logo
كالكاليست: تسونامي دبلوماسي يضرب الصناعة الإسرائيلية

كالكاليست: تسونامي دبلوماسي يضرب الصناعة الإسرائيلية

الجزيرةمنذ 4 أيام
رصدت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية المختصة بالاقتصاد ما وصفته بـ" تسونامي دبلوماسي" يهدد الاقتصاد الإسرائيلي في صميمه، ويُنذر بتداعيات جسيمة على قطاعي الصناعة والتكنولوجيا، لا سيما في الأسواق الأوروبية.
وبحسب الصحيفة، فإن الحرب المستمرة على غزة منذ 22 شهرا، والأزمة الإنسانية العميقة الناتجة عنها، دفعت بإسرائيل إلى حافة "النبذ الدولي"، وسط مؤشرات ملموسة على خسائر تجارية فعلية ومقاطعة متزايدة في ميادين التمويل، والبحث، والتسليح.
وأكدت كالكاليست أن الصورة تتغير بسرعة مقلقة، وأن تحذيرات أوروبية من فرض عقوبات على إسرائيل باتت أكثر جدية، مشيرة إلى أن تل أبيب تقترب من دخول "نادي الدول المنبوذة"، وهو ما بدأ ينعكس فعليا على شركاتها الكبرى من خلال رفض العقود، وإقصاء العروض، وتزايد العداء العلني في مراكز القرار.
عقود تلغى.. وهوية إسرائيل تُخفى
ويقول مدير عام إحدى الشركات الصناعية الكبرى في إسرائيل للصحيفة إنه خسر مؤخرا مناقصة بملايين الدولارات مع دولة أوروبية رغم وصوله إلى المرحلة النهائية.
ورأى أن "الرفض لم يكن مهنيا بقدر ما كان سياسيا"، وقال: "الرفض جاء مباشرة بعد إعلان تلك الدولة نيتها تقييد تجارتها مع إسرائيل، وهذا يثير الريبة".
وفي حالة أخرى، تمكنت شركته من إنقاذ صفقة في دولة أوروبية ثانية فقط بعد الالتزام بـ"السرية التامة" وإخفاء الهوية الإسرائيلية للمنتج.
وأضاف: "أعطيت المشروع اسما مشفرا وسننتج من دون أن يُعرف أن مصدره إسرائيل"، بحسب ما نقله تقرير كالكاليست.
تراجع حاد في الحضور والطلب
وتصف الصحيفة الوضع بأنه غير مسبوق حتى بمعايير الأزمات السابقة التي مرت بها إسرائيل. فوفقا لمدير شركة سلاح إسرائيلية تعمل في أوروبا منذ سنوات طويلة، فإن "الاتفاقيات تتأجل، والقرارات تُؤجل عمدا، والزبائن يفضلون الانتظار حتى نهاية القصة في غزة"، مضيفا: "الكل يتهرب، ويؤجل، ويتفادى اتخاذ قرارات توقيع العقود معنا، خشية ردود فعل الرأي العام الداخلي".
وبحسب المصدر ذاته فإن الحضور الإسرائيلي في المعارض الدفاعية الدولية بات خافتا، وتراجعت زيارات الوفود الأجنبية المهتمة بالشراء، وقال للصحيفة: "حتى المعارض صارت فارغة مقارنة بالسنوات الماضية".
نجاح إسرائيلي عسكري يُمحى بغطاء صور غزة
ورغم أن صادرات السلاح الإسرائيلية بلغت عام 2024 رقما قياسيا وصل 14.8 مليار دولار، منها 54% نحو السوق الأوروبي، إلا أن هذا الزخم مهدد بالتآكل.
ويشير مصدر أمني إسرائيلي إلى أن الأوروبيين يتعاملون بازدواجية واضحة، قائلا لـ"كالكاليست": عندما يتعلق الأمر بأنظمة دفاع جوي، حيث نتميز، تُخفف الحساسية تجاه معاناة غزة. أما في المجالات ذات التنافس العالي، فيُفضلون إظهار الضمير".
ويضيف مسؤول دفاعي آخر في حديثه للصحيفة أنه بعد العملية في إيران"انهالت علينا الطلبات من أوروبا، لكن بعد صور الجوع والدمار في غزة، تراجع كل شيء. الكل يقول لنا: ننتظر، لسنا مستعدين الآن".
ترامب يضغط… وماكرون يناور
وفي موازاة ذلك، يشهد السوق الأمني الأوروبي سباق نفوذ شرس. ففي قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي نهاية يونيو/حزيران الماضي، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قادة الدول الأعضاء رفع ميزانيات الدفاع إلى 5% من الناتج المحلي خلال العقد المقبل.
وتؤكد كالكاليست أن ترامب يأمل أن يذهب القسم الأكبر من مئات المليارات المتوقعة إلى الصناعات الأميركية.
