
هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل مهنة الطب؟
منذ انتشار الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة والعالم يموج بالتوقعات الخيالية والنبوءات اللامعقولة؛ فمع رواج المنافع والمكاسب والتسهيلات التي تنشأ عن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في شتى الميادين، دبت الحماسة في قلوب كثيرين من مادحي الذكاء الاصطناعي.
وهكذا صارت تصدر ذات اليمين وذات الشمال خطابات ومقالات تتنبأ باستبدال الذكاء الاصطناعي بمهن ونشاطات تقليدية راسخة، وتتوقع حلول الذكاء الاصطناعي محل كثيرين من أصحاب الخبرات والكفاءات عالية القيمة وصعبة المنال.
وفي المقابل، راح فريق يتخوف من هذا الغزو التقاني غير المسبوق، ويتحسر على ما يتوقع أن يفقده من مكان ومكانة. وآخرون وقفوا في ذلك بين السماطين، لا يميلون إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، منتهجين المنهج الوسطي، وسائرين وفق المذهب الذي يقول إن الذكاء الاصطناعي مهما بلغ من شأو وشأن، فليس له أن يحل محل الإنسان صاحب الخبرة المتينة والكفاءة العالية، والراسخ في العلم رسوخًا لا ريب فيه ولا تثريب عليه.
من كان يتخيل أن مهنة الطب سيطولها تهديد الذكاء الاصطناعي وأن حماها سيصبح عرضة للاستباحة من قبل تطبيقات حاسوبية ورقمية تقدم نفسها كبدائل عن واحدة من أنبل المهن في تاريخ البشرية ومن أكثرها حصولًا على الإجلال والتقدير والتبجيل؟
إعلان
من كان يتخيل أن يقرأ المقالات التي تتنبأ بأن مهنة الطب ستزول وأن الأطباء سيُستغنى عنهم كليًّا لصالح تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي من المفترض والمزعوم أنها ستتولى تشخيص الأمراض ومداواتها، وتقديم الرعاية الطبية للمحتاجين إليها من بني البشر.
وقد ذهب بعض المؤثرين وأصحاب الرأي في أيامنا هذه إلى تحذير النشء والشباب من مغبة الإقدام على دراسة الطب؛ فهؤلاء المؤثرون وأصحاب الرأي، من الذين يحظون بجمهور عريض من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكدون أن مهنة الطب زائلة لا محالة، وأن الذكاء الاصطناعي سيحل محلها بشكل شبه كلي. وعليه، فليوفر اليافعون والشباب جهودهم وليكفوا عن الاغترار، وليمتنعوا عن الإقبال على دخول كليات الطب، وليجهضوا أحلامهم بأن يكونوا أطباء المستقبل.
نظرة تاريخية
في العصور التاريخية الموغلة في القدم، مرت مهنة الطب بمراحل كانت فيها تحت تأثير الأساطير والطلاسم والتعاويذ، وكانت الخرافة هي الناظمة للممارسات الطبية التي يتولى أمرها العرافون والعرافات والكهنة والكاهنات.
وبعد نشوء الحضارات القديمة الكبرى وحصول قفزة في العمران والتمدن البشري، بدأت مهنة الطب تخضع للمبادئ العلمية التجريبية وراحت تطرح عنها النظرة الأسطورية الخرافية وتأثير الميثولوجيا، وراحت تقترب أكثر فأكثر من الأسس العلمية السليمة القائمة على دراسة العلوم وعلى الملاحظات التجريبية.
وقد كانت كل من الحضارة المصرية القديمة، وحضارة بلاد ما بين النهرين، والحضارة الإغريقية، مهدًا للتطورات الأولى في ممارسة مهنة الطب بشكل علمي محض، يبتعد عن الخرافات والأساطير وتأثير الكهنة والسحرة، ويقترب من الأسس والأصول العلمية. وصار الأطباء علماء بامتياز، يتطلب موقعهم التحصل على علوم واسعة، والتبحر فيها والتمكن منها، بغية ممارسة مهنتهم بشكل ماهر وفعال.
وفي القرون الوسطى برز دور الأطباء المسلمين الموسوعيين، من أمثال ابن سينا والرازي وابن النفيس وأبي القاسم الزهراوي، وغيرهم كثيرون ممن أسهموا في تطوير العلوم الطبية وتبحروا فيها، حتى صاروا المراجع والنماذج والأمثلة المحتذى بها، لا بل الأساتذة للعالم بأسره في الطب.
