
اكتشافات أثرية تعيد رسم ملامح الحياة الدينية والإدارية بمعبد الرامسيوم
عمر المهدي
يُعد معبد الرامسيوم من أبرز الشواهد المعمارية التي خلدت عظمة الملك رمسيس الثاني، ويقع هذا الصرح المهيب على الضفة الغربية لنهر النيل في مدينة الأقصر، قلب الحضارة المصرية القديمة.
موضوعات مقترحة
ورغم مرور آلاف السنين، لا يزال هذا المعبد الجنائزي يحتفظ بجمال نقوشه ودقة تصميمه، حيث يوثق لحظات من حياة واحد من أعظم ملوك مصر، بما في ذلك معاركه البطولية مثل معركة قادش.
ويأتي الكشف الأثري الجديد الذي أعلنته البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة ليضيف فصلًا جديدًا إلى قصة هذا المعلم التاريخي، كاشفًا عن أسرار مدفونة تحمل بين طياتها تفاصيل مذهلة عن الطقوس الجنائزية، وأساليب البناء، وتطور الفن المعماري في عهد الدولة الحديثة.
وفيما يلي نستعرض أبرز تفاصيل هذا الاكتشاف المثير، وأهميته في إثراء المعرفة بتاريخ الحضارة الفرعونية.
اكتشافات أثرية جديدة تكشف عن أسرار معبد الرامسيوم بالأقصر
كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة عن مجموعة من الاكتشافات الهامة في محيط معبد الرامسيوم بالأقصر، الذي يعد أحد أبرز معالم مصر القديمة. هذا الكشف الأثري يعكس جانباً كبيراً من التاريخ الغني والمعقد لهذا المعلم الأثري، ويعزز فهمنا لدوره الديني والإداري في العصور الفرعونية، وذلك تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار والمركز القومي الفرنسي للأبحاث وجامعة السوربون، أسفرت أعمال الحفائر عن اكتشاف مقابر من عصر الانتقال الثالث، بالإضافة إلى مخازن للزيوت والعسل والدهون، وأقبية النبيذ التي تميزت بوجود ملصقات جرار النبيذ.
من أبرز الاكتشافات هي تلك التي تم العثور عليها في المنطقة الشمالية الشرقية للمعبد، حيث تم اكتشاف 401 تمثال من الأوشابتي المنحوت من الفخار، بالإضافة إلى أدوات جنائزية وأواني كانوبية بحالة جيدة من الحفظ. كما كشفت الحفائر عن مجموعة من المباني التي يُرجح أنها كانت تستخدم كمكاتب إدارية أو ورش نسيج وأعمال حجرية، فضلاً عن أقبية لتخزين المواد الأساسية مثل زيت الزيتون والعسل.
"بيت الحياة" واكتشافه الاستثنائي
من أبرز الاكتشافات التي قامت بها البعثة هو الكشف عن "بيت الحياة"، وهي مدرسة علمية كانت ملحقة بالمعابد الكبرى في مصر القديمة. يُعد هذا الاكتشاف استثنائيًا لأنه يكشف عن التخطيط المعماري لهذه المؤسسة التعليمية الفريدة، حيث عُثر على رسومات وألعاب مدرسية، مما يجعلها أول دلالة على وجود مدرسة داخل معبد الرامسيوم، كما أسفرت الحفائر عن الكشف عن مقابر من عصر الانتقال الثالث تحتوي على حجرات دفن وأدوات جنائزية، ما يعزز من أهمية هذا الموقع باعتباره مركزًا دينيًا واجتماعيًا قديمًا.
تاريخ طويل ومعقد
أكد الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذه الاكتشافات في إلقاء الضوء على الدور الحيوي الذي لعبه معبد الرامسيوم في الحياة الدينية والإدارية لمصر القديمة. وأضاف أن هذه الاكتشافات تشير إلى وجود نظام هرمي متكامل من الموظفين المدنيين داخل المعبد، مما يدل على أن المعبد لم يكن مجرد موقع عبادي بل مركزًا اقتصاديًا وإداريًا رئيسيًا، حيث يشير الدكتور هشام الليثي، رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، إلى أن البعثة المصرية الفرنسية لا تزال مستمرة في أعمال الحفائر، خاصة في المناطق التي لم تكشف بعد عن جميع أسرارها. كما تحدث عن أعمال الترميم التي قامت بها البعثة، بما في ذلك ترميم تمثال الملك رمسيس الثاني وترميم الجهة الجنوبية من قاعة الأعمدة، وكذلك استكمال أعمال الترميم في القصر الملكي المجاور للفناء الأول للمعبد.
