logo
هل يبتلع ترامب القارة العجوز؟

هل يبتلع ترامب القارة العجوز؟

عمون٠٣-٠٣-٢٠٢٥

واشنطن لا تتعامل فقط مع العرب كدمى على رقعة الشطرنج. ولكن، تتعامل كذلك مع البلدان الاوروبية.
استنزاف للثروات والازمنة، واستنزاف مروع للسياسات والامكانات. ويرى ترامب أن اوروبا مجبرة على دفع فاتورة الناتو العسكرية والامنية، ومقابل حماية امريكا الى القارة العجوز.
وفي واشنطن، سواء كان الرئيس جمهوريا ام ديمقراطيا، فانهم يرون انفسهم «الهة القرن».
وفي علاقة امريكا مع اوروبا محاولة لاحتواء القارة العجوز، واقتضى في عهد الرئيس الامريكي السابق بايدن دخول اوروبا في حرب اوكرانيا لازاحة خطر بوتين، وان يحل زيلينسكي محله بشخصية كاركاتورية. استدرج القيصر بوتين الى المتاهة الاوكرانية، وبعدما وضعوا اطارا لدخول اوكرانيا الى حلف الناتو، ونصب صواريخ بالستية على أسوار الكرملين.
وفي اعوام الحرب الاوكرانية، اعادت روسيا بناء قوتها على الارض، وابتعثت الروح القومية الروسية بكل وهجها، وتكيفت مع الحصار الاقتصادي، وانتعشت القطاعات الزراعية والصناعية على نحو حد مثير. وثم جاءت زوبعة ترامب في الأزمة الأوكرانية.. وشاهدنا كيف كان الرئيس الاوكراني محشورا بين مخالب ترامب في اجتماع المكتب البيضاوي.
امريكا «قضاء وقدر «.. وبلا شك في التاريخ لم توجد دولة تلعب في تقرير مصائر العالم، كما هو شأن امريكا. وهي حقيقة يصعب انكارها.
ومن بعد الحرب العالمية الثانية، وامريكا تنفرد في ادارة العالم، وان تقاسمت النظام العالمي مع دول أخرى، فسرعان ما يتحول العالم الى القبضة الامريكية.
ومنذ انزال النورماندي عام 1944، ومشروع مارشل عام 1946، والبيت الابيض ينظر الى اوروبا كمحمية امريكية. ووصف ترامب اوروبا بـ»العشيقة الشمطاء» ، وان حاولت بريطانيا وفرنسا أن يحافظا على بريق اوروبي في حرب 1956، والعدوان الثلاثي على مصر، ومحاولة تحطيم جمال عبدالناصر على ضفاف قناة السويس، ولكن جاء الامريكان وبالضربة القاصمة قضوا على الانجليز والفرنسيين في الشرق الاوسط.
ومن ذاك التاريخ، والاوروبيون عاجزون عن إرسال برقيات تهنئة ومعايدة الى الشرق الاوسط الا بضوء اخضر وموافقة من واشنطن.
وكذلك، انتهى ديغول وفرانسوا ميتران وتاتشر.. ولاحظنا، كيف كان رد ترامب على الرئيس الفرنسي ماكرون حينما طالب بتأسيس جيش اوروبي موحد، وما اعلنه من بكين عن مكان لاوروبا مستقلة في العلاقة ما بين الصين والغرب .
وفي الازمة السورية والقضية الفلسطينية، والملف النووي الايراني، رأينا كيف أن الاوروبيين يلعبون دورا كما لو أنهم امريكان اكثر من الامريكيين.
ودون هوادة، فإن ايلون ماسك تدخل في الانتخابات الالمانية، وعرف كيف يبعثر اوراق اليمين واليسار في المانيا. وبعدما تحولت الايدولوجيات الى ظاهرة كاريكاتورية، ولا تدري هل تثير الشفقة على اليمين ام اليسار ؟ والى أي حد يمكن أن تتحمل اوروبا زوابع ترامب السياسية، وخصوصا في أزمة اوكرانيا، والانقلاب على التحالف الغربي، والذي يقود العلاقة الامريكية / الاوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
وهي اسئلة تتكاثر أن كانت اوكرانيا ضحية روسية أم امريكية؟ أو أن هذا البلد كان يمكن أن يكون جدار عزل بين روسيا القيصرية واوروبا العجوز؟
ترامب يستهين في الحلفاء الاقليمين والدوليين، وحتى بريطانيا، ووجدت نفسها لاول مرة منذ استقلال امريكا الى جانب الاخر من واشنطن في مسألة الامن الاوروبي.
رئيس وزراء المجر قال : الاقوياء يصنعون السلام والضعفاء يصنعون الحرب. ويغازل سياسة ترامب في ادارة ملف الازمة الأوكرانية. وفيما يعتبر سياسيون اوروبيون أن ترامب اعلن الطلاق في علاقة امريكا مع اوروبا، وان القارة العجوز في نظر ترامب لم تعد تصلح ان تكون الحصان الامريكي، وليترك اوروبا عارية أمام «الدببة القطبية».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المبعوث الأميركي يلتقي الشرع بعد رفع العقوبات
المبعوث الأميركي يلتقي الشرع بعد رفع العقوبات

