في الحوار العربي الأفريقي
وهذا يذكرنا بما أورده الشيخ الأزهري المرحوم محمد أبو زهرة في ستينيات القرن الماضي، حيث ذكر أن انتشار العربية والإسلام في القارة الأفريقية كان بتأثير وجهود ثلاث فئات: الرحالة العرب المسلمون، التجار العرب المسلمون، ودعاة الأزهر الشريف الذين كانوا يُوزَّعون في مختلف مناطق القارة. لقد أثرت هذه الفئات في السكان الأفارقة بسلوكهم ومعاملاتهم معهم بالسلام والصدق والقدوة الحسنة.
بدأ الاهتمام بموضوع العلاقات العربية الأفريقية في منتصف القرن الماضي تقريبًا، حيث بدأت الدول الأفريقية تحصل على استقلالها عن الدول الأوروبية التي وظفت التبشير لأغراض استعمارية استثمارية من طرف واحد.
وعُقدت ثلاثة أو أربعة اجتماعات خلال الخمسين سنة الماضية بين مؤسستي الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، بدأت باهتمام وانتهت بدون جدوى.
ويُعزى فشل أو خيبة الأمل في هذه اللقاءات إلى عوامل عدة، لعل أهمها:
قوة التنافس الدولي على الساحة الأفريقية، حيث هيمنت الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وكان الطرف العربي أقل جاهزية وتأهيلًا لهذا التنافس.
تضارب المصالح لبعض الدول بين الطرفين، فكان الدعم الأقوى للدول الأفريقية، ويُعتبر سد النهضة نموذجًا لذلك التضارب.
نقل الخلافات العربية - العربية إلى الساحة الأفريقية، كقضية الصحراء مثلاً، مما أوجد مشاعر الإحباط لدى الأفارقة وأضعف التفاوض.
أخيرًا، كان ضعف الاهتمام المتبادل واضحًا في العلاقات، وكانت القطيعة نتيجتها الطبيعية.
وإذا ما أُريد إحياء تلك العلاقة، فإن الطريق الوحيد هو الثقافة العربية، كما كانت البداية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 30 دقائق
- عمون
وزيرة التنمية: القطاع التطوعي شريك أساسي للوزارة
عمون - قالت وزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى، إن القطاع التطوعي شريك أساسي للوزارة، ويضطلع بتقديم خدمات أساسية تخدم الفئات الاجتماعية الأكثر حاجة، والأولى بالحماية والرعاية، مؤكدة استمرار الوزارة في سعيها لتمكين الجمعيات الخيرية، بما يخدم استدامة برامجها وخدماتها. جاء ذلك خلال زيارة ميدانية، اليوم الخميس، لجمعية أهالي وأصدقاء الأشخاص ذوي الإعاقة في العاصمة عمان، حيث اطلعت خلالها على الخدمات التي تقدمها الجمعية. وأكدت بني مصطفى أن الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة تأتي في إطار الجهود الوطنية الحثيثة التي تهدف إلى الاستثمار في قدراتهم وإدماجهم وتهيئتهم للعيش المستقل والاعتماد على الذات، ما يعزز فرصهم للولوج إلى سوق العمل، ويسهم في تحقيق أهداف التنمية. وأشارت إلى أن الجمعية من الجمعيات الرائدة التي تقدم خدماتها للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، والتي تشمل المهارات الحياتية والتأهيل والتدريب والتوعية والإرشاد. وأضافت بني مصطفى، أن الوزارة تتطلع إلى تطوير الخدمات التي تقدمها الجمعية، من خلال تطوير خدماتها في مجال التدخل مبكر، لخدمة فئة الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم في مجال العلاج الوظيفي والطبيعي والنطقي والتأهيل المجتمعي، ما يسهم في إدماجهم، وتمكين الجمعية من الاستمرار في برامجها. من جهتها، استعرضت رئيسة الجمعية رهام عميش، أبرز الخدمات والبرامج التي تقدمها الجمعية لفئة الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرة إلى دور الوزارة في تمكين قطاع الجمعيات، والنهوض بدوره المأمول في خدمة المجتمع المحلي.