كان دور الحضارة الإسلامية أساسيًّا ومحوريًّا في تثبيت الدعائم العلمية للطب، وفي إرساء الأسس التجريبية والتطبيقية السليمة التي يقوم عليها بنيان الطب برمته. وظلت أوروبا عالة على المؤلفات الطبية الإسلامية التي سُطِّرت باللسان العربي إلى عصور متقدمة في الأزمنة الحديثة.
وجاءت النهضة الأوروبية الحديثة، ومعها الثورات العلمية والصناعية والاجتماعية والسياسية؛ وتغير وجه الكرة الأرضية إلى الأبد مع الاستكشافات الجغرافية العظيمة، والاكتشافات العلمية المذهلة، والاختراعات المدهشة في شتى المجالات.
وشمل هذا كله ميادين الطب والجراحة، حتى وصلنا في أيامنا هذه إلى درجات رائعة من التطور في التشخيصات والعلاجات، وفي الرعاية الطبية المقدمة لبني البشر. فوُضعت التقانة تحت تصرف الطب، وصار الأطباء والمرضى يتمتعون بترسانة هائلة من الأدوات والوسائل التشخيصية والعلاجية والرعائية، وتشعبت اختصاصات الطب وميادينه، واطّردت فروعه في الازدياد، حتى وصلنا إلى درجة هائلة من التقدم ما كانت لتخطر على بال.
الأمر ليس مجرد عملية جافة لا روح فيها، ولا بروتوكولات طبية علمية يتم اتباعها والعمل بها.. الأمر أعمق من ذلك بكثير وأشمل، إنه احتواء واحتضان وتفهم وإيثار وإنشاء علاقة روحانية، ليس بالمعنى الديني والتعبدي، وإنما بالمعنى الإنساني البحت
علاقة الطبيب بالمريض
وإذا سمحنا لأنفسنا بأن نجتهد لنحاول أن نجد السمة الرئيسة لمهنة الطب عبر العصور كافة، وفي الحضارات المختلفة في كل بقاع الأرض، لوصلنا إلى نتيجة مفادها أن علاقة الطبيب بالمريض هي الركن الأساسي لمهنة الطب، وحجر الزاوية الذي عليه يرتكز كل بنيان مهنة الطب؛ فالثقة بين الطبيب والمريض الذي يطلب الرعاية الطبية هي السمة الغالبة على مهنة الطب على تنوع الأزمنة والأمكنة، واختلاف الأدوات والوسائل، وتخلف العلوم الطبية أو تقدمها.
فهذه العلاقة المحورية يتجاوز دورها التشخيص والعلاج المستند إلى مرتكزات حسية مستقاة من العلوم الطبية، إلى خلق حالة نفسية تكاد تكون روحانية في حالاتها المثلى، بحيث يسلّم المريض شؤون صحته وأسراره الحميمة إلى طبيب يوليه الثقة والإجلال. وهذا له دور كبير جدًّا في توفير المناخ الشفائي اللازم لنجاح التدخلات السريرية والجراحية، التي يقوم بها الطبيب على مريضه.
فالأمر ليس مجرد عملية جافة لا روح فيها، ولا مجرد مجموعة بروتوكولات طبية علمية يتم اتباعها والعمل بها.. الأمر أعمق من ذلك بكثير وأشمل، إنه احتواء واحتضان وتفهم وإيثار وإنشاء علاقة روحانية، ليس بالمعنى الديني والتعبدي، وإنما بالمعنى الإنساني البحت، الذي يساهم أيما إسهام في نجاح التشخيصات والعلاجات، وفي توفير البيئة المثلى للمريض في لحظات ضعفه الناتجة عن أمراض وأوجاع ألمت به.
ولا يمكن لمهنة الطب أن تصل إلى مبتغاها بغير هذا الركن الأساسي الذي هو علاقة الطبيب بالمريض، التي لا يُستغنى عنها مهما تطورت العلوم والممارسات الطبية.
ولا بد للمريض أن يثق بطبيبه ثقة لا يرقى إليها الشك، ولا تشوبها أي ريبة، وهذا أمر لا مناص منه لكي يصل الطرفان إلى النتائج المرجوة. فإذا فُقدت الثقة بين المريض وطبيبه، يصير الوصول إلى نتائج مرضية أمرًا عسيرًا صعبًا؛ فشخص الطبيب وحضوره واحتضانه لمرضاه.. كلها أمور غير مرئية وغير حسية، لها بالغ الأثر في التزام المريض بالتعليمات الطبية، وفي الوصول إلى وضع نفسي ومعنوي ممتاز، يعزز من فرص التعافي والإبلال من الأسقام والأدواء.
