
سقوط الأسد يفقد 'الحزب' امتيازاته الحدودية
كتبت لوسي بارسخيان في 'نداء الوطن':
لم يكن التدهور الأمنيّ الذي شهدته الحدود اللبنانية الشرقية لجهة منطقة حوش السيد علي في الأسبوع الماضي تفصيلاً، ولا هي أيضاً إجراءات السلطات اللبنانية السريعة التي تلته. بل جاءت هذه الأحداث المتسارعة في سياق تاريخيّ، يصعب معه قبول ادّعاءات الجانب السوري بأنه تاه عن الخرائط المرسّمة لحدود بلاده عندما سيطر على الجزء اللبناني من البلدة لساعات معدودة. كما أنه يجعل من السذاجة التسليم بأنّ تدخّل الجيش لاسترداد البلدة 'المحتلة' فوراً، ليس سوى تدبيرٍ أمنيّ لتدارك مزيد من إشكالات المهرّبين. فهل تؤسّس قافلة ملالات الشرعية العسكرية التي شقّت طريقها إلى الحدود الشرقية، خطوة أولى باتجاه نزع السلاح من شمال الليطاني؟
الحوش اليوم تحت المجهر، فلنراقب وننتظر.
لطالما كانت مساحة الحدود الشاسعة الفاصلة بين لبنان وسوريا في منطقة الهرمل تحديداً، مغرية لتجّار الحدود. وهذا ما جعلها في نشاط دائم، تناغم من خلاله مهرّبو البلدين لفترة طويلة، ونوّعوا بضائعهم المهرّبة طبقاً لتبدّل حاجات الجارين. غير أنّ ذروة هذا النشاط التجاري، غير الشرعي، برزت في ثمانينات القرن الماضي. وحينها اكتسب حوش السيد علي شهرته، كـ port أو مرفأ جاف، أمّن انتقالاً سهلاً للبضائع على طرفي الحدود. فكان المهرّبون يبيعون سوريا مواد غذائية وإلكترونيات وأدوات كهربائية، في مقابل استقدامهم المازوت والغاز. وبدا إبداعهم خارقاً في الالتفاف على كل محاولات الردع الأمنية، حتى عندما ثبّت الجيش حواجزه التابعة لفوج الحدود على فم الحوش ومشارفها. فلم يُغلَق منفذ غير شرعي في البلدة، وخصوصاً من تلك المنافذ التي تتمتّع بأهميّة استراتيجية.
دور استراتيجي موازٍ للدور التجاري
منذ الأسبوع الأول من شهر نيسان 2013، صارت حركة التنقل 'غير الشرعي' بين البلدين عبر ممرّات الحوش والقصر أكثر استراتيجية. فقد تورّط 'حزب اللّه' إلى جانب نظام الأسد في المعركة التي شنّها ضد القوات المعارضة له في محافظة حمص، وكان دوره جلياً في مساندته بعمليات قطع طريق الإمداد الرئيسي للجيش السوري الحرّ والمتمرّدين على النظام، الذين تعرّضوا، مدنيين ومقاتلين، لعملية تهجير واسعة من منطقة القصير ومختلف قراها.
فائض القوة الذي تمتّع به 'حزب اللّه' على حدود المنطقة خلال هذه المرحلة فرض أمراً واقعاً، عزّز دور معابره غير الشرعية، كخطوط إمداد لوجستي للمعارك التي خيضت من ضمن المحور الإيراني في مساندة نظام بشار الأسد.
في معرض 'حرب الإسناد' التي خاضها 'حزب اللّه' إلى جانب نظام الأسد، كانت زيارة استطلاع ميدانية صحافية خاصة للمنطقة. فظهرت حينها حوش السيد علي كما منطقة القصر الملاصقة، كـ NO MAN'S LAND. لم يكن ذلك بسبب غياب كل مظاهر الدولة عنهما، وحتى تلك الخجولة التي كانت سابقاً توحي بسيطرة شرعية ما على المعابر غير الشرعية، إنما بسبب الحركة المريبة التي أحاطت بسكانها غير المرحّبين بأيّ غريب في بلدتهم. فتحوّل هؤلاء جميعاً مخبرين لـ 'حزب اللّه'، الذي أضيفت إلى مهام عناصره مرافقة زائر المنطقة وإبقاؤه تحت المراقبة حتى اصطحابه إلى خارجها. السيّارات التي كانت تجوب طرقات الحوش مع لوحات محجوبة وزجاج داكن حينها، جزمت بتحوّل المحيط إلى منطقة عمليات مخابراتية حزبية، وسط بيئة حامية، وفّرت الانتقال السهل للمقاتلين مع أسلحتهم. فبدا واضحاً أن دور البلدة الجيوسياسي- الأمني أصبح أكبر بكثير من دورها في التجارة غير الشرعية، وأبعد من مساحتها الممتدّة على عشرين كيلومتراً من الأراضي اللبنانية. وهذا ما أثبتته أيضاً الأحداث اللاحقة.
