logo
تعرف على موعد إطلاق Apple Vision Air

تعرف على موعد إطلاق Apple Vision Air

التحري٠١-٠٥-٢٠٢٥

تشير التوقعات الأخيرة إلى وصول Apple Vision Air إلى الأسواق قريبًا، وقد أشار تقرير حديث إلى الجدول الزمني المتوقع لإطلاق سماعة الواقع المختلط المزعومة.
ومن المتوقع أن تكون نسخة أنحف وأخف وزنًا من سماعة Apple Vision Pro الحالية، ومن المتوقع أن تكون هذه السماعة القابلة للارتداء، والتي تحمل علامة Air التجارية، بديلاً أرخص من الإصدار الحالي.
وكانت شركة آبل، وقد أعلنت في البداية عن Apple Vision Pro في مؤتمر wwdc 2023، والتي طُرحت للبيع في مناطق عالمية مختارة العام الماضي.
ومن المتوقع إطلاق Apple Vision Air في أي وقت بين 'نهاية هذا العام والنصف الأول من عام 2026″، وفقًا لمارك جورمان من بلومبرج.
أضاف أنه على الرغم من ضعف أداء Apple Vision Pro الحالية، إلا أن الشركة لم 'تتخلى عن المشروع' بعد،ومع ذلك، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت Apple Vision Air الأخف وزناً ستكون بمثابة بديل لخيار Vision Pro الحالي، أو مجرد بديل أرخص له، وفقاً لجورمان.
كما أضاف جورمان أن آبل ستطرح على الأرجح نسخةً من Apple Vision Pro مُصممة لأجهزة ماك، مُوجهة للتطبيقات التي تتطلب استجابةً قصوى، لكنه لم يُحدد موعدًا مُتوقعًا لإطلاقها. (اليوم السابع)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل ستختفي الهواتف الذكية؟
هل ستختفي الهواتف الذكية؟

التحري

timeمنذ ساعة واحدة

  • التحري

هل ستختفي الهواتف الذكية؟

في وقت لا يكاد يمر فيه يوم دون أن نستخدم الهاتف الذكي عشرات المرات، بدأ يطرح سؤال جوهري نفسه بقوة في أوساط خبراء التقنية: هل يمكن أن تختفي الهواتف الذكية في المستقبل القريب؟ هذا السؤال لم يعد مجرد خيال علمي، بل أصبح أحد السيناريوهات الواقعية التي يدرسها مطورو التكنولوجيا حول العالم. التحول نحو ما يُسمى 'عصر ما بعد الهاتف' لم يعد احتمالًا بعيدًا، بل أصبح جزءًا من الخطط الاستراتيجية لكبرى شركات التكنولوجيا مثل Apple وGoogle وMeta، والتي بدأت بالفعل بتطوير أجهزة وتقنيات يمكنها أن تحل محل الهاتف الذكي، أو على الأقل تقلل الاعتماد عليه بشكل جذري. في مقدمة هذه التقنيات تأتي النظارات الذكية وسماعات الرأس المدعومة بالذكاء الاصطناعي. فقد أعلنت شركة Apple، عبر تقارير مسربة نشرها حساب 'Apple Club' المتخصص، أنها تستعد لإطلاق أول نظارات ذكية لها بحلول عام 2026. النظارات ستتيح للمستخدمين وظائف متعددة مثل الترجمة الفورية، التنقل عبر GPS، التصوير بالفيديو، بل وتشغيل الموسيقى، وكل ذلك من دون الحاجة لرفع الهاتف أو لمس شاشة. ad وفي السياق ذاته، تستثمر شركة Meta بقوة في تطوير نظارات ذكية مدمجة مع تقنيات الواقع المعزز لتتكامل مع مشروع 'الميتافيرس'، ما يمهد لبيئة افتراضية تفاعلية جديدة لا تتطلب هاتفًا محمولًا على الإطلاق. رغم هذه التطورات، لا يزال الهاتف الذكي يمثل العصب الأساسي للتواصل في الحياة اليومية، ويصعب على معظم الناس تخيل بديل له في الوقت الراهن. لكن التاريخ التقني يعلّمنا أن الأجهزة التي كانت يومًا ما ضرورية – مثل الهواتف الأرضية وأجهزة 'البيجر' والكاميرات الرقمية – اختفت عندما ظهرت بدائل أكثر تطورًا وكفاءة. ما يميز التحول المحتمل القادم هو أنه لا يعتمد فقط على جهاز بديل، بل على نمط جديد تمامًا للتفاعل مع التكنولوجيا يعتمد على الأوامر الصوتية، الواقع المعزز، والمساعدات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. التحديات: خصوصية وتكلفة وقبول اجتماعي رغم أن مستقبلًا بلا هواتف قد يبدو جذابًا للبعض، إلا أن هذا التغيير لا يخلو من التحديات، هناك تساؤلات حول الخصوصية، ومدى استعداد الناس لوضع أجهزة على وجوههم طوال الوقت، بالإضافة إلى التكاليف المحتملة لهذه التكنولوجيا الجديدة، والتي قد تكون مرتفعة في بداياتها. كما أن المجتمعات المختلفة قد تتفاوت في تقبلها لهذه النقلة النوعية، لأسباب ثقافية أو اقتصادية أو حتى بسبب البنية التحتية التقنية. من أبرز محركات هذا التحول هو الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح قادرًا على أداء العديد من المهام التي كان يقوم بها المستخدم يدويًا على الهاتف الذكي. تطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت توفر تجربة استخدام سلسة، سواء في البحث أو التصوير أو التفاعل مع الأنظمة المختلفة، وهو ما يسهم تدريجيًا في تقليص دور الهاتف التقليدي. (اليوم السابع)

