
الإمام الحسن قائد بمواصفات ربانية
لقد حظى الإمام الحسن (عليه السلام) بمكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، فهو القائد القوي المتمسك بالحق والعدل ورفض الظلم والباطل ومواجهة الطغاة، وتعرية الظالمين وفضحهم، خاض الحروب بالسلاح والحكمة والصبر والصمود والتضحية في سبيل الله، فهو القائد المجتبى بمواصفات الخالق (عز وجل) وذلك حسب كلام جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحقه وأخيه الإمام الحسين (عليهما السلام)، اذ قال (صلى الله عليه وآله): «الْحَسَنُ وَالْحُسَینُ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدا»، وقال أيضا (صلى الله عليه وآله): «الْحَسَنُ وَالْحُسَینُ سيدا شباب أهل الجنة» هو القائد والإمام والسيد في كل الأحوال في الحرب والسلم في السلطة.. وغيرها، فيجب على الجميع الإنقياد له.
من الأمور التي حظي وتميز بها الإمام الحسن (عليه السلام)، بانه تربى ونشأ في أحضان جده سيد الخلق الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) ووالديه الإمام علي ابن طالب أمير المؤمنين، والسيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، فهم خير البرية (عليه السلام)، وطالما حمله النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على كتفه الشريف بل طالما صعد الحسن على ظهر جده وتفاخر رسول الله به، إذ كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يحمله على عاتقه وهو يقول: «اللهم إني أُحبه فأحبَّه».
الإمام الحسن (عليه السلام) هو سيد ليس في الدنيا وانما في الجنة دار النعيم التي اعدها الله سبحانه وتعالى لخاصة عباده الانبياء والمرسلين والأولياء والصالحين في الآخرة؛ وهي المكافأة والجائزة للمؤمنين على طاعتهم لله وعبادته، باتفاق كل الطوائف، والسيادة في الجنة للإمام الحسن (عليه السلام)، تعبر عن منزلة مرموقة له، بل يتمنى كل مؤمن ان يكون في الجنة وبأي مرتبة بل الدخول هو بحد ذاته هي أعظم الأمنيات، ومن نعم الله على البشر في الدنيا، انه جعل بينهم سادة الجنة ومنهم سيد شباب الجنة الإمام الحسن (عليه السلام).
بالإضافة إلى انه سيد شباب الجنة فهو سيد وإمام وقائد أهل الأرض، وما العجب والإمام الحسن (عليه السلام) هو سيد وقائد بمواصفات ربانية وبتنصيب من سيد الخلق الرسول الأعظم جده (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي قال (صلى الله عليه وآله) في حقّ الإمام الحسن (عليه السلام): "هو سيّد شباب أهل الجنّة، وحجّة الله على الأمّة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فإنّه ليس منّي...".
وجاء في الروايات انه: أتت فاطمة بابنيها الحسن والحسين إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شكواه، التي توفي فيها فقالت: "يا رسول الله، هذان ابناك ورّثهما شيئاً" فقال: "أمّا الحسن فإنّ له هيبتي وسؤددي، وأمّا الحسين فإنّ له جودي وشجاعتي".
رُوي أيضا عن رسول اللّهِ (صَلّى الله عليه وآله): ".. وَأُمَّا الحَسَنُ فَإِنَّهُ اِبْنِي وَوَلَدِي وَمِنِّي، وَقَرَّةُ عَيْنِي وَضِيَاءُ قَلْبِي وَثَمَرَةُ فؤَادِي، وَهُوَ سَيِّدُ شَبَابٍ أَهْل الجَنَّةِ وَحُجَّةُ اللهِ عَلَى الأَمَّةِ، أَمْرُهُ أَمْرِي وَقوْلُهُ قوْلِي، مَنْ تَبِعَهُ فإنّهُ مِنَي وَمَنْ عَصَاهُ فَلَيْسَ مِنِّي".
أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خلقاً وسؤدداً وهدياً، فعن أنس بن مالك، قال: لم يكن أحد أشبه برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحسن بن عليّ عليه السلام.
وهناك روايات كثيرة عن رسول (صلى الله عليه وآله) بحق الحسن وأخيه الحسين (عليه السلام)، وكل تلك الروايات تظهر مدى اهتمام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بترسيخ عظمة مكانة ولديه الحسن والحسين (عليه السلام) في وجدان الأمة والانقياد لهما بانهما قادة:
المحبة = الانقياد للإمام القائد
أكد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على وجوب محبة ولديه الحسن والحسين، ومحبتهم دليل على محبة الله (سبحانه وتعالى) ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وتلك المحبة ليست فقط من باب العاطفة فقط، وانما الاتباع والانقياد والطاعة للحبيب القائد الامام الحسن وكذلك للحسين من باب قوله (صلى الله عليه وآله): "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا"، قوله (صلى الله عليه وآله): "الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة".