بيئة حاضنة للسلاح والمخدّرات
مع توسّع نفوذ 'حزب اللّه' في الطرف السوري من الحدود، منع على أهالي منطقة القصير السورية تفقّد ممتلكاتهم التي سيطر 'حزب اللّه' على جزء كبير منها، فدفع بهؤلاء باتجاه بلدة عرسال ومنطقة مشاريع القاع اللبنانيتين.
لأعوام، اقتنع النازحون السوريون من محافظة حمص، أنّ عودتهم إلى قراهم صارت مستحيلة، ولم يكن أحد يقدر على تبديل المعادلات بهذه السهولة بعد أكثر من عشر سنوات على هجرتهم القسرية.
السيطرة الأمنية ترافقت أيضاً مع سيطرة على الحركة التجارية للحدود، التي لزّمت للبيئة الحاضنة، وبدت في تماهٍ تامّ مع جيش نظام الأسد. وانسحب هذا التعاون في عمليات نوعية غير شرعية، احتضنت من خلالها البيئة أيضاً معامل تصنيع المخدّرات النازحة من الداخل السوري، وأحاطتها بسلاح سمّي 'سلاح العشائر' التي حمت 'الموبقات' مقابل غضّ النظر عن كل نشاط موازٍ أمّن الأرباح لمهرّبين احتموا أيضاً بعباءة العشائر.
إلّا أن الأخطر كان في الدور الذي لعبته منطقة الحوش ومعابرها غير الشرعية في هدر ودائع اللبنانيين في المصارف من خلال استنزاف دعم مصرف لبنان لبعض المنتجات المهرّبة، وبكميات كبيرة إلى سوريا، وسط ترحيب من 'حزب اللّه' بفكّ عزلة سوريا الاقتصادية المفروضة بموجب 'قانون قيصر'.
وقاحة الدويلة المذيّلة بعبارات 'خوش آمديد'
الكلّ يذكر صهاريج البنزين والمازوت في اجتيازها مسافات طويلة من بيروت إلى أقاصي الحدود اللبنانية باتجاه منطقة الهرمل، لتباع بأسعار ملأت جيوب المهرّبين بأرباح غير شرعية خلال تلك المرحلة. بدا الأمر حينها مستفزاً لكلّ اللبنانيين، الذين كانوا يراقبون أيضاً هدر ودائعهم في دعم منتجات تشاركوها مع النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية.
حاول 'حزب اللّه' لاحقاً تبييض صفحته مع المجتمع اللبناني. فروّج لصهاريج المازوت التي استحضرها من إيران عبر معبره غير الشرعي، كخدمة للمجتمع اللبناني.
مذيّلة بعبارة 'خوش آمَديد' الفارسية، والتي تعني 'أهلاً وسهلاً'، كشفت قوافل المازوت الإيراني التي استقدمها 'حزب اللّه' تحت شعار 'صهاريج فكّ الحصار'، الوقاحة التي بلغتها الدويلة من خلال شقّ أوتوسترادات رديفة للمعابر الحدودية الشرعية. ففضح 'الحزب' أبرز ثغرة حدودية مستغلّة استراتيجياً وأمنياً من قبله، وفي منطقة حوش السيد علي تحديداً. ومن بوّابتها حرّر أموالاً 'فريش' تقاضاها من السوق اللبنانية من جرّاء بيعه المازوت الإيراني بأقلّ من سعره، وربّما تكون قد موّلت أنشطته الحزبية، سواء الأمنية والعسكرية أو حتى الاجتماعية.
بدا هذا المعبر عصياً إذاً حتى على أبراج مراقبة الحدود البرية المجهّزة بتمويل بريطاني، ولم تتمكّن أفواج الحدود اللبنانية من إخضاعه لسلطتها، خلافاً لما أظهرته من حزم على طرف الحدود الفاصلة بين منطقة عرسال وجاراتها إثر معركة 'فجر الجرود'. وهذا ما أبقى معابر الحوش في دائرة شبهات أمنية وسياسية، إلى جانب التهم الموجهة إليها بتعميق الأزمة الاقتصادية وخلق منافذ لتجارات غير شرعية ومسيئة للأنظمة المرعيّة، سواء للمازوت والغذاء وحتى للدواء، وكل ذلك في سعي حثيث من 'الحزب' لتأمين نوع من الاستقلالية 'الصحية' و 'الغذائية' لبيئته.
ضريبة الثلاثية
في جولة ميدانية على المعابر البرية غير الشرعية منتصف العام 2023، كان واضحاً توقف الإجراءات العسكرية على باب معبر 'الحزب' في الحوش. فلم تخف مصادر عسكرية مواكبة أن ضبط هذا المعبر تحديداً مقرون بقرار سياسي يسقط ثلاثية 'الجيش والشعب والمقاومة' التي شرّع بذريعتها شقّ طرقات موازية لأكثر من معبر شرعي. إلى أن جاءت ضريبة هذه الثلاثية في عقر دار الخزان البشري واللوجستي لـ 'الحزب' في منطقة بعلبك الهرمل، فوقع الحوش أيضاً في مرمى الأهداف الأساسية للطيران الإسرائيلي، مع توسّع عدوانه على لبنان إثر تورّط 'حزب اللّه' في حرب 'المشاغلة'.
