logo
"مرضى افتراضيون"... محاكاة مولدة بالذكاء الاصطناعي

"مرضى افتراضيون"... محاكاة مولدة بالذكاء الاصطناعي

Independent عربية٠٦-٠٥-٢٠٢٥

رفعت جامعة "ناغازاكي" اليابانية التوقعات في شأن التقدم في مجال الطب عندما أعلنت نتائج البحث عن "نموذج محاكاة للمريض" يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي (AI)، الذي تطوره بالتعاون مع شركة خاصة. وعبر الأستاذ المشارك شينيا كاواجيري في هذه الجامعة، مركز التعاون والتعليم في مجال الموارد البشرية الطبية، عن دهشته لما وصلوا إليه قائلاً "بصراحة، أعتقد أنه تجاوز توقعاتي".
محاكاة المريض
بدأ تطوير "محاكاة المريض" في مارس (آذار) 2024 كتعاون بين كلية الطب وكلية المعلومات وعلوم البيانات بجامعة "ناغازاكي" وشركة Sytech Inoue في مدينة ناغازاكي، وهي شركة تتعامل مع تكنولوجيا المعلومات. والغرض من هذا الدور هو السماح لطلاب الطب بممارسة إجراء المقابلات الطبية من خلال استبدال الأشخاص الذين يلعبون دور المرضى، وتحسين مهارات التواصل مع المرضى ومهارات حل المشكلات بناءً على المعرفة المتخصصة، إضافة إلى التخفيف من نقص الأشخاص الذين يُجرون مقابلات وهمية للمرضى.
وتتيح النسخة التجريبية التي طُورت هذه المرة للذكاء الاصطناعي تعلم ثلاث حالات مرضية: الالتهاب الرئوي والروماتيزم وقرحة الاثني عشر، ويمكنه التفاعل مع طلاب الطب.
وقال الأستاذ المشارك شينيا كاواجيري من جامعة "ناغازاكي" من كلية العلوم الطبية والحياة "يتحرك الرمز بطريقة طبيعية للتحدث مع مريض الالتهاب الرئوي، على سبيل المثال، السعال وتحريك فمه عند التحدث، لذلك نعتقد أن هذا يسمح للتعلم بأن يتم في صيغة قريبة من المقابلة الطبية مع مريض محاكاة حقيقي"، وتابع "هذه المرة، قمنا أيضاً بأتمتة عملية توليد البيانات حتى يتمكن الذكاء الاصطناعي من التعلم".
أما البروفيسور كوباياشي تورو من كلية علوم المعلومات والبيانات في جامعة "ناغازاكي" فقال "لتدريب الذكاء الاصطناعي يجب إنشاء البيانات، إلا أن إنشاء هذه البيانات أمر في غاية الصعوبة، لكن ميزة هذا النظام هي أن الذكاء الاصطناعي ينشئ البيانات تلقائياً للتعلم"، ويشير تورو قائلاً "أعتقد أن هذه سابقة في اليابان، بل هي الأولى من نوعها في العالم، إذ يتناقص عدد سكان اليابان وينخفض معه عدد الأشخاص ذوي المعرفة المتخصصة والخبراء المخضرمين، لذا أعتقد أنه سيكون من الضروري للغاية استخدام الذكاء الاصطناعي لتكملة هذه المجالات".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سؤال وجواب افتراضيان
وأُطلق النموذج الأولي في الرابع من شهر مارس الماضي، حين ظهر طالب طب يسأل أحد المرضى الافتراضيين عن أعراض محددة وما إذا كان المريض قد تناول دواء، فيرد المريض المتولد بالذكاء الاصطناعي قائلاً "لقد عانيت سعالاً مستمراً وحمى خلال الأيام القليلة الماضية وهذا مؤلم جداً".
