logo
#

أحدث الأخبار مع #منظمة_التحرير_الفلسطينية

جامعة القدس المفتوحة صرح علمي يزاوج بين التعليم التقليدي والإلكتروني
جامعة القدس المفتوحة صرح علمي يزاوج بين التعليم التقليدي والإلكتروني

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • الجزيرة

جامعة القدس المفتوحة صرح علمي يزاوج بين التعليم التقليدي والإلكتروني

مؤسسة وطنية للتعليم العالي مركزها مدينة القدس، وتتمتع بشخصية اعتبارية ذات استقلال علمي ومالي وإداري، وتعمل على تقديم خدماتها التعليمية باستخدام نظام التعليم المفتوح والتعلم عن بعد. الموقع والتأسيس بدأ التفكير في إنشاء الجامعة عام 1975 بطلب من منظمة التحرير الفلسطينية، وفي عام 1981 أقرها المجلس الوطني الفلسطيني، لكن الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 حال دون البدء في تنفيذ المشروع حتى العام 1985. وقد خرّجت الجامعة الكوكبة الأولى من طلبتها عام 1997. افتُتح للجامعة مقر مؤقت في العاصمة الأردنية عمّان أواخر العام 1985 بموافقة رسمية من وزارة الخارجية، وفي العام 1991 باشرت الجامعة خدماتها التعليمية في فلسطين متخذة من مدينة القدس الشريف مقرا رئيسيا لها، وأنشأت فروعا ومراكز دراسية في المدن الفلسطينية الكبرى. وبعد انتقال رئاسة جامعة القدس المفتوحة من مقرها المؤقت في عمّان إلى مقرها الدائم في القدس بقي في عمّان مكتب تابع للجامعة ليتولى الإشراف على تأليف وإنتاج المواد الدراسية الجامعية، ومتابعة شؤون فروع الجامعة في الإمارات العربية المتحدة وتونس، وذلك بشكل مؤقت إلى حين توفر ظروف مناسبة لتولي رئاسة الجامعة في القدس تلك المهام. كما وقّعت اتفاقية افتتاح فرع جامعة القدس المفتوحة في مدينة إسطنبول في تركيا عام 2019. رؤية الجامعة ورسالتها تسعى الجامعة إلى الريادة والتميز والإبداع في مجالات التعليم الجامعي المفتوح وخدمة المجتمع والبحث العلمي وترسيخ مكانتها القيادية في بناء مجتمع فلسطيني قائم على العلم والمعرفة. كما نصت رسالتها على إعداد خريجين مؤهلين لتلبية حاجات المجتمع قادرين على المنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي، والإسهام الفاعل والمتميز في مجال البحث العلمي. وتعمل جامعة القدس المفتوحة على بناء القدرات التقنية والبشرية من خلال تقديم برامج تعليمية وتدريبية وفق أفضل ممارسات التعليم المفتوح وأساليب التعليم المدمج، وتعزيز بيئة البحث العلمي في إطار من التفاعل المجتمعي والتعاون والشراكة وتبادل الخبرات مع الأطراف المعنية كافة، مع مراعاة أحدث معايير الجودة والتميز. أهداف الجامعة تعمل الجامعة على تحقيق العديد من الأهداف، من أبرزها: توفير فرص التعليم العالي والتدريب والبحث العلمي لأكبر عدد ممكن من أفراد الشعب الفلسطيني ممن فاتتهم فرص التعليم في أماكن إقامتهم، وذلك من خلال الالتحاق المفتوح والتعليم عن بعد. تنمية المجتمع من خلال تطوير شخصية الطالب، وتربيته على المواطنة الصالحة وتوجيهه توجيها إيجابيا لخدمة مجتمعه، وتعزيز اعتماده على الذات، وتدريبه على مشروعات التشغيل الذاتي. تعزيز البحث العلمي والإنتاج والإبداع والتميز، وتشجيعه في الجامعة. تعزيز التفاعل المجتمعي، وتعميق مضامين المسؤولية المجتمعية ضمن عمليات الجامعة. مضاعفة الجهود لتنمية الموارد المالية للجامعة وتحسينها من خلال تنويع مصادرها، ومواصلة رفع كفاءة الإدارة المالية وفاعليتها للجامعة. النظام التعليمي للجامعة تتبع جامعة القدس المفتوحة نظام المزاوجة بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني (المدمج)، والذي يتجاوز حدود الزمان والمكان، ويوفر فرص التعليم والتعلم بجودة عالية وتكلفة ملائمة. ويعتمد نظام التعليم في الجامعة على المقرر الدراسي المطبوع والمحاضرات الصفية واللقاءات والامتحانات الوجاهية، ومرتكزات