في 11 حزيران 2024 كانت أولى الغارات الإسرائيلية التي استهدفت بتسعة صواريخ ناقلات نفط، ومبنى دمّر بالكامل في منطقة الحوش وفقاً لما نقلته وكالة 'فرانس برس'، لتكرّ السبحة من بعدها باستهدافات متكرّرة تنوّعت بين غارات على خزانات وقود وصهاريج نفط، وشاحنات، ومراكز حزبية ومستودعات أسلحة، وسيارات وحتى دراجات نارية، وفقاً لما تناولته صفحات الناشطين، بالإضافة إلى ما نشره الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، من دون أن تتمكن الصحافة من بلوغ هذه الأهداف للتأكد من حقيقة ما هو مستهدف.
استمرّت الحوش في مرمى نيران الطيران الإسرائيلي حتى اليوم الأخير الذي سبق إعلان وقف العدوان، لا بل تكرّرت الاعتداءات بعده، وكان آخرها في شهر شباط من العام الجاري.
تقهقر معبر 'الحزب' المرافق لتقهقر نظام الأسد
كان واضحاً أن العدوان الإسرائيلي المتكرر على المنطقة لم يوقف نهائياً حركة التهريب، التجاري والاستراتيجي، عبر هذه المنطقة. إلى أن سقط نظام بشار الأسد في سوريا. فاستشعر أهالي المنطقة كما 'حزب اللّه' أنهم فقدوا امتيازاتهم على هذه الحدود. وصار فائض القوة الذي تمتّعوا به، على الجانب السوري من الحدود، معززاً بخلفيات انتقامية تغذّت من كل الأحداث التي سبقت سقوط الأسد ونظامه.
عشية الثامن من كانون الأول من العام 2024 تحدّثت معلومات صحافية عن تعزيزات قتالية حاول 'حزب اللّه' أن يمدّ بها نظام الأسد للحفاظ على صموده، انطلقت من منطقة حوش السيد علي باتجاه محافظة حمص، لكنّ العناصر ما لبثوا أن عادوا أدراجهم مع تقهقر المحور الإيراني بسرعة قياسية فاقت سرعة هروب بشار الأسد من قصره.
لم تهدأ حركة معابر الحوش بعد تاريخ سقوط الأسد أيضاً. لكنّ المفارقة كانت في تبدّل الهوية المذهبية للهاربين. شهدت المدن والقرى السورية المتاخمة للحدود اللبنانية في هذه المرحلة هجرة جماعية لسكانها 'الشيعة'، من لبنانيين وسوريين، ولا يزال جزء كبير من هؤلاء يملأ حسينيات منطقة الهرمل، وقسم كبير يتخوّف من أن يكون قد فقد ممتلكاته على الناحية الأخرى من الحدود نهائياً.
تبدّل موازين القوى على الحدود
كانت تلك علامات تبدّل موازين القوى في هذه المنطقة، التي دفعت بـ 'حزب اللّه' إلى التنصّل من كل احتكاك يقع على الحدود، وآخرها نفي ضلوعه في المواجهات التي تطوّرت إلى احتلال جيش الإدارة السورية الموقتة الجزء اللبناني من أراضي الحوش، قبل انسحابه منه بعد اتصالات مباشرة جرت بين السلطات الشرعية في البلدين.
حاول الطرف السوري أن يبرر فائض القوة الذي استخدمه في حرق منازل المدنيين وإلحاق الأذى بممتلكات أهالي الحوش وقاطنيها اللبنانيين خلال فترة احتلاله القصيرة للبلدة، من خلال نشر صور لمراكز مراقبة أمنية، ادّعى الناشطون إلى جانب الإدارة السورية أنها تابعة لـ 'حزب اللّه'، متحدثين أيضاً عن اقتحام مستودعات للأسلحة، والكبتاغون.
وعلى الرغم من تظهير الطابع الأمني 'العصاباتي' للحوش، لم تمانع الإدارة السورية الموقتة لاحقاً الرضوخ للشواهد الجغرافية التي قدّمها الطرف اللبناني، والتي أظهرت لبنانية الأراضي التي دخل إليها. فانسحبت قواتها خلال ساعات، ليبسط الجيش سطوته على المنطقة للمرة الأولى، وتصبح مع جاراتها تحت إمرة السيادة الوطنية، بصرف النظر عن هتافات التخوين التي حاولت أن ترتفع على صوت ملالاته.
