
بالإنفوغراف.. تعرّف على صواريخ إيران المواجهة للدفاعات الإسرائيلية
في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل و إيران وتصاعد التوتر في الشرق الأوسط ،، برزت مكانة إيران الصاروخية، كلاعب رئيسي، معتمدة على برامج تطوير امتدت لعقود، بحسب تقديرات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "سي أس آي أس".
وتمتد الترسانة الإيرانية من أنظمة قصيرة المدى وصولا إلى صواريخ بعيدة المدى عالية الدقة، مستفيدة من الخبرات المحلية والتقنيات المستوردة سابقا.
وبدأت إيران تطوير برنامجها الصاروخي في الثمانينيات خلال حربها مع العراق، حيث ظهر أول صاروخ شهاب-1، الذي استنسخ بشكل رئيسي من الصاروخ السوفيتي سكود- بي (Scud-B).
ورغم بساطته التقنية مقارنة بالجيل اللاحق، إلا أن شهاب-1 ما زال يشكل جزءا من منظومة الردع التكتيكي بفضل سهولة نشره من منصات متحركة وبنيته القابلة للتخزين طويل الأمد.
وفي خطوة تطويرية لرفع سرعة الإطلاق وتقليل الاعتماد على الوقود السائل، برز صاروخ فاتح-110 الذي يمثل انتقال إيران إلى استخدام الوقود الصلب، ما يتيح له الجاهزية السريعة والتشغيل الآمن.
وقد طُورت منه نسخ حديثة مزودة بأنظمة تصحيح مسار باستخدام الأقمار الصناعية، لتقليص هامش الخطأ في الإصابة الميدانية.
ولاحقا، جاء صاروخ شهاب-2، الذي وفر لطهران نطاق تغطية أوسع للأهداف القريبة من حدودها الإقليمية، مع تطوير محدود في أنظمة الملاحة.
ويمتلك هذا الطراز قدرة حمل أنواع متعددة من الرؤوس التقليدية وشبه الخارقة للتحصينات، لاستخدامه ضد منشآت محصنة بدقة منخفضة نسبيا.
أما ذو الفقار، فقد أدخل بعدا جديدا إلى ساحة العمليات التكتيكية الإيرانية، إذ يمتلك تقنيات انفصال متأخر للرأس الحربي، مما يزيد من صعوبة اعتراضه من الأنظمة الدفاعية مثل القبة الحديدية الإسرائيلية أو باتريوت الأميركي.
كما أنه يستخدم بشكل متكرر في المناورات الحية للحرس الثوري لاستعراض دقة الإصابة في الأهداف الثابتة.
إعلان
وفي المقابل، يتميز صاروخ قيام-1 بإلغاء الزعانف الجانبية الخارجية، ما يقلل بصمته الرادارية ويجعله أقل عرضة للرصد المبكر.
وهو مصمم للضربات البرية الدقيقة ضد القواعد العسكرية والبنى التحتية الحيوية، مع إمكانيات تعديل ميدانية لنوع الرأس الحربي حسب طبيعة الهدف.
وفي الشريحة متوسطة إلى بعيدة المدى، يشكل كل من شهاب-3 ونسختيه المطورتين قدر (Ghadr) وعماد (Emad) نواة القدرات الإستراتيجية البعيدة لإيران.
ويتميز شهاب-3 بإمكانية التزود بأنظمة تشويش إلكترونية مدمجة، تتيح له محاولة خداع أنظمة الدفاع الصاروخي.
فيما يضيف قدر تحسينات في مادة بدن الصاروخ باستخدام سبائك الألمنيوم والصلب خفيفة الوزن، ما يمنحه مدى أطول مع خفض وزن الإطلاق.
أما عماد، فقد أدخل تقنيات الرأس الحربي القابل للمناورة خلال العودة، وهو ما يقلل احتمالية اعتراضه خلال المراحل الأخيرة من الطيران، ويرفع من دقته في ضرب النقاط المحصنة داخل العمق المعادي.
