logo
إعلان الدولة الفلسطينية

إعلان الدولة الفلسطينية

جريدة الرؤيةمنذ 4 أيام
سالم بن حمد الحجري
إن الزخم الدولي الذي تنامى خلال الأيام الأخيرة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعموم فلسطين الذي يدعو إلى أن الحل الدائم للازمة يكمن في حل الدولتين أو كما يشير إليه محبو السلام إعلان الدولة الفلسطينية تعيش جنبا إلى جنب الدولة الإسرائيلية، وهو (الحل) وإن كان بعيد المنال في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة إلا أن هنالك العديد من التساؤلات التي تطرح وأهمها: على أي قاعدة سياسية سيتم الإعلان عن الدولة الفلسطينية في ظل الانقسام بين مكونات الشعب الفلسطيني السياسية؟ وإن اتفقت تلك المكونات فكيف سيكون شكل الدولة المتقطعة جغرافيا بين الضفة الغربية وقطاع غزة فضلا عن تنامي توسع المستوطنات في الضفة؟ هل ستحظى الدولة المعلنة بتأييد واعتراف ما يسمى بالمجتمع الدولي؟
قبل كل شيء؛ يجب الاعتراف بأن طرح مثل هكذا دعوة سياسية وطرح دولي كان قبل طوفان الأقصى شيئا من الأماني، بل إن موقف القضية الفلسطينية برمته كان على المحك وفق مسارات سياسية رُسمت تحت طاولات التفاوض السري وظهرت بمسميات مثل صفقة القرن وخطط إدماج المجتمع الفلسطيني وتنميته ضمن الدولة الإسرائيلية وإنهاء ما يسمى بحق تقرير المصير وحق العودة، وهي أهداف سياسية قادتها حكومات الاحتلال في السنوات الأخيرة بدعم من الولايات المتحدة وتواطؤ مريب وغريب من عدة دول في المنطقة هدفه تصفية القضية الفلسطينية وحركات المقاومة، وهذا مشروع "يهودية الدولة" الذي يصرح به دائما قادة الكيان المحتل، ورغم كل المآسي الإنسانية التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني ليس فقط بعد السابع من أكتوبر بل على مدى ٧٥ عاما من القتل والتشريد والتهجير والاحتلال والقمع، وما ارتكبه أيضا من حصار ظالم لمدة ١٧ عام لرفضه حق الشعب الفلسطيني في اختيار حكومته، ورغم ما يعانيه الآن قطاع غزة والضفة الغربية بل وحتى عرب ما يسمى بالخط الأخضر، إلا أن ذلك أوجد حالة نادرة من التضامن الدولي والدعوة الجادة إلى قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام ١٩٦٧.
المتابع للقضية الفلسطينية يلمس نضال هذا الشعب العربي الأصيل من أجل حقوقه المشروعة، ليس فقط في العقود الأخيرة، بل منذ صدور وعد بلفور المشؤوم عام ١٩١٧ والذي وعد فيه من لا يملك (بريطانيا) بمنح أرض فلسطين لمن لا يملك (اليهود) وتلا ذلك عقودا من النضال والكفاح حقق فيها الشعب الفلسطيني حضورا دوليا عبر الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب ومدافعا عن حقوقه في العودة وتقرير المصير وحقه في الحياة كباقي شعوب الأرض، ورغم ما آلت إليه سياسة الكفاح من مسارات تفاوضية نتج عنها اتفاق أوسلو، إلا أن إسرائيل عمدت إلى تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية المحتلة وتدمير مظاهر المجتمع وطمس هويته الفلسطينية وإنكار حقوقه الإنسانية والسياسية، وعمدت إلى تنفيذ سياسة الفصل العنصري الاستعماري (أبرتهايد)، كما إن سياسة الحكومة اليمينية المتطرفة ساهمت بشكل كبير في التغيير العرقي لمكون المدن مثل القدس التي شهدت ولا تزال عمليات هدم منازل المواطنين المقدسيين ونزع الملكيات والتضييق على المصلين في المسجد