logo
والي وهران ومدير التربية يكرّمان التلميذ بوختاش حبيب الله صاحب أعلى معدل في البكالوريا…طموح نحو الذكاء الاصطناعي وإصرار لا يعرف الفشل

والي وهران ومدير التربية يكرّمان التلميذ بوختاش حبيب الله صاحب أعلى معدل في البكالوريا…طموح نحو الذكاء الاصطناعي وإصرار لا يعرف الفشل

الجمهورية٢٠-٠٧-٢٠٢٥
في مشهد يجسد معنى التميز والتفوق، قام كل من والي ولاية وهران، السيد سمير شيباني، ومدير التربية للولاية السيد اوبلعيد عبد القادر ، بزيارة ميدانية لمنزل التلميذ بوختاش حبيب الله، المتحصل على أعلى معدل في شهادة البكالوريا 2025 على مستوى وهران، والمقدر بـ19.38/20، وذلك تكريمًا له ولعائلته على هذا الإنجاز الاستثنائي. الزيارة لقيت ترحيبًا واسعًا من محيط التلميذ، حيث أشاد الوالي بالإرادة القوية والجدية التي أظهرها بوختاش، معتبرًا تفوقه مصدر فخر لولاية وهران وللمنظومة التربوية الوطنية، ودليلًا على أن شباب الجزائر قادر على التميز في أصعب الظروف. بدوره، عبّر مدير التربية عن اعتزازه بهذا النموذج المشرف، مشيدًا بجهود ثانوية العقيد عثمان التي احتضنت هذا النبوغ ورعته إلى أن بلغ القمة. وفي كلمة معبّرة، صرّح التلميذ بوختاش حبيب الله هذا النجاح هو ثمرة تعب سنوات طويلة، بدعم من والديَّ وأسرتي، وبتوجيه من أساتذتي الذين لم يبخلوا عليّ بشيء. أشكرهم جميعًا من أعماق قلبي.' ٠وأكد حبيب الله أن طموحه المستقبلي يتمثل في التخصص في الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحاسوب، نظرًا لأهمية هذه المجالات في بناء مستقبل الجزائر والعالم، وقال" الذكاء الاصطناعي هو لغة المستقبل، وأرغب في أن أكون جزءً من هذا التحول، لأساهم في تطوير بلدي وتقديم حلول مبتكرة تخدم الإنسان والمجتمع.' كما أشار إلى أن سر نجاحه لا يكمن فقط في القدرة العقلية، بل في المواظبة، الانضباط، والثبات على الهدف، مع رفض الاستسلام عند أول فشل الفشل ليس النهاية، بل خطوة نحو النجاح الحقيقي. فقط لا تتوقف. وفي كلمة مؤثرة، صرّحت أم التلميذ الناجح" كنت أؤمن بابني منذ البداية، وكنت أرافقه بالدعاء والتشجيع. عشنا لحظات تعب وتوتر، لكنني كنت على يقين أن الله لن يضيع جهده. اليوم أحصد معه ثمرة هذا المشوار الطويل، وأتمنى لكل أم أن تعيش هذه الفرحة." ويُعد المعدل الذي حققه بوختاش من بين أعلى المعدلات على المستوى الوطني، مما يعكس المستوى الراقي لتلاميذ وهران، ويعزز الثقة في المدرسة الجزائرية وقدرتها على تكوين أجيال كفؤة وواعية
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأطفال المدلَّلون
الأطفال المدلَّلون

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 7 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