ويمثل صاروخ سجيل (Sejjil) التحول الأهم في اعتماد الوقود الصلب بعيد المدى ثنائي المرحلة، ما يمنحه مرونة كبيرة في الحركة والإطلاق، مع خفض زمن الاستعداد مقارنة بصواريخ الوقود السائل.
أما الصاروخ الأكثر تطورا حتى الآن في الترسانة الإيرانية فهو خرمشهر (Khorramshahr)، الذي يتمتع ببصمة تقنية متقدمة عبر تقليل مدة الطيران الإجمالية بفضل سرعات تتراوح بين8 إلى 16 ماخ، بحسب النسخة المطورة.
وقد أضيفت إليه أنظمة تحكم متقدمة بالحركة النهائية (Terminal Phase Control)، مما يصعّب على الأنظمة الدفاعية من اعتراضه في المسار الأخير.
وعلى صعيد صواريخ كروز، يبرز صاروخ سومار (Soumar) الذي استنسخ تقنيا من الصاروخ السوفيتي كي إتش-55 (Kh-55)، لكنه خضع لتحسينات في المدى ودقة الملاحة.
ويتمتع هذا النظام بمرونة طيران منخفض الارتفاع، ما يقلل من إمكانية كشفه عبر الرادارات البعيدة، كما يستفيد من تقنيات التخفي الصوتي.
وفي خطوة تعكس التطور النوعي في دقة التوجيه وتقنيات المناورة، طوّرت إيران صاروخ خيبر شكن (Kheibar Shekan) ليشكل طفرة ضمن فئة الوقود الصلب متوسطة المدى، حيث جرى تصميمه بهيكل خفيف يتيح له تخطي أنظمة الدفاع الجوي عبر تنفيذ مسارات طيران منحنية معقدة.
ويعتمد الصاروخ في إصابة أهدافه على نظام ملاحة داخلي محصن ضد التشويش، مع قدرة على تحديث المسار خلال الطيران، ما يمنحه مرونة عالية في ضرب الأهداف المحصنة والمنقولة على حد سواء.
ويعد صاروخ قاسم سليماني، تطويرا إيرانيا حديثا، ويصنف ضمن الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، وهو نسخة محسنة من صاروخ قيام-1، مع تعزيزات في دقة الإصابة والقدرة على المناورة لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.
وبهذه التركيبة والتقنيات الحربية المتطورة، تواصل إيران توسيع هامش قوتها الصاروخية لتشكل عاملا رئيسيا، في مواجهة خصومها الإقليميين والدوليين في بيئة استراتيجية تتسم بالتقلب الدائم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 9 ساعات
- الجزيرة
بالإنفوغراف.. تعرّف على صواريخ إيران المواجهة للدفاعات الإسرائيلية
في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل و إيران وتصاعد التوتر في الشرق الأوسط ،، برزت مكانة إيران الصاروخية، كلاعب رئيسي، معتمدة على برامج تطوير امتدت لعقود، بحسب تقديرات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "سي أس آي أس". وتمتد الترسانة الإيرانية من أنظمة قصيرة المدى وصولا إلى صواريخ بعيدة المدى عالية الدقة، مستفيدة من الخبرات المحلية والتقنيات المستوردة سابقا. وبدأت إيران تطوير برنامجها الصاروخي في الثمانينيات خلال حربها مع العراق، حيث ظهر أول صاروخ شهاب-1، الذي استنسخ بشكل رئيسي من الصاروخ السوفيتي سكود- بي (Scud-B). ورغم بساطته التقنية مقارنة بالجيل اللاحق، إلا أن شهاب-1 ما زال يشكل جزءا من منظومة الردع التكتيكي بفضل سهولة نشره من منصات متحركة وبنيته القابلة للتخزين طويل الأمد. وفي خطوة تطويرية لرفع سرعة الإطلاق وتقليل الاعتماد على الوقود السائل، برز صاروخ فاتح-110 الذي يمثل انتقال إيران إلى استخدام الوقود الصلب، ما يتيح له الجاهزية السريعة والتشغيل الآمن. وقد طُورت منه نسخ حديثة مزودة بأنظمة تصحيح مسار باستخدام الأقمار الصناعية، لتقليص هامش الخطأ في الإصابة الميدانية. ولاحقا، جاء صاروخ شهاب-2، الذي وفر لطهران نطاق تغطية أوسع للأهداف القريبة من حدودها الإقليمية، مع تطوير محدود في أنظمة