هواوي تطلق مرحلة جديدة من الاستقلال الرقمي
هواوي تطلق مرحلة جديدة من الاستقلال الرقمي

النهار

timeمنذ 6 ساعات

  • النهار

هواوي تطلق مرحلة جديدة من الاستقلال الرقمي

أزاحت هواوي الستار عن نظام تشغيل جديد كلياً يُدعى HarmonyOS NEXT، يمثّل واحدة من أكثر محاولاتها جرأة للتخلص من الاعتماد على التقنيات الغربية، وبخاصة أنظمة التشغيل المهيمنة مثل "ويندوز" من "مايكروسوفت" وmacOS من "أبل". لا يُعد هذا النظام مجرد ابتكار برمجي، بل يندرج ضمن رؤية استراتيجية شاملة تسعى من خلالها الصين إلى ترسيخ استقلالها الرقمي. بنية تقنية متفرّدة يتميّز HarmonyOS NEXT بكونه أول نظام تشغيل تطوره "هواوي" بالكامل دون الاعتماد على نواة لينكس أو على "أندرويد"، ما يميّزه عن غالبية الأنظمة المفتوحة أو المعدّلة المتداولة حاليًا. يستخدم النظام نواة دقيقة (Microkernel) خاصة، وتؤكد "هواوي" أن هذا الاختيار يتيح أداءً أكثر استقراراً وأماناً. لا يدعم النظام تشغيل تطبيقات أندرويد أو ويندوز، الأمر الذي يستدعي من المطورين إعادة بناء تطبيقاتهم باستخدام أدوات تطوير جديدة مثل ArkTS وArkUI. هذا التوجّه يشكل مخاطرة محسوبة، لكنه يعكس رغبة الشركة في تأسيس منظومة مستقلة بالكامل. أداء عالٍ وتكامل بين الأجهزة أشارت "هواوي" إلى أن HarmonyOS NEXT يتمتع بسرعة استجابة عالية وأداء محسّن في إدارة المهام المتعددة، دون الكشف عن أرقام رسمية دقيقة حتى الآن. تشير تجارب أولية وتقارير تقنية إلى تفوق ملحوظ في سرعة الإقلاع مقارنة بأنظمة تشغيل تقليدية، وهو ما يُعزّز مزاعمه كنظام خفيف وفعّال. يدعم النظام بيئة تشغيل موحّدة عبر أجهزة "هواوي" المتنوعة، من الهواتف الذكية إلى الحواسيب الشخصية، مروراً بالشاشات الذكية وحتى السيارات. هذا التكامل يضعه في موقع مقارن مباشر مع منظومة آبل المعروفة بتجانسها. عقبات في طريق الانتشار رغم التقدم التقني الواضح، تواجه هواوي تحديات ضخمة، أبرزها غياب مكتبة تطبيقات جاهزة خارج الصين. النظام لا يتيح تشغيل التطبيقات التقليدية من غوغل أو مايكروسوفت، ما يُصعّب عملية تبنّيه عالمياً ويحد من جاذبيته للمستخدمين خارج السوق المحلي. نجاح HarmonyOS NEXT مشروط بإقناع المطورين بالاستثمار في بيئة جديدة بالكامل، وتوفير مزايا كافية تبرّر الانتقال من أنظمة ناضجة ومستقرة إلى نظام ناشئ لا يزال في طور البناء. خيار استراتيجي أكثر من كونه تجارياً العقوبات الأميركية التي فُرضت على "هواوي" منذ عام 2019 شكلت نقطة تحوّل في مسارها التقني. حرمان الشركة من تقنيات أساسية، مثل الرقائق الدقيقة ونظام التشغيل ويندوز، أجبرها على تسريع مشاريعها البديلة، وفي مقدمتها HarmonyOS. النظام ليس فقط استجابة تجارية لحالة طوارئ، بل يمثّل تعبيراً عن سياسة وطنية صينية أوسع، تستهدف تحقيق اكتفاء ذاتي في مجالات التكنولوجيا الحساسة. تُظهر تصريحات المسؤولين الصينيين والتوجهات الحكومية دعماً واضحاً لهذا المسار، الذي يتجاوز حدود السوق إلى نطاق الجيوسياسة العالمية. تحوّل محتمل في مشهد أنظمة التشغيل سيطرة أنظمة تشغيل غربية على السوق العالمي تواجه اليوم منافساً شرقياً يملك الطموح والدعم السياسي والاقتصادي اللازم. نجاح "هواوي" في بناء منظومة متكاملة من التطبيقات والخدمات سيحدد مصير HarmonyOS NEXT، خاصة في الأسواق الآسيوية والدول التي تبحث عن بدائل تُخفّف من التبعية التقنية للغرب. لا يمكن الجزم بعد بمستقبل النظام، لكنه يفتح باباً جديداً أمام عالم متعدد الأقطاب رقمياً، تُعيد فيه الشركات غير الغربية رسم حدود السيطرة البرمجية من الصفر.