روي عن رسول (صلى الله عليه واله وسلم)، أنّه كان يقول فيهما: "أللَّهم إنّي أحبّهما فأحبّهما، وأحبّ من يحبّهما".
وعنه صلى الله عليه واله وسلم: "من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني"، وفي بعض الروايات: "الحسن والحسين ابناي، من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النّار".
وعن أنس بن مالك، أنّه قال: سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أيّ أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال: "الحسن والحسين"، وكان يقول لفاطمة سلام الله عليها: "ادعي ابنيّ، فيشمّهما ويضمّهما إليه".
وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنّه قال فيهما: "هما ريحانتاي من الدنيا"، وأنّه كان يقول لعليّ عليه السلام: "سلام عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتيّ من الدنيا خيراً..".
لقد كان الإمام الحسن (عليه السلام) أحبّ الناس إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل لقد بلغ من حبّه له ولأخيه، أنّه كان يقطع خطبته في المسجد، وينزل عن المنبر ليحضنهما.
صدق لمحبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) من أحب الحسن والحسين (عليه السلام) وانقاد لهم بالطاعة بانهم السادة والقادة، وكذب من يقول يحبهم بينما ولائه لمن حرمهم من حقوقهم وحاربهم وقتلهم!!.
فالحب الحقيقي هو الاتباع والانقياد وطاعة المحبوب (الإمام الحسن) والتضحية في سبيله لان محبته محبة لله ورسوله (صلى الله عليه وآله) واتباعه اتباع لرسول الله ومن عصاه فقد عصى النبي (صلى الله عليه وآله) وذلك بحسب ما روي عنه (صلى الله عليه واله وسلم)، في حقّ الإمام الحسن كريم أهل البيت (عليه السلام): "هو سيّد شباب أهل الجنّة، وحجّة الله على الأمّة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنّه منّي، ومن عصاه فإنّه ليس منّي...".
مواجهة الجهل والطغاة
وللحديث حول دور القائد الإمام الحسن المجتبى بمواجهة الجهل والطغاة، وخوض الحروب العسكرية والاتفاقيات المؤقتة حسب شروط تضمن حماية الموالين وتفضح الحاكم الظالم الذي ينتهك المواثيق والعهود ولا يحافظ على التزاماته، وهي أبسط الأمور الأخلاقية بينما هو يرتدي لباس الدين، ويتحدث باسم خليفة المسلمين!.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
دعاء يوم الجمعة مكتوب وقصير.. يزيل الهم ويكشف البلوى
دعاء يوم الجمعة ووقت ساعة الإجابة.. اختلف العلماء في هذه الساعة ووقتها، على أقوال كثيرة لكن بينت معظمها أنها بعد العصر، والمراد بقول الرسول: «قَائِمٌ يُصَلِّي»: من ينتظر الصلاة فإنه في صلاة ، وأصح ما جاء فيها ما جاء في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن يقضي الصلاة»، يعني يجلس على المنبر. وورد حديث رسول الله« خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ». دعاء يوم الجمعة اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك، ولا تخيبني وأنا أرجوك، اللهم إني أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، ارحمني برحمتك. اللهم يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، أسألك باسمك الأعظم الطيب المبارك ، الأحب إليك الذي اذا دعيت به أجبت ، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت، أن تجعلنا في هذه الدنيا من المقبولين والى أعلى درجاتك سابقين ، واغفر لي ذنوبي وخطاياي وجميع المسلمين اللهم اغفر لي وعافني واعف عني واهدني الى صراطك المستقيم وارحمني يا أرحم الراحمين برحمتك أستعين سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد. أستغفر الله عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك اللهم اغفر للمسلمين جميعا الأحياء منهم والأموات وأدخلهم جناتك، وأعزهم من عذابك ، ولك الحمد. أجمل دعاء يوم الجمعة أسأل الله في يوم الجمعة أن يحبّب صالح خلقه فيك، ومن يد نبيّه يسقيك، وفي الجنة يؤويك، وبالرحمة يحتويك، وبقضائه يرضيك، وبفضله يغنيك، ولطاعته يهديك، ومن عذابه ينجيك، ومن شر الحسّاد يكفيك. بسم الله أصبحنا