الملاحة. ويمتلك هذا الطراز قدرة حمل أنواع متعددة من الرؤوس التقليدية وشبه الخارقة للتحصينات، لاستخدامه ضد منشآت محصنة بدقة منخفضة نسبيا. أما ذو الفقار، فقد أدخل بعدا جديدا إلى ساحة العمليات التكتيكية الإيرانية، إذ يمتلك تقنيات انفصال متأخر للرأس الحربي، مما يزيد من صعوبة اعتراضه من الأنظمة الدفاعية مثل القبة الحديدية الإسرائيلية أو باتريوت الأميركي. كما أنه يستخدم بشكل متكرر في المناورات الحية للحرس الثوري لاستعراض دقة الإصابة في الأهداف الثابتة. إعلان وفي المقابل، يتميز صاروخ قيام-1 بإلغاء الزعانف الجانبية الخارجية، ما يقلل بصمته الرادارية ويجعله أقل عرضة للرصد المبكر. وهو مصمم للضربات البرية الدقيقة ضد القواعد العسكرية والبنى التحتية الحيوية، مع إمكانيات تعديل ميدانية لنوع الرأس الحربي حسب طبيعة الهدف. وفي الشريحة متوسطة إلى بعيدة المدى، يشكل كل من شهاب-3 ونسختيه المطورتين قدر (Ghadr) وعماد (Emad) نواة القدرات الإستراتيجية البعيدة لإيران. ويتميز شهاب-3 بإمكانية التزود بأنظمة تشويش إلكترونية مدمجة، تتيح له محاولة خداع أنظمة الدفاع الصاروخي. فيما يضيف قدر تحسينات في مادة بدن الصاروخ باستخدام سبائك الألمنيوم والصلب خفيفة الوزن، ما يمنحه مدى أطول مع خفض وزن الإطلاق. أما عماد، فقد أدخل تقنيات الرأس الحربي القابل للمناورة خلال العودة، وهو ما يقلل احتمالية اعتراضه خلال المراحل الأخيرة من الطيران، ويرفع من دقته في ضرب النقاط المحصنة داخل العمق المعادي. ويمثل صاروخ سجيل (Sejjil) التحول الأهم في اعتماد الوقود الصلب بعيد المدى ثنائي المرحلة، ما يمنحه مرونة كبيرة في الحركة والإطلاق، مع خفض زمن الاستعداد مقارنة بصواريخ الوقود السائل. أما الصاروخ الأكثر تطورا حتى الآن في الترسانة الإيرانية فهو خرمشهر (Khorramshahr)، الذي يتمتع ببصمة تقنية متقدمة عبر تقليل مدة الطيران الإجمالية بفضل سرعات تتراوح بين8 إلى 16 ماخ، بحسب النسخة المطورة. وقد أضيفت إليه أنظمة تحكم متقدمة بالحركة النهائية (Terminal Phase Control)، مما يصعّب على الأنظمة الدفاعية من اعتراضه في المسار الأخير. وعلى صعيد صواريخ كروز، يبرز صاروخ سومار (Soumar) الذي استنسخ تقنيا من الصاروخ السوفيتي كي إتش-55 (Kh-55)، لكنه خضع لتحسينات في المدى ودقة الملاحة. ويتمتع هذا النظام بمرونة طيران منخفض الارتفاع، ما يقلل من إمكانية كشفه عبر الرادارات البعيدة، كما يستفيد من تقنيات التخفي الصوتي. وفي خطوة تعكس التطور النوعي في دقة التوجيه وتقنيات المناورة، طوّرت إيران صاروخ خيبر شكن (Kheibar Shekan) ليشكل طفرة ضمن فئة الوقود الصلب متوسطة المدى، حيث جرى تصميمه بهيكل خفيف يتيح له تخطي أنظمة الدفاع الجوي عبر تنفيذ مسارات طيران منحنية معقدة. ويعتمد الصاروخ في إصابة أهدافه على نظام ملاحة داخلي محصن ضد التشويش، مع قدرة على تحديث المسار خلال الطيران، ما يمنحه مرونة عالية في ضرب الأهداف المحصنة والمنقولة على حد سواء. ويعد صاروخ قاسم سليماني، تطويرا إيرانيا حديثا، ويصنف ضمن الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، وهو نسخة محسنة من صاروخ قيام-1، مع تعزيزات في دقة الإصابة والقدرة على المناورة لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي المتطورة. وبهذه التركيبة والتقنيات الحربية المتطورة، تواصل إيران توسيع هامش قوتها الصاروخية لتشكل عاملا رئيسيا، في مواجهة خصومها الإقليميين والدوليين في بيئة استراتيجية تتسم بالتقلب الدائم.