إنجاز يسجل لبداية العهد فهل يستكمل؟
انطلاقاً من هذا التسلسل التاريخي لسيرة حوش السيد علي الحديثة، يصبح دخول الجيش إلى المنطقة إنجازاً يسجل لعهد الرئيس جوزاف عون، وقائد الجيش الجديد العماد رودولف هيكل في أولى مهماته المنفذة بعد توليه منصبه. إلّا أن العبرة لا شك تبقى في مدى صمود الهدنة على هذه الحدود ومنع تكرر الاشتباكات في المرحلة المقبلة، مثلما هي في فرض سيادة الشرعية التامة على مختلف المعابر غير الشرعية، والتي ارتفعت الشكوى أخيراً من الخروقات التي تتسبّب فيها، سواء في منطقة مشاريع القاع بقاعاً، والتي تشكل امتداداً للمنطقة الحدودية الفاصلة بين البلدين، أو في شمال لبنان.
فعلى الرغم من إغلاق بعض المنافذ غير الشرعية عبر منطقة مشاريع القاع باتجاه الأراضي السورية، ما زالت معابر التهريب مشرّعة في هذا الطرف من الحدود، بتسهيل من الإدارة السورية الموقتة وقواتها العسكرية. وهذا ما يضع الدولة وأجهزتها الأمنية الشرعية، تحت ضغط مضاعف لفرض هيبتها على كل الأراضي اللبنانية، منعاً لسيادة منقوصة تبقي الباب مشرعاً للفتنة المتسلّلة عبر الحدود. وعلى الرغم من بعض أصوات النشاز، يتطلع أبناء البلدات المجاورة للحدود، إلى استعادة السلطات الشرعية اللبنانية زمام المبادرة، ليس فقط في فرض سيطرتها على الحدود، وإنما أيضاً في تطبيق أنظمتها في ترحيل كل السوريين المقيمين على الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، وخصوصاً بعدما انتصر هؤلاء لقضيّتهم في إسقاط نظام الأسد. وهذا يتطلّب بحسب أبناء المنطقة قراراً سياسياً يتجاوز مجرّد التدابير الأمنية، ليمنع تكرّر مثل هذا الانفلات الأمني الذي يكاد في كل مرة يورّط لبنان في حرب جديدة، ويفرض هيبة الدولة سواء في حوش السيد علي أو في غيرها من القرى الملاصقة للحدود.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 2 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
ورقة التوت الفلسطينية تسقط عن "حزب الله" منتصف حزيران
أتى الإعلان أمس عن بدء عملية تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان بدءاً من منتصف الشهر المقبل، إيذاناً بسقوط الخطوط الحمراء التي وضعها نظام الأسد على هذا السلاح قبل 40 عاماً. وتبعه على هذا الطريق، بعد رحيل الأخير عن لبنان عام 2005 الأمين العام السابق لـ "حزب الله" حسن نصرالله قبل ربع قرن. وفتح هذا التطور التاريخي مساراً يتصل بسلاح "الحزب" نفسه الذي سيواجه مصير السلاح الفلسطيني أيضاً تطبيقاً لاتفاق الطائف. وتوقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس عند هذه التطورات في كلمة وجهها إلى "مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان" ATFL خلال عشاء أقامته في واشنطن، قال: "يتعيّن على رئيس الحكومة نواف سلام، والحكومة، وعلي شخصياً، أن نبذل جهوداً كبيرة في الأشهر المقبلة، لإيصال لبناننا الحبيب إلى بر أكثر أماناً وازدهاراً وسيادة ...من أجل لبنان حر، مستقل، تكون للدولة فيه وحدها حصرية السلاح". جدول جمع السلاح الفلسطيني أكدت مصادر حكومية لـ "نداء الوطن" أن الجيش اللبناني والأمن العام سيبدآن جمع السلاح من المخيمات الفلسطينية وفقاً لجدول زمني اتفق عليه في خلال الاجتماع الأول للجنة اللبنانية – الفلسطينية المشتركة، بحسب التواريخ الآتية: 16 حزيران في مخيمات العاصمة بيروت الثلاثة: برج البراجنة وشاتيلا ومار الياس، في 1 تموز مخيمات البقاع والشمال، وبعدها مخيمات الجنوب، وتحديداً تلك الواقعة في جنوب الليطاني أي الرشيدية والبرج الشمالي والبصّ. وبحسب المصادر ستكون المهمة الأصعب في مخيم "عين