logo
السعودية للبنان الميثاقي المتوازن ولا مال انتخابياً لأحد

السعودية للبنان الميثاقي المتوازن ولا مال انتخابياً لأحد

IM Lebanon٠٧-٠٣-٢٠٢٥

كتب أنطوان مراد في 'نداء الوطن':
يضحك دبلوماسي عربي بارز عندما يقرأ أو يسمع كلاماً في إطار تحليلات وترويجات فيها الكثير من الافتعال، حول بروز وصاية أميركية سعودية جديدة على لبنان، وأن هذه الوصاية تمثل البديل للوصايتين السورية والإيرانية على التوالي، وكأن مجرد خروج لبنان كلياً أو جزئياً من الوصايتين الأخيرتين يفترض بالضرورة الخضوع لوصاية جديدة، علماً أن ما ينتظر لبنان هو العودة إلى موقعه الطبيعي عربياً ودولياً كدولة مستقلة ترتكز إلى استقرار داخلي يتجه أكثر فأكثر إلى التحول واقعاً معيوشاً على أسس ثابتة، وإلى علاقات خارجية تعزز مكانته كنموذج للحرية والتنوع بعيداً من أي هيمنة لا سيما عسكرية – أمنية بوجه سياسي.
ويقول: 'لقد تحمل لبنان الكثير على مدى عقود عدة، ومُنحت السلطة فيه أكثر من فرصة لتصحيح المسار وإعادة لبنان إلى السكة السليمة، لكن وللأسف، سقطت في المحظور تدريجاً وذهبت بعيداً في الرهان على محور الممانعة سواء بإرادتها أو قسراً، وكانت النتيجة واحدة، وهي تحويل لبنان من رائد للتنوع والفكر والانفتاح، وبخاصة للحرية، إلى ساحة تخضع لأحادية القرار المسلوب، وللتسطيح على مستويات عدة'.
كما قال: 'ما يزيد الاستغراب والأسى، هو أن بعض القوى السياسية التي يفترض أن تكون سيادية، وليس كلها بالطبع، تماهت مع فريق الممانعة وتخلت عن الكثير من الأوراق بمبررات مختلفة، حتى وصل الأمر إلى ما يشبه استسلامها للأمر الواقع على الرغم من أصوات سيادية وازنة رفضت هذا الواقع، لكنها وجدت نفسها شبه وحيدة واعتراضها يذهب هباء، بسبب تغليب منطق الصفقات السياسية وغير السياسية والمحاصصة'.
ما لا يقوله الديبلوماسي تشي به معلومات حول الموقف السعودي من لبنان، وخلاصته أن المملكة لا تلعب اليوم دور رأس حربة من أجل نفوذ معين، بل تلعب دوراً طبيعياً من أجل مساعدة لبنان كي يكون نموذجاً لما يجب أن تكون عليه المنطقة ككل، من تفاعل حضاري وقبول للآخر وحقوق لمختلف المكونات الدينية والثقافية، من دون التخلي عن القيم والمبادئ، وهذا مغزى المسيرة التي يتولاها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتلفت المعلومات إلى أن المملكة تراهن بقوة على نجاح الرئيس العماد جوزاف عون في المهمة الإنقاذية بدءاً باستعادة السيادة والقرار للدولة اللبنانية، وهي كان لها عملياً الدور الأبرز في دعم وصوله من دون أي تدخل مباشر، بل من خلال أجواء ربطت بين انتخاب عون وبين فرص مساعدة لبنان إعمارياً واقتصادياً وسياسياً كي ينهض من كبوته ويستعيد استقراره وازدهاره. بل إن اهتمام المملكة بانتخاب قائد الجيش رئيساً فاق اهتمامها بالاستحقاق الحكومي تكليفاً وتأليفاً، لأنها رفضت أي دور لها في هذا المجال، وتحفظت على إبداء أي موقف، ولو أنها لم تنزعج من تداول اسم النائب فؤاد مخزومي للتكليف.