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
محسن فخري زاده "عراب" البرنامج النووي الإيراني
محسن فخري زاده عالم نووي وفيزيائي إيراني ولد عام 1958 في العاصمة طهران واغتالته إسرائيل عام 2020. التحق بالحرس الثوري الإيراني عام 1979 وأصبح عميدا. شارك في الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، وعمل أستاذا في جامعة الإمام حسين العسكرية منذ 1997. تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه قاد مشروعا علميا باسم "آماد"، كانت له علاقة بالبرنامج النووي الإيراني، لكن إيران نفت وجود أي مشروع بهذا الاسم. أسس وحدة البحث والتطوير التابعة لوزارة الدفاع عام 2011، ولقب بألقاب عدة منها "عراب البرنامج النووي الإيراني" و"العقل المدبر للقنبلة النووية الإيرانية" و"أبو البرنامج الإيراني النووي الإيراني". ولد محسن فخري زاده مهابادي عام 1958 بمدينة قم جنوب طهران عاصمة إيران. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة شريفي الوطنية ثم مدرسة الكريمية الإعدادية بمسقط رأسه. انتقل بعد ذلك إلى جامعة الشهيد بهشتي لإكمال دراسته وحصل على البكالوريوس في الفيزياء عام 1987. واصل مشواره الدراسي بجامعة أصفهان للتكنولوجيا ونال شهادة الماجستير في الهندسة النووية عام 1993. كما حصل على الدكتوراه في الإشعاع النووي والأشعة الكونية من جامعة أمير كبير الصناعية، وتزوج من صديقة قاسمي، وأنجبا ثلاثة أولاد هم محمد مهدي وحامد وهاني. المسار الأكاديمي والعسكري بدأ مساره المهني عام 1979 وانخرط في صفوف الحرس الثوري الإيراني عام 1979، وتدرج في الرتب إلى أن وصل رتبة عميد، وركز في تلك المرحلة على العمل الأكاديمي والبحثي بالتعاون مع مؤسسات مرتبطة بالجيش ووزارة الدفاع. شارك في العمليات العسكرية أثناء الحرب الإيرانية العراقية عام 1980 ضمن التنظيم العسكري "لواء علي بن أبي طالب"، التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي تأسس بعد الثورة الإسلامية. عمل أستاذا للعلوم النووية في قسم الفيزياء بجامعة الإمام حسين العسكرية في العاصمة طهران منذ 1997. كما شغل منصب رئيس جامعة مالك الأشتر الصناعية، وهي مؤسسة تعليمية متخصصة في مجالات الهندسة والعلوم العسكرية، وتولى بين عامي 2008 و2011 رئاسة منظمة الأبحاث والابتكار الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية. وكان الهدف من هذه المؤسسة تطوير تقنيات متقدمة في مجالات الطاقة النووية والصواريخ والطائرات بدون طيار. البرنامج النووي الإيراني تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه أشرف في تسعينيات القرن العشرين على تطوير مشروع "آماد" العلمي بموافقة من كبار المسؤولين الإيرانيين، وتؤكد أنه مشروع سري خصص لتصميم وصناعة رؤوس نووية قابلة للتحميل على صواريخ باليستية من نوع "شهاب ـ3". وتضيف أنه أشرف على بناء ترسانة كان يمكن أن تقود إلى صناعة خمس قنابل نووية بحلول عام 2004، وأن إيران حصلت على تصاميم أجنبية عدة للأسلحة النووية وعدلتها لتطوير نسختها الخاصة، لكن المشروع توقف، غير أن إيران نفت وجود أي مشروع علمي بهذا الاسم. وذكرت الوكالة في تقرير لها أن بعض الأنشطة استمرت سنوات بشكل سري تحت قيادة فخري زاده، وأنه أنشأ منظمة "سبند" لتطوير القدرات النووية العسكرية وتخصيب اليورانيوم. وقد تضمن المشروع -حسب الوكالة- تجارب