الأقصى والتهديد بهدمه بحجج شتى تحقيقا للهدف القومي الديني كمدينة يهودية بالكامل، ولذلك فإن ما يحدث لقطاع غزة الآن من تدمير وإبادة جماعية على مسمع ومرأى من العالم والمجتمع الدولي الذي صمت بخزي وكثير من التواطؤ والخسة، وما يرتكبه العدو من انتهاكات وحشية وتجويع يندى له جبين الإنسانية، وجرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها آلة القتل الصهيونية ومن ورائها الحكومة الفاشية، كل ذلك يعكس خوف هذا الكيان من إعلان دولة فلسطينية مزدهرة على حدوده تظهر هشاشته وتهدد وجوده.
تاريخيا، كانت دعوات إعلان الدولة الفلسطينية جزءا من مسلسل التآمر الدولي على القضية، وملهاة يستدعيها ما يسمى بالمجتمع الدولي كلما تأزمت الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى مدى أربعة عقود؛ تردد مصطلح " حل الدولتين" و "إعلان دولة فلسطين" كثيرا في أروقة السياسة وطاولات التفاوض ومتعهدي الوساطة كالولايات المتحدة التي ترفع هذه الشعارات كلما وجدت ربيبتها إسرائيل في مأزق، ففي العام ١٩٩٢ انطلقت مفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل بعد الانتفاضة الأولى أفضت إلى اتفاق أوسلو الذي لم يجني منه الفلسطينيون إلا مزيدا من تكريس الاحتلال وتسارع الاستيطان، وفي العام ٢٠٠٢ تداعى العالم لإنقاذ إسرائيل مجددا من وحل تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة للانتفاضة الشعبية، حيث طرحت العناوين البراقة السابقة وترددت أصداء إعلان دولة فلسطين شرط نزع سلاح المقاومة وتحسين ظروف الحياة للفلسطينيين، أدى ذلك إلى نشوء ما يسمى بالتنسيق الأمني وتزايد بؤر الاستيطان، ليعود الوضع إلى قتامته بعد حوالي عقد من الزمان، وتنذر الأحداث الدولية بتفجر الأوضاع مجددا، كما إن الاعتبارات السياسية للانتخابات الأمريكية فرضت على إدارة أوباما آنذاك اللعب على ملف القضية الفلسطينية ليذهب بعيدا عن أقرانه بطرح إعلان فلسطين كدولة غير عضو رسمي لها صفة مراقب وذلك بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢، ويستمر استدعاء مطلب حل الدولتين وإعلان دولة فلسطين مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية ضمن المواقف الدولية التي تتصاعد من هنا وهناك في الوقت الذي يجب فيه تظافر الجهود لوقف الحرب أولا وإعادة الحياة للشعب الفلسطيني.
ورغم الشرط الظالم الذي تشترطه الأمم المتحدة لقبول الأعضاء الجدد كدول مستقلة، وهو الحصول على ٩ أصوات إيجابية من أصل ١٥ عضوا في مجلس الأمن، على أن لا تصوت ضد الطلب عضوا دائما، وحيث إن أمريكا الداعم الأول للاحتلال الإسرائيلي فمن المؤكد أن مصير الطلب الرفض، حيث إن الثابت المهيمن على السياسة الأمريكية هو أمن إسرائيل، ومع ذلك يمكن اللجوء لمحكمة العدل الدولية لإثبات أحقية الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على الحدود المتفق عليها، ولكن ذلك يتطلب وقبل أي اعتبارات أخرى، وحدة الصف الفلسطيني ورغبته في النضال من أجل حقوقه المشروعة والتي كفلتها له القوانين الدولية والتاريخ الذي شهد بكفاح وصبر وجهاد الشعب العربي الفلسطيني الذي آن له أن ينتقل من مسمى "شعب" إلى شعب بأرض ووطن يحمل اسمه ورايته.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إعلان الدولة الفلسطينية
إعلان الدولة الفلسطينية