"فورين بوليسي": كيف استولت الصين على شركة "أبل"؟
"فورين بوليسي": كيف استولت الصين على شركة "أبل"؟

الميادين

timeمنذ 11 ساعات

  • الميادين

"فورين بوليسي": كيف استولت الصين على شركة "أبل"؟

مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تنشر مقالاً يتناول العلاقة المعقّدة والمتشابكة بين شركة أبل والصين، من منظور صناعي وتجاري وسياسي. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: في أوّل تسعينات القرن المنصرم، عزمت شركة أبل على إثبات قدرتها على مواصلة تصنيع أجهزة الكمبيوتر في الولايات المتحدة، ضمن استراتيجيتها الصارمة للسيطرة على قطاعات التصميم والإنتاج كافّة. وبحسب ما جاء في سيرة ستيف جوبز مؤسّس الشركة أنّ مصانع أبل كانت تنتج "أجهزة الكمبيوتر ماكنتوش مثل خبز البيغل المقرمش في محمّصة في بهو فندق. لكنّ الشركة واجهت الإفلاس في عام 1996، وباعت مصنعها لإنتاج أجهزة ماك في ولاية كولورادو لشركة تصنيع أميركية، وبدأت مسيرة طويلة في الاستعانة بمصادر تصنيعية داخل الولايات المتحدة، ثمّ في آسيا. أمّا الآن فهي تصنع معظم إنتاجها في الصين. ولقد كانت الاستعانة بمصادر خارجية مربحة للغاية لشركة أبل، وأسهمت في جعلها إحدى الشركات الثلاث الكبرى من حيث القيمة السوقية في العالم، إلّا أنّها جعلت أبل أيضا تتأثر بشكل كبير في تقلّبات السياسة الصينية وأولويّات القيادة في بكين. في كتاب "أبل في الصين: الاستيلاء على أعظم شركة في العالم"، للمراسل السابق في "فاينانشل تايمز" باتريك ماكغي، الذي غطّى أخبار أبل لفترة طويلة، يروي قصّة هذه الصفقة "الفاوستية" بأسلوب جريء وحيوي. إنّه كتاب ممتاز ودليل غني بالمعلومات حول كيفية عمل أبل والصين في الواقع، وهو دليل ينبغي على قادة العالم، وكبار الشخصيات في وادي السيليكون الانتباه إليه. كتب ماكغي، "سيكون من المبتذل القول إنّ أبل ما كانت لتكون كما هي اليوم لولا الصين". والأكثر إثارة للاهتمام في كتاب ماكغي ما يحاول تأكيده أنّ "الصين ما كانت لتكون كما هي أيضاً لولا أبل. قد يبدو هذا الكلام مبالغاً فيه، لكنّ ماكغي يقدّم حججاً مقنعة. إنّ الخلطة السرّية في الاستعانة بمصادر خارجية لشركة أبل يسمّيها ماكغي "ضغط آبل"، للتأكّد من أنّ المصانع الأجنبية قادرة على تلبية المعايير الصارمة للشركة التي ترسل مهندسيها لتدريب الشركاء المحلّيين بحرفية على كيفية إنتاج سلع تكنولوجية جديدة بكمّيات كبيرة وبأسعار منخفضة، و "في هذه العملية تقدّم لهم المعرفة التصنيعية"، بينما يتقاضون أسعارا زهيدة بالمقابل، ويعملون بهامش ربح ضئيل للغاية، أو في بعض الأحيان بلا ربح إطلاقاً. وبقدر ما تكون شركة أبل متطلّبة، فإنّ لديها الكثير من المتعاقدين. ويعلم المقاولون أنّ بإمكانهم استخدام المعرفة والشهرة التي يكتسبونها من العمل