على تفجير نووي افتراضي باستخدام حواسيب متقدمة، كما طور نظام إشعال متعدد النقاط وهو من أساسيات صنع قنبلة نووية. وبين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2003، أجرت الوكالة عمليات تفتيش في مواقع نووية إيرانية مثل مفاعل طهران البحثي و مفاعل نطنز ومنشأة أصفهان. واكتشفت وجود جزيئات من اليورانيوم عالي ومنخفض التخصيب غير معلن عنها من إيران، ما زاد الشكوك حول أنشطة نووية غير معلنة. وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، اعترفت إيران لأول مرة بإجراء تجارب سابقة على تحويل اليورانيوم وتخصيبه باستخدام أجهزة الطرد المركزي والليزر، وإنتاج كميات صغيرة من البلوتونيوم. كما أعلنت إيران استعدادها لتوقيع البروتوكول الإضافي والتعاون الكامل مع الوكالة بكل شفافية. وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2003، أبلغت إيران الوكالة أنها قررت تعليق جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وإعادة المعالجة، بما في ذلك وقف العمل في منشأة نطنز، وعدم إنتاج أو استيراد مواد مرتبطة بالتخصيب. عقوبات دولية أدرج قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1747، الذي صدر في 24 مارس/آذار 2007، فخري زاده ضمن قائمة الشخصيات المساهمة في تطوير البرنامج النووي الإيراني إلى جانب عدد من علماء وفيزيائيين آخرين. وبعد رفض الحكومة الإيرانية تقديمه للامتثال أمام محققي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فرضت العقوبات على محسن، وخاصة حظر سفره وتجميد أمواله وممتلكاته. كما فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على فخري زاده عام 2010، واتهمته بالعمل على تطوير الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، وحظرت التعامل المالي والتجاري معه. الأوسمة حصل فخري زاده على وسام من المرشد الإيراني علي خامنئي عام 2019 تقديرا لخدماته العلمية والبحثية في العلوم الدفاعية والطاقة النووية. تعرض محسن فخري زاده لعملية اغتيال يوم الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في منطقة أبسرد شرقي طهران، باستخدام رشاش معدل من نوع "إف إن ماغ" البلجيكي الصنع. واتهمت إيران جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) بالوقوف وراء العملية، وقالت إن السلاح رُكّب على جهاز روبوتي متقدم يعمل ب الذكاء الاصطناعي. إعلان وأضافت السلطات الإيرانية أن العملية نفذت من مراكز تحكم خارج حدود إيران، وأفادت مصادر إعلامية أميركية بأن التحضيرات لعملية الاغتيال بدأت بعد سلسلة اجتماعات في أواخر 2019 وبداية 2020، بين مسؤولين إسرائيليين بقيادة مدير الموساد يوسي كوهين ومسؤولين أميركيين. وأضافت أن من بين من حضروا هذه الاجتماعات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو ومديرة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل. وتكريما له منح خامنئي وسام نصر من الدرجة الأولى لعائلة فخري زاده في ديسمبر/كانون الأول 2020، وهو الوسام العسكري الأعلى في إيران. كما أطلق اسم "فخري" على اللقاح الإيراني ضد فيروس كورونا تكريما لإسهاماته في المجال العلمي والتكنولوجي، إذ كان من الأوائل في تطوير لقاحات محلية لمكافحة الجائحة.


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
عقول مستهدفة وأمن مخترق: لعبة الموساد الخطرة في إيران!
