logo
الدم الاصطناعي: كل ما تريد معرفته عن أمل جديد لإنقاذ الأرواح

الدم الاصطناعي: كل ما تريد معرفته عن أمل جديد لإنقاذ الأرواح

رائجمنذ 5 أيام

في إنجاز علمي قد يغير وجه الرعاية الصحية عالميا، نجح علماء يابانيون في تطوير بديل للدم الاصطناعي متعدد الاستخدامات، واعدا بمعالجة تحديات نقص الدم الحرجة التي تواجهها المنظومات الطبية حول العالم.
هذا الابتكار الثوري، الذي يعمل كبديل فعال للدم البشري الطبيعي، يحمل إمكانات هائلة لإنقاذ ملايين الأرواح. فمع تزايد قلق منظمة الصحة العالمية بشأن النقص العالمي المستمر في إمدادات الدم، يبرز هذا الابتكار كحل استراتيجي محتمل.
لذلك، إذا أثبتت التجارب السريرية نجاحه، يمكن أن يلعب الدم الاصطناعي دورا محوريا في توفير الرعاية الطارئة والحرجة خلال حوادث الصدمات، والعمليات الجراحية المعقدة، وحالات الطوارئ الطبية الأخرى التي تتطلب نقل الدم الفوري.
اليابان، بهذه الخطوة الرائدة، تطمح لأن تكون أول دولة تتبنى وتطبق تقنية الدم الاصطناعي في الممارسات الطبية الفعلية بحلول عام 2030، وهو ما يمثل نقلة نوعية في قدرتها على الاستجابة للأزمات الصحية.
وفقا لموقع "timesofindia"، يقود الأستاذ هيرومي ساكاي، من جامعة نارا الطبية فريقا بحثيا متقدما في هذا المجال، وقد تمكنوا من ابتكار خلايا دم حمراء اصطناعية مستقرة وخالية تماما من الفيروسات. أحد أبرز مميزات هذه الخلايا هو أنها تلغي الحاجة إلى مطابقة فصائل الدم، مما يبسط عملية النقل بشكل كبير ويجعلها متاحة لأي مريض.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "جابان تايمز"، تعتمد عملية إنتاج هذه الخلايا الاصطناعية على استخلاص جزيء الهيموجلوبين، المسؤول عن حمل الأكسجين في الدم، من وحدات الدم المتبرع بها التي قد تكون منتهية الصلاحية. ثم يتم تغليف هذا الهيموجلوبين بغشاء دهني اصطناعي واق لتشكيل خلايا صغيرة تعرف باسم "حويصلات الهيموجلوبين".
اللافت للنظر أن هذه الخلايا الاصطناعية تتميز بلون أرجواني، يختلف عن اللون الأحمر المعتاد للدم، وذلك لأنها مصممة بطريقة تمنع أكسدتها حتى لحظة استخدامها.
يوفر الدم الاصطناعي فوائد عديدة تتجاوز مزايا التبرع بالدم التقليدي. وفيما يلي نستعرض أبرزها وفقا لما جاء في موقع "روسيا اليوم".
حلا سريعا وحاسما
يزيل عائق اختبارات التوافق بين فصائل الدم، مما يجعله حلا مثاليا للاستخدام في حالات الطوارئ حيث يكون الوقت عاملا حاسما.
عمر افتراضي أطول
يمكن تخزين الدم الاصطناعي في درجة حرارة الغرفة لمدة تصل إلى عامين، وهو ما يتفوق بشكل كبير على العمر الافتراضي القصير جدا للدم المتبرع به، والذي لا يتجاوز بضعة أسابيع في الظروف المثالية.
إحداث تحول في الرعاية الصحية
تمتلك هذه التكنولوجيا القدرة على إحداث ثورة شاملة في أنظمة الرعاية الصحية العالمية. فهي ستساهم في القضاء على مشكلات عدم توافق فصائل الدم، وكذلك التغلب على التحديات المزمنة لنقص الدم، خاصة في المناطق النائية والبعيدة حيث تكون البنية التحتية لتخزين الدم وإجراء اختبارات التوافق محدودة أو غير متوفرة.
