
ترامب إلى المملكة المتحدة
أكد قصر باكنغهام يوم الأربعاء أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيقوم بزيارة إلى المملكة المتحدة هذا الخريف.
ومن المقرر أن يستضيف الملك تشارلز الرئيس الأميركي بعد دعوة موقعة من الملك، تسمى 'مانو ريجيا'، تم إرسالها إلى البيت الأبيض من قبل ممثلين من السفارة البريطانية في واشنطن الأسبوع الماضي.
وكان ترامب قد قبل دعوة من الملك في الأصل خلال زيارة رئيس الوزراء كير ستارمر إلى البيت الأبيض في شباط.
لن يكون هناك لقاء خاص بين الرئيس والملك خلال الصيف بسبب تضارب جدول أعمالهما، على الرغم من أن الملك اقترح ذلك في دعوته الأولية.
وقال مساعد في قصر باكنغهام لبي بي سي : 'جلالته يعرف الرئيس ترامب منذ سنوات عديدة ويتطلع إلى استضافته والسيدة الأولى في وقت لاحق من هذا العام'.
وفي حديثها أمام مجلس العموم يوم الأربعاء، قالت نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر إن الحكومة 'سعيدة حقًا بقدوم الرئيس الأميركي في زيارة دولة ثانية'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 34 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
ترامب يتوعد إسبانيا: رسوم مضاعفة.. إذا!
هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسبانيا لرفضها الموافقة على أهداف الإنفاق الدفاعي الجديدة التي أقرها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأشار إلى احتمال معاقبتها من خلال فرض رسوم جمركية أميركية تضاعف المعدل الحالي. وقال ترامب، على هامش قمة الناتو في لاهاي، ردا على سؤال حول تقاعس إسبانيا عن تخصيص 5 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع: 'أنتم الدولة الوحيدة التي لا تدفع، لا أعرف ما هي المشكلة' وفقا لما ذكرته وكالة بلومبرغ نيوز. وأضاف ترامب: 'سنعوض ذلك. وعليكم أن تعلموا أننا بصدد فعل ذلك، فنحن نتفاوض مع إسبانيا بشأن اتفاق تجاري، وسنجعلهم يدفعون ضعف المبلغ. وأنا أتحدث فعليا بجدية بشأن ذلك.' انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


صوت لبنان
منذ ساعة واحدة
- صوت لبنان
من له مصلحة في تفجير الكنيسة في دمشق؟
كتب جيرار ديب في 'اللواء': نقلت قناة «أن بي سي» عن مصادر مقرّبة من إدارة ترامب، الإثنين 23 حزيران الجاري، قولها إن «إيران أرسلت تهديداً للرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل الضربة النووية بأنها ستفعّل خلايا نائمة داخل أميركا». بالتزامن من هذه المصادر، شهدت منطقة الدويلعة في ريف دمشق الأحد 22 حزيران الجاري، تفجيراً انتحارياً استهدف كنيسة مار إلياس. وبحسب وكالة سانا السورية، أقدم شخص إرهابي على تفجير نفسه داخل الكنيسة أثناء وجود المصلين، مما أدّى إلى وقوع ضحايا وإصابات، فهل هذا التفجير هو بمثابة رسالة واضحة إيرانية تصبّ في خانة التهديد لأميركا، تحديداً من سوريا التي توليها واشنطن أهمية في سياساتها الخارجية؟ يبدأ المتابع قراءته في مشهدية التفجير الإرهابية هذه، التي أعادت الذاكرة الجماعية عند الشعب السوري خاصة وشعوب دول الجوار عامة إلى العمليات الإرهابية التي نشطت في المنطقة قبل سنوات، على يدّ مجموعات تنظيمية أطلقت عليها بـ«داعش». هذا التنظيم الذي استفاد من حضوره بين سوريا والعراق الدول التي تسارعت بحجة محاربته إلى وضع موطئ قدماً لها في المنطقة. لهذا شكّلت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً بهدف ضرب نفوذه، ودخلت روسيا الحرب إلى جانب النظام السوري السابق في محاربته، وكذلك فعلت إيران التي استفادت من التنظيم لتوسيع نشاطها ونفوذها وصولاً إلى بيروت. مستغرباً إن