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

المبعوث الأميركي يلتقي الشرع بعد رفع العقوبات

السوسنة - أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا أنه التقى الرئيس السوري الانتقالي في اسطنبول السبت بعد رفع العقوبات الأميركية على دمشق.وقال السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك في بيان "التقيت اليوم (السبت) الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في اسطنبول لتنفيذ قرار الرئيس ترامب الجريء لفتح الطريق للسلام والازدهار في سوريا".وأشاد "بالخطوات الجادة" التي اتخذها فيما يتعلق بالمقاتلين الأجانب، والعلاقات مع إسرائيل.ويوم الجمعة، أصدرت الولايات المتحدة رخصة عامة تُتيح تخفيفًا جزئيًا للعقوبات المفروضة على سوريا، وفقًا لما ورد على الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي، خلال جولة له في الشرق الأوسط، عن عزمه إصدار قرار بإنهاء العقوبات المفروضة على الحكومة الانتقالية السورية، في تحوّل كبير في السياسة الأميركية، سبقه لقاء قصير جمع ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض.وفي بيان رسمي، قالت الخزانة الأميركية: "اليوم، أصدرت دائرة مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابعة لوزارة الخزانة الأميركية الرخصة العامة رقم 25 (GL 25)، لتوفير تخفيف فوري للعقوبات المفروضة على سوريا، تماشيًا مع إعلان الرئيس بشأن وقف شامل للعقوبات. وتُجيز هذه الرخصة المعاملات المحظورة بموجب لوائح العقوبات السورية، ما يعني عمليًا رفع العقوبات المفروضة على سوريا."وأضاف البيان أن الرخصة العامة GL 25 "ستُتيح استثمارات جديدة ونشاطًا في القطاع الخاص بما يتماشى مع استراتيجية 'أميركا أولًا' التي يتبناها الرئيس ترامب"، كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية بالتوازي عن إصدار إعفاء بموجب "قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين"، يتيح لشركاء الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة البدء بخطوات لتعزيز إمكانات سوريا الاقتصادية.وأكدت وزارة الخزانة أن الرخصة لا تسمح بأي تعاملات تعود بالنفع على روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية، وهي من أبرز داعمي النظام السابق.وتهدف هذه الخطوة إلى "إعادة بناء الاقتصاد السوري والقطاع المالي والبنية التحتية"، بما يتماشى مع المصالح السياسية للولايات المتحدة. وتشمل المعاملات المصرّح بها بموجب GL 25: الاستثمارات الجديدة في سوريا، تقديم خدمات مالية وخدمية، والتعاملات المرتبطة بالنفط أو المنتجات النفطية السورية.كما تُجيز الرخصة جميع التعاملات مع الحكومة السورية الجديدة، وكذلك مع بعض الأشخاص المحظورين الذين تم تحديدهم في ملحق خاص بالرخصة. وبالتوازي مع ذلك، أصدرت شبكة مكافحة الجرائم المالية (FinCEN) استثناءً يسمح للمؤسسات المالية الأميركية .

