logo
"#غزة_تموت_جوعاً" يوثّق المجاعة في ظل الإبادة الإسرائيلية

"#غزة_تموت_جوعاً" يوثّق المجاعة في ظل الإبادة الإسرائيلية

العربي الجديدمنذ 2 أيام
شهد وسم "#غزة_تموت_جوعاً" تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، في صرخة أطلقها فلسطينيون من داخل
القطاع المحاصر
، توثّق الجوع الكارثي الذي ينهش أجساد المدنيين، في ظل حرب إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي.
وامتلأت منصات "إكس" و"فيسبوك" و"إنستغرام" بمنشورات مؤلمة ومقاطع مصوّرة تظهر أطفالاً ونساءً وشيوخاً يعانون الجوع والهزال وسط مشاهد الخراب، في وقت تتعالى فيه أصوات من داخل غزة وخارجها مطالِبةً بتدخّل عاجل لفتح المعابر والسماح بإدخال الغذاء.
ولم يعد في مقدور الفلسطينيين اليوم توفير الحدّ الأدنى من مقوّمات البقاء، إذ فقدت الغالبية الدقيق اللازم لصناعة الخبز، بينما ترتفع أسعار الكميات القليلة المتوفرة في السوق السوداء بشكلٍ لا يتيح للفلسطينيين الجائعين الحصول عليها.
ومنذ 2 مارس/آذار 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما سبّب تفشّيَ المجاعة داخل غزة.
أطفال على حافة الهلاك
في أحد المقاطع المتداولة، تظهر طفلة صغيرة تبكي أمام ركام منزل مدمّر وهي تقول: "يكفي الحديث عن الصبر وكأنّنا لسنا بشراً، نحن جوعى ومشتاقون للخبز وللحياة". وفي فيديو آخر، يسأل مصوّر طفلاً مصاباً عن حاله وهو على سرير في المستشفى، فيردّ والدموع تملأ عينيه: "جوعان".
وتُظهر صور أخرى أجساد أطفال هزيلة بارزة العظام، وشيوخاً لا يقوون على الوقوف من شدّة الوهن، فيما تصف سيدة حالها، وهي تنتظر أمام "تكية" (جمعية خيرية) للحصول على وجبة، قائلة: "اختنقنا من التنقّل من تكية إلى أخرى، نبحث عن لقمة خبز ولا نجد ما نأكله. ما هو ذنبنا؟!"
صرخات من داخل غزة
كتب الصحافي الفلسطيني أنس الشريف، عبر منصة إكس: "لا صوت يعلو الآن فوق صوت البطون الخاوية، ولا حديث يسبق صرخة الجوع في شوارع غزة"، مضيفاً: "الجوع أوجع الكبير قبل الصغير".
أما المحامي يحيى سهيل، فكتب على صفحته في "فيسبوك": "أنا أبكي على وضع الناس قبل وضعي. جوعانين يا عالم". وفي منشور آخر، أضاف: "الجوع ينهش الأرواح قبل الأجساد... ما أصعب شعور العجز والجوع والخذلان والقهر".
وكتب المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، عبر "تليغرام": "في غزة، لم يعد الطعام حقّاً، بل صار أمنية مؤجّلة، تتكرّر كل ليلة على شفاه الأمهات، وترتسم في عيون الأطفال الذين ينامون جياعاً يحتضنون الهواء بدل الحليب، ويحلمون برغيف خبز كما لو أنه كنز مفقود". وأضاف البرش في منشوره السبت: "في غزة، الجوع لا يقرع الأبواب، بل يسكن البيوت، ويأكل من أعمار الناس، ويطحن كرامتهم تحت وطأة النسيان العالمي".
وأكد أنّ الخبز بات "عملة نادرة في غزة"، بينما لا يشكّل
حليب الأطفال
المفقود غذاءً فحسب، بل "هو وعد بالحياة أجهضه الحصار، وصار حلماً مستحيلاً في فم طفل يحتضر على سرير الطوارئ".
إعلام وحريات
التحديثات الحية
مراسل التلفزيون الجزائري من غزة بلافتة.. "صحافي جائع يكتب عن جوعى"
الجوع كما رسمته الريشة
وفي تعبير فني موجع، نشر
رسام الكاريكاتير
كامل شرف رسمة لخريطة قطاع غزة وقد بدت كأنّها وعاء فارغ من الطعام، في إشارة إلى شحّ الغذاء وانعدام الأمن الغذائي الذي يضرب القطاع المحاصر.
ولم يقتصر التفاعل مع الوسم على الداخل الغزّي؛ إذ شارك نشطاء من مختلف الدول العربية والغربية في الحملة، داعين المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لفتح المعابر فوراً، والسماح بدخول الغذاء والدواء إلى من تبقّى من الفلسطينيين في غزة، الذين يعيشون واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.
تحذيرات من موت جماعي
وسبق أن حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من "احتمال تعرّض مئات الفلسطينيين المجوّعين للموت"، عقب تدفّق أعداد غير مسبوقة إلى المستشفيات بحالتي إعياء وإجهاد شديدين.
وقالت الوزارة في بيان الجمعة: "أعداد غير مسبوقة من المواطنين المجوّعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين". وأضافت: "مئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون ضحية للموت المحتم، نتيجة الجوع وتخطّي قدرة أجسادهم على الصمود".
وفي بيان لاحق صدر السبت، أكدت الوزارة أنّ القطاع يمرّ "بحالة مجاعة فعلية، تتجلّى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشّي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة".
ضحايا المجاعة في ازدياد
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الجمعة، أنّ عدد الأطفال الذين تُوفّوا بسبب
سوء التغذية
ارتفع إلى 69 طفلًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأضاف أنّ عدد الوفيات في صفوف الفلسطينيين بسبب نقص الغذاء والدواء ارتفع أيضاً إلى 620 شخصاً منذ التاريخ نفسه.
وأشار إلى أنّ 650 ألف طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية والجوع، فيما تواجه نحو 60 ألف سيدة حامل خطراً حقيقيّاً جراء انعدام الغذاء والرعاية الصحية اللازمة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشنّ إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلةً جميع النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وقد خلّفت هذه الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 199 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
(الأناضول)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لبيد يهاجم حكومة نتنياهو ويصفها بـ'العاجزة وغير الشرعية'- (تدوينة)
لبيد يهاجم حكومة نتنياهو ويصفها بـ'العاجزة وغير الشرعية'- (تدوينة)