تنفّذ العملية في المكان والزمان الذين يوجهان الإدانة لفلول نظام الأسد وحليفه الإيراني. إذ أتى التفجير الإرهابي بعد توجيه واشنطن ضربات صاروخية على مواقع إيران النووية صباح السبت 21 حزيران الجاري. ومع إلقاء القبض من قبل الأمن السوري على وسيم بديع الأسد، إبن عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في عملية أمنية نفذتها السلطات السورية على الحدود مع لبنان، الذي يعدّ من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل التي راكم نفوذاً مع الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد المقرّب من إيران. لهذا لا يستبعد البعض فرضية ان يكون فلول النظام السابق، حرّك عناصره لإحداث إرباك في الداخل السوري على اعتبار أن الفوضى تصبّ في صالح جماعاته في سوريا لإعادة الوصول إلى السلطة من جديد. إن اختيار سوريا مكاناً لتنفيذ هكذا عملية، له دلالة واضحة عند الجانب الإيراني، الذي تعتبر أنّه فقد مع هروب رئيسها السابق بشار الأسد ورقة رئيسية في المنطقة، عليه استعادتها. فانفتاح النظام الجديد في سوريا على التلاقي مع واشنطن برعاية خليجية يزعج طهران وحلفائها، لذا فإن إعادة سيناريو التفجيرات يساعد في خلق الفوضى والمطالبة بالأمن الذاتي، ما يعيد تكرار تجربة الساحل السوري ومناطق ذات الحضور الفعّال للطائفة الدرزية كجرامانا السورية، كما و«يفرمل» اندفاعية قوات سوريا الديمقراطية على الانخراط في الدولة تحت شعار الحماية الذاتية، الأمر الذي يسهّل على إيران وحلفائها في سوريا إعادة ترتيب أوراقها من جديد. سيناريو واضح في ظلّ الرغبة الإيرانية بنقل الحرب من أرضها إلى أراضٍ أخرى بعدما فقدت الكثير من ساحاتها في الشارع العربي. لكن اليوم لا يمكن استبعاد فرضية اختراق الجماعات الإرهابية لقوات الأمن السورية، لا سيما بعد صدور قرار بموافقة أميركية على انضمام مقاتلين من جنسيات مختلفة ذات ميول عقائدية متطرفة إلى الجيش السوري. فهذه الفرضية يمكن وضعها على طاولة النقاش، لا سيما وإنه لم يتسنَّ للنظام الجديد في سوريا القيام بـ«أدلجة» الذهنية والعقلية لدى هؤلاء المقاتلين، ونقل تفكيرهم من تنظيمات اجتمعت لإسقاط عدو مشترك إلى وطنيين يرفعون مصلحة البلد فوق كل اعتبار. مشروع بناء سوريا الجديدة، ليس بمهمة السهلة لدى الشرع، ولا سيما إن سوريا تقع على مفترق نزاعات تضرب المنطقة، ومع تفعيل لغة الاستثمار في الفوضى من قبل المتربصين والمهتمين بإسقاط مهام النظام الجديد في مقدمتهم إيران وإسرائيل. سيناريو الإرهاب الذي ضرب سوريا يقع أيضاً ضمن دائرة إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على افتعال الحرب، وفي ظلّ تنفيذه لنواياه التوسعية في الحرب، من خلال رفع شعار «القوة من أجل السلام»، والسلام بالنسبة إليه هو استسلام العدو، تتعزز فرضية أن تكون العملية من صناعة الاستخبارات الإسرائيلية. فلا شكّ إن لإسرائيل مصلحة في زرع الفوضى في سوريا وتشتيت قدرات النظام الجديد. تجد حكومة نتنياهو إن سوريا المفككة تحقق لها مكاسب سياسية وميدانية، على اعتبار إنها تبعد النفوذ التركي الداعم الرئيسي لنظام الرئيس الجديد أحمد الشرع. وإن التصريحات التي يطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تصب في خانة توتير العلاقة بين أنقرة واسطنبول، ما يجعل من خطر المواجهة الحدودية تقترب على الجبهة الجنوبية لسوريا. لقد عمد الإسرائيلي بعد سقوط النظام السوري إلى خرق كافة الاتفاقيات بين سوريا وإسرائيل وفرض أمر واقع في الداخل السوري. ليس التركي من يقلق الإسرائيلي، بل فكرة إعادة سوريا إلى دورها العروبي هو من يزعج نتنياهو. لهذا تهاجم إسرائيل