استمرار البعثة في الكشف عن المزيد
منذ بداية أعمالها في عام 1991، تمكنت البعثة المصرية الفرنسية من تحقيق تقدم كبير في كشف أسرار معبد الرامسيوم، حيث تم إجراء حفائر شاملة في جميع أنحاء المعبد، وركزت البعثة على الترميم الدقيق لأجزاء كبيرة من المعبد، مثل الفناء الأول وقاعة الأعمدة، بالإضافة إلى الكشف عن المزيد من التماثيل والعناصر المعمارية التي تساهم في تعزيز فهمنا للحضارة المصرية القديمة.
مصر وجهة سياحية وأثرية عالمية
يُعد معبد الرامسيوم بمثابة نافذة جديدة تكشف عن جوانب هامة في تاريخ مصر الفرعونية، ويمثل هذا الكشف الأثري خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لثقافة وحضارة تلك الحقبة، مع استمرار أعمال الحفائر والترميم، من المتوقع أن تواصل البعثة المصرية الفرنسية إلقاء الضوء على المزيد من الأسرار التي يحتويها هذا المعلم الأثري الرائع، مما يعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية وأثرية عالمية.
اكتشافات أثرية بمعبد الرامسيوم
اكتشافات أثرية بمعبد الرامسيوم
اكتشافات أثرية بمعبد الرامسيوم
اكتشافات أثرية بمعبد الرامسيوم
اكتشافات أثرية بمعبد الرامسيوم
اكتشافات أثرية بمعبد الرامسيوم
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

يمرس
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- يمرس
اكتشاف رسائل سرية مخفية على مسلة مصرية في باريس
تعود المسلة إلى أكثر من 3000 عام، وقد نُحتت في عهد الفرعون رمسيس الثاني من الغرانيت الأحمر، وتم نقلها إلى العاصمة الفرنسية، باريس ، في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. ومنذ ذلك الحين، كانت محط اهتمام العلماء، حيث كانت محاطة بالكثير من الغموض والتفسيرات المختلفة للنقوش التي تزين جوانبها الأربعة. وسُمح للدكتور بيليتييه بالوصول إلى قمة المسلة أثناء فترة الإغلاق بسبب جائحة "كوفيد-19"، حيث تم تركيب سقالات لإجراء التجديدات اللازمة استعدادا لدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024. وباستخدام هذه الفرصة، قام بإجراء قياسات وتحليلات دقيقة، ما ساعده على اكتشاف الرسائل المخفية التي كانت غير مرئية لأعين العلماء السابقين. ووفقا له، فإن هذه الرسائل كانت موجهة للنخبة المصرية التي كانت قادرة على فهم هذه الرموز الخاصة، إذ كانت تعد بمثابة لغة مقدسة تتعلق بالآلهة. وكشف الدكتور بيليتييه عن عبارة غامضة في النقوش الهيروغليفية تقول "استرضاء قوة لآمون"، التي تشير إلى إله الهواء في المعتقدات المصرية القديمة. وقال: "هذه الرسالة تذكرنا بأهمية القرابين لإرضاء الآلهة، وهو ما كان يُعتقد أنه ضروري لاستمرار الحياة والطاقة الحيوية". وتعد المسلة في باريس واحدة من مسلتين شهيرتين معروفتين باسم "مسلتي الأقصر"، حيث لا تزال الأخرى موجودة في موقعها الأصلي أمام معبد الأقصر في مصر. وكشفت دراسة بيليتييه عن تفاصيل إضافية، حيث يتوقع أن يحتوي النصب في مصر أيضا على رسائل مخفية قد تساهم في فهم أعمق لتاريخ هذه التحفة الأثرية. سيتم نشر ورقة بحثية تفصيلية حول جميع الرسائل السبع الموجودة على المسلة في مجلة ENIM لعلم المصريات في مونبلييه.