في المقابل، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتقوية الصناعات الدفاعية الفرنسية، ومن بين أدواته -كما توضح كالكاليست- منع مشاركة الشركات الإسرائيلية في معارض السلاح في فرنسا خلال العامين الأخيرين.
الحكومة الإسرائيلية "منفصلة عن الواقع"
وفيما تتسارع الأحداث، لا يبدو أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو ، تُولي اهتماما جديا لما يجري. فالصحيفة تنتقد بشدة انشغاله بمحاولات إقالة المستشارة القضائية للحكومة، وترتيب إعفاء المتدينين من التجنيد، في وقت "ماتت فيه الحرب عسكريا لكنها تُبقي ائتلافه السياسي على قيد الحياة"، بحسب التعبير الحرفي لتقرير كالكاليست.
وتضيف الصحيفة أن إسرائيل، تحت حكم نتنياهو، أصبحت قريبة من "تطبيع التسونامي الدبلوماسي"، معتبرة أن الحكومة تتعامل مع الانهيار السياسي المتسارع ببرود مريب، بينما "تصريحات وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش -من الدعوة إلى محو غزة، إلى أحلام التوسع الاستيطاني فيها- تُعقد وضع إسرائيل أمام القانون الدولي أكثر فأكثر".
حتى ألمانيا بدأت تنفض يدها
وحتى برلين -الحليف الأوثق تاريخيا- لم تسلم من التوتر، بعدما وصف بن غفير موقف ألمانيا بأنه "عودة لدعم النازية بعد 80 عاما من المحرقة"، وذلك ردا على نية ألمانيا الانضمام لمجموعة الدول الأوروبية التي تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين ، وفق ما نقلته كالكاليست.
وتشير الصحيفة إلى أن الانتقادات الأوروبية لا تقتصر على السياسة فقط، بل تمتد إلى طريقة تعامل إسرائيل مع الإعلام. فقد منع الجيش الإسرائيلي دخول صحفيين أجانب إلى غزة، وطلب من طواقم التصوير الغربية، المرافقة للطائرات التي تلقي مساعدات إنسانية، "عدم توثيق حجم الدمار الواسع في القطاع"، وفق ما أفادت به كالكاليست.
الصناعيون.. الأزمة تتضخم يوميا
رئيس اتحاد الصناعيين في إسرائيل، رون تومر، يلخص الأزمة قائلا للصحيفة: "نواجه موجة عداء مضاعفة ضد إسرائيل، مضاعفة بمفعول الستيرويد. إذا كنت أتلقى مكالمتين أسبوعيا من مصدرين يشتكون من أوروبا، الآن تصلني 3 يوميا، والعدد بازدياد".
وانتقد تومر الوزراء الذين يطلقون تصريحات نارية من دون إدراك لتبعاتها، قائلا: "بعدما أعلنوا أنه لن يدخل حبة قمح إلى غزة، اضطررنا لإلقاء المساعدات من الجو، فجمعنا الخزي مرتين: لم نمنع الجوع، وخسرنا صورتنا الإنسانية".
عزلة في آسيا.. الفلبين نموذجا
الضرر لا يقتصر على أوروبا، ففي آسيا، ورغم زيارة وزير الاقتصاد نير بركات للفلبين مؤخرا، تشير كالكاليست إلى استمرار أزمة ثقة مع مانيلا.
إعلان
فقد سبق أن كشفت الصحيفة عن تعليق عقود تسليح جديدة بسبب تأخر في تسليم معدات إسرائيلية، نتيجة أولوية احتياجات الجيش الإسرائيلي في غزة، ما أغضب الفلبينيين الذين ربطوا استئناف العلاقات بإعلان إسرائيل دعمها لسيادة الفلبين في بحر جنوب الصين.
وفي صفقة دفاعية كبرى تتنافس فيها شركة إسرائيلية، تؤكد كالكاليست أن "شركة فرنسية باتت الأقرب للفوز بها"، بينما لم تُطرح الأزمة حتى على طاولة النقاش خلال زيارة بركات، بحسب تأكيد مكتبه للصحيفة.
وفي ختام التقرير، تنقل كالكاليست تحذيرا واضحا: الأسواق التي تفقدها إسرائيل اليوم، قد لا تستعيدها حتى بعد وقف الحرب. فالتآكل لا يضرب فقط الصفقات والمؤتمرات، بل الثقة نفسها، والعودة إلى "روتين الأعمال" بعد هذه العاصفة قد تكون مستحيلة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إدانات بمجلس الأمن لخطة احتلال غزة ودعوات لوقف المجاعة
إدانات بمجلس الأمن لخطة احتلال غزة ودعوات لوقف المجاعة

