
أخبار العالم : أول مضاد حيوي فعّال لبكتيريا السيلان منذ التسعينيات.. ما هو؟
الاثنين 21 أبريل 2025 10:30 صباحاً
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ نوعًا جديدًا من المضادات الحيوية يُستخدم لعلاج التهابات المسالك البولية لدى النساء قد يكون فعالًا أيضًا ضد عدوى السيلان، ما يضع هذا الدواء، المعروف باسم جيبوتيداسين (Gepotidacin)، على المسار حتى يُصبح أول مضاد حيوي جديد يُستخدم لعلاج السيلان منذ تسعينيات القرن الماضي.
كتب الباحثون في الدراسة التي نُشرت بمجلة The Lancet، الإثنين: "جيبوتيداسين، علاج مضاد للبكتيريا، يُعطى من طريق الفم، ويُعد خيارًا بديلًا واعدًا لعلاج عدوى السيلان، مدعومًا بملف أمان وتحمّل مقبول". وأضافوا أنّ الدواء "قد يمثّل تقدّمًا مُهمًا في مجال رعاية المرضى".
قد يهمك أيضاً
كمضاد حيوي، يعمل جيبوتيداسين (Gepotidacin) عبر الحد من تكاثر البكتيريا داخل الجسم. وقد تمت الموافقة عليه في شهر مارس/ آذار، من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج التهابات المسالك البولية غير المعقدة لدى النساء والفتيات، ابتداءً من سن الـ12 عامًا. وتتفاقم مشكلة التهابات المسالك البولية المتكررة بسبب زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية المتوفرة لعلاجها.
هناك أمل جديد حاليًا في أن يساعد "جيبوتيداسين" أيضًا على مكافحة السيلان المقاوم للأدوية.
وقال الدكتور جيسون زوكر، خبير الأمراض المعدية والأمراض المنقولة جنسيًا، وأستاذ مساعد بكلية الأطباء والجراحين في جامعة كولومبيا، غير المشارك في الدراسة، إنّ "الرسالة الأهم تتمثّل بوجود خيارات علاجية إضافية للسيلان، وهذا أمر رائع".
في السنوات الأخيرة، أصبحت العلاجات الفعّالة لمرض السيلان محدودة بشكل متزايد جراء الارتفاع العالمي في مقاومة بكتيريا النيسرية البنية (Neisseria gonorrhoeae للمضادات الحيوية، وهي بكتيريا مسببة لمرض السيلان.
قد يهمك أيضاً
يعتمد العلاج القياسي الحالي لمرض السيلان على حقنة عضلية من المضاد الحيوي سيفترياكسون (Ceftriaxone)، ويتطلب زيارة إلى منشأة صحية لتلقي العلاج.
وأضاف زوكر أنّ إحدى ميزات دواء جيبوتيداسين الرئيسية، تتمثل بأنه لا يتطلب حقنًا في عيادة الطبيب، ما قد يجعل علاج السيلان أكثر سهولة وراحة للمرضى، موضحًا أنه عندما تأتي نتائج الفحوصات موجبة، خصوصًا لدى المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض، نضطر لطلب عودتهم لتلقي الحقن.
يمكن أن يسبب السيلان مشاكل صحية خطيرة إذا تُرك من دون علاج، وقد ينتشر، رغم نُدرة الأمر، إلى الدم أو المفاصل.
يؤدي مرض السيلان غير المُعالج لدى النساء، إلى التهاب في الأعضاء التناسلية يُعرف بمرض التهاب الحوض، ما يزيد من خطر المضاعفات أثناء الحمل والعقم. وقد يسبب السيلان في بعض الحالات النادرة العقم لدى الرجال أيضًا.
في الولايات المتحدة، سجّلت معدلات الإصابة بمرض السيلان وغيره من الأمراض المنقولة جنسيًا (STIs) زيادة ملحوظة. فقد ارتفعت الحالات المُبلغ عنها لثلاثة أمراض منقولة جنسيًا تُعتبر خاضعة للمتابعة الوطنية، وهي الكلاميديا، والسيلان، والزهري، بنسبة 90٪ في عام 2023، مقارنة بعام 2004، وفقًا لبيانات صدرت العام الماضي عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
وقد تم الإبلاغ عن أكثر من 2.4 مليون حالة من الأمراض المنقولة جنسيًا بالولايات المتحدة في عام 2023.