بوابة الأهرام
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- بوابة الأهرام
المنصة النووية لدول البريكس تعقد أولى جلساتها مع الخبراء الدوليين في الصين
عمر المهدي عُقدت مؤخرا أول جلسة نقاش للخبراء الدوليين ضمن إطار المنصة النووية لدول البريكس، تحت عنوان 'العوامل الرئيسية المؤثرة في تطوير الطاقة النووية'، وذلك بمشاركة ممثلين عن الهيئات الحكومية والمنظمات المعنية من دول البريكس والدول الشريكة، بما في ذلك الصين وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا وإيران وغيرها، إلى جانب ممثلين عن مركز رابطة دول جنوب شرق آسيا للطاقة ورابطة الطاقة النووية العالمية. موضوعات مقترحة مناهج جديدة لتعزيز الكفاءة ركزت المناقشات على مناهج جديدة لتعزيز الكفاءة في تخصيص موارد الطاقة النووية، كما استعرض المشاركون الاتجاهات الحالية في القطاع وآفاق التعاون بين الدول المشاركة من أجل تحقيق تنمية عالمية متوازنة وتعزيز أمن الطاقة. وقد ألقت كل من إلسي بولي (جنوب أفريقيا)، المنسقة العامة للمنصة، وسيلسو كونها، رئيس الجمعية البرازيلية لتطوير الأنشطة النووية (ABDAN)، كلمات ترحيبية في افتتاح الجلسة. وقد أتاحت الجلسة فرصة للدول الجديدة في المجال النووي للاطلاع على أفضل الممارسات في تطبيقات الطاقة النووية وغير المرتبطة بإنتاج الطاقة، بهدف المساهمة في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية. تعزيز التواصل والتعاون في تطوير المشروعات وعن مشاركتها في الجلسة، قالت تشين جين، نائب مدير إدارة موارد اليورانيوم بوزارة الدولة لشؤون الطاقة النووية: "المتخصصون الشباب في القطاع النووي بحاجة إلى دعم الخبراء من الدول ذات التكنولوجيا المتقدمة، وقد وفرت هذه الجلسة فرصة لممثلي المنظمات النووية في دول البريكس لتعزيز التواصل والتعاون في تطوير مشاريع مشتركة." كما علّق أرتيم غونتشاروك، المدير العام لمؤسسة روساتوم شرق آسيا، قائلاً: "أكدت الجلسة مجددًا أن هناك إمكانيات واسعة وغير مستغلة بعد للتعاون بين منظمات البريكس وشركائها، سنواصل التقدم بخطوات ملموسة، وقد بدأت بالفعل التحضيرات للجلسة المقبلة من هذا الحوار الفني". معرض ومؤتمر التبادل التجاري والتكنولوجي النووي ومن المقرر أن تُعقد الجلسة التالية في 21 مايو 2025 في البرازيل على هامش معرض ومؤتمر "التبادل التجاري والتكنولوجي النووي".