وحول ما إذا كانت المملكة مستعدة للتورط في أي دعم مالي سياسي على خلفية الانتخابات النيابية المقبلة، كما يتكهن البعض، تشير المعلومات إلى أن المملكة ابتعدت من زمان عن تقديم أي دعم بمختلف وجوهه وما زالت على موقفها، وبالتالي، فإن غمز البعض من باب إمكان دعمها لقوة سنية رئيسية هو في غير محله وغير وارد أساساً، علماً أنها تعتبر أن للسنّة في لبنان دوراً أساسياً في الحفاظ على الدولة والصيغة الميثاقية فيها.
على صعيد آخر، تكشف معطيات ثقة أن الثلاثي الأميركي الفرنسي السعودي أكثر ما يتوافق عليه هو مقاربة الوضع اللبناني وبنسبة معينة الوضع في الشرق الأوسط، باعتبار أن فرنسا عدّلت في موقفها إقليمياً حتى في ما خص النفوذ الإيراني، انطلاقاً من إدراكها أن الدور الإيراني التوسعي إلى انحسار تدريجي، في ضوء الاندفاع الأميركي ونوايا إسرائيل لمنع إيران من الوصول إلى القنبلة النووية، لا سيما أن ما كشفته وقائع الحرب في لبنان، فاجأت دولاً عدة من بينها فرنسا لجهة وجود مشروع لوضع اليد كاملاً على لبنان و'تهديد الكيان الإسرائيلي في عمقه'.
وبحسب المعطيات، فإن الأنظار تتجه أكثر فأكثر إلى العراق الذي يمثل اليوم الاختبار الأبرز للكباش الإيراني الأميركي، علماً أن السعودية تحاول بهدوء إعادة العراق إلى الحضن العربي بشكل أكثر فاعلية، من خلال تشجيع رئيس الحكومة والسعي لإدخال بغداد في الفضاء التطويري والاستثماري لا سيما في الخليج.
وما يوحي بأن العراق ماض في التمايز أكثر عن إيران، هو تنامي شعور عراقي حتى لدى شرائح مهمة من الشيعة بأن إيران تسعى إلى التحكم أكثر بالقرار السيادي العراقي، مقابل استمرارها في استغلال الثروة العراقية النفطية عبر مجموعة من المصارف والهيئات التي توفر لها أموالاً ضخمة بوسائل مريبة، إلى التهريب المعروف عبر الحدود.
وهذا التوجه إن دلّ على شيء، فعلى أن مسار التغيير في المنطقة يتقدم، لا سيما في ضوء انطباع عام بأن إيران لن تبقى بمنأى عن ضربة عسكرية إذا لم تسلّم بالمسار التغييري واستمرت في الممانعة والمعاندة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نداء الوطن: «أرنب بري» طفرة اقتراحات لنسف قانون الانتخاب الحالي
نداء الوطن: «أرنب بري» طفرة اقتراحات لنسف قانون الانتخاب الحالي

