
النهج الترامبي والصراع في الشرق الأوسط
ظلت إدارة ترمب بعيدة عن الصراع العسكري الدائر في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل. الرئيس دونالد ترمب دعم إسرائيل دعمًا ثابتًا في الدفاع عن نفسها، بينما أبعد أميركا عن أي تدخل عسكري أعمق في المنطقة. من خلال هذا الموقف حافظ ترمب على نهج أميركا أولًا، والأميركيون أولًا، والحفاظ على أمن أميركا بعيداً عن تهوّر الكيان الصهيوني بقيادة نتنياهو.
هذا النهج الترمبي ليس له قبول كبير داخل الحزب الجمهوري حيث دأب صقور الحرب على دقّ الطبول لتقريب الولايات المتحدة من حرائق الشرق الأوسط وأوكرانيا وتايوان، لكن الرئيس ترمب، مُدركًا أن السلام يُخدم الولايات المتحدة وقواتها ومواطنيها ومصالحها الاقتصادية، سار على هذا الخطّ الذكي الفاصل بين تأمين التحالفات والانخراط في الصراع.
في هذا الصدد قال ستيفن ك. بانون - المستشار السياسي السابق والإعلامي المخضرم- لموقع هيومان إيفنتس: "الرئيس ذكيٌّ لأنه منعنا من الانخراط المباشر. هؤلاء الذين يُنادون بالحرب، إنهم ليسوا جاهلين فحسب، بل خطرين أيضًا. بخيانة أجندة الرئيس للسلام، فإنهم يُروّجون لنفس مستنقع المحافظين الجدد الذي استنزف أمريكا لعقود. اجلسوا، واصمتوا، ودعوا الرجل الذي يُقاتل حقًا من أجل روح هذه الأمة يُبقينا بعيدًا عن حرب أخرى لا نهاية لها".
خلال حملة ترمب الانتخابية الأخيرة، تعهد ترمب بمواصلة سياسة ولايته الأولى القائمة على عدم خوض حروب خارجية جديدة، ورغم استمرار الظروف العالمية المضطربة، مع سعي المتطرفين جاهدين لجر الولايات المتحدة إلى الحرب، إلا أن ترمب حافظ على نهج السلام. الأميركيون يريدون السلام، ويريدون دعم حلفائهم، ويريدون إبقاء أميركا بمنأى عن المعارك والمناوشات التي تُزهق الأرواح وتمتد بلا نهاية من عام لآخر.
نعم عزيزي القارئ منذ البداية، بُنيت سياسات الرئيس ترمب على دعم الناخبين الذين رفضوا حروب جورج بوش الخارجية، ورغبوا في وضع أميركا أولاً. ولا تزال قاعدته الشعبية تدعمه، وفي هذا السياق يقول أحد الناخبين: "هذا النوع من التوجيه والقيادة هو ما صوّت له الأميركيون. عندما سمعنا ترمب يتحدث عن إنهاء الحروب الخارجية، وعن وضع حدٍّ للدمار والموت، أدلينا بأصواتنا للرجل الوحيد القادر على تحقيق ذلك". المقربون من الرئيس ترمب واثقون من أنه لن يستسلم لضغوط المحافظين الجدد الذين يريدون من أميركا التدخل المباشر، لأنه يعلم أن ناخبه يعارض التدخل بشدة.