الحلوة"، الذي يمكن تقسيم الفصائل فيه إلى ثلاثة أجزاء: الأول "منظمة التحرير الفلسطينية"، الثاني "حماس" و"الجهاد" والثالث "الإسلاميون المتطرفون". وتشير المصادر الحكومية إلى أنّ لجنة العمل الفلسطيني المشترك، التي تضمّ فصائل منضوية تحت لواء "منظمة التحرير" وأخرى غير منضوية تحتها مثل "حماس" و"الجهاد" وغيرهما، ستبلّغ الفصائل، خلال اليومين المقبلين، بمضمون اتفاق نزع السلاح بين الجانبين الفلسطيني واللبناني وبمواعيد البدء بتنفيذ الخطة، وفي حال عدم التجاوب ستطال الجهة المعرقلة سلسلة من الإجراءات، تشمل إلغاء تأشيرات الدخول إلى لبنان ومطالبتها بمغادرة الأراضي اللبنانية مع تشديد الحواجز الأمنية وتقييد حركتها. حاضنة سنية لنزع السلاح وأكدت مصادر نيابية سنية لـ "نداء الوطن" أن جميع القيادات السنية سواء السياسية أو الدينية ترحّب بما صدر عن القمة التي جمعت عون وعباس. وأوضحت أن لبنان لم يعد يتحمّل أي خضة أمنية، والموقف السني العام يأتي في إطار الموقف الوطني الذي يؤكد حصر السلاح بيد الشرعية. وعن ملف سلاح "حماس"، شدّدت المصادر على عدم الفصل بين سلاح غير شرعي وسلاح آخر، موضحةً أن أغلبية سنّة لبنان يعتبرون أن "حماس" تعمل بما تمليه عليها مصالح إيران وحساباتها، لذلك لم تأخذ العطف الذي كان لدى حركة "فتح" سابقاً، ولذلك يجب نزع سلاحها قبل غيرها لأنها تهدّد الأمن اللبناني، والسنة مع قرار بناء الدولة، وهذا ما يعلن عنه نوابهم ومرجعياتهم السياسية وعلى رأسها رئاسة الحكومة وكذلك دار الفتوى. الدور المقبل تسليم سلاح "حزب الله" ولا يجادل اثنان في أن السلاح الميليشاوي يلقى مصير مشروع إيران الخارجي الذي "يلفظ أنفاسه" حالياً وفق توصيف أوساط دبلوماسية عربية في بيروت لـ "نداء الوطن". وتضيف هذه الأوساط: "بالنسبة إلى سلاح "الحزب"، فهو مرتبط باتفاق وقف إطلاق النار. وتمضي العملية المتصلة بهذا السلاح بإشراف جنرال أميركي مقيم في بيروت مع فريق يضم عشرات الخبراء الأميركيين كي تبسط السلطة اللبنانية سلطتها على كل لبنان". ولفتت إلى "أن الخطوة الفلسطينية التي ستبصر النور منتصف حزيران القادم دافع أقوى للتخلص من سلاح "الحزب" وفي ذلك تطبيق لاتفاق الطائف بنزع سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية". وأشارت إلى "التطور الكبير" الذي أكده أمس مصدران فلسطينيان لوكالة "فرانس برس" وفيه أن قادة فصائل فلسطينية، غادروا سوريا، بعد "تضييق" من السلطات ومصادرة ممتلكاتهم. وبحسب الأوساط الدبلوماسية التي تحدثت إليها "نداء الوطن" فإن سوريا "لا يمكن أن تكون من الآن فصاعداً موطئ قدم لأي جماعة تعهد الشرع بمواجهتها خلال اللقاء الأخير الذي جمعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض. وخلصت هذه الأوساط إلى القول: "أتت الجولة الخامسة من الحوار بين واشنطن وطهران أمس في ظل قرار أميركي واضح صفر تخصيب لليورانيوم ولا خيارات لإيران على هذا المستوى. ويبحث الأميركيون لإيران عن بدائل ولكن ممنوع أن يكون عندها أي إمكانية للتخصيب. فالمشروع الإيراني بدأ يلفظ أنفاسه ولم تعد لديه أية خيارات والشرق الأوسط الذي كان الإيراني يضبط إيقاعه لم يعد كذلك لأن هوية المنطقة عادت عربية". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


صوت لبنان
منذ 2 ساعات
- صوت لبنان
ورقة التوت الفلسطينية تسقط عن 'الحزب' منتصف حزيران