سباق لعلاج السيلان
تم تنفيذ المرحلة الثالثة من التجربة السريرية بين أكتوبر/ تشرين الأول 2019 وأكتوبر/ تشرين الأول 2023، شملت أكثر من 600 شخص تبلغ أعمارهم 12 عامًا وما فوق، جرى تشخيصهم بعدوى السيلان في المنطقة التناسلية البولية. وأُجريت الدراسة في ست دول: أستراليا، وألمانيا، والمكسيك، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.
قد يهمك أيضاً
موّلت الدراسة شركة الأدوية GSK التي طوّرت المضاد الحيوي جيبوتيداسين. كما تم تمويل تطوير الدواء جزئيًا من خلال أموال اتحادية مقدمة من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، ممثلة بإدارة الاستعداد والاستجابة الاستراتيجية (ASPR)، وهيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم (BARDA)، ووكالة الحد من التهديدات الدفاعية (DTRA).
شارك في الدراسة أكثر من 600 شخص، قُسّموا إلى مجموعتين:
نحو نصف عدد المشاركين تلقوا جرعتين في الفم من جيبوتيداسين، بفاصل زمني يتراوح بين 10 و12 ساعة، بجرعة 3,000 ملغ لكل مرة. تلقى النصف الآخر العلاج القياسي الحالي وهو عبارة عن حقنة واحدة من سيفترياكسون مع جرعة في الفم من أزيثروميسين.
تم عرض بيانات هذه التجربة في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ESCMID)، وأظهرت النتائج أن جيبوتيداسين كان فعالًا بقدر العلاج المعياري الحالي، بل ونجح أيضًا في علاج البكتيريا المقاومة للعلاج، أي الحالات التي تقاوم فيها سلالات السيلان المضادات الحيوية المستخدمة حاليًا.
أبرز النتائج:
شفاء العدوى لدى 92.6% من المشاركين الذين تلقوا جيبوتيداسين. شفاء 91.2% من الذين تلقوا العلاج التقليدي (سيفترياكسون + أزيثروميسين).
أوضحت GSK أن 7.4% من المشاركين في مجموعة جيبوتيداسين لم يتم علاجهم بنجاح، بسبب نقص البيانات، وليس فشل الدواء.
وأكدت الشركة أنه "بالنسبة للمشاركين الذين توفرت بياناتهم كاملة، لم تُرصد أي بكتيريا مستمرة في موقع العدوى التناسلي البولي".
رغم أن الدراسة ركزت بشكل أساسي على علاج السيلان في الجهاز التناسلي البولي، إلا أن بعض المشاركين المصابين بعدوى في المستقيم والحلق تم تقييمهم أيضًا. وأظهرت النتائج أن علاج السيلان في الحلق أكثر صعوبة مقارنة بالمناطق الأخرى.
رغم ذلك، تم علاج 88% من المصابين بالسيلان في الحلق (14 من أصل 16 شخصًا ممن توفرت بياناتهم كاملة).
كتب الباحثون أن انتشار عدوى السيلان في الحلق (pharyngeal gonorrhea) يتطلب المزيد من الدراسة ضمن مجموعة أكبر من المشاركين، لمعرفة فعالية دواء جيبوتيداسين (Gepotidacin) في علاج هذه الحالة تحديدًا.
أشار زوكر إلى أنّ "السيلان في الحلق من أصعب الأنواع في العلاج، ويلعب دورًا كبيرًا في الانتقال الصامت للعدوى وتطور المقاومة، لذا من الضروري وجود خيارات علاج فموية فعالة في جميع مناطق الجسم المصابة".
