
لبنان... وإقرار «أهداف» الورقة الأميركية
جلساتٌ طويلة لم تخلُ من القلق والاعتراض، بدليل الانسحابات لأعضاء الحكومة من «حزب الله» قبل إقرار الأهداف.
لكن لماذا احتدم الخلاف على الورقة الأميركية؟!
ببساطةٍ فإنَّ منهم من يعدّها شديدة الواقعية، بل ومناسبة باعتبار الظرف الذي طرحت فيه مع هزيمة «حزب الله» في مناطق نفوذه بالإقليم، وبعد خسارته لهيكل التنظيم وانكشاف جميع مناطق نفوذه الميدانية والاستخبارية، ولهذا الصوت حجّته القوية في الداخل.
والبعض الآخر يعدّها ورقة تعجيزية لا يمكن تنفيذها قريباً باعتبار الفحوى التي تقود بالضرورة نحو مواجهة اللبنانيين أو مؤسسة الجيش أو الأحزاب لسلاح «حزب الله»، حتى وصل تشاؤم البعض إلى استحالة نزع سلاح «حزب الله» من دون آثار جانبية واشتباك قد يقصر أو يطول مع «حزب الله»، وأصحاب هذا الرأي يودّون منح المزيد من الوقت بغية التعامل بعقلانية وتدرّج مع هذا الموضوع، لئلا يدخل لبنان في اشتباكٍ داخلي، وبخاصةٍ أن بيئة «حزب الله» تعيش هول الهزيمة والصدمة.
الاهتمام الإقليمي والدولي بمصير لبنان ومستقبله حقيقي وجاد، ولكن ضمن شروط هي غاية في البساطة وبعيدة عن التعقيد. المراحل التي مضت بشعاراتها وقصائدها، بخطبها وآيديولوجياتها انتهت. الأمم الآن تعيش في زمن الدولة القويّة التي تمتلك القدرة على إصدار القرار وإنفاذه.
من الواضح أن «حزب الله» يعمل الآن مع هذه الموجة الدولية الكبرى ضده على مستويين، الأول: محاولة التأجيل، وتبريد الحراك الدولي، وذلك بانتظار أي تحوّل إقليمي، أو تفجّر مشكلاتٍ أخرى قد تلهي أميركا عن لبنان، وهذا واضح من الجلسات والنقاشات التي يشارك بها «حزب الله»، إنه يلعب على وتر إطالة أمد الوقت الذي يناقش فيه مصير سلاحه إلى أقصى حدٍ ممكن.
الثاني: استثمار الطاقة الحزينة في بيئته بغية إعادة رصّ الصفوف والحشد، كما في سجال بين رئيس الحكومة نواف سلام مع وزير الصحة ركان ناصر الدين، الذي هدَّد رئيس الحكومة بـ«الشارع»، ليردّ الرئيس: «فيه شارع مقابل شارع». اللجوء إلى الشارع مطروح لدى «حزب الله»، ولكن ثمنه سيكون كبيراً، وبخاصةٍ أنه أمام أسئلة جوهرية كانت مدفونة لدى بيئته باتت تظهر إلى العلن اليوم، فهو في حالة اختبار مع جزء من جمهوره المنكوب، وعليه فإن التمرّد في الداخل على الدولة محتملٌ ووارد، بل ومطروح من قبل مسؤولي الحزب وإعلامييه.
الخلاصة؛ أننا حين نتحدّث عن سلاح «حزب الله» فإنَّ ما يهمنا منه انعكاسه الكارثي على الإقليم، وفيما يخصّ لبنان فأهل مكة أدرى بشعابها. لقد ملّت الدول من هذا الانفلات المشرّع والمسكوت عنه طوال عقود من قبل المسؤولين اللبنانيين الذين منحوه شرعيّة ومدنيّة كما في اتفاق «مار مخايل»، الذي كان نقطة انبعاث «حزب الله» الدموية في الإقليم والعالم. العبرة بمن يستثمر هذه الفرصة الدولية لإنقاذ لبنان وشعبه، الذي يستحق أن يلتحق بركب الدول التنمويّة الصاعدة، ويستفيد من هذا الفضاء التنموي الحيّ.