جريدة الرؤية

timeمنذ 4 أيام

  • جريدة الرؤية

إعلان الدولة الفلسطينية

سالم بن حمد الحجري إن الزخم الدولي الذي تنامى خلال الأيام الأخيرة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعموم فلسطين الذي يدعو إلى أن الحل الدائم للازمة يكمن في حل الدولتين أو كما يشير إليه محبو السلام إعلان الدولة الفلسطينية تعيش جنبا إلى جنب الدولة الإسرائيلية، وهو (الحل) وإن كان بعيد المنال في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة إلا أن هنالك العديد من التساؤلات التي تطرح وأهمها: على أي قاعدة سياسية سيتم الإعلان عن الدولة الفلسطينية في ظل الانقسام بين مكونات الشعب الفلسطيني السياسية؟ وإن اتفقت تلك المكونات فكيف سيكون شكل الدولة المتقطعة جغرافيا بين الضفة الغربية وقطاع غزة فضلا عن تنامي توسع المستوطنات في الضفة؟ هل ستحظى الدولة المعلنة بتأييد واعتراف ما يسمى بالمجتمع الدولي؟ قبل كل شيء؛ يجب الاعتراف بأن طرح مثل هكذا دعوة سياسية وطرح دولي كان قبل طوفان الأقصى شيئا من الأماني، بل إن موقف القضية الفلسطينية برمته كان على المحك وفق مسارات سياسية رُسمت تحت طاولات التفاوض السري وظهرت بمسميات مثل صفقة القرن وخطط إدماج المجتمع الفلسطيني وتنميته ضمن الدولة الإسرائيلية وإنهاء ما يسمى بحق تقرير المصير وحق العودة، وهي أهداف سياسية قادتها حكومات الاحتلال في السنوات الأخيرة بدعم من الولايات المتحدة وتواطؤ مريب وغريب من عدة دول في المنطقة هدفه تصفية القضية الفلسطينية وحركات المقاومة، وهذا مشروع "يهودية الدولة" الذي يصرح به دائما قادة الكيان المحتل، ورغم كل المآسي الإنسانية التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني ليس فقط بعد السابع من أكتوبر بل على مدى ٧٥ عاما من القتل والتشريد والتهجير والاحتلال والقمع، وما ارتكبه أيضا من حصار ظالم لمدة ١٧ عام لرفضه حق الشعب الفلسطيني في اختيار حكومته، ورغم ما يعانيه الآن قطاع غزة والضفة الغربية بل وحتى عرب ما يسمى بالخط الأخضر، إلا أن ذلك أوجد حالة نادرة من التضامن الدولي والدعوة الجادة إلى قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام ١٩٦٧. المتابع للقضية الفلسطينية يلمس نضال هذا الشعب العربي الأصيل من أجل حقوقه المشروعة، ليس فقط في العقود الأخيرة، بل منذ صدور وعد بلفور المشؤوم عام ١٩١٧ والذي وعد فيه من لا يملك (بريطانيا) بمنح أرض فلسطين لمن لا يملك (اليهود) وتلا ذلك عقودا من النضال والكفاح حقق فيها الشعب الفلسطيني حضورا دوليا عبر الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب ومدافعا عن حقوقه في العودة وتقرير المصير وحقه في الحياة كباقي شعوب الأرض، ورغم ما آلت إليه سياسة الكفاح من مسارات تفاوضية نتج عنها اتفاق أوسلو، إلا أن إسرائيل عمدت إلى تقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية المحتلة وتدمير مظاهر المجتمع وطمس هويته الفلسطينية وإنكار حقوقه الإنسانية والسياسية، وعمدت إلى تنفيذ سياسة الفصل العنصري الاستعماري (أبرتهايد)، كما إن سياسة الحكومة اليمينية المتطرفة ساهمت بشكل كبير في التغيير العرقي لمكون المدن مثل القدس التي شهدت ولا تزال عمليات هدم منازل المواطنين المقدسيين ونزع