
روسيا تترقب بهدوء عقوبات ترامب ولا تنوي إنهاء حرب أوكرانيا
كما لم يُفضِ بدء العد التنازلي لفرض رسوم ترامب إلى تبلور أي بوادر لإنهاء حرب أوكرانيا أو تجميد النزاع على الأقل، إذ تواصل روسيا تقدمها على الأرض، معلنة أمس الخميس، عن إحكام السيطرة على مدينة تشاسيف يار الواقعة في مقاطعة دونيتسك التي ضمت روسيا في عام 2022 تحت مسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية"، رغم نفي المتحدث باسم "مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا" فيكتور تريغوبوف في حديثٍ لوكالة فرانس برس ذلك أمس الخميس، مشيراً إلى أنه ينصح دائماً "بعدم اعتبار وزارة الدفاع الروسية مصدراً للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج، وجعلنا نعلق على أكاذيبهم الأخيرة في كل مرة أمر خاطئ". وتقع مدينة تشاسيف يار على بعد نحو عشرة كيلومترات غربي مدينة باخموت التي ذاع صيتها عالميا في مايو/أيار 2023 بعد سيطرة القوات الروسية عليها مدعومة بعناصر
شركة فاغنر العسكرية الخاصة
. وتكمن الأهمية الاستراتيجية لتشاسيف يار في أنها تفتح أمام القوات الروسية الطريق نحو مدينة كراماتورسك وغيرها من المدن الهامة في مقاطعة دونيتسك.
كيريل كوتيش: لا يجوز استبعاد احتمال أن ترامب يناور لتبرئة نفسه من اتهامات تخليه عن أوكرانيا
روسيا ومهلة ترامب بشأن حرب أوكرانيا
قبل إعلان ترامب عن تاريخ بدء احتساب المهلة بساعات عدة، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أول من أمس الأربعاء، أن الكرملين "أخذ علماً" بتصريح ترامب بأنه يقلّص المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا من 50 يوماً إلى عشرة أيام، مضيفاً في تصريحات صحافية أن روسيا لا تزال منحازة لـ"العملية السلمية لتسوية النزاع حول أوكرانيا وضمان مصالحنا في إطار هذه التسوية". وفي اليوم التالي لإعلان ترامب، جدد بيسكوف التأكيد أن روسيا ترصد تصريحاته، مشيراً إلى أن موسكو اكتسبت مناعة في وجه العقوبات. وقال: "نعيش منذ فترة طويلة تحت مفعول عدد هائل من العقوبات، ويعمل اقتصادنا تحت وطأة كم هائل من القيود. لذلك قد اكتسبنا، بالطبع، نوعا من المناعة. نواصل رصد التصريحات الصادرة عن الرئيس ترامب وغيره من الممثلين الدوليين بهذا الخصوص".
وتعليقاً على وعيد ترامب بتفعيل الرسوم الجمركية على شركاء روسيا، شكك الأستاذ المساعد في قسم النظرية السياسية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، كيريل كوكتيش، في قدرته على تنفيذ تهديداته على أرض الواقع نظراً لعدم واقعية فرض الاستغناء عن النفط الروسي على دولة كبرى مثل الصين، معتبراً أن التصريحات شديدة اللهجة حيال روسيا موجهة بالدرجة الأولى إلى الجمهور في الداخل الأميركي. وقال كوكتيش في حديث لـ"العربي الجديد": "لا ينبع تقليص ترامب المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا بالضرورة من دوافع التصعيد مع روسيا، بل قد يشكل أيضاً محاولة لاستثمار ضعف موقف (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي بعد
الاحتجاجات الأخيرة
الرافضة للحد من صلاحيات جهات مكافحة الفساد (يومي 24 و25 يوليو الماضي)، وذلك لفرض التسوية بشروط مُرضية للجميع. كذلك لا يجوز استبعاد الاحتمال أن ترامب يجري مناورة كلامية لتبرئة نفسه من الاتهامات بأنه تخلى عن أوكرانيا". وشكك كوكتيش في فاعلية الرسوم الجمركية المرتفعة على مشتري النفط الروسي، مضيفاً: "من الواضح أن الولايات المتحدة غير مستعدة لفرض عقوبات جدية على الصين نظراً للترابط الوثيق بين الاقتصادين الأميركي والصيني. فرض الرسوم أو العقوبات على الهند وحدها لن يبدو منطقياً، بل سيعزز التكامل داخل مجموعة بريكس. أما روسيا، فلن تتضرر من العقوبات بأي شكل من الأشكال في ظل تراجع حجم تجارتها البينية مع الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى".
