
تناول الطعام بشكل منفرد في المطاعم لم يعد مستغربا في ألمانيا
من المحبذ في أغلب الثقافات تناول الطعام مع آخرين، سواء كانوا من الأهل أو الأصدقاء، من باب أن هذا يفتح الشهية ويدخل البهجة على النفوس، ويزيد العلاقات الاجتماعية قوة ومتانة.
ولكن المرء يضطر أحيانا لتناول طعامه في الخارج بمفرده.
وغالبا ما كان هذا المشهد يقابل بنظرة تملؤها الدهشة، أو معبرة عن التعاطف من بعض زبائن المطعم، ويتم تفسير هذه النظرة من جانب العديد من رواد المطاعم المنفردين، على أنها علامة على الشعور بالشفقة عليهم، لعدم قدرتهم على إحضار رفيق لتناول الطعام معهم.
غير أن تلك المشاعر تغيرت في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت مشاهد تناول الزبائن الطعام في الخارج بمفردهم من المناظر الشائعة هذه الأيام، وزاد عدد من يتناولون الوجبات في المطاعم بألمانيا بنسبة 18% خلال الفترة ما بين أغسطس 2023 ويوليو 2024، مقارنة بنفس الفترة من عامي 2022 و 2023، وذلك وفقا لبيانات منصة حجز الطاولات 'أوبن تابول' أي الطاولة المفتوحة.
وفي هذا الصدد تقول نيكولا إيسترباي المدونة المتخصصة في السفر والأطعمة والمقيمة بلندن، 'أصبح تناول الطعام بالمطاعم بشكل منفرد مشهدا مقبولا بدرجة أكبر من الناحية المجتمعية'، وتضيف إن المطاعم بشكل عام صارت حاليا تقدم خدماتها للمسافرين بمفردهم.
وتوضح أن بعض المطاعم تتيح مقاعد لتناول الطعام أمام مكان تقديم المشروبات، أو في طاولات جماعية يشارك فيها عدة أشخاص، بحيث يصبح تناول الطعام بشكل منفرد أقل إحراجا.
وتقترح إيسترباي على الشخص الذي يتناول طعامه منفردا ويشعر بالملل، أن يصطحب معه كتابا يتسلى بقراءة فقرات منه حتى يتم إعداد الوجبة، أو ينتهز الفرصة لتبادل الحديث مع مقدمي المشروبات والأطعمة.
وتعتقد كورنيليا بوليتو التي تمتلك مطعما في هامبورج أن بعض الزبائن لا يزالون بحاجة إلى الشجاعة لكي يتناولوا الطعام بمفردهم.
ولكي تحد من مشاعر القلق لدى هذه النوعية من الزبائن، تعتمد بوليتو على طاقم مدرب لتقديم المشورة لهم والثرثرة معهم.
وتوصي إيسترباي بحجز طاولة مسبقا وإبلاغ المطعم أنه بمفرده، وأنه يفضل أن يجلس على طاولة مناسبة، وقد يحب أيضا الجلوس على طاولة كبيرة تضم مجموعة من الزبائن تشجعه على التواصل مع الآخرين.
وتلبي الطاولة المختلطة التي تروج لها رابطة المطاعم والفنادق البافارية، احتياجات الأفراد الذين يتطلعون إلى الصحبة أثناء تناولهم الطعام، ويشترك في هذه الخدمة حاليا أكثر من 100 مطعم.
ويعني هذا المفهوم تجميع الأفراد معا على طاولة واحدة، سواء جاء ذلك بشكل تلقائي أو عن طريق قرار مقصود.
ويتم تخصيص طاولة واحدة مختلطة على الأقل، لهذا الغرض في المطاعم أو المقاهي أو الحانات المشاركة ويتم تصنيفها بناء على هذا.