وتكتسب علاقة الطبيب بالمريض بُعدًا إضافيًّا وأهمية مضاعفة في بعض الاختصاصات الطبية، مثل الطب النفسي وطب الشيخوخة وطب الأطفال.. في هذه الاختصاصات، يجب أن يحوز الطبيب مهارات نفسية تجعله يكسب ثقة مرضاه وثقة أوليائهم.
إعلان
وإذا ما قارنّا هذه الاختصاصات باختصاصات أخرى كالجراحة والطوارئ، التي يتكون قوامها من جراحات وعمليات، نجد أن المهارات التواصلية والخطابية والكلامية للطبيب النفساني -مثلًا- هي حجر الزاوية التي يستند إليه في مهنته.
لا الذكاء الاصطناعي ولا غيره من الوسائل والاختراعات، مهما بلغت من التطور المذهل، تستطيع أن تحل محل علاقة الطبيب بالمريض؛ وبالتالي فإن مستقبل الطب بخير، ولا مبرر لما يخشاه الأطباء
الذكاء الاصطناعي طبيبًا؟
لقد اقتحم الذكاء الاصطناعي بعض الميادين والاختصاصات الطبية، وصار له دور في مساعدة الأطباء، لكن الحاجة إلى الأطباء لا تزال ضرورية ولا غنى عنها. إلا أن التنبؤات والتوقعات لا تزال تتوالى بشأن حلول الذكاء الاصطناعي كبديل للأطباء؛ فهل لنا أن نصدّق أن هذا ممكن؟ وهل لنا أن نعتبر أن هذا الأمر سيصبح واقعًا لا مناص منه؟ وهل لنا أن ننصح اليافعين والشباب بألا يُقبلوا على دراسة الطب لأنه أضحى مهنة لا مستقبل لها؟
نحن لا ننكر الدور الكبير والمتعاظم للذكاء الاصطناعي في الطب، سواء في التشخيص أو في العلاجات، أو في تحليل البيانات وتخزين المعلومات والربط بينها، وهذا لا ريب أنه يوفر الجهد الكبير على الطبيب في حالات غير قليلة. لكننا نطرح سؤالًا مشروعًا وبديهيًّا: هل سيستطيع الذكاء الاصطناعي أن يلعب دور علاقة الطبيب بالمريض بشكل فعال وبكفاءة عالية؟
ومحاولتنا لاستنباط جواب عن هذا السؤال توصل إلى قناعة تقول إن هذا الأمر صعب جدًّا، لا بل مستحيل. فلا الذكاء الاصطناعي ولا غيره من الوسائل والاختراعات، مهما بلغت من التطور المذهل، تستطيع أن تحل محل علاقة الطبيب بالمريض؛ وبالتالي فإن مستقبل الطب بخير، ولا مبرر لما يخشاه الأطباء من فقدان لوظائهم وانتفاء الحاجة إليهم في المستقبل.
فمهنة الطب هي مهنة إنسانية بامتياز، تتطلب مهارات نفسية وكلامية وتواصلية لا يستطيع أن يحوزها أي تطبيق متطور مذهل في قدراته.
هي مهنة الإنسان للإنسان، فلا مكان للذكاء الاصطناعي في هذا الميدان الإنساني البحت، وكل أولئك المبشرين بغزو الذكاء الاصطناعي لهذا الميدان غزوًا يسقط فرسانه ويعطلهم إلى الأبد، كلهم ينطلقون من عدم معرفة بأساسيات مهنة الطب، ويدلون بدلوهم في ميدان لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
وهنا لا ننكر أن الذكاء الاصطناعي -شأنه في ذلك شأن الملايين من الاختراعات والاكتشافات المذهلة في تاريخ البشرية- قد جاء ليبقى؛ وفي ميدان الطب بالذات لن يكون هناك أي مجال للاستغناء عنه بعد اليوم. ونعترف بأن الذكاء الاصطناعي يقدم خدمات جليلة وتسهيلات جمة للأطباء والمرضى على حد سواء؛ لكن أن يذهب المرء بعيدًا في التحليل والتأويل والتنبؤ، فيدّعي أن الذكاء الاصطناعي سيكون نطاسي المستقبل القريب، وأن على الأطباء أن يبحثوا لهم عن وظيفة أخرى، فإن هذا من الهراء الذي لا قيمة له.