قد يهمك أيضاً
الأعراض الجانبية ومجموعات غير ممثلة
لم يُسجل الفريق الدولي من الباحثين أي آثار جانبية خطيرة أو مميتة مرتبطة بأي من طريقتي العلاج المستخدمتين.
لكنّ شهدت مجموعة جيبوتيداسين معدلات أعلى من الآثار الجانبية مقارنةً بمجموعة العلاج القياسي (سيفترياكسون + أزيثروميسين)، ارتبطت غالبيتها بالجهاز الهضمي، مثل الإسهال والغثيان، وكانت كلها تقريبًا بين خفيفة ومتوسطة.
وعلّق زوكر أنّ "إحدى التحديات مع المضادات الحيوية الفموية يتمثل بأنها غالبًا ما تسبب آثارًا جانبية في الجهاز الهضمي".
ولفت الباحثون إلى أهمية التوسّع في الدراسات المستقبلية لتشمل مجموعات لم تكن ممثلة بشكل كافٍ في هذه التجربة، خصوصًا النساء والمجتمعات ذات البشرة الداكنة والملونة، حيث أن:
تقدُّم حقيقي وتخوّف في الوقت ذاته
92٪ من المشاركين كانوا رجالًا 74٪ كانوا من ذوي البشرة البيضاء 71٪ كانوا رجالًا يمارسون الجنس مع رجال
وصف الدكتور جيفري كلاوسنر، أستاذ الصحة العامة في جامعة جنوب كاليفورنيا، الدراسة بأنها "مدروسة بعناية، وبياناتها دقيقة جدًا"، لافتًا إلى أن "امتلاكنا لمزيد من الخيارات لعلاج السيلان أمر حاسم في إبطاء مقاومة البكتيريا للمضادات. إذا تمت الموافقة على جيبوتيداسين كخيار لعلاج السيلان، فسيكون ذلك تقدمًا حقيقيًا".
لكن نُشرت ورقة تعليق مرافقة للدراسة في مجلة The Lancet حذّرت من أن بكتيريا السيلان قد تطور مقاومة لجيبوتيداسين أيضًا مع مرور الوقت.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 3 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : منها الحصبة وجدري الماء..إليكم أمراض خطيرة تحمي اللقاحات منها
الثلاثاء 20 مايو 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُعد التطعيم من أكثر الطرق أمانًا وفعالية للحماية من الأمراض شديدة العدوى. وتعمل اللقاحات عن طريق تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة التي تعمل على محاربة العدوى ومساعدة الشخص على التعافي، ومنعه من الإصابة بالمرض في المستقبل. يُعد الالتزام بجدول التطعيمات من بين أهم وسائل الوقاية التي تسهم في حماية الأطفال من أمراض خطيرة قد تؤثر على صحتهم ونموهم. في الانفوغراف أعلاه، إليكم أبرز الأمراض الخطيرة التي تساهم اللقاحات في حماية الأطفال منها ، وفقا لوزارة الصحة السعودية الحصبة: تسبب الحصبة طفحًا جلديًّا وحمى وسعالًا، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد بالرئتين، أو الأذنين، أو المخ الحصبة الألمانية: تسبب الحصبة الألمانية حمى وطفحًا جلديًّا، وإذا أصيبت المرأة بها أثناء الحمل، فقد يولد طفلها بعيب خلقي الكزاز: يسبب الكزاز خللًا في عمل العضلات؛ مما يؤدي إلى صعوبة في الرضاعة والتنفس فيروس الروتا: فيروس الروتا يسبب الإسهال الشديد للأطفال والرضع؛ مما يُفقِدُهم العديد من سوائل الجسم، ويُعرِّضهم لحدوث الجفاف. شلل الأطفال: شلل الأطفال يسبب ضعف العضلات وألمها ويؤدي إلى شلل دائم. النكاف: يسبب النكاف تورم الغدد في الخدين، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات طويلة المدى في الدماغ أو الخصيتين الدفتيريا: تسبب الدفتيريا غطاءً سميكًا في الجزء الخلفي من الحلق يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في التنفس جدري