logo
سوريا تلغي ترخيص شركة طلال أبوغزالة

سوريا تلغي ترخيص شركة طلال أبوغزالة

رؤيا نيوزمنذ يوم واحد
أعلنت السلطات السورية إلغاء الترخيص الممنوح لشركة طلال أبو غزالة وشركائه في سوريا وعدم منحه أو منح الجهات التي تتعامل مع شركات طلال أبو غزالة لخدمات الاستشارات والتدقيق أية عقود مستقبلية، وذلك على خلفية تصريحات اعتبرتها الحكومة السورية مسيئة للبلاد.
ونشر وزير المالية السوري محمد يسر برنية على حسابه في منصة إكس ما يلي:
عطفاً على تصريحات السيد طلال أبو غزالة صاحب مجموعة طلال أبو غزالة الدولية، وآخرها المقابلة التلفزيونية على قناة المشهد يوم الأربعاء الماضي الموافق 16 / تموز / 2025 ، وما ورد فيها من إساءات إلى سورية وعدم اعترافه بالجرائم المرتكبة من النظام المجرم البائد بحق الشعب السوري، وهو ما يتعارض مع المادة / 49/ من الإعلان الدستوري، فإنني وبصفتي وزيراً للمالية ورئيساً لمجلس المحاسبة والتدقيق في الجمهورية العربية السورية، وبتوصية وموافقة من أعضاء المجلس، قمنا اليوم باتخاذ الإجراءات القانونية لإلغاء ترخيص شركة طلال أبو غزالة وشركاؤه في سورية. يقصد بذلك إيقاف تجديد الرخصة للشركة مع المحافظة على ممارسة الأعمال المتعاقد عليها حتى نهاية العام الجاري 2025.
كما أنني وبصفتي محافظاً للجمهورية العربية السورية لدى المؤسسات والصناديق المالية الإقليمية والدولية، سنخاطب هذه الصناديق والمؤسسات بما يفيد تحفظنا في سورية، على منح أية عقود في المستقبل لشركات طلال أبو غزالة من قبل الصناديق والمؤسسات التي تساهم فيها الجمهورية العربية السورية.
من جانب آخر سنشترط على الشركات والمستثمرين الذين يرغبون الاستثمار في سورية بعدم التعاقد مع شركات طلال أبو غزالة لخدمات الاستشارة أو التدقيق، كواحدة من الشروط للحصول على تراخيص الاستثمار أو العمل في سورية.
للناس ما تشاء من آراء سياسية تخصها، لكن لا يمكننا في الدولة السورية الجديدة، التهاون مع من ينكر تضحيات الشعب السوري وآلامه.
رغم كل التحديات، سورية ستمضي بعون الله في اعادة بناء مستقبلها بعزة وكرامة في سبيل تأمين الحياة الكريمة لكل أبنائها
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سوريا: خروج الدفعة 2 من المحتجزين بالسويداء والداخلية تحقق بجرائم
سوريا: خروج الدفعة 2 من المحتجزين بالسويداء والداخلية تحقق بجرائم

الغد

timeمنذ 18 دقائق

  • الغد

سوريا: خروج الدفعة 2 من المحتجزين بالسويداء والداخلية تحقق بجرائم

خرجت الدفعة 2 من العوائل المحتجزة في مدينة السويداء، الثلاثاء عقب الاتفاق الصادر عن رئاسة الجمهورية السورية، حيث استقبلهم العميد أحمد الدالاتي، قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة السويداء، والعميد شاهر جبر، قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة درعا، وذلك وفق وزارة الداخلية السورية. اضافة اعلان كما أدانت الوزارة بأشد العبارات المقاطع المتداولة التي تُظهر تنفيذ إعدامات ميدانية من قبل أشخاص مجهولي الهوية في مدينة السويداء. وأكدت أن هذه الأفعال تمثل جرائم خطيرة يُعاقب عليها القانون أشد العقوبات. وقالت الداخلية إن الجهات المختصة باشرت تحقيقًا عاجلًا لتحديد هوية المتورطين في هذه الجرائم، والعمل على ملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم. وشددت الوزارة على أن لا أحد فوق القانون، وأن كل من يثبت تورطه سيُحال إلى القضاء المختص لينال الجزاء العادل وفقًا لأحكام القانون.