الملكيات والتضييق على المصلين في المسجد الأقصى والتهديد بهدمه بحجج شتى تحقيقا للهدف القومي الديني كمدينة يهودية بالكامل، ولذلك فإن ما يحدث لقطاع غزة الآن من تدمير وإبادة جماعية على مسمع ومرأى من العالم والمجتمع الدولي الذي صمت بخزي وكثير من التواطؤ والخسة، وما يرتكبه العدو من انتهاكات وحشية وتجويع يندى له جبين الإنسانية، وجرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها آلة القتل الصهيونية ومن ورائها الحكومة الفاشية، كل ذلك يعكس خوف هذا الكيان من إعلان دولة فلسطينية مزدهرة على حدوده تظهر هشاشته وتهدد وجوده. تاريخيا، كانت دعوات إعلان الدولة الفلسطينية جزءا من مسلسل التآمر الدولي على القضية، وملهاة يستدعيها ما يسمى بالمجتمع الدولي كلما تأزمت الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى مدى أربعة عقود؛ تردد مصطلح " حل الدولتين" و "إعلان دولة فلسطين" كثيرا في أروقة السياسة وطاولات التفاوض ومتعهدي الوساطة كالولايات المتحدة التي ترفع هذه الشعارات كلما وجدت ربيبتها إسرائيل في مأزق، ففي العام ١٩٩٢ انطلقت مفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل بعد الانتفاضة الأولى أفضت إلى اتفاق أوسلو الذي لم يجني منه الفلسطينيون إلا مزيدا من تكريس الاحتلال وتسارع الاستيطان، وفي العام ٢٠٠٢ تداعى العالم لإنقاذ إسرائيل مجددا من وحل تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة للانتفاضة الشعبية، حيث طرحت العناوين البراقة السابقة وترددت أصداء إعلان دولة فلسطين شرط نزع سلاح المقاومة وتحسين ظروف الحياة للفلسطينيين، أدى ذلك إلى نشوء ما يسمى بالتنسيق الأمني وتزايد بؤر الاستيطان، ليعود الوضع إلى قتامته بعد حوالي عقد من الزمان، وتنذر الأحداث الدولية بتفجر الأوضاع مجددا، كما إن الاعتبارات السياسية للانتخابات الأمريكية فرضت على إدارة أوباما آنذاك اللعب على ملف القضية الفلسطينية ليذهب بعيدا عن أقرانه بطرح إعلان فلسطين كدولة غير عضو رسمي لها صفة مراقب وذلك بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ٢٩ نوفمبر ٢٠١٢، ويستمر استدعاء مطلب حل الدولتين وإعلان دولة فلسطين مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية ضمن المواقف الدولية التي تتصاعد من هنا وهناك في الوقت الذي يجب فيه تظافر الجهود لوقف الحرب أولا وإعادة الحياة للشعب الفلسطيني. ورغم الشرط الظالم الذي تشترطه الأمم المتحدة لقبول الأعضاء الجدد كدول مستقلة، وهو الحصول على ٩ أصوات إيجابية من أصل ١٥ عضوا في مجلس الأمن، على أن لا تصوت ضد الطلب عضوا دائما، وحيث إن أمريكا الداعم الأول للاحتلال الإسرائيلي فمن المؤكد أن مصير الطلب الرفض، حيث إن الثابت المهيمن على السياسة الأمريكية هو أمن إسرائيل، ومع ذلك يمكن اللجوء لمحكمة العدل الدولية لإثبات أحقية الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على الحدود المتفق عليها، ولكن ذلك يتطلب وقبل أي اعتبارات أخرى، وحدة الصف الفلسطيني ورغبته في النضال من أجل حقوقه المشروعة والتي كفلتها له القوانين الدولية والتاريخ الذي شهد بكفاح وصبر وجهاد الشعب العربي الفلسطيني الذي آن له أن ينتقل من مسمى "شعب" إلى شعب بأرض ووطن يحمل اسمه ورايته.