الاستقلال في حياة الأمم والشعوب
الاستقلال في حياة الأمم والشعوب

السوسنة

timeمنذ 3 ساعات

  • السوسنة

الاستقلال في حياة الأمم والشعوب

الاستقلال في حياة الأمم والشعوب ليس مجرد مناسبة عادية، بل كلمة تحمل في طياتها سحرًا خاصًا يضيء تاريخ الشعوب. فهو الرابط الذي يربط الماضي بالحاضر لكل أمة تحترم نفسها وتقدّر تضحيات أبنائها وشهدائها. كلمة "الاستقلال" لها وقع السحر، فهي محطة تاريخية تذكرنا بنضال وكفاح الأجيال، وتأثيرها السحري ينبع من أنها تمثل ذكرى التضحيات الغالية التي قدمتها الشعوب عبر الزمن للوصول إلى هذه اللحظة العزيزة.كل الأمم والشعوب تحتفل بالاستقلال، ما عدا بريطانيا العظمى سابقًا، تلك الإمبراطورية التي "لا تغيب عنها الشمس" بسبب مستعمراتها الكثيرة. لكن بعد الحرب العالمية الثانية وعدوانها الثلاثي على مصر بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر، تراجع دورها لتصبح دولة كبرى من الدرجة الثالثة أو حتى الرابعة. فقد أنهكتها الحرب العالمية الثانية عسكريًا، وانهكها العدوان الثلاثي سياسيًا وعسكريًا.يحتفل وطننا العزيز اليوم بذكرى استقلاله كباقي الأمم والأوطان، لكن يبقى السؤال: هل حققنا الاستقلال بكافة مقوماته؟ وهل استفدنا من الماضي حتى لا يعود علم أجنبي يرفرف فوق سماء الوطن؟ وهل بنينا مؤسسات وطنية حقيقية تقف شامخة في وجه الاستعمار بكل أشكاله؟أم أن الحكومات المتعاقبة في وطننا باعت مؤسساتنا الوطنية، ودمرتها بدلًا من بناءها واستثمارها لمصلحة المستقبل والأجيال القادمة؟ ومن حقنا كشعب أن نواجه أنفسنا وحكوماتنا في هذه المناسبة، ونتساءل عن سداد الديون التي تم بها بيع أفضل مؤسسات الوطن وأراضيه، في حين أن الديون لم تنقص بل ازدادت. والحق يُقال إن ما تبقى لنا من مؤسسات وطنية هو الصحة والتعليم، واللذين للأسف يتعرضان لمحاولات ضرب وإفشال متعمدة. فهل نسأل في هذه المناسبة عن مستقبل الأجيال الشابة وما ينتظرهم في الغد؟بعد بيع مؤسسات الوطن، وكلنا يعلم أن القطاع الخاص مهما بلغت قوته ونجاحه، لا يمكن أن يكون بديلاً للقطاع العام، الذي يجب أن يمتلك اليد الطولى لأنه يمثل روح الدولة وحضورها، خصوصًا في العالم النامي الذي ننتمي إليه.وكيف يمكن أن يكون هناك استقلال مع وجود قواعد أجنبية في وطننا وفي باقي دول العالم النامي؟ فالاستقلال ليس مجرد كلمة في قاموسنا اللغوي، بل هو إرادة. ولا وجود لاستقلال سياسي دون استقلال اقتصادي، فهما مرتبطان ارتباطًا جدليًا، كل منهما يكمل الآخر ولا ينفصل عنه.الاستقلال السياسي في حياة الأمم والشعوب هو مرحلة مهمة من مراحل التاريخ، لكن يتبعها الاستقلال الاقتصادي. فهل وطننا وأمتنا مستقلين فعلاً؟ أي شعب يرى أن ماضيه أفضل من حاضره، عليه أن يعلم أن مستقبله مهدد بفقدان استقلاله وحتى وجوده.ويقول الزعيم جمال عبد الناصر:"الاستقلال ليس قطعة قماش تسمى علمًا، ولا نشيدًا من التراث يسمى وطنيًا، بل الاستقلال هو إرادة."فهل نحن اليوم مستقلون حقًا؟!