إن نجاح هذه الخطوة دفع مجالات أخرى تدور في فلك الطب إلى البحث عن تطبيقات تساعد في عملها.
وقال رئيس شركة تكنولوجيا المعلومات التي شاركت في تطوير هذه التقنية تاتسو إينو "لقد طلب منا معرفة ما إذا كان من الممكن تطبيقها أيضاً على التفاعلات بين الصيادلة والممرضات والمرضى، لذا سنواصل سعينا إلى تقديم مساهمات في المجالين الطبي والتعليمي".
أما الأستاذ المشارك شينيا كاواجيري فقال "إنه مفيد للغاية ليس فقط للدراسة في الفصل الدراسي، ولكن أيضاً للدراسة في المنزل أو في وقت فراغك".
وعليه فمن خلال الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تعمل الجامعات على تعزيز التدريب الطبي لطلابها من خلال التفاعل مع مجموعة من المرضى الافتراضيين الذين يختلفون في العمر والجنس والأعراض، كما تخطط جامعة "ناغازاكي" وجامعات أخرى لإجراء تحسينات إضافية بناءً على تقييمات طلاب الطب في العام الدراسي الجديد، واستكمال المنتج النهائي بحلول مارس من عام 2026.
المحاكاة الافتراضية
يذكر أن التعليم الطبي يشهد تطوراً ملحوظاً على مر الأعوام، مع التحول من نظام قائم على التدريب المهني إلى نهج أكثر تنظيماً وتوجهاً نحو الكفاءة. وقد أدى التطور التكنولوجي دوراً مهماً، إذ كان للمحاكاة الطبية دور حاسم في هذا التحول، فأتاحت للطلاب والمتدربين تطوير مهاراتهم وصقلها في بيئة محكمة قبل تطبيقها على رعاية المرضى في الواقع. وقد عززت المحاكاة التعلم من خلال توفير ممارسات متكررة وتغذية راجعة فورية وفرص للتأمل، وكلها عوامل أساس لإتقان التعلم، فمع تزايد المخاوف المتعلقة بسلامة المرضى أوجدت المحاكاة بيئة آمنة لتدريب الطلاب على الإجراءات المعقدة واتخاذ القرارات الحاسمة.
وفي هذا السياق أحدث الواقع الافتراضي ثورة في طريقة تدريس علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء في كليات الطب، مما أتاح للطلاب استكشاف جسم الإنسان بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتوفير تجربة تعليمية أكثر تفاعلية وشمولية من أساليب تدريس التشريح التقليدية. وعلى عكس تشريح الجثث، مكن الواقع الافتراضي المتعلمين من تصور العمليات الفيزيولوجية آنياً ومراجعة الهياكل المعقدة بصورة متكررة، واستطاع الواقع الافتراضي محاكاة تدفق الدم عبر الجهاز القلبي الوعائي، مما سمح للطلاب فهم ديناميكا الدم بصورة ديناميكية بدلاً من الصور الثابتة في الكتب الدراسية أو على طاولة التشريح.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بريطانيا ترصد فيروس غرب النيل للمرة الأولى في بعوض
بريطانيا ترصد فيروس غرب النيل للمرة الأولى في بعوض