يولد الإنسان ليحيا ويتعلّم ويعمل ويعيش، لا ليتبنى ثقافة الموت، ولا لينام ويصحو على رائحة البارود، إنها فرصة لن تتكرر للانطلاق نحو التنمية والرفاه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
وزير الخارجية اللبناني يدين تصريحات مستشار خامنئي حول سلاح «حزب الله»
استنكر وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، تصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، باعتبارها «تدخلاً سافراً في شؤوننا الداخلية وغير مقبولة بأي حال من الأحوال». كانت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» قد نقلت عن ولايتي قوله، في وقت سابق اليوم السبت، إن بلاده تعارض قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح «حزب الله»، وإن طهران لا تزال تدعم «المقاومة» في لبنان. وقال رجي عبر منصة «إكس»: «بعض المسؤولين الإيرانيين يتمادون في إطلاق تعليقات مشبوهة على قرارات داخلية لبنانية... لن نقبل بهذه الممارسات الإيرانية المرفوضة تحت أي ظرف». تشجب وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية التصريحات الأخيرة الصادرة عن السيد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تشكّل تدخّلاً سافراً وغير مقبول في الشؤون الداخلية اللبنانية.وليس هذا التدخل الأول من نوعه، إذ دأب بعض المسؤولين... — Youssef Raggi (@YoussefRaggi) August 9, 2025 وشدد رجي على أنه لا حق لأي طرف أن يتحدث باسم الشعب اللبناني أو أن يدعي حق الوصاية على قراراته السيادية، وقال إن «مستقبل لبنان وسياساته قرارات يتخذها اللبنانيون وحدهم بعيداً عن أي إملاءات أو ضغوط خارجية». وأضاف الوزير اللبناني أن «الدولة اللبنانية ستدافع عن سيادتها وستردّ بما تقتضيه الأعراف على أي محاولة للنيل من هيبة قراراتها». ومضى يقول إنه «من الأجدر بإيران أن تلتفت إلى قضايا شعبها وتركز على تأمين احتياجاته وتطلعاته بدل التدخل في أمور لا تخصها»، مؤكداً ثبات الدولة اللبنانية في الدفاع عن سيادتها.


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
«الخارجية اللبنانية»: تصريحات مستشار خامنئي تدخّل سافر وغير مقبول
شجبت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم (السبت)، تصريحات مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي الأخيرة، ووصفتها بأنها تدخّل سافر وغير مقبول في الشؤون اللبنانية. ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن بيان الخارجية الإيرانية قولها: «التصريحات الأخيرة الصادرة عن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، تشكّل تدخّلًا سافراً وغير مقبول في الشؤون الداخلية اللبنانية، وهذا ليس التدخل الأول من نوعه، إذ دأب بعض المسؤولين الإيرانيين الرفيعين على التمادي في إطلاق مواقف مشبوهة على قرارات داخلية لبنانية لا تعني إيران بشيء. وإنّ هذه الممارسات المرفوضة لن تقبل بها الدولة اللبنانية تحت أي ظرف، وهي لن تسمح لأي طرف خارجي، صديقاً كان أم عدواً، بأن يتحدث باسم شعبها أو أن يدّعي حق الوصاية على قراراتها السيادية». وأضاف البيان: «الأجدر بإيران أن تلتفت إلى قضايا شعبها وتركزّ على تأمين احتياجاته وتطلعاته، بدل التدخّل في أمور لا تخصّها»، مشددة على أن مستقبل لبنان وسياساته ونظامه السياسي قرارات يتخذها اللبنانيون وحدهم، عبر مؤسساتهم الدستورية الديمقراطية، بعيداً عن أي تدخلات أو إملاءات أو ضغوط أو تطاول، وإنّ الدولة اللبنانية ستبقى ثابتة في الدفاع عن سيادتها، وستردّ بما تقتضيه الأعراف على أي محاولة للنيل من هيبة قراراتها أو التحريض عليها. وكان مستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي قد قال اليوم: «إن بلاده تعارض قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله»، موضحاً في مقابلة مع وكالة «تنسيم» الإيرانية: «إن إيران تعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله؛ لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني، وما زالت تفعل ذلك». أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