وزارة الإعلام

timeمنذ 39 دقائق

  • وزارة الإعلام

نداء الوطن: «أرنب بري» طفرة اقتراحات لنسف قانون الانتخاب الحالي

كتبت صحيفة 'نداء الوطن': قبل أن يجف حبر التوقيع على نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية، في مراحلها الثلاث، وقبل أقل من أسبوع على المرحلة الرابعة والأخيرة، أفرغ رئيس مجلس النواب نبيه بري ما تبقَّى في جعبته من 'أرانب'، فطرح موضوع قانون الانتخابات النيابية، من باب نفض الغبار عن مقترحات التعديل. هذا الطرح يعتبره البعض أنه محاولة لتطيير أحد الإنجازات التي حققها المسيحيون في القانون الحالي الذي يتيح للمسيحيين بأن ينتخبوا 56 نائباً مسيحياً بأصوات المسيحيين، فيما يبقى ثمانية نواب مسيحيين، من أصل 64 نائباً مسيحياً، يصِلون بأصوات غير المسيحيين. القانون الحالي هو الأفضل القانون الحالي الذي جرت الانتخابات النيابية الأخيرة على أساسه، هو الأفضل من بين القوانين التي عُمِل بها منذ بدء العمل بالطائف، فتلك القوانين الآنفة الذِكر، كان الهدف من تطبيقها 'تذويب' الحيثيات المسيحية في دوائر لا قيمة للصوت المسيحي فيها، وتلك القوانين كانت توضَع بين نظام الوصاية السورية وممثليهم السياسيين في لبنان، وعلى سبيل إنعاش الذاكرة، في أول قانون انتخابي أقرَّ بعد الطائف، جرى دمج قضاء بشري بعكار، في محاولة لإضعاف تأثير الناخبين في بشري. قوانين انتخابية غب الطلب معظم القوانين التي جرت الانتخابات النيابية على أساسها جاءت مخالِفة لاتفاق الطائف الذي نص على ما يلي: 'تجرى الانتخابات النيابية على أساس المحافظة، بعد إعادة النظر بالتقسيمات الإدارية'. هذا البند لم يُطبَّق على الإطلاق، فحتى في القانون الواحد كانت هناك دوائر على أساس المحافظة، كالشمال مثلاً، ودوائر بدمج قضاءين، كالشوف وعاليه مثلاً، ودوائر على أساس قضاء واحد، كالمتن الشمالي مثلًا. تحسن الوضع نسبياً في اتفاق الدوحة بالعودة إلى قانون الستين الذي لم يرضِ الرئيس نبيه بري الذي قال كلمته الشهيرة، تعليقاً على العودة إلى قانون الستين: 'إن إجراء الانتخابات على أساس القضاء هو 'قضاء' على الديمقراطية. اليوم هناك مَن يحاول خلط الأوراق لتطيير القانون الحالي، فيما يحاول آخرون التمسك بالقانون الحالي مع 'تنظيفه' من الشوائب، لجهة اعتماد 'الميغاسنتر' في التصويت، ولجهة البت ببند اقتراع المغتربين، وهل يكون تصويتهم على أساس النواب الستة في الاغتراب، أم يصوتون للنواب الـ 128؟ الرئيس بري مستعجل ولوحظ أن رئيس مجلس النواب مستعجل، فبعد جلسة أمس، دعا إلى جلسة للجان المشتركة الخميس المقبل، وعلى جدول أعمالها مجموعة من اقتراحات القوانين تهدف كلها إلى نسف قانون الانتخاب الحالي، وهي: – اقتراح قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب. – اقتراح قانون انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ. – اقتراح قانون اللقاء الأرثوذكسي. – اقتراح قانون تعديل انتخاب أعضاء مجلس النواب. – اقتراح قانون انتخاب أعضاء مجلس الشيوخ وسائر القضايا المرتبطة به. إغراق القانون الحالي بهذا الكم من اقتراحات القوانين، يهدف