logo
إسرائيل وتحديات وقف الضربات الأميركية على «الحوثيين»

إسرائيل وتحديات وقف الضربات الأميركية على «الحوثيين»

العربية١٠-٠٥-٢٠٢٥

تشير كل المصادر الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية فوجئت بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف شن ضربات على «الحوثيين»، وأنه لم يشر إلى موقف الجماعة من استهداف إسرائيل، أو استمرار الضربات «الحوثية» على إسرائيل، أو الرد الإسرائيلي المحتمل.
مبدئياً، تسعى الإدارة الأميركية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية كبيرة مع زيارة الرئيس ترامب إلى الخليج في 13- 15 مايو الجاري، والتأكيد على انتهاء الخطر «الحوثي»، وعودة الهدوء إلى البحر الأحمر، ومنطقة الخليج باعتباره مطلباً خليجياً، وبغض النظر عن تفاصيل الاتفاق، فالاتفاق يكشف عن اتساع الفجوة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويظهر تحوّلاً نسبياً في الموقف الأميركي من النزاع بين إسرائيل و«الحوثيين»، كما يؤكد الاتفاق أن ترامب ليس خاضعاً لنتنياهو، وأنه يضع الحسابات الأميركية الداخلية نصب عينيه، وهو يتعامل مع ملفات المنطقة وحتى الوقت الراهن من غير الواضح أن الإدارة الأميركية ستشمل إسرائيل في سياق الاتفاق مع الجماعة «الحوثية»، ما يشير إلى أن الاتفاق أميركي في الأساس.
في هذا الاطار، يسعي الرئيس ترامب لتخفيف الأعباء المالية، والإنفاق على الضربات، خاصة أن الاقتصاد الأميركي يعاني في الوقت الراهن تداعيات، وإرث الإدارة الأميركية السابقة خاصة، وأن استمرار الحرب معناه مزيد من تعرض المصالح الأميركية للخطر، كما أن الرئيس الأميركي ترامب يحظى بدعم تيار «ماجا»، الذي يتبنى العزلة التامة في السياسة الخارجية، والخروج من النزاعات في الشرق الأوسط لتقليل التكلفة الاقتصادية لذلك، فإن هذا الاتفاق يظهر أن ترامب لا يتجاهل الحسابات الداخلية، وهو يتعامل مع نتنياهو الذي يحاول بوضوح توريط الولايات المتحدة في حرب مع إيران، خصوصاً وأنه تزامن مع تصعيد إسرائيلي كبير ضد «الحوثيين». وفي ظل وجود قناعة للرئيس ترامب بتقليل النزاعات والتوترات في المناطق المشتعلة.
ولا شك أن هناك مخططاً أميركياً بضرورة استثمار الوضع الراهن للمفاوضات مع الجانب الإيراني، ورغم أنها ما تزال مستمرة، ولم تصل بعد لإطار مكتوب أو محدد، إلا أن التوصل لاتفاق مبدئي مع الجماعة «الحوثية» بوقف الهجمات معناه التسريع بالتوصل لاتفاق مع إيران، واعتبار خطوة وقف الاستهدافات بين الإدارة الأميركية والجماعة الحوثية مقدمة وخطوة نحو التوصل لاتفاق مع إيران(الانتقال من الجزئي/ الجماعة الحوثية إلى الكلي/ إيران يدفع بهذا التصور).
في السياق الراهن والمحتمل سيؤثر الاتفاق بين الولايات المتحدة والجماعة «الحوثية» على إسرائيل من أمور عدة، فقد تسعى الإدارة الأميركية لتضمين إسرائيل في الاتفاق، والتأكيد أن إسرائيل مشمولة في إطاره، ما سيوقف أي تهديد او استهداف صاروخي لمنشآت مدنية أو عسكرية داخل إسرائيل، مع التوقع بأن توقف الجماعة «الحوثية» ضرباتها الصاروخية مع تفكيك المسار مع قطاع غزة بالفعل، ما قد يمثل أهمية مؤقتة لإسرائيل، مع التأكيد أن هذا الاتفاق مربح للطرفين بالنسبة للولايات المتحدة/ الجماعة «الحوثية»، وأن كل طرف من الأطراف له أهدافه من تبني موقف التهدئة.
وفي ضوء وجود تجاذبات كبرى في إسرائيل من تأثيرات الاتفاق على أمن إسرائيل القومي، ومدى بقاء القدرات الصاروخية للجماعة «الحوثية» قائمة برغم ما تعرض له اليمن من ضربات موجعة، واستهداف البنية الأساسية من موانئ وطرق وممرات ومقرات أمنية ومدنية.
ولاشك أن هناك تخوفاً إسرائيلياً حقيقياً من أن هذا الاتفاق مع الجماعة «الحوثية»، سيكون مقدمة للاتفاق مع إيران، ما قد يؤدي لتبعات أخطر، الأمر الذي يتطلب استعداداً إسرائيلياً للتعامل مع التطورات الأميركية الإيرانية، وهو الأهم لإسرائيل خاصة في ظل احتمالات توصل إيران لمرحلة العتبة النووية، خلال الفترة المقبلة، وسيتطلب توجهاً إسرائيلياً تجاه الإدارة الأميركية لتقليل تبعات أي اتفاق أميركي إيراني على إسرائيل..
إن ما سيجري بين إيران والولايات المتحدة الأميركية من جانب، والجماعة «الحوثية» والولايات المتحدة من تطورات (أي كان توصيفها) سيكون له تبعاته الكبرى على إسرائيل بصرف النظر عما يمكن أن تجنيه إسرائيل من مكاسب بوقف المواجهات مع الجماعة «الحوثية»،، وتخليها التدريجي عن دعم المقاومة الفلسطينية إذ إن خطر الجماعة «الحوثية» سيظل قائماً في امتلاكها قدرات صاروخية قادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي.
ستظل هناك تخوفات كبرى لدى الحكومة الإسرائيلية في تخليها، ولو التكتيكي عن الالتزام الأميركي بأمنها وبرغم توافر الدفاعات الأميركية والبريطانية لأجواء إسرائيل، إلا أن الإشكالية الكبيرة تكمن في التعامل مع إيران، ولهذا فإن ما يطرح في المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل قد يكون صحيحاً بالتأكيد على أن إسرائيل وليست الولايات المتحدة، هي من تدافع عن أمنها القومي في مواجهة أية تهديدات، وإنْ كان من المهم التأكيد على أن إسرائيل لن تقوم بعمل عسكري في ظل أي تطورات محتملة على إيران من دون دعم عسكري أميركي لإتمام أي ضربة على المنشآت الإيرانية. ويبدو أن هذا أمر مستبعد في التوقيت الراهن في ظل المشهد الراهن بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، كما أن توقيع الاتفاق لا يعني تباينات كبري بين الأميركيين والإسرائيليين، لأن المصلحة الأمنية الإسرائيلية لا تزال تمثل أولوية أميركية، لكنها تعكس طريقة مختلفة في التعامل السياسي والدبلوماسي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: خفّضنا أسعار الطاقة ونستهدف الأدوية الأرخص عالمياً رغم نفوذ الشركات
ترامب: خفّضنا أسعار الطاقة ونستهدف الأدوية الأرخص عالمياً رغم نفوذ الشركات