الماء: يسبب جدري الماء الحمى، والتهاب الحلق، والطفح الجلدي، ويمكن لبعض الأطفال أن يحدث لهم مضاعفات، ويصابوا بعدوى في الرئة أو المخ فيروس الورم الحليمي: يسبب ظهور زوائد على الجلد أو الأغشية المخاطية (ثآليل) التهاب الكبد يسبب التهاب الكبد الفيروسي (أ) الحمى، والتعب، وفقدان الشهية، والغثيان، وألمًا في البطن، واليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، والبول الداكن؛ ومن مضاعفاته فشل حاد في وظائف الكبد والوفاة. السعال الديكي: يتسبب السعال الديكي في حدوث سعال شديد والتهاب رئوي الحمى الشوكية: تسبب التهاب أغشية المخ، وحمى، وصداعًا شديدًا، وغثيانًا، وهذيانًا، وغيبوبة، وقد تؤدي إلى الوفاة. ولدى الأطفال الأصغر سنًّا قد تكون الأعراض مختلفة وتشمل البكاء المستمر، والخمول، وقلة الحركة، وعدم الرضاعة، وقد لا تكون مصحوبة بحمى. التهاب الكبد "ب ": يمكن أن يسبب التهاب الكبد (ب) مشاكل في الكبد، أو سرطان الكبد على المدى الطويل. الفيروسي (أ)


نافذة على العالم
منذ 14 ساعات
- نافذة على العالم
صحة وطب : بعد نجاح زراعة كلى من "خنزير".. أبرز المراحل التاريخية لزراعة الأعضاء
الثلاثاء 20 مايو 2025 01:30 صباحاً نافذة على العالم - بعد نجاح تجربة زراعة الكلى من "خنزير" معدل وراثيًا، والتى تم إجراؤها يناير الماضى بالولايات المتحدة الأمريكية، لمريض يدعى تيم أندروز، نشر موقع "CNN" تقريرًا يتضمن أبرز المراحل التاريخية لجراحات زراعة الأعضاء. وتم إجراء 48 ألف جراحة منها العام الماضى في الولايات المتحدة فقط، وتمهد التجارب المبكرة في مجال زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية، أي نقل أعضاء الحيوانات إلى البشر، الطريق لإنقاذ الأرواح، خاصة بالنسبة للمرضى الذين يجدون صعوبة في إيجاد متبرعين متطابقين معهم. نقطة البداية في أوائل القرن العشرين، حاول الدكتور ماثيو جابولاي جعل عضو حيواني يعمل لصالح الإنسان، و في عام 1906، في مدينة ليون الفرنسية، قام جابولاي بربط كلية خنزير بمرفق امرأة تبلغ من العمر ٤٨ عامًا، واختار تلك المنطقة لسهولة الوصول إليها، كان الدم يدور عبر الكلية، وكانت الكلية تُنتج البول، رغم ذلك فشلت كلية الخنزير بسرعة، وتوفي المريضة بعد فترة وجيزة بسبب العدوى. أول زراعة كلى أول عملية زرع ناجحة للإنسان في عام 1954، أجريت أول عملية ناجحة لزراعة الأعضاء البشرية في العالم، على يد الدكتور جوزيف إي. موراي في ما يسمى الآن بمستشفى بريجهام والنساء في بوسطن، وذلك عندما أخذ موراي كلية من رونالد هيريك، البالغ من العمر 22 عامًا، وزرعها في شقيقه التوأم ريتشارد، ولأنهما كانا متطابقين، ظن جهاز ريتشارد المناعي أن العضو الجديد خاص به، مما منعه من رفض العضو الغريب، وبالفعل عاش ريتشارد هيريك ثماني سنوات أخرى، ولم يعانِ شقيقه المتبرع بالأعضاء من أي آثار جانبية ضارة. وبسبب إنجازه الطبي غير المسبوق،ـ حصل موراى على جائزة نوبل في الطب، لكن بسبب عدم التوصل للأدوية المثبطة للمناعة في تلك الفترة، أصبحت هناك قناعة بأن تلك الجراحات لن تنجح إلا مع التوائم المتطابقة، الذين اعتقدت أن أنظمتهم المناعية أن العضو الغريب هو عضوهم. لكن الأمر تغير عام 1962، عندما تم زراعة كلية من متبرع متوفى إلى إنسان لا تربطه به صلة قرابة، وكان يعالج بدواء