شهدت الأيام الماضية تطورًا استثنائيًّا في توازن القوى بالشرق الأوسط، تمثل في الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت العمق الإيراني، وأصابت مراكز قيادية وعلمية نووية، ما اعتبره كثيرون لحظة فاصلة في الصراع القائم. لكن في الحقيقة أن دولة إسرائيل لم تستهدف المنشآت النووية الإيرانية بقدر ما ركزت على العقول، بل أن الرسالة واضحة: من يمتلك العلم يصبح خصمًا حقيقيًّا، وهذا ما تجلى في خسارة إيران تسعة علماء نوويين في يوم واحد! بمعنى أن إسرائل تعلم جيدًا بأن إيران تستطيع تعويض قادتها العسكريين، لكن ليس بإمكانها تعويض علماء الذرة المقتولين على المدى القصير، أي إن هدف إسرائيل هو تفريغ إيران من علمائها الحقيقيين، الذين بإمكانهم إحداث نقلة نوعيّة لديها في مجال العلوم التجريبية عمومًا، والمجال النووي تحديدًا. كيف استطاعت إسرائيل قتل عقول إيران؟ إن الإجابة على هذا السؤال تتجلى في الهجوم الأخير على إيران، حيث تم الكشف عن حجم الاختراق الاستخباراتي العميق الذي وصل إليه الموساد داخل البنية الإيرانية وبالتالي فإن كافة المراقبين والقائمين على المراكز البحثية يؤكدون أن إستراتيجية الأمن القومي لإسرائيل تعتمد على بوصلة استباقية، في سلوكها مع أي دولة أو جماعة أو فرد يمثل تهديدًا لأمنها القومي، فلا تقبل وجود أي تهديد من أي نوع ومن أي جهة. وقد بدا واضحًا لإسرائيل بعد الضربة السابقة لإيران أنها غير قادرة على حماية مجالها الجوي وقدراتها العسكرية، لذلك كانت إسرائيل أحرص الناس على منع إيران من امتلاك هذه القوة النووية، عن طريق تدمير العقل البشري الذي يتجلى في علماء الذرة، وهذا يرجع إلى سبب بسيط، هو أن إسرائيل تعلم أيضًا أن سر بقائها هو سلاحها النووي، الذي قد يكون -في المقابل- هو نفسه سبب فنائها إذا امتلك عدوها هذا السلاح الفتاك. وبالتالي نطرح التساؤل: كيف استطاعت إسرائيل قتل عقول إيران؟ إن الإجابة على هذا السؤال تتجلى في الهجوم الأخير على إيران، حيث تم الكشف عن حجم الاختراق الاستخباراتي العميق الذي وصل إليه الموساد داخل بنية الاتصالات الإيرانية، فقد بات من الواضح أن تل أبيب لم تعتمد فقط على الأقمار الصناعية أو الطائرات المسيّرة، بل امتلكت قدرة مباشرة على رصد تحركات القادة في الحرس الثوري، والعلماء النوويين، والقيادات العسكرية العليا، عبر تتبع المكالمات والرسائل وبيانات المواقع الجغرافية. هذا النوع من الاختراق السيبراني ليس سابقة، فقد استخدمته إسرائيل سابقًا ضد حزب الله في لبنان، ما أدى إلى استهداف دقيق لقيادات الحزب، وتفكيك شبكته العملياتية. واليوم يتكرر السيناريو ذاته في إيران، مع فرق جوهري يتمثل في أن بنية الدولة الإيرانية أُصيبت في عمقها، دون أن تتمكن من صد أو حتى توقع الضربة. ففي زمن الحروب غير التقليدية، لم يعد اختراق المجال الجوي هو الأخطر، بل اختراق الهواتف والشبكات وأنظمة الاتصالات، وهو ما مكن العدو من تنفيذ عملية اغتيال معقدة ومنسقة دون خسائر تُذكر من جانبه. هذه الأهداف -رغم أهميتها- لا تعني أن المعادلة الإقليمية