التعلم الذاتي، ويوظف التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية. وتعتمد الجامعة التعلم الإلكتروني بأدواته ووسائله كافة بأسلوب من التعليم المبرمج والأنشطة العملية والتدريبية لخدمة المتعلم واستقلاليته. ويعني نظام التعلم عن بعد بصفة عامة تقديم التعليم للطالب في مكان إقامته أو عمله، الأمر الذي يمكّنه من أن يزاوج بين التعليم والعمل ويكيف برنامجه الدراسي بما يتفق مع أوضاعه وظروفه الخاصة. ويقوم نظام التعلم عن بعد على مرتكزات التعلم الذاتي واستقلالية المتعلم، وعلى استثمار الوسائط التقنية المتنوعة المكتوبة والسمعية والبصرية. تتبع الجامعة 7 كليات تمنح درجة البكالوريوس وكلية واحدة تمنح شهادات الدراسات العليا، وهي: كلية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية. كلية الزراعة. كلية التنمية الاجتماعية والأسرية. كلية العلوم الإدارية والاقتصادية. كلية العلوم التربوية. كلية الآداب. كلية الإعلام. كلية الدراسات العليا، وتمنح الماجستير والدكتوراه. إنجازات الجامعة حصلت جامعة القدس المفتوحة على المراكز الثلاثة (أفضل مستجيب للحوادث الأمنية، أفضل مهاجم، أفضل مدافع) على مستوى فلسطين في مسابقة "صائدي الثغرات الأمنية" التي نظمها المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات وشركة سايلنس، بالتعاون مع مركز الاستجابة لطوارئ الحاسوب "بال سي إي آر تي" التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وحصلت الجامعة أيضا على المركز الأول إقليميا عن فئة "المهاجمين في مسابقة صائدي الثغرات الأمنية"، والتي نظمها المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات وشركة سايلنس. وعملت الجامعة على تشغيل شبكة لاسلكية في فروعها استكمالا وتطويرا للشبكة اللاسلكية التي بنيت عام 2007 لخدمة الهيئة الأكاديمية في الجامعة لمواكبة التطور التكنولوجي المتسارع. كما حصلت الجامعة على شهادة الجودة "آي إس أو 27001" الدولية في مجال أمن المعلومات، وبذلك فهي المؤسسة التعليمة الأولى التي تحصل على مثل هذه الشهادة في هذا المجال، وهي شهادة ضرورية في مجال الحفاظ على أمن المعلومات والبيانات والخدمات الإلكترونية. وتمكنت جامعة القدس المفتوحة من خلال مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من العمل بجد لإضافة فلسطين إلى قائمة الدول المعتمدة لدى العديد من الأكاديميات التعليمية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدى كل من شركات مايكروسوفت وأوراكل وسيرتيبورت. وأسست الجامعة مركزا متخصصا لإنتاج الوسائط التعليمية المساندة، ويوفر أحدث الخدمات الفنية لإنتاج المحاضرات التعليمية المتلفزة (الوسائط التعليمية) والمحوسبة. المناطق التعليمية والمراكز الدراسية تقدم الجامعة خدماتها المباشرة للطلاب من خلال مناطقها التعليمية ومراكزها الدراسية، والتي أقيمت في أماكن تجمعات الطلبة بالمدن الفلسطينية، وتضم مناطق تعليمية في القدس ونابلس ويطا ودورا والبيرة وقلقيلية وسلفيت وطوباس وخان يونس ورفح. كما توجد مراكز للجامعة في كل من العيزرية ورام الله وبيت لحم والخليل وغزة، إضافة إلى مركزين دراسيين في جنين وطولكرم. وللجامعة فرع في دولة الإمارات العربية المتحدة بدأ عمله عام 1994، ويتبع له مركزان دراسيان في دبي وأبو ظبي. افتتحت الجامعة فرعا كذلك في المملكة العربية السعودية، ويتبع له مركزان دراسيان هما مركز الرياض الدراسي ومركز جدة الدراسي. ويتولى مكتب جامعة القدس المفتوحة في الأردن الإشراف على تأليف وإنتاج المواد الدراسية والوسائط المرئية والسمعية ومتابعة شؤون فروع الجامعة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ويشكل هذا المكتب حلقة اتصال بين رئاسة الجامعة في فلسطين والمؤسسات التعليمية والثقافية في معظم البلاد العربية.