مثبط للمناعة، وعاش المريض أكثر من عام، وزادت مدة بقائه على قيد الحياة عندما اكتشف الأطباء أن مثبطات المناعة تُعطي نتائج أفضل عند إعطائها مع الستيرويد بريدنيزون. الدكتور جوزيف موراى التوسع في جراحات زراعة الأعضاء بدأ أطباء زراعة الأعضاء بإجراء تجارب على الكلى، لأن الإنسان يمتلك كليتين ولا يستطيع العيش إلا بواحدة، كما أُتيحت للمرضى فرصة غسيل الكلى في حال فشل عملية الزرع، لكن بحلول أواخر ستينيات القرن الماضي، بدأوا بإجراء تجارب على الكبد والبنكرياس، وفي عام ١٩٦٧، أجرى الجراح الجنوب أفريقي الدكتور كريستيان بارنارد من مستشفى غروت شور في كيب تاون أول عملية زرع قلب، عندما زرع قلب شاب يبلغ من العمر ٢٥ عامًا لرجل يبلغ من العمر ٥٣ عامًا كان يحتضر بسبب مرض قلبي مزمن، لكنه توفى بعد ١٨ يومًا بسبب التهاب رئوي، وعاش مريض برنارد الثاني الذي خضع لعملية زرع قلب قرابة 19 شهرًا. أما مريضاه الخامس والسادس فقد عاشا قرابة 13 و24 عامًا على التوالي. بحلول تسعينيات القرن الماضي، أتاحت مثبطات المناعة، آفاقًا جديدة لزراعة أنسجة متعددة، في عام ١٩٩٨، أجرى الدكتور جان ميشيل دوبرنارد أول عملية جراحية لزراعة اليد في ليون، فرنسا، وفي عام ٢٠٠٥، أجرى هو والدكتور برنارد ديفوشيل أول عملية زرع جزئي للوجه لإيزابيل دينوار، وهي امرأة فقدت جزءًا من وجهها في هجوم كلب، وفي عام 2010، أجرى فريق إسباني بقيادة الدكتور خوان باريت أول عملية زرع وجه كامل. التوجه مرة أخرى للحيوانات توقفت أبحاث زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية حتى تطوير أداة تعديل الجينات كريسبر في أوائل القرن الحادي والعشرين، حيث منحت هذه التقنية الحائزة على جائزة نوبل العلماء القدرة على تعديل جينوم الخنزير، لجعله أكثر توافقًا مع جينوم البشر، بما في ذلك إزالة تسلسلات رئيسية في الحمض النووي للخنزير، والتي من شأنها أن تؤدي إلى رفض الأعضاء بشكل شبه تلقائي لدى البشر، وقد أتاح الجمع بين ذلك وتقنيات الاستنساخ للعلماء فرصة الحفاظ على جينات متسقة وإنتاج متبرعين عالميين من الخنازير. وكان الاختبار الحقيقي في عام 2021، عندما تم زرع كلية خنزير معدلة وراثيا لمريض ميت دماغيا في مركز لانجون بجامعة نيويورك، بعدما وافقت عائلته على التبرع بجسده لإجراء تلك التجربة، وتم ربط الكلية بالأوعية الدموية في الجزء العلوي من فخذ المتلقي، خارج البطن، لمدة 54 ساعة، بينما كان الأطباء يفحصون مدى فعاليتها، بدا أن الكلية تعمل بكفاءة كلية بشرية مزروعة، ولم يلحظ الأطباء أي علامات رفض. وفي 7 يناير 2022، أجرى الجراحون في كلية الطب بجامعة ماريلاند أول عملية زرع كائن غريب في شخص حي، لديفيد بينيت، البالغ من العمر 57 عامًا، الذى كان مرضه شديدًا لدرجة لا تسمح له بزراعة قلب بشري، لكنه تمكن من الخضوع للإجراء التجريبي بموجب برنامج الاستخدام الرحيم التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والذي يسمح للمرضى الذين لا يملكون بدائل أخرى بتجربة العلاجات التجريبية، وعاش شهرين إضافيين بعد الجراجة. وكما هو الحال مع أي عملية جراحية لزراعة الأعضاء تجرى لأول مرة في العالم، فقد أدت هذه العملية إلى رؤى قيمة من شأنها أن تساعد جراحي زراعة الأعضاء على تحسين النتائج وتوفير فوائد منقذة للحياة للمرضى في المستقبل.