لا يوجد من يخضع للمساءلة القانونية والأخلاقية في الطب إلا الأطباء أنفسهم، ولن يستطيع أي برنامج أو تطبيق ذكاء اصطناعي -مهما بلغ من كمال- أن يحل محل الأطباء في هذا الميدان. لذلك، سيظل وجود الأطباء ضرورة أخلاقية وقانونية
المسؤولية الأخلاقية والقانونية
يذكر التاريخ أن شريعة حمورابي، التي ظهرت في عراق ما قبل الميلاد، قد أتت على ذكر الأطباء ولم تغفلهم من تشريعاتها، وقد حمّلتهم مسؤولية ما يقومون به من أنشطة وأعمال حيال مرضاهم، وسنّت عقوبات للأطباء المهملين والمقصرين والجاهلين، الذين يجلبون الضرر لمرضاهم ويتسببون بالأعطاب لهم.
ولا تغفل دساتير وتشريعات معظم دول العالم في أيامنا هذه عن هذا الأمر؛ فقد نشأ اختصاص في الحقوق يتناول مهنة الطب، ويشرّع كافة المناحي والمجالات والعلاقات المتعلقة بها، ويحمّل المسؤولية للمنوط بهم حملها، ويؤكد عدم التنصل منها. وأضحت بعض الدول في العالم اليوم -مثل الولايات المتحدة الأميركية- مرتعًا خصبًا للدعاوى القضائية المقدمة ضد الأطباء، بتوجيه التهم المختلفة إليهم ابتغاء محاسبتهم، والمطالبة بتعويضات مادية ومعنوية بسبب أخطاء طبية مزعومة.
وهنا نسأل، أنّى للذكاء الاصطناعي أن يتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية في حال وجد أي خطأ أو تقصير أدى إلى ضرر للمريض؟ ومن سيتحمل هذه المسؤولية في حال حل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء؟ في الواقع، هذا الأمر يضيف سببًا آخر لاطمئناننا بشأن المستقبل المضمون للأطباء، وبشأن احتفاظ مهنة الطب بمكانها ومكانتها مستقبلًا.
فلا يوجد من يخضع للمساءلة القانونية والأخلاقية في الطب إلا الأطباء أنفسهم، ولن يستطيع أي برنامج أو تطبيق ذكاء اصطناعي -مهما بلغ من كمال- أن يحل محل الأطباء في هذا الميدان. لذلك، سيظل وجود الأطباء ضرورة أخلاقية وقانونية، لا يمكن القفز فوقها أو التحايل حيالها.
كما في الطيران والملاحة الجوية، كذلك في الطب والاستشفاء: لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينوب عن الإنسان في تحمل المسؤولية والاضطلاع بأعبائها. فمهما تطورت برامج الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته اللامتناهية في ميادين الطب واختصاصاته، فإن الطبيب -والطبيب وحده- هو المخول والمؤهل لتحمل مسؤولية الرعاية الطبية
طائرة بلا طيار
من المعلوم أن الملاحة الجوية قد صارت ممكنة بغير حاجة إلى طيارين يتولون قيادة الطائرات، سواء في ذلك المدنية منها أم الحربية.
وتستطيع التطبيقات الحاسوبية ذات المستوى العالي، والبرامج المؤتمتة تلقائية التشغيل، أن تضطلع بأدوار الطيارين ومساعديهم في أعلى كفاءة وأتم قدرة. لكن هل أدى كل هذا إلى الاستغناء عن الطيارين، بالأخص في ملايين الرحلات الجوية السنوية التي تتم حول العالم؟ الجواب البديهي هو: لا، فالطيارون لا يزالون يباشرون مهامهم في العالم أجمع على قدم وساق، ولم تستطع كل البرامج الحاسوبية الطيرانية جمعاء أن تحفر ثلمًا ولو ضئيلًا في حقل عمل الطيارين الشاسع في أربع رياح الأرض.
لم تخاطر شركات الطيران بالاستغناء عن الطيارين، ولم تسمح الهيئات الناظمة للطيران حول العالم بهرطقة من هذا النوع. وهذا ليس لعدم وجود تكنولوجيا آمنة وكفُؤة، بل لأن إفراغ موقع المسؤولية من الوحيدين الذين لهم أن يشغلوه هو تهور وصبيانية ومغامرة لا تحمد عقباها؛ فليس للبرامج الحاسوبية والتطبيقات الذكية أن تتحمل مسؤولية ما لا يمكن إلا لإنسان أن يتحمله.