عمون
منذ 30 دقائق
- عمون
الأردن ومصر وحماس وتصريحات نتنياهو!!
قلت في المقال السابق إن ما تقوم به إسرائيل في غزة هو اقتناص لفرصة هيأتها لها أحداث السابع من أكتوبر قبل ما يقارب عامين، واعتبرتها الحكومة الإسرائيلية المستندة إلى الرواية الصهيونية فرصة ثمينة لوضع لبنة جديدة من لبنات مشروعها التاريخي، ليس فقط في فلسطين، بل أيضا في أجزاء من المنطقة العربية. وأمس، يؤكد نتنياهو هذا عندما قال إنه يعيش ضمن حلم رؤية إسرائيل الكبرى، ليس فقط على أرض فلسطين التاريخية، ولكن ضمن دول عربية عديدة تشمل أجزاء من الأردن ومصر وسوريا ولبنان والسعودية ناهيك عن قرار الوزير سمورتج بالإعلان اليوم عن إطلاق الإستيطان في المنطقةE1، وهذا يؤكد، كما أشرت سابقًا، أن الحركة الصهيونية تمضي ببرنامج طويل الأمد لتنفيذ الحلم بإقامة إسرائيل الكبرى على حساب الشعوب والدول. وربما بعد هذه التصريحات والقرارات ينتبه العالم إلى أن إسرائيل لم تعد تهدد أمن المنطقة فقط، بل أمن العالم، وتريد أن تشعل النار في الشرق الأوسط لتحقيق ما ترغب به لقيام مشروعها المدمر، وهذا يستدعي من الدول العربية أن تجابه التصرفات الإسرائيلية المستندة إلى الروايات التاريخية المزيفة بموقف موحد، مرتكز على فكرة أن هذا الكيان تجاوز في عدائه وشروره كل أمر كان يخطر على بال أي محلل أو سياسي أو مراقب. اليوم، إسرائيل تعيش في أعلى درجات نشوتها وهي ترى أنها تحقق النصر، حسب رؤيتها، على كافة جبهات أعدائها، وأن الطريق بات معبّدًا أمامها للسيطرة على كل من حولها جغرافيًا واقتصاديًا، في ضوء دعم لها من قبل قوى عديدة في العالم ما زالت ترى أنها دولة حضارية وسط بحر من ظلمات التخلف، وأن الإسرائيليين لا يريدون سوى الحياة بأمان!! على مقطع آخر، إستقبلت القاهرة قبل يومين وفدًا من قيادة حماس في الخارج بعد غضب القاهرة من تصريحات قادة حماس ضدها ومطالبتها فتح المعابر مع غزة من جهتها، وهذا يعني زج الجيش المصري بمواجهة ليس فقط مع إسرائيل بل مع حلفائها في الغرب ، هل سيرتاح ساعتها هؤلاء المحرضون؟!! لذلك من حق القاهرة أن تغضب، بعد كل الجهد الذي بذلته منذ ما يقارب العامين على طريق محاولة وقف إطلاق النار في غزة لحماية الأشقاء هناك، لكن الاستعلاء من قبل قيادة حماس في الخارج دائمًا يأتي في إطار نكران الجميل. هؤلاء أنفسهم أساؤوا للأردن أكثر من مرة، وحرضوا الأردنيين على النزول إلى الشارع خارج إطار القانون، وتمادوا عندما حرضوهم على محاولة اقتحام الحدود مع فلسطين المحتلة، وشككوا في كثير من الأحيان بمواقف الأردن رغم ما قدمه ويقدمه على طريق الوقوف إلى جانب الأشقاء في غزة وفي كل فلسطين عبر العقود الطويلة، ولم يبادروا يومًا أو حتى يحاولوا الإعتذار للأردن بأي شكل، بل مستمرون في التحريض والتشكيك، والأمر على الواقع لا يعني الأردن ، لأنه تاريخيًا وفي تعامله مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لا يلتفت إلى هذه المواقف والحسابات، ويتعامل مع قضايا الشعب الفلسطيني، ومع سلطة فلسطينية معترف بها دوليًا، مع ما لها وما عليها، ويعتبرها العالم أنها تمثل الفلسطينيين، وهذا ربما يكون أحد الأسباب التي تغيظ الكثير ممن يريدون العمل في القضية الفلسطينية على أسس تنظيمية وحزبية. تناسى هؤلاء فضل عمّان عليهم، وعلى حركتهم منذ تأسيسها في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، عندما سمحت لهم