Independent عربية

timeمنذ 15 ساعات

  • Independent عربية

بريطانيا ترصد فيروس غرب النيل للمرة الأولى في بعوض

أعلنت وكالة الأمن الصحي البريطانية أمس الأربعاء أنها اكتشفت للمرة الأولى فيروس غرب النيل في بعوض جُمع داخل البلاد. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الفيروس، الذي ينتقل في الغالب إلى البشر عبر لدغات البعوض، قد يسبب حالات مرضية حرجة تهدد الحياة لدى حالة واحدة تقريباً من بين كل 150 إصابة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقالت وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا دليل حتى الآن يشير إلى انتشار الفيروس بين الطيور أو البعوض في المملكة المتحدة، مضيفة أن الخطر على عامة الناس منخفض للغاية. وأكدت الوكالة أنه حتى الساعة لم تُرصد أية إصابة لدى البشر أو الأحصنة في المملكة المتحدة بفيروس غرب النيل.

مكتب بايدن ينفي التستر: اكتشفنا إصابة السرطان أخيرا
مكتب بايدن ينفي التستر: اكتشفنا إصابة السرطان أخيرا

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

مكتب بايدن ينفي التستر: اكتشفنا إصابة السرطان أخيرا

لم تُشخص إصابة جو بايدن بسرطان البروستات قبل الأسبوع الماضي، كما أنه سبق وأجرى تحليل دم للكشف عن المرض قبل 11 عاماً، حسبما أعلنت متحدثة باسم الرئيس الأميركي السابق أمس الثلاثاء. وجاء بيان مكتب بايدن بعدما أثار خلفه الرئيس دونالد ترمب مزاعم بوجود تستر قائلاً إنه "فوجئ" لعدم إطلاع الرأي العام في شأن السرطان خلال وقت سابق. وأعلن مكتب بايدن الأحد الماضي أن الرئيس السابق (82 سنة) جرى تشخيص إصابته بنوع عدواني من سرطان البروستات، بعد أيام من اكتشاف عقدة في الغدة. و"يعود آخر فحص 'بي إس إيه' أو 'مستضد البروستات النوعي' معروف للرئيس بايدن لعام 2014"، على ما قالت متحدثة باسمه في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية، وفحص الدم هذا يستخدم للكشف الباكر عن السرطان، مضيفة أنه "قبل يوم الجمعة لم تشخص إصابة الرئيس بايدن بسرطان البروستات". ويمكن اكتشاف سرطان البروستات، وهو الأكثر شيوعاً لدى الرجال، خلال مراحله الباكرة باستخدام فحوص الدم التي تقيس بروتين "بي إس إيه". وكثيراً ما انتقد ترمب الجمهوري خصمه الديمقراطي في بشأن صحته ومعرفته الإدراكية، كما أثار وحلفاؤه تساؤلات حول متى علم بايدن وأطباؤه بالسرطان، نظراً إلى طبيعته المتقدمة والفحص الطبي المكثف الذي يُجرى للرؤساء الأميركيين، لكن الفحص السنوي لبروتين "بي إس إيه" بعد سن الـ 70 لا يوصى به بشكل عام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتنصح الخدمات الوقائية الأميركية بتجنبه، مشيرة إلى أن أخطار النتائج الإيجابية الخاطئة والمضاعفات الناتجة من الخزعات والعلاجات تفوق الفوائد. وكان بايدن يبلغ ما بين 71 و72 سنة عند خضوعه لهذا الفحص عام 2014. وسرطان البروستات هو الأكثر شيوعاً لدى الرجال ويمثل 15 في المئة من مجمل أنواع الأمراض السرطانية التي تصيبهم. وقال خبراء طبيون تحدثت إليهم وكالة الصحافة الفرنسية إن التأخر في تشخيص سرطان متقدم لن يكون أمراً نادراً، حتى بالنسبة إلى رئيس سابق يتلقى رعاية طبية فائقة الجودة. ولم يتحدث مكتب بايدن عما إذا كان الرئيس السابق قد خضع لفحوص الكشف عن البروستات بصورة منفصلة. وظلت الشكوك حول الحال الصحية لبايدن تلاحقه طوال حملته الانتخابية، وعادت للظهور مجدداً مع اقتراب صدور كتاب يسرد ما وصفه بتدهور في حاله البدنية. من جهته، عبر الرئيس السابق أول من أمس الإثنين عن امتنانه لفيض "الحب والدعم" بعد تشخيص إصابته بالسرطان.