كل دولة داعمة لاستقرار هذا البلد، وعمل على تعطيل دوره، كما وتسعى لزرع الفتن الطائفية على اعتبار إن ترميم سوريا يقلّص من حضورها في الجولان المحتل، ويعرقل قيام مشروع إسرائيل الكبرى. كل الطرق توصل إلى روما، لهذا تتقاطع المصالح الدولية على أرض سوريا من خلال هذه العملية إن تكررت في أكثر من منطقة. فسوريا «الفوضى»، هي المطلوبة لأعدائها، لهذا لا شكّ إن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الرئيس الشرع وحكومته، أولاً في كشف ملابسات الجريمة، ومنع تكرارها ليقطع الطريق على من يستثمر في الداخل السوري لغايات لا تخدم إلّا مصالح مشاريعه التوسعية. لا أحد يمكنه أن لا يدين العمل الإرهابي الذي طال جماعة من المؤمنين في الكنيسة، ولكنّ الجميع بات يفتّش عن الفاعل الحقيقي، الذي يعمل على استغلال الفوضى العارمة، بعد تنفيذ الولايات المتحدة عمليات ضرب مفاعل إيران النووية، ليطرح السؤال من له مصلحة في إحياء هذا التنظيم في هذا التوقيت بالذات؟


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
إيران وقطر وغزة: أسئلةٌ عالقةٌ بعد انتهاء حرب الاثني عشر يوماً
مع انتهاء الحرب الأولى من نوعها بين إيران والكيان، برزت إلى الواجهة ثلاثة تساؤلاتٍ رئيسةٍ شغلت الأوساط السياسية والإعلامية: · هل خرجت الجمهورية الإسلامية منتصرة؟ · هل كان قصف قاعدة العديد خطأً سياسيًا؟ · أين موقع غزة من مجمل مشهد المواجهة؟ يسعى هذا المقال إلى تناول هذه الأسئلة بالتحليل والتمحيص عبر تخصيص فقرةٍ مستقلةٍ لكلٍّ منها، بما يُسهّل على القارئ متابعة خيوط النقاش. أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بطريقته الاستعراضية المعهودة، دعوته إلى وقف إطلاق النار بين إيران والكيان الصهيوني، وذلك عقب وقتٍ قصير من توجيه الجمهورية الإسلامية ضربةً صاروخيةً استهدفت المقرّ الأمامي للقيادة المركزية الأميركية في قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تُعد أكبر قاعدة عسكرية أميركية في منطقة غرب آسيا، وحجر الزاوية في استراتيجية واشنطن الجوية في الإقليم. وقد جاءت تلك الدعوة لوقف إطلاق النار مفاجِئةً للجميع، بمن فيهم فريق ترامب ومستشاروه، لتفتح بعدها الباب على مصراعيه للجدل حول من خرج منتصرًا في حرب الاثني عشر يومًا؟ لم تكن أهداف العدوان الثنائي الصهيو-أميركي على الجمهورية الإسلامية فجر الجمعة 13 حزيران 2025 خفيةً؛ إذ سبق لترامب أن عرض على إيران ما سماه «الاستسلام غير المشروط» مع انطلاق العدوان، والذي تضمّن وقفًا تامًا لبرنامجيها الصاروخي والنووي، إضافةً إلى التخلي الكامل عن دعمها لقوى التحرر العربي والإسلامي، وهي الشروط ذاتها التي كرّرها وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا أمام وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال محادثات جنيف في 20 حزيران 2025، بوصفها شروطًا مسبقةً لإيقاف العدوان، إلّا أن الجمهورية الإسلامية رفضت حتى مجرّد مناقشة هذه الشروط رفضًا قاطعًا. لم تمضِ سوى ثلاثة أيام على تلك المحادثات حتى تلاشى حديث ترامب عن «الاستسلام غير المشروط»، وذهبت الشروط الثلاثة أدراج الرياح، وتمّ الإعلان عن وقف العمليات الحربية بين الأطراف المتحاربة دون توقيع أي اتفاقٍ مكتوب أو تقديم أي التزاماتٍ محدّدة، ليتم ترك تحديد المنتصر والمهزوم لنتائج الميدان وحده. لقد أثبتت الضربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة على الكيان، التي جاءت أشدّ وقعًا من سابقاتها، والتي استخدم فيها حرس الثورة الإسلامية أنواعًا جديدة من الصواريخ الاستراتيجية، أن برنامج إيران الصاروخي لم يُصَب بأضرار