام 1989، وُقّع ما عُرف باتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، وتضمن الاتفاق نزح سلاح جميع الفصائل المسلحة التي شاركت في الحرب، لكن، ولاعتبارات إقليمية وسياسية عديدة، لم يُنزع سلاح حزب الله الذي كان يُصوّر من قبل كثيرين على أنه "قوة مقاومة" في وجه إسرائيل التي كانت لا تزال تحتل شريطاً بعرض عدة كيلومترات على طول الحدود الجنوبية للبنان. لكن وبعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سنة 2000، كان يُطرح بين الحين والآخر ملف سلاح حزب الله، ولطالما اتهمه خصومه باستخدام سلاحه في الداخل اللبناني، لفرض إرادته السياسية. وقبل الحرب الأخيرة مع إسرائيل، كان الحزب صاحب النفوذ الأوسع على الساحة اللبنانية. وفي أعقاب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي شنته حركة حماس ضد بلدات حدودية ومواقع جنوبي إسرائيل، أعاد حزب الله فتح الجبهة مع إسرائيل بعد سنوات طويلة من الهدوء، معللاً ذلك بـ "إسناد غزة". وفتح ذلك الباب أمام أشهر طويلة من تبادل الضربات بين الطرفين، لكن الأمور اتخذت منحنى تصاعدياً كبيراً في سبتمبر/أيلول 2024، حين شنت إسرائيل هجوماً جوياً واسعاً، وهجوماً آخر بأجهزة اتصالات مفخخة، استهدف عناصر وقادة الحزب وبنيته التحتية في أرجاء لبنان، أُتبع بهجوم بري في الجنوب. وأدى الهجوم إلى تكبّد الحزب خسائر كبيرة في صفوفه وبين قادته، وعلى رأسهم أمينه العام حسن نصر الله، كما خسر جزءاً كبيراً من ترسانته العسكرية. وانتهت المواجهة بإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. تطورات متتابعة صدر الصورة، EPA-EFE/REX/Shutterstock التعليق على الصورة، استمرت الضربات الإسرائيلية في لبنان رغم التوصل لاتفاق هدنة مع حزب الله خرج حزب الله من المواجهة مع إسرائيل منهكاً، وتزامن ذلك مع تطوّرات أخرى في المنطقة، تمثّلت في سقوط نظام بشار الأسد في سوريا نهاية 2024، الذي كان يُعد أحد أهم حلفاء حزب الله. وأدت كل تلك المعطيات إلى تراجع نفوذ الحزب في لبنان. وبداية عام 2025، انتخب مجلس النواب اللبناني، قائد الجيش، جوزاف عون، رئيساًَ للبلاد، بعد أكثر من عامين من شغور المنصب. ورغم سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، تُبقي إسرائيل على وجودها في خمس نقاط حدودية، كما تشن ضربات شبه يومية، مستهدفة ما تقول إنه بنى تحتية ومقاتلون تابعون لحزب الله، الذي يمتنع عن الرد عليها. وتوعدت اسرائيل، التي تتهم الحزب بالعمل على إعادة ترميم بناه العسكرية، بمواصلة شنّ ضرباتها ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاحه. وأخيراً، تحركّت واشنطن عبر تقديم خطة مفصّلة لنزع سلاح الحزب مقابل انسحاب إسرائيل ووقف ضرباتها الجوية، إضافة إلى مساعدات اقتصادية للبنان. وهي خطة حرّكت المشهد السياسي الداخلي في لبنان، وفاقمت الضغوط على الحكومة والحزب على حدّ سواء. وكان الرئيس اللبناني، جوزاف عون، قد أكّد يوم الخميس الالتزام بـ "سحب سلاح جميع القوى المسلّحة، ومن ضمنها حزب الله، وتسليمه إلى الجيش اللبناني". وشدّد على أن "المرحلة مصيرية ولا تحتمل استفزازاً من أي جهة كانت"، وصاغ موقفه بعبارة قوية: "علينا اليوم أن نختار، إما الانهيار وإما الاستقرار"، وذلك في ظل ربط المجتمع الدولي مساعداته للبنان بنزع سلاح الحزب. من غير الواضح ما قد يتمخض عن اجتماع مجلس الوزراء اللبناني اليوم، إذ تتباين التسريبات والتكهنات بشأن ذلك. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر لبناني، أن واشنطن "تضغط على لبنان ليسلّم حزب الله سلاحه ضمن جدول زمني"، لكن المصدر أكّد أن "حزب الله لن يُقدم على تسليم سلاحه بلا مقابل، وهو ما يدركه الأمريكيون جيداً". وهذا يتوافق مع ما نقله تلفزيون المنار التابع لحزب الله عن "مصادر مطلعة"، بأن "الطلب الأمريكي، باختصار، هو استسلام لبناني كامل أمام العدو الإسرائيلي، من دون أي ضمانات تلزمه بالتقيّد" باتفاق وقف إطلاق النار. وبحسب وكالة فرانس برس، فإن حزب الله يطالب بأن تنسحب اسرائيل من النقاط الخمس الحدودية، وأن توقف الضربات التي تنفّذها رغم وقف إطلاق النار، وأن تعيد عدداً من أسرى الحزب الذين اعتقلتهم خلال الحرب، وبدء عملية إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب، قبل الحديث عن مصير السلاح.