وحتى الآن كانت الاستجابة إيجابية، وفقا لما يقوله توماس جيبرت المدير الإقليمي لرابطة المطاعم والفنادق البافارية، وكانت نسبة الإقبال عليها مرتفعة لدرجة أن الرابطة المماثلة بولاية ساكسونيا، تبنت من حينها هذا المشروع ودشنته بنجاح.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

أخبار السياحة
منذ 2 أيام
- أخبار السياحة
مراجعة علمية تحدد سلاحًا طبيعيًا ضد الالتهاب وأمراض القلب
تشير أحدث الأبحاث إلى أن زيت الزيتون البكر الممتاز لا يقتصر دوره على إضفاء النكهة على الوجبات الغذائية، بل يمتد ليشمل فوائد صحية كبيرة في مكافحة أمراض عدة. وفي مقال مراجعة نشر مؤخرا في مجلة Nutrients، توصل باحثون إيطاليون إلى أن الانتظام في استهلاك زيت الزيتون البكر الممتاز (EVOO) كجزء من الحمية المتوسطية يرتبط بانخفاض ملحوظ في مخاطر الإصابة بأمراض القلب وتقليل الالتهاب، وتعزيز صحة الأوعية الدموية. ويرجح العلماء أن هذه الفوائد تعود بشكل رئيسي إلى المحتوى المرتفع من مركبات البوليفينول في الزيت، وهي مواد نباتية تتمتع بخصائص مضادة للأكسدة والالتهاب. لكن الأبحاث تشير إلى أن الأدلة الأقوى تظهر لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو المعرضين لخطر مرتفع للإصابة بها، بينما تبقى البيانات المتعلقة بفوائده للفئات الأكثر صحة محدودة نسبيا. كما تتفاوت قوة هذه الأدلة واتساقها بين الدراسات المختلفة، ما يستدعي إجراء مزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج. وتتضمن العديد من الدراسات الحالية الكثير من القيود، مثل صغر حجم العينات وتنوع تركيبات زيت الزيتون المستخدمة وتركيزها على الفئات عالية الخطورة بدلا من عامة السكان. ويعد زيت الزيتون البكر الممتاز، الذي يتم استخلاصه من ثمار شجرة الزيتون بأقل معالجة ممكنة، من أرفع أنواع الزيوت النباتية جودة نظرا لغناه بالمركبات المفيدة. فبينما يتكون معظمه من الدهون الثلاثية والأحماض الدهنية، يحتوي الجزء المتبقي على مركبات نشطة بيولوجيا مثل الهيدروكسي تيروسول والتيروسول ومشتقاتهما، وهي مواد ثبتت فعاليتها في مقاومة الإجهاد التأكسدي الذي يلعب دورا رئيسيا في تصلب الشرايين وأمراض القلب والسرطان. وتكمن أهمية هذه المركبات في تفاوت تركيزها حسب عوامل متعددة تشمل نوع الزيتون والمناخ وطرق المعالجة. وقد دعمت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) عام 2012 ادعاءً صحيا يفيد بأن بوليفينولات زيت الزيتون تساعد في حماية دهون الدم من التلف التأكسدي عند توفرها بتركيز معين. وأظهرت الدراسات أن الانتظام في تناول زيت الزيتون البكر الممتاز، خاصة النوع الغني بالبوليفينول، يرتبط بتحسينات ملحوظة في عدة مؤشرات صحية تشمل: – تعزيز وظيفة الأوعية الدموية وزيادة إنتاج أكسيد النيتريك الذي يساعد على ارتخاء الشرايين. – خفض مستويات الالتهاب كما يظهر في انخفاض بروتين سي التفاعلي وإنترلوكين-6. – تحسين مستويات الكوليسترول عبر خفض الكوليسترول الضار المؤكسد ورفع الكوليسترول الجيد. – زيادة القدرة المضادة للأكسدة في الجسم بشكل عام. – تحسين ضغط الدم الانقباضي وتدفق الدم إلى الأطراف. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفوائد تظهر بوضوح أكبر عند استهلاك الزيت ضمن إطار النظام الغذائي المتوسطي، الذي يشمل أيضا تناول الخضروات والفواكه والأسماك والحبوب الكاملة. كما أن بعض المؤشرات مثل قدرة الكوليسترول الجيد على أداء وظيفته لم تظهر تحسنا واضحا في جميع الدراسات، ما يشير إلى تفاوت في حجم التأثير حسب المؤشر الصحي المدروس. وفي إسبانيا، كشفت دراسة طويلة الأمد أن اتباع الحمية المتوسطية الغنية بزيت الزيتون البكر كان أكثر فعالية من الحمية قليلة الدسم في الوقاية من المشكلات القلبية الوعائية على مدى سبع سنوات. بينما أظهرت أبحاث أسترالية أن الزيت عالي