المعارض المؤقتة في عجلون.. هل تلبي طموحات الأسر المنتجة؟
المعارض المؤقتة في عجلون.. هل تلبي طموحات الأسر المنتجة؟

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

المعارض المؤقتة في عجلون.. هل تلبي طموحات الأسر المنتجة؟

عامر خطاطبة اضافة اعلان عجلون - لا يجد أصحاب المشاريع المنزلية والمنتجات المحلية العجلونية، أماكن مناسبة لعرض وتسويق منتجاتهم، إلا من خلال معارض مؤقتة تنفذها جهات تطوعية بمواقع سياحية وأثرية، وذلك في محاولة منها لمساعدة تلك الأسر التي تعتمد في معيشتها على هذه المشاريع والمنتجات.ويرى أصحاب المشاريع أن تلك المبادرات تشكل لهم فرصة تسويقية جيدة بمواقع سياحية وأثرية يؤمها الزوار بأعداد كبيرة، إلا أنها غير كافية، فهي مرهونة بأيام معدودة، مطالبين بتخصيص مواقع دائمة لهم في المواقع السياحية والأثرية، مقابل مبالغ رمزية، خصوصا في ساحات مشروع التلفريك وقلعة عجلون، وتخصيص أماكن لهم في السوق الشعبي التابع لبلدية عجلون في حال إنجازه.وتقول الناشطة في العمل الخيري منى بني نصر، إن جمعيات تعاونية وأسرا عجلونية منتجة ومتخصصة بالمنتجات الريفية، تأمل بأن تجد لنفسها مساحة تسويقية دائمة في مواقع الجذب السياحي في محافظة عجلون، خصوصا بعد أن أثبتت المعارض المؤقتة التي تم إقامتها أكثر من مرة في ساحة قلعة عجلون ومحطتي التلفريك جدواها، بسبب أعداد الزوار الكبير، الذي أتاح فرصة تسويقية غير مسبوقة، لا يمكن أن تتحقق بمواقع أخرى.وأضافت بني نصر، أن المشاريع المنتجة في المحافظة كانت قد بدأت بأعداد محدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليد، غير أنها أصبحت تنتشر في مختلف المناطق وبأعداد تقدر بالمئات، لا سيما أن كثيرا من تلك المشاريع حقق نجاحات واستطاع أصحابها إيجاد مصدر دخل جيد مكنهم من الإنفاق على أنفسهم وسد احتياجات عوائلهم، ما يستدعي رعايتهم ودعمهم.ووفق أحد المنتجين محمد القضاة، فإنه يتم إنتاج أنواع من الأطعمة البلدية التي تلقى رواجا جيدا، مثل مشتقات الألبان وإنتاج العسل وعمل المخللات وأنواع من الخبز والفطائر، فيما تجاوز البعض ذلك لإنتاج مشغولات وتحف يدوية، داعيا وزارة السياحة والمناطق التنموية إلى دعمهم وتوفير معارض دائمة لهم في ساحات المواقع الأثرية والسياحية التي تشهد إقبالا كبيرا من الزوار والسياح، خصوصا قلعة عجلون ومار إلياس والتلفريك.وأكد القضاة أن الأسر العجلونية يزداد إقبالها على العمل بالمنتجات الريفية، سواء التي تنتجها من مشاريعها الصغيرة أو ما تزرعه بحدائقها المنزلية، أو أي مساحات زراعية صغيرة متاحة لها، بحيث باتت توفر لهم دخولا إضافية جيدة تساعدهم على تدبير شؤونهم والتزاماتهم المختلفة، داعيا إلى مساعدة هذه الأسر ودعمها عبر توفير المنح والمعدات الضرورية وإيجاد النوافذ التسويقية لضمان استدامة مشاريعهم، وتشجيع المزيد من الأسر للاستفادة.ترقب سوق ريف عجلونيذكر أن المحافظة تشتهر بمنتجات شعبية محلية الصنع، كالفطائر والزلابية وأنواع أخرى، كالعسل ودبس الرمان والعنب والخروب، ومنتجات ذات جودة عالية، كالزيت والعسل والثمار المجففة والأعشاب الطبية، إضافة إلى الحرف التقليدية.وتؤكد مصادر بلدية عجلون الكبرى أن نهاية العام الحالي ستشهد إنجاز مشروع سوق ريف عجلون السياحي بقيمة 700 ألف دينار، مبينة أنه مبنى يتكون من ثلاثة طوابق، بحيث يتضمن الطابق الأول سوقا دائما للمنتجات اليدوية والتراثية ومنصة إلكترونية لتسويق المنتجات ومنصة إلكترونية للتغليف، والطابق الثاني يضم مطعما وكوفي شوب (بانوراما) مطلا على قلعة عجلون، فيما يتكون الطابق الثالث من قاعة مخصصة لجلسات تصوير المناسبات وحفلات التخرج.