
تصعيد مرتقب بين الحكومة واتحاد الشغل... تونس على أبواب خريف ساخن؟
وأكد اتحاد الشغل، وهو أكبر النقابات في تونس، أن الحكومة رفضت عقد جلسات صلحية مع عدد من فروعه. وتُعقد هذه الجلسات، وفق القانون، بين الطرف النقابي والطرف الحكومي بهدف التوصل إلى اتفاق قبل تنفيذ الإضراب.
العودة إلى الشارع
قبل أيام، نفذ اتحاد الشغل إضراباً عاماً في قطاع النقل البري لمدة ثلاثة أيام، ما أدى إلى شلل تام في مختلف المدن، في ما بدا رسالة واضحة للسلطة تشير إلى عودة الاتحاد إلى الشارع.
ويرجح مراقبون للشأن النقابي أن تشهد العلاقة بين الحكومة والاتحاد تصعيداً خلال الفترة المقبلة، قد يضع تونس أمام احتمال خريف ساخن، خاصة في ظل غلق باب التفاوض.
وفي أول ردّ له على إلغاء الجلسات الصلحية، جدّد الاتحاد "استعداده للتصدي لأي محاولة لخرق الدستور أو الاتفاقيات الدولية أو المسّ بالقانون".
ويقول صلاح الدين السالمي، الأمين العام المساعد للاتحاد، في تصريح لـ"النهار"، إن القرار "سابقة خطيرة تمسّ بالحوار الاجتماعي"، محمّلاً الحكومة مسؤولية خرق القانون.
بدوره، يصف المحلل السياسي المهتم بالشأن النقابي صبري الزغيدي القرار بـ"الخطير"، معتبراً أنه يُظهر رغبة واضحة من الحكومة في الدخول في مواجهة مباشرة مع عشرات الآلاف من العمال.
ويضيف، لـ"النهار"، أن القرار ستكون له تداعيات وخيمة على السلم الاجتماعي في البلاد، موضحاً أن "الطرف الحكومي، وعوض السعي لنزع فتيل الأزمة عبر التفاوض، اختار التصعيد، في مخالفة صريحة للخطاب الرسمي الذي يرفع شعار الدولة الاجتماعية".
قنوات اتصال مسدودة
ولطالما كانت الحكومات في تونس تتحاشى الدخول في صدام مع اتحاد الشغل، نظراً إلى قدرته على تحريك الشارع منذ عهد الحبيب بورقيبة، كما لعب دوراً محورياً في إنجاح الحوار الوطني عام 2014، الذي تُوج بجائزة نوبل للسلام.
لكن الرئيس قيس سعيّد لا يبدو مهتماً بهذا النفوذ، إذ لم يتواصل مع الاتحاد منذ استحواذه على جميع صلاحيات الحكم في 2021، إلا في مناسبات نادرة، في ما يُعدّ مؤشراً على قطيعة بين الطرفين.
ويرى مراقبون أن سعيّد يستند في معركته مع الاتحاد إلى شعبيته، باعتباره مدافعاً عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للتونسيين، في مقابل تراجع نفوذ المنظمة النقابية وتأثيرها في الشارع.
ويقول الزغيدي إن المواجهة بين السلطة والاتحاد بدأت فعلياً منذ صدور المنشور عدد 20، الذي قيّد عملية التفاوض مع الطرف الاجتماعي تحت مبرر تنظيمها.
الاتحاد في مرمى الانتقادات
لكن الإضرابات الأخيرة، سواء التي نفذها الاتحاد أو تلك التي أعلن عن نيته تنفيذها، زادت من حدّة الانتقادات الموجهة إليه.
ويواجه الاتحاد هجوماً من أنصار "مسار 25 يوليو" الداعمين لسعيّد، الذين يحمّلونه مسؤولية انهيار العديد من القطاعات بسبب "إغراقها في الفوضى والمطلبية".
ويؤيد شق من الشارع التونسي هذا الرأي، رغم أن الاتحاد يعتبر المظلة الأساسية التي يلجأ إليها العمال عند المساس بحقوقهم، إلا أن بعض الأصوات ترى أنه "ساهم في تعميق أزمة البلاد".