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

لبيد يهاجم حكومة نتنياهو ويصفها بـ'العاجزة وغير الشرعية'- (تدوينة)

القدس: هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، الاثنين، حكومة بنيامين نتنياهو ووصفها بـ'غير الشرعية والعاجزة عن اتخاذ أي قرار'، في ظل تصاعد الضغوط لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة 'حماس'. وقال لبيد في منشور على منصة 'إكس': 'لدينا حكومة أقلية توقفت عن العمل، لا تستطيع تمرير قرار واحد، وفاقدة للشرعية'. وأعلن استعداده للاتفاق مع نتنياهو على صفقة لتبادل الأسرى، على أن يليها التوجه إلى انتخابات برلمانية، مشيرًا إلى استعداده لتقديم تنازلات من أجل ذلك. يأتي ذلك في سياق تصاعد الضغوط على نتنياهو من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة 'حماس'. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. تصريحات لبيد جاءت وسط احتجاجات متواصلة لعائلات الأسرى الإسرائيليين، الذين يطالبون بوقف الحرب بغزة وتحقيق صفقة لإعادة ذويهم. وتواصل عائلات الأسرى تنظيم فعاليات واحتجاجات للضغط على حكومة نتنياهو، في مسعى لدفعها نحو التوصل إلى اتفاق تبادل مع حركة 'حماس'. وعلى مدى نحو 20 شهرا، عقدت جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و'حماس'، لوقف الحرب وتبادل أسرى. وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين، الأول في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، والثاني في يناير/ كانون الثاني 2025. وتهرب نتنياهو – المطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم حرب – من استكمال الاتفاق الأخير، واستأنف حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. (الأناضول)