جاء في 'نداء الوطن': أتى الإعلان أمس عن بدء عملية تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان بدءاً من منتصف الشهر المقبل، إيذاناً بسقوط الخطوط الحمراء التي وضعها نظام الأسد على هذا السلاح قبل 40 عاماً. وتبعه على هذا الطريق، بعد رحيل الأخير عن لبنان عام 2005 الأمين العام السابق لـ 'حزب الله' حسن نصرالله قبل ربع قرن. وفتح هذا التطور التاريخي مساراً يتصل بسلاح 'الحزب' نفسه الذي سيواجه مصير السلاح الفلسطيني أيضاً تطبيقاً لاتفاق الطائف. وتوقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس عند هذه التطورات في كلمة وجهها إلى 'مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان' ATFL خلال عشاء أقامته في واشنطن، قال: 'يتعيّن على رئيس الحكومة نواف سلام، والحكومة، وعلي شخصياً، أن نبذل جهوداً كبيرة في الأشهر المقبلة، لإيصال لبناننا الحبيب إلى بر أكثر أماناً وازدهاراً وسيادة …من أجل لبنان حر، مستقل، تكون للدولة فيه وحدها حصرية السلاح'. جدول جمع السلاح الفلسطيني أكدت مصادر حكومية لـ 'نداء الوطن' أن الجيش اللبناني والأمن العام سيبدآن جمع السلاح من المخيمات الفلسطينية وفقاً لجدول زمني اتفق عليه في خلال الاجتماع الأول للجنة اللبنانية – الفلسطينية المشتركة، بحسب التواريخ الآتية: 16 حزيران في مخيمات العاصمة بيروت الثلاثة: برج البراجنة وشاتيلا ومار الياس، في 1 تموز مخيمات البقاع والشمال، وبعدها مخيمات الجنوب، وتحديداً تلك الواقعة في جنوب الليطاني أي الرشيدية والبرج الشمالي والبصّ. وبحسب المصادر ستكون المهمة الأصعب في مخيم 'عين الحلوة'، الذي يمكن تقسيم الفصائل فيه إلى ثلاثة أجزاء: الأول 'منظمة التحرير الفلسطينية'، الثاني 'حماس' و'الجهاد' والثالث 'الإسلاميون المتطرفون'. وتشير المصادر الحكومية إلى أنّ لجنة العمل الفلسطيني المشترك، التي تضمّ فصائل منضوية تحت لواء 'منظمة التحرير' وأخرى غير منضوية تحتها مثل 'حماس' و'الجهاد' وغيرهما، ستبلّغ الفصائل، خلال اليومين المقبلين، بمضمون اتفاق نزع السلاح بين الجانبين الفلسطيني واللبناني وبمواعيد البدء بتنفيذ الخطة، وفي حال عدم التجاوب ستطال الجهة المعرقلة سلسلة من الإجراءات، تشمل إلغاء تأشيرات الدخول إلى لبنان ومطالبتها بمغادرة الأراضي اللبنانية مع تشديد الحواجز الأمنية وتقييد حركتها. حاضنة سنية لنزع السلاح وأكدت مصادر نيابية سنية لـ 'نداء الوطن' أن جميع القيادات السنية سواء السياسية أو الدينية ترحّب بما صدر عن القمة التي جمعت عون وعباس. وأوضحت أن لبنان لم يعد يتحمّل أي خضة أمنية، والموقف السني العام يأتي في إطار الموقف الوطني الذي يؤكد حصر السلاح بيد الشرعية. وعن ملف سلاح 'حماس'، شدّدت المصادر على عدم الفصل بين سلاح غير شرعي وسلاح آخر، موضحةً أن أغلبية سنّة لبنان يعتبرون أن 'حماس' تعمل بما تمليه عليها مصالح إيران وحساباتها، لذلك لم تأخذ العطف الذي كان لدى حركة 'فتح' سابقاً، ولذلك يجب نزع سلاحها قبل غيرها لأنها تهدّد الأمن اللبناني، والسنة مع قرار بناء الدولة، وهذا ما يعلن عنه نوابهم ومرجعياتهم السياسية وعلى رأسها رئاسة الحكومة وكذلك دار الفتوى. الدور المقبل تسليم سلاح 'حزب الله' ولا يجادل اثنان في أن السلاح الميليشاوي يلقى مصير مشروع إيران الخارجي الذي 'يلفظ أنفاسه' حالياً وفق توصيف أوساط دبلوماسية عربية في بيروت لـ 'نداء الوطن'. وتضيف هذه الأوساط: 'بالنسبة إلى سلاح 'الحزب'، فهو مرتبط باتفاق وقف إطلاق النار. وتمضي العملية المتصلة بهذا السلاح بإشراف جنرال أميركي مقيم في بيروت مع فريق يضم عشرات الخبراء الأميركيين كي تبسط السلطة اللبنانية سلطتها على كل لبنان'. ولفتت إلى 'أن الخطوة الفلسطينية التي ستبصر النور منتصف حزيران القادم دافع أقوى للتخلص من سلاح 'الحزب' وفي ذلك تطبيق لاتفاق الطائف بنزع سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية'. وأشارت إلى 'التطور الكبير' الذي أكده أمس مصدران فلسطينيان لوكالة 'فرانس برس' وفيه أن قادة فصائل فلسطينية، غادروا سوريا، بعد 'تضييق' من السلطات ومصادرة ممتلكاتهم. وبحسب الأوساط الدبلوماسية التي تحدثت إليها 'نداء الوطن' فإن سوريا 'لا يمكن أن تكون من الآن فصاعداً موطئ قدم لأي جماعة تعهد الشرع بمواجهتها خلال اللقاء الأخير الذي جمعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض. وخلصت هذه الأوساط إلى القول: 'أتت الجولة الخامسة من الحوار بين واشنطن وطهران أمس في ظل قرار أميركي واضح صفر تخصيب لليورانيوم ولا خيارات لإيران على هذا المستوى. ويبحث الأميركيون لإيران عن بدائل ولكن ممنوع أن يكون عندها أي إمكانية للتخصيب. فالمشروع الإيراني بدأ يلفظ أنفاسه ولم تعد لديه أية خيارات والشرق الأوسط الذي كان الإيراني يضبط إيقاعه لم يعد كذلك لأن هوية المنطقة عادت عربية'. دفعة على الحساب لأورتاغوس ويستعد لبنان خلال أسبوعين لاستقبال الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس مجدداً وسط أجواء في واشنطن تعبر عن انتقاد أميركي لبطء الإجراءات في لبنان لتسليم سلاح 'حزب الله'. وتحضيراً لزيارة أورتاغوس، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي أمس سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وتناول البحث آخر المستجدات في لبنان والمنطقة، والمساعي الجارية لوقف التصعيد الإسرائيلي المتواصل في جنوب لبنان، إضافة إلى مسألة التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب. وأفادت معلومات أن الجانب الأميركي تبلغ 'أن الخطوات السيادية في لبنان ولو كانت بطيئة تسير بشكل ثابت في الاتجاه الصحيح'. ولفتت إلى أنه 'بدأ الآن تنفيذ مرحلة ما بعد 'اتفاق القاهرة' الذي تم إلغاؤه عام 1987 ما يعني انتهاء استخدام لبنان كورقة فلسطينية والتي كانت سبب الحرب الأهلية 1975″. وأشارت إلى أن ما تم إعلانه أمس حول السلاح الفلسطيني بمثابة 'بادرة حسن نية' تلاقي مهمة أورتاغوس 'المستاءة من بطء خطوات الحكومة اللبنانية'. الانتخابات البلدية في الجنوب لا تبتعد هذه الأحداث ذات الطابع الأمني عن المشهد الداخلي الذي يكتمل في المرحلة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستكون محطتها اليوم في محافظتي الجنوب والنبطية. وتمثل المعركة التي ستدور في جزين تعبيراً عن التغيير الكبير الذي يلف لبنان في العهد الجديد الذي يمضي قدماً لترسيخ سيادة الدولة التي افتقدها الوطن منذ نصف قرن. ولن تكون جزين خارج هذا التغيير الذي هبت رياحه في زحلة ومناطق واسعة في سائر المحافظات . وتقول أوساط نيابية لـ 'نداء الوطن' إن إنجاز هذه الانتخابات 'يسجل للعهد الذي التزم مساراً لا يتوقف بعد تكوين السلطة والتعيينات وإتمام الاستحقاقات الانتخابية خلافاً لكل المراحل التي كنا نشهدها من العام 2005 تجديداً وتمديداً. وأدار العهد الانتخابات على مسافة واحدة من كل الفرقاء وضبط الأمن كي تكون الانتخابات نزيهة'. أضافت: 'خلفية الفريق الآخر في انتخابات جزين هي أنه يريد أن يسجل انتصاراً في جزين على الرغم من أن رئاسة الاتحاد في القضاء ستكون لـ 'القوات اللبنانية'، لذا يحاولون اختراع مواجهة في جزين لتسجيل نقطة في مرمى 'القوات'. ويرى محور الممانعة الانتخابات البلدية مقدمة للانتخابات النيابية ويسعى إلى 'أن تبقى جزين في فلك الممانعة كي يبقى الجنوب خاضعاً للممانعة. لكن هناك استحالة أن يحقق 'التيار الوطني الحر' أي خرق في جزين من دون الرافعة الشيعية التي تريد أن تغيّر المشهد الذي شهدته زحلة'.