بأن يكون مقر مكتبهم السياسي فيها، في ظروف سياسية معقدة في المنطقة، ليمارسوا عملهم بكل حرية وأمان، وما زالت حادثة محاولة اغتيال خالد مشعل وموقف المغفور له بإذن الله تعالى الحسين بن طلال ماثلة في الأذهان، حيث وقف الراحل بوجه إسرائيل بكل صرامة وحزم آنذاك، وتحمّل الأردن ضغوطات جبارة في سبيل منعهم من مزاولة نشاطاتهم، بل وإخراجهم من البلاد، لكنه ظل ثابتًا على موقفه بالسماح لهم بالبقاء والعمل في عمّان، إلى أن دقّت ساعة الحقيقة وثبت أن هذا المكتب انحرف عن مساره السياسي وأصبح وجوده خطرًا على الأمن الوطني الأردني، فكان القرار بإنهاء عمله وإغلاقه، واختار بذلك التاريخ القادة الذين كانوا موجودين في الأردن المغادرة، لكن الخيوط الإنسانية ظلت حاضرة، وسمح الأردن أكثر من مرة لبعض هؤلاء بالقدوم لدواعٍ إنسانية، ولم يمنعهم أبدًا من ذلك. وينسى هؤلاء وغيرهم، أن الأردن منذ عقود طويلة يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المكلوم، ودفع على هذا الطريق تضحيات كبيرة ومؤلمة، وهل أنبل من أن يضحي ملك بدمه في سبيل فلسطين كما فعل الملك الشهيد عبدالله الأول، وقدّم الأردن أيضًا رموزا وطنية على هذه الطريق، وآلاف الشهداء، ، وهذه قبور عسكر الجيش العربي الأردني تملآن عرضًا في فلسطين وطولها.. لا أريد أن أبحر في التاريخ أكثر، فصفحات كتاب الأردن في هذا كثيرة ومتراكمة، ومنذ أن آلت الراية إلى الملك عبدالله الثاني حمل ملف فلسطين على عاتقه، ويكاد يكون الوحيد الذي ظل يخاطب العالم على مدار عقدين، ويحثه على إنصاف الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال، وتمكينه من قيام دولته كباقي شعوب الأرض، ولم يكل يومًا عن الاستمرار بهذا النهج من على كل المنابر الدولية، ومئات اللقاءات مع زعماء العالم لتحقيق هذا المراد. واليوم، نرى ترجمة حاضرة على الواقع بفتح الطريق واسعًا أمام تحقيق هذا الهدف، فالكثير من عواصم العالم ما زالت كل يوم تعلن عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستطاع الملك، بتحركاته المكثفة المتراكمة في الإنجاز، أن يجعل إسرائيل اليوم محصورة في الزاوية، وتكاد تكون وحيدة في مواجهة العالم، ومنذ انفجار الاعتداء الإسرائيلي على غزة، اشتد هجوم الأردن الدبلوماسي على إسرائيل، وبيّن للعالم أن ما يقوله هو الصحيح، وهو الطريق الأسلم لإنقاذ أمن المنطقة وأرواح أبنائها، وأن كل مشاكل المنطقة ناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، حتى في وقت ما وضعنا أيدينا على صدورنا خوفًا على مصالح البلاد الوطنية مع العالم، الذي يسيطر على مساحات كثيرة منه اللوبي الصهيوني. واليوم، يأتي من ينظر إلى غزة وما يجري بها من خلف الشاشات والغرف المرفهة، مثله مثل الملايين الذين يراقبون الصورة عن بُعد، ليزاود على موقف الأردن ويحاول التحريض، ولا يتوقف ليفكر لحظة واحدة في الاعتذار، فماذا يفسر ذلك غير الإصرار على الموقف المشين ونكران الجميل؟ ولكن، كما أشرت، الفلسطينيون في غزة وكل فلسطين يعرفون ويفهمون معنى المواقف الأردنية النبيلة تجاههم وتجاه قضيتهم، ويعلمون جيدًا أن الأردنيين وقيادتهم عندما يضحون من أجل فلسطين، يفعلون ذلك تحت عنوان عقائدي وقومي لا يمكن التخلي عنه... الأردن ومصر لم يأخذا قرار الحرب حتى يتحملا وحدهما وزر النتائج، فيكفي مزاودات وعنتريات من خلف الميكروفونات البعيدة عن فلسطين آلاف الكيلومترات.

