logo
مهرجان كرنفالي شعبي في النخيلة بالدريهمي بمحافظة الحديدة

مهرجان كرنفالي شعبي في النخيلة بالدريهمي بمحافظة الحديدة

26 سبتمبر نيتمنذ 3 أيام
أقيم بساحة ملعب النخيلة في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، عصر اليوم الخميس، المهرجان الكرنفالي الشعبي السنوي لموسم جني التمور' المناصف' للعام 1447هـ.
أقيم بساحة ملعب النخيلة في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، عصر اليوم الخميس، المهرجان الكرنفالي الشعبي السنوي لموسم جني التمور' المناصف' للعام 1447هـ.
تضمن المهرجان، الذي نظمته السلطة المحلية بمديرية الدريهمي وشعبة التعبئة العامة، واللجنة الزراعية والسمكية العليا، بالتنسيق مع جمعيتي مزارعي الدريهمي وساحل تهامة، سباق للخيول والهجن والفقز على الجمال والرقصات الشعبية والتسويق للمنتج المحلي للتمور، وفقرات متنوعة جمعت بين الموروث الشعبي والإرث الثقافي.
وخلال المهرجان، الذي حظي بزخم وحضور جماهيري كبير، أشار محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، إلى أهمية مثل هذه المهرجانات التعريفية والتسويقية التي تبرز جانبا من ثروات اليمن عامة وتهامة خاصة في المجال الزراعي.
وتطرق إلى البرامج والأنشطة والجهود المبذولة في إطار موجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – التي تركز على تحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية بالمحافظة للاستفادة منها في تحسين الظروف المعيشية للأسر الزراعية وتوفير فرص العمل.
ولفت الى أن ابناء الحديدة حارس البحر الأحمر يثبتون للعالم، من خلال هذا المهرجان الجماهيري الشعبي في هذه المديرية الدريهمي الآباء والعزة والكرامة، التي تصدت لجحافل العدوان ومرتزقته وبما جسدوه من لوحة صمود خلال أربع سنوات من التصعيد في ظل العدوان والحصار، والتصدي لكل المخططات والمؤامرات، مقدرتهم الفائقة على تجاوز الصعاب والتحديات.
مؤكدا تشجيع ودعم السلطة المحلية لمثل هكذا فعاليات وأنشطة والتوسع في إقامتها، وأشاد عطيفي بمستوى الإعداد والتنظيم للمهرجان، وما قدمه المشاركون من فقرات متنوعة تعبيرا عن رمزية وادي النخيلة المشهور بزراعة أشجار النخيل، والاحتفال بموسم جني التمور فيها.
فيما أوضح وكيل المحافظة لشؤون الخدمات محمد حليصي، أن أشجار النخيل الباسقة بتمورها المختلفة أرتبطت منذ مئات السنين بأبناء تهامة بشكل كبير، فكانت مصدرا أساسيا للغذاء، ووسيلة مهمة للعيش على مدار العصور.
وأشار إلى أن أبناء الدريهمي والتحيتا وبيت الفقية يحتفلون في كل عام بموسم حصاد التمور بمهرجانات تقام في النخيلة والسويق والجاح يتوافد عليها التجار والمواطنون من مختلف المناطق والمحافظات للشراء.
معتبرا هذا الارتباط الإنساني بالتمور تطور لاحقاً في الحديدة ليصبح ذا أهمية اقتصادية وثقافية أساسية كون المحافظة تشتهر بأجود أنواع التمور على مستوى المنطقة.
فيما قال مدير المديرية محمد الموساي، ان الهدف من هذا المهرجان هو التعريف بأهمية النخيل وتشجيع المزارعين على إدخال أصناف جديدة من النخيل، مشيرا إلى أهميته كجزء من الأنشطة التي تخدم القطاع الزراعي.
وأكد تنسيق الجهود بين السلطة المحلية والجهات ذات العلاقة الرسمية، من اجل تشجيع زراعة النخيل والاهتمام بأنواع التمور والعمل علي الاستفادة منها واستغلالها الاستغلال الأمثل لدعم الاقتصاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الهام.
تضمن المهرجان، الذي حضره رئيس هيئة تطوير تهامة علي هزاع ومديرا فرع الاتحاد التعاوني الزراعي أحمد هيج ووحدة المشاريع والمبادرات الزراعية يحيى الوادعي، وعدد من المشايخ والاعيان، فقرات شعرية ورقصات فلكلورية وعروض للخيالة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل
الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل

26 سبتمبر نيت

timeمنذ ساعة واحدة

  • 26 سبتمبر نيت

الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل

في حالة من الحزن والأسى استقبلت مع زملائي في صحيفة "26سبتمبر" الخبر المفجع برحيل الصديق العزيز، وصاحب القلم الرشيق عبده درويش زيدان.. بعد رحلة عطاء ومسيرة حياة حافلة بأشكال متعددة من الأعمال الصحفية القيمة خصوصاً في مجال الثقافة والتراث والأدب. الصديق عبده درويش الذي عرفناه بدماثة أخلاقه وابتسامته التهامية الصادقة.. رحل عن دنيانا بعد معاناة جمعت بين الظروف المعيشية الصعبة نتيجة انقطاع المرتبات، وآلام مرض القلب التي أخذت منه حيويته ونشاطه عاماً بعد عام إلى أن صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها في لحظة فارقة أحزنتنا وأبكتنا كثيراً. رحل الدرويش تاركاً لنا مآثر عمله وحسن سيرته، ونقاء سريرته، واجمل ذكريات الصداقة والأخوة التي لم تنقطع حتى في سنوات مرضه بالتواصل عبر الهاتف بين الحين والآخر. الزميل الراحل وخلال معرفتنا به كأخ قريب وصديق ناصح وأستاذ قدير له اسهاماته وكتاباته المميزة في صحيفة "26سبتمبر"، اتسم على مدى عقود من العمل الصحفي بالمهنية العالية والمصداقية، والتجرد من التعالي والمن، كتاباته ولقاءاته الإعلامية تنم عن ثقافة واسعة، وتترجم مدى تشبعه بحب اليمن الإنسان والأرض. قد لا أجد الكلمات التي استطيع أن أعبر بها عن فقدان هذا الزميل العزيز، وعما يشتعل في صدري من أحاسيس وتفاعلات، وفي مثل هذه الحالة، يكتفي الإنسان بأن يخرج كل مشاعر الحزن والأسى عبر دموع صامتة، او من خلال استرجاع شريط الذكريات القريبة والبعيدة التي جمعتني بالفقيد. لقد فقدنا زميلاً عزيزاً، وقلماً مؤثراً، وإنساناً نبيلًا، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وهكذا دورات الحياة، هم السابقون ونحن اللاحقون!. المكلوم: عبدالحميد الحجازي

والد ضحية حفل محمد رمضان يناشد الجمهور التوقف عن الإساءة لابنه
والد ضحية حفل محمد رمضان يناشد الجمهور التوقف عن الإساءة لابنه

اليمن الآن

timeمنذ 6 ساعات

  • اليمن الآن

والد ضحية حفل محمد رمضان يناشد الجمهور التوقف عن الإساءة لابنه

وجه حسن العفوي، والد حسام حسن ضحية حادث الألعاب النارية في حفل محمد رمضان بالساحل الشمالي، رسالة مؤثرة إلى مستخدمي السوشيال ميديا، خاصة الذين وجهوا انتقادات جارحة لابنه المتوفى بسبب عمله في حفل غنائي. وطالب العفوي خلال مداخلة هاتفية في برنامج 'تفاصيل' على قناة صدى البلد 2، بوقف الإساءة إلى ابنه، مؤكداً أن 'كما تدين تدان' وأن ابنه الآن في رحمة الله. واضاف أن حسام كان يعتمد على نفسه في مصروفه ولم يطلب منه المساعدة ابدا، معرباً عن ألمه الشديد لما يتم تداوله عبر السوشيال ميديا. كما كشف والد الضحية عن زيارة الفنان محمد رمضان للمستشفى لتقديم واجب العزاء والاطمئنان على المصابين. وأوضح أن رمضان قدم له العزاء وغادر المستشفى. وانتقد العفوي بشدة الشائعات التي تتحدث عن قبوله تعويضات مالية، مؤكداً أن لا شيء يعوض فقدان ابنه. واشار إلى أن التواصل الوحيد الذي تلقاه بعد الحادث كان من زملاء ابنه الذين كانوا معه في تجهيزات الحفل. اخبار متعلقة

