
لبنان.. نحو دولة من دون ميليشيا
لكنّ النفوذ السوري استمر وتعاظم وظلت أربع فرق عسكرية سورية موجودة بلبنان، تارةً لفضّ النزاع الداخلي، وتارةً أخرى لمساعدة اللبنانيين ضد إسرائيل! وعندما اضطر السوريون لمغادرة الأرض اللبنانية، بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري مطلع العام 2005، انفردت ميليشيا «حزب الله» بالسيطرة في الداخل، ومرةً أُخرى بحجة تحرير الأرض من إسرائيل. بيد أن نفوذها فاق كلَّ حدّ، وصارت تشن الحروب وتعقد الصفقات مع إسرائيل وغيرها! وأعان الميليشيا على ذلك التحالفُ الذي أقامته مع فريق مسيحي كبير هو «التيار الوطني الحر» الذي صار زعيماً رئيساً للجمهورية عام 2016.
وفي مطالع العام 2024 دأب «محور الإيراني» على الحديث عن وحدة الساحات. وكان المعني بذلك تعاون الأذرع الإيرانية في المنطقة ضد إسرائيل. وبدأت حركةُ «حماس» الحرب، وفي اليوم التالي شنّ «حزب الله» حرباً سماها حرب الإسناد لغزة في زعمه. وكما حدث في غزة، دمرت إسرائيلُ أسلحةَ الحزب وقتلت قياداتِه. ورغم حصول وقف لإطلاق النار، فإنّ الغارات الإسرائيلية اليومية مستمرة لملاحقة عناصر تقول إسرائيل إنهم ينتمون للحزب.
بسبب انفراد الحزب المسلَّح بقرار الحرب والسلم، تخرب لبنان في الهجمات، وبخاصةٍ جنوبه، عدة مرات. ولذا يناضل السياسيون اللبنانيون المعارضون لتجاوزات الحزب منذ ثلاثة عقود لاستعادة حصرية السلاح بيد الدولة. بيد أنّ هذه المعارضة فشلت مراراً لتدخّل الحزب بسلاحه في الداخل اللبناني أيضاً. لكن بعد الهزيمة التي نالت من الحزب في «حرب الإسناد» تجرأ السياسيون اللبنانيون، رئيساً وحكومةً، وأصدروا قراراً بالأكثرية الكبرى (مع تغيب الوزراء الشيعة) لهذه الحصرية، وعهدوا للجيش بوضع خطة للتنفيذ. إنّ هذا القرار المنتظر منذ عام 1990 أثار استحساناً كبيراً في العالم العربي والعالم. وما أثار سخطاً إلا لدى قيادة الحزب المسلح، ولدى وزير الخارجية الإيراني الذي يريد مواصلة عملية التحرير من لبنان، رغم أن كل حروب الحزب الانتصارية انتهت بزيادةٍ في المساحة التي تحتلها إسرائيل من لبنان!
الاستحسان الكبير ما أخفى بعض محاولات التدقيق. فالقرار مهم لأنه يعني أن أكثرية اللبنانيين ما عادت تقبل بسلاح خارج سلطة الدولة. لكنّ القرار يحتاج إلى تنفيذ من جانب الجيش. فحتى لو أطلع الحزبُ الجيشَ على مواقع أسلحته (ولن يفعل) فإنه بسبب كثرتها يحتاج سحبها إلى شهورٍ وشهور. ولذا، لا ينبغي أن نفرح قبل الأوان، كما ينبغي الحذر من حصول القطائع والنزاعات، فليست هناك ميليشيا ترحب بحلّ نفسها، وبخاصةٍ الذين يتخذون لبوساً عقائدياً!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 26 دقائق
- العربية
الجيش الإسرائيلي يستهدف بنى تحتية لحزب الله في جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية شنّت، قبل قليل، غارات على بنية تحتية عسكرية وأخرى تحت أرضية تابعة ل حزب الله ، وذلك في موقع يقع بمنطقة تلة الشقيف في جنوب لبنان. وأوضح الجيش أن الغارات جاءت بعد رصد نشاطات عسكرية في الموقع، معتبراً أن وجود هذه المنشآت وما يجري فيها يمثل خرقاً للتفاهمات المبرمة بين إسرائيل ولبنان. وأكد الجيش أنه سيواصل عملياته لإزالة أي تهديد يمسّ أمن دولة إسرائيل، وفق تعبيره. أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أمس الخميس، أن قوات الجيش هاجمت أهدافا تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، من بينها عدة مسارات تحت الأرض. وأوضح أدرعي أن وجود هذه البنى التحتية في المنطقة يشكل خرقًا للتفاهمات المبرمة بين إسرائيل ولبنان. وأكد المتحدث باسم الجيش أن القوات الإسرائيلية ستواصل العمل لإزالة أي تهديد يطال دولة إسرائيل، وفق تعبيره. اتفاق وقف النار ومنذ نوفمبر 2024، يسري في لبنان اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، تحول إلى مواجهة مفتوحة اعتباراً من سبتمبر. لكن رغم ذلك، تشن إسرائيل باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصاً في الجنوب، تقول غالباً إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له. وتكرر أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد" ضدها، ولن تسمح للحزب بإعادة تأهيل بنيته العسكرية. كذلك توعدت بمواصلة شن ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح حزب الله، حسب فرانس برس. ونص وقف النار بوساطة أميركية على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومتراً من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل). ونص على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، إلا أن إسرائيل أبقت على وجودها في 5 مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.