يوفر الدم الاصطناعي مجموعة من المزايا المهمة للغاية في مجال الرعاية الصحية، والتي يمكن أن تساعدنا في المستقبل على إنقاذ ملايين الأرواح حول العالم، أبرزها:
لا يرتبط بفصيلة محددة
على عكس الدم البشري المتبرع به، الذي يحمل فصائل دم محددة، لا تحتوي هذه الخلايا الاصطناعية على أي فصيلة دم. هذا يزيل تماما الحاجة إلى إجراء اختبارات التوافق المعقدة قبل النقل، مما يجعلها لا تقدر بثمن في سيناريوهات الطوارئ التي تتطلب سرعة فائقة.
إنجاز كبير
يمثل هذا التطور إنجازا إنسانيا كبيرا، حيث يعد بضمان توافر الدم في أي مكان وزمان، وبالتالي يسهم في تحويل جذري لأنظمة الرعاية الصحية على مستوى العالم.
هناك العديد من الأسباب التي يمكن من خلالها أن نتأكد من أهمية الحاجة الملحة إلى الدم الاصطناعي. وفيما يلي نستعرض معكم أبرزها:
النقص المزمن في الدم المتبرع به
تواجه بنوك الدم حول العالم نقصا مستمرا في إمدادات الدم، خاصة في الأوقات التي تعاني فيها بعض المناطق حول العالم من أزمات أو كوارث.
عمر التخزين المحدود
للدم البشري المتبرع به عمر تخزين قصير نسبيا، يبلغ هذا الغمر حوالي 42 يوما لخلايا الدم الحمراء على وجه الدقة. يتطلب هذا الأمر تجديدا مستمرا للمخزون، ولذلك يعد الدم الاصطناعي حلا عمليا.
الحاجة إلى التوافق مع فصيلة الدم
يتطلب نقل الدم البشري مطابقة فصيلة الدم. يؤخر هذا العلاج، خاصة في حالات الطوارئ الحرجة.
مخاطر انتقال الأمراض
على الرغم من الفحوصات الدقيقة، لا تزال هناك بعض المخاطر الضئيلة التي يمكن أن تواجه المرضى لانتقال الأمراض عبر الدم المتبرع به.
التكلفة العالية لتخزين ومعالجة الدم
عمليات جمع الدم وفحصه وتخزينه مكلفة وتتطلب بنية تحتية متخصصة.
الاستخدام في البيئات القاسية
يمكن أن يكون الدم الاصطناعي مفيدا في ساحات القتال، أو في المناطق النائية، أو حتى في الفضاء، حيث يصعب تخزين الدم البشري.
يشير تصميم التجربة السريرية الحالية إلى نهج منهجي يبدأ بالتركيز على تقييم سلامة الدم الاصطناعي. ففي المرحلة الأولية، سيتم إعطاء جرعات تتراوح بين 100 و400 مليلتر من الدم الاصطناعي للمتطوعين بهدف التأكد من عدم وجود أي آثار جانبية ضارة.
بعد إثبات سلامته، ستنتقل التجارب إلى مراحل أوسع لتقييم الأداء والفعالية في ظروف أكثر تعقيدا.
ويمثل هذا البحث تقدما ملحوظا في برنامج اليابان لتطوير الدم الاصطناعي، والذي بدأ بسلسلة من الدراسات المخبرية الصغيرة التي أثبتت بالفعل قدرة هذه الخلايا الاصطناعية الدقيقة على توصيل الأكسجين بكفاءة وأمان، تمامًا كما تفعل خلايا الدم الحمراء الطبيعية.
في النهاية، يمكننا التأكيد على إن الدم الاصطناعي لا يزال في مراحل البحث والتطوير، ومعظم المنتجات التي وصلت إلى التجارب السريرية لم يتم اعتمادها للاستخدام بعد. ومع ذلك، فإن التقدم المستمر في الكيمياء، وعلوم المواد، والهندسة الحيوية، والطب التجديدي يبعث على الأمل بأن يكون الدم الاصطناعي جزءا لا يتجزأ من الطب الحديث في المستقبل، مما ينقذ ملايين الأرواح حول العالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الصحة العالمية": جميع مستشفيات شمال غزة خارج الخدمة
"الصحة العالمية": جميع مستشفيات شمال غزة خارج الخدمة