البوليفينول يسهم في خفض ضغط الدم الانقباضي بشكل ملحوظ لدى الأشخاص المصابين بالسمنة البطنية أو الالتهابات المزمنة. وعلى المستوى الجزيئي، كشفت دراسات أن زيت الزيتون البكر الممتاز يؤثر في التعبير الجيني للجينات المرتبطة بالالتهاب وصحة القلب، كما أن بعض مستقلباته ترتبط عكسيا مع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن هذه التأثيرات تختلف حسب التركيبة الكيميائية للزيت، ما يبرز الحاجة إلى توحيد معايير المنتجات في الأبحاث المستقبلية. ورغم هذه النتائج الواعدة، يؤكد الباحثون أن معظم الأدلة الحالية تتركز على الفئات عالية الخطورة، بينما تبقى تأثيرات الزيت على عامة السكان بحاجة إلى مزيد من الدراسة. كما يشيرون إلى ضرورة إجراء تجارب سريرية كبيرة ومتعددة المراكز باستخدام تركيبات موحدة من الزيت لضمان نتائج أكثر دقة. المصدر: نيوز ميديكال

أخبار السياحة
منذ 2 أيام
- أخبار السياحة
دراسة: شركات تصنيع السيارات الآسيوية تتفوق على نظيراتها الألمانية
يتخلف مصنعو السيارات الألمان بشكل متزايد عن منافسيهم الآسيويين، بحسب تحليل أجرته شركة التدقيق والاستشارات الاقتصادية 'إرنست أند يونج' لتقييم أرقام أكبر 20 شركة تصنيع سيارات في العالم. وبينما خسرت الشركات الألمانية إيرادات وأرباحا في الربع الأول من هذا العام، تمكنت منافساتها الجدد ومن بينها الصين على وجه الخصوص من تحقيق مكاسب كبيرة. ووفقا للتحليل، انخفضت الإيرادات الإجمالية لشركات تصنيع السيارات الألمانية الثلاث التي شملها التحليل بنسبة 3ر2%. وتمكنت 'فولكس فاجن' فقط من تحقيق زيادة طفيفة في الإيرادات، بينما تراجعت إيرادات 'بي إم دبليو' و'مرسيدس' بشكل ملحوظ. كما انخفضت أرباح الشركات الثلاث بشكل حاد، بمقدار نحو الثلث. وكان الوضع مشابها بالنسبة للمصنّعين الأمريكيين، الذين خسروا إجمالا 9ر2% من إيراداتهم وما يقرب من ثلث أرباحهم. وكان الوضع أفضل بكثير في آسيا، وخاصة في الصين التي زادت إيرادات شركات تصنيع السيارات فيها بنسبة تقارب 15%، والأرباح بنسبة تصل إلى 66%. وحلت في الصدارة هنا شركتا 'بي واي دي' و'جيلي' – الشركة الأم لفولفو – بتحقيق مكاسب قوية. كما تفوق أداء شركات تصنيع السيارات من اليابان وكوريا الجنوبية على الشركات الأوروبية والأمريكية. وبحسب التحليل، جاءت خمس من بين أكثر ست شركات تصنيع سيارات ربحية في العالم من آسيا. ولم تتمكن سوى الألمانية 'بي إم دابليو' من الصعود إلى المركز الثالث بعائدات على مبيعات بلغت 3ر9%. ووفقا لمراقب السوق في 'إرنست أند يونج'، كونستانتين جال، لا يلوح في الأفق أي تحول في الاتجاه الحالي، بل إنه يتوقع أن تتفاقم الأزمة أكثر خلال هذا العام، حيث قال: 'تواجه صناعة السيارات حاليا تحديات متعددة؛ فبالنسبة لبعض الشركات المصنعة الراسخة، يعتبر نموذج العمل بأكمله على المحك… إذا استمر تآكل الأرباح، فسيواجه بعض المصنّعين مسألة بقائهم في ظل الضغط التنافسي الشديد في صناعة السيارات حاليا'. وأوضح جال أن شركات صناعة السيارات العريقة – وخاصة الألمانية منها – تعاني حاليا من مشكلات متعددة، حيث يؤدي الضعف الاقتصادي إلى إبطاء الطلب، وارتفاع التكاليف، كما يؤثر تباطؤ وتيرة التحوّل نحو التنقل الكهربي سلبا على الأرباح، وقال: 'يُضاف إلى ذلك انهيار السوق الصينية، حيث تحل الشركات المحلية محل رواد السوق الغربيين السابقين بشكل متزايد'. وأشار جال إلى أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنسبة 25% على واردات السيارات منذ أبريل/نيسان الماضي تُفاقِم الوضع، وقال: 'في أسوأ الأحوال، ستُسفر الرسوم الجمركية المرتفعة عن خسائر بالمليارات، ليس فقط للمصنعين الأوروبيين، بل أيضا للمصنعين الأمريكيين'، موضحا أن هذا سيُخفّض الأرباح أكثر، وقال: 'ستستمر الفجوة مع الشركات الصينية غير المُمثّلة في الولايات المتحدة في الاتساع'.