شبكة عيون

timeمنذ 33 دقائق

  • شبكة عيون

ترامب: خفّضنا أسعار الطاقة ونستهدف الأدوية الأرخص عالمياً رغم نفوذ الشركات

ترامب: خفّضنا أسعار الطاقة ونستهدف الأدوية الأرخص عالمياً رغم نفوذ الشركات ★ ★ ★ ★ ★ مباشر: أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في كلمة ألقاها على هامش اجتماع للكونجرس مع الكتلة الجمهورية، أن الولايات المتحدة فقدت احترام العالم نتيجة سياسات الديمقراطيين، متعهداً بإصلاح ما وصفه بالخلل الذي تسببت به المعارضة. وأشار ترامب، إلى أن إدارته نجحت في خفض أسعار الطاقة وعدد من المنتجات الأساسية، مضيفاً أن المسار المقبل سيركز على تقليص أسعار الأدوية بنسبة تصل إلى 75%، لتصبح الولايات المتحدة صاحبة أقل أسعار دواء في العالم. وأوضح، أن هذا التوجه يأتي في إطار مواجهة نفوذ شركات الأدوية الكبرى، التي قال إنها تسببت في تحميل المواطنين أعباء إضافية. وانتقد ترامب النواب الديمقراطيين، قائلاً إنهم دمّروا برامج الرعاية الصحية، متعهداً بتعزيز النظام الصحي من خلال تحسين استغلال الموارد المتاحة. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية .. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر .. اضغط هنا ترشيحات الحكومة: تصنيع وتجميع سيارات "جيتور T1 وT2" في مصر باستثمارات 123 مليون دولار مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه ترامب أسعار السعودية مصر الحكومة اقتصاد

إسرائيل تستدعي سفير إسبانيا في تل أبيب
إسرائيل تستدعي سفير إسبانيا في تل أبيب

الشرق الأوسط

timeمنذ 36 دقائق

  • الشرق الأوسط

إسرائيل تستدعي سفير إسبانيا في تل أبيب

ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت استدعاء سفير إسبانيا لديها بعد أن وصف رئيس الوزراء الإسباني إسرائيل بأنها «دولة إبادة جماعية». وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وصف إسرائيل في جلسة برلمانية بأنها «دولة إبادة جماعية»، مؤكداً أن بلاده لا تربطها أي علاقات تجارية مع إسرائيل. وأضافت الصحيفة أنه رداً على ذلك، قالت «الخارجية الإسرائيلية» إنها سوف تستدعي السفير الإسباني لتقديم احتجاج.

بريطانيا تعلق مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وتستدعي سفيرتها
بريطانيا تعلق مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وتستدعي سفيرتها

الشرق الأوسط

timeمنذ 37 دقائق

  • الشرق الأوسط

بريطانيا تعلق مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وتستدعي سفيرتها

علّقت الحكومة البريطانية، الثلاثاء، مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل وفرضت عقوبات جديدة على مستوطنين في الضفة الغربية احتجاجاً على ممارساتها في قطاع غزة. كذلك، أعلن وزير الخارجية ديفيد لامي أن وزارته استدعت السفيرة الإسرائيلية تسيبي هاتوفيلي رداً على تكثيف إسرائيل غاراتها وتوسيع عملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني المحاصر، مع استمرار الحرب الدائرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. من جهتها، قللت الحكومة الإسرائيلية من أهمية إعلان بريطانيا تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، قائلة إن الحكومة البريطانية الحالية لم تحرز أي تقدم على الإطلاق في المفاوضات. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان «هذه الاتفاقية كانت ستخدم مصلحة البلدين على حد سواء. وإذا كانت الحكومة البريطانية... على استعداد لإلحاق الضرر بالاقتصاد البريطاني، فهذا قرارها وحدها». وانتقدت إسرائيل عقوبات فرضتها بريطانيا على مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، ووصفت القرار بأنه «غير مبرر ومؤسف».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store