وكما في الطيران والملاحة الجوية، كذلك في الطب والاستشفاء: لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينوب عن الإنسان في تحمل المسؤولية والاضطلاع بأعبائها. فمهما تطورت برامج الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته اللامتناهية في ميادين الطب واختصاصاته، فإن الطبيب -والطبيب وحده- هو المخول والمؤهل لتحمل مسؤولية الرعاية الطبية بكافة تفرعاتها واختصاصاتها وصلاحياتها. وإنه لمن العجب العجاب أن يهرف كل مدَّعٍ بما لا يعرف ويلقي بالكلام على عواهنه.
لقد تطور الذكاء الاصطناعي كثيرًا، وأخشى ما أخشاه أن يأتي هذا التطور على حساب الذكاء البشري والفطنة الإنسانية والحكمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 12 ساعات
- الجزيرة
"فتاح 2": الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 دقائق
كشفت إيران النقاب عن واحد من أكثر أسلحتها تطورا في العقد الأخير، وهو صاروخ " فتاح 2" الفرط صوتي ، الذي يمثل نقلة نوعية في ترسانة الأسلحة الإيرانية ويضعها ضمن الدول التي تمتلك تكنولوجيا الصواريخ فائقة السرعة، إلى جانب الولايات المتحدة و روسيا و الصين. ويعتبر صاروخ فتاح 2، تطويرا متقدما للجيل الأول من صواريخ فتاح التي كشفت عنها إيران في يونيو/حزيران 2023، ويمتاز هذا الصاروخ بمواصفات تقنية استثنائية تجعله من أخطر الأسلحة في المنطقة. وتصل سرعة الصاروخ إلى ما بين 13 و15 ضعف سرعة الصوت، أي ما يعادل 18ألف كيلومتر تقريبا في الساعة، مما يمكنه من قطع المسافة بين غرب إيران و إسرائيل في زمن قياسي يقل عن 5 دقائق، ويبلغ مداه ما يغطي بدقة المسافة الفاصلة بين البلدين. وأهم ما يميز الصاروخ عن نظرائه التقليديين هو قدرته الفائقة على المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي، ففي حين تسلك الصواريخ الباليستية التقليدية مسارا قوسيا ثابتا يمكن توقعه، يستطيع فتاح 2 تغيير مساره وارتفاعه بشكل مستمر أثناء الطيران، مما يجعل رصده أو اعتراضه مهمة شبه مستحيلة لأنظمة الدفاع الجوية التقليدية. ويحمل الصاروخ رأسا حربيا تقليديا عالي التدمير بوزن يتجاوز 450 كيلوغراما، مع إمكانية تطويره مستقبلا لحمل رؤوس نووية بحسب التقديرات الغربية، كما تم تحسين أنظمة التوجيه الخاصة به لتحقيق ضربات دقيقة ضد الأهداف الإستراتيجية والمحصنة. وحسب خبراء، فقد صُمم صاروخ فتاح 2 خصيصا لاختراق منظومات الدفاع الجوية المتطورة، بما في ذلك نظام " باتريوت" الأميركي و" القبة الحديدية" الإسرائيلية ونظام " آرو-3" المتقدم. وفيما يتعلق بتأثيره الإستراتيجي، يرى محللون أنه يمثل تطورا نوعيا في قدرات الردع الإيرانية، حيث يمنح طهران القدرة على توجيه ضربات دقيقة وسريعة ضد أهداف إستراتيجية في المنطقة. كما يعزز من موقع إيران كقوة إقليمية مؤثرة ويرسل رسائل ردع واضحة إلى خصومها، وخاصة إسرائيل والولايات المتحدة. واستخدمت إيران هذا الصاروخ للمرة الأولى في هجماتها الأخيرة على إسرائيل، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه نجح في تدمير منظومتي "آرو-2″ و"آرو-3" الإسرائيليتين للدفاع الصاروخي. ويأتي الكشف عن صاروخ فتاح 2 في سياق التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، والذي شهد تبادل الضربات المباشرة بين الطرفين لأول مرة منذ عقود، كما يعكس الاستثمار الإيراني الضخم في تطوير قدراته الصاروخية رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها.