مقتل 27 شخصا وإصابة 171 إثر تحطم طائرة عسكرية بمدرسة في بنغلاديش- (صور)
مقتل 27 شخصا وإصابة 171 إثر تحطم طائرة عسكرية بمدرسة في بنغلاديش- (صور)

القدس العربي

timeمنذ 3 ساعات

  • القدس العربي

مقتل 27 شخصا وإصابة 171 إثر تحطم طائرة عسكرية بمدرسة في بنغلاديش- (صور)

دكا: تحطمت طائرة تدريب تابعة لسلاح الجو في بنغلاديش بمدرسة في العاصمة دكا بعد وقت قصير من إقلاعها بعد ظهر يوم الاثنين، ما أسفر عن مقتل الطيار و26 شخصا آخرين، معظمهم من الطلاب، بحسب ما أفاد به مسؤولون. وأدى الحادث إلى إصابة 171 شخصا آخرين، معظمهم من الطلاب، وتم إنقاذهم من مبنى المدرسة المكون من طابقين والمشتعل بالنيران، بحسب ما ذكره المسؤولون. وتم نقل المصابين، وكثير منهم يعانون من حروق، بواسطة طائرات مروحية وسيارات إسعاف، بل وحتى بين أذرع رجال الإطفاء والآباء. وكانت التقارير الأولية بعد الحادث قد أشارت إلى مقتل 20 شخصا، لكن خمسة منهم توفوا لاحقا متأثرين بجراحهم خلال الليل. وقال الأطباء مساء الاثنين إن حالة نحو عشرين مصابا لا تزال حرجة. وقضى العديد من الأقارب ليلتهم في مستشفى متخصص بعلاج الحروق بانتظار العثور على جثث ذويهم. وأعلنت الحكومة أن اليوم الثلاثاء يوم حداد وطني، حيث سيتم تنكيس الأعلام في جميع أنحاء البلاد. وقال الجيش إن الطائرة أقلعت من قاعدة 'إيه كيه خاندكار' الجوية في حي كورميتولا بالعاصمة دكا في الساعة 01:06 من مساء الإثنين بالتوقيت المحلي، وأنها تحطمت بعد ذلك بوقت قصير، حيث اندلعت فيها النيران على الفور. وذكرت التقارير أن الطائرة 'تعرضت لخلل فني'، مشيرة إلى أن لجنة رفيعة المستوى تابعة لسلاح الجو ستجري تحقيقا لتحديد السبب. يذكر أن هذا هو أخطر حادث تحطم طائرة تشهده العاصمة البنغلاديشية في الآونة الأخيرة. وتعهد القائم بأعمال رئيس الوزراء في بنغلاديش، محمد يونس، بفتح تحقيق، وأعرب عن حزنه العميق إزاء 'الحادث المفجع'، واصفا إياه بأنه 'لحظة حزن وطني عميق'. كما أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن صدمته وحزنه، وقال في منشور عبر منصة إكس: 'قلوبنا مع العائلات المفجوعة… تقف الهند متضامنة مع بنغلاديش ومستعدة لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة الممكنة'. (أ ب)

6 أشهر من متاعب دونالد ترامب: خسارات متزايدة داخل قاعدته الجماهيرية
6 أشهر من متاعب دونالد ترامب: خسارات متزايدة داخل قاعدته الجماهيرية

