
نتحصن لكي لا ندفع فواتير التقمّص والانقسام
وعليه، لابد أن نتكاشف ؛ بلدنا الآن وسط النيران ، لا يوجد أي ظهير سياسي يمكن أن نعتمد عليه ، او نستند إليه ، فيما مضى تقمص بعضنا صراعات خارج حدودنا، ودفعنا أثماناً باهظة ، وما نزال ، جراء هذا التقمص، صحيح ، لدينا امتدادات اجتماعية وسياسية تفرض على الدولة أن تشتبك ، سياسيا وأمنياً، مع محيطنا ، كما تفرض على مجتمعنا أن يتفاعل مع الأحداث ويتعاطف مع ضحاياها ويساندهم، لكن لا يجوز أن يتحول هذا التفاعل إلى صراعات داخل المجتمع ، أو أن يشكل عامل ضغط على الدولة للتشويش على خياراتها وقراراتها.
ما حدث في 'السويداء 'مثلا ، وربما ما قد يحدث لاحقاً في غيرها من أنحاء سوريا ، يهمنا ويؤثر فينا ، ويجب أن نتعامل معه على مسطرة حماية مصالحنا العليا ، الدولة الأردنية تجاوزت -أو هكذا يفترض – دعوات التسمين والتكبير التي روّجت لها بعض التيارات والصالونات السياسية، لا نريد أن نتسمّن ديموغرافياً، أو نتوسع جغرافياً، هذه الوصفات هي أقصر طريق للوقوع في فخ الأدوار المشبوهة ، هدف الأردنيين أن يتحصنوا داخل بلدهم ، ويحافظوا على صلابة جبهتهم الداخلية ، وواجبهم أن يكشفوا الأشباح التي تتحرك بينهم لزرع الثنائيات ، واستدعاء المظلوميات ، وتوظيف المشاعر لتمرير الفواتير السياسية القادمة.
لا مصلحة للأردن بالتدخل في أي حرب أو صراع ، ولا مصلحة للأردنيين بتقمص أي دور أو قضية خارج حدودنا ، المرحلة ملغومة ، وأي خطوة غير محسوبة ستكون مكلفة ، ملف اللجوء مهما كانت مصوغاته يجب أن يُغلق ، ملف التيارات السياسية التي تحركها الارتباطات الخارجية يجب أن يحسم نهائيا ، ملف الاستدارة إلى الداخل وترتيب البيت الأردني يجب أن يحظى بالتوافق العام وكل الاهتمام، عنوان هذه المرحلة : أن نكون أردنيين بدون أي مواربة أو إضافة أو إستدراك هو المخرج الوحيد للنجاة والصمود والحفاظ على هوية الدولة وقوتها ، وعلى تماسك المجتمع أيضاً.
أمامنا أيام صعبة، خاصة على صعيد محاولة تصفية القضية الفلسطينية التي تشكل لدى الكيان المحتل غاية الحرب وهدفها ، وعلى صعيد محاولات التقسيم والتفتيت التي تتطابق مع هذا الهدف وتتجاوزه لإخضاع المنطقة كلها ، مبدأ (التحصن ) الذي يجب أن نذهب إليه يستدعي -أولا – إزالة اي التباسات في فهم العلاقة بين الدولة الأردنية وفلسطين ، ليس فقط لأن ذلك من شأنه أن يحمي الأردن وفلسطين ، ويحافظ على هوية الشعبين معا ، وإنما -وهو الأهم- لقطع الطريق على الكيان المحتل الذي يضع على أجندته تصفية القضية الفلسطينية ،وتحميل أعباء هذه التصفيه للأردن.