كرامة مرسال.. الشجن العتيق من حضرموت إلى أعماق الربع الخالي
كرامة مرسال.. الشجن العتيق من حضرموت إلى أعماق الربع الخالي

اليمن الآن

timeمنذ 10 ساعات

  • اليمن الآن

كرامة مرسال.. الشجن العتيق من حضرموت إلى أعماق الربع الخالي

تُغني جيدًا ويتألق صوتك إذا غنيت وحدك، كأن لا أحد يسمعك. الفنان كرامة مرسال لديه القدرة على أن ينسجم مع ذاته الداخلية كأن لا أحد في هذا الوجود سواه. يغني أمام الجمهور كأنه وحده، وكأن العالم من حوله عاجز عن إرباك انسجامه الداخلي. وجهته دائمًا داخل إحساسه المتمازج مع اللحن والكلمات. يصل إلى الجمهور عبر هذا النبع الداخلي، لا عبر التصنع أو مسايرة ضجيج المشهد الخارجي. في اللحظة التي يلامس صوته مايك الصوت أمامه، يبدو كأن لا أحد في العالم حوله سوى صوته والموسيقى التي تسري من داخله. لا تراه منشغلًا بما حوله، ومع ذلك هو في المنصة قائد حقيقي؛ يوجّه الفرقة الموسيقية، ويجذب الجمهور إلى مجاله الخاص دون جهد ظاهر، وكأن حضوره مغناطيسي بطبيعته. تجده منغمسًا في الأغنية حدّ الذوبان، وكل كلمة تمر عبر حنجرته تتحوّل إلى إحساس يشعر به المستمع من ملامح وجهه، وقفته، لا فحسب نطقه المتأني والمنطرب للكلمات. فنان معتّق، كأنه نتاج قرون من التشكّل والتراكم النفسي والفني، المحتفظ بطابعه وأسلوبه الخاص عبر الزمن. الكلمة في حنجرته ترنّ، وكأنها إحساس تحوّل إلى شيء ملموس ومتين. صدق التعبير وعذوبة الصوت يصنعان معًا بصمته الخاصة التي لا يمكن لأي فنان أن يكررها. كيف لا تكون له بصمة فريدة من نوعها، وهو يمتلك شخصية أصيلة لا شبيه لها في عالم الغناء الحضرمي واليمني عمومًا. ما قد يبدو عاديًا وهشًا في صوت أحدهم، يتحوّل في صوته إلى أغنية مكتملة الوضوح والقسمات، تأسر المستمع وتغمره في تجربة نادرة من الانسجام الفني والوجداني. هو صوت يحمل ذاكرة المكان وروح الإنسان، صوت تفصح نغماته عن كل ما هو جوهري وحقيقي. صوته يشبه أرضه: مكتمل وصبور، وفيه طبقات عاطفية تعكس البحر والصحراء والواحات والمدن القديمة. كأنه صدى لأول من نطق اللغة الأولى، أمّ اللغات العربية الجنوبية القديمة. متأنٍ وعميق الأغوار كأن عاد وثمود وعماليق الربع الخالي تسكن صوته، لا فحسب حضرموت واليمن. هو امتداد لطبقات من الذاكرة الصوتية التي حملتها الرمال والنخيل والسهول البحرية، لكنه في الوقت ذاته حالة فنية متفرّدة تقف في الحاضر، مثلما تضرب جذورها في أعماق لا يمكن سبر أغوارها. أنصتُ إلى كرامة مرسال كما لو أنني أصغي إلى نفسي في مكانٍ أجهله منذ زمن طويل. موجة موسيقية تصدر من نسغ قصيّ وعميق الأغوار في تاريخ الشخصية الحضرمية واليمن عمومًا: 'على مهلك وقد الحال تكلم يا حبيبي بالكلام الدارجي، ما أطيب الريح هبّت من رياض اليمن، متيم في الهوى، حبي لها، ويشهد الله إني عادنا فيك حبان'. في صوته بُحة نادرة، لا تُشبه أي بحة أخرى. بحة التاريخ القديم لا بحة التجربة الشخصية. بحة ذات جمعية انتظمت موجتها في روحه وليست فحسب خصيصة من خواص صوت وُلد معه. بُحة ليست حزينة كليًا ولا منتشية كليًا، لكنها تُقيم في المنطقة