ويقول نائب رئيس لجنة بلدية عجلون محمد القضاة، إن خصوصية المحافظة السياحية ينبغي أن تسهم كثيرا في تسويق منتجات المحافظة المختلفة، مؤكدا أن البلدية تركز على استثمار زيارة الوفود السياحية والمتنزهين إليها، وضمان مرورهم بالسوق الدائم للمنتجات العجلونية، ما سيوفر فرص عمل جيدة لأبناء المحافظة، وسيشكل فرصة للمزارعين وجمعيات المحافظة لترويج وتسويق أنواع عديدة من فائض المنتجات الزراعية والغذائية والحرفية.من جهته، يؤكد رئيس مجلس المحافظة معاوية عناب، أن إنجاز السوق سيقدم للأسر المنتجة فرصة دائمة لعرض مشغولاتهم، وسيخدم خصوصية المحافظة الزراعية، وما تتميز به من زراعات، كالزيتون والفاكهة والثمار الموسمية خلال العام، بحيث يتمكن المزارعون من عرض وترويج محاصيلهم ومنتجاتهم الأخرى، كالصناعات الغذائية المحلية التي ما يزال أصحابها يعانون من ضعف في تسويق منتجاتهم وتدن في أسعارها، مؤكدا أن السوق سيسهم بإنهاء مشكلة انتشار البسطات على الأرصفة وتزايد الباعة المتجولين، ويمنح المزارعين فرصة مناسبة للتسويق.مهرجان صيف عجلون الأولإلى ذلك، اختتمت الجهات المنظمة لمهرجان صيف عجلون الأول للمنتجات الريفية والحرف اليدوية العجلونية استعداداتها لتنظيم فعاليات المهرجان التي ستقام بمحطة التلفريك المجاورة لقلعة عجلون أيام 24 و25 و26 من الشهر الحالي برعاية رئيس مجلس إدارة المجموعة الأردنية للمناطق الحرة والتنموية المهندس صخر كامل العجلوني.وأكد منسق المهرجان منذر الزغول، أن المهرجان الذي يأتي احتفالا بعودة المغتربين الأردنيين، سيشتمل على إقامة معرض كبير للمنتجات الريفية والحرف اليدوية العجلونية بمشاركة حوالي ثمانين أسرة عجلونية منتجة، لافتا إلى أن المهرجان سيشتمل على المنتجات الطبيعية العجلونية كافة، إضافة إلى الحرف اليدوية والإكسسوارات وبعض منتجات المزارعين في محافظة عجلون، كالخوخ والتين والعنب وغيرها من المنتجات الأخرى.ووجه الزغول شكره وتقديره للمناطق التنموية على تعاونها الكبير ودعمها اللامحدود للأسر المنتجة في المحافظة، داعيا الأهل في محافظة عجلون وزوار المحافظة من داخل الأردن وخارجه إلى زيارة المعرض والتسوق من المنتجات العجلونية الطبيعية.وأشار مدير منطقة عجلون التنموية المهندس طارق المعايطة إلى أن المناطق التنموية لن تدخر أي جهد ممكن لدعم المجتمع المحلي والأسر المنتجة في محافظة عجلون، لافتا إلى أن دعم هذه المعارض والمهرجانات يعد جزءا من رسالة المناطق التنموية التي أخذت على عاتقها تقديم أشكال الدعم والمساندة كافة للأسر المنتجة، وخاصة في مجال تسويق منتجاتهم لزوار التلفريك الذين أصبحوا يتضاعفون يوما بعد آخر.يذكر أن الجهات المنظمة للمهرجان، وهي دارة عجلون للتراث والثقافة وبالتعاون مع منطقة عجلون التنموية وجمعية جبل عجلون الخيرية وجهات تطوعية أخرى، قد أطلقت مهرجان صيف عجلون الأول للمنتجات الريفية والحرف اليدوية العجلونية، للمساهمة في تسويق منتجات الأسر العجلونية المنتجة في محافظة عجلون؛ حيث تعد محطة تلفريك عجلون من أكثر مناطق المحافظة التي تشهد إقبالا للزوار من داخل وخارج الأردن، وهو الأمر الذي يسهم بتسويق منتجات الأسر العجلونية بشكل كبير ولافت.كما يشار إلى أن دارة عجلون للتراث والثقافة، وبالتعاون مع الشركاء، تطلق في كل عام مهرجان الزيتون العجلوني ومهرجان ربيع عجلون؛ حيث تجاوز عدد المهرجانات التي تم تنظيمها لغاية الآن 22 مهرجانا ومعرضا للمنتجات الريفية العجلونية، وغالبيتها تم إقامتها في ساحة قلعة عجلون ومحطة التلفريك ومواقع سياحية أخرى.