الأطفال المدلَّلون

أحمد المرزوقي نشر في 28 يوليو 2025 الساعة 8 و 33 دقيقة إيطاليا تلغراف أحمد المرزوقي كاتب وناشط حقوقي مغربي حبّ الوالدين أطفالهما من الغرائز الربّانية والمسلمات الكونية، التي نراها حتى في البهائم العجماء والحشرات الدقيقة، التي قد لا تُشاهَد إلا بالمجهر. فما من جنس خلقه الله على هذه البسيطة إلا يندفع تلقائياً إلى التناسل من أجل التكاثر والاستمرار عبر ضمان الخلف. هذا أمر عادي جدّاً من قبيل أن الشمس تشرق من المشرق وتغرب من المغرب. ولكنّ الشيء الذي أصبح اليوم يشكّل نوعاً من الشذوذ عن القاعدة، هو ذاك الحبّ الجارف الأعمى الذي لا يُبقي ولا يذر من بعض الوالدَين لفِلْذات أكبادهما. حبّ مستعر أهوج لا مدى له ولا حدود، فيصير الأب أو الأمّ عبدَين خانعَين مطيعَين لكلّ نزوات أبنائهما، حتى لو طلبوا منهما المستحيل لسعيا إلى محاولة تحقيقه لهم، ولو على حساب صحّتهما ومالهما ووقتهما. وقد لا يقتصر الأمر على من رُزقوا بالذرّية بعد طول انتظار، أو من رزئوا في بضع أولادهم إثر مرضٍ عضال أو حادثة مؤلمة لم يسلم منها إلا واحد أو اثنين، كما لا يمكن أن يطاول هذا الحبّ الطاغي فئةً اجتماعيةً دون أخرى، بل قد نجده عند بعض الميسورين والمثقّفين كما قد نلاحظه لدى فقراء لا يملكون عشاء ليلة. وسبب هذا المقال ملاحظات عديدة وأمثال كثيرة لأطفال مدلّلين كانوا سبباً لقطع الرحم بين أُسرٍ وإخوةٍ وأصدقاء، فهذا طبيب جرّاح مشهود له بالكفاءة العالية في ميدانه، إن سمعته يتحدّث ويزجي النصائح للمواطنين في التلفاز، لأقسمت أنه أبرع مربٍّ على الإطلاق، ينبغي التأسّي به والاقتداء به. بينما هو في الحقيقة عبدٌ مملوك يرفع الراية البيضاء حيال طفل نزقٍ وقحٍ جسورٍ يفعل به الأفاعيل، إذ كلّما حقّق له رغبته في اقتناء لعبة نفيسة رماها بعد يوم أو يومين ليطالب بلعبة أخرى أغلى منها وأنفس، والطبيب الأسير لرغبات ابنه لا يمانع ولا يجادل، بل يسارع إلى شراء المطلوب منه من دون أدنى تردّد أو همهمة، وكأنّ تلك الطلبات الصبيانية التي لا تنتهي، أوامر عسكرية لا تجوز مناقشتها، أو حتى مجرّد التساؤل حول فائدتها. أن يتمادى ضرر الطفل إلى الناس وإلى المُلك العمومي، فذلك ما لا يقبله عاقل إلى هنا، يبقى هذا الأمر شخصياً لا يخصّ إلا الطبيب وابنه، ولكن أن يتمادى ضرر الطفل إلى الناس وإلى المُلك العمومي، فذلك ما لا يقبله عاقل. فقد حدث ذات مرّة، والجرّاح يتحدّث مع زملاء له عند عتبة باب جناح من الأجنحة، وهم يتأهّبون لمغادرة عملهم في المساء، أن خرج الطفل خارج المبنى وهو في حالة غضب من أبيه، الذي بدا له أنه أطال الحديث مع زملائه أكثر من اللازم، فتناول حجراً كبيراً وهوى به بكلّ قواه على باب في مدخل الجناح ليتشتّت الزجاج في فرقعة كبيرة إلى شظايا متطايرة أمام دهشة كلّ من كان موجوداً في المكان من أطباء وممرّضين ومرضى. وبطبيعة الحال، كنت أنتظر ردّة فعل فوري وصارم من الجرّاح، ولم أشكّ في أن زملاءه الذين ظهرت في محيّاهم علامات الاستنكار والذهول كانوا يتوقّعون الشيء نفسه، إلا أن الجرّاح ضحك ضحكة متكلّفةً وهزّ كتفيه في نوع من الانهزام، وقال متوجّهاً إلى الطفل المدلّل، معاتباً إيّاه بلهجة هي أقرب إلى الاسترضاء منها إلى العتاب: املك أعصابك يا بني، وقل لوالدتك التي تنتظرنا في الخارج أن تتريث لحظةً قصيرة. فتفرّق جمع الأطباء وهم في حالة من الغيظ الكظيم، إلا أن واحداً منهم لم يطق صبراً، فقال لزميله بنرفزة ظاهرة: مع كامل تقديري لك زميلي العزيز، ليست هذه هي المرّة الأولى التي يفعل فيها طفلك مثل هذه الصبيانيات. أعتقد