المركزية
منذ 2 ساعات
- المركزية
ورقة التوت الفلسطينية تسقط عن "حزب الله" منتصف حزيران
أتى الإعلان أمس عن بدء عملية تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان بدءاً من منتصف الشهر المقبل، إيذاناً بسقوط الخطوط الحمراء التي وضعها نظام الأسد على هذا السلاح قبل 40 عاماً. وتبعه على هذا الطريق، بعد رحيل الأخير عن لبنان عام 2005 الأمين العام السابق لـ "حزب الله" حسن نصرالله قبل ربع قرن. وفتح هذا التطور التاريخي مساراً يتصل بسلاح "الحزب" نفسه الذي سيواجه مصير السلاح الفلسطيني أيضاً تطبيقاً لاتفاق الطائف. وتوقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس عند هذه التطورات في كلمة وجهها إلى "مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان" ATFL خلال عشاء أقامته في واشنطن، قال: "يتعيّن على رئيس الحكومة نواف سلام، والحكومة، وعلي شخصياً، أن نبذل جهوداً كبيرة في الأشهر المقبلة، لإيصال لبناننا الحبيب إلى بر أكثر أماناً وازدهاراً وسيادة ...من أجل لبنان حر، مستقل، تكون للدولة فيه وحدها حصرية السلاح". جدول جمع السلاح الفلسطيني أكدت مصادر حكومية لـ "نداء الوطن" أن الجيش اللبناني والأمن العام سيبدآن جمع السلاح من المخيمات الفلسطينية وفقاً لجدول زمني اتفق عليه في خلال الاجتماع الأول للجنة اللبنانية – الفلسطينية المشتركة، بحسب التواريخ الآتية: 16 حزيران في مخيمات العاصمة بيروت الثلاثة: برج البراجنة وشاتيلا ومار الياس، في 1 تموز مخيمات البقاع والشمال، وبعدها مخيمات الجنوب، وتحديداً تلك الواقعة في جنوب الليطاني أي الرشيدية والبرج الشمالي والبصّ. وبحسب المصادر ستكون المهمة الأصعب في مخيم "عين الحلوة"، الذي يمكن تقسيم الفصائل فيه إلى ثلاثة أجزاء: الأول "منظمة التحرير الفلسطينية"، الثاني "حماس" و"الجهاد" والثالث "الإسلاميون المتطرفون". وتشير المصادر الحكومية إلى أنّ لجنة العمل الفلسطيني المشترك، التي تضمّ فصائل منضوية تحت لواء "منظمة التحرير" وأخرى غير منضوية تحتها مثل "حماس" و"الجهاد" وغيرهما، ستبلّغ الفصائل، خلال اليومين المقبلين، بمضمون اتفاق نزع السلاح بين الجانبين الفلسطيني واللبناني وبمواعيد البدء بتنفيذ الخطة، وفي حال عدم التجاوب ستطال الجهة المعرقلة سلسلة من الإجراءات، تشمل إلغاء تأشيرات الدخول إلى لبنان ومطالبتها بمغادرة الأراضي اللبنانية مع تشديد الحواجز الأمنية وتقييد حركتها. حاضنة سنية لنزع السلاح وأكدت مصادر نيابية سنية لـ "نداء الوطن" أن جميع القيادات السنية سواء السياسية أو الدينية ترحّب بما صدر عن القمة التي جمعت عون وعباس. وأوضحت أن لبنان لم يعد يتحمّل أي خضة أمنية، والموقف السني العام يأتي في إطار الموقف الوطني الذي يؤكد حصر السلاح بيد الشرعية. وعن ملف سلاح "حماس"، شدّدت المصادر على عدم الفصل بين سلاح غير شرعي وسلاح آخر، موضحةً أن أغلبية سنّة لبنان يعتبرون أن "حماس" تعمل بما تمليه عليها مصالح إيران وحساباتها، لذلك لم تأخذ العطف الذي كان لدى حركة "فتح" سابقاً، ولذلك يجب نزع سلاحها قبل غيرها لأنها تهدّد الأمن اللبناني، والسنة مع قرار بناء الدولة، وهذا ما يعلن عنه نوابهم ومرجعياتهم السياسية وعلى رأسها رئاسة الحكومة وكذلك دار الفتوى. الدور المقبل تسليم سلاح "حزب الله" ولا يجادل اثنان في أن السلاح الميليشاوي يلقى مصير مشروع إيران الخارجي الذي "يلفظ أنفاسه" حالياً وفق توصيف أوساط دبلوماسية عربية في بيروت لـ "نداء الوطن". وتضيف هذه الأوساط: "بالنسبة إلى سلاح "الحزب"، فهو مرتبط باتفاق وقف إطلاق النار. وتمضي العملية المتصلة بهذا السلاح بإشراف جنرال أميركي مقيم في بيروت مع فريق يضم عشرات الخبراء الأميركيين كي تبسط السلطة اللبنانية سلطتها على كل لبنان". ولفتت إلى "أن الخطوة الفلسطينية التي ستبصر النور منتصف حزيران القادم دافع أقوى للتخلص من سلاح "الحزب" وفي ذلك تطبيق لاتفاق الطائف بنزع سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية". وأشارت إلى "التطور الكبير" الذي أكده أمس مصدران فلسطينيان لوكالة "فرانس برس" وفيه أن قادة فصائل فلسطينية، غادروا سوريا، بعد "تضييق" من السلطات ومصادرة ممتلكاتهم. وبحسب الأوساط الدبلوماسية التي تحدثت إليها "نداء الوطن" فإن سوريا "لا يمكن أن تكون من الآن فصاعداً موطئ قدم لأي جماعة تعهد الشرع بمواجهتها خلال اللقاء الأخير الذي جمعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض. وخلصت هذه الأوساط إلى القول: "أتت الجولة الخامسة من الحوار بين واشنطن وطهران أمس في ظل قرار أميركي واضح صفر تخصيب لليورانيوم ولا خيارات لإيران على هذا المستوى. ويبحث الأميركيون لإيران عن بدائل ولكن ممنوع أن يكون عندها أي إمكانية للتخصيب. فالمشروع الإيراني بدأ يلفظ أنفاسه ولم تعد لديه أية خيارات والشرق الأوسط الذي كان الإيراني يضبط إيقاعه لم يعد كذلك لأن هوية المنطقة عادت عربية". "نداء الوطن"