رائج

timeمنذ 8 ساعات

  • رائج

"الصحة العالمية": جميع مستشفيات شمال غزة خارج الخدمة

أكد الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن جميع المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في شمال غزة أصبحت خارج الخدمة، ولا تقدم الخدمات حالياً سوى نقطة طبية واحدة تعمل بشكل جزئي. وفي إحاطة صحفية اليوم الثلاثاء عبر الفيديو من جنيف، أوضح بيبركورن أن النظام الصحي في غزة يواجه انهياراً كاملاً، حيث لم يبقَ سوى 17 مستشفى من أصل 36 تعمل جزئياً، من بينها أربعة فقط تُعد مراكز إحالة رئيسية، منها مجمع ناصر الطبي، الذي يواجه خطر التوقف لوقوعه ضمن منطقة إخلاء أعلن عنها في 12 يونيو. وأشار إلى أن عدد أسرة المستشفيات المتاحة انخفض بنسبة 45% مقارنة بما قبل النزاع، لخدمة نحو مليوني نسمة. كما أن مستشفى الشفاء في مدينة غزة يعمل بنسبة إشغال تصل إلى 200%، فيما أصبح مستشفى الأمل غير قادر على استقبال حالات جديدة بسبب العمليات العسكرية. اقرأ أيضاً: الدم الاصطناعي: كل ما تريد معرفته عن أمل جديد لإنقاذ الأرواح وأوضح بيبركورن أن أكثر من 80% من سكان غزة تحت أوامر إخلاء، وتشمل هذه المناطق مستشفيين وسبعة مراكز رعاية أولية و26 نقطة طبية، مما يصعّب الوصول إلى الخدمات الصحية. كما حذّر من النقص الحاد في الإمدادات الطبية، حيث استُنفد أكثر من نصف مخزون المنظمة، وذكر أن 33 شاحنة تنتظر في العريش و15 أخرى في الضفة الغربية، لافتا إلى أن هناك عجزاً كبيراً في الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يؤثر على خدمات رئيسية مثل العلاج الكيميائي، وغسيل الكلى، وجراحة القلب. ونوه إلى أن الوقود لم يدخل غزة منذ أكثر من 100 يوم، مما يهدد استمرارية الخدمات الصحية، كما أن عمليات الإجلاء الطبي محدودة جدا، إذ لم تُجرَ سوى ست عمليات منذ 18 مارس، رغم الحاجة الماسة لإجلاء أكثر من 10 آلاف مريض. اقرأ أيضاً: الصحة العالمية: مرض غامض يتسبب في وفاة أكثر من 50 شخصا