أنه من باب أحرى ألا تدع أمّه تصحبه معها إلى المستشفى بعد اليوم. فاستشاط الجراح غضباً، وردّ على معاتبه بلهجة قاسية، لهجة من أهينت كرامته، وجرى بينهما جدال محتدم كاد أن يفضي إلى تشابك بالأيدي، لولا تدخّل بعض المحسنين. وكان المنظر في الحقيقة منظراً بئيساً يبعث على الاستهجان والامتعاض، ولا سيّما أن بطليه كانا محسوبَين على النُّخبة العالمة، لكن خصامهما كان خصام حمّالين في المرسى. وهذه سيدة ميسورة كانت كلما جاءت لزيارة أقاربها أو صديقاتها، أعلنت عندهم حالة الطوارئ، فسارعوا إلى قفل الدواليب وإخفاء كلّ غال ونفيس بسبب رعونة طفليها، اللذين كانا متخصّصين في ممارسة لعبة الدمار الشامل حيال كلّ ما تطاوله أيديهما من نفائس ومقتنيات غالية، وذلك تحت أنظار أمهما اللامبالية. وقد كان الناس في أول الأمر يتساهلون مع السيدة وطفليها في نوع من المجاملة الزائفة، مردّدين بنفاق كبير كلّما أتلفا جهازاً أو كسرا آنيةً: دعيهما يلعبان. إنهما مجرّد طفلَين بريئَين. فكانت السيدة ترتاح لهذا الكلام المغشوش، وترسم في ملامحها غضباً مغشوشاً كذلك، حتى إذا ما ولّت الأدبار، انبرى أهل الدار إلى إحصاء الخسائر الفادحة في المال والعتاد، وهم يلعنون السيّدة وطفليها المدلَّلَين، محمّلاً بعضهم بعضاً مسؤولية قبول استضافتها مع مارديها. واتفق ذات مرة أن تجرّأت سيّدة، وهي في بيتها تستقبل مكرهة قريبتها البلهاء، فزجرت أحد الطفلين في الوقت المناسب، وكان يهم وهو على أعلى سلم طويل بفكّ سلك غليظ يشدّ ثريّا ثمينةً إلى سقف صالون مجاور للصالون الذي كانت فيه السيّدتان تتحادثان، بينما كان أخوه الصغير يوجّهه بعزم وحماس من تحت، ويمدّه بملقاط كلما احتاج إليه. فاغتاظت أم الطفلين غيظاً شديداً، ولم تجد من حرج في معاتبة مضيفتها قائلة: أهيب بك أن لا تنهرهما بعد اليوم. ملاحظات عديدة وأمثال كثيرة لأطفال مدلّلين كانوا سبباً لقطع الرحم بين أُسرٍ وإخوةٍ وأصدقاء إنهما مُرهفا الإحساس، ومن المحتمل أن يحدث لهما مكروه بهذا التعنيف القاسي منك. دعهما يلعبان، وإن أحدثا أضراراً فسوف أعوّضك بشيك سمين. ثمّ أخرجت من حافظة يدها دفتر شيكات وقالت لصاحبتها: خذي شيكاً واكتبي فيه قدر ما طاولك من أضرار. فابتسمت ربّة البيت بسمة ساخرة، وردّت بهدوء: طوّقي عنقك بهذا الشيك واجعلي منه قلادة، وخذي مارديك فوراً، واعفيني من صلة رحم تكلفني آلاف الدراهم. والأمثال من هذا القبيل أمست لا تُحصى ولا تعدّ. وإني لأغبط بعض الأطفال على بحبوحة الدلال الذي يعيشون فيه، وذلك كلّما استعرضت طفولتي القاسية، وجدت أني كنت مثل كرة تنس يتقاذفها ثلاثة لاعبين قساة جناة. يوقظنا عمّ جبار قبل أذان الفجر بنصف ساعة كي نذهب إلى الكتّاب لحضور حصّة القرآن الكريم، وفقيه في الجامع، هو في حقيقة أمره جلّاد محترف يسوط الأطفال ذات اليمين وذات الشمال، وهو يحكّ لحيته الطويلة ويغالب النعاس، ومعلّم صارم عبوس يضربنا على رؤوس أصابعنا بالمسطرة بسبب وبغير سبب، ورغم ذلك لم يصبنا والحمد لله مكروه ولا هم يحزنون. ولكن مع ذلك، يبقى في النهاية بين البين هو الصحيح، والوسط كان وما زال دائماً هو أنجع الطرق لتربية النشء. وحبّذا لو صار التجنيد العسكري عندنا إجبارياً على الفتيان كما على الفتيات، لا محصوراً على طبقة الفقراء دون أبناء الذوات، كنا ربحنا أجيالاً متجانسةً منظّمةً ومنضبطةً تعطي للمسؤولية حقّها وللحياة معناها. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف السابق لا تصدقوا ما يقوله 'المراقبون' التالي اتفاق أميركي أوروبي يضع حداً لنزاع الرسوم الجمركية