ميناء غزة.. واجهة بحرية تحولت إلى أنقاض تحت القصف الإسرائيلي
ميناء غزة.. واجهة بحرية تحولت إلى أنقاض تحت القصف الإسرائيلي

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • الجزيرة

ميناء غزة.. واجهة بحرية تحولت إلى أنقاض تحت القصف الإسرائيلي

ميناء يطل على البحر الأبيض المتوسط ، دمرته إسرائيل كليا أثناء عدوانها على قطاع غزة الذي اندلع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحولته إلى كومة من الحجارة. وتحولت منطقة الميناء إلى بقعة خيام عشوائية للنازحين، وتتعرض بين الفينة والأخرى إلى القصف من الغواصات البحرية و الطائرات المسيرة الإسرائيلية. وتقدر مساحة هذا الميناء بنحو كيلومتر مربع، ويغطي الجزء الشمالي الغربي من مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، ويرتفع ما بين 17 و20 مترا عن مستوى سطح البحر. الميناء قديما يحتضن قطاع غزة منذ القدم، أحد أبرز الموانئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والشريان الرئيس الذي يربطه بدول أوروبا، ففي عام 800 قبل الميلاد احتضن القطاع ميناء "أنثيدون"، الذي ظل سنوات طويلة محطة مهمة للتجارة في القطاع. وفي فترة العصر الروماني في فلسطين ، الذي بدأ سنة 63 قبل الميلاد، أنشئ شمال غربي مدينة غزة ميناء "مايوماس" وهي كلمة مصرية تعني "المكان البحري". وفي هذه الفترة، كانت تُصدر من ميناء غزة التوابل والأعشاب العطرية والبخور والأقمشة والزجاج والمواد الغذائية التي كانت تصل إليه على ظهور الجمال من جنوب شبه الجزيرة العربية عبر البتراء ، ومن ثم وادي عربة عبورا بصحراء النقب ثم إلى غزة. تعطيل إسرائيلي أصبح الميناء مدينة ساحلية مزدهرة، ومحطة مهمة للتجار حتى عام 1967 حينما احتلت إسرائيل قطاع غزة، فعطلت الميناء وحولت بحر غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة يمنع الاقتراب منها. وأثناء مفاوضات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، طُرحت مسألة بناء ميناء بحري في غزة، وقتها ووعدت الدول الأوروبية ببنائه شمال القطاع. وفي سبتمبر/أيلول سنة 1999، طرحت الفكرة مرة أخرى أثناء اتفاق شرم الشيخ بين المنظمة وإسرائيل، لتوافق الأخيرة على عملية البناء. حلم وئد في مهده عام 1999 أنشأت السلطة الوطنية الفلسطينية"سلطة الموانئ البحرية" التي تتمثل مهامها في توفير نظام نقل بحري في فلسطين ذي كفاءة وإمكانيات عالية عبر إنشاء وإدارة وتشغيل المرافق البحرية بما في ذلك الموانئ البحرية التجارية والسياحية والصيد. إعلان وأُصدر الرئيس الفلسطيني حينئذ ياسر عرفات المرسوم الرئاسي رقم (1) بتاريخ 30 أبريل/نيسان 2000، ونص على إنشاء ميناء في غزة يتبع لسلطة الموانئ البحرية. وفي منتصف عام 2000، باشرت السلطة الفلسطينية في بناء الميناء وسط مدينة غزة بميزانية تبلغ نحو 83 مليون دولار. وخُصصت أراضي حكومية قُدرت بحوالي ألفي دونم (الدونم= 100 متر مربع) لاستخدامات الميناء، بينما قُيّد استخدام حوالي 2500 دونم لتكون حرم الميناء. وقد أشرفت شركة "بالاست نيدم" الهولندية على المشروع الذي وضع حجر أساسه الرئيس عرفات ورئيس فرنسا آنذاك جاك شيراك. لم تدم فرحة الفلسطينيين كثيرا، فبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر/أيلول 2000 بأيام قصفت إسرائيل الميناء ودمرته. استأنفت السلطة الفلسطينية بناء الميناء بعد الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من غزة عام 2005، وذلك بعدما حصلت على تعهد إسرائيلي بعدم تدميره مرة أخرى، على إثر اتفاقية المعابر بين الجانبين. وعقب فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا مشددا على القطاع وأدى ذلك إلى توقف عمل ميناء غزة. وتصدر طلب إنشاء ميناء لغزة مطالب المقاومة الفلسطينية خلال مفاوضات وقف إطلاق النار غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي أثناء الحروب المختلفة على القطاع، غير أن الاحتلال كان يرفض في كل مرة مناقشة الفكرة بشكل قاطع. خطط عدة في فبراير/شباط 2014، كشف وزير النقل الفلسطيني حينئذ نبيل ضميدي أن السلطة الفلسطينية ومصر تعملان على خطط لبناء ميناء بحري في قطاع غزة، لكن المخطط لم ير النور. وفي مارس/آذار 2017، اقترح وزير الاتصالات والاستخبارات في إسرائيل حينئذ يسرائيل كاتس إنشاء جزيرة تضم ميناء في ساحل القطاع، بحجة أن هذا المشروع "كفيل بإعفاء إسرائيل من المسؤولية عن غزة ويوفر للقطاع حلولا اقتصادية، كما أنه يدحض شكوى الفلسطينيين من الحصار المفروض". ونص الاقتراح على إنشاء جزيرة مساحتها 8 كيلومترات مربعة، على أن تضم في مرحلة أولى ميناء للمسافرين يخضع لرقابة أمنية دولية ومطارا مستقبليا لكن حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية – رفضت المقترح. وفي21 يونيو/حزيران 2018، أعادت الحكومة الإسرائيلية مناقشة فكرة الميناء، بعد أن طرحها وزير الدفاع الإسرائيلي حينئذ، أفيغدور ليبرمان ، في زيارته إلى قبرص. خطوة رمزية في يناير/كانون الثاني 2017، اتخذت الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار واللجنة الحكومية لكسر الحصار في غزة خطوة رمزية عندما أعلنت البدء في أعمال تأهيل ميناء غزة الدولي، استعدادا لانطلاق أول سفينة تقل مرضى وجرحى إلى أحد الموانئ الأوروبية. ووضعت في ميناء غزة لافتات كُتب عليها "مكان الوصول" وأخرى "مكان المغادرة"، وفي مكان آخر "مكتب التسجيل للسفر وختم الجوازات"، للضغط على الأطراف المحاصرة. إعلان وقالت الهيئة الوطنية لكسر الحصار، إنها اتفقت مع مقاولين على "تنفيذ أعمال بناء بهدف البدء الفعلي لإنشاء الميناء الدولي الذي سيكون نافذة غزة إلى العالم في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع". وأوضحت الهيئة أنها تواصلت مع العديد من الموانئ الأوروبية التي أبدت موافقتها على إنشاء الميناء البحري في غزة والتعامل معه؛ لكن هذا الأمر لم ير النور. تدمير كامل وتعرض ميناء غزة القديم إلى تدمير كامل أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ قصف طيران الاحتلال البنية التحتية له بشكل مباشر، مخلفا دمارا هائلا في أرصفته ومرافقه الحيوية. ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو)، فإنه أثناء العدوان على القطاع، تعمدت إسرائيل تدمير بقايا ميناء غزة القديم "أنثيدون" التي تشمل الجزء الشمالي الغربي من مخيم الشاطئ للاجئين ومنطقة المشتل. وقالت اليونسكو إن منطقة الميناء كانت مؤهلة للانضمام إلى قائمتها التمهيدية للتراث العالمي، إثر طلب تقدم به الوفد الدائم لفلسطين لدى المنظمة في أبريل/نيسان 2012. وقد اضطر آلاف النازحين من شمال القطاع للجوء إلى الميناء، الذي تحول إلى بقعة خيام عشوائية تتعرض بين الفينة والأخرى إلى قصف الغواصات البحرية والطائرات المسيرة الإسرائيلية.