الجزيرة

timeمنذ 42 دقائق

  • الجزيرة

إدانات بمجلس الأمن لخطة احتلال غزة ودعوات لوقف المجاعة

حذر عدد من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي اليوم الأحد من مغبة إقدام إسرائيل على تنفيذ خطة احتلال قطاع غزة ، في ظل معارضة دولية واسعة وتحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية الهائلة في القطاع الذي يتعرض لإبادة جماعية مستمرة منذ قرابة عامين. وعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا بطلب من المملكة المتحدة والدانمارك وفرنسا واليونان وسلوفينيا، وبدعم روسيا والصين والصومال والجزائر وباكستان لمناقشة إعلان الاحتلال الإسرائيلي نيته احتلال غزة وتهجير سكانها إلى مخيمات. وجدد مندوب الجزائر الدائم بالأمم المتحدة عمار بن جامع، رفض بلاده لقرار إسرائيل احتلال كامل قطاع غزة، قائلا إن ذلك يوضح أن قتل الجيش الإسرائيلي 18 ألف طفل فلسطيني بالقطاع ليس كافيا ضمن قائمة جرائمهم. وأكد بن جامع -في كلمة لمندوب الجزائر خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن- إدانة الجزائر بأشد العبارة قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) تشريد كامل سكان مدينة غزة وشمالها وفرض سيطرة كاملة على القطاع. وقال إنه بعد 22 شهرا من التهجير والتجويع والتطهير العرقي، فإن العملية المقررة لن تقوم فقط بزيادة الخراب بل ستقضي على كامل ما تبقى في غزة، مؤكدا أن غزة تواجه الجحيم، وهي بين أيدي قوة محتلة تهدد السلم والأمن الدوليين. بدوره، قال جيمس كاريوكي نائب المندوبة البريطانية في المجلس -في مستهل الاجتماع- إن التصعيد الإسرائيلي الحالي في غزة سيدفع نحو مليون شخص إلى النزوح. ووصف نائب المندوبة البريطانية قرار إسرائيل بتوسيع عمليتها العسكرية بالخاطئ، داعيا إياها لإعادة النظر فورا في القرار. وأضاف أن المساعدات المجزأة غير مناسبة، وأن على إسرائيل رفع القيود عن المساعدات لغزة، مؤكدا أنه لا يجوز لها منع المنظمات الإنسانية من العمل بغزة عبر إجراءات تعسفية. إعلان من جانبه، أدان نائب المندوب الفرنسي في مجلس الأمن دارماد هيكاري بشدة خطة إسرائيل لتوسيع عملياتها للسيطرة على مدينة غزة. وأضاف: نذكر بمعارضتنا الشديدة لأي خطة لاحتلال قطاع غزة وضمه واستيطانه أو تهجير سكانه قسريا. وطالب إسرائيل بفتح جميع معابر غزة بشكل عاجل للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية وأن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. أما نائب مندوب روسيا بمجلس الأمن، فقال إن الشعب اليهودي الذي واجه الهولوكوست يحاصر الآن الفلسطينيين في غيتو ويسعى لتدميرهم. وأكد المسؤول الروسي، أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، ذرف دموع التماسيح على مصير الأسرى، وهو يعلم أن قرار حكومته لن يعيدهم أحياء، وإنه كان يريد تعاطف أعضاء مجلس الأمن ليتواصل قتل الفلسطينيين. من جانبها، قالت دوروثي شيا القائمة بأعمال المندوبة الأميركية في مجلس الأمن، إن إسرائيل لم تقرر مواصلة حملتها العسكرية من فراغ ولكن بعد أشهر من تعنت حماس. وأكدت أن لإسرائيل حق تحديد ما هو ضروري لأمنها ولها الحق في اتخاذ التدابير المناسبة لإنهاء ما وصفته بتهديد حماس. وقالت إن مجلس الأمن محتاج لتحميل حماس المسؤولية الكاملة، في حين أن اجتماعه اليوم يقوض هذا الجهد حسب قولها. دعوة فلسطينية للتحرك هذا وقد دعت فلسطين، الأحد، إلى تحرك فعلي لوقف الإبادة في قطاع غزة، وعدم الاكتفاء بالشعور بالذنب بينما إسرائيل تسعى لاحتلال كامل القطاع لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة. جاء ذلك في كلمة المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، خلال الجلسة الطارئة لمجلس بشأن خطة إسرائيل لاحتلال كامل قطاع غزة. وقال منصور في كلمته "يجب أن لا نكتفي بالشعور بالذنب والعار وعلينا التحرك الآن لإيقاف الإبادة الجماعية، مذكرا بأن إسرائيل "تقتل فلسطين في غزة وهذا هو هدفها وتسعى لتعزيز سيطرتها على غزة لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة". ويأتي اجتماع مجلس الأمن اليوم، بعد أيام من تصديق المجلس الإسرائيلي الأمني المصغر على مخطط لاحتلال مدينة غزة وإقامة إدارة بديلة فيها. تحذير أممي كما حذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة الأحد من أن خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة قد تتسبب بـ"كارثة جديدة" مع تداعيات تتجاوز القطاع المحاصر والمدمّر. وقال ميروسلاف جينكا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الامن الدولي "إذا تم تنفيذ هذه الخطط، فقد تؤدي الى كارثة جديدة في غزة، تتردد أصداؤها في أنحاء المنطقة، وتتسبب بمزيد من النزوح القسري وعمليات القتل والدمار". وقبل الاجتماع، قال سفير سلوفينيا لدى الأمم المتحدة سامويل زبوغار متحدثا باسم الأعضاء الأوروبيين الخمسة في مجلس الأمن إن "هذا القرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية لن يكفل عودة الرهائن وقد يعرض حياتهم لخطر متزايد". وأضاف أن القرار "سيزيد الوضع الإنساني الكارثي في غزة سوءا، وسيزيد خطر الموت والنزوح الجماعي لدى المدنيين الفلسطينيين". وفجر الجمعة، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر الكابينت خطة تبدأ باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية. ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع، التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