محرز 'أشعر بقرب من الله في السعودية وسعيد جدا في الأهلي'
محرز 'أشعر بقرب من الله في السعودية وسعيد جدا في الأهلي'

النهار

timeمنذ 17 ساعات

  • النهار

محرز 'أشعر بقرب من الله في السعودية وسعيد جدا في الأهلي'

تحدث الدولي الجزائري رياض محرز عن تجربته وعيشه في السعودية، مشيدًا بالأجواء الروحية والثقافية التي يعيشها هناك، كما تطرق إلى الفارق بين اللعب في الدوري السعودي وناديه السابق مانشستر سيتي. وقال محرز في في مقابلة حصرية مع قناة Carre Football، اليوم الأحد 'في السعودية، أشعر بقربٍ من الله، فالمساجد منتشرة في كل مكان، وهي بيئة مثالية لإيماني وثقافتي. في إنجلترا، كان الوضع جيدًا أيضًا. هناك العديد من المساجد، والجميع يمارسون شعائرهم الدينية بحرية. فرنسا مختلفة. بالطبع، هناك مساجد، لكن في إنجلترا، الاحترام أكبر بكثير'. و قارن محرز بين تجربته السابقة في الدوري الإنجليزي الممتاز وتحدياته الحالية قائلاً: 'المستوى هنا أقل من مستوى السيتي، هذا طبيعي، السيتي هو المعيار. لكن هنا، أجد متعة مختلفة، أن أكون قائدًا، وأرشد اللاعبين الشباب'. وأضاف محرز 'حققنا إنجازًا تاريخيًا بفوزنا بدوري أبطال آسيا، وهو أول لقب في تاريخ النادي. هذا شعور خاص ومسؤولية كبيرة'.

هكذا غيّر القرآن المسار الدراسي للمتفوقين!
هكذا غيّر القرآن المسار الدراسي للمتفوقين!

الشروق

timeمنذ 20 ساعات

  • الشروق

هكذا غيّر القرآن المسار الدراسي للمتفوقين!