أخبار
التحديثات الحية
الكرملين يرفض التعليق على تقليص ترامب المهلة لموسكو في أوكرانيا
من جهته، قلل مدير مكتب التحليل بمشروع "سونار 2050" المعني بعمليات التكامل في فضاء الاتحاد السوفييتي السابق، إيفان ليزان، هو الآخر من أهمية تقليص ترامب المهلة لإنهاء حرب أوكرانيا من 50 يوماً إلى عشرة أيام، قائلاً في حديث لـ"العربي الجديد": "تصريحات ترامب وأعماله لا معنى لها، لأنه غير قابل للتنبؤ. قد تم استنفاد الأدوات ذات المفعول الحقيقي على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عهد الرئيس السابق، جو بايدن، بينما يستبدل ترامب العقوبات بالرسوم الجمركية، ولكن لها نفس المفعول، ومدة المهلة لا معنى لها، لأن الإنذارات لن تثني روسيا عن مواصلة العملية العسكرية في أوكرانيا". وجزم ليزان أن إنذارات ترامب لا تستهدف روسيا في حد ذاتها، مضيفاً أن "الإنذار ليس موجهاً إلى روسيا والصين بقدر ما هو موجه إلى الهند التي ستخضع مرة أخرى لاختبار لقدرتها على انتهاج سياسات مستقلة". وذكر أن نيودلهي اجتازت في المرات السابقة مثل هذا الاختبار وواصلت شراء النفط الروسي.
بدورها، اعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية أن تزامن تغيير ترامب من لهجته حيال روسيا مع الانفراجة في
الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
، يعكس ترسخ قناعته بأن رفع التعريفات الجمركية هو "سلاح يمكن بواسطته تحقيق أي نتيجة مرجوة". ومنذ إعلان ترامب عن مهلة الـ50 يوماً لإنهاء حرب أوكرانيا هيمنت تقديرات متفائلة على قراءات الخبراء والمحللين السياسيين الروس الذين رأوا في المهلة أداة للتهديد أكثر منها نيات حقيقية، إذ نقلت صحيفة "إر بي كا" الروسية عن كبير الباحثين بمعهد البحوث الدولية بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، نيكولاي سيلايف، قوله: "لا يمكن القول إننا على عتبة تصعيد جديد، إذ لم يعرب ترامب عن دعمه لمشروع قانون العقوبات الجارية مناقشته في الكونغرس، بل يتحدث عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% بموجب مرسوم رئاسي كما هو الحال حالياً. وبذلك يسعى للنأي بنفسه عن مشروع القانون". وأضاف سيلايف أن ترامب "من جهة لا يريد العودة إلى المواجهة مع روسيا على غرار عهد بايدن، ولكنه لا يتمنى من جهة أخرى هزيمة أوكرانيا أو القبول بالشروط الروسية لوقف إطلاق النار، لأن ذلك قد يُفسّر على أنه هزيمة الولايات المتحدة وهزيمته هو بشخصه. يردد ترامب في كل مرة أن هذه حرب بايدن، ولكن مع مرور الزمن تصبح هي حربه هو أيضاً".
نيكولاي سيلايف: لا يتمنى ترامب هزيمة أوكرانيا أو القبول بالشروط الروسية لوقف إطلاق النار
ترامب لن يعاكس التيار
من جهته، ذكّر رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية"، فيودور لوكيانوف، أن ترامب يردد منذ عدة أشهر عبارات من قبيل "هذه ليست حربي، وإنما حرب بايدن، وإذا كنت في موقعه لما اندلعت من أساسها". وفي مقال له بصحيفة "روسيسكايا غازيتا" الرسمية الروسية، لفت لوكيانوف إلى أن "سمعة ترامب كأول رئيس منذ فترة طويلة دخل إلى البيت الأبيض ولم يبدأ أي حروب لا تنبع من حبه الفطري للسلام، وإنما انطلاقاً من رؤيته للمصالح الوطنية والدبلوماسية أو فن الصفقات وفق مصطلحاته، النابعة من مسيرته في قطاع الأعمال". وأضاف لوكيانوف أن "ترامب أحدث خلال نصف عام حالة من البلبلة في الأجواء الدولية رغم التقدم المتواضع في تحقيق الأهداف، ولكن الرئيس يلتزم بالدرس الذي استخلصه أيام شبابه، ومفاده (مهما حدث أشهرْ نجاحاً كبيراً ولا تعترف بالهزيمة أبداً)". وتساءل ما إذا كان ترامب الذي أثار رعب الإستبلشمنت في ولايتيه الأولى (2017 ـ 2012) والثانية (بدأت في 20 يناير/كانون الثاني الحالي)، سياسياً "غير نظامي" حقاً وقادراً على تغيير مجرى التطورات السياسية. وتابع أن "ترامب لن يسير عكس التيار الرئيسي"، وخلص إلى أن المرحلة الأولى من التفاعل بين ترامب وروسيا التي استمرت لنصف عام "انتهت بلا نتيجة".