جوهرية. أمّا على صعيد البرنامج النووي، فلم تغيّر إيران موقفها قيد أنملة بشأن حقها السيادي في تخصيب اليورانيوم على أراضيها وفق ما تراه ضروريًا، كما احتفظت بمخزونها الذي يقدّر بنحو 9379 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصّب على درجات نقاء متفاوتة، من بينها نحو 409 كيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب (بنقاء 60%). فضلًا عن ذلك، فإن أيّ أضرار لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية تبقى، وفق اعتراف العدوّ نفسه، قابلةً للترميم، ولا سيما أن برنامج إيران النووي برنامجٌ وطني بامتياز، إذ إنّ تلك المنشآت وأجهزة الطرد المركزي وغيرها من مكونات البرنامج هي صناعةٌ محليةٌ خالصة. اليوم 09:02 اليوم 08:38 من نافلة القول إن الجمهورية الإسلامية ليست في وارد التراجع عن دعمها الاستراتيجي لقوى المقاومة في المنطقة، وهي حقيقةٌ يُدركها جيدًا الطرف المعتدي. بهذا العدوان، يكون المحور الصهيو-أميركي قد استنفد ورقة الخيار العسكري التي لطالما هدد بها، والتي كانت الورقة التفاوضية الأقوى بيده خلال الجولات السابقة على مدى العقود الماضية، دون أن يحقّق أي نتائج حاسمة. هذه النتيجة تحديدًا هي ما حذّر منه العديد من صنّاع القرار في الولايات المتحدة، بمن فيهم الرئيس الأسبق باراك أوباما؛ إذ مَن عساه يمتلك الآن موقعًا تفاوضيًا أفضل، بعد استنزاف أوراق الخيار العسكري، هذا إن قرّرت إيران العودة إلى طاولة المفاوضات أصلًا؟ تدلّل جميع المعطيات على أن الجمهورية الإسلامية خرجت منتصرةً من هذه الحرب، وأنها باتت على طريق تحقيق نقلةٍ استراتيجية نوعية على الصعيدين الإقليمي والدولي، نقلة تشبه في دلالاتها التاريخية والسياسية انتصار مصر عبد الناصر على العدوان الثلاثي عام 1956. ولتقييم عمق هذا الانتصار ودلالاته، يكفي استذكار دعوات نتنياهو التحريضية للشعب الإيراني إلى التمرد على دولته عشية العدوان، فضلًا عن بعض التحليلات الإقليمية والغربية التي راهنت على قرب سقوط الحكم الإيراني وانهيار الدولة؛ فأين تقف تلك التحليلات اليوم من حقائق الميدان؟ أبدى بعضُ حسني النيات تحفظًا بشأن استهداف إيران لقاعدة العديد الأميركية في قطر، معتبرين أن ذلك يمثّل انتهاكًا لسيادة دولة شقيقة، ويتعارض مع قواعد القانون الدولي، الأمر الذي قد يُفقِد إيران جانبًا من التأييد الدولي الذي حازته في مواجهتها للعدوان، كما قد يؤثر سلبًا في العلاقات الأخوية بين إيران وقطر، وتُطرح هنا عدة إشكالاتٍ حول هذه التحفظات. أثبتت أحداث العامين الماضيين، بما لا يدع مجالًا للشك، أنّ القانون الدولي، أقلّه في هذه المرحلة التاريخية، لم يعد سوى مجرّد حبرٍ على ورق، ولا سيما في ظل حالة السيولة الدولية، وذلك في ظل إرهاصات تَشكُّل نظامٍ عالميٍ متعدّد الأقطاب بعد عقود من العالَم أحادي القطب. إن فشل العالم في وقف الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ زهاء عشرين شهرًا، وعجز محكمتي العدل والجنايات الدوليتين عن محاسبة قيادات الكيان الصهيوني، وفي مقدّمتهم المتهم بجرائم الحرب بنيامين نتنياهو، إلى جانب إخفاق المجتمع الدولي في إدانة الاعتداء الصارخ على منشآت نووية سلمية لدولةٍ عضوٍ في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية من قبل دولتين نوويتين، كل ذلك دفع العديد من خبراء القانون الدولي إلى الإعلان عن وفاة هذا القانون عمليًا. لذلك، فإن مناقشة قانونية الرد الإيراني على قواعد عسكرية، كان قد تم بالأصل استخدامها للاعتداء على سيادة الجمهورية الإسلامية وسلامة أراضيها، يغدو في أفضل أحواله ترفًا فكريًا لا يتلاءم مع