مصراوي
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- مصراوي
عالم فرنسي يزعم: فك شفرات سرية في مسلة الأقصر بباريس.. ومؤرخ مصري: "جهل"
كشف عالم المصريات الفرنسي، جان غيوم أوليت-بيليتييه، المتخصص في فك التشفير الهيروغليفي بجامعة السوربون، عن ما أطلق عليه سبع رسائل مخفية في النقوش الهيروغليفية على مسلة الأقصر، التي تزين ساحة الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس، ويعود تاريخها إلى أكثر من 3000 عام. ووفقاً لصحيفة "ذا تايمز"، فقد تمكن عالم المصريات من تفسير الرموز والصور المنحوتة على المسلة الجرانيتية التي يبلغ ارتفاعها 22.5 متراً، وتشكل معاً رسائل تُمجد قوة الملك رمسيس الثاني. وأوضح الباحث أن إحدى هذه الرسائل، المنقوشة على الواجهة الغربية والمخصصة لعلية القوم الذين كانوا يمرون عبر نهر النيل، هي "رسالة دعائية تؤكد على السيادة المطلقة لرمسيس الثاني". حيث لاحظ أوليت-بيليتييه، خلال جولاته اليومية حول المسلة في فترة جائحة كورونا، وجود - ما اعتبره- رسائل خفية في النقوش، وتمكن من دراستها عن قرب بفضل السقالات التي وُضعت حولها خلال أعمال الترميم استعداداً للألعاب الأولمبية في باريس 2024. واكتشف العالم الشاب، من خلال تحليل العلامات والأشكال، - التي اعتبرها - ألغازاً وتلاعباً لفظياً، مثل قراءة الرموز أفقياً بدلاً من عمودياً. وقال: "أدركت أن المسلة تحوي رموزاً هيروغليفية مشفرة، لم يكن يفهمها سوى النخبة المثقفة في ذلك العصر". عالم مصري ينتقد نظرية وجود نصوص مشفرة بمسلة الأقصر في باريس.. ومن جانبه انتقد الدكتور بسام الشماع عالم المصريات الشهير، هذا الكشف، مؤكدا أنه غير منطقي وغير حقيقي وغير مدروس، وتكشف عن جهل حقيقي بحقائق الحضارة المصرية القديمة، لأنه يفتقد إلى معرفة بديهيات معروفة عن الحضارة المصرية القديمة. وقال الشماع في تصريحات خاصة لمصراوي: نسبة كبيرة جدا من الشعب المصري القديم لم يكن يقرأ ولا يكتب اللغة الهيروغليفية، وكان يقال عنها الرموز المقدسة أو الرموز الملكية، وكانت هذه اللغة لغة عظماء القوم من أهل الحكم والنبلاء، بينما كان الشعب يقرأ الهيروطيقية والديموطيقية، وهي كتابات سريعة ومختصرة للهيروغليفية، وبالتالي فمعظم الشعب لا يعرف هذه اللغة من الأساس، وبالتالي فهي لغة مشفرة بالنسبة للشعب بطبيعة الحال. وأضاف الشماع: لم تكن هذه هي المسلة - التي كانت موجودة بالصرح الغربي لمعبد الأقصر- هي الوحيدة التي شيدها الملك رمسيس الثاني، وإنما كان غزيرا جدا في إنتاج المسلات، ولم يكن محتاجا إلى تشفير ما يكتب على هذه المسلة تحديدا ليراها نبلاء القوم وهم بالمراكب النيلية، وإلا فقد كان من الأولى تشفير ما كتبه على التماثيل والمعابد التي تركها على طول البلاد وعرضها وحتى خارج القطر المصري. وأكمل الشماع: هذه العبارات التمجيدية موجودة في عشرات المواقع الأثرية والتماثيل وحتى في المسلات الموجودة في الشرقية، والتي تم نقلها أحدها إلى المتحف المصري الكبير، والسؤال هنا هو لماذا اختص رمسيس الثاني هذه المسلة تحديدا بهذه العبارات؟ ألا تمر الطبقة الأرستقراطية إلا من هذه المنطقة؟ مشيرا إلى أن النبلاء الذين كانوا يمروا من هذه المنطقة لا يمكنهم بأي حال من الأحوال قراءة ما هو مكتوب على هذه المسلة نظرا لبعد المسافة بين موقع إقامتها ونهر النيل. تاريخ المسلة التي تم نقلها إلى باريس.. يذكر أن هذه المسلة هي واحدة من مسلتين رغب نابليون بونابرت في اقتنائهما عام 1798 بعد غزوه مصر، وقد أهداها محمد علي باشا إلى فرنسا عام 1830، ونُصبت المسلة عام 1836 في الساحة التي كانت مقر المقصلة الرئيسية خلال الثورة الفرنسية. وكان عالم المصريات جان فرنسوا شامبليون، قد فك رموز اللغة الهيروغليفية في عشرينيات القرن التاسع عشر باستخدام حجر رشيد، الذي استولى عليه البريطانيون من الفرنسيين في مصر عام 1801، وهو معروض الآن في المتحف البريطاني.