الشرق الأوسط
منذ 26 دقائق
- الشرق الأوسط
غارات إسرائيلية على النبطية في جنوب لبنان
أوردت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن منطقة النبطية الواقعة في جنوب البلاد تعرضت لسلسلة غارات إسرائيلية، مساء اليوم (الجمعة). وقالت الوكالة: «نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية عنيفة مستهدفاً أحراج علي الطاهر الواقعة عند الأطراف الشمالية لبلدتي كفرتبنيت والنبطية الفوقا». وأضافت: «ألقت الطائرات المغيرة عدداً من صواريخ جو أرض أحدث انفجارها دوياً تردد صداه في العديد من المناطق الجنوبية وتعالت سحب الدخان الكثيف». من جانبه، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان: «هاجمت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بنية تحتية عسكرية وبنية تحتية تحت الأرض في موقع تابع لمنظمة (حزب الله) حيث تم رصد نشاطات عسكرية في منطقة تلة الشقيف بجنوب لبنان». ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين في القصف.


الشرق الأوسط
منذ 26 دقائق
- الشرق الأوسط
مصر تكثّف جهود إدخال المساعدات لغزة رغم الصعوبات
جددت مصر التزامها الثابت بدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رغم كل التحديات والصعوبات التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية. وأكدت «إدخال أكثر من 45 ألف شاحنة لقطاع غزة». ونشر المتحدث العسكري المصري، غريب عبد الحافظ، الجمعة، فيديو سلط فيه الضوء على جهود مصر المتواصلة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأوضح الفيديو أن «قوافل الدعم بدأت رحلتها من مطار العريش المصري، الذي استقبل حتى الآن 1022طائرة محملة بما يزيد على 27.247 طناً من المساعدات الدولية، كما استقبل ميناء العريش 32 سفينة حملت نحو 74.779 طناً من المواد الإغاثية». وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة اتهامات لمصر بـ«المشاركة في حصار قطاع غزة»، وصفتها القاهرة بـ«دعاية مغرضة»، تستهدف تشويه دورها الداعم للقضية الفلسطينية، وفنَّدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة خلال الأيام الماضية. ووفق ما أوردت بوابة «الأهرام» الرسمية في مصر، الجمعة، بيّن الفيديو أن الشاحنات المحملة بالمساعدات تعبر الأراضي المصرية في طريقها إلى معبر رفح، ثم إلى معبر العوجة ومنه، إلى معبر نيتسانا للتفتيش، وهي عملية تستغرق من 18 إلى 24 ساعة قبل أن تدخل الإمدادات إلى غزة عبر «الهلال الأحمر الفلسطيني»، بينما تمر شاحنات وكالة «الأونروا» من معبر كرم أبو سالم. شخص يحمل العلمين المصري والفلسطيني على شاحنة تحمل مساعدات إنسانية بالقرب من معبر رفح (رويترز) وأشار المتحدث العسكري المصري إلى أن السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح من الجانب الفلسطيني منذ 7 مايو (أيار) 2024، وما تبعها من تدمير للمعبر، «تسببت في توقف دخول المساعدات عبر هذا المنفذ الحيوي، مما زاد الاعتماد على عمليات الإسقاط الجوي ومعبر كرم أبو سالم». ورغم القيود الإسرائيلية، التي أكدتها أكثر من 100 منظمة إغاثية غير حكومية، واصلت مصر بقيادة قواتها المسلحة دعمها للفلسطينيين، حيث تمكنت من إدخال أكثر من 70 في المائة من إجمالي المساعدات التي وصلت حتى الآن إلى 45.125 شاحنة بحمولة تتجاوز 500 ألف طن من المواد الطبية والغذائية، منها 368 ألف طن من المساعدات المصرية، و132 ألف طن من الدول الأخرى، إضافة إلى 209 سيارات إسعاف و81.380 طناً من الوقود. كما نفذت القوات المسلحة 168 عملية إسقاط جوي من الجانب المصري حملت 3.730 طناً من المساعدات، واستقبلت المستشفيات المصرية أكثر من 18.560 مصاباً للعلاج. فلسطينيون يتجمعون لتسلم وجبات طعام مطبوخة من مركز توزيع أغذية في مدينة غزة (أ.ف.ب) وبحسب فيديو المتحدث العسكري، فإنه «خلال الفترة من 27 يوليو (تموز) إلى 4 أغسطس (آب) 2025، دخلت 1341 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم، بينما لا تزال أكثر من 5 آلاف شاحنة عالقة داخل الأراضي المصرية في انتظار فتح المعابر، إضافة إلى تنفيذ 25 عملية إسقاط جوي بحمولة 24 طناً للأشقاء الفلسطينيين، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني». ويعد معبر رفح شرياناً اقتصادياً وأمنياً على الحدود بين مصر وقطاع غزة، يُسهل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وخروج المسافرين والمصابين منه، قبل أن تسيطر إسرائيل على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو 2024، وتعلن مصر عدم التنسيق مع إسرائيل بشأنه لعدم «شرعنة احتلاله»، والتزاماً باتفاقية المعابر التي وقّعتها في 2005 تل أبيب ورام الله بشأن إدارة السلطة الفلسطينية لمعبر رفح.