لم تكن النتائج المبهرة التي حققها نوابغ البكالوريا، خلال السنوات الأخيرة، مجرد صدفة فقط، خاصة حين تكرر ظهور أسماء الطلبة المتفوقين من حفظة لكتاب الله وأبناء المدارس القرآنية، وأعاد هذا التميز فتح النقاش حول سر تفوق أبناء الجزائر، في مختلف الامتحانات المصيرية، والعلاقة بين التربية القرآنية والتفوق الدراسي، التي شجعت الكثير من الأولياء مؤخرا على تسجيل أبنائهم في دور القرآن خلال العطلة الصيفية، واستغلال الفرصة ليكون أطفالهم على رأس قائمة المتفوقين خلال الموسم المقبل . تعد الطالبة رونق زاني، المتحصلة على أعلى معدل بشهادة البكالوريا دورة 2025، واحدا من أجمل الأمثلة التي ترجمت نتائجها الدراسية الارتباط الوثيق بين القرآن والتفوق، وهو ما أكدته خلال تصريحاتها منذ إعلان النتائج، قائلة إنه أحد أسرار تفوقها، كما منحها الثقة والتركيز والانضباط، غير أن ما ميز رونق، أنها لم تكن فقط من حافظات كتاب الله، بل كانت تقتدي بتجربة متفوق سابق هو الطالب محمد الأمين، الذي تحصل على أعلى معدل خلال السنة الماضية، وكان من النماذج التي جمعت بين العلم والقرآن، وقد زرع ذلك في نفسها الطموح، فاجتهدت، وسعت بكل ما تملك من عزيمة لتكرار نفس النجاح وتحقيق نفس النقاط، حيث كشفت أنها كانت تضع تجربته أمام عينيها طيلة الموسم الدراسي، وتعتبره مثالا يحتذى به، وكانت رؤيته كحافظ قرآن ومتفوق في البكالوريا دافعا قويا لها خاصة في أوقات الضغط والامتحانات. طلبة يثبتون أن القرآن كان سر تفوقهم مع نهاية كل سنة دراسية وإعلان نتائج الامتحانات الرسمية، تكشف القوائم عن متفوقين بمعدلات تقارب أو تتجاوز 19 من 20، يحملون معهم قصة نجاح ترتكز معظمها على حفظ القرآن والانضباط، حتى إن كثيرا من هؤلاء كشفوا عبر تصريحاتهم المتداولة، أن حفظ القرآن الكريم منحهم قدرة استثنائية على التركيز والتحكم في الوقت والتفكير. وفي حالات عديدة، ذكر الطلبة أن حفظهم للقرآن في سن مبكرة كان اللبنة الأولى لنجاحهم وتفوقهم. في لحظة وصفتها الحاضرات بـ'الاستثنائية'، امتزجت الدموع بالدعاء، والزغاريد بآيات الختام، حين ختمت الطالبة 'أميمة' آخر آية من كتاب الله، في ذات اللحظة التي وصلها فيها خبر نجاحها في شهادة التعليم المتوسط، لتتحول القاعة إلى فرحة مضاعفة، شاركتها أسرتها الصغيرة والكبيرة في دار القرآن الكريم بمسجد الرحمان ببلدية براقي في العاصمة. أولياء يقبلون على المدارس القرآنية صيفا اقتداء بالناجحين وتقول مسيرة دار القرآن ببراقي لـ'الشروق ' إن أميمة أتمت ختم المصحف لأول مرة، وهي لا تتجاوز 14 سنة، وفي لحظة الانتهاء من التلاوة، جاءتها رسالة تؤكد نجاحها في شهادة التعليم المتوسط بتقدير جيد جدا، جعلت الحاضرين يستشعرون بركة القرآن في أبهى صورها. وأضافت أن أميمة أصبحت قدوة يتحدث عنها كل من يعرفها ويتمنى قريناتها أن يكرمن مثلها، بعدما حفظت كتاب الله، ونجحت دراسيا، فأثبتت أن القرآن لا يعيق التفوق، بل يمنحه بعدا جديدا من الإصرار والنجاح. لم تكن فرحتها فردية بل جماعية، حيث حرصت عشرات الطالبات بالمدرسة على مشاركة لحظات النجاح بشهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط في أجواء احتفالية مميزة، وتفسر المتحدثة هذا الإقبال على تعلم القرآن للتلاميذ بالمدرسة أنه انعكاس لثقة الأولياء في دور القرآن كمكان للتربية المتكاملة، وتكوين جيل قادر على التوازن بين دينه ودراسته، وعلى الثقة بالنفس والخطابة والحوار