العربي الجديد

timeمنذ 10 ساعات

  • العربي الجديد

6 أشهر من متاعب دونالد ترامب: خسارات متزايدة داخل قاعدته الجماهيرية

مضى نصف عام على رئاسة دونالد ترامب الثانية في الولايات المتحدة تبدو فيها حسابات الربح والخسارة دقيقة جداً، بين "الإنجازات" و"التخريب" المتواصل. وبينما كان ترامب في ولايته الأولى (2017 – 2021)، مهجوساً منذ اليوم الأول بالولاية الثانية، فإنه يتحرّر اليوم، نظرياً، من عبء "القاعدة"، رغم شائعات الرغبة بولاية ثالثة. وعوضاً عن أن تشكل الستة أشهر الماضية فرصة لتقريب ترامب من قاعدته أو توسيعها، فإن هذه القاعدة بدأت بالتذمّر والتمرّد على سياسات الرئيس الأميركي، الذي يواصل "المكابرة"، من جهته، مردداً في الإعلام أن هذه القاعدة "لن تبتعد عنه مهما فعل". ابتعاد ماسك وإرباك "ماغا" مع فتح ملف رجل الأعمال جيفري إبستين الذي انتحر في سجنه في عام 2019 بعد الحكم عليه في قضية المتاجرة الجنسية بالفتيات القاصرات، تزداد متاعب دونالد ترامب الذي قيل إنّ اسمه ورد في تحقيقات القضية من باب علاقته مع المتهم. وكان مالك منصة إكس وشركة تسلا، إيلون ماسك، الذي عيّنه ترامب مسؤولاً عن إدارة الكفاءة الحكومية، إثر عودته للبيت الأبيض، أول من أشار إلى هذه العلاقة، بعدما ساءت علاقة ماسك بالرئيس، وترك الإدارة في مايو/أيار الماضي. مناوشات ترامب وماسك، أثّرت أيضاً على مزاج الأميركيين، وما زاد من إرباك البيت الأبيض، أن شريحة واسعة من قاعدة تيار ترامب المعروف باسم "ماغا" (لنجعل أميركا عظيمة مجدّداً)، تطالب بإلحاح بالكشف عن محاضر ومداولات هيئة المحلّفين بالقضية، فيما ارتفع الخلاف بين وزيرة العدل بام بوندي، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، حول المحاضر. الإجراءات السلطوية للرئيس الأميركي تربك الدائرة المقربة منه وتدفع بعض الحلفاء إلى التخلي عنه ويجري الحديث عن "تمرد" قوي ضدّ ترامب داخل تيار "ماغا"، على خلفية قضية إبستين، وقضايا أخرى، من بينها الحرب التجارية. وقد تكون قضية إبستين، الشعرة التي قصمت ظهر البعير بين ترامب وجزء من قاعدته، التي وجدت أنه لم يفِ بوعود كثيرة تتعلّق بمحاربة "الدولة العميقة". وترتبط القضية بنظرية لدى هذه القاعدة مفادها بأن "النخبة" غالباً ما تبتزّ النظام، وأن إبستين لم ينتحر، بل قُتل داخل زنزانته لإخفاء لائحة بأسماء النافذين المتورطين في قضيته، فيما نكث ترامب بوعده بالكشف عن وثائق القضية، خصوصاً أن إبستين وجد ميتاً في زنزانته خلال ولاية ترامب الأولى. طلاب وشباب التحديثات الحية هجوم ترامب على التعليم... جمهوريون مستاؤون وتشكّل "ماغا" عصب قوة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية والسياسية، وكانت لارا لومر، الناشطة والمؤثرة في الحركة، قد دعت إلى تعيين محقق خاص في القضية، علماً أن لومر نجحت سابقاً في التأثير على ترامب، لطرد مسؤولين في فريقه للأمن القومي ، بعد فضيحة تطبيق سيغنال، حين تشارك هؤلاء، بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسيث ومستشار الأمن القومي السابق (والمطرود) مايكل والتز، بتبادل رسائل أمنية وعسكرية حسّاسة على التطبيق، وأدخلوا اسم صحافي فيها عن طريق الخطأ. ويرفض ترامب الانصياع لرغبات "ماغا"، وبات أكثر توجهاً للتفرد في قراراته، والتخلي عن سياسة الاعتماد على المستشارين التي انتهجها خلال ولايته الأولى. ولم يعيّن ترامب بعد، مستشاراً للأمن القومي، خلفاً لوالتز، الذي كلّف مهامه بالإنابة لوزير الخارجية ماركو روبيو. وروبيو، من الجناح الصقوري داخل الحزب، المؤيد لانتهاج سياسات عدوانية تجاه الخصوم في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية والصين. ويبدو التباعد أيضاً واضحاً بين هذا التيار وتيار "ماغا"، إذ تجاهر كتلة من الجناح المحافظ المحسوب على هذا التيار باعتراضاتها على سياسات ترامب المتعلقة بحروب الخارج، وبالتحديد في الشرق الأوسط. ومن بين رموزها نخب نافذة وقفت وعملت مع ترامب في إدارته الأولى، كما في حملته الانتخابية الأخيرة، مثل ستيف بانون وتاكر كارلسون. هذه الرموز، لها جمهور واسع في صفوف تيار الرئيس، وتعتمد خطاب الترويج لسياسة الانكفاء والتخلي عن الالتزامات الخارجية، حتّى تجاه إسرائيل، ويتخطى دورها المحوري حدود الولايات المتحدة، إذ إنّ أجندتها تشمل المساهمة في تقدم تيار اليمين المتطرف في كل أنحاء العالم، وخصوصاً في أوروبا. في مؤتمر عام في ولاية فلوريدا الأسبوع الماضي لأنصار هذا التوجه المتنامي في أوساط اليمين الجمهوري، طالب كارلسون الذي كان مقرباً جداً من ترامب، بضرورة "سحب الجنسية الأميركية" من الأميركيين اليهود الذين يقاتلون مع الجيش الإسرائيلي، بحجة "عدم جواز ازدواجية الولاء الوطني"، وهو خطاب يهدّد تماسك الحزب الجمهوري، في وقت يتحضر فيه الحزب لانتخابات نصفية العام المقبل، عادة ما يخسر فيها حزب الرئيس. ورغم ميله لاتخاذ القرارات بنفسه واعتماد النهج السلطوي، يخسر ترامب الكثير من رصيده الداخلي بسبب السياسات الخارجية، بعدما فشل في إقناع روسيا بوقف حربها على أوكرانيا، وشَنّ هجوماً أميركياً على إيران، ويواصل دعم إسرائيل في حرب الإبادة في غزة. وبينما كان الحديث يدور حول ثلاثة تيارات داخل الحزب الجمهوري؛ "المنعزلون" و"صقور الحرب" و"الوسطيون"، يخدم ترامب، في أجندته الخارجية، التيار الثاني، الذي للمفارقة، ابتعد الكثير من وجوهه عن ترامب، في ولايته الثانية، أمثال جون بولتون ومايك بومبيو، فيما الفريق الحالي، مثل نائبه جي دي فانس، يميل للانكفاء، أو توجيه التركيز نحو الصين، كما يرغب وزير الدفاع بيت هيغسيث. ورأى معهد بروكينغز، في تقرير له نشره في 23 يونيو/حزيران الماضي، أي قبل يوم واحد من إعلان وقف النار بين إسرائيل وإيران، أن هناك ثلاثة تيارات داخل الجمهوريين المختلفين حول السياسة الخارجية: "المؤمنون بالتفوق الأميركي" الداعمون للحروب، و"الواقعيون" الذين يريدون التركيز على الأولويات، وهي مواجهة الصين، و"المنكفئون"، الذين لا يرى المركز أن ترامب واحد منهم، لأنه "شعبوي" أكثر منه "أيديولوجياً"، ويمكن أن يضع نفسه في خانة رابعة وهي خانة "عاقد الصفقات"، ما جعله