اكيد ، إزالة الالتباسات والخروج من حالة التقمص تحتاج إلى نقاشات طويلة ، لكن أهم ما يجب أن نتوافق عليه : الأردن هو الأردن وطن للأردنيين ، وفلسطين هي فلسطين وطن للفلسطينين ، لكل شعب منهما هويته ومستقبله الذي يقرره بنفسه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 38 دقائق
- رؤيا نيوز
'المنظمات الأهلية الفلسطينية': تباطؤ متعمد من الاحتلال في إدخال المساعدات إلى غزة
قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية بقطاع غزة أمجد الشوا، إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة يتجدد بشكل كثيف رغم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن هدنة إنسانية، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء. وأضاف الشوا الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح منذ بداية الحرب؛ وهو ما تم مشاهدته اليوم من تباطؤ شديد ومتعمد من جيش الاحتلال الإسرائيلي في إدخال المساعدات. وبين الشوا أن كميات قليلة من المساعدات الإنسانية دخلت قطاع غزة محملة بالمواد الغذائية في مقدمتها مادة الطحين، إضافة إلى مواد خاصة بتنقية المياه، وذلك بسبب الإجراءات الإسرائيلية التي تقوم على تفتيش المساعدات قبل دخولها إلى القطاع. وتحدث عن أن المواد التي تدخل القطاع تذهب إلى مخازن الأمم المتحدة ثم إلى مراكز التوزيع، مشددا على أنه سيصار إلى توزيعها بشكل سريع لتصل بشكل مباشر للفلسطينيين. وأشار إلى وجود قواعد بيانات محددة وواضحة وتراعي الشفافية وعدالة في التوزيع، وتستهدف بشكل خاص الفئات الأكثر هشاشة في المرحلة الأولى ومن ثم الوصول إلى كل القطاعات، مبينا أن جميع سكان القطاع بحاجة إلى المساعدات. وأوضح الشوا أن قطاع غزة بحاجة إلى ضغط دولي من أجل أن يكون هناك اتفاق للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والكف عن قتل المدنيين وتدمير ما تبقى من مباني في القطاع. وأكد أن هدف الاحتلال الإسرائيلي تهجير الشعب الفلسطيني وإعادة احتلال قطاع غزة بشكل كامل إلا أن تحدث ضغوط جديه من المجتمع الدولي، لافتا النظر إلى أن الضغوط الحالية تتعلق في البعد الإنساني فيما يتعلق بمعالجة وضع المجاعة في القطاع. كما أكد أن الفلسطينيين في قطاع غزة يمرون بأسوأ أزمة إنسانية بإطار التجويع الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي بمنع إمدادات الغذاء والدواء والماء عن القطاع منذ شهر آذار. وبين أن الجوع يطال جميع الفلسطينيين من جميع الأعمار، حتى الشباب يسقطون على الأرض من الإعياء؛ بسبب شدة الجوع. ودعا جميع الجهات الدولية والعربية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كبير، موضحا أن قطاع غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميا لتلبية الاحتياجات الأساسية. *أكشن إيد: 'مؤسسة غزة الإنسانية' مصيدة للموت وقالت مسؤولة التواصل في مؤسسة 'أكشن إيد' الدولية رهام الجعفري، الأحد، إن المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة وصلت بعد تأخير طويل وخضعت لتفتيش مكثف، مشيرة إلى أن الكمية التي دخلت لا تتجاوز 100 شاحنة يوميا، في وقت يحتاج فيه القطاع إلى أكثر من ألف شاحنة يومياً لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان. وأضافت الجعفري ، أن ما نسبته 87% من مساحة قطاع غزة خاضعة حالياً لأوامر الإخلاء القسري والأوامر العسكرية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويعرقل إيصال المساعدات إلى المحتاجين. وانتقدت الجعفري ما يُعرف بـ 'مؤسسة غزة الإنسانية' معتبرة أنها تمثل دليلاً على فشل الإرادة الدولية في الالتزام بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية وفق القانون الدولي، مضيفة أن هناك تضليلاً وخداعاً ممنهجا للرأي العام العالمي، سواء من خلال الإعلان عن إدخال مساعدات أو عبر دور هذه المؤسسة. وأوضحت أن 'مؤسسة غزة الإنسانية' فشلت في أداء أي دور إنساني حقيقي، بل تحولت إلى 'وسيلة للقتل ومصائد للموت' حيث يُوزع الغذاء في ظروف بالغة الخطورة وتحت تهديد السلاح، مؤكدة أن المؤسسة سعت إلى تحييد عمل المؤسسات الإنسانية والأممية، والحد من دورها وتقييده. وأشارت إلى أن 'مؤسسة غزة الإنسانية' تنتهك معايير العمل الإنساني الأساسية، من حيث الشفافية، والاستقلالية، والحيادية، والشمولية، مما أدى إلى تعميق مستويات الجوع والمجاعة وتفاقم الكارثة الإنسانية وارتفاع عدد الضحايا والإصابات في القطاع. وتابعت الجعفري: 'البحث عن الغذاء في قطاع غزة أصبح في حد ذاته وسيلة جديدة للموت'.