والالتزام داخل مجتمع مزدحم بالتحديات الرقمية والانحرافات السلوكية. أولياء يعودون إلى دور التحفيظ خلال العطلة الصيفية من جهته، أوضح أمحمد بن الحاج جلول، عضو بمؤسسة النهضة للقرآن الكريم، أن التعليم القرآني يسعى إلى كسر الصورة النمطية التي يروج لها البعض بأن حفظ القرآن الكريم قد يشكل عبئا على المسار الدراسي، أو يشتت التلميذ عن دراسته النظامية، مشددا على أن هذه الفكرة لا أساس لها من الصحة، وأن الواقع أثبت أن نسبة كبيرة من المتفوقين في الامتحانات الرسمية، وعلى رأسهم نوابغ البكالوريا، هم من حفظة كتاب الله. وأضاف المتحدث أن دور القرآن، سواء الخاصة أم التابعة لمختلف المساجد والزوايا عبر الوطن، تحرص على ضبط جداول حلقات التحفيظ بعناية، بما يراعي الظروف الدراسية للتلاميذ وحتى خلال العطلة الصيفية، دون أن يكون هناك ثقل على التلاميذ، بل يتم منحهم بيئة متوازنة تشجع على الانضباط، وتنمي لديهم مهارات التركيز وتنظيم الوقت والتفوق الذاتي. حماية التلاميذ من مخاطر الانحراف بالعالم الرقمي ولم يغفل المتحدث الأثر العميق، الذي يتركه القرآن الكريم في شخصية الطالب، قائلا إن التلميذ الذي يحفظ كتاب الله لا يكتفي برصيد معرفي إضافي، بل يكون شخصية متزنة، واثقة بنفسها، قادرة على الإلقاء والمواجهة والحوار، وهذه من المهارات التي تفتقد اليوم عند الكثير من الطلبة رغم مستواهم العلمي الجيد. كما نبه بن الحاج جلول إلى أن المدارس القرآنية تقوم بدور وقائي باعتبارها فضاء تربوي بديل يساهم في حماية التلاميذ من مخاطر الانحراف والانجراف وراء العالم الرقمي المغرِق، الذي قد يسحب الطفل نحو محتويات سلبية أو ضارة، في غياب التوجيه الأسري. رفع مستوى التحصيل والحد من التسرب المدرسي وفي السياق ذاته، أكد الخبير في شؤون التربية والتعليم، عومر بن عودة، لـ'الشروق' أن العلاقة بين القرآن الكريم والتفوق الدراسي علاقة متينة وعميقة، كما أن قراءته أو الاستماع إليه تمنح التلميذ شعورا بالطمأنينة، وتخفف من التوتر والقلق، وهو الأمر الذي ينعكس إيجابا على التركيز والقدرة على التحصيل العلمي. واعتبر المتحدث أن القصص القرآنية تشكل نماذج راقية وقدوة للتلميذ، لما تحمله من قيم الصبر والتخطيط وحب العلم، مشيرا إلى أن الاقتداء بسير الأنبياء كما وردت في القرآن يعزز السلوكيات الإيجابية التي تؤدي إلى التفوق. دعوات إلى إعادة الاعتبار لتعليم القران داخل المدارس كما أكد أن حفظ كتاب الله يطور مهارات مهمة لدى الطالب، مثل تقوية الذاكرة وتنمية التركيز وتحسين الاستيعاب، مضيفا أنه ليس من الغريب أن نجد نسبة معتبرة من المتفوقين في الدراسة هم من يحفظون القرآن الكريم أو يواظبون على تلاوته. وأشار بن عودة إلى أن القيم الأخلاقية التي يغرسها القرآن في نفس التلميذ كالصدق والأمانة والإتقان، واحترام الوقت تنعكس على سلوكه المدرسي، فتجعله أكثر انضباطا واحتراما للمعلمين والزملاء، وأفضل تنظيما للوقت والواجبات. مشددا على ضرورة إعادة الاعتبار لتعليم القرآن الكريم في المدارس الجزائرية، من خلال مراجعة برامج العلوم الإسلامية في الأطوار الثلاثة، وتخصيص مساحة أكبر لحفظ وشرح سور مختارة من القرآن، واعتبر أن لهذا التوجه أثرا بالغ الأهمية في رفع مستوى التحصيل الدراسي، وتحسين الأداء العام، وتقليص نسب التسرب المدرسي، والتقليل من الظواهر السلبية في الوسط التربوي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store