تضامن لبناني واسع مع الجيش بعد صدمة مستودع «حزب الله»
قتل 6 عناصر في الجيش اللبناني وأصيب عدد آخر أثناء كشف وحدة من الجيش على مخزن للأسلحة من مخلفات «حزب الله» وعملها على تفكيك محتوياته في وادي زبقين - صور، حيث وقع انفجار داخله، وفق ما أعلنت قيادة الجيش اللبناني، مشيرة إلى أنه تجري المتابعة لتحديد أسباب الحادثة، فيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري قوله إن العناصر سقطوا «أثناء إزالة ذخائر داخل منشأة عسكرية تابعة لـ(حزب الله) في جنوب لبنان». وقال المصدر العسكري، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن الجنود «قتلوا في أثناء إزالة ذخائر وأعتدة غير منفجرة من مخلّفات الحرب الأخيرة، داخل منشأة عسكرية تابعة لـ(حزب الله)». وتأتي هذه الحادثة بعد أيام على اتخاذ الحكومة اللبنانية قرارها بإنهاء الوجود المسلّح على كامل الأراضي اللبنانية بما فيه «حزب الله»، وهو ما يلقى ردود فعل رافضة من قبل قيادات الحزب الذين يرفضون تسليم السلاح، وذلك بعدما كان الوزراء المحسوبون على «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) خرجوا من الجلسة قبل طرح بند نزع السلاح على التصويت. واطلع الرئيس اللبناني جوزيف عون في اتصال أجراه مع قائد الجيش العماد رودلف هيكل على ملابسات «الحادثة الأليمة» التي أدّت إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى العسكريين نتيجة انفجار ذخائر بوحدة من فوج الهندسة في الجيش أثناء عمل أفرادها على سحبها وتعطيلها بحسب بيان صادر عن الرئاسة، معرباً عن ألمه لاستشهاد العسكريين. الرئيس عون اطلع من قائد الجيش العماد رودولف هيكل على ملابسات انفجار ذخائر بوحدة من الجيش في منطقة صور واستشهاد وجرح عدد من أفرادها.- رئيس الجمهورية: الشهداء الأبرار سطروا بدمائهم الزكية أروع معاني التضحية والفداء وأكدوا أن الجيش اللبناني يبقى درع الوطن الواقي وحارس حدوده الأمين — Lebanese Presidency (@LBpresidency) August 9, 2025 وقال عون: «إن الوطن اليوم يفقد نخبة من خيرة أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة في سبيل الدفاع عن أرض لبنان وسيادته. هؤلاء الشهداء الأبرار سطروا بدمائهم الزكية أروع معاني التضحية والفداء، وأكدوا أن الجيش اللبناني يبقى درع الوطن الواقي وحارس حدوده الأمين»، مؤكداً «أن استشهادهم ليس نهاية المطاف، بل شعلة أمل تنير درب الأجيال القادمة وتذكرهم بأن حرية الوطن لا تُصان إلا بالتضحيات الجسيمة». من جهته، قال رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، في بيان له: «مجدداً قدرُ هذه المؤسسة الوطنية الجامعة لآمال وتطلعات اللبنانيين أن تصون الوحدة والأمن والاستقرار، وتعمّد السيادة الوطنية بالبذل والتضحية، مقدِّمة المزيد من الشهداء والجرحى». وأضاف بري: «إننا في هذه اللحظة الأليمة والدامية نقف مع الجيش وإلى جانبه، من أجل تمكينه من إنجاز مهامه الوطنية التي أقسم يمين الولاء والانتماء على تأديتها مهما غلت التضحيات». بدوره، أجرى رئيس الحكومة