اليوم العالمي للسوشي: أنواعه وتاريخه
اليوم العالمي للسوشي: أنواعه وتاريخه

رائج

timeمنذ 8 ساعات

  • رائج

اليوم العالمي للسوشي: أنواعه وتاريخه

يتم الاحتفال باليوم العالمي للسوشي، في 18 يونيو من كل عام، حول العالم وذلك لتذكير الجميع بجمال هذه الأكلة التي يعشقها الكثير حول العالم. للعثور على أصول السوشي يجب أن ننظر إلى طبق يسمى ناريزوشي، الناريزوشي عبارة عن سمك مملح يتم تخزينه في أرز مخمر لعدة أشهر في كل مرة. وكان لكل من جنوب شرق آسيا واليابان نسختهما الخاصة من الطبق، وتم التخلص من الأرز وأكل السمك. كان هذا هو التكرار الأول للسوشي واعتبره اليابانيون مصدرًا مهمًا للبروتين. في فترة إيدو بين 1600 و 1800 في اليابان، تم إنشاء السوشي كما نعرفه. كانت الأسماك والخضروات ملفوفة في الأرز وتخلط بالخل. كما هو الحال مع Narezushi كان لكل منطقة أشكالها الخاصة بها ولكن هذا قريب من الإصدار الذي يعرفه معظم الناس في عالم اليوم. وفي أوائل القرن التاسع عشر بدأ نمط النيجيريسوشي في الظهور. يتكون هذا من كومة من الأرز مع شريحة من السمك ملفوفة فوقها. تسبب زلزال كانتو العظيم في عام 1923 في تعطيل الاقتصاد الياباني وتسبب في نزوح العديد من الأشخاص من إيدو اليابان. أُجبر اليابانيون على استئناف حياتهم في أماكن جديدة ، وبالتالي أخذ هذا السوشي في جميع أنحاء العالم. في الولايات المتحدة، ظهر السوشي من المجتمعات في ليتل طوكيو بحلول منتصف القرن العشرين. أصبح مشهورًا بين مشاهير هوليوود مما أدى إلى جذب انتباه الجمهور. وما كان أجنبيًا بالنسبة للأمريكيين أصبح يقدم على شكل لفائف كاليفورنيا التي تستخدم السلطعون والأفوكادو بدلاً من الأسماك النيئة. في عام 2009، تم الإعلان عن اليوم العالمي للسوشي في 18 يونيو، جاءت الفكرة من Facebook واكتسبت حياة خاصة بها. السوشي مصدراً رائعًا لأحماض أوميغا 3 الدهنية (الدهون الصحية للقلب). نوري (عشب بحري) يوفر اليود (يعزز صحة الغدة الدرقية)، وهو مصدر جيد لفيتامين أ وهو أمر حيوي لنظام المناعة والجلد الصحي. بينما يُعتبر السوشي عنصرًا فاخرًا في قائمة الطعام في بعض الأحيان، إلا أنه لم يكن كذلك دائمًا، لقد كان ذات يوم طعامًا في الشارع يعامل بنفس الطريقة التي نأكل بها الهوت دوج أو سندويشات التاكو، وبعد الزلزال، ظهرت المزيد من مطاعم السوشي. الاستخدام المفرط لصلصة الصويا مع السوشي والاضطرار إلى التخلص من صلصة الصويا القيمة أمر غير محبذ للغاية، الطريقة الصحيحة للاستمتاع بالسوشي هي سكب أقل كمية وإعادة ملئه فقط حسب الحاجة . بينما يتم تقديم صلصة الصويا مع السوشي، لا يجب غمس الأرز، إنه أمر مستهجن إذا أصبح الأرز منقوعًا وبدأ في التفتت. لاينصح أيضًا بنزع السمك من الأرز لغمسه لأن طهاة السوشي يمرون بتقنيات دؤوبة ويتدربون على تجميع السوشي والأرز. الزنجبيل المخلل الذي يأتي عادةً مع السوشي الخاص بك لا يُقصد به أن يعلوه السوشي الخاص بك، بل يتم تناوله بين قضمات السمك. لا ينصح الأطباء بتناول الحوامل لوجبة السوشي أو الأطعمة النيئة بشكل عام سواء الرنجة أو الفسيخ وغيرها، إذ تحتوي هذه الأطعمة في بعض الأحيان على بكتيريا ضارة تصيب الجهاز الهضمي وبالتالي تؤثر بشكل كبير على صحة الحامل الذي يعرضها في بعض الحالات للإجهاض. كما أوضح الأطباء أن الاعتماد على تناول السوشي النيئ، الذي يسمى في المطاعم العالمية باسم النوري، يعتبر من ضمن الأطعمة الخطيرة التي تؤثر على صحة الجهاز الهضمي. عند تناول الأسماك النيئة التي تحتوي على بكتيريا وميكروبات، تؤذي الجهاز الهضمي بشكل كبير خاصة عند تناولها مجهولة المصدر، أو تعرضها للفساد بسبب سوء التخزين. هناك بعض الأعراض التي ستظهر عليك بمجرد الاعتماد على تناول السوشي بنسبة كبيرة في نظامك الغذائي، إذ يحتوي السوشي على نسبة عالية من السكريات المتواجدة في النشويات بداخل الأرز. من أكثر الأعراض التي تصيب الفرد عند تناول السوشي، الإصابة بالتسمم الغذائي خاصة الأسماك المجمدة التي تم حفظها بطريقة خاطئة جعلتها أكثر عرضة للفساد، الذي يؤثر على صحة الجهاز العصبي. شيراشيزوشي (السوشي المتناثرة): وعاء من الأرز مغطى بمكونات مختلفة. إيناريزوشي (سمي على اسم إله الشنتو إيناري): شكله الأكثر شيوعًا لا يحتوي على أي سمكة وهو حلو، إناري كيس من التوفو المقلي المطبوخ في ماء مالح من ميرين وصلصة الصويا والداشي والسكر. ماكيزوشي (السوشي الملفوف): يتم لف الأرز والمكونات بدقة في ورقة من أعشاب نوري البحرية، ثم يتم تقطيعها إلى قطع أصغر. ناريزوشي (السوشي الناضج): تُعرف هذه التقنية بأنها الشكل الأولي للسوشي، وهي تتضمن تخمير السمك، ثم التخلص من الأرز لاحقًا قبل الأكل. نيجريزوشي: أرز معصور يدويًا ومغطى بمكونات مختلفة من السمك أو التوفو أو الخضار أو العجة. أوشيزوشي (السوشي المضغوط): يُعرف أيضًا باسم السوشي المعبأ، ويتكون هذا النوع من طبقات الطبقة، ثم تقطيع السوشي إلى مستطيلات أو مثلثات أو مربعات صغيرة.

هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟

رائج

timeمنذ 20 ساعات

  • رائج

هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟

هناك نقص في احتياطات الدم في جميع أنحاء العالم. وحسب منظمة الصحة العالمية تواجه خدمات التبرع بالدم في العديد من البلدان تحديا يتمثل في توفير ما يكفي من الدم المأمون. وحسب الصليب الأحمر الألماني هناك حاجة إلى حوالي 112 مليون عملية تبرع بالدم في جميع أنحاء العالم سنويا وحسب الصليب الأحمر الألماني يمكن علاج ما يصل إلى ثلاثة أشخاص مصابين أو مصابين بأمراض خطيرة بتبرع واحد بالدم. ومع ذلك فإن المتبرعين بالدم يتوزعون بشكل غير متساو: حيث يتم جمع 40 في المائة من الدم في البلدان ذات الدخل المرتفع حيث يعيش 16 في المائة فقط من سكان العالم. ولا يتم عادة تصدير احتياطي الدم من أوروبا على سبيل المثال إلى أفريقيا أو آسيا. وحتى في البلدان ذات الدخل المرتفع هناك حاجة مستمرة لاحتياطات الدم. وفي كثير من الأحيان حتى المدفوعات النقدية أو الهدايا المغرية أو القسائم لا يمكنها في كثير من الأحيان إقناع عدد كاف من الناس بالتبرع بالدم. ففي ألمانيا وحدها هناك حاجة إلى حوالي 15,000 وحدة دم كل يوم. الدم الحيواني ليس بديلا حتى الآن إن فكرة استخدام الهندسة الوراثية لتعديل الدم الحيواني بحيث يمكن إعطاؤه للبشر كتبرع بالدم ممكنة نظريا ولكنها تنطوي على تحديات كبيرة. ويرجع ذلك إلى أن خلايا الدم الحمراء الحيوانية تختلف اختلافا كبيرا عن خلايا الدم الحمراء البشرية خاصة من حيث تركيبها السطحي. يتعرف الجهاز المناعي البشري عموما على الدم الحيواني على أنه دم غريب ويرفضه. ولذلك يجب إزالة جميع المستضدات ذات الصلة من الناحية المناعية أو إدخال مستضدات بشرية فيها وهو أمر معقد للغاية. وهذا هو السبب في أن استخدام دم الحيوانات كمتبرع بالدم للبشر ليس واقعيا بعد. البحث عن دم اصطناعي عالمي في إطار البحث عن بدائل يتبع الباحثون في جميع أنحاء العالم أساليب مختلفة للغاية لإنتاج الدم الاصطناعي. على سبيل المثال يقوم الباحثون بتعديل خلايا الدم الجذعية بحيث يمكن لخلايا الدم الحمراء نقل المزيد من الأكسجين. أو أنهم يطورون إنزيمات يمكنها تحييد فصائل الدم لجعل الدم أكثر توافقا عالميا. كما يجري تطوير خلايا الدم الحمراء الاصطناعية التي لها عمر افتراضي أطول. لكن تطوير الدم الاصطناعي لا يخلو من المخاطر. إذ يمكن أن تحدث تفاعلات مناعية إذا تفاعل الجسم مع الإنزيمات أو مكونات الدم الاصطناعي الغريبة وبالتالي تحصل هناك تفاعلات مهددة للحياة. لذلك يجب أن يؤدي الدم الاصطناعي جميع وظائف الدم الطبيعي وأن يكون قابلا للتطبيق عالميا. أكثر مناهج البحث الواعدة أصبحت بعض طرق إنتاج الدم الاصطناعي جاهزة تقريبا للاستخدام، بينما يحتاج البعض الآخر إلى مزيد من الاختبارات، بما في ذلك على البشر لضمان سلامة منتجات الدم الجديدة هذه. 1- التعديلات الجينية في خلايا الدم الحمراء طوّر باحثون في جامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو طريقة جديدة باستخدام مقص الجينات CRISPR لتعديل بعض الخلايا الجذعية في نخاع العظم بحيث تنتج المزيد من صبغة الدم الحمراء (الهيموغلوبين). وهذا يمكّن خلايا الدم الحمراء من نقل المزيد من الأكسجين. ومع ذلك لا يمكن حتى الآن إنتاج سوى كميات صغيرة جدا بهذه الطريقة تبلغ حوالي 1 في المائة من التبرع بالدم العادي. ومع ذلك ونظرا لعدم وجود مضاعفات أو آثار جانبية فقد تم الترحيب بهذه النتائج باعتبارها إنجازا طبيا كبيرا. 