يعتمد خلال الأشهر الستة الأولى من ولايته، أكثر على المبعوثين من أصدقائه، الذين يعمل معظمهم في قطاع الأعمال، أمثال ستيف ويتكوف وتوم برّاك. حصاد المحكمة العليا لمصلحة دونالد ترامب إذا كانت خيارات دونالد ترامب قد جعلت العديد من الحلفاء والداعمين يبتعدون عنه، فإن المحكمة العليا الأميركية، بقضاتها الستة المحافظين (من أصل تسعة)، الذين عيّن منهم ترامب ثلاثة خلال ولايته الأولى، في موقع لا تحسد عليه، لتنظر في قرارات ترامب، التي قد تأخذ البلاد نحو توجهات متعارضة بشدّة مع روحية الدستور الأميركي، لا سيّما في ما يتعلّق برغبته في إنهاء "حقّ الجنسية بالولادة"، أو مسألة الحرّيات العامة التي كشفت حرب الإبادة في غزة الكثير من عيوبها أميركياً، إذا ما مسّت الحليف الأول لواشنطن. المحكمة العليا مؤيدة صلبة لترامب عندما يتعلّق الأمر بتوسيع الصلاحيات التنفيذية... والمراسيم التنفيذية أبرز أدواته لتحقيق سياساته وبحسب تقرير لشبكة "أي بي سي"، نشر في 7 يوليو/تموز الحالي، فإنّ المحكمة العليا الأميركية مؤيدة صلبة لترامب، عندما يتعلّق الأمر بتوسيع الصلاحيات التنفيذية. وأوضح موقع الشبكة، في تقريره، أن قرارات المحكمة، بعد مراجعتها 56 قضية في دورة عملها الأخيرة، مالت كثيراً لخدمة مصلحة دونالد ترامب والجانب المحافظ، بحسب إروين شيميرسكي، الخبير الدستوري، وعميد كلية الحقوق في جامعة بيركلي. وتحديداً، فرضت المحكمة قيوداً دراماتيكية، وفق "آي بي سي"، على قدرة القضاة الفيدراليين على مراقبة السلطة الرئاسية وفرض تدقيق عليها، وذلك بعدما منحت المحكمة، العام الماضي، حصانة جزئية لترامب، من الملاحقة القضائية بصفته رئيساً سابقاً، وذلك على خلفية قضية اقتحام أنصار ترامب الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني 2021. واعتُبر قرار المحكمة حينها، سابقة تاريخية ، وانتصاراً سياسياً لترامب. ومنح قضاةُ المحكمة الستة المحافظون، موافقتهم أيضاً، على حملة طرد الموظفين الواسعة من الإدارات الفيدرالية، كما منحت المحكمة ترامب حتى الآن الضوء الأخضر في المضي قدماً بسياسة إبعاد المتحوّلين جنسياً من الخدمة العسكرية، لكن المحكمة لم تذهب بعد أكثر من ذلك في مسألة تقييد ترامب حقّ المواطنة بالولادة، رغم إصدارها في 27 يونيو الماضي، قراراً يقضي بتقييد سلطة القضاء الفيدرالي في وقف تنفيذ الأوامر التنفيذية الصادرة عن الرئيس، ما جعل فريقه يتأمل تطبيق ذلك على تقييد حق الجنسية، لا سيّما للمولودين داخل البلاد من أبوين مهاجرَين غير شرعيَين. واحتفل دونالد ترامب أول من أمس، بمرور ستة أشهر على ولايته الثانية، واصفاً الولايات المتحدة بأنها "الأكثر جاذبية"، و"الأكثر احتراماً في العالم". وفي منشور له على منصته "تروث سوشال"، أكد ترامب أن ولايته الثانية "تُعتبر واحدة من أكثر الفترات أهمية في تاريخ ولاية أي رئيس"، وأضاف: "بعبارة أخرى، أنجزنا الكثير من الأمور الجيّدة والعظيمة، بما في ذلك إنهاء العديد من الحروب التي تخوضها دول لا تربطنا بها سوى علاقات تجارية أو، في بعض الحالات، صداقة"، في