عيد الاستقلال: صفحات المجد في ذاكرة وطن
عيد الاستقلال: صفحات المجد في ذاكرة وطن

عمون

timeمنذ 5 ساعات

  • عمون

عيد الاستقلال: صفحات المجد في ذاكرة وطن

يُعد عيد الاستقلال الأردني، الذي يُصادف الخامس والعشرين من أيار/مايو عام 1946، لحظةً مفصلية في مسار تشكّل الدولة الأردنية الحديثة. ورغم بساطة الحدث في إعلان الاستقلال عن الانتداب البريطاني ـ إلا أن عمقه التاريخي، وتبعاته السياسية والاجتماعية، وما رافقه من تحولات مؤسسية، تجعله ظاهرة مركبة تستحق التأمل فهو ليس مجرد حدث تأسيسي، بل محطة مركزية لفهم منطق بناء الدولة، وتحولات الشرعية، وتبلور الهوية الوطنية الأردنية في سياق إقليمي متقلب. لا يمكن فهم استقلال الأردن دون استحضار السياق الدولي والإقليمي في أربعينيات القرن العشرين، حين كانت الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية تتفكك تدريجيًا تحت ضغط حركات التحرر الوطني، والتغيرات الجيوسياسية بعد الحرب العالمية الثانية. في هذا المناخ، سعى الأمير عبد الله بن الحسين، وريث المشروع القومي الهاشمي، إلى تحويل 'إمارة شرق الأردن' إلى كيان سياسي ذي سيادة. ونصت المادة (1) - الفقرة (2) من ميثاق الأمم المتحدة 'إنماء العلاقات الودية بين الأمم، على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالتسـاوي في الحقوق بين الشعوب، وبأن يكون لكل منها الحق في تقرير مصيرها، وكذلك اتخاذ التدابير الأخرى الملائمة لتعزيز السلم العام.' وكان مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها بمثابة نقطة ارتكاز قانونية لاستكمال مسار الاستقلال فبعد مفاوضات مضنية، اعترفت بريطانيا والأمم المتحدة بالأردن كدولة مستقلة في 25 أيار 1946، وأُعلن قيام المملكة الأردنية الهاشمية، مع تتويج عبد الله الأول ملكًا دستوريًا،وواصلت القيادات الهاشمية، بدءًا من الملك عبد الله الأول مرورًا بالملك الحسين بن طلال، وصولًا إلى جلالة الملك عبد الله الثاني في ترسيخ دعائم الدولة الأردنية الحديثة، وتعميق مفهوم السيادة الوطنية، وتعزيز الاستقلال بمضامين سياسية واقتصادية وثقافية. حيث شكل الخطاب الملكي أداة رمزية هامة ففي أحد خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني الوطنية، قال جلالة الملك عبد الله الثاني: 'الاستقلال لم يكن نهاية الطريق، بل بدايته. فقد استلمنا راية البناء والتطوير، وواصلنا المسيرة بثقة وثبات، ونحن اليوم على عتبة مستقبل أكثر طموحًا.' يُظهر هذا الخطاب كيف تحوّل الاستقلال من ذكرى تاريخية إلى مشروع وطني مستمر، يستدعي كل عام لإعادة تثبيت مفاهيم المواطنة، والسيادة، والانتماء، ولتحفيز الأداء السياسي والاقتصادي وتشكل مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال امتدادًا للثقافة السياسية الوطنية، وتُسهم في تعزيز الانتماء وترسيخ مفاهيم المواطنة. وتشمل هذه المظاهر تنظيم العروض العسكرية، والفعاليات الثقافية، والخطابات الرسمية، والأنشطة الشبابية والتعليمية، التي تُبرز مكانة الاستقلال في صيانة الهوية الوطنية والتاريخية. إن عيد الاستقلال الأردني لا يُعد مجرد ذكرى وطنية يتم إحياؤها سنويًا، بل هو بنية رمزية ومؤسسية تؤطر مشروع الدولة الأردنية الحديثة، وتُجسد قدراتها على التحول من كيان ناشئ إلى دولة ذات سيادة واستقرار. لقد مثّل الاستقلال نقطة التقاء بين الإرادة السياسية الهاشمية والنضج الاجتماعي الوطني، في وقت كانت فيه معظم الكيانات السياسية في المنطقة تتأرجح بين التبعية والاضطراب، فإن تجربة الأردن ليست مجرد سردية وطنية، بل هي شهادة حيّة على قدرة الشعوب على النهوض، وصناعة مستقبلها بإرادة ووعي. فالأردن، الذي وُلد من رحم التاريخ، ما زال يمضي بثبات في طريق الإصلاح، والتنمية، وتعزيز الهوية الجامعة، ضمن رؤية متكاملة تجمع بين الأصالة والمعاصرة. ولا بد لنا ان نستشهد في هذه المناسبة احدى قصائد الشاعر حيدر محمود التي من أشهر قصائده الوطنية قصيدة 'يا أردن الأرض الحبيبة'، التي يقول فيها: 'يا أردن الأرض الحبيبة يا منبع المجد والعروبة"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store