خطورة المرحلة الراهنة. أما عن التداعيات السياسية لاستهداف قاعدة العديد، من قبيل فقدان إيران للتعاطف الدولي أو تراجع مشروعية تصديها للعدوان، فقد جاءت النتائج معاكسةً لهذه التوقعات، إذ لم يتأثر التضامن الدولي مع إيران، ولم تُمس مشروعية دفاعها عن النفس، ما يؤكد صواب تقديرها السياسي. علاوةً على ذلك، فقد أظهرت الحكومة القطرية تفهّمًا ضمنيًا لرد الفعل الإيراني، برغم ما صدر عن وزارة الخارجية القطرية من بيانٍ دبلوماسي تقليدي، ولا سيما أن إيران كانت قد اتخذت أقصى درجات الحيطة والحذر لتفادي إلحاق أيّ ضرر بالبنية التحتية القطرية أو سلامة الأشقاء القطريين. أما من المنظورين القومي والتحرّري، وهما الجانبان الأكثر أهميةً في هذا السياق، فإن النقاش لا يطال حقيقة أن هذه القواعد الأميركية المنتشرة في منطقتنا، وعلى رأسها قاعدة العديد في قطر، تعد من أبرز أدوات إدامة الهيمنة الغربية على مصير الأمة، فهي التي استُخدمت قواعد انطلاقٍ للعدوان على شعوب المنطقة ودولها، إذ أدار الأميركي من قاعدة العديد احتلال العراق، واحتلال أفغانستان، وعمليات تزويد الكيان الصهيوني بالذخائر التي يستخدمها في جريمة الإبادة الجماعية الموصوفة المتواصلة في غزة منذ عشرين شهرًا، فضلًا عن دعمه لحروبه العدوانية السابقة على غزة ولبنان واليمن. وتُعدّ هذه القاعدة، دون مبالغة، الأخطر والأقذر في منطقتنا، بما تشكّله من مركز لقيادة العدوان وإدارة الخراب. لا يمكن فصل التطورات الإقليمية خلال السنتين الأخيرتين، وما رافقها من تصعيدٍ في ساحاتٍ أخرى، عمّا يجري على أرض غزة، فاستمرار جريمة الإبادة الجماعية ضد الغزيين يعد الأصل في حالة التوتر الراهنة في المنطقة. لذلك، فإن أي مسعى لاستعادة الهدوء النسبي في الإقليم ينبغي أن يشمل بالضرورة وقف العدوان على غزة، وهذه مسؤوليةٌ تقع على عاتق جميع الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك الجمهورية الإسلامية والوسيط القطري، اللذان كانا جزءًا من مشهد حرب الاثني عشر يومًا الأخيرة والوساطة التي أفضت إلى وقفها. لكن، أيًا يكن الحال، فإن الترابط الوثيق بين جبهات محور المقاومة، والتداخل العضوي بين الأطراف المعتدية في المقابل، يجعلان نتائج المعارك مترابطةً ومتأثرةً ببعضها البعض. وبالتالي، لا يمكن عزل تداعيات فشل العدوان الصهيو-أميركي على الجمهورية الإسلامية عن ساحة غزة، التي تظل في القلب من مشهد المواجهة. برغم استمرار مظاهر الألم والقهر والموت والجريمة الخسيسة التي يرتكبها المحور الصهيو-أميركي ضد كلّ ما هو في غزة، لا تزال المقاومة الفلسطينية المسلحة تقاتل بكفاءة استثنائية وعنفوان ثابت. في المقابل، يعاني جيش الاحتلال من كمائنَ وهجماتٍ نوعية تُكبّده خسائر بشرية ومادية مستمرة، حتى باتت الحرب مفتقرةً لأي أفق عسكري، وتشكل عبئًا عسكريًا وسياسيًا ثقيلًا على كاهل الكيان ومأزقًا أخلاقيًا ودبلوماسيًا واضحًا لداعميه. أمّا الآن، وفي ضوء الضربات القاسية التي طالت المرافق العسكرية والاقتصادية في الكيان المؤقّت خلال المواجهة الفاشلة مع الجمهورية الإسلامية، فإن نتنياهو سيعود لمواجهة التداعيات المتراكمة لحربه المستمرة على غزة، مضافًا إليها تداعيات الإخفاقات العسكرية والسياسية الجديدة التي تكبّدها الكيان مؤخّرًا. وعلى الأرجح، فإن حماسة الأميركي لاستمرار الحرب في المنطقة سوف تتراجع على وقع هذه التطورات المتلاحقة. هذه العوامل، القديمة منها والمستجدة، سوف تصب في مصلحة الفلسطينيين، وستُسرّع بالضرورة مسار الوصول إلى وقفٍ لإطلاق النار في غزة؛ ذلك أنّ مفهوم تشابك المسارات الإقليمية أصبح اليوم أكثر وضوحًا من أي وقتٍ مضى.