سلامٌ على أرواح الشهداء.. مشاعل الحق ونجوم العزة
سلامٌ على أرواح الشهداء.. مشاعل الحق ونجوم العزة

جريدة الرؤية

time١٥-٠٧-٢٠٢٥

  • جريدة الرؤية

سلامٌ على أرواح الشهداء.. مشاعل الحق ونجوم العزة

خالد بن سالم الغساني ألف سلام عليهم، أولئك الأبطال الذين سطَّروا بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة والفداء، وقفوا كجبال فلسطين الشماء والراسخة، جبال الجليل ونابلس والقدس والخليل والنقب، في وجه الظلم والطغيان، يدافعون عن كرامة الأمة وحريتها، ويتصدون للكيان الصهيوني الغاشم الذي اغتصب الأرض، وقتل وهجّر وشرّد أبنائها، ودنَّس المقدسات، وسعى لكسر إرادة شعبها. إنهم شهداء الحق، الذين اختاروا درب العزة والشرف، فكانوا نبراسًا يضيء دروب الأمة، ومشاعل تنير ظلمات الاحتلال، تذكِّرنا بأن النصر لا يُنتزع إلا بالصمود والتضحية. في كل ساحة ومحور، من فلسطين الحبيبة إلى لبنان الصامد، ومن اليمن الأبي إلى سوريا الحرة، ومن العراق البطل إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الوفية، تشمخ تضحيات هؤلاء الأبطال لتشكل راياتٍ ترمز للصمود والمقاومة. حملوا أرواحهم على أكفهم، وقدَّموها قربانًا للحرية والعدالة، فكانت دماؤهم وقودًا لثورةٍ لا تخمد، وصوتًا يدوي في وجه الطغاة، يعلن أن الأمة لن تركع ولن تستسلم، ثورة ولدت لتكبر وتنتصر. كل شهيد حكاية، وكل قطرة دم رسالة، تذكِّر الأمة بوعد الله الخالد: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾. إنهم الأكرم والأنبل من بني البشر، اختاروا طريقًا شاقًا، لكنه طريق الحياة الحقيقية، حياة العزة والكرامة. دماؤهم إرادة تتعاظم، وثورة جديدة تشتعل، إنهم رموزٌ حية، تحمل الأمل والإصرار على استرداد الحق المسلوب. في غزة حيث تصعد أرواح الشهداء يوميًا لتعانق السماء، يقاوم الشعب الفلسطيني بصدورٍ عارية وقلوبٍ مفعمة بالإيمان، يواجهون آلة حرب صهيونية وحشية لا تعرف الرحمة، مزودة بأحدث الأسلحة وبدعم أمريكي مباشر وغاشم، وصمت وتواطؤ دولي وعربي آثم، لكنهم لا ينكسرون. إنهم شعبٌ قرر أن يعيش حرًا أو يموت واقفًا، فكان صمودهم درسًا للعالم أجمع في معنى التحدي والإباء، ووعدا للأحرار بالاحتفال بالنصر. أطفال غزة بحجارتهم، ونساؤها بصبرهن، ورجالها ببأسهم، يصنعون ملحمةً تروى عبر الأجيال، ملحمة شعبٍ رفض أن يُذل أو يُهزم. وفي الضفة الغربية، يتحدى الأبطال الحواجز والمستوطنات، يزرعون الأرض صمودًا، ويروونها بدمائهم الطاهرة. إنهم حراس الأرض، يقاومون محاولات الاقتلاع والتهجير، ويقولون للعالم أجمع أن فلسطين هوية وكرامة لا تهان. وفي القدس، مهد الرسالات السماوية والأنبياء، ومهد الحضارات والحكايات، يقف الشباب والشيوخ والنساء سدا منيعا في وجه محاولات التهويد والتدنيس، إنهم يحمون المسجد الأقصى بأجسادهم وصدورهم العارية، يذودون عنه بأرواحهم، معلنين أن القدس ستبقى عربية إسلامية، عصية على كل الاعتداءات ومحاولات الطمس التي يمارسها جنود وقطعان الاحتلال. في كل محور من محاور المقاومة، من جنوب لبنان إلى هضبة الجولان السورية، ومن العراق البطل إلى اليمن الأشم، تنبض روح الجهاد، وتتجدد عزيمة التصدي للكيان الصهيوني الذي يسعى لفرض هيمنته. هؤلاء المقاومون بأسلحتهم البسيطة وإرادتهم الفولاذية، يثبتون أن قوتهم ومنبع صمودهم وانتصاراتهم، كامنةً في إيمانهم بقضيتهم واستعدادهم للتضحية في سبيلها ومن أجلها. إنهم يواجهون ترسانة عسكرية مدعومة بقوى الاستكبار العالمي، لكنهم يثبتون أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن الحق سيظل منتصرًا مهما طال الزمن. إن هؤلاء الشهداء يعلِّموننا أن معنى الكرامة إنما هو موقفٌ يُتخذ وعملٌ يُنفذ، ويذكِّروننا أن الحرية هي حقٌ بالمقاومة وبالقوة تُنتزع، وأن الحياة التي منحها الله لنا لا تستحق أن تُعاش إلا بعزة وكرامة. إنهم يقولون لنا وللعالم أجمع: إن الكيان الصهيوني مهما امتلك من قوة عسكرية ودعم دولي وتخاذل عربي، لن يستطيع كسر إرادة شعبٍ قرر أن يعيش حرًا كريمًا، لن ينتزعوا حجرًا من يد طفلٍ ولد من جذور شجرةٍ تتحدى الموت، ولن يطفئوا شعلة المقاومة التي أوقدها الشهداء بدمائهم. إنهم يقاتلون من أجل أرضهم، ومن أجل كرامة الأمة بأسرها، ليبقى الأمل حيًا، ولتظل راية الحق مرفوعة. فسلامٌ عليهم وألف سلام لهم، حين اختاروا طريق الشهادة وساروا عليها، فأصبحوا نجومًا تتلألأ في سماء الأمة، ومشاعل نور لا تنطفئ. سلامٌ على أرواحهم الطاهرة والزكية التي ارتقت إلى عليين، تاركةً لنا وصيةً لا تموت، بأن نتمسك بالحق، وأن نحمل راية المقاومة لنصنع غدًا يليق بتضحياتهم. سلامٌ عليهم شهداء الدفاع عن الكرامة والحرية، وسلامٌ لهم صنّاع النهار ورواد النصر العظيم. سلامٌ لهم وعليهم يوم يموتون ويوم يحيون..