الإعلام الحكومي بغزة: المساعدات التي دخلت القطاع لا تكفي إلا 3% فقط
الإعلام الحكومي بغزة: المساعدات التي دخلت القطاع لا تكفي إلا 3% فقط

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

الإعلام الحكومي بغزة: المساعدات التي دخلت القطاع لا تكفي إلا 3% فقط

كشف مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة عن أن حجم المساعدات الفعلية التي تصل إلى المواطنين في قطاع غزة لا يتجاوز 3% من الاحتياجات اليومية لنحو 2.4 مليون نسمة، بينهم أكثر من مليون طفل فلسطيني، رغم تعهدات الاحتلال الإسرائيلي بفتح المعابر منذ 27 يوليو/تموز الماضي. وفي تصريحات للجزيرة نت، قال الثوابتة إن مستشفيات غزة ما زالت تسجل وفيات يومية جراء المجاعة ونقص الغذاء، وكان آخرها 5 ضحايا -بينهم طفلان- خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة الضحايا بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 217 شهيدا، بينهم 100 طفل، في مشهد يعكس عمق المأساة واستمرار سياسة الحصار والتجويع التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية. حجم المساعدات الحقيقي وعن العدد الحقيقي للشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية التي تدخل فعلا قطاع غزة، أشار مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إلى أن 1210 شاحنات مساعدة فقط هي التي دخلت غزة خلال 14 يوما، من أصل 8400 شاحنة مفترضة، أي ما يعادل 14% من الاحتياجات الفعلية. وأضاف أن معظم هذه الشاحنات تعرضت للنهب والسطو في ظل فوضى أمنية يفتعلها الاحتلال ضمن سياسة ممنهجة لما سماه "هندسة التجويع والفوضى" بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني. وأكد الثوابتة أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استخدام هذا الوضع كأداة للضغط السياسي وتصفية القضية الفلسطينية عبر فرض شروطه الميدانية والإنسانية على السكان المحاصرين. ويشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا متواصلا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أدت العمليات العسكرية وسياسات الإغلاق الممنهج إلى انهيار منظومة توزيع المساعدات الإنسانية، وسط تحذيرات متصاعدة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بشأن خطر المجاعة والموت جوعا الذي يتهدد الأطفال والنساء في المناطق المنكوبة. إنزال جوي بلا قيمة وتطرق المسؤول الحكومي في غزة إلى آلية توزيع المساعدات عبر إنزالها من الجو، وبيّن أن هذه العمليات لم تعد فقط بلا جدوى، بل أضحت خطيرة على حياة المجوعين. إعلان ويفسر ذلك بقوله إنه منذ بدء الحرب تسببت الإنزالات الجوية وحدها في استشهاد 23 فلسطينيا وإصابة 124 آخرين. مبينا أن معظم صناديق المساعدات تسقط في مناطق يسيطر عليها الاحتلال أو في أحياء تم تفريغها قسريا من سكانها، مما يعرّض المدنيين للاستهداف المباشر. كما أوضح الثوابتة أن "عمليات الإنزال الجوي التي حدثت العام الماضي أدت إلى غرق 13 فلسطينيا بعد سقوط المساعدات في البحر"، مطالبا بوقف هذه الإنزالات الجوية "الدعائية" التي يريد منها الاحتلال تلميع صورته والتغطية على سياساته بمنع دخول الإمدادات الأساسية عبر المعابر البرية. جرائم متواصلة ودان مسؤول الإعلام الحكومي في غزة استمرار الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مجددا دعوات سبق أن أطلقها للأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للتحرك العاجل والجدي لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات بلا قيود، خاصة الغذاء وحليب الأطفال والأدوية، بالإضافة إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين. وتؤكد بيانات وزارة الصحة في غزة استمرار نزيف الضحايا، فقد تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الحرب 61 ألفا، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 153 ألف جريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود. في حين تحذر الأمم المتحدة من أن 87% من مساحة القطاع باتت إما تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر أو أمرت قوات الاحتلال بإخلائها، مما يضاعف أزمة الغذاء ويعمّق الكارثة الصحية. ويتوازى كل ذلك مع مخطط بدأه جيش الاحتلال لتوسيع سيطرته على غزة، وذلك بعد أن أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة "تدريجية" لاحتلال القطاع بأكمله وتهجير سكانه نحو الجنوب، وقد بدأ بالفعل فرض أوامر إخلاء جديدة بأحياء ومخيمات في شمال القطاع ووسطه وشرقه.