في المقابل، تتهم المعارضة الاتحاد بـ"مهادنة السلطة"، في إشارة إلى عدم دعمه لتحركاتها الاحتجاجية.
أزمة داخلية
تأتي هذه التطورات في ظل أزمة داخلية يعيشها الاتحاد منذ أشهر، ما يزيد من حجم الضغوطات على القيادة الحالية.
وقد يكون التصعيد ضد السلطة خياراً للاتحاد للخروج من أزمته، باعتبار أن ذلك قد يُعيد توحيد الصف النقابي.
لكن شقاً من النقابيين يرفض التمديد للمكتب الحالي ويطالب بإجراء انتخابات مبكرة.
غير أن خيار التصعيد يظل مفتوحاً على سيناريوات عدة، ما يجعل الإضرابات المرتقبة اختباراً حقيقياً للاتحاد وللسلطة على حد سواء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سيدر نيوز
منذ 9 ساعات
- سيدر نيوز
الشرق الأوسط قد يكون ساحة لحرب نووية – الغارديان #عاجل
الشرق الأوسط قد يكون 'ساحة محتملة' لحرب نووية تقود العالم للفناء، وفقا لمقال رأي بصحيفة الغارديان البريطانية، في حين حذرت الإندبندنت من 'تقسيم' أوكرانيا مقابل وقف بوتين الحرب وحصول ترامب على جائزة نوبل، وأخيراً ألقت التلغراف الضوء على 'قمع' شبكات التواصل الاجتماعي لحرية التعبير. نبدأ من الغارديان، ومقال للكاتب سيمون تيسدال، بعنوان 'مع اقتراب العالم من الفناء النووي، أين المعارضة؟'، وقوله إن التهديد الفتاك للأسلحة النووية وتاريخها المظلم وانتشارها المستقبلي، عاد ليتصدر واجهة الأخبار، ويثير القلق. وأضاف: 'لأول مرة منذ الحرب الباردة، تتحول أوروبا وآسيا والشرق الأوسط إلى ساحات محتملة لمعارك نووية، لكن الآن القنابل والصواريخ الذرية ليست للردع، بل أسلحة هجومية يتم من خلالها حسم الحرب.' وأوضح أن قرار روسيا، الأسبوع الماضي، بالانسحاب رسمياً من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (INF) لعام 1987، التي تحظر الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى، ليهدم ركيزة أساسية من ركائز ضبط التسلح العالمي. وحذر من أن هذا القرار سيُسرع من سباق التسلح النووي، المحموم أصلاً، في أوروبا وآسيا، في وقت يتبادل فيه قادة الولايات المتحدة وروسيا 'السخرية من بعضهما البعض كالأطفال.' وأشار إلى أن بوتين، دائماً ما هدد الغرب بالأسلحة النووية خلال حربه في أوكرانيا، وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أطلقت القوات الروسية صاروخ 'أوريشنيك' متوسط المدى الأسرع من الصوت والقادر على حمل رؤوس نووية على مدينة دنيبرو الأوكرانية، ويمكنه الوصول إلى أي مدينة في أوروبا. تُلقي موسكو باللوم في قرارها بالانسحاب من المعاهدة على أفعال حلف الناتو 'العدائية'. لكن الكاتب يرى أن هناك تجاوزات عملية لموسكو، خاصة بنشر الصواريخ في كالينينغراد، الجيب الروسي على بحر البلطيق، وفي الوقت نفسه فإن القلق الروسي 'مشروع' فيما يتعلق بالناتو. فقد تراجع دونالد ترامب، عن معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى لأول مرة عام 2018، ثم أعقب هذا بحشد ضخم من الصواريخ والقاذفات والطائرات والقنابل النووية، في دول الناتو الأوروبية، وهو ما أثار قلق موسكو، وهو أمر مفهوم. وحذر الكاتب من أنه إذا 'لم تُكبح' جماح الأسلحة النووية الأقوى بكثير اليوم، فقد تُحول الكوكب إلى ساحة قتل عالمية. خاصة أن حشد الأسلحة النووية في أوروبا 'يتسارع'، وتُخزن الولايات المتحدة قنابل نووية في ألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وتركيا. 