مخاوف من عمليات هدم واسعة في طولكرم.. واقتحامات يهودية جديدة لـ"الأقصى"
مخاوف من عمليات هدم واسعة في طولكرم.. واقتحامات يهودية جديدة لـ"الأقصى"

جريدة الرؤية

time٠١-٠٧-٢٠٢٥

  • جريدة الرؤية

مخاوف من عمليات هدم واسعة في طولكرم.. واقتحامات يهودية جديدة لـ"الأقصى"

الضفة الغربية- الوكالات تستعد سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عمليات هدم جديدة واسعة في مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية، بالتوازي مع تجدد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى. وأصدرت سلطات الاحتلال أصدرت إخطارات بهدم 104 مبانٍ في مخيم طولكرم. وتضم المباني التي شملها إخطار الهدم نحو 400 شقة سكنية وعشرات المنشآت التجارية، وكلها تعود ملكيتها لعائلات المخيم. وقالت اللجنة الإعلامية بطولكرم إن الاحتلال برر عمليات الهدم الجديدة بأسباب بينها فتح طرق في المخيم. وأشارت اللجنة- في بيان- إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت خلال العدوان المستمر منذ مطلع العام الجاري على مخيمي طولكرم ونور شمس ما لا يقل عن 400 منزل كليا، في حين تضرر 2573 منزلا جزئيا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة. وتسبب العدوان على مخيمي طولكرم في تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة، أي ما يزيد على 25 ألف شخص. في غضون ذلك، أحرقت قوات الاحتلال منزلا في حارة المنشية بمخيم نور شمس في طولكرم، حسب اللجنة الإعلامية بطولكرم. وقالت اللجنة إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إلى محيط المخيم، وسط تصاعد عمليات الهدم وإطلاق النار الكثيف داخل المخيم والتحليق المستمر لطائرات الاستطلاع الاستخباراتية فوق المنطقة. وفي شمال الضفة أيضا، أفادت مصادر فلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي هدم مبنى خلف مستشفى جنين الحكومي، تزامنا مع عمليات الهدم الواسعة والمتواصلة. وفي تطورات أخرى، هدمت قوات الاحتلال آبار مياه وجدرانا في بلدة سلواد شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية. من جهة ثانية، أعلنت الأوقاف الإسلامية أن نحو 170 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى صباح أمس، وأدوا رقصات وطقوسًا استفزازية داخله. وقالت الأوقاف إن نحو 3500 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى، في حين بلغ إجمالي المقتحمين منذ بداية العام نحو 26 ألفا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store