مع أبل للفوز بعقود مع شركات أخرى مستعدّة لدفع أسعار أعلى. يقول ماكغي إنّ بكين تشجّع الشركات الصينية على العمل مع أبل، لإدراكها أنّ الشركة تقدّم نقلة نوعية للمعرفة التصنيعية. وعلى مرّ السنين، درّبت أبل كادراً ضخماً من المهندسين والمديرين الصينيين، ووظّفت الشركات المتعاقدة معها ملايين العمّال الصينيين. يصف ماكغي شركة أبل بأنّها "أكبر شركة مصنّعة في العالم من دون أن تمتلك مصانع". وتروي الشركة قصّة نجاحها في الصين كحكاية بطولية، ويصف الرؤساء التنفيذيين المشهورين مثل ستيف جوبز وتيم كو، وتيري غو من شركة فوكسكون، بأنّهم أذكياء ومتطلّبون، وبأن مرؤوسيهم مثاليون ومجتهدون. إن كان لدى أيّ منهم عيوب، فهي الغطرسة وتجاهل عائلاتهم، وأحياناً يبالغون كأن أكبر مشاكلهم هو اجتهادهم في العمل. لا يوجد في الكتاب أيّ ذكر لكيفية مساهمة أبل وشركائها في وادي السيليكون، الذين فقدوا وظائفهم في مصانع الولايات المتحدة، في صدمة الارتفاع الهائل للواردات الصينية. ويكاد ماكغي أن يلتزم الصمت حيال ظروف العمل المروّعة لدى بعض مورّدي أبل في الصين. على سبيل المثال، يُنتقد الصحافيون لتركيزهم المفرط على حالات الانتحار في فوكسكون، أكبر مورّد متعاقد مع أبل في الصين، وإغفال التقدّم الأكبر لتطور الشركة في الصين. وكتب ماكغي، لقد "ساعدت التحقيقات الدورية في تسليط الضوء على ظروف العمل، ومن المرجّح أنّها أحدثت بعض التغييرات الإيجابية. لكنّ غزوات وسائل الإعلام لما كانت تخطّط له أبل أغفلت مسائل أوسع نطاقاً تتعلّق باستراتيجية الشركة، وتطوير الأعمال، وإدارة دورات الإنتاج. ومع ذلك، فإنّ القصّة التي يرويها ماكغي عن نموّ أبل في الصين وتأثيرها في البلاد يحيكها بمهارة، ويحوّل قرارات سلسلة التوريد إلى دراما ملهمة ومثيرة. وابتداء من منتصف الثمانينيات، انخرطت أبل في التصنيع التعاقدي الأجنبي، ولجأت إلى شركة كانون في اليابان لإنتاج أوّل طابعة ليزر لها. كذلك أنتجت الشركات اليابانية أيضاً بعض أجهزة الكمبيوتر المحمولة لشركة أبل وجهاز نيوتون وهو منتج فاشل وكارثي يستخدم قلماً لتدوين الملاحظات وإرسال رسائل البريد الإلكتروني. ولم تتّجه أبل كليّاً نحو الاستعانة بمصادر تصنيع خارجية، إلّا بعد أن انزلقت نحو الإفلاس في منتصف التسعينات. فخاضت غمار التصنيع في كوريا الجنوبية وسنغافورة وإيرلندا وويلز والمكسيك. لكنّها حقّقت نجاحاً باهراً في تايوان مع شركة فوكسكون، التي كان رئيسها التنفيذي، غو، مهووساً بالكمال تماماً مثل ستيف جوبز. لكنّ القوى العاملة في تايوان كانت محدودة، وكذلك مساحة التوسّع المتاحة. فنقل غو أحد قادة جيل الرؤساء التنفيذيين التايوانيين الذين استثمروا بكثافة في الصين، إنتاج شركة أبل إلى البر الرئيسي. وهناك، بدت القوى العاملة غير محدودة، وقدمت الحكومة الدعم