إلى تطييره لحرمان المسيحيين من أن يختاروا النواب الذين يمثلونهم. عدوان يعارض المس بالقانون الحالي رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية النائب جورج عدوان طالب بتثبيت القانون الحالي، مع تطبيق ما لم يطبق منه كالميغاسنتر واقتراع المغتربين. التيار متمسك بقانون الانتخابات الحالي الهيئة السياسية لـ 'التيار الوطني الحر' أكدت التمسك بـ'قانون الانتخابات النيابية لجهة الإبقاء على صوت تفضيلي واحد وتكريس حق المغتربين في انتخاب ممثلين عنهم في جميع القارات بما يشكل الدائرة 16 من الدوائر الانتخابية'. وحذرت من 'أي محاولة لتعديل القانون تؤدي إلى ضرب صحة التمثيل وحرمان المغتربين حقهم في التصويت وحقّهم في التمثيل وفي أن ينتخبوا نوابهم من بينهم'. وفيما يتحضر لبنان للمرحلة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب، تبقى المخاوف موجودة رغم الضمانات الدولية. في هذا السياق، علمت 'نداء الوطن' أن الدولة اللبنانية تبلغت من الدول الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، بوجود ضمانات لتمرير يوم السبت وإجراء الانتخابات البلدية في الجنوب. وعقد الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام اجتماعاً أمس، وبحسب معلومات 'نداء الوطن'، فقد تركز النقاش على استحقاق السبت وتمريره، وفعل المستحيل لإنجاحه، مع وجود مخاوف من افتعال إسرائيل أي عمل عسكري. إلى ذلك وضع سلام عون في أجواء قمة بغداد، ولن يكون هناك اجتماع لمجلس الوزراء هذا الأسبوع بسبب سفر سلام إلى الإمارات للمشاركة في منتدى الإعلام. توقيف قائمقام الهرمل وفي السياق الانتخابي، أوقف مكتب أمن الدولة في بعلبك، وبإشارة من النيابة العامة الاستئنافية في البقاع، قائمقام الهرمل طلال قطايا، على خلفية فقدان دفاتر تصاريح مندوبي المرشحين للانتخابات البلدية والاختيارية في بعلبك الهرمل. وجاء الإجراء بناءً على إشارة النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات، وبعد موافقة وزير الداخلية والبلديات. عباس في بيروت واليوم، تترقب الساحة الداخلية زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التي تستمر ثلاثة أيام، يلتقي في خلالها رؤساء الجمهورية العماد جوزاف عون، مجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام. زيارة عباس هي الأولى للبنان في عهد الرئيس عون، بعدما زار لبنان للمرة الأخيرة في العام 2017، وعلمت 'نداء الوطن' أن الرئيس عون سيبحث ملفات غزة وكل ما يحيط بالقضية الفلسطينية ووضع المخيمات حيث سيؤكد له أن لبنان قرر حصر السلاح بيد الدولة وهذا القرار يشمل كل السلاح الفلسطيني بلا استثناء. استهداف واعتداء في الجنوب، تكرر مشهد الاستهدافات الإسرائيلية عندما استهدفت مسيّرة دراجة نارية على طريق المنصوري – مجدل زون في قضاء صور. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو اغتال عنصراً في 'حزب الله' في قرية المنصوري جنوبي لبنان. أما في جديد مسلسل اعتراض دوريات 'اليونيفيل'، فقد منع عدد من أهالي شقرا، دورية من دخول البلدة من دون مواكبة الجيش اللبناني.