بذلك تتجنب روسيا توجيه انتقادات لاذعة صريحة إلى ترامب سواء على لسان المسؤولين أو المحللين السياسيين المقربين من الكرملين، حتى بعد وعيده بفرض عقوبات ورسوم جمركية، مع الاكتفاء بتسويق أفكار من قبيل أن "ترامب يريد إنهاء حرب أوكرانيا ولكن الدولة العميقة الأميركية لا تسمح له بذلك". وفي مؤشر آخر لترك روسيا الباب موارباً أمام الحوار مع ترامب، لم يستبعد بيسكوف في وقت سابق احتمال لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين وترامب في الصين، في حال تزامن توقيت زيارتيهما لحضور الاحتفالات بذكرى مرور 80 عاما على استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) في بداية سبتمبر/أيلول المقبل. وفي حال صدقت التوقعات بانعقاد
لقاء بوتين وترامب
، فهذا سيكون أول لقاء من نوعه منذ قمة بوتين وبايدن في جنيف في منتصف عام 2021.
أخبار
التحديثات الحية
ترامب يحدد مهلة جديدة لروسيا لإنهاء حرب أوكرانيا: 10 أو 12 يوماً

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 11 دقائق
- العربي الجديد
رئيس مجلس النواب الأميركي يزور مستوطنة أرئيل: الضفة الغربية ملك شرعي لليهود
أفادت وسائل إعلام عبرية بأن رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون زار مستوطنة أرئيل في الضفة الغربية المحتلة ، اليوم الاثنين، بموافقة من البيت الأبيض، ليكون بذلك أعلى مسؤول أميركي يزور المستوطنات على الإطلاق. ووصفت صحيفة يسرائيل هيوم الزيارة بأنها "استثنائية"، إذ إنها أول زيارة على الاطلاق لشخصية بهذا المنصب إلى "السامرة"، وهي التسمية الإسرائيلية التي يطلقها الاحتلال على الجزء الشمالي من الضفة الغربية. وثائق شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس واجتمع جونسون في المستوطنة مع مجلس "ييشاع" الاستيطاني، وهو الهيئة الرسمية التي تمثل المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. ووفق الصحيفة العبرية، فإن الزيارة حصلت على موافقة البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، وحوفظ على سرّيتها بسبب الحساسية الأمنية. وشارك في الحدث "التاريخي"، وفق الوصف الإسرائيلي، جميع رؤساء السلطات المحلية الاستيطانية في الضفة، وأيضاً سفير الولايات المتحدة في مايك هاكابي، الذي كان بدوره قد استهل مهامه سفيراً لدى وصوله إلى تل أبيب في حينه بزيارة مناطق استيطانية قريبة من أرئيل. ورحّب رئيس مجلس "ييشاع" الاستيطاني يسرائيل غانتس بجونسون وأثنى على مشاركته في الزيارة، بينما قدّم له رئيس مجلس شومرون الاستيطاني يوسي داغان هدية، وشكر رئيس مستوطنة أرئيل يائير شاتبون هو الآخر المسؤول الأميركي الكبير على قدومه إلى "عاصمة السامرة" على حد تعبيره. ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس مجلس النواب الأميركي يُعتبر الشخصية الرابعة من حيث الأهمية في التسلسل الهرمي السياسي في الولايات المتحدة، بعد الرئيس ونائبه ورئيس مجلس الشيوخ. وتجدر الإشارة إلى أنه في نهاية الولاية الأولى للرئيس ترامب، قام وزير الخارجية الأميركي آنذاك مايك بومبيو بزيارة المنطقة المُحتلة أيضاً. ونقلت الصحيفة العبرية قول جونسون، خلال الزيارة، إن "جبال يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) هي ملك شرعي للشعب اليهودي"، وانتقاده حلفاء إسرائيل الذين يدعون للاعتراف بدولة فلسطينية. واختتم جونسون تصريحه بالقول إنه "مع بدء الاحتفالات بمرور 250 عاماً على تأسيس الولايات المتحدة، يجب على أميركا أن تستغل هذه الفرصة من أجل تذكير الشعب الأميركي بالجذور اليهودية - المسيحية التي نشأت في أرض إسرائيل". أخبار التحديثات الحية جونسون يرفض مشروع قانون المساعدات العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل وغض جونسون الطرف بذلك عن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق المقدسات المسيحية إلى جانب الإسلامية، والتضييق على المسيحيين والمسلمين حتى في مناسباتهم وأعيادهم، والاعتداءات المتكررة من قبل يهود إسرائيليين على رجال دين مسيحيين في القدس والضفة، والداخل الفلسطيني، فضلاً عن استهداف إسرائيل مواقع مسيحية منها كنائس، في إطار حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة. من جانبه، يرى مجلس "ييشاع"، الذي عمل خلف الكواليس خلال الأشهر الأخيرة لتنظيم الزيارة والدفع بها قدماً، بوصول جونسون خطوة تمنح شرعية للاستيطان الإسرائيلي الذي كان موضع جدل سنوات طويلة. يذكر أن المجلس الاستيطاني نفسه كان وراء قرار الكنيست، قبل نحو أسبوعين، تأييد فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. كما يعتقد المسؤولون في المجلس أن في هذه الزيارة لرئيس مجلس النواب إشارة أميركية تفيد بأن الإدارة الأميركية لا ترفض خطوة السيادة.


BBC عربية
منذ 5 ساعات
- BBC عربية
مقتل فلسطينين في غارات إسرائيلية جديدة على غزة، ومطالبات بتدخل الصليب الأحمر لإنقاذ محتجزين إسرائيليين
حث أكثر من 600 مسؤول أمني إسرائيلي متقاعد، بينهم رؤساء سابقون لأجهزة الاستخبارات، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الضغط على حكومتهم لإنهاء الحرب في غزة. وكتب المسؤولون السابقون في رسالة مفتوحة نُشرت لوسائل الإعلام الاثنين: "بتقديرنا المهني، حماس لم تعد تُشكّل تهديداً استراتيجياً على إسرائيل"، داعين ترامب إلى "توجيه" قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومطالبته بوقف حرب غزة. يأتي ذلك في وقت طلب فيه نتنياهو الأحد، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر المساعدة في توفير الطعام والعلاج الطبي للرهائن الإسرائيليين في غزة، بينما طالبت حماس في المقابل بفتح ممرات إنسانية في القطاع. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بتسجيل 5 حالات وفاة جديدة "نتيجة المجاعة وسوء التغذية، جميعهم من البالغين"، لافتة الى أن ذلك يرفع عدد من لقوا حتفهم بسبب الجوع إلى "180 بينهم 93 طفلاً". وقُتل 8 فلسطينيين من منتظري المساعدات، وأصيب آخرون، ظهر الاثنين، برصاص إسرائيلي، في أثناء تجمعهم أمام نقطة توزيع المساعدات على شارع صلاح الدين جنوبي منطقة وادي غزة وسط القطاع. جلسة طارئة صرّح السفير الإسرائيلي داني دانون لدى الأمم المتحدة، الأحد، بأن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة لبحث وضع الرهائن في غزة، وسط تصاعد القلق إزاء مصيرهم في القطاع الذي يحذّر خبراء من أن يواجهون خطر المجاعة. وأعلن دانون عن الجلسة في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قال إن المجلس "سيجتمع الثلاثاء المقبل في جلسة طارئة خاصة بشأن الوضع الإنساني المتردي للرهائن في غزة". وأثار ظهور اثنين من المحتجزين الإسرائيليين في مقاطع مصوّرة نشرتها فصائل فلسطينية مسلحة في غزة صدمة في إسرائيل، ودفع بمطالبات متجددة للتوصل إلى اتفاق هدنة يُنهي الحرب الدائرة ويُعيد المحتجزين إلى ذويهم، في وقت تحذّر منظمات أممية من خطر المجاعة في قطاع غزة المحاصر منذ نحو 18 عاماً. مطالبات بتدخل الصليب الأحمر أدان قادة غربيون مقاطع فيديو تُظهر رهائن إسرائيليين نحيفين صوّرهم خاطفوهم في غزة، ودعت منظمة الصليب الأحمر إلى إتاحة الوصول إلى جميع الأسرى المتبقين. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن "صور الرهائن الذين يُعرضون لأغراض دعائية بشعة"، ويجب إطلاق سراحهم "دون قيد أو شرط". تأتي هذه الدعوات بعد أن نشرت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية مقطع فيديو للرهينة روم براسلافسكي، نحيفاً ويبكي، يوم الخميس، ونشرت حماس لقطات للرهينة إفياتار ديفيد النحيل يوم السبت. واتهم القادة الإسرائيليون حماس بتجويع الرهائن. بينما نفت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس تعمّد تجويع الأسرى، بالقول إن الرهائن يأكلون ما يأكله مقاتلوهم وشعبهم وسط أزمة الجوع في غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي. كما أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان نُشر مساء السبت، بأن الأخير تحدّث مع عائلتي المحتجزين روم براسلافسكي وإفياتار دافيد، اللذين ظهرا في المقاطع وقد بدت عليهما آثار الهزال الشديد بعد قرابة 22 شهراً من الاحتجاز. وقال نتنياهو إنه تحدث إلى جوليان ليريسون، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة، وطلب منه المشاركة في تقديم الغذاء والرعاية الطبية للرهائن المحتجزين في قطاع غزة. وخلال محادثاته مع عائلتي المحتجزين، أدان نتنياهو "قسوة حماس"، واتهم الحركة بـ"تجويع المحتجزين بشكل متعمد" وتوثيق معاناتهم "بأسلوب ساخر وشرير"، وفق تعبيره. أعرب الناطق باسم الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، عن "الاستعداد للتعامل بإيجابية والتجاوب مع أيّ طلب للصليب الأحمر بإدخال أطعمة وأدوية للرهائن"، لكنه اشترط لقبول ذلك فتح الممرات الإنسانية بشكلٍ طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء للفلسطينيين في كل مناطق قطاع غزة، ووقف الطلعات الجوية الإسرائيلية بكل أشكالها في أوقات استلام الطرود للرهائن. وأكدت كتائب القسام وهي الذراع العسكرية لحركة حماس "عدم تعمدها تجويع الأسرى"، وقالت إنهم يأكلون مما يأكله الفلسطينيون في القطاع في ظل "التجويع والحصار". اختُطف الرهينتان الإسرائيليان براسلافسكي، 21 عاماً، وديفيد، 24 عامً، من مهرجان نوفا الموسيقي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 خلال الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل. وهما من بين 49 رهينة، من أصل 251 رهينة أُخذوا في البداية، وتقول إسرائيل إنهم ما زالوا محتجزين في غزة. ويشمل ذلك 27 رهينة يُعتقد أنهم لقوا حتفهم. وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "صدمتها" من الفيديوهات التي تُقدم "دليلاً صارخاً على الظروف المُهددة للحياة التي يُحتجز فيها الرهائن". وجددت المنظمة دعوتها للسماح لها بالوصول إلى الرهائن لتقييم حالتهم، وتقديم الدعم الطبي لهم، وتسهيل اتصالهم بعائلاتهم. وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها "ستستجيب بإيجابية" لأي طلب من الصليب الأحمر لتوصيل الغذاء والدواء إلى الأسرى، شريطة فتح ممرات إنسانية إلى غزة بشكل منتظم ودائم، ووقف الغارات الجوية خلال فترة وصول المساعدات. وواجه الصليب الأحمر انتقادات شديدة في إسرائيل بسبب دوره في الحرب، مع ادعاءات بتقصيره في مساعدة الرهائن المحتجزين في غزة. وفي وقت سابق من هذا العام، ووسط غضب من مشاهد الفوضى التي سادت أثناء إطلاق سراح الرهائن في إطار اتفاق بين إسرائيل وحماس، أوضحت المنظمة حدود دورها، قائلةً إنها تعتمد على حسن نية الأطراف المتحاربة للعمل في مناطق النزاع. وتعرضت المنظمة لانتقادات من الفلسطينيين أيضاً، إذ لم يُسمح لها بزيارة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. في نهاية الأسبوع في تل أبيب، تجمعت حشود من المتظاهرين وعائلات الرهائن مجدداً، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بتأمين إطلاق سراحهم. وقالت عائلتا ديفيد وبراسلافسكي في تجمع حاشد يوم السبت: "يجب على الجميع الخروج من الجحيم الآن". وفي أحد مقاطع الفيديو، يظهر براسلافسكي وهو يبكي ويقول إنه نفد منه الطعام والماء، ولم يأكل سوى ثلاث قطع من "فتات الفلافل" في ذلك اليوم. ويقول إنه لا يستطيع الوقوف أو المشي، وإنه "على وشك الموت". وأعلنت عائلة براسلافسكي في بيان لها: "تمكنوا من كسر روم" وناشدت القادة الإسرائيليين والأمريكيين إعادة ابنهم. وقالوا: "لقد نُسي