وقف النار في إيران: هدنة يتهددها الخطر
وقف النار في إيران: هدنة يتهددها الخطر

العربية

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • العربية

وقف النار في إيران: هدنة يتهددها الخطر

وصف بعض المعلقين الهجوم الأخير الذي شنّته إسرائيل والولايات المتحدة على أجزاء من المشروع النووي الإيراني، باسم «حرب الـ12 يوماً». إلا أن هذا التوقيت النهائي، في الحقيقة، من اختيار طهران، في إطار مزاعمها بأن إيران استطاعت أن تقاتل لمدة أطول بمرتين، عن الدول العربية التي قادتها مصر في حرب الأيام الستة عام 1967. في الواقع، وبدرجات متفاوتة في الحدة والتنوع في المواقع، فإن هذه الحرب بدأت قبل أكثر من أربعة عقود، حينما داهمت السلطات الثورية الجديدة البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في طهران، وسلمتها لزعيم منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، الذي كان ضيفاً خاصاً على الخميني. وبعد بضعة أشهر، كرّر النظام الثوري الجديد الأمر نفسه باقتحام السفارة الأميركية، واحتجاز دبلوماسييها رهائن. وبحسب القانون الدولي، تُعد البعثات الدبلوماسية أو السفارات جزءاً من أراضي الدولة صاحبة البعثة، ويُعدّ الهجوم المسلح عليها سبباً مباشراً للحرب. وفي العام التالي، ردّت الولايات المتحدة عندما أمر الرئيس جيمي كارتر بعملية فاشلة لاختراق الأراضي الإيرانية، ما أكد حالة الحرب المستعرة بين البلدين. وشكّلت حرب إيران مع العراق، التي استمرت ثماني سنوات، «فاصلة» مؤقتة، شحنت خلالها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل أسلحة ومعلومات استخباراتية إلى طهران، لمساعدتها ضد نظام صدام حسين في بغداد. بعد ذلك، جرى استئناف الحرب مع إسرائيل، عندما بدأت طهران بتشكيل جيوش صغيرة تعمل بالوكالة عنها في لبنان، وسعت إلى تجنيد مرتزقة محتملين من بين مختلف الفصائل الفلسطينية المسلحة. وبحلول أوائل الثمانينات، كانت طهران، المتحالفة مع نظام الأسد في دمشق، قد حوّلت لبنان إلى ساحة معركة ضد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي التسعينات، بدأت طهران حرباً منخفضة الشدة ضد القوات الأميركية في العراق، بينما واصلت عبر وكلائها حرب استنزاف ضد إسرائيل ـ وهي حروب لا تزال مشتعلة حتى يومنا هذا. وكان من الضروري التذكير بهذه الأحداث، لتوضيح أن التصعيد الأخير له أسباب أعمق من مجرد القلق بشأن سعي إيران إلى امتلاك ترسانة نووية ـ وهو أمر أكد جميع مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من هانز بليكس إلى محمد البرادعي ورافائيل غروسي، مراراً أنه من المتعذر عليهم تأكيده. وبالتأكيد، فإن نظرية «واحد في المائة» الشهيرة في إدارة المخاطر، تتطلّب أخذ احتمال وصول عدو خطير إلى السلاح النهائي على محمل بالغ الجدية ـ وهو ما فعله جميع رؤساء الولايات المتحدة منذ بيل كلينتون، عبر محاولات متعددة لـ«احتواء» إيران، دون جدوى حتى الآن. والآن، هل يعني ذلك أن النظام الحالي في طهران من غير المرجّح تماماً أن يتخلى مؤقتاً عن البُعد العسكري المحتمل لمشروعه النووي؟ وإذا حكمنا من خلال تصريحات كثير من شخصيات النظام ـ آخرهم الرئيس مسعود بزشكيان، وبطريقة غير مباشرة المرشد علي خامنئي ـ فقد تكون الإجابة: «لا» بتحفّظ. وقد لمّح النظام إلى استعداده للنظر في تجميد البُعد العسكري المحتمل للمشروع النووي ـ ينفي وجوده أساساً ـ مقابل أربعة تنازلات من الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك إسرائيل. المطلب الأول: السماح للنظام بحفظ ماء وجهه، والادعاء بتحقيق نصر عظيم ضد أميركا وإسرائيل. وهذا بالضبط ما تفعله طهران حالياً، سواء في الداخل، أو بمساعدة دوائر مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، على مستوى العالم. المطلب الثاني: إلغاء جميع العقوبات المفروضة على إيران. المطلب الثالث: أن تتعهد الولايات المتحدة وحلفاؤها بعدم التفكير في أي خطط لتغيير النظام في إيران أو دعمها. ويعني ذلك قطع العلاقات مع العشرات من جماعات المعارضة الإيرانية. أما المطلب الرابع: وربما الأصعب على أي إدارة أميركية مجرد التفكير في قبوله، وهو الاعتراف بـ«حق الجمهورية الإسلامية» في تصدير نموذج حكمها، وقيمها الإسلامية، وحملتها من أجل «العدالة العالمية»، تماماً مثلما تسعى واشنطن إلى نشر قيمها الخاصة. بمعنى آخر، تقول طهران: دعونا نفعل ما نريد، ونعدكم بألا نصنع القنبلة التي لطالما قلنا إننا لا ننوي بناءها أصلاً. وقد جرى توصيل هذه الرسالة بشكل غير مباشر عبر مقابلة تكر كارلسون الحصرية مع الرئيس بزشكيان، حيث جاء فيها: نريد أن نتباهى بنصر عسكري كبير، وسنسمح لكم بادعاء نصر دبلوماسي كبير، من خلال العودة إلى طاولة المفاوضات. وشكل وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترمب، فترة استراحة داخل دراما دموية بدأت قبل ما يقارب نصف قرن. وخلال هذه الهدنة، هناك ثلاث ساعات زمنية تدق في الخلفية: الأولى: ساعة الحياة السياسية والبدنية للمرشد، ورغم تعرضها للاهتزاز، فإنها تبدو قابلة للاستمرار حتى الآن. الثانية: ساعة الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، التي قد تحوّل الرئيس ترمب إلى رئيس مشلول من دون صلاحيات فعلية، إذا نجحت أداة إيلون ماسك السياسية الجديدة في سلب الجمهوريين ستة مقاعد في الكونغرس، ومقعدين أو ثلاثة في مجلس الشيوخ. وفي الوقت ذاته، قد يتمكن خصوم بنيامين نتنياهو السياسيون الكثيرون في إسرائيل من الإطاحة به. لذلك، يرى المطلعون على بواطن الأمور في طهران أنه من الضروري تمديد الهدنة الحالية ـ ولو عبر التفاوض ـ إلى أن تتلاشى «السحابتان الكبيرتان» اللتان تتخذان شكل ترمب ونتنياهو، مثلما تتلاشى شبورة الصباح. الثالثة: ساعة الغضب الشعبي الزائد في إيران، ويرى كثير من الناس أن ما يمرون به هو فشل تاريخي، مصحوب بإذلال غير مسبوق ومعاناة يومية قاسية. ويبدو وقف إطلاق النار الحالي أقرب إلى فترة استراحة محفوفة بالمخاطر، في خضم حرب بدأت قبل ما يقارب نصف قرن، ولا يبدو أنها تقترب من نهايتها. موجز القول، كان هذا فحوى رسالة وكالة «تسنيم»، الناطقة باسم «الحرس الثوري»، الثلاثاء الماضي: «الوضع السياسي الحالي لا يقتصر على خيارين فقط: الصمود أو الاستسلام. ويكمن الجانب الثالث في تغيير المسار، الذي يعني منح العدو انتصاراً لم يحققه بالحرب».

