
"إنهاء المهمة" .. "ترامب" يتخلى عن دعم مفاوضات هدنة غزة ويدعو إسرائيل لتصعيد عدوانها
قبل أسابيع، بدا ترامب واثقًا من قرب التوصل إلى اتفاق ينهي القتال في غزة، ويؤمن إطلاق سراح الرهائن، ويسمح بتدفق المساعدات إلى القطاع الذي يعاني من مجاعة حادة، لكن هذا التفاؤل تبدد بعدما اعتبرت الولايات المتحدة أن حماس لا تتفاوض بحسن نية، وسحب ترامب فريقه التفاوضي، بقيادة مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي أعلن البحث عن "خيارات بديلة" لإخراج الرهائن، وتصريحات ترامب جاءت حادة، إذ دعا إسرائيل إلى "إنهاء المهمة"، في إشارة إلى تصعيد عسكري ضد حماس، متجاهلاً الغضب العالمي إزاء معاناة المدنيين في غزة، وفقًا لشبكة "سي إن إن".
وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث وصف مسؤول أممي سكان القطاع بـ"الجثث السائرة" بسبب المجاعة، وصور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وأثارت استنكارًا دوليًا. خلال لقاء في تونس، قدم الرئيس التونسي قيس سعيد صورًا لهؤلاء الأطفال إلى مستشار ترامب لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، واصفًا الوضع بأنه جريمة ضد الإنسانية، وترامب، من جهته، ألقى باللوم على حماس، متهمًا إياها بمنع توزيع المساعدات، وقال: "إن الولايات المتحدة قدمت 60 مليون دولار لدعم القطاع"، لكنه أشار إلى سرقة هذه المساعدات دون تقديم أدلة، بينما نفت مراجعة حكومية أمريكية وجود سرقات واسعة النطاق.
ولم يتفق الجميع مع موقف ترامب، فأكدت مصر وقطر استمرارهما في الوساطة لتحقيق وقف إطلاق نار دائم، معتبرتين تعليق المفاوضات جزءًا طبيعيًا من العملية، مسؤول إسرائيلي كبير أشار إلى أن المحادثات لم تنهار، وأن هناك أملًا باستئنافها، وفي المقابل، اتخذ حلفاء الولايات المتحدة مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التصعيد العسكري الإسرائيلي بأنه "غير مبرر"، بينما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي خطوة أثارت غضب إسرائيل ترامب قلل ترامب من أهمية هذا الإعلان، واصفًا إياه بأنه "بلا وزن".
ويواجه ترامب تحديات سياسية داخلية وخارجية، وفشله في إنهاء النزاع في غزة، إلى جانب صعوباته في حل الصراع الروسي الأوكراني، يضعف طموحه للحصول على جائزة نوبل للسلام، وتصريحاته الأخيرة قد تكون محاولة للضغط على حماس لتقديم تنازلات، لكنها تعكس أيضًا إحباطه من تعقيدات المفاوضات، التي تعثرت حول قضايا مثل توقيت إنهاء الحرب وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية، فهل ستتمكن الضغوط الأمريكية من إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، أم أن التصعيد سيفاقم الأزمة الإنسانية في غزة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 24 دقائق
- الشرق الأوسط
سوريا: انتخابات برلمانية «متوقعة» بين 15 و20 سبتمبر
قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات في سوريا، محمد الأحمد، اليوم الأحد، إنه من المتوقع إجراء انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) خلال الفترة بين 15 و20 سبتمبر (أيلول) المقبل. وأضاف الأحمد في تصريحات لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أنه تقرر زيادة عدد مقاعد المجلس من 150 إلى 210 مقاعد، مشيراً إلى أن رئيس البلاد أحمد الشرع سيعين ثلث أعضاء المجلس. وأوضح الأحمد أن الشرع أكد «ضرورة استبعاد كل من وقف مع المجرمين وأيدهم، إضافة إلى الأشخاص الذين يدعون إلى التقسيم والطائفية والمذهبية». وفيما يتعلق بمراقبة الانتخابات، قال الأحمد إنه سيسمح بذلك للمجتمع المدني والمنظمات الدولية بالتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات، إضافة إلى ضمان حرية الطعن في القوائم والنتائج. كانت الرئاسة السورية قد أعلنت، أمس السبت، أن الشرع تسلم النسخة النهائية من النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب من رئيس اللجنة العليا للانتخابات.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
التركيبة السكانية في إيران: أعراق متعددة تحت قبضة الفرس
تُظهر التركيبة السكانية لإيران تنوعاً عرقياً ومذهبياً كبيراً، إذ لا يشكل الفرس أغلبية مطلقة. ويشكل الأذريون والأكراد والبلوش والعرب مكونات رئيسية ضمن بنية سكانية معقدة، في ظل هيمنة شيعية وسيطرة مركزية من طهران.

العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
برّاك للحكومة اللبنانية بخصوص حصر السلاح: الكلمات لا تكفي
شدد المبعوث الأميركي توم برّاك، على أن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة، في إشارة منه إلى مباحثات حصر السلاح بيد الدولة. "التصريحات لن تكون كافية" وكتب برّاك عبر حسابه على منصة "إكس" الأحد: "إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح". كما تابع: "طالما احتفظ حزب الله بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية". جاء هذا بعد ساعات من حديث الرئيس اللبناني جوزيف عون، عن قيامه شخصياً بإجراء اتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، حيث أكد أن "المفاوضات تتقدم ولو ببطء". The credibility of Lebanon's government rests on its ability to match principle with practice. As its leaders have said repeatedly, it is critical that 'the state has a monopoly on arms.' As long as Hizballah retains arms, words will not suffice. The government and Hizballah… — Ambassador Tom Barrack (@USAMBTurkiye) July 27, 2025 وبحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، أكد عون، خلال استقباله في قصر بعبدا وفداً من نادي الصحافة، أن "هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال". وشدد على أن "أحداً لا يرغب في الحرب، ولا أحد لديه القدرة على تحمل نتائجها وتداعياتها"، مضيفاً: "يجب التعامل بموضوعية وروية مع هذا الملف". أما عن الوضع في الجنوب، فأكد عون أن "الجيش اللبناني بات منتشراً في كل المناطق اللبنانية، ما عدا الأماكن التي لا تزال إسرائيل تحتلها في الجنوب والتي تعيق استكمال هذا الانتشار". "حزب الله غير معنيّ بالورقة الأميركية" يذكر أن حزب الله كان أعلن أنه غير معنيّ بالورقة الأميركية التي حملها توماس باراك إلى بيروت، مشيراً إلى أنه معني فقط بتنفيذ القرار الأممي 1701، وذلك في أول رد على المطالب الأميركية. وكان برّاك سلّم المسؤولين اللبنانيين في زيارته الأولى في 19 يونيو الماضي، مقترحات لتنفيذ الترتيبات الأمنية لوقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. وفي زيارته الثانية في السابع من الشهر الحالي تسلّم براك من الرئيس عون رداً على المقترحات التي حملها إلى المسؤولين اللبنانيين في زيارته الأولى. إلى أن سلّم الرئيس اللبناني جوزيف عون الموفد الرئاسي الأميركي، خلال لقائه الأسبوع الماضي، مشروع المذكرة الشاملة، باسم الدولة اللبنانية، لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وحتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية الحالية.