الجزيرة
منذ 18 ساعات
- الجزيرة
"وضع الذكاء الاصطناعي".. رهان غوغل الجديد لمواجهة منافسي البحث
في كلّ عام، يترقب المجتمع التقني بشغف لحظة الكشف عن ابتكارات كبرى الشركات التي لا تكتفي بتقديم تحديثات دورية، بل تعيد رسم ملامح العالم الرقمي. وفي سباق الذكاء الاصطناعي المحتدم، تحولت غوغل من مجرد لاعب تقليدي إلى منافس شرس يسعى للحفاظ على موقعه الريادي وسط عمالقة يتميزون بسرعة فائقة في الابتكار، وعلى رأسهم " أوبن إيه آي". ومع تصاعد المنافسة ودخول لاعبين جدد مضمار البحث المعزز بالذكاء الاصطناعي، يبرز سؤال محوري: "هل سينقذ (وضع الذكاء الاصطناعي) حصة غوغل من سوق البحث؟". يبدو أن غوغل أجابت عن هذا التساؤل بإعلان ميزة "وضع الذكاء الاصطناعي" (AI Mode) في مؤتمرها للمطورين "غوغل آي/أو 2025" (Google I/O) الذي انعقد الثلاثاء الماضي. تمثل هذه الخطوة نقلة نوعية تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق في نسيج أدواتها وخدماتها، وتجسد رؤية إستراتيجية متجددة تعيد تعريف طريقة تفاعل المطورين مع البرمجيات، وتعزز قدرة المستخدمين على الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي بسلاسة وذكاء. ما "وضع الذكاء الاصطناعي" الذي تراهن عليه غوغل؟ أعلنت غوغل خلال المؤتمر عن إطلاق "وضع الذكاء الاصطناعي" (AI Mode)، وهي ميزة تجريبية ضمن محرك البحث تتيح للمستخدمين طرح أسئلة معقدة ومتعددة الأجزاء، والتفاعل معها من خلال واجهة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. ومن المقرر أن تبدأ هذه الميزة بالوصول إلى جميع المستخدمين في الولايات المتحدة خلال هذا الأسبوع. تعتمد هذه الميزة على تجربة البحث المعززة بالذكاء الاصطناعي التي تقدمها غوغل حاليا، والمعروفة باسم "اللمحات الذكية" (AI Overviews)، والتي تظهر ملخصات يتم توليدها بالذكاء الاصطناعي في أعلى صفحة نتائج البحث. وقد تمّ إطلاق هذه اللمحات العام الماضي، لكنها أثارت ردود فعل متباينة بعد تقديمها أحيانا لإجابات أو نصائح مثيرة للجدل، من أبرزها اقتراح استخدام الغراء على البيتزا. ولكن، رغم هذه الهفوات، فإن غوغل تؤكد أن "اللمحات الذكية" حققت رواجا واسعا، إذ يستخدمها أكثر من 1.5 مليار مستخدم شهريّا. وتقول الشركة إن الميزة ستغادر الآن مرحلة "المختبرات" (Labs)، وتتوسع لتشمل أكثر من 200 دولة وإقليم، مع دعم لأكثر من 40 لغة. أما "وضع الذكاء الاصطناعي"، فيعدّ نقلة نوعية في طريقة التفاعل مع محرك البحث، إذ يسمح بطرح استفسارات معقدة واستكمال المحادثة بأسلوب انسيابي. وقد كان هذا الوضع متاحا سابقا في "مختبرات البحث" التابعة لغوغل لأغراض الاختبار، ويأتي إطلاقه بالتزامن مع دخول شركات أخرى مثل "بربلكسيتي" (Perplexity) و"أوبن إيه آي" مجال البحث عبر الإنترنت بمزايا منافسة. ومع القلق من فقدان حصة في سوق البحث لصالح المنافسين، يعدّ "وضع الذكاء الاصطناعي" بمنزلة رؤية غوغل لما سيكون عليه مستقبل البحث. ميزة "البحث العميق".. غوغل تَعِد بتقارير موثقة في دقائق وفي سياق التوسع في طرح "وضع الذكاء الاصطناعي"، بدأت غوغل في تسليط الضوء على بعض الميزات المتقدمة التي يعزز بها هذا الوضع تجربة البحث، وعلى رأسها ميزة "البحث العميق" (Deep Search). فبينما يتيح "وضع الذكاء الاصطناعي" تفكيك الأسئلة المعقدة إلى مواضيع فرعية متعددة لتقديم