وقف النار في إيران: هدنة يتهددها الخطر
وقف النار في إيران: هدنة يتهددها الخطر

الشرق الأوسط

timeمنذ 7 أيام

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

وقف النار في إيران: هدنة يتهددها الخطر

وصف بعض المعلقين الهجوم الأخير الذي شنّته إسرائيل والولايات المتحدة على أجزاء من المشروع النووي الإيراني، باسم «حرب الـ12 يوماً». إلا أن هذا التوقيت النهائي، في الحقيقة، من اختيار طهران، في إطار مزاعمها بأن إيران استطاعت أن تقاتل لمدة أطول بمرتين، عن الدول العربية التي قادتها مصر في حرب الأيام الستة عام 1967. في الواقع، وبدرجات متفاوتة في الحدة والتنوع في المواقع، فإن هذه الحرب بدأت قبل أكثر من أربعة عقود، حينما داهمت السلطات الثورية الجديدة البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في طهران، وسلمتها لزعيم منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، الذي كان ضيفاً خاصاً على الخميني. وبعد بضعة أشهر، كرّر النظام الثوري الجديد الأمر نفسه باقتحام السفارة الأميركية، واحتجاز دبلوماسييها رهائن. وبحسب القانون الدولي، تُعد البعثات الدبلوماسية أو السفارات جزءاً من أراضي الدولة صاحبة البعثة، ويُعدّ الهجوم المسلح عليها سبباً مباشراً للحرب. وفي العام التالي، ردّت الولايات المتحدة عندما أمر الرئيس جيمي كارتر بعملية فاشلة لاختراق الأراضي الإيرانية، ما أكد حالة الحرب المستعرة بين البلدين. وشكّلت حرب إيران مع العراق، التي استمرت ثماني سنوات، «فاصلة» مؤقتة، شحنت خلالها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل أسلحة ومعلومات استخباراتية إلى طهران، لمساعدتها ضد نظام صدام حسين في بغداد. بعد ذلك، جرى استئناف الحرب مع إسرائيل، عندما بدأت طهران بتشكيل جيوش صغيرة تعمل بالوكالة عنها في لبنان، وسعت إلى تجنيد مرتزقة محتملين من بين مختلف الفصائل الفلسطينية المسلحة. وبحلول أوائل الثمانينات، كانت طهران، المتحالفة مع نظام الأسد في دمشق، قد حوّلت لبنان إلى ساحة معركة ضد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي التسعينات، بدأت طهران حرباً منخفضة الشدة ضد القوات الأميركية في العراق، بينما واصلت عبر وكلائها حرب استنزاف ضد إسرائيل ـ وهي حروب لا تزال مشتعلة حتى يومنا هذا. وكان من الضروري التذكير بهذه الأحداث، لتوضيح أن التصعيد الأخير له أسباب أعمق من مجرد القلق بشأن سعي إيران إلى امتلاك ترسانة نووية ـ وهو أمر أكد جميع مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من هانز بليكس إلى محمد البرادعي ورافائيل غروسي، مراراً أنه من المتعذر عليهم تأكيده. وبالتأكيد، فإن نظرية «واحد في المائة» الشهيرة في إدارة المخاطر، تتطلّب أخذ احتمال وصول عدو خطير إلى السلاح النهائي على محمل بالغ الجدية ـ وهو ما فعله جميع رؤساء الولايات المتحدة منذ بيل كلينتون، عبر محاولات متعددة لـ«احتواء» إيران، دون جدوى حتى الآن. والآن، هل يعني ذلك أن النظام الحالي في طهران من غير المرجّح تماماً أن يتخلى مؤقتاً عن البُعد العسكري المحتمل لمشروعه النووي؟ وإذا حكمنا من خلال تصريحات كثير من شخصيات النظام ـ آخرهم الرئيس مسعود بزشكيان، وبطريقة غير مباشرة المرشد علي خامنئي ـ فقد تكون الإجابة: «لا» بتحفّظ. وقد لمّح النظام إلى استعداده للنظر في تجميد البُعد العسكري المحتمل للمشروع النووي ـ ينفي وجوده أساساً ـ مقابل أربعة تنازلات من الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك إسرائيل. المطلب الأول: السماح للنظام بحفظ ماء وجهه، والادعاء بتحقيق نصر عظيم ضد أميركا وإسرائيل. وهذا بالضبط ما تفعله طهران حالياً، سواء في الداخل، أو بمساعدة دوائر مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، على مستوى العالم. المطلب الثاني: إلغاء جميع العقوبات المفروضة على إيران. المطلب الثالث: أن تتعهد الولايات المتحدة وحلفاؤها بعدم التفكير في أي خطط لتغيير النظام في إيران أو دعمها. ويعني ذلك قطع العلاقات مع العشرات من جماعات المعارضة الإيرانية. أما المطلب الرابع: وربما الأصعب على أي إدارة أميركية مجرد التفكير في قبوله، وهو الاعتراف بـ«حق الجمهورية الإسلامية» في تصدير نموذج حكمها، وقيمها الإسلامية، وحملتها من أجل «العدالة العالمية»، تماماً مثلما تسعى واشنطن إلى نشر قيمها الخاصة. بمعنى آخر، تقول طهران: دعونا نفعل ما نريد، ونعدكم بألا نصنع القنبلة التي لطالما قلنا إننا لا ننوي بناءها أصلاً. وقد جرى توصيل هذه الرسالة بشكل غير مباشر عبر مقابلة تكر كارلسون الحصرية مع الرئيس بزشكيان، حيث جاء فيها: نريد أن نتباهى بنصر عسكري كبير، وسنسمح لكم بادعاء نصر دبلوماسي كبير، من خلال العودة إلى طاولة المفاوضات. وشكل وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترمب، فترة استراحة داخل دراما دموية بدأت قبل ما يقارب نصف قرن. وخلال هذه الهدنة، هناك ثلاث ساعات زمنية تدق في الخلفية: الأولى: ساعة الحياة السياسية والبدنية للمرشد، ورغم تعرضها للاهتزاز، فإنها تبدو قابلة للاستمرار حتى الآن. الثانية: ساعة الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، التي قد تحوّل الرئيس ترمب إلى رئيس مشلول من دون صلاحيات فعلية، إذا نجحت أداة إيلون ماسك السياسية الجديدة في سلب الجمهوريين ستة مقاعد في الكونغرس، ومقعدين أو ثلاثة في مجلس الشيوخ. وفي الوقت ذاته، قد يتمكن خصوم بنيامين نتنياهو السياسيون الكثيرون في إسرائيل من الإطاحة به. لذلك، يرى المطلعون على بواطن الأمور في طهران أنه من الضروري تمديد الهدنة الحالية ـ ولو عبر التفاوض ـ إلى أن تتلاشى «السحابتان الكبيرتان» اللتان تتخذان شكل ترمب ونتنياهو، مثلما تتلاشى شبورة الصباح. الثالثة: ساعة الغضب الشعبي الزائد في إيران، ويرى كثير من الناس أن ما يمرون به هو فشل تاريخي، مصحوب بإذلال غير مسبوق ومعاناة يومية قاسية. ويبدو وقف إطلاق النار الحالي أقرب إلى فترة استراحة محفوفة بالمخاطر، في خضم حرب بدأت قبل ما يقارب نصف قرن، ولا يبدو أنها تقترب من نهايتها. موجز القول، كان هذا فحوى رسالة وكالة «تسنيم»، الناطقة باسم «الحرس الثوري»، الثلاثاء الماضي: «الوضع السياسي الحالي لا يقتصر على خيارين فقط: الصمود أو الاستسلام. ويكمن الجانب الثالث في تغيير المسار، الذي يعني منح العدو انتصاراً لم يحققه بالحرب».