'مؤامرة تقسيم أوكرانيا' Reuters ركزت صحيفة الإندبندنت في اقتتاحيتها على الاجتماع المرتقب بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وقالت في مقال بعنوان 'يجب على دونالد ترامب ألا يكافئ عدوان فلاديمير بوتين'، إن الرئيس الروسي هو 'العقبة' أمام تسوية تفاوضية في أوكرانيا، وعليه تقديم 'تنازلات.' 'ترامب أكثر رؤساء الولايات المتحدة تقلباً' – مقال في التايمز ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا: هل سيكون هناك اتفاق سلام؟ وتحدثت الصحيفة عن رمزية موقع الاجتماع، الجمعة، حيث اختار ترامب ألاسكا، التي يرى بوتين بضرورة عودتها لروسيا، بعد أن باعها الإمبراطور ألكسندر الثاني، في لحظة ضعف. وقالت إن 'مسرح القمة جاهز'، لكن بعض الممثلين سيغيبون، ونظراً لحرص ترامب على الاجتماع منفرداً مع بوتين يبدو أنه 'يدبر مؤامرة لتقسيم' أوكرانيا، في غياب زعيمها، فولوديمير زيلينسكي. وعزز هذا الانطباع حديث ترامب عن 'تبادل' الأراضي بين روسيا وأوكرانيا كجزء من اتفاق سلام. وأشارت الصحيفة إلى أن زيلينسكي 'يشكك' في هذا الاجتماع، وأكد استعداده لمناقشة أي شيء مع أي شخص في أي مكان، لكن ما لن يفعله، هو الموافقة على 'تفكيك' بلاده كشرط للمحادثات. وشدد المقال على عدم معرفة ما يفكر به ترامب، لذلك لا يمكن تحديد ما إذا كان الاجتماع 'حيلة دبلوماسية' للسماح لبوتين بالموافقة على صفقة تحفظ ماء وجهه، أم أنه نابع من إعجاب حقيقي بزعيم قوي. وفي النهاية لا تمثل الدوافع أهمية، إذا كان ترامب 'مهووساً' بفكرة الحصول على جائزة نوبل للسلام كما يُقال، لكن من المتوقع أن يفوز بالجائزة بفرض السلام من خلال استسلام أوكرانيا. التواصل الاجتماعي و'قمع' حرية التعبير تناولت صحيفة التلغراف، قضية مواقع التواصل الاجتماعي و'قمع' حرية التعبير، والغرامات الكبيرة التي قد تتعرض لها شركات التواصل الاجتماعي العملاقة في بريطانيا، بسبب تطبيقها 'المفرط' لقوانين السلامة على الإنترنت. ونشرت الصحيفة تقريراً مطولاً للكاتبين نيك غوتريدج، كبير المراسلين السياسيين، وجيمس تيتكومب، محرر الشؤون التقنية، بعنوان 'شركات التواصل الاجتماعي العملاقة تواجه غرامات لقمعها حرية التعبير'، وكان هناك تحذيرات لشركات التكنولوجيا المتشددة من استخدام 'أداة قاسية' لعرقلة الحريات العامة. وأبلغ وزراء بريطانيون العديد من منصات التواصل الاجتماعي، منها فيسبوك، وإنستغرام، وتيك توك، بضرورة عدم تقييد الوصول إلى المنشورات التي تعبر عن آراء قانونية. وأشارت الصحيفة إلى هذا التحذير يأتي وسط ردود فعل عنيفة ضد المواقع التي تمنع المستخدمين من مشاهدة بعض المواد، منها التي تحوي مناقشات برلمانية حول عصابات تجنيد الأطفال. وقال ناشطون إن حرية التعبير مهددة بتطبيق الحكومة لقانون 'السلامة على الإنترنت'، الذي يهدف إلى حماية الأطفال من المحتوى الضار. وأعربت مصادر في الحكومة البريطانية عن قلقها من أن شركات التواصل الاجتماعي، التي انتقد بعضها القانون، 'أفرطت في الحماس' أثناء تطبيقه، وعليها أن 'تراعي' الحق في حرية التعبير. وقالت الصحيفة إن القانون 'لا يفرض' رقابة على النقاش السياسي، ولا 'يُلزم' المنصات بتقييد أي محتوى بسبب السن، باستثناء هذا الذي يُشكل 'خطراً كبيراً' على الأطفال، مثل المواد الإباحية أو الانتحار أو محتوى إيذاء النفس.