تغيّرت.. الرد الإستراتيجي الحقيقي يتطلب ضربات نوعية ومكلفة لإسرائيل، وإعادة رسم خطوط حمراء جديدة، وهو ما لم يحدث بعد إذًا، فالهجوم الإسرائيلي على إيران شكّل صدمة إستراتيجية، كشفت ثغرات استخباراتية وأمنية كبيرة في طهران، وأدى إلى خسائر فادحة شملت قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما يضع النظام الإيراني أمام لحظة حرجة؛ فإما رد واسع محفوف بالخطر في ظل اصطفاف غربي مع إسرائيل، أو رد محدود يُفقده هيبته داخليًّا وإقليميًّا، حيث إن توقيت الضربة يعكس أهدافًا متعددة، من تعطيل التقدم النووي الإيراني إلى كبح التحركات الدولية بشأن القضية الفلسطينية. ومع أن إسرائيل كسبت الجولة الأولى، فإن مآلات الحرب لا تزال مفتوحة، وقد تحدد مصير النظامين في طهران وتل أبيب على السواء. هذا يجعلنا نطرح التساؤل الثاني: أغيَّر الرد الإيراني المعادلة، أم كان مجرد حفظ لماء الوجه؟ رغم أن إيران سارعت لتوجيه ضربات إلى إسرائيل بعد الهجوم الذي طال قادتها وعلماءها النوويين، فإن طبيعة هذا الرد تُظهر أنه أقرب إلى رد معنوي محدود، وليس تغييرًا فعليًّا في قواعد اللعبة؛ فالضربات لم تُحدث خسائر إستراتيجية لإسرائيل، ولم تُجبرها على تغيير نهجها الأمني أو التراجع عن سياساتها. بمعنى أوضح: لم يتغير ميزان القوى، وما فعلته إيران حتى الآن يخدم أهدافًا داخلية بالدرجة الأولى، مثل: ترميم صورتها المهزوزة أمام الرأي العام. طمأنة قواعدها الشعبية ومؤسساتها السياسية. الإيحاء بأن هيبتها لم تنهَر بالكامل. لكن هذه الأهداف -رغم أهميتها- لا تعني أن المعادلة الإقليمية تغيّرت.. الرد الإستراتيجي الحقيقي يتطلب ضربات نوعية ومكلفة لإسرائيل، وإعادة رسم خطوط حمراء جديدة، وهو ما لم يحدث بعد. لهذا، ما جرى هو رسالة معنوية أكثر من كونه ردًّا ردعيًّا حقيقيًّا، وما زالت إسرائيل حتى اللحظة صاحبة اليد العليا في توقيت ومكان وشكل المواجهة. إن الحرب الكبرى قد لا تبدأ بإعلان، بل بخطأ في التقدير، أو عملية تنفلت من حدود "التوازن المحسوب".. وعندها، لن تبقى نيرانها محصورة بين طهران وتل أبيب، بل ستمتد لتشعل الإقليم بأكمله خلاصة القول: نرى أن إيران تدرك أن قدراتها الحالية لا تضمن لها النصر في مواجهة مفتوحة ضد إسرائيل المدعومة أميركيًّا؛ وإسرائيل تدرك أن إشعال حرب شاملة قد يفتح عليها جبهات متعددة (لبنان، سوريا، العراق، اليمن)، في لحظة لا تتحمل فيها المنطقة مزيدًا من الانفجار. ومع ذلك، فإن الاستنزاف المتبادل سيستمر عبر الاغتيالات، والحروب السيبرانية، وضربات محسوبة النطاق، وهو ما يجعل كل جولة أشد خطورة من سابقتها. لكن في حال أقدمت إيران على رد نوعي يفوق التوقعات، كاستهداف قادة إسرائيليين بارزين، أو تنفيذ هجوم يضر ببرنامج إسرائيل النووي، فإن احتمال اندلاع حرب واسعة سيصبح واردًا جدًّا، وربما مفاجئًا. في النهاية، فإن الحرب الكبرى قد لا تبدأ بإعلان، بل بخطأ في التقدير، أو عملية تنفلت من حدود "التوازن المحسوب".. وعندها، لن تبقى نيرانها محصورة بين طهران وتل أبيب، بل ستمتد لتشعل الإقليم بأكمله.