"الصحة العالمية" تتبنى اتفاقا تاريخيا لمكافحة الجوائح
"الصحة العالمية" تتبنى اتفاقا تاريخيا لمكافحة الجوائح

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

"الصحة العالمية" تتبنى اتفاقا تاريخيا لمكافحة الجوائح

أقرت جمعية الصحة العالمية اليوم الثلاثاء في جنيف اتفاقاً دولياً تاريخياً في شأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها بعد ثلاث سنوات من المفاوضات الشاقة، لكن غياب الولايات المتحدة ألقى بظلال الشك على جدوى المعاهدة. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في بيان، "هذا الاتفاق انتصار للصحة العامة والعلوم والعمل المتعدد الأطراف. وسيسمح لنا، على نحو جماعي، بحماية العالم بصورة أفضل من تهديدات مقبلة بجوائح". وأقر في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن "اليوم يوم كبير... تاريخي". فحوى الاتفاق لمواجهة الجوائح يهدف الاتفاق إلى التأهب بصورة أفضل للجوائح المقبلة وتعزيز سبل مكافحتها، وأعد في ضوء الفشل الجماعي في التعامل مع جائحة "كوفيد-19" التي أودت بحياة ملايين وقوضت الاقتصاد العالمي. وينص الاتفاق الذي أنجزت النسخة النهائية منه بالتوافق في الـ16 من أبريل (نيسان)، على آلية تنسيق عالمية على نحو أبكر وأكثر فعالية في آن للوقاية والرصد والاستجابة لأي أخطار قد تؤدي إلى جائحة. ويهدف الاتفاق إلى ضمان توفر الأدوية والعلاجات واللقاحات عالمياً عند ظهور جائحة جديدة، ويتطلب مشاركة الشركات المصنعة لتخصيص 20 في المئة من لقاحاتها وأدويتها واختباراتها لمنظمة الصحة العالمية أثناء الجائحة، لضمان حصول البلدان الأكثر فقراً على تلك الأشياء، إذ شكت هذه الدول منذ هذه المسألة خلال أزمة كورونا عندما احتكرت الدول الثرية اللقاحات وفحوص التشخيص. ويعزز الاتفاق أيضاً الترصد المتعدد القطاعات، ونهج "صحة واحدة" على صعيد البشر والحيوانات والبيئة. ويقيم خصوصاً آلية "لإتاحة مسببات المرض وتشارك المنافع"، من شأنها أن "تتيح تشاركاً سريعاً جداً ومنهجياً للمعلومات الخاصة ببروز مسببات للمرض قد تؤدي إلى تفشي جائحة"، بحسب ما أوضحت السفيرة الفرنسية للصحة آن-كلير أمبرو، التي شاركت في إدارة المفاوضات الخاصة بالاتفاق في شأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها. وما زال ينبغي التفاوض على التفاصيل الدقيقة للآلية، على أمل اختتام المفاوضات في هذا الخصوص بحلول الجمعية المقبلة في مايو (أيار) 2026. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) اتفاق من دون الولايات المتحدة اعتمد القرار الخاص بالاتفاق في جلسة مساء أمس الإثنين لإحدى لجنتي الجمعية بـ124 صوتاً مؤيداً، ولم تصوت أية دولة ضده، في حين امتنعت دول مثل إسرائيل وإيران وروسيا وإيطاليا وبولندا عن التصويت. وكانت المفاوضات الآيلة إلى النسخة النهائية من النص شاقة وعلى وشك الانهيار أحياناً، لا سيما في ظل الاقتطاعات المالية الشديدة التي تواجهها المنظمة بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب منها وإحجامها عن دفع اشتراكات عامي 2024 و2025. وبناء على ذلك، لن تكون الولايات المتحدة، التي أنفقت مليارات الدولارات على تطوير لقاح خلال جائحة كورونا ملزمة بالاتفاق، ولن تواجه الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية عقوبات في حال عدم تطبيق البنود. ورحب بعض خبراء الصحة بالمعاهدة باعتبارها خطوة نحو مزيد من العدالة في الصحة العالمية، بعد أن عانت الدول الأكثر فقراً نقص اللقاحات وأدوات التشخيص أثناء جائحة "كوفيد-19". وقال آخرون إن الاتفاق لم يلب الطموحات الأولية، وأنه من دون أطر تنفيذية قوية فإنه ربما يفشل في تحقيق أهدافه في حال حدوث جائحة مستقبلية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store