والبنية التحتية وظروف العمل اللازمة للنجاح، ما يعني أنّها قمعت جمعيات العمّال المستقلّة، وغضّت الطرف عن عمالة الأطفال ومطالب العمل الإضافي الفاضحة. وحدّت أبل عملياتها التصنيعية، التي كانت منتشرة في جميع أنحاء آسيا، في الصين فقط. ولقد كان وجود قاعدة عمالة رخيصة وواسعة النطاق أمراً بالغ الأهمّية. وكان العمل شاقّاً للغاية، وكانت المنافسة على العمالة شديدة إلى درجة أنّ معدّل دوران العمالة في مصنعي الإلكترونيات المتعاقدين قد يصل إلى ما بين 300 إلى 400% سنوياً. ولقد اجتذبت الصين العديد من الشركات الغربية الأخرى إلى جانب أبل، غالباً في إطار مشاريع مشتركة، ما وفّر للشركاء المحلّيين وسيلة لمعرفة دقيقة بالتقنية الغربية في حين بذلت أبل جهداً كبيراً لتجنّب هذا الفخّ. 26 أيار 12:04 23 أيار 13:43 في كاليفورنيا، ابتكر مصممو شركة أبل منتجات مبتكرة مثل أيبود وآيفون، ولم تُستخدم قطع جاهزة، بل درّبت الشركات المحلّية على إنتاج مكوّنات متطوّرة بكمّيات كبيرة وبأسعار منخفضة، لكنّها حدّت أيضاً من قدرة هذه المصانع على تقليد منتجات أبل. ومن بين هذه الطرق شراء الكومبيوترات الباهظة الثمن اللازمة لتصنيع منتجات أبل لصالح المصنّعين المتعاقدين، والتأكّد من استخدامها حصرياً لصالح أجهزة أبل فقط. وقد قام مهندسو أبل بغرس مفهوم الكمال لدى المصنّعين الصينيين مع حماية ملكيتهم الفكرية. كتب ماكغي، "بدلاً من اختيار المكوّنات الجاهزة، كانت أبل تصمّم قطعاً مخصصة، وتجهّز عملية التصنيع الخاصّة بها، وتنظّم عمليات تجميعها في سيستم بالغ التعقيد" حيث يصعب تقليدها. والفكرة كانت بناء حواجز وخنادق حول ابتكاراتها التصنيعية". وفي التعامل مع النظام السياسي الصيني المعقد، اعتمدت أبل في البداية على تيري غو، الذي كان مدركاً لكيفية عمل بكين، وكان بارعاً في الحصول على الأراضي المجانية والبنية التحتية وغيرها من الإعانات التي تقدّمها الحكومات المحلّية للمصنعين. كما استفاد المسؤولون من المصانع التي وظّفت أعداداً كبيرة من العمال المحلّيين، وعزّزت هدف الحكومة المركزية في تحسين صناعة الإلكترونيات. كان إرضاء بكين يعني ترقيات للمسؤولين المحلّيين الذين استقطبهم غو. ولكن بحلول عام 2013 تقريبا، أصبحت شركة أبل ضخمة جداً في الصين إلى درجة أنّها بدأت تجذب انتباهاً غير مرغوب فيه، وأظهرتها وسائل الإعلام الصينية أحياناً على أنّها شركة غربية متسلّطة، ولا سيّما مع ترسيخ الزعيم الصيني شي جين بينغ لسلطته، وبدء العلاقات الأميركية الصينية في التدهور. لقد جمعت أبل ما سمته "عصابة الثمانية"، وهم مديرون ذوو خبرة في الصين لمحاولة إدارة العلاقات السياسية المحفوفة بالمخاطر. يوضح ماكغي أنّهم تعلّموا الفرق بين المفهوم الغربي لـ "سيادة القانون"، حيث يفترض أن تصدر المحاكم الأحكام