تنوُّعات ومفاجآت.. في الأرشيف البريطاني
تنوُّعات ومفاجآت.. في الأرشيف البريطاني

العربية

time٢٣-٠٦-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العربية

تنوُّعات ومفاجآت.. في الأرشيف البريطاني

أستطيع القول إن قراءة المحتويات التي يضمها الأرشيف البريطاني تقدم شيئاً فريداً من الإثارة غير المتوقعة وتستحضر التساؤل عن ظروف هذه الوقائع التي تحكي عن سيرتها هذه الوثائق البريطانية. في عام 1965 كنت في ذلك الوقت مديراً لمكتب وزير الخارجية المرحوم الشيخ صباح الأحمد، وكان لي لقاء مع السفير البريطاني في الكويت، خلال مناسبة لإحدى السفارات، واتذكر كنا نتحدث عن نشاط منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت ومدى توافق هذا النشاط مع الدبلوماسية الكويتية ومدى قناعة الرأي العام الكويتي مع هذه النبرة الكويتية العالية في دعم القضية. كنت أوافق على طرحه بأن نغمة الكويت حول الملف الفلسطيني عالية جداً وأن هذه النغمة مع غياب الأمل بحلول سلمية مع حدة المفردات في بيانات الكويت تثير المخاوف ولا تتناغم مع مصالح الكويت العليا. كنا في دردشة غير رسمية، وبعد سنوات طويلة ووفق قاعدة رفع السرية عن بعض الوثائق في الأرشيف البريطاني، قرأت ما كتبه السفير البريطاني آنذاك عن تلك الدردشة التي قلت فيها للسفير وبأسلوب المبالغة، إني سأذهب بعيداً عن الكويت اذا استمرت المبالغة في هذا التبني للملف، وبعد مرور سنوات طويلة فوجئت بالشيخ صباح الأحمد يثير الموضوع مع لوم شديد. ورغم تلك الواقعة، تبقى هذه التقارير أبرز الوثائق للاستهداء بمحتواها وتوظيفها في حياكة الأحداث واعتبارها مصدرا جوهريا في تدوين الوقائع. ومن الملاحظات التي اكتشفتها فى هذا السجل الموثوق به أن التقارير البريطانية لا تترك شيئاً مهما كان هامشياً، فهي تسجل حديث الراوي ونغمة مفرداته وحجم الاعتماد عليه وكمية الثقة بالمتحدث. ومن المزايا التي لها أهمية تاريخية ما نجده في هذه الوثائق من نقد لنتائج لقاءات، سواء من المجموعة الأوروبية او مجموعة الكومنولث أو حتى الاجتماعات الثنائية التي تضم قيادات بريطانية وأمريكية، بعضها لا يُنشر أبداً، واذا ما تم النشر فيكون بعد نصف قرن من عمرها، وفق الاهمية والحساسية التي يحملها التقرير، وهما اللتان تتحكمان في الوقت المناسب لنشرها. وتبرز أهميتها من المعلومات التي تحملها، وفوق ذلك من التحليل عن شخصية المتحدث وسرد ما يقول مهما ابتعد عن موضوع المناقشة، وغير ذلك توجد في هذه التقارير بيانات عن شخصية الحاكم الجديد والمسؤول الذي يأخذ مكان القائد المتوفى، الذي يرثيه السفير، وتتضمن هذه البيانات تقييم السفير للحاكم القادم. وخلال اشرافي على اصدار كتاب عن حياة المرحوم الشيخ صباح السالم، ومن خلال قراءتي للتعليقات وقفت على تحليلات من المعتمد البريطاني في دبي يشيد فيها بالأهداف التي حملها أمير الكويت في مساعيه لتعميق الترابط وتداخل المصالح التي يدعو لها الأمير، فقد جاءت جوهر مساعي الأمير في تشجيعه للترابط في إطار وحدوي جامع، كما لم تخل متابعة المعتمد لنشاط بعثة الجامعة العربية الى الخليج من مخاوف تشوه السمعة