إجابات دقيقة، تأخذ ميزة "البحث العميق" هذا المفهوم إلى مستوى أعلى. إذ يمكن للنظام إصدار عشرات، بل أحيانا مئات، من الاستعلامات الداخلية لتكوين صورة شاملة حول الموضوع المطلوب، ويقدم في النهاية إجابات مدعومة بِروابط تفاعلية تتيح للمستخدم مواصلة الاستكشاف بنفسه. وتؤكد غوغل أن ما تقدمه هذه الميزة هو أقرب إلى تقرير شامل موثق بالمصادر، يتمّ توليده خلال دقائق، مما يوفر للمستخدمين ساعات من البحث اليدوي المرهق. وقد اقترحت الشركة استخدام "البحث العميق" في سيناريوهات تتطلب جمع وتحليل معلومات متشعبة، مثل التسوق المقارن، سواء عند البحث عن جهاز منزلي باهظ الثمن أو عند محاولة اختيار معسكر صيفي مناسب للأطفال. "جرّبها افتراضيا".. تسوق بالذكاء الاصطناعي كما لو كنت في المتجر ميزة تسوّق مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي قادمة إلى "وضع الذكاء الاصطناعي" تحمل اسم "جربها افتراضيا" (Try it on)، تتيح للمستخدمين رفع صورة شخصية ليتم توليد صورة افتراضية تظهرهم وهم يرتدون الملابس التي يرغبون في شرائها. وتوضح غوغل أن هذه الميزة قادرة على فهم الأشكال ثلاثية الأبعاد للأجسام، بالإضافة إلى طبيعة الأقمشة ومرونتها، وقد بدأت بالظهور ضمن "مختبرات البحث" (Search Labs) منذ إعلانها في المؤتمر الثلاثاء الماضي. وفي خطوة أخرى تعزز من الجانب العملي لتجربة التسوق، تعتزم غوغل خلال الأشهر المقبلة إطلاق أداة للمستخدمين في الولايات المتحدة تقوم بشراء المنتجات تلقائيا عند انخفاض أسعارها إلى حدّ معيّن، شرط تفعيل هذا الوكيل يدويّا عبر زر "اشترِ لي" (buy for me). وبينما تتوسع هذه الميزات، أكدت غوغل أن كلا من "اللمحات الذكية" و"وضع الذكاء الاصطناعي" سيعملان الآن باستخدام نسخة مخصصة من نموذج "جيميناي 2.5" (Gemini 2.5)، مع بدء نقل بعض قدرات "وضع الذكاء الاصطناعي" تدريجيا إلى ميزة "اللمحات الذكية". محلّل بيانات يجيب عن أسئلتك المعقّدة لم تقتصر التحديثات على تجربة التسوق فحسب، إذ أعلنت غوغل أن "وضع الذكاء الاصطناعي" سيبدأ قريبا بدعم طرح الأسئلة التحليلية المعقدة في مجالات مثل الرياضة والمالية، وذلك ضمن "لابس" (Labs). حيث ستتيح هذه الميزة للمستخدمين طرح استفسارات دقيقة، مثل: "قارن بين نسب فوز 'فيليز' (Phillies) و'وايت سوكس' (White Sox) في مبارياتهم على أرضهم خلال المواسم الخمسة الماضية"، ليقوم الذكاء الاصطناعي بجمع البيانات من مصادر متعددة، وتنظيمها في إجابة واحدة مركّزة. ولمزيد من الفاعلية، سيتمّ توليد تصوّرات مرئية فورية تمكّن المستخدم من فهم الأرقام وتحليل النتائج بشكل أكثر وضوحا وسرعة، مما يفتح الباب أمام استخدامات أوسع في اتخاذ القرار أو الاستكشاف الذكي للبيانات. وكيل الويب الذكي "بروجكت مارينر".. مساعدك في البحث واتخاذ القرار تقدم غوغل ميزة جديدة تعتمد على "بروجكت مارينر" (Project Mariner)، وهو وكيل ذكي يمكنه التفاعل مع الويب واتخاذ إجراءات نيابة عن المستخدم. في البداية، ستتاح هذه الميزة للاستعلامات المتعلقة بالمطاعم، والفعاليات، والخدمات المحلية الأخرى. ويوفر "وضع الذكاء الاصطناعي" من خلال هذه الميزة الوقت والجهد عبر البحث التلقائي عن الأسعار والتوافر عبر عدّة مواقع، ليساعد المستخدم على اختيار الخيار الأنسب بسهولة، مثل العثور على تذاكر حفلات موسيقية بأسعار معقولة