أخبار السياحة
منذ 2 أيام
- أخبار السياحة
تناول الطعام بشكل منفرد في المطاعم لم يعد مستغربا في ألمانيا
من المحبذ في أغلب الثقافات تناول الطعام مع آخرين، سواء كانوا من الأهل أو الأصدقاء، من باب أن هذا يفتح الشهية ويدخل البهجة على النفوس، ويزيد العلاقات الاجتماعية قوة ومتانة. ولكن المرء يضطر أحيانا لتناول طعامه في الخارج بمفرده. وغالبا ما كان هذا المشهد يقابل بنظرة تملؤها الدهشة، أو معبرة عن التعاطف من بعض زبائن المطعم، ويتم تفسير هذه النظرة من جانب العديد من رواد المطاعم المنفردين، على أنها علامة على الشعور بالشفقة عليهم، لعدم قدرتهم على إحضار رفيق لتناول الطعام معهم. غير أن تلك المشاعر تغيرت في الآونة الأخيرة، حيث أصبحت مشاهد تناول الزبائن الطعام في الخارج بمفردهم من المناظر الشائعة هذه الأيام، وزاد عدد من يتناولون الوجبات في المطاعم بألمانيا بنسبة 18% خلال الفترة ما بين أغسطس 2023 ويوليو 2024، مقارنة بنفس الفترة من عامي 2022 و 2023، وذلك وفقا لبيانات منصة حجز الطاولات 'أوبن تابول' أي الطاولة المفتوحة. وفي هذا الصدد تقول نيكولا إيسترباي المدونة المتخصصة في السفر والأطعمة والمقيمة بلندن، 'أصبح تناول الطعام بالمطاعم بشكل منفرد مشهدا مقبولا بدرجة أكبر من الناحية المجتمعية'، وتضيف إن المطاعم بشكل عام صارت حاليا تقدم خدماتها للمسافرين بمفردهم. وتوضح أن بعض المطاعم تتيح مقاعد لتناول الطعام أمام مكان تقديم المشروبات، أو في طاولات جماعية يشارك فيها عدة أشخاص، بحيث يصبح تناول الطعام بشكل منفرد أقل إحراجا. وتقترح إيسترباي على الشخص الذي يتناول طعامه منفردا ويشعر بالملل، أن يصطحب معه كتابا يتسلى بقراءة فقرات منه حتى يتم إعداد الوجبة، أو ينتهز الفرصة لتبادل الحديث مع مقدمي المشروبات والأطعمة. وتعتقد كورنيليا بوليتو التي تمتلك مطعما في هامبورج أن بعض الزبائن لا يزالون بحاجة إلى الشجاعة لكي يتناولوا الطعام بمفردهم. ولكي تحد من مشاعر القلق لدى هذه النوعية من الزبائن، تعتمد بوليتو على طاقم مدرب لتقديم المشورة لهم والثرثرة معهم. وتوصي إيسترباي بحجز طاولة مسبقا وإبلاغ المطعم أنه بمفرده، وأنه يفضل أن يجلس على طاولة مناسبة، وقد يحب أيضا الجلوس على طاولة كبيرة تضم مجموعة من الزبائن تشجعه على التواصل مع الآخرين. وتلبي الطاولة المختلطة التي تروج لها رابطة المطاعم والفنادق البافارية، احتياجات الأفراد الذين يتطلعون إلى الصحبة أثناء تناولهم الطعام، ويشترك في هذه الخدمة حاليا أكثر من 100 مطعم. ويعني هذا المفهوم تجميع الأفراد معا على طاولة واحدة، سواء جاء ذلك بشكل تلقائي أو عن طريق قرار مقصود. ويتم تخصيص طاولة واحدة مختلطة على الأقل، لهذا الغرض في المطاعم أو المقاهي أو الحانات المشاركة ويتم تصنيفها بناء على هذا. وحتى الآن كانت الاستجابة إيجابية، وفقا لما يقوله توماس جيبرت المدير الإقليمي لرابطة المطاعم والفنادق البافارية، وكانت نسبة الإقبال عليها مرتفعة لدرجة أن الرابطة المماثلة بولاية ساكسونيا، تبنت من حينها هذا المشروع ودشنته بنجاح.