نتنياهو ينكر الإبادة والمجاعة بغزة ويتهم الإعلام العالمي بالكذب
نتنياهو ينكر الإبادة والمجاعة بغزة ويتهم الإعلام العالمي بالكذب

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

نتنياهو ينكر الإبادة والمجاعة بغزة ويتهم الإعلام العالمي بالكذب

كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب – إنكاره للإبادة و المجاعة في قطاع غزة ، متهما الإعلام العالمي بالكذب ونشر صور مزيفة، كما أنكر سعيه لاحتلال قطاع غزة وذلك بعد موجة إدانات عربية وعالمية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده نتنياهو، اليوم الأحد، "لتفنيد الأكاذيب ضد إسرائيل"، حسب قوله، حيث تنصل من المسؤولية عن القتل والتجويع واتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بنهب المساعدات كما اتهم الأمم المتحدة برفض توزيع مساعدات دخلت عبر معبر كرم أبو سالم ، وهو ما تنفيه حماس والأمم المتحدة. ومع انتشار صور المجاعة والأطفال الذين يموتون بين أذرع أمهاتهم في وسائل الإعلام العالمية، قال نتنياهو إن "الإعلام العالمي يتناقل ما تنشره حماس من أكاذيب"، كما عرض مجموعة من هذه الصور وفوقها كلمة "مزيف". وتابع قائلا "أفكر برفع دعوى على صحيفة نيويورك تايمز لنشرها صورا مزيفة بشأن غزة". وفيما يتعلق بالخطة الإسرائيلية الجديدة التي أقرها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) الجمعة الماضية لاحتلال قطاع غزة تدريجيا، قال نتنياهو إنه لا يمكنه إعطاء جدول زمني أو تفاصيل دقيقة بشأن العمليات المقبلة، لكنه يفضل "مدى زمنيا سريعا". وأوضح أن إسرائيل تسعى "لإكمال المهمة" بعدما رفضت حماس إلقاء السلاح، وأن الهدف هو "إنشاء إدارة مدنية غير إسرائيلية في غزة لا تقودها حماس ولا السلطة الفلسطينية". وادعى نتنياهو أن حماس لم يبق لها إلا معقلان في القطاع، هما مدينة غزة ومخيمات المنطقة الوسطى، وقال إن الجيش الإسرائيلي سيسعى للقضاء عليهما، وذلك رغم استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية في مختلف أنحاء القطاع. وأضاف "إذا تمكنا من النجاح في الحرب بهزيمة حماس فهناك جهات مرشحة لأن تحل مكانها وستكون سلطة انتقالية". ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 153 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store