نداء الوطن: عون: رسائل 'حزب الله' التصعيدية لجمهوره وقراري حول السلاح اتخذ.. فوز كاسح لـ'بيروت بتجمعنا' وسقوط مرشح المطران
نداء الوطن: عون: رسائل 'حزب الله' التصعيدية لجمهوره وقراري حول السلاح اتخذ.. فوز كاسح لـ'بيروت بتجمعنا' وسقوط مرشح المطران

وزارة الإعلام

timeمنذ يوم واحد

  • وزارة الإعلام

نداء الوطن: عون: رسائل 'حزب الله' التصعيدية لجمهوره وقراري حول السلاح اتخذ.. فوز كاسح لـ'بيروت بتجمعنا' وسقوط مرشح المطران

كتبت صحيفة 'نداء الوطن': أعطت النتائج النهائية للدورة الثالثة من الانتخابات النيابية والاختيارية أمس في بيروت والبقاع إشارة قوية إلى التغيير الجاري في لبنان غير المسبوق منذ عقود. وكانت في هذا السياق نتائج معركة زحلة المحملة بكل رسائل هذا التغيير معطوفة على نتائج انتخابات بيروت التي أسقطت المخاوف حول موضوع المناصفة. وعلمت «نداء الوطن» أن إيلي أندريا الذي سقط من لائحة «بيروت بتجمعنا» التي حصدت فوزاً ساحقاً بنيلها 23 مقعداً من أصل 24 كان موضع «نقمة وبخاصة أرثوذكسية، ما أدى إلى حصول تشطيب لاسمه بسبب أن أداءه في المجلس البلدي السابق لم يكن جيداً. وكان هناك عناد وإصرار غير مفهوم من متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة على بقائه في اللائحة الجديدة انطلاقاً من أن اندريا هو شقيق مساعدة المطران. لكن خيار المطران تبين أنه غير موفق. كما تبين أن حملة تشطيب اسم أندريا ناجم عن نقمة مسيحية عموماً وأرثوذكسية خصوصاً فيما لم يحصل مثل هذا التشطيب في اللوائح الأخرى». كما علمت «نداء الوطن» أنه مع سقوط هذا العضو من اللائحة الفائزة ترتفع حظوظ أن يكون نائب رئيس بلدية بيروت المقبل المحامي راغب حداد بدلاً من أندريا الذي كان مرشحاً لتبوؤ هذا المنصب. وذهب المقعد الـ 24 إلى لائحة «بيروت بتحبك» . انتصار زحلة: «القوات اللبنانية» عمق التمثيل المسيحي أما في ما يتعلق بالانتصار الكامل الذي حققته «القوات اللبنانية» في زحلة، فقد أثبتت الأخيرة، بحسب أوساط سياسية بارزة أنها «أصبحت تمثل عمق الثقة للتمثيل المسيحي والرافعة الأساسية في أي استحقاق، وبالتالي ظهر أن المزاج المسيحي مؤيد للقوات اللبنانية انطلاقاً من تراكم الثقة بأدائها وثباتها على نهجها وهذا ما ظهر في زحلة. كل ما يهم «القوات اللبنانية» أنه أصبح لها تمثيل بلا منازع وأن تترجم الأمور مزيداً من التفاعل الإنمائي وتحقيق ما هو مطلوب على أكثر من مستوى كما يهم «القوات» أن هذه الانتصارات في سياق التجانس «تترجم بما يخدم المصلحة العليا لهذه البلدات ويحقق ما هو مطلوب إنمائياً للمصلحة العامة». القمة اللبنانية – المصرية وفي موازاة ذلك، وجه رئيس الجمهورية جوزاف عون أوضح الرسائل حول سلاح «حزب الله» وأيضاً حول السلاح الفلسطيني في المخيمات في دلالة إلى مسار الحكم في مرحلة يطل فيها على العالم وآخرها القمة اللبنانية – المصرية أمس وعشيه القمة اللبنانية الفلسطينية غداً. فقد اختار الإعلام في القصر الجمهوري أمس توزيع نص حديث رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى قناة ON TV تزامناً مع اختتام القمة التي عقدها في القاهرة مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي قال «إن مصر تواصل مساعيها واتصالاتها لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط من كامل الأراضي اللبنانية، واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية، والتنفيذ الكامل والمتزامن للقرار 1701 من دون انتقائية». بدوره، أكد الرئيس عون أن «السلام يبدأ بالنسبة للبنان بالتزامه الكامل بالقرار 1701 والتشديد على أهمية دور القوات الدولية وضرورة وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل والعودة إلى أحكام اتفاقية الهدنة للعام 1949». وأكدت مصادر سياسية لـ «نداء الوطن» أن زيارة عون إلى القاهرة مهمة نظراً لما تمتلك مصر من قوة معنوية في العالم العربي، وهذه الزيارة تؤكد عودة لبنان إلى الحضن العربي بعد طول انقطاع. وأشارت إلى أن اللقاء بين عون والسيسي كان إيجابياً، والأهم هو ما تم تداوله بشأن المنطقة وإلى أين