ثمة مأساة استعمارية جديدة قيد العرض
ثمة مأساة استعمارية جديدة قيد العرض

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

ثمة مأساة استعمارية جديدة قيد العرض

ترجمة: علاء الدين أبو زينة اضافة اعلان لورنس دافيدسون* - (كاونتربنش) 18/7/2025منذ العام 1917 و"إعلان بلفور"، "استعمرت" السردية الصهيونية، إن صح التعبير، الذهن الأميركي. وتحقق ذلك من خلال التكرار المستمر لهذه السردية -بواسطة الإعلام إلى حد كبير- حتى أصبحت جزءًا من رؤية البلاد الدولية الخاصة.* * *ثمة في قلب البنية الراسخة منذ أمد طويل للسياسة الخارجية الأميركية مصالح خاصة قوية (جماعات ضغط، أو "لوبيات"). وهي مصالح قادرة على إحلال مصلحتها الضيقة محل المصلحة الوطنية. والأكثر قوة ونجاحًا من بينها هي مصالح اللوبي الصهيونية. وهي كذلك على الرغم من أن الصهاينة يعملون كوكلاء لقوة أجنبية، بهدف ضمان دعم الولايات المتحدة للمصالح القومية لإسرائيل. ونفوذهم لدى كلا الحزبين السياسيين في الولايات المتحدة متجذر بعمق. ولذلك، ما كان ينبغي أن يتفاجأ أحد عندما دعم كثير من الديمقراطيين، بشكل غير معلن، هجوم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب على إيران (التي يمكن القول بأمان بأنها عدو لإسرائيل، وليس لأميركا). أو أنهم، في أفضل الأحوال، قصروا اعتراضهم على مسائل إجرائية، مثل "قانون صلاحيات الحرب" الذي فقد، للأسف، قدرته على التأثير.بالنسبة لعدد كبير من السياسيين الأميركيين، فإن "الحقائق" الوحيدة التي تستحق الاهتمام هي تلك التي تتماشى مع الدعاية الإسرائيلية. وسوف يعلن هؤلاء السياسيون دائمًا، مستشهدين بالسيناتور تشاك شومر، عن "دعم حديدي لا ينكسر" -وهو دعم يعني في جوهره الوقوف مع الدولة الصهيونية بغض النظر عن الظروف العامة. ويأتي الادعاء بأن الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران في 13 حزيران (يونيو) 2025 كان ممارسة لـ"حق الدفاع عن النفس" كأحد التوابع المنتشرة لهذا الموقف. ويُقال هذا على الرغم من أن إيران، في الواقع، لم تكن تهدد إسرائيل (برنامجها النووي، بحسب الأدلة، كان سلميًا كل الوقت)، بينما كانت إسرائيل، في المقابل، هي التي تهدد إيران -حيث أقنعت نفسها، كمجتمع وطني، بخوفٍ جنوني مما قد يفعله الإيرانيون بمعرفتهم النووية (هولوكوست إسرائيلي)؟ في مستقبل غير معروف. وبطبيعة الحال، لا يمكن للهجوم الإسرائيلي الغادر سوى أن يدفع القادة الإيرانيين إلى التفكير في تحقيق ذلك الكابوس الإسرائيلي بالضبط.المال يدعم السرديةكيف يمكن أن تمحو السردية الإسرائيلية الواقع الإجرامي للإبادة الجماعية في غزة، أو الطبيعة السلمية الثابتة للبرنامج النووي الإيراني، من أذهان هيئتين أميركيتين منتخبتين (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) تنطويان على إمكانية الوصول إلى مرافق بحثية واستخباراتية هائلة؟ وكيف يمكن أن يتمسك الديمقراطيون بموقف "الدعم غير القابل للكسر لإسرائيل"، في حين أن جزءًا كبيرًا من قاعدتهم الانتخابية أصبح، أخيرًا، يشكك فيه؟ الجواب عن هذين السؤالين هو ذاته.يعتمد النجاح أو الفشل في السياسة الأميركية في النهاية على الفوز بالانتخابات. ونادرًا ما تُحسم الانتخابات الأميركية على أساس مسائل السياسة الخارجية، التي يعرف الجمهور القليل عنها. لكنها تعتمد، في المقابل، على جمع الأموال. ومنذ أجيال، كانت جماعة الضغط الصهيونية مصدرًا رئيسيًا للمال اللازم لمختلف أنواع الانتخابات، ولصالح كلا الحزبين. ولم يقتصر عمل هذا المال على المساهمة في تحقيق الانتصارات الانتخابية فحسب، بل خلق تحالفًا مصلحيًا بين السياسيين والصهاينة. وقد أدى هذا التحالف إلى قبول الساسة الأميركيين بالسردية التاريخية الصهيونية، باعتبارها ضرورة تمويلية.وهكذا، تمامًا مثلما نشأ المواطنون الإسرائيليون على رؤية العالم من خلال سرديتهم الوطنية فقط، قضى معظم السياسيين الأميركيين -خاصة عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط عمومًا وبالفلسطينيين خصوصًا- حيواتهم المهنية وهم غارقون في السردية الصهيونية، التي يشكل تبنّيها أحد الأسس المهمة لنجاح مسيرتهم المهنية.ويمكن قول الشيء نفسه عن معظم الشخصيات الإعلامية الأميركية السائدة، من مالكي القنوات التلفزيونية والإذاعية إلى الصحفيين العاملين لديهم. بالإضافة إلى المال، يعزى هذا الواقع إلى التأثيرات واسعة النطاق لسردية سائدة، وإلى القبول بها بوصفه سلوكًا يعزز المسيرة المهنية.منذ العام 1917 و"إعلان بلفور"، "استعمرت" هذه السردية، إن صح التعبير، الذهن الأميركي. وتحقق ذلك من خلال التكرار المستمر لهذه السردية -بواسطة الإعلام إلى حد كبير- حتى أصبحت جزءًا من رؤية البلاد الدولية الخاصة. ولم يكن سوى الآن فحسب، مع المجازر الجماعية المتلفزة في الوقت الحقيقي بحق الفلسطينيين عبر وسائل الإعلام البديلة، حين بدأت شرعية السردية الصهيونية في الانهيار على المستوى الشعبي.السردية تتآكلما الذي سيحدث -إذا، أو عندما- تتآكل شرعية السردية الإسرائيلية في الوعي الشعبي إلى حد يُرعب السياسيين الذين لطالما اعتبروها أمرًا مسلّمًا به طوال عقود؟ قد تدفعهم التقاليد إلى الاعتقاد بأن ضخ الأموال في حملات الدعاية المضادة سيكفي لحل المشكلة، لكن ذلك قد لا يكون كافيًا في ظل الظروف الحالية الموسومة بطابع إبادي سافر.لم تعد إسرائيل قادرة على إخفاء عنصريتها الخبيثة المتجذّرة التي جعلتها أحداث غزة واضحة على الملأ. وقد أتاح العرض العلني لجرائم إسرائيل مساحة لقيام بعض الساسة بمراجعة مواقفهم -لكنه أتاح أيضًا نشوء سردية مضادة. وإذا ما تمكنت سردية جديدة مؤيدة لفلسطين من أن ترسي جذورًا، فما الذي قد تدعو إليه في نهاية المطاف؟ ربما الشيء ذاته الذي طالب به اليهود كتعويض عن الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها: المساءلة، والأمن، والكثير من المال. على الأقل، هذا النموذج هو الأكثر احتمالًا.