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
افتتاح دورة القيادة والأركان 66 المشتركة 30 -صور
مندوباً عن رئيس هيئة الأركان المشتركة، افتتح المساعد للعمليات والتدريب اليوم الأحد، دورة القيادة والأركان 66 المشتركة 30 في كلية القيادة والأركان الملكية الأردنية، بحضور المفتش العام، وآمر الكلية، وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والملحقين العسكريين للدول الشقيقة والصديقة المشاركة في الدورة. ونقل المساعد للعمليات والتدريب للمشاركين، تحيات ومباركة رئيس هيئة الأركان المشتركة بالتحاقهم بهذا الصرح الأكاديمي المتميز وتمنياته لهم بالتوفيق في الدورة التي تستمر لمدة عام، بإشراف نخبة مميزة من أعضاء هيئة التدريس وبمتابعة من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، بما يسهم بشكل فعال في تطوير معرفتهم بكل ما هو جديد ومهم من العلوم العسكرية والأكاديمية وبما يزيد قدراتهم الفكرية والمعرفية ويخدم القوات المسلحة. وأضاف المساعد أن دورة القيادة والأركان تعتبر محطة رئيسية وهامة في مسار خدمة الضباط ونقطة انطلاق جديدة نحو آفاق أرحب للعمل القيادي وتولي وظائف الركن المختلفة في وحدات وتشكيلات القوات المسلحة، وحثهم على العمل بروح الفريق والتفاعل الإيجابي مع مجريات الدورة والحرص على الاستفادة القصوى من هذه التجربة الغنية وعلى تبادل الخبرات والمعرفة. وألقى مفتي القوات المسلحة كلمة قال فيها:' إن من أشرف العلوم التي تميزت بها حضارتنا هو العلم العسكري الذي يجمع بين شرفين عظيمين العلم والرباط في سبيل الله والذي أصبح ضرورة ملحة لاسيما في هذا العصر الذي يتسم بالتحديات الكبيرة والمخاطر الجسيمة'، مؤكداً أن الجيش العربي هو امتداد للجيش المصطفوي وبقية له، وهو مثال يحتذى به في القيادة والشجاعة والتضحية والانضباط العسكري والالتزام بمبادئ الإسلام العظيمة. يشار إلى أن كلية القيادة والأركان الملكية الأردنية تأسست عام 1954، لرفد القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي وجيوش الدول الشقيقة والصديقة بالقادة وضباط الركن المؤهلين وتمنحهم درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
الحنيطي يبحث والسفير البولندي سبل تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصلحة البلدين
استقبل رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، اليوم الأحد، في مكتبه بالقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية ــ الجيش العربي، السفير البولندي المعتمد لدى المملكة لوتسيان كاربنسكي. وبحث اللواء الركن الحنيطي مع الضيف سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في مختلف المجالات، إلى جانب مناقشة آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يخدم مصلحة البلدين الصديقين. وأكد اللواء الركن الحنيطي، أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين في المجال العسكري، خاصة المتعلقة بتبادل الخبرات وتطوير المهارات من خلال التمارين والدورات المشتركة. من جانبه، عبر كاربنسكي عن تقديره للدور المهم والحيوي الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في تعزيز الأمن والسلم الإقليمي، والدور الإنساني الكبير الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية. حضر اللقاء عدد من كبار ضباط القوات المسلحة الأردنية.