البريطانية. ويمكن القول إن الأرشيف البريطاني يعكس المواقف البريطانية ويتخوف من تسلل النبرة العروبية والتآخي العربي والارتياح الذي توفره الجامعة العربية، كما عملت السلطات البريطانية على تطويق المنطقة بوجودها سياسياً وأمنياً وتجارياً وثقافياً، وشيدت جداراً سياسياً انعزالياً. ولم تحسب الدبلوماسية البريطانية احتمالات حدوث مفاجآت قد تصيب الدبلوماسية البريطانية وتدفعها الى طريق آخر. في عام 1966 أتذكر حضور المبعوث البريطاني الى الخليج متنقلاً بين الامارات والبحرين وقطر، وجاء الى الكويت لتأكيد البقاء البريطاني في المنطقة، وأن بريطانيا راضية عن الترتيبات المتبعة حول أمن الخليج، الأمر الذي زاد من الاطمئنان بتواصل الاستقرار ومتابعة مسيرة التطوير في مختلف جوانب الحياة. كانت حكومة العمال تتولى السلطة في بريطانيا، لكن هذا المبعوث الذي جاء مؤكداً بقاء بريطانيا يعود الى الخليج بعد شهرين معلناً الانسحاب البريطاني من الخليج، وبالطبع فقد كانت مفاجأة غير لائقة، وتوحي بالغش والاستخفاف، وخلقت مناخاً مزعجاً، دفع شاه إيران للتخطيط في تحمل مسؤولية أمن الخليج، وهو موضوع شائك وينقل المنطقة الى الانقسامات والترقب والشكوك. وأتذكر أن المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح أمير الكويت قام بزيارة الى طهران وواشنطن وطبعاً الى المملكة العربية السعودية لأجل التنسيق، كما أتذكر كيف وضعت كل من لندن وواشنطن ثقتهما في تولي الشاه مأمورية تـأمين الاستقرار في المنطقة وتطويقه بالدعم السياسي والعسكري بجميع انواع الاسلحة، بما فيها الأكثر فعالية والأحدث تكنولوجيا، وبثقة كاملة في أهلية النظام الايراني لتولي المسؤولية ودون تشاور مع المسؤولين في دول الخليج. ففي زيارة الشيخ صباح السالم الى واشنطن جدد الرئيس الامريكي جونسون بأن الثقة في الشاه وقدرته على المسؤولية هي البديل عن الانسحاب البريطاني، وكانت بريطانيا مؤمنة بنفس المنطق في تأكيد الثقة بزعامة الشاه للواقع الخليجي، قرأت هذه الوثائق عندما توليت الإشراف على إصدار كتاب «حياة الشيخ صباح السالم أمير الكويت 1965 - 1977»، وكنت أناقش التفاصيل مع الكاتب الانكليزي الذي اخترناه لإعداد الكتاب. كانت السياسة التي اتبعها رئيس وزراء بريطانيا هارولد ويلسون في الاعتماد على شاه إيران والانسحاب البريطاني من الخليج دون إبلاغ حكام المنطقة أمراً معيباً وغير مسبوق في الدبلوماسية البريطانية، وأضرت بالمصداقية البريطانية التي أمنت لحكومتها ثقة حكام الخليج. الحقيقة أن الأرشيف البريطاني لم يعمل على تأخير نشر الحقائق بعد سنوات وإنما احترم قواعد العمل ووضعها كما سجلتها أحداث المنطقة في ذلك الوقت وتم نشرها دون تأخير. أتحدث من لندن متابعاً ما جاء في الأرشيف، معتمداً على أحد الذين تعاملوا مع الوثائق، ومقتنعاً بأن ما اطلعت عليه يسهم كثيراً في محتوى الكتاب الذي آمل تسجيله عن دبلوماسية الشيخ صباح الأحمد ومساعيه في تأمين حرص عربي مكثف لتأمين سلامة الكويت، التي لم يكن لها بديل سوى العيش عبر هذا الحرص المكثف.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store