الوسطى بين الشجن والسكينة، في نقطة فاصلة تلتقي فيها المشاعر المتناقضة الأكثر صدقًا، وتتجاوز لحظتها ثنائية الفرح والحزن، لتحلّق فوقهما. هذه البُحة هي توقيعه الشخصي، العلامة التي تميّز صوته حتى وسط الجرس الحضرمي العريق، وكأن حضرموت نفسها استعارت حنجرة كرامة مرسال لتتجاوز بها طابعها الخاص، تُثريه، وتضيف له تجربة تتركه أكثر وضوحًا وكثافة. تجد عنده وضوح العبارة وإيقاع النفس الطويل الذي يميز المدرسة الحضرمية منذ محمد جمعة خان، لكنه يتجاوزها. أخذ من نغمة حضرموت مادته الأولى، ثم سكبها في ذات شديدة الخصوصية، حتى صار صوته نموذجًا قائمًا بذاته، لا يشبه إلا نفسه. كرامة مرسال يملك قدرة عجيبة على تحويل كل كلمة إلى كائن حيّ، له ملمس وحرارة وذاكرة. يُغني، فتتوهج الحروف في فمه كأنها وجدت حياتها الأولى. صوته ينساب كثيفًا وهادرًا مثل نهر قديم كان يشقّ الربع الخالي وصولًا إلى وادي حضرموت وما بقي فيه من أثره التاريخيّ. هو نقطة التوازن بين جذور الأغنية الحضرمية وروح الإنسان الكونية. حمل هذا التراث العتيق إلى أجيال جديدة دون أن يفقده أصالته، وترك عليه بصمته الخاصة، بصمة من الصدق والخشوع والعذوبة الخفية. تستمع إليه وكأنك تلتقي بموجات عاد وثمود وعماليق الربع الخالي ومدينة الألف عمود. رنّة صوته تختزل حضرموت، ليس في جغرافيتها وحدها، بل في طبقاتها العاطفية، في حنينها وشخصيتها الأصيلة الصافية. شفّاف وعذب وخفيف الروح في لحظات، وغامض في لحظات أخرى. فيه قوة خفية تحضر دون صخب. كرامة مرسال هو الفنان الذي يجمع بين قوة الصوت وعمق الروح التي تسكنه. أسلوبه في الغناء بسيط وعميق في آن واحد. صوته قوي دونما صخب. جذّاب دون حاجة للزخرفة. يمتاز بوضوح العبارة، وتلوين المقامات بسلاسة دون استعراض، وكأن لكل جملة موسيقية معنى داخلي يبوح به وحده. هو من هؤلاء الفنانين الذين لا يمكن للضجيج الخارجي أن يصنع لهم قيمة؛ لأن قيمته الحقيقية في عمق إحساسه ونبرة صوته الطبيعية. ما يميز مسيرته أننا أمام فنان لم يلهث يومًا خلف التجريب من أجل التغيير فقط. كان هو التجديد شخصيًا، بشحمه ولحمه ونغمات صوته. حافظ على خصوصيته وحمل معه الأغنية الحضرمية إلى أجيال جديدة، وأضاف إليها من روحه الدافقة بالمحبّة، دون أن يفقدها أصلها وجذورها. برع في ألوان الغناء الحضرمي كلها، وفي ذروتها الدان الحضرمي، وأجاد الأغنية العاطفية، واستلهم التراث الشعبي في حضرموت، وكان عنوانه الأهم خلال خمسين عامًا من مسيرته الفنية. غنى للوطن بصدق وشجن قريب إلى القلب، يصل بك إلى أقصى درجات الانتماء بصوت متحرّر من الادعاء. بالمعنى الزمني والفني، بدأ حياته الفنية من حيث انتهت حياة سلفه محمد جمعة خان في عام ثورة أكتوبر 1963، وفيه كانت بدايته وهو لا يزال في سن السابعة عشرة. وما بين فنان ذاهب وفنان آيب، ترسّخ اللون الغنائي الحضرمي كأوضح ما يكون. طُويت حياة رائد جدّد الغناء الحضرمي وأضاف له نغمات موسيقية جديدة، وبدأت حياة فنان تكثّفت فيه النغمة الحضرمية كما لم تتجلَّ في أحد غيره. أبوبكر سالم حالة مختلفة تمامًا، فبقدر ما يمثّل قارة فنية