وأمسينا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأنّ الجنة حق والنار حقّ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث مَن في القبور. يارب في يوم الجمعة وعدت عبادك بقبول دعواتهم .. سأدعو لقلب قريب مِن قلبي، اللهم ارزقه ما يريد وارزق قلبه ما يريد واجعله لك كما تريد، اللّهم قدر له ذلك قبل أن تأذن شمس الجمعة بالمغيب. اللهم اكشف عني كل بلوى، يا عالِم كل خفية، يا صارف كل بليّة، أغثني، أغثني، أدعوك يا رب دعاء من اشتدت به فاقته، وضعُفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريق المضطر، اللهم ارحمني و أغثني، والطف بي، وتداركني بإغاثتك، اللهم بك ملاذي، اللهم أتوسل إليك باسمك الواحد، والفرد الصمد، وباسمك العظيم فرج عني ما أمسيت فيه، وأصبحت فيه، حتى لا يخامر خاطري أوهامي غبار الخوف من غيرك، ولا يشغلني أثر الرجاء من سواك، أجرني، أجرني، أجرني، يا الله، اللهم يا كاشف الغم والهموم، ومفرج الكرب العظيم، ويا من إذا أراد شيئًا يقول له: كُن فيكون، رباه رباه أحاطت بي الذنوب والمعاصي، فلا أجد الرحمة والعناية من غيرك، فأمدني بها.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
ما وقت إجابة الدعاء يوم الجمعة؟.. الإفتاء توضح
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما كيفية تحديد ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة؟ فهناك أحاديث توضح أن يوم الجمعة فيه ساعة لا يُرَدّ فيها الدعاء، وقد اختلفت ألفاظ هذه الأحاديث؛ فنرجو منكم بيان تحديد ساعة إجابة الدعاء يوم الجمعة. وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: ينبغي للمسلم أن يكون حريصًا على الدعاء في يوم الجمعة كله فيعظُم بذلك أجره، وتحديد وقت إجابة الدعاء في هذا اليوم مسألة خلافية، حتى إنَّ من رجَّح قولًا معيَّنًا لم يحكم على باقي الأقوال بالتخطئة، والتقيُّد بوقت محدِّد والتشبث به على أنه وقت الإجابة يوم الجمعة وإنكار كون باقي الأوقات فيه وقتًا للإجابة؛ أمر غير سديد. أحاديث إثبات أن في يوم الجمعة ساعة لا يرد فيها الدعاء واشارت الى انه وردت عدة أحاديث أن يوم الجمعة فيه ساعة لا يرد فيها الدعاء، وقد اختلفت ألفاظ هذه الأحاديث، وبناءً على هذا الاختلاف تفرَّق العلماء في تحديد هذه الساعة. أما الأحاديث: فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي بعض الروايات: «وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ». وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدث في شأن ساعة الجمعة -يعني: ساعة إجابة الدعاء- فقال: «هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ» رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» رواه أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وفي الحديث: «التَمِسُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ بَعْدَ العَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ» رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه. ومن الأحاديث أيضًا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، فِيهَا سَاعَةٌ لَا يُوجَدُ عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ» رواه أبو داود والنسائي والحاكم من حديث جابر رضي الله عنه. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِي الجُمُعَةِ سَاعَةً لاَ يَسْأَلُ اللهَ العَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلا آتَاهُ الله إِيَّاه»، قالوا: يا رسول الله، أية ساعة هي؟ قال: «حِينَ تُقَامُ الصَّلاةُ إِلَى انْصِرَافٍ مِنْهَا» رواه الترمذي وابن ماجه عن عمرو بن عوف رضي الله عنه. وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ابْتَغُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي الْجُمُعَةِ بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ، وَهِيَ قَدْرُ هَذَا»، يقول: قبضة. رواه الطبراني في "الكبير". وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنِّي كُنْتُ قَدْ أُعْلِمْتُهَا -يعني ساعة الجمعة-، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا كَمَا أُنْسِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ» رواه ابن ماجه وابن خزيمة والحاكم عن أبي سعيد رضي الله عنه. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ -يعني ساعة الإجابة-» رواه مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه. ما يستفاد من الأحاديث الدالة على وجود ساعة لا يرد فيها الدعاء يوم الجمعة وبينت ان الواضح من هذه الأحاديث إثبات أن في يوم الجمعة ساعة لا يرد فيها الدعاء، وقد ذكرت هذه الأحاديث صفة هذه الساعة كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه من أنها ساعة خفيفة، وحديث الطبراني السابق عن أنس رضي الله عنه، وورد في رواية سلمة بن علقمة عند البخاري: ووضع -أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم- أنملته على بطن الوسطى أو الخنصر، قلنا: يُزهِّدها. فالمأخوذ من ذلك أن وقت الإجابة في يوم الجمعة ليس وقتًا كبيرًا، بل هو وقت لطيف لا يهتدي إليه إلا مَن وُفِّق، هذا من حيث صفتها، أما من حيث تحديدها فالأقوال في ذلك كثيرة، أوصلها الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 416 وما بعدها، ط. دار المعرفة) إلى ثلاثة وأربعين قولًا، لكنه عقَّب قائلًا: [ولا شك أنَّ أرجح الأقوال المذكورة حديث أبي موسى، وحديث عبد الله بن سلام] اهـ. وهذان القولان هما أنها الساعة التي بين أذان الجمعة وانقضاء الصلاة، أو الساعة التي بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، فكل واحدة من هاتين الساعتين تُرجى فيها إجابة الدعاء؛ قال الإمام أحمد: أكثر الأحاديث في الساعة التي تُرجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر، وتُرجى بعد زوال الشمس. انظر: "سنن الترمذي" (2/ 360، ط. مصطفى الحلبي). كيفية تحديد وقت إجابة الدعاء في يوم الجمعة واشارت الى ان تحديد وقت إجابة الدعاء في يوم الجمعة مسألة خلافية، حتى إن من رجَّح قولًا معيَّنًا لم يحكم على باقي الأقوال بالتخطئة، وفي ذلك يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 422): [وسلك صاحب الهدى مسلكًا آخر فاختار أن ساعة الإجابة منحصرة في أحد الوقتين المذكورين، وأن أحدهما لا يعارض الآخر لاحتمال أن يكون صلى الله عليه وآله وسلم دلَّ على أحدهما في وقت وعلى الآخر في وقت آخر، وهذا كقول ابن عبد البر: الذي ينبغي الاجتهاد في الدعاء في الوقتين المذكورين، وسبق إلى نحو ذلك أحمد، وهو أولى في طريق الجمع، وقال ابن المنير في الحاشية: إذا علم أن فائدة الإبهام لهذه الساعة ولليلة القدر بعث الداعي على الإكثار من الصلاة والدعاء، ولو بيَّن لاتكل الناس على ذلك وتركوا ما عداها، فالعجب بعد ذلك ممَّن يجتهد في طلب تحديدها] اهـ. وبناء على ذلك فإن التقيد بوقت محدِّد والتشبث به على أنه وقت الإجابة يوم الجمعة وإنكار كون باقي الأوقات فيه وقتًا للإجابة؛ غير سديد، فينبغي للعبد أن يكون مثابرًا على الدعاء في اليوم كله فيعظم بذلك الأجر. وممَّا سبق يُعلم الجواب عن السؤال.


صدى البلد
منذ 3 ساعات
- صدى البلد
قداس ذكرى المتنيح الأنبا ميشائيل في ألمانيا.. صور
صلى الأنبا ديسقورس أسقف إيبارشية جنوبي ألمانيا ورئيس دير القديس الأنبا أنطونيوس بمدينة كريفلباخ، القداس الإلهي في الدير ذاته، وذلك في تذكار مرور سنتين على نياحة مثلث الرحمات الأنبا ميشائيل أسقف الإيبارشية السابق. شارك في الصلوات أصحاب النيافة الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والأنبا دميان أسقف شمال ألمانيا، وعدد من الآباء الكهنة والرهبان والشعب، وعقب صلاة القداس ألقى نيافة الأنبا دميان كلمة عن عمل الله مع الأب الأسقف المتنيح. يذكر أن أصحاب النيافة صلوا العشية بالدير، تلاها كلمة ألقاها نيافة الأنبا ديسقورس شكر فيها قداسة البابا تواضروس على مشاركته الروحية للشعب في هذه المناسبة، وألقى نيافة الأنبا أنطونيوس كلمة عن العلاقة الخاصة التي ربطته بالأب الأسقف المتنيح. وأعلن الأنبا ديسقورس أن الدير سيظل مفتوحًا لاستقبال الزائرين في أوقات محددة للحفاظ على الحياة الرهبانية وهدوءها.