صدى البلد
منذ يوم واحد
- صدى البلد
تهديد لأمن المنطقة.. إيران تعلن رفضها لـ ممر القوقاز المدعوم من ترامب
أعلن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني 'علي خامنئي'، أن طهران ترفض مشروع "ممر القوقاز" الذي يحظى بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويهدف إلى ربط أذربيجان بـ جيب ناختشيفان عبر الأراضي الأرمينية. وقال 'ولايتي'، في تصريح لوكالة "تسنيم" الإيرانية، اليوم السبت، إن "تنفيذ هذا المشروع؛ سيعرض أمن منطقة جنوب القوقاز للخطر"، مشددا على أن إيران 'ستعمل على ضمان استقرار المنطقة، سواء بالتنسيق مع روسيا أو بدونها'. وأشار المسؤول الإيراني إلى أن بلاده تعتقد أن "روسيا تعارض المشروع أيضًا؛ لدواعٍ استراتيجية". ويأتي هذا التصريح، بعد يوم واحد من توقيع أرمينيا وأذربيجان اتفاق سلام في البيت الأبيض، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف الاتفاق بـ"التاريخي". وخلال مراسم التوقيع، أعلن ترامب عن رفع الحظر المفروض على التعاون الدفاعي بين واشنطن وباكو، معرباً عن ثقته في التزام الطرفين بالاتفاق. من جهته، وصف رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الاتفاق، بأنه "نقطة تحول في تاريخ العلاقات بين البلدين". كما أعلن الزعيمان الأذربيجاني إلهام علييف، والأرميني باشينيان، عن دعمهما لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام. وفي سياق متصل، كشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، أن ترامب يعتزم توقيع اتفاقيات ثنائية منفصلة مع كل من أرمينيا وأذربيجان تشمل مجالات الطاقة، التكنولوجيا، الاقتصاد، أمن الحدود، البنية التحتية والتجارة.


التحري
منذ يوم واحد
- التحري
ترامب يطالب جامعة كاليفورنيا بدفع غرامة قدرها مليار دولار بسبب غزة
طالب الرئيس دونالد ترامب الجمعة جامعة كاليفورنيا العريقة بدفع غرامة ضخمة بقيمة مليار دولار بينما واصلت إدارته اتهام الجامعة بمعاداة السامية على خلفية طريقة استجابتها للتظاهرات الطلابية المتعلقة بحرب غزة عام 2024. واعتبر رئيس الجامعة جيمس ميليكين أن هذه الغرامة التي تعادل خمسة أضعاف المبلغ الذي وافقت جامعة كولومبيا على دفعه لتسوية اتهامات فدرالية مماثلة بمعاداة السامية، من شأنه أن 'يدمر بالكامل' نظام جامعة كاليفورنيا. وأضاف ميليكين الذي يشرف على عشر حُرُم جامعية تشكل نظام جامعة كاليفورنيا، إن المديرين تلقوا طلب المليار دولار يوم الجمعة وهم بصدد مراجعته. وعندما سئل حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، عضو مجلس إدارة جامعة كاليفورنيا، عن غرامة ترامب خلال مؤتمر صحافي الجمعة، أجاب 'سنقاضيه'، متهما الرئيس بمحاولة إسكات الحرية الأكاديمية. ووصف نيوسوم الغرامة بأنها 'ابتزاز'، مشيدا بنظام جامعة كاليفورنيا باعتباره 'أحد أسباب كون كاليفورنيا ركيزة الاقتصاد الأميركي، وأحد أسباب وجود عدد أكبر من العلماء والمهندسين والحائزين على جوائز نوبل لدينا، مقارنة بأي ولاية أخرى'.