البكار يتقبل التعازي بوفاة شقيقه الخميس في المدينة الرياضية
انا لله وان اليه راجعون..
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 24 دقائق
- أخبارنا
خالد البكار يتقبل التعازي بوفاة شقيقه حسين .. الخميس في المدينة الرياضية
أخبارنا : تخفيفا على الأهل والأصدقاء واستجابة لطلب العديد منهم.. يتقبل وزير العمل الدكتور خالد البكار التعازي بوفاة شقيقه حسين محمود محمد البكار "ابو ايوب" يوم غد الخميس للرجال في قاعة "عمان" وللنساء في قاعة "يا هلا" في المدينة الرياضية من الساعة الرابعة عصر وحتى العاشرة مساء انا لله وانا اليه راجعون..


أخبارنا
منذ 11 ساعات
- أخبارنا
محمد ابو رمان : أنا عبد الحميد الغلبان
أخبارنا : « اسمي عبد الحميد. ولدت قبل أيام قليلة في خان يونس، ولم أتعلم بعد كيف أقول كلمة «ماما»، سأكتب الآن رسالتي الأولى والأخيرة. فأنا، كما أخبر الطبيب أمي، وهي تحتضن جسدي الذي برد فجأة، متّ من الجوع؛ في مجمع ناصر الطبي في خان يونس؛ أظنكم رأيتم «شريط الخبر» على شاشة الجزيرة أمس صباحاً. « كنتُ خبراً، كما هي حال عشرات الرضع والأطفال أمثالي، لا تخافوا، لن أعاتبكم، أعلم أن العالم مشغول جدًا، وأن بعضكم يعتقد أن «السياسة أعقد من علبة حليب». فقط أردت أن أخبركم أنني كنت أريد الحياة، رغم كل ما حولي. كنت أحلم بحضن دافئ، بحليب لا تحسبه أمي بالقطرة، بثياب لا تشبه الشاش، بأن لا أنام كل ليلة على أنين الخائفين، ولا أستيقظ على أصوات الموت. الحمد لله أنني لم أعش لأرى عالما بهذا الحجم من الظلم؛ ولم أشاهد هذا العجز العربي؛ وهذا النفاق الدولي، ربما ذلك أفضل لي؛ لكن ماذا عن شعبي وأهلي الذين يموتون أمامكم ! « في غزة، نحن لا نموت مرة واحدة. نموت جوعًا، قصفًا وهمّاً، ونموت بصمتكم. أعرف أنكم تعرفون. ترونني في الصور، ملفوفًا بقطعة قماش باهتة، أنا «الرضيع المصلوب»، لكن بلا أحد يحمل عني الخطيئة. يقولون إن موتي جاء لأن «حماس» رفضت صفقة. فهل أنا «حماس»؟ وهل أمي التي بكت حتى جفّت دموعها كانت تفاوض؟ هل كنتُ تفاوضًا على طاولة؟ أم كنتُ رضيعًا ينتظر حليبًا لم يصل، ودواءً مُنع، وفرصة تنفّس تحت شمس لم تعد تشرق هنا؟ « إسرائيل قررت أن تجوّعنا عمدًا. هذه ليست حربًا تقليدية، ولا مواجهة مع عدو مسلح. هذه حرب على الماء، على الطعام، على الحياة. هي إبادة مكتملة الأركان، اختارت أن تبدأ من الأضعف: من الأطفال. قالوا لأمي إنني واحد من أكثر من 70 طفلًا ماتوا من الجوع خلال أشهر. وإن هناك مئات الآلاف مثلنا، جياع بلا أمل، وعطاشى في مدينة بلا ماء. ويقال إن 470,000 فلسطيني في غزة على حافة الموت جوعًا، وإن أكثر من مليون آخرين يعيشون على الفتات. أين العالم؟ لا أحد يجيب. « أعرف أنكم تعبتم من سماع الأرقام. لكنها ليست أرقامًا. إنها أطفال مثلي، وأمهات مثل أمي، وآباء ماتوا وهم يركضون خلف شاحنة طحين، أو شربة ماء. في حادثة واحدة، قُتل أكثر من 90 إنسانًا فقط لأنهم كانوا ينتظرون مساعدة غذائية. ماذا تُسمّى هذه؟ مجزرة؟ لا، نحن في مرحلة ما بعد اللغة. «حين حاول بعض الكبار أن يشرحوا ما يجري، قيل لهم: هذه حرب، هذه شروط تفاوض. لكن الجوع ليس تفاوضًا، والموت جوعًا لا يُفسَّر سياسيًا. الحقيقة التي يخشون قولها أن المطلوب هو إخضاع غزة، تفكيكها، طرد أهلها، وتحويلها إلى مكان غير صالح للحياة. نحن لا نموت صدفة. نموت لأن ذلك جزء من الخطة. « لم أُولد لأسجّل في وثائق الإبادة، ولا لأكون صورة تبكيكم في المساء. كنت أحلم أن أعيش، فقط. لكن يبدو أن هذا كثير على من وُلد هنا. لا أطلب منكم أن تحرروني، فقط أن تتذكروا أن الجريمة لم تكن فقط موتي، بل إنكم رأيتم موتي، وسكتّم. «إلى العرب: ماذا بقي من أخوّة الدم؟ لم نطلب الكثير، فقط أن تصرخوا بصوت واضح أن الجوع جريمة. أن لا تكونوا شهود زور. أن لا تكتفوا ببيانات مكررة، ومسيرات مؤقتة، ثم تعودون إلى صمتكم الطويل. « أما أنت أيها العالم: أعرف أنكم تتحدثون كثيرًا عن القيم، وعن النظام الدولي، وعن الإنسانية. فأين كانت هذه كلها وأنا أذبل بين يدي أمي؟ أكان موتي متوافقًا مع القانون الدولي؟ أم أن القانون يغض الطرف حين يكون القاتل حليفًا قويًا؟ « في النهاية، لا شيء أطلبه أكثر من أن تتذكروا اسمي: عبد الحميد الغلبان. رضيع لم يعش أكثر من أسابيع، مات لأنه لم يجد شيئًا يأكله، ولا أحد يدافع عنه. اسمي لا يهم في نشرات الأخبار، لكنه كان يعني العالم كله لأمي. وربما، لو صرخ أحد لأجلي، كنت سأكبر، وأكتب أول مقالة حقيقية عن غزة، لا من قبر صغير، بل من حياة كاملة. ــ الدستور

الدستور
منذ 13 ساعات
- الدستور
أنا عبد الحميد الغلبان
« اسمي عبد الحميد. ولدت قبل أيام قليلة في خان يونس، ولم أتعلم بعد كيف أقول كلمة «ماما»، سأكتب الآن رسالتي الأولى والأخيرة. فأنا، كما أخبر الطبيب أمي، وهي تحتضن جسدي الذي برد فجأة، متّ من الجوع؛ في مجمع ناصر الطبي في خان يونس؛ أظنكم رأيتم «شريط الخبر» على شاشة الجزيرة أمس صباحاً. « كنتُ خبراً، كما هي حال عشرات الرضع والأطفال أمثالي، لا تخافوا، لن أعاتبكم، أعلم أن العالم مشغول جدًا، وأن بعضكم يعتقد أن «السياسة أعقد من علبة حليب». فقط أردت أن أخبركم أنني كنت أريد الحياة، رغم كل ما حولي. كنت أحلم بحضن دافئ، بحليب لا تحسبه أمي بالقطرة، بثياب لا تشبه الشاش، بأن لا أنام كل ليلة على أنين الخائفين، ولا أستيقظ على أصوات الموت. الحمد لله أنني لم أعش لأرى عالما بهذا الحجم من الظلم؛ ولم أشاهد هذا العجز العربي؛ وهذا النفاق الدولي، ربما ذلك أفضل لي؛ لكن ماذا عن شعبي وأهلي الذين يموتون أمامكم ! « في غزة، نحن لا نموت مرة واحدة. نموت جوعًا، قصفًا وهمّاً، ونموت بصمتكم. أعرف أنكم تعرفون. ترونني في الصور، ملفوفًا بقطعة قماش باهتة، أنا «الرضيع المصلوب»، لكن بلا أحد يحمل عني الخطيئة. يقولون إن موتي جاء لأن «حماس» رفضت صفقة. فهل أنا «حماس»؟ وهل أمي التي بكت حتى جفّت دموعها كانت تفاوض؟ هل كنتُ تفاوضًا على طاولة؟ أم كنتُ رضيعًا ينتظر حليبًا لم يصل، ودواءً مُنع، وفرصة تنفّس تحت شمس لم تعد تشرق هنا؟ « إسرائيل قررت أن تجوّعنا عمدًا. هذه ليست حربًا تقليدية، ولا مواجهة مع عدو مسلح. هذه حرب على الماء، على الطعام، على الحياة. هي إبادة مكتملة الأركان، اختارت أن تبدأ من الأضعف: من الأطفال. قالوا لأمي إنني واحد من أكثر من 70 طفلًا ماتوا من الجوع خلال أشهر. وإن هناك مئات الآلاف مثلنا، جياع بلا أمل، وعطاشى في مدينة بلا ماء. ويقال إن 470,000 فلسطيني في غزة على حافة الموت جوعًا، وإن أكثر من مليون آخرين يعيشون على الفتات. أين العالم؟ لا أحد يجيب. « أعرف أنكم تعبتم من سماع الأرقام. لكنها ليست أرقامًا. إنها أطفال مثلي، وأمهات مثل أمي، وآباء ماتوا وهم يركضون خلف شاحنة طحين، أو شربة ماء. في حادثة واحدة، قُتل أكثر من 90 إنسانًا فقط لأنهم كانوا ينتظرون مساعدة غذائية. ماذا تُسمّى هذه؟ مجزرة؟ لا، نحن في مرحلة ما بعد اللغة. «حين حاول بعض الكبار أن يشرحوا ما يجري، قيل لهم: هذه حرب، هذه شروط تفاوض. لكن الجوع ليس تفاوضًا، والموت جوعًا لا يُفسَّر سياسيًا. الحقيقة التي يخشون قولها أن المطلوب هو إخضاع غزة، تفكيكها، طرد أهلها، وتحويلها إلى مكان غير صالح للحياة. نحن لا نموت صدفة. نموت لأن ذلك جزء من الخطة. « لم أُولد لأسجّل في وثائق الإبادة، ولا لأكون صورة تبكيكم في المساء. كنت أحلم أن أعيش، فقط. لكن يبدو أن هذا كثير على من وُلد هنا. لا أطلب منكم أن تحرروني، فقط أن تتذكروا أن الجريمة لم تكن فقط موتي، بل إنكم رأيتم موتي، وسكتّم. «إلى العرب: ماذا بقي من أخوّة الدم؟ لم نطلب الكثير، فقط أن تصرخوا بصوت واضح أن الجوع جريمة. أن لا تكونوا شهود زور. أن لا تكتفوا ببيانات مكررة، ومسيرات مؤقتة، ثم تعودون إلى صمتكم الطويل. « أما أنت أيها العالم: أعرف أنكم تتحدثون كثيرًا عن القيم، وعن النظام الدولي، وعن الإنسانية. فأين كانت هذه كلها وأنا أذبل بين يدي أمي؟ أكان موتي متوافقًا مع القانون الدولي؟ أم أن القانون يغض الطرف حين يكون القاتل حليفًا قويًا؟ « في النهاية، لا شيء أطلبه أكثر من أن تتذكروا اسمي: عبد الحميد الغلبان. رضيع لم يعش أكثر من أسابيع، مات لأنه لم يجد شيئًا يأكله، ولا أحد يدافع عنه. اسمي لا يهم في نشرات الأخبار، لكنه كان يعني العالم كله لأمي. وربما، لو صرخ أحد لأجلي، كنت سأكبر، وأكتب أول مقالة حقيقية عن غزة، لا من قبر صغير، بل من حياة كاملة.