للغناء الحضرمي بثنائيته مع المحضار، وصلته العميقة بالتراث الحضرمي، وما أضافه هو من كلمات وألحان، لكنه مع ذلك فنان تجاوز حضرموت واليمن وقدم ألوانًا عديدة، والأهم أنه شكّل لوحده مدرسة غنائية جديدة باسمه في نهاية المطاف. كرامة مرسال متكاثف هنا والآن في حضرموت. حضرمي ينتح من أغوار النغمة الحضرمية القديمة، ويقدّمها بطابع خاص يضفي عليها من روحه ووجدانه ونكهته الخاصة. في التاريخ الحديث لحضرموت كان جمعة خان بداية مرحلة انبعاث جديدة للتراث الغنائي الحضرمي. عمل خان 29 عامًا في الفرقة الموسيقية السلطانية، بقيادة الهندي عبداللطيف في جزء منها، ورئيسًا لها في الجزء الآخر. مكّنه ذلك من أن يصير رائدًا في تجديد الغناء الحضرمي وإدخال وتأصيل التقاليد الموسيقية الحديثة في ألحانه وأدائه الموسيقي. إلى جانب هذا الملمح تعلّم جمعة خان العزف على يد سعد الله فرج، وكان معلمه ومرجعه في الفنون الشعبية في حضرموت ونغماتها وألوانها الغنائية. ألحانه وأداؤه أمدّا الذائقة الفنية الحضرمية واليمنية بمصادر جديدة مستمدة من الموسيقى الهندية، وله مكانة متميّزة في حضرموت واليمن عمومًا ويحظى بتقدير واسع. كرامة مرسال جاء بعد محمد جمعة خان واستكمل مسيرته، بصوته الممتلئ بالشجن وبإصراره على البقاء في مدينته برفقة الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار في فترة كانت الفرص متاحة أمامه للانتقال إلى الخليج. ظل حاملًا للموروث الحضرمي، والنموذج الأوضح والأكثر ثراءً وتعبيرًا عن البيئة الغنائية في حضرموت ومنبعها من الدان والإيقاعات الشعبية. لنقل إنه أكثر التزامًا بالأصالة المحلية والبساطة في الأداء مع حس إنساني وشعري عميق. إلى تميّزه كفنان كان بارعًا في التلحين، في فترة تجاوز فيها المحلية، بجانب فنانين يمنيين آخرين، إلى التأثير في الساحة الخليجية. أحيوا الحفلات في مدن كويتية وسعودية، وحضروا في المشهد الغنائي في الإمارات وقطر والبحرين وعُمان في زيارات الوفود الفنية التي كانت رائجة حتى نهاية الثمانينات. غنّى له فنانون خليجيون، وبعضهم أدّى أغانٍ جديدة من ألحانه. كانت أغنية 'متيم في الهوى' بطاقته التعريفية وأبرز أغنية له لقيت أصداء واسعة لدى فناني الخليج. مثلها أغنية محمد سعد عبدالله 'كلمة ولو جبر خاطر'، وأغنية فيصل علوي 'صبوحة خطبها نصيب'، و'يالله مع الليلة' لأبوبكر سالم. ثم ماذا بعد؟ ما أن تنتهي من سماع صوت كرامة مرسال، حتى تمتلئ بشعور عميق أن صداه لم يغادرك، كما لو أنه غدا جزءًا من وجدانك وذائقتك الغنائية. هو من الأصوات التي لا تنطفئ مع انتهاء الأغنية، بل تتحوّل إلى شعورٍ يقيم في الروح، وإلى رنينٍ داخلي يصعب الإفلات من نغمته الآسرة. في صوته شيء من دفء البيوت القديمة التي تحتفظ بظل ساكنيها حتى بعد رحيلهم. الاستماع إليه تجربة تتجاوز حدود الطرب، لأنها توقظ فينا إحساس الانتماء إلى ما هو أعمق من اللحظة: إلى جذورنا، إلى نبع داخلي عميق من الوجد والحنين، أكثر قدمًا من مدينة الألف عمود المطمورة تحت رمال الربع الخالي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store