بنزاهة، والممارسة الصينية لـ "الحكم بالقانون"، حيث يضع الحزب الشيوعي القواعد. إنّ اعتماد أبل الهائل على الصين في التصنيع، والذي ساهم في زيادة أرباحها، بدأ يتحوّل إلى نقطة ضعف كان عليها معالجتها، وقد جرّبت أبل عدّة تكتيكات. وحين طلبت بكين من الشركة إزالة بعض التطبيقات من متجرها الصيني، حذفت أبل صحيفة "نيويورك تايمز" وتطبيقات أخرى مختلفة كانت تمكّن المستخدمين الصينيين من تجاوز جدار الحماية الصيني العظيم وتنزيل محتوى محظور. لكنّ أبل لم تذهب إلى حدّ حظر صحيفة "نيويورك تايمز" من متجرها العالمي الخاص للتطبيقات كما طلبت الصين. كما استثمرت أبل أيضاً في شركات صينية اعتقدت أنّها مفضّلة لدى الحكومة، بما في ذلك شركة "ديدي تشوكسينغ" لوسائل النقل، وشركة "واي إم تي سي" لصناعة الرقائق الإلكترونية. وقد اختارت مقاطعة قويتشو الفقيرة لإنشاء مركز بيانات جديد لأنها راهنت على أنّ الحاكم هناك سيعيّن في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي، لكن لم يحصل ذلك، ثمّ تخلّت أبل عن المشروع في عام 2022. كما بدأت أبل أيضاً بالتحول من الشركات المصنّعة التايوانية إلى الشركات الصينية، ما أدّى إلى إنشاء ما يسمّيه ماكغي "سلسلة التوريد الحمراء". وفي الوقت نفسه، شدّد المسؤولون التنفيذيون في شركة أبل في اجتماعاتهم مع المسؤولين الصينيين على كيفية نقل تكنولوجيا التصنيع إلى الصين وزعموا أنّها تستثمر 55 مليار دولار سنوياً في البلاد، وفي عام 2016 أخطرت المسؤولين الصينيين أنّها تخطّط لإنفاق 275 مليار دولار على مدى 5 سنوات، على الرغم من أنّ ماكغي لا يشرح بوضوح كيف توصّلت إلى هذه الأرقام. لقد سعت أبل إلى إظهار أنّها تتماشى مع رؤية الرئيس الصيني لتحويل الصين إلى قوّة تكنولوجية عظمى. كما أنّ نقل التكنولوجيا الذي سهّلته أبل جعلها أكبر داعم لشعار الشركات "صُنع في الصين 2025"، وهي خطّة بكين المثيرة للجدل لجعل البلاد رائدة عالمياً في مجال التقنيات الحيوية، كما كتب ماكغي. لكن، كيف تمكّنت أبل من تحقيق كلّ هذا من دون أن تصبح منبوذة في واشنطن. للأسف، ليس لدى ماكغي الكثير ليقدّمه في هذا الصدد. ويشير إلى أنّ كوك التقى دونالد ترامب بانتظام خلال ولايته الأولى، لكنّه لا يملك تفاصيل عمّا ناقشاه. وقد كانت منتجات أبل من بين المنتجات المعفاة من الرسوم الجمركية خلال حرب ترامب التجارية الأولى مع الصين، فهل هذه صدفة، لعلّ القارئ يجد الإجابة. كما قدّم ترامب خدمة كبيرة لشركة أبل من خلال حظر تصدير أشباه الموصّلات المتقدّمة لأكبر منافس صيني لشركة أبل، وهي شركة هواوي. ولفترة من الوقت، انخفضت إيرادات هواوي بشكل حادّ، على الرغم من أنّها تعافت منذ ذلك الحين. هل كانت أبل مجرّد متفرّج محظوظ على حملة واشنطن أم أنّ كوك دفع ترامب في هذا الاتّجاه؟. يميل ماكغي نحو