الدولة الاخبارية
منذ يوم واحد
- الدولة الاخبارية
بعد نجاح زراعة كلى من 'خنزير'.. أبرز المراحل التاريخية لزراعة الأعضاء
الإثنين، 19 مايو 2025 07:14 مـ بتوقيت القاهرة بعد نجاح تجربة زراعة الكلى من "خنزير" معدل وراثيًا، والتى تم إجراؤها يناير الماضى بالولايات المتحدة الأمريكية، لمريض يدعى تيم أندروز، نشر موقع "CNN" تقريرًا يتضمن أبرز المراحل التاريخية لجراحات زراعة الأعضاء. وتم إجراء 48 ألف جراحة منها العام الماضى في الولايات المتحدة فقط، وتمهد التجارب المبكرة في مجال زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية، أي نقل أعضاء الحيوانات إلى البشر، الطريق لإنقاذ الأرواح، خاصة بالنسبة للمرضى الذين يجدون صعوبة في إيجاد متبرعين متطابقين معهم. نقطة البداية في أوائل القرن العشرين، حاول الدكتور ماثيو جابولاي جعل عضو حيواني يعمل لصالح الإنسان، و في عام 1906، في مدينة ليون الفرنسية، قام جابولاي بربط كلية خنزير بمرفق امرأة تبلغ من العمر ٤٨ عامًا، واختار تلك المنطقة لسهولة الوصول إليها، كان الدم يدور عبر الكلية، وكانت الكلية تُنتج البول، رغم ذلك فشلت كلية الخنزير بسرعة، وتوفي المريضة بعد فترة وجيزة بسبب العدوى. أول عملية زرع ناجحة للإنسان في عام 1954، أجريت أول عملية ناجحة لزراعة الأعضاء البشرية في العالم، على يد الدكتور جوزيف إي. موراي في ما يسمى الآن بمستشفى بريجهام والنساء في بوسطن، وذلك عندما أخذ موراي كلية من رونالد هيريك، البالغ من العمر 22 عامًا، وزرعها في شقيقه التوأم ريتشارد، ولأنهما كانا متطابقين، ظن جهاز ريتشارد المناعي أن العضو الجديد خاص به، مما منعه من رفض العضو الغريب، وبالفعل عاش ريتشارد هيريك ثماني سنوات أخرى، ولم يعانِ شقيقه المتبرع بالأعضاء من أي آثار جانبية ضارة. وبسبب إنجازه الطبي غير المسبوق،ـ حصل موراى على جائزة نوبل في الطب، لكن بسبب عدم التوصل للأدوية المثبطة للمناعة في تلك الفترة، أصبحت هناك قناعة بأن تلك الجراحات لن تنجح إلا مع التوائم المتطابقة، الذين اعتقدت أن أنظمتهم المناعية أن العضو الغريب هو عضوهم. لكن الأمر تغير عام 1962، عندما تم زراعة كلية من متبرع متوفى إلى إنسان لا تربطه به صلة قرابة، وكان يعالج بدواء مثبط للمناعة، وعاش المريض أكثر من عام، وزادت مدة بقائه على قيد الحياة عندما اكتشف الأطباء أن مثبطات المناعة تُعطي نتائج أفضل عند إعطائها مع الستيرويد بريدنيزون. التوسع في جراحات زراعة الأعضاء بدأ أطباء زراعة الأعضاء بإجراء تجارب على الكلى، لأن الإنسان يمتلك كليتين ولا يستطيع العيش إلا بواحدة، كما أُتيحت للمرضى فرصة غسيل الكلى في حال فشل عملية الزرع، لكن بحلول أواخر ستينيات القرن الماضي، بدأوا بإجراء تجارب على الكبد والبنكرياس، وفي