نواف سلام اتصالاً بكلّ من رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ميشال منسى، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، معزّياً باستشهاد العسكريين في الحادثة الأليمة ومعرباً عن بالغ حزنه وأسفه لهذه الخسارة الوطنية الجسيمة»، مضيفاً: «إن لبنان كله، دولة وشعباً، ينحني إجلالاً أمام تضحياتهم ودمائهم الزكية التي تُعيد التأكيد على أن جيشنا هو صمّام الأمان، وحصن السيادة، وحامي وحدة الوطن ومؤسساته الشرعية. رحم الله أبطالنا!». أجرى رئيس #مجلس_الوزراء الدكتور #نواف_سلام اتصالاً بكلّ من فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ومعالي وزير الدفاع ميشال منسى، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، معزّياً باستشهاد العسكريين في الحادثة الأليمة التي وقعت في منطقة مجدل زون – وادي زبقين في قضاء صور.وأعرب الرئيس سلام... — رئاسة مجلس الوزراء (@grandserail) August 9, 2025 كذلك، كتب وزير الخارجية يوسف رجي على حسابه على منصة «إكس» قائلاً: «كل الرحمة لشهداء الجيش اللبناني والشفاء العاجل للجرحى. تضحياتكم تحمي لبنان وسيادته. ودماؤكم تؤكد صوابية أن يكون الجيش اللبناني هو القوة الشرعية الوحيدة في يد السلطة السياسية لبسط السيادة والاستقرار على كامل الأراضي اللبنانية. كل الرحمة لشهداء الجيش اللبناني والشفاء العاجل للجرحى. تضحياتكم تحمي لبنان وسيادته. ودماؤكم تؤكد صوابية أن يكون الجيش اللبناني هو القوة الشرعية الوحيدة في يد السلطة السياسية لبسط السيادة والاستقرار على كامل الاراضي اللبنانية. — Youssef Raggi (@YoussefRaggi) August 9, 2025 كذلك قال وزير العدل، عادل نصار، في حديث تلفزيوني: «ننتظر نتائج التحقيقات ويجب أن ننظر إلى الجيش على أنه حامي الوطن». من جانبه، كتب رئيس حزب «الكتائب اللبنانية»، النائب سامي الجميل، على منصة «إكس»: «تحيّة إجلال لشهداء الجيش اللبناني الأبطال الذين ارتقوا اليوم أثناء قيامهم بواجبهم خلال تفكيك صواريخ (حزب الله) في الجنوب». تحيّة إجلال لشهداء #الجيش_اللبناني الأبطال الذين ارتقوا اليوم أثناء قيامهم بواجبهم خلال تفكيك صواريخ حزب الله في الجنوب. دماؤهم الطاهرة أمانة في أعناقنا، وفقدانهم خسارة لكل لبنان. تعازينا الحارّة للمؤسسة العسكرية ولعائلاتهم. رحمة الله عليهم وحمى الله لبنان السيّد المستقل. — Samy Gemayel (@samygemayel) August 9, 2025 أتى سقوط عناصر الجيش في وقت تواصلت فيه الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب، حيث أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن مسيّرة إسرائيلية نفّذت، عصر اليوم، غارة جوية بأربعة صواريخ مستهدفة سيارة بين بلدتي عيترون وعيناتا، ما أدى إلى مقتل شخص، بحسب وزارة الصحة اللبنانية. جنود لبنانيون يتفقدون حطام سيارة تعرضت لقصف إسرائيلي في جنوب مدينة صيدا الساحلية يوم الخميس (أ.ف.ب) وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نص على انسحاب «حزب الله» من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني وعلى تفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة «يونيفيل». كما نص على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، لكن إسرائيل لا تزال تبقي على وجودها في 5 مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها. وفي يونيو (حزيران) الماضي، كان قد أعلن سلام أن الجيش اللبناني فكّك منذ وقف إطلاق النار أكثر من 500 موقع ومخزن سلاح في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.