هناك". في الفيديو الثاني، قال ديفيد: "لم آكل منذ أيام... بالكاد أحصل على ماء للشرب"، وشُوهد وهو يحفر ما يقول إنه سيكون قبره بيده. وقالت عائلته إنه "يُجوّع عمداً وبقسوة في أنفاق حماس في غزة - هيكل عظمي حيّ، يُدفن حيّاً". وأعرب المستشار الألماني فريدريش ميرز عن "صدمته" من الصور، مضيفاً أن إطلاق سراح جميع الرهائن شرط أساسي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وأضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصف حماس بأنها تعكس "قسوة مفرطة"، أن فرنسا تواصل العمل بلا كلل من أجل إطلاق سراح الرهائن، وإعادة وقف إطلاق النار، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأكد أن هذا الجهد يجب أن يقترن بحل سياسي، يقوم على حل الدولتين "حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام". أعلنت فرنسا مؤخراً عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، إلى جانب كندا والمملكة المتحدة، بشروط معينة. وأدانت إسرائيل بشدة هذه الخطوات. وتظهر صور الرهائن الهزيلين في الوقت الذي حذرت فيه وكالات الأمم المتحدة من أن "أسوأ سيناريو للمجاعة يلوح في الأفق" في غزة، حيث تُبلغ يومياً عن وفيات بسبب سوء التغذية. وتُلقي الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة وبعض حلفاء إسرائيل باللوم في أزمة الجوع على القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية وإيصالها. وتنفي إسرائيل هذا الادعاء وتُلقي باللوم على حماس.


القدس العربي
منذ 7 ساعات
- القدس العربي
الفلبين والهند تبدآن دوريات بحرية مشتركة في بحر الصين الجنوبي
مانيلا: أعلنت مانيلا الاثنين أن سفنا حربية فلبينية وأخرى هندية بدأت بإجراء دوريات بحرية مشتركة للمرة الأولى في مناطق متنازع عليها من بحر الصين الجنوبي، بالتزامن مع مغادرة الرئيس فرديناند ماركوس في زيارة دولة إلى نيودلهي. وانطلقت الدورية الأولى التي تستمر يومين الأحد بمشاركة ثلاث سفن هندية، قبل يوم من زيارة مقررة للرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس إلى نيودلهي لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وعززت الفلبين تعاونها الدفاعي مع مجموعة من حلفائها العام الماضي بعد سلسلة احتكاكات مع سفن صينية في بحر الصين الجنوبي. وتطالب بكين بالسيادة على كامل الممر المائي تقريبا، رغم صدور حكم قضائي دولي يفنّد ادعاءاتها ويعتبر بأن لا أساس لها. وكانت السفن التابعة للبحرية الهندية، بما في ذلك المدمرة 'إن إس دلهي' المزودة بصواريخ موجهة، قد وصلت إلى أحد موانئ مانيلا أواخر الأسبوع الماضي. وصرح المقدم جون بول سالغادو لوكالة فرانس برس بأن 'الدورية بدأت بعد ظهر أمس الأحد، ولا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة (…) والنشاط الحالي هو إعادة تموين في البحر'. وخلال زيارته إلى الهند، من المتوقع أن يوقع ماركوس اتفاقيات قانونية وثقافية وعلمية، وفقا لمساعدة وزير الخارجية إيفانجلين أونغ خيمينيز-دوكروك، لكن الأنظار ستكون شاخصة نحو أي اتفاقيات دفاعية محتملة. وقبل مغادرته الاثنين، أشاد ماركوس بـ'ثبات البلدين في الالتزام بالقانون البحري الدولي، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار' التي تمنح منطقة اقتصادية خالصة ضمن مسافة 200 ميل بحري من شواطئ أي دولة. وسبق للفلبين أن اشترت من الهند صواريخ كروز من طراز براهموس الأسرع من الصوت، حيث تبلغ السرعة القصوى للصاروخ 3,450 كيلومترا في الساعة. كما أن الهند التي دخلت في اشتباكات حدودية مع الصين في جبال الهيمالايا، عضو في تحالف 'كواد' الرباعي الذي يضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا. وتشدد بكين على أن هذا التحالف الذي أطلقه رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي، موجّه لاحتواء الصين. (أ ف ب)