عام ١٩٦٧، أجرى الجراح الجنوب أفريقي الدكتور كريستيان بارنارد من مستشفى غروت شور في كيب تاون أول عملية زرع قلب، عندما زرع قلب شاب يبلغ من العمر ٢٥ عامًا لرجل يبلغ من العمر ٥٣ عامًا كان يحتضر بسبب مرض قلبي مزمن، لكنه توفى بعد ١٨ يومًا بسبب التهاب رئوي، وعاش مريض برنارد الثاني الذي خضع لعملية زرع قلب قرابة 19 شهرًا. أما مريضاه الخامس والسادس فقد عاشا قرابة 13 و24 عامًا على التوالي. بحلول تسعينيات القرن الماضي، أتاحت مثبطات المناعة، آفاقًا جديدة لزراعة أنسجة متعددة، في عام ١٩٩٨، أجرى الدكتور جان ميشيل دوبرنارد أول عملية جراحية لزراعة اليد في ليون، فرنسا، وفي عام ٢٠٠٥، أجرى هو والدكتور برنارد ديفوشيل أول عملية زرع جزئي للوجه لإيزابيل دينوار، وهي امرأة فقدت جزءًا من وجهها في هجوم كلب، وفي عام 2010، أجرى فريق إسباني بقيادة الدكتور خوان باريت أول عملية زرع وجه كامل. التوجه مرة أخرى للحيوانات توقفت أبحاث زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية حتى تطوير أداة تعديل الجينات كريسبر في أوائل القرن الحادي والعشرين، حيث منحت هذه التقنية الحائزة على جائزة نوبل العلماء القدرة على تعديل جينوم الخنزير، لجعله أكثر توافقًا مع جينوم البشر، بما في ذلك إزالة تسلسلات رئيسية في الحمض النووي للخنزير، والتي من شأنها أن تؤدي إلى رفض الأعضاء بشكل شبه تلقائي لدى البشر، وقد أتاح الجمع بين ذلك وتقنيات الاستنساخ للعلماء فرصة الحفاظ على جينات متسقة وإنتاج متبرعين عالميين من الخنازير. وكان الاختبار الحقيقي في عام 2021، عندما تم زرع كلية خنزير معدلة وراثيا لمريض ميت دماغيا في مركز لانجون بجامعة نيويورك، بعدما وافقت عائلته على التبرع بجسده لإجراء تلك التجربة، وتم ربط الكلية بالأوعية الدموية في الجزء العلوي من فخذ المتلقي، خارج البطن، لمدة 54 ساعة، بينما كان الأطباء يفحصون مدى فعاليتها، بدا أن الكلية تعمل بكفاءة كلية بشرية مزروعة، ولم يلحظ الأطباء أي علامات رفض. وفي 7 يناير 2022، أجرى الجراحون في كلية الطب بجامعة ماريلاند أول عملية زرع كائن غريب في شخص حي، لديفيد بينيت، البالغ من العمر 57 عامًا، الذى كان مرضه شديدًا لدرجة لا تسمح له بزراعة قلب بشري، لكنه تمكن من الخضوع للإجراء التجريبي بموجب برنامج الاستخدام الرحيم التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والذي يسمح للمرضى الذين لا يملكون بدائل أخرى بتجربة العلاجات التجريبية، وعاش شهرين إضافيين بعد الجراجة. وكما هو الحال مع أي عملية جراحية لزراعة الأعضاء تجرى لأول مرة في العالم، فقد أدت هذه العملية إلى رؤى قيمة من شأنها أن تساعد جراحي زراعة الأعضاء على تحسين النتائج وتوفير فوائد منقذة للحياة للمرضى في المستقبل.