إشارة خصوصاً إلى تفاخره بأنه وراء وقف القتال الذي استمر أياماً معدودة بين القوتَين النوويتَين في آسيا، الهند وباكستان، في مايو الماضي (كما تمكّنت واشنطن من تسهيل وقف للنار بين الكونغو الديمقراطية وحركة 23 مارس المتمرّدة)، وتابع: "ستة أشهر ليست فترة طويلة لإحياء دولة كبرى بالكامل. قبل عام كان بلدنا ميتاً، دون أمل تقريباً في الانتعاش. واليوم، الولايات المتحدة هي الأكثر جاذبية والأكثر احتراماً في أي مكان في العالم. عيد ذكرى سعيد"، كما قال ترامب في منشور آخر، إن تأييده بين الجمهوريين وفق استطلاعات الرأي يتخطى 80%. ووضع استطلاع جديد للرأي أجرته شبكة سي بي أس، ومركز "يوغوف"، ونشرت نتائجه أول من أمس الأحد، التأييد لترامب عند 42%، في تراجع عن 45% كان حظي بها في يونيو الماضي، باستطلاع سابق للشبكة والمركز. وفي استطلاع أجرته "نيويورك تايمز" أخيراً، حصل ترامب على تأييد 44%، و45% في استطلاع ثالث لـ"ريل كلير بوليتيكس". وفي استطلاع "سي بي أس"، فإن التأييد لسياسات ترامب المتعلقة بالهجرة، في إشارة إلى حملة ترحيل المهاجرين غير النظاميين الواسعة التي أطلقها مع عودته إلى البيت الأبيض، تراجع من 66% في فبراير/شباط الماضي إلى 56% اليوم. وبحسب "سي بي أس"، فإن معظم الأميركيين يريدون اليوم أن يركّز الرئيس على أسعار السلع والمواد الأساسية. وعلى صعيد أجندته المحلية، حقّق دونالد ترامب خلال هذه المدة، ولو بشقّ الأنفاس، بعض وعوده الرئيسية أثناء حملته الانتخابية الثالثة، فمرّر مشروع خفض الضرائب والإنفاق العام في مجلسَي النواب والشيوخ وإن بصوت واحد في "الشيوخ"، علماً أن حزبه الجمهوري يملك الأغلبية في المجلسَين، لكن بعض هذه الأغلبية تمرّد عليه في اقتطاعاته للبرامج الاجتماعية، كذلك حقّق ترامب ضبطاً للحدود مع المكسيك ومنع المتسلّلين إلى الأراضي الأميركية بصورة غير مشروعة، ولو أن أساليب تطبيق هذه السياسة أثارت اعتراضات حتى من جانب جناح من الجمهوريين. بالإضافة إلى ذلك، أزاح الرئيس الأميركي الكثير من سياسات سلفه جو بايدن، كالتي تتعلق بالضوابط المالية وغيرها، عن طريق صلاحياته بإصدار المراسيم التنفيذية، لإحداث تغييرات هامة في التوجهات والتنظيمات الإجرائية. وقد نجح في ترجمة عزمه على توسيع الصلاحيات التنفيذية للبيت الأبيض، وبعضها كان على حساب الصلاحيات التي يتمتع بها الكونغرس بموجب الدستور. وبدا كلّ ذلك، تطبيقاً لبعض أفكار "مشروع 2025"، الذي تنصّل منه ترامب خلال حملته، وهو عبارة عن مبادرة سياسية محافظة، أعدّتها مؤسّسة "هيريتيج" المحافظة، لإعادة هيكلة الحكم، وساهم فيها باحثون مؤيدون لترامب ومسؤولون سابقون في إدارته، وتهدف إلى إحداث تغييرات واسعة النطاق في جميع جوانب السلطة، وعلى رأسها إعادة هيكلة الحكومة الفيدرالية، لتنفيذ أجندة اليمين المتطرّف. ومن بين ذلك، ما يجري اليوم، من حملة تطهير في الإدارات الحكومية. تحليلات التحديثات الحية حسابات الأرباح والخسائر بعد 6 أشهر على رئاسة ترامب الثانية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store