في ما يتعلق بالمال والأمن، لا شك في أن إسرائيل، والولايات المتحدة ومعظم العالم الغربي، يدينون للفلسطينيين بتعويض. وهو تعويض يتجاوز إعادة إعمار غزة إلى إنشاء دولة فلسطينية وضمان حدودها ضد أي نزوات إسرائيلية مستقبلية.أما عن المساءلة، فتأمل التالي:مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: "إن استنتاجاتنا بشأن الاستراتيجية العسكرية الأساسية التي يستخدمها الإسرائيليون منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، تقود بشكل حتمي إلى استنتاج أن كل من شارك بأي طريقة في تنفيذ هذه الاستراتيجية هو مشتبه به بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".ويتابع التقرير إلى تفصيل الذين يُعتبرون مسؤولين عن تلك الجرائم:• أفراد طواقم الطائرات الحربية التي تلقي القنابل والصواريخ.• أطقم السفن قبالة الساحل التي تقصف أجزاء من غزة، وتدمّر قوارب الصيد وسبل عيش الصيادين، والشعب الفلسطيني الذي يعتمد على البحر.• الجنود على الأرض الذين ينفذون استراتيجية تدمير البنية التحتية وقتل الناس بالآلاف.• أولئك الذين يوجدون بعيدًا عن غزة، لكنهم يقودون -ويتحكمون في- الطائرات المسيّرة التي ترتكب المجازر بحق سكان غزة.• أولئك الذين يقيمون على الحواجز العسكرية لتطبيق استراتيجية التجويع بحق الفلسطينيين في غزة.في الحقيقة، ليس هناك ما يمكن أن يُقال أكثر من ذلك -باستثناء أن احتمال دعم الدول الغربية، وخصوصًا الولايات المتحدة، لحل عادل للمشكلة الإبادية الراهنة سيكون، إذا حصل من الأساس، بطيئًا جدًا في القدوم. وربما يتطلب الأمر سنوات حتى تترسخ سردية مؤيدة لفلسطين على المستوى الحكومي، وبحلول ذلك الوقت ربما يكون الفلسطينيون قد ماتوا أو تشتتوا.أخيرًا، تجدر ملاحظة المفارقة المأساوية في أن دولة تدّعي تمثيل الشعب اليهودي هي التي ارتكبت الإبادة الجماعية الحالية. لقد اعتقد الصهاينة من اليهود بأن الأمان لن يتحقق لهم إلا من خلال امتلاك دولة قومية خاصة بهم -وهو اعتقاد بدا أنه تأكد بالهولوكوست. لكن النتيجة كانت قيام دولة استعمارية قادت الصهاينة إلى تكرار السلوك الإمبريالي لأولئك الذين ساعدوا في جلب يهود أوروبا إلى فلسطين العربية. وها نحن نشاهد، كما تقتضي طبيعة الأمور، فصلًا جديدًا من مأساة استعمارية تاريخية.*لورنس دافيدسون Lawrence Davidson: أستاذ تاريخ متقاعد من جامعة ويست تشيستر في ولاية بنسلفانيا، الولايات المتحدة. تخصص في التاريخين الأميركي والشرق أوسطي، وركزت أبحاثه وكتاباته على السياسة الخارجية الأميركية، والاستعمار، والعلاقات الغربية مع العالم العربي، بالإضافة إلى تحليل الدور الأيديولوجي والديني في تشكيل السياسات الدولية. عُرف بكتاباته النقدية حول النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة، ودفاعه عن الحقوق الفلسطينية، وله مقالات ودراسات تُنشر بانتظام في مواقع ومنصات فكرية مستقلة.*نشر هذا المقال تحت عنوان: Playing Out a Colonial Tragedy

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store