ستذهب، ووضعية لبنان في التركيبة الجديدة. ولفتت المصادر إلى أن عون الذي أكد التزام لبنان الخط العربي واحترام القرارات الدولية يحجز للبنان مقعداً في الشرق الجديد حيث أن سياسته واضحة وهي نسج أفضل العلاقات مع السعودية ودول الخليج ومصر وبقية الدول العربية، وبالتالي يريد إعادة لبنان إلى الخريطة العربية. عون وحصرية السلاح بيد الدولة وفي حديثه التلفزيوني، سئل الرئيس عون عن علاقته بـ «حزب الله»، فأوضح أنه موجود في البرلمان ويمثل شريحة من اللبنانيين، وعلاقته معه موجودة ولكن بطريقة غير مباشرة». وأضاف: «كرئيس للجمهورية يجب أن تكون لي علاقات مع جميع اللبنانيين، ولكن خصوصية الوضع الأمني لـ «حزب الله»، لا تسمح لمسؤوليه بالتحرك، لذلك هناك رسائل بيننا من خلال أشخاص معينين». وعما إذا كان «الحزب» يقبل أن يصبح مكوناً من المكونات اللبنانية من دون مقاومة وسلاح، قال: «أتصور ليس لديهم خيار آخر. هم موجودون ويمثلون شريحة لبنانية، ومن حقهم أن يشاركوا في المعترك السياسي، ولكن حصرية السلاح يجب أن تكون بيد الدولة، وكذلك قرار السلم والحرب. يجب أن يقتنعوا أن الدولة هي التي تحمي الجميع، ووحدة اللبنانيين تحميهم». واستطرد الرئيس عون قائلاً: «إن حصرية السلاح تنطبق أيضاً على السلاح غير اللبناني، أي السلاح الفلسطيني في المخيمات»، متسائلاً: هل يستطيع هذا السلاح أن يحرر فلسطين، أم أنه يستعمل فقط للتقاتل الفلسطيني – الفلسطيني أو الفلسطيني – اللبناني؟ وأكد أن الشعب الفلسطيني تعب من هذا الموضوع، وكذلك الشعب اللبناني، وأنه ينتظر زيارة الرئيس الفلسطيني (الذي يصل غداً إلى لبنان) للبحث في هذا الموضوع، حيث سيتم التركيز في المرحلة الأولى على معالجة مسألة السلاح الثقيل في المخيمات، وسأل: «ماذا قدم السلاح الفلسطيني في لبنان من أجل تحرير فلسطين؟». وعن مواقف الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم التصعيدية في ما خص سلاح «الحزب» أكد الرئيس عون أنه (قاسم) «يقوم بإرسال رسائل إلى «حزب الله»، وربما ما يخرج إلى الإعلام من قبلهم موجه إلى جمهورهم، ولكن بالنسبة لي القرار قد اتخذ، وفي المطلق لا تحمينا إلا الدولة اللبنانية، ويجب أن يقتنعوا بذلك، وفي تقديري، لقد بدأوا يقتنعون». الأمن يهتز جنوباً وفي الضاحية ومخيم شاتيلا جنوباً، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه قتل أمس عنصراً في «قوة الرضوان»، بقصف في حولا، جنوب لبنان، وادعى أنه استهدف موقعاً تابعاً لـ «حزب الله». وأصيب ثلاثة آخرون، أمس الإثنين، جراء اعتداءات إسرائيلية متفرقة على مناطق في الجنوب. وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، أطلق ملثمان النار على المحال والسيارات عند تقاطع الغبيري – الرحاب وفرا إلى جهة مجهولة. وفي مخيم شاتيلا الفلسطيني في بيروت أفيد عصر أمس عن اشتباك مسلح بين تجار مخدرات في المخيم ما أدى إلى سقوط إصابات. وناشد الأهالي الجيش اللبناني التدخل، فيما سمعت أصوات الرصاص في الطريق الجديدة والجوار. الخارجية الأميركية و «حزب الله» في واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن تقديم مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية لـ «حزب الله» اللبناني في أميركا اللاتينية. وقالت الوزارة، في بيان أمس: «يقدم برنامح مكافآت من أجل العدالة التابع للوزارة الذي تديره دائرة الأمن الدبلوماسي مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تعطيل الآليات المالية لمنظمة «حزب الله» الإرهابية، ويطلب البرنامج معلومات عن شبكة «الحزب» المالية في منطقة الحدود الثلاثية التي تضم الأرجنتين والبرازيل وباراغواي». وأكدت الوزارة أنه «في هذه الدول الثلاث يمارس «الحزب» ومموله أنشطة غير مشروعة مثل غسل الأموال والإتجار بالمخدرات وتهريب الفحم والنفط وتجارة الماس غير المشروعة وتهريب سلع مثل السجائر والنقد بالجملة والسلع الفاخرة، وتزوير الوثائق والدولار الأميركي، إضافة إلى عائدات من الأنشطة التجارية في جميع أنحاء أميركا اللاتينية بما في ذلك البناء والاستيراد وتصدير السلع وبيع العقارات».