ترمب يُنجز عملاً بارعاً داخل معادلة معقدة! من جانب يُهمّش الأصوات المعادية لإسرائيل، والتي تريد "التخلي" عنها، ولكنه في المقابل يُقاوم أيضاً ضغوط إسرائيل للانضمام إلى العمل العسكري الهجومي ضد إيران، مع تقديم دعم دفاعي لها؛ بين هذا وذاك يُوظّف ترمب جهوده العسكرية الدفاعية والدبلوماسية السياسية لإجبار إيران على التفاوض على اتفاق. في الوقت الحالي، الفائز الأكبر في هذا الصراع هو الرئيس ترمب لأنه استخدم إسرائيل للتعامل مع إيران دون أن يضطر إلى المخاطرة بالدم أو الأموال الأميركية تماماً كما تعهد خلال حملته الانتخابية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 9 دقائق
- أرقام
هيئة الرقابة النووية: عدم رصد أي آثار إشعاعية على بيئة المملكة والخليج
أعلنت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية صباح اليوم، عدم رصد أي آثار إشعاعية على بيئة المملكة ودول الخليج العربية نتيجة الاستهدافات العسكرية الأميركية لمرافق إيران النووية. جاء ذلك عقب الاستهداف العسكري الأمريكي لثلاث مواقع نووية رئيسية إيرانية. وكانت الهيئة قد أكدت في الأيام الماضية أيضاً، عدم رصد آثار إشعاعية نتيجة استهداف اسرائيل المواقع العسكرية والنووية الإيرانية.


العربية
منذ 17 دقائق
- العربية
إسرائيل تعلن إغلاق مجالها الجوي بشكل كامل
أعلنت هيئة المطارات في إسرائيل، الأحد، إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام جميع الرحلات الجوية القادمة والمغادرة ، وذلك في أعقاب الهجمات الأميركية على منشآت نووية إيرانية. وقالت الهيئة إن القرار جاء نتيجة "التطورات الأخيرة"، دون أن توضح المدة المتوقعة لهذا الإغلاق، وفق "أسوشيتد برس". وكانت الولايات المتحدة قد نفذت ثلاث ضربات جوية داخل إيران في ساعة مبكرة من صباح الأحد، لتدخل فعليًا في الحرب التي تشنها إسرائيل بهدف تفكيك البرنامج النووي الإيراني، في خطوة محفوفة بالمخاطر لمحاولة إضعاف خصم قديم، على الرغم من التحذيرات من توسع النزاع على مستوى الإقليم. من جانبها، أكدت إيران أنه لم يتم رصد أي مؤشرات على تلوث إشعاعي في منشآتها النووية في أصفهان وفوردو ونطنز، بعد الضربات الأميركية التي استهدفت هذه المواقع.


العربية
منذ 29 دقائق
- العربية
إيران ترد بإطلاق صواريخ على إسرائيل.. انفجارات في حيفا وتل أبيب
أفاد الإسعاف الإسرائيلي، الأحد، بإصابة أكثر من 10 مواقع في إسرائيل جراء الضربات الإيرانية، فيما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن إطلاق نحو 20 صاروخاً إيرانيا على إسرائيل، فيما بدا وكأنه الرد الأول من إيران على الضربات الأميركية على مواقعها النووية مساء السبت. مباشر من #قناة_العربية | #ترمب: ضربنا #إيران بقوة ومنشآتهم النووية انتهت ... عليهم أن يختاروا السلام — العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) June 22, 2025 وأفاد مراسل "العربية" و"الحدث"، بسقوط صواريخ إيرانية في عدة أماكن بإسرائيل، منهم صاروخ واحد على الأقل في حيفا، وذلك بعد سماع دوي انفجار في محيط حيفا، فيما سُمعت انفجارات في تل أبيب والقدس كذلك. وأكدت مراسلتنا سقوط صاروخ إيراني بالقرب من ميناء حيفا، فيما تم اعتراض صواريخ إيرانية في حيفا وتل أبيب. اعتراض صواريخ إيرانية في حيفا وتل أبيب #قناة_العربية — العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) June 22, 2025 وأفادت وكالة "إرنا" الرسمية بموجة صواريخ جديدة من إيران تجاه إسرائيل، وقبلها قال الجيش الإسرائيلي إن صواريخ أطلقت من إيران باتجاه إسرائيل، فيما دوت صفارات إنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل بعد رصد إطلاق صواريخ من إيران. #قناة_العربية — العربية (@AlArabiya) June 22, 2025 دوي انفجار في محيط حيفا #قناة_العربية — العربية (@AlArabiya) June 22, 2025