سرايا الإخبارية
منذ 30 دقائق
- سرايا الإخبارية
مصدر مسؤول يعلق على لقاء الجماعة المحظورة باربد: اجتماع سنوي تنظيمي بغطاء اجتماعي غُير موقعه أكثر من مرة
سرايا - ذكر مصدر مسؤول أن هنالك محاولات للتحايل وتضليل الرأي العام من قبل نواب ومحامين لا يريدون أن يفكوا علاقتهم التنظيمية مع الجماعة المحظورة. وبين المصدر أن بعضهم أخذ يتلاعب بالكلمات والعبارات أمام الرأي العام، حتى بات أمرهم مستغرباً في أسلوب التذاكي والاستغفال الذي يعتمدونه، مؤكداً أنه ستتم ملاحقة أصحاب هذه التعليقات وفقاً للقانون بعد دفاعهم عن جماعة محظورة. وأشار المصدر إلى أن بعض هؤلاء المدافعين والمروجين للجماعة المحظورة يحاول تسطيح موضوع الاجتماع التنظيمي الذي عقد في مدينة إربد لعناصر لا تريد أن تتخلى عن علاقتها بالجماعة المحظورة، إذ بزعمهم أن الفعالية عُقدت لغايات "تهنئة بالتوجيهي" وآخرون قالوا إنها "وليمة طعام لمصلي المسجد القريب". وأفاد بأن هذا تخبط بيّنٌ ومحاولة تبرير عقد الاجتماع وتصوير أن الأجهزة تداهم منزلاً فيه عشاء فقط، مع أن موقع الاجتماع تبدل أكثر من مرة قبل أن يستقر على الموقع الأخير، واتخذت المناسبة الاجتماعيّة لصاحب المنزل غطاء لعقده. وهو ما تحققت منها السلطات بالاعترافات والأدلة وعليه جرى فتح قضية من قبل المدعي العام بخلاف ما كان يروج المروجون بأنه لا توجد قضية وأن المتهمين أفرج عنهم. نعم أخلي سبيلهم على ذمة القضية وليس لأنه لا توجد قضية. ولفت إلى أن التناقض في الروايات من قبل المدافعين عن المجتمعين، هو ذات التخبط الذي عاشه الموقوفون في الاعترافات أمام الضابطة العدلية حول سبب اجتماعهم والتي تنوعت وتعددت، فيما اعترف من بينهم أنه "لقاء سنوي". وأوضح المصدر أن أي عقد لاجتماعات تنظيمية تحت مظلة مناسبات اجتماعية ستتم ملاحقتها، ولن ينطلي على أجهزة الدولة هذا التحايل، ولن يتم التساهل بأي نشاط خاص بالجماعة المحظورة. وختم حديثه بالقول "لقد خبر الجميع جيداً هذا التلاعب والخداع وتبادل الأدوار الذي قد مورس وامتد لسنوات، كنا نرى كيف لشخص أن يتحدث باسم جماعة وحزب في تداخل يقصد منه التهرب من المسؤولية والتشتيت، وهو أمر قد انقضى وما عاد يُسمح به مطلقاً".