هل يلوّح ميقاتي بالعصيان المدني لإسقاط حكومة سلام؟
هل يلوّح ميقاتي بالعصيان المدني لإسقاط حكومة سلام؟

IM Lebanon

timeمنذ يوم واحد

  • IM Lebanon

هل يلوّح ميقاتي بالعصيان المدني لإسقاط حكومة سلام؟

كتب سامر زريق في 'نداء الوطن': لطالما بَرَعَ الرئيس نجيب ميقاتي في توسّد «التقية» نهجاً منذ دخوله المعترك السياسي من بوابة صداقته مع بشار الأسد. بيد أن هزيمته المدوية في معركة «التكليف»، بعدما كان يظنها «في الجيبة»، وطريقة الخروج المهينة من السراي الحكومي بـ 9 أصوات يتيمة، تلا بعضها فعل الندامة، مُشيّعاً بفرح جماهيري ظاهر، دفعته إلى تصدّر جبهة المعارضة الناشئة بشكل علني، عبر لقاءات ذات طابع سياسي واقتصادي واجتماعي تحاول وضع الحكومة ورئيسها تحت ضغط متعدّد الأدوات والأوجه. هذه الجبهة التي كانت تُركّب بالتنسيق مع رؤساء الحكومات السابقين و»تيار المستقبل» والسنة التقليديين، ذهب وهجها بسرعة غداة الرسالة السعودية الحاسمة، حينما خصّ ولي عهد المملكة ورئيس وزرائها الأمير محمد بن سلمان، رئيس الحكومة نواف سلام بـ «دعوة ملكية» لتأدية صلاة عيد الفطر إلى جانبه، والتي أكد من خلالها للقاصي والداني أن بلاده تدعم صيغة الحكم الحالية في مسيرتها الإصلاحية ومساعيها لاستنهاض الدولة من ركام تحالف «المافيا والميليشيا» وآثامه. التقط ميقاتي الرسالة، وطوّر أسلوباً يمزج بين «التقية» والمواجهة المباشرة، من خلال خطاب يفصل بين بعبدا والسراي، فيشيد بـ «العهد» فيما يواصل تصويب ضربات ناعمة إلى الحكومة ويعمل على تهشيمها أمام الرأي العام، في موازاة استخدام طريقة تشبه أحدى ابتكارات المدرب الإسباني الـ «فيلسوف» بيب غوارديولا، والمتمثّلة باللعب برأس حربة «وهمي» مهمّته فتح المساحات أمام «القادمين من الخلف». تشكّل النقابات العمالية في الشمال واحداً من هذه الرؤوس الفعالة في إحداث وافتعال ضجيج يخدم مصالح ميقاتي بعناوين مطلبية لا غبار عليها، حيث تداعت إلى تنفيذ اعتصام حاشد اليوم، على خلفية فشل الاتفاق بين ممثليها وأرباب العمل على رفع الحد الأدنى للأجور، بمقدار يتلاءم بالحدود الدنيا مع التضخّم الذي يُرخي بثقله على الحالة المعيشية والاقتصاد عموماً. هذا الاعتصام لا يمكن عزله عن السياسة، حيث لم يحدث شيء من هذا القبيل طوال عهد الحكومة السابقة «الزاهر»، كما أن اختلال موازين الأجور لم يبدأ بالأمس. ناهيكم عمّا يتداول به عن التنسيق اليومي بين ميقاتي و»عين التينة» وشركائها السياسيين، مثل «حزب الله» وحلفائه السنة و»المستقبل»، وتحضير ملفات وتعيينات يحملها الرئيس بري إلى «بعبدا» متعمّداً تجاوز الرئيس سلام لإحراجه والتمهيد لإخراجه. إذّاك يغدو فشل الاتفاق بين ممثلي العمال وأرباب العمل مدعاة للشك، حيث لا يخفى على أحد ولاء الاتحاد العمالي العام لـ «الرئاسة الثانية»، ولا قرب وزير الوصاية من «الثنائي»، ولا تأثير ميقاتي مع أركان المعارضة السنية على كبار أرباب العمل من جهة، وعلى النقابات العمالية في الشمال من جهة ثانية. ذلك أن أبرز قادتها «ميقاتيون»، فضلاً عن بصمات الماكينة السياسية لـ «أبو ماهر» في التحشيد للتحرّك. منذ تشكيل الحكومة، جأرت هذه الرؤس النقابية بمعارضة «خشنة»، وتزعم بعضها تحركات تبتغي إفشال مسيرتها، من شغب وقطع طرقات بذريعة إقفال عدد من البور التي ليس لديها ترخيص قانوني وتمارس أعمالاً تشكل خطراً على السلامة العامة، أو اعتصامات تحت عنوان «نصرة غزة» أجبرت في بعضها المحال التجارية على الإقفال عنوة. هذا العنوان سبق أن استخدمه دعاة التحرك نفسه من أجل اقتحام نقابة المحامين منذ قرابة السنة، لتطيير ندوة كانت تقام بالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية «USAID»، ضمن حملة تحاول التصدي لأزمة تداعي المباني المدرسية في عاصمة الشمال، لأنها كانت ثمرة جهود محلية لم تمر عبر رئاسة الحكومة. واللافت أن الرئيس ميقاتي كان تقريباً الوحيد الذي امتنع عن إدانة ما حصل. وعليه، فإن تلويح النقابات العمالية في الشمال بالتدرّج نحو العصيان المدني يحمل في طيّاته رسالة سياسية تروم فتح الطريق أمام المهاجمين السياسيين «القادمين من الخلف» لتسجيل أهداف في مرمى حكومة سلام، وتحضير الأرضية لإسقاطها، أوّلهم ميقاتي، وثانيهم القابعون على دكّة الاحتياط متدثّرين بأردية «خدّاعة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store