كمِثال ملموس. ميزة "سيرش لايف".. بحث تفاعلي مباشر من كاميرا هاتفك تستعدّ غوغل أيضا لطرح ميزة "سيرش لايف" (Search Live) في وقت لاحق من هذا الصيف، التي تتيح للمستخدمين طرح أسئلة استنادا إلى ما تراه كاميرا الهاتف في الوقت الحقيقي. تتفوق هذه الميزة على قدرات البحث البصري الحالية في "غوغل لانس" (Google Lens)، إذ توفر محادثة تفاعلية ثنائية الاتجاه مع الذكاء الاصطناعي عبر الفيديو والصوت معا، مستوحاة من نظام غوغل متعدد الوسائط (Project Astra). كما ستخصص نتائج البحث بناء على سجل البحث السابق، وبإمكان المستخدم ربط تطبيقات غوغل الخاصة به للاستفادة من سياقات شخصية أوسع. فعلى سبيل المثال، عند ربط حساب "جيميل" (Gmail)، يمكن لغوغل التعرف على تواريخ السفر من رسائل تأكيد الحجز، ثم اقتراح فعاليات في المدينة التي سيزورُها المستخدم خلال فترة وجوده هناك. ومع ذلك، من المتوقع ظهور بعض القلق بشأن الخصوصية. وفي هذا السياق، تؤكد غوغل أن المستخدم يملك حرية ربط أو فصل التطبيقات في أي وقت يشاء، مع الإشارة إلى أن "جيميل" سيكون أول تطبيق يدعم توفير هذا السياق الشخصي المخصص. ما بين طموح غوغل ومخاوف المستخدم، يتشكل واقع جديد لمحركات البحث، لم تعد فيه مجرد أداة لإيجاد المعلومة، بل شريكا ذكيّا في صنع القرار. ومع استمرار غوغل في توسيع حدود الابتكار، تبدو السنوات القادمة مرشحة لتحول جذري في طريقة تفاعلنا مع الإنترنت. فهل نحن مستعدون للتكيف مع هذا المستقبل؟


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
نمو زيارات المواقع من قبل أدوات الذكاء الاصطناعي بمعدل يتخطى الضعف
سجلت شركة "تول بت" ارتفاعا ملحوظا في معدل زيارات المواقع من قبل روبوتات الاسترجاع التي تعتمد عليها أدوات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى المحتوى، وذلك بحسب تقرير تعاونت فيه الشركة مع صحيفة واشنطن بوست. وتستخدم روبوتات الاسترجاع من قبل أدوات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى المواقع المختلفة -وتحديدا مواقع الناشرين الكبار ومنافذ الأخبار العالمية- ثم جمع المعلومات الموجودة في الموقع وقراءتها بمعدل يفوق معدل القراءة البشرية، لتقوم بتلخيصها وعرضها في النهاية للمستخدم. وأشار توشيت بانيجراهي المدير التنفيذي وأحد مؤسسي "تول بت" في مقابلة مع "واشنطن بوست" إلى صعوبة التقاط هذه الروبوتات من المواقع، لذا قد لا تظهر في الإحصاءات الخاصة بالموقع، وهذا لا يعني غيابها أو ضعف تأثيرها، بل يعكس اهتمام المستخدمين حول العالم بالمحتوى ذي القيمة، مؤكدا أنه رغم كون الذكاء الاصطناعي يهدد بانخفاض الزيارات الفعلية للموقع فإنه يعزز معدل رؤية المحتوى وانتشاره. وبحسب تقرير "واشنطن بوست"، فإن معدل الزيارات من روبوتات الاسترجاع ارتفع أكثر من 2.5 مرة بين الربع الأخير من عام 2024 والربع الأول من عام 2025، والسبب في ذلك هو تقديم نماذج الذكاء الاصطناعي القادرة على التفكير العميق، فضلا عن عملاء الذكاء الاصطناعي وانتشارهم. ويرى بانيجراهي أن تطوير محتوى المواقع يجب ألا يقتصر على استهداف المستخدم البشري فقط، بل يجب أن يتسع للوصول إلى روبوتات الذكاء الاصطناعي والأدوات الخاصة بها، إذ أوضح في مقابلته مع "واشنطن بوست" أن استهداف المستخدم البشري فقط يضيّع على المواقع فرصا عديدة لنشر محتواهم بشكل أكبر.