التفسير الأوّل، ولكن نظراً لأنّ كوك يبدو أنّه لا يترك شيئا للصدفة، فإنّ ذلك يبدو غير محتمل. كما أنّ هناك أولوية أخرى لشركة أبل في تقليل اعتمادها على الرقائق المنتجة في تايوان بواسطة شركة تايوانية لصناعة أشباه الموصلات. ومن المعلوم أنّ أبل كانت تدفع الشركة التايوانيّة لنقل بعض من إنتاجها إلى الولايات المتحدة، وهو ما تقوم به حالياً بعد أن منحتها الولايات المتحدة مليارات الدولارات على شكل إعانات من خلال برنامج "شيبس". بالطبع أنجز ماكغي الكتاب قبل حرب ترامب التجارية الأخيرة، لهذا لم يتمكّن من التطرّق إلى الأحداث الأخيرة، حيث استُثنيت منتجات أبل، شأنها شأن غيرها من السلع الإلكترونية، من معظم الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها ترامب على بكين، والتي عُلّقت مؤخّراً لمدّة 90 يوماً. يسعى كوك الآن لكسب ودّ واشنطن كما فعل في بكين، مع وعد بإنفاق مبالغ طائلة في البلاد. وقد تعهّدت الشركة بإنفاق 500 مليار دولار محلّياً خلال السنوات الأربع المقبلة. لكن قد يكون الضغط على ترامب أصعب من الضغط على شي. قبل أيام، هدّد ترامب بفرض رسوم جمركية على شركة أبل بنسبة 25% على أيّ أجهزة آيفون تنتج خارج الولايات المتحدة، بغض النظر عن البلد، مع أنّ تصنيعها المحلّي سيكون أكثر تكلفة بكثير وسيرفع من أسعارها. رغم كلّ ما تتمتّع به شركة آبل من مهارة تكنولوجية وحنكة سياسية، إلّا أنّها تجد نفسها الآن معتمدة كلّياً على الصين في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية الصينية حالة من الجمود، وربّما تكون قد دخلت بالفعل في حرب باردة جديدة. ويشير ماكغي إلى أن أبل تتطلّع إلى زيادة استثماراتها في الهند لتنويع إنتاجها، لكنّ هذا مشروع طويل الأجل، إن نجح أصلاً. وحتّى مع إجراء المزيد من التجميع النهائي في الهند، فإنّ معظم الأجزاء الداخلية لا تزال تأتي من الصين، حيث ينتج المنافسون الآن هواتف تضاهي هواتف أبل. وطريقة أبل الفريدة في التحكّم في التصنيع المستعان به خارجياً، وخاصّة شراء آلات الإنتاج للمقاولين، تعني أنّ زيادة الإنتاج في الهند قد تكلّفها مئات المليارات من الدولارات. إضافة إلى مسألة إذا ما كانت الصين ستسمح لشركة أبل بالانسحاب، فبكين لديها الكثير من الأدوات التي تستطيع استخدامها في تحقيقات مكافحة الاحتكار، والمشاكل التنظيمية، وتأخير الشحن، ما قد يجعل أبل تشعر بأنّ التكلفة باهظة للغاية بحيث لا يمكنها إبعاد بكين. كتب دوغ غوثري أحد أعضاء مجموعة أبل الثمانية بعد مغادرته الشركة، "ببساطة، لا يمكنك ممارسة الأعمال التجارية في الصين اليوم من دون الالتزام بما تمليه عليك الحكومة الصينية، نقطة على السطر. لا أحد بمنأى عن ذلك، لا أحد". نقله إلى العربية: حسين قطايا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store