2- تحييد فصيلة الدم بإنزيمات من بكتيريا الأمعاء اكتشف علماء من الدنمارك والسويد إنزيمات من بكتيريا معوية يمكنها إزالة مواد معينة من خلايا الدم الحمراء. وتحدد مستضدات فصيلة الدم ABO هذه فصيلة الدم على سبيل المثال A أو B. إذا تمت إزالتها تصبح خلايا الدم من الفصيلة 0 والتي يمكن إعطاؤها لأي شخص تقريبا. ومع ذلك تبقى بقايا صغيرة في الدم والتي يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل تحسسية قوية لدى بعض الأشخاص. ويتمثل التحدي الكبير في إزالة ما يسمى بعامل ريسوس أيضا. 3- كويرات الدم الحمراء النانوية: خلايا الدم الحمراء الاصطناعية الصغيرة يعمل باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية على بناء كويرات دم حمراء اصطناعية صغيرة جدا تعمل تماما مثل الكويرات الحقيقية. وعلى الرغم من أن حجم كويرات الدم الحمراء النانوية هذه لا يزيد عن عُشر حجم كويرات الدم الحمراء الحقيقية، إلا أنها لا تزال قادرة على نقل نفس كمية الأكسجين. وتتميز خلايا الدم الصغيرة هذه بمرونتها الشديدة ويمكنها أيضا أن تتدفق عبر الأوعية الدموية الضيقة. وبما أنها تدوم لفترة طويلة في درجة حرارة الغرفة فهي مثالية للاستخدام في حالات الطوارئ أو الكوارث. ومع ذلك يجب ألا تؤدي خلايا الدم الاصطناعية تحت أي ظرف من الظروف إلى التكتل أو التجلط أو تحفيز ردود الفعل المناعية. بالإضافة إلى ذلك لا يمكن حتى الآن استنساخ كميات كافية من خلايا الدم الاصطناعية في المختبر. وبالتالي لا يمكن حتى الآن إثبات سلامتها وفعاليتها على نطاق واسع بشكل كاف. 4- التطبيقات العسكرية لتحسين الأداء يدعم الجيش الأمريكي الأبحاث التي يتم فيها تحميل خلايا الدم الحمراء الطبيعية بجزيئات نانوية خاصة. ويهدف البرنامج البحثي للوكالة الأمريكية (وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة) المسمى "مصنع خلايا الدم الحمراء" إلى مساعدة الجنود على التأقلم بشكل أفضل مع مستويات الأكسجين المنخفضة على سبيل المثال في المرتفعات العالية أو في درجات الحرارة أو البرودة الشديدة أو أثناء بذل مجهود كبير أو في وجود مسببات الأمراض أو الأمراض المتوطنة مثل الملاريا. ويبدو أنه يتم إجراء أبحاث مماثلة أيضا في الصين. 5- تحويل المخزون القديم إلى دم عالمي في اليابان يقوم الباحثون في جامعة نارا الطبية باختبار حويصلات الهيموجلوبين الاصطناعي على البشر منذ مارس 2025. يتم الحصول على فقاعات الهيموجلوبين من احتياطي الدم القديم غير المستخدم. يمكن لهذه الحويصلات نقل الأكسجين بشكل جيد وهي مناسبة لكل فصائل الدم. نُشرت البيانات الأولى للتو في يونيو 2025 في مجلة الأعضاء الاصطناعية. وكان بعض الأشخاص الذين خضعوا للاختبار يعانون من حمى طفيفة لكن النتائج واعدة جدا لدرجة أن الباحثين يريدون أن يتم التصريح باستخدام هذه الطريقة اعتبارا من عام 2030. وتتم متابعة كل هذه الأساليب الواعدة بأقصى سرعة. ولكن قد يستغرق الأمر سنوات قبل أن يتوفر الدم الاصطناعي بكميات كافية وبالسلامة اللازمة للاستخدام على نطاق واسع. وحتى ذلك الحين سيظل التبرع بالدم أمرا لا غنى عنه في طب نقل الدم. أعده للعربية: م.أ.م

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store