
زعيم كوريا الشمالية يشرف على تدريبات تحاكي هجمات نووية
أعلنت بيونغ يانغ الجمعة أنّ زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، أشرف على تدريبات تحاكي شنّ هجمات نووية مضادّة ضدّ سيول وواشنطن. ويأتي هذا الإعلان غداة
تجارب صاروخية
أجرتها كوريا الشمالية وشملت، وفقا لسيول، "أنواعا مختلفة" من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى. ورجّح الجيش الكوري الجنوبي أن تكون هذه التجارب الصاروخية مرتبطة بصادرات الأسلحة الكورية الشمالية إلى روسيا. من جهتها، قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية إنّ التدريبات شملت نظاما صاروخيا وصاروخا باليستيا تكتيكيا.
أخبار
التحديثات الحية
كوريا الشمالية تختبر صواريخ.. وسيول تتواصل مع واشنطن وطوكيو
وبحسب الوكالة نفسها، فإنّ المناورات شملت تدريبات مفصّلة على "الإجراءات والعمليات للانتقال السريع إلى وضع الهجوم النووي المضادّ". وأوضحت الوكالة أنّه "تمّ تحقيق هدف التدريب وتمّ التحقّق من موثوقية نظام القيادة والتعبئة القادر على الاستجابة السريعة لأي أزمة نووية". وتخضع بيونغ يانغ لعقوبات فرضتها عليها الأمم المتحدة بسبب برنامجها النووي. وتحظر هذه العقوبات على كوريا الشمالية امتلاك صواريخ باليستية. وتأتي هذه التدريبات بعد نحو أسبوع من إصدار كيم جونغ أون أمرا بتسريع التسلّح النووي لقواته البحرية.
وتملك كوريا الشمالية السلاح النووي الذي تؤكد باستمرار أنه ضروري في مجال الردع إزاء المناورات "العدوانية" التي تجريها واشنطن وسيول. وفي إبريل/ نيسان/الماضي، كشفت بيونغ يانغ عن مدمّرة زنتها 5000 طن أطلقت عليها اسم "تشوي هيون" ورجّح بعض المحلّلين أن تكون مجهّزة بصواريخ نووية تكتيكية قصيرة المدى. ونظريا، لا تزال الكوريتان في حالة حرب إذ إنّ الحرب التي دارت بينهما بين عامي 1950 و1953 انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام. والعلاقات بين بيونغ يانغ وسيول في أدنى مستوياتها منذ سنوات. وفي العام الماضي أطلقت كوريا الشمالية العديد من الصواريخ الباليستية في انتهاك واضح لعقوبات الأمم المتحدة.
(فرانس برس)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
محادثات بين إيران ودول أوروبية في إسطنبول حول الملف النووي
أجرت إيران محادثات مع بريطانيا و فرنسا وألمانيا في تركيا، اليوم الجمعة، غداة تلميح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قرب التوصل لاتفاق مع طهران في المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة معها بشأن برنامجها النووي . وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الحقوقية والدولية، كاظم غريب أبادي، في تدوينة على منصة إكس، إنه مع نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، استضافا مباحثات مع مدراء سياسيين لوزرات الخارجية للدول الأوروبية الثلاثة، فرنسا وبريطانيا وألمانيا في إسطنبول. وأضاف غريب أبادي أن الطرفين بحثا "آخر أوضاع المفاوضات غير المباشرة بشأن الملف النووي ورفع العقوبات" بين طهران وواشنطن. وتابع المسؤول الإيراني أن إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا "عازمة على توظيف الدبلوماسية بشكل أفضل"، قائلا: "سنلتقي لمواصلة المباحثات عند الضرورة". ويأتي هذا الاجتماع بعد تحذير وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من تبعات "لا رجعة فيها" إذا تحركت القوى الأوروبية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، والتي رفعت بموجب الاتفاق المبرم مع القوى الكبرى عام 2015. وسبق أن أجرت إيران مع الدول الثلاثة ثلاثَ جولات تفاوض منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، لكنّها لم تُفضِ إلى نتائج محددة. وتأتي المباحثات الإيرانية الأوروبية على وقع تهميش الأطراف الأوروبية الثلاثة الشريكة في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، إذ قال عراقجي في وقت سابق من الشهر إن "المفاوضات الرئيسة تعقد مع أميركا"، متحدثاً عن تراجع دور فرنسا وألمانيا وبريطانيا بسبب "سياساتها الخاطئة" مع إيران حول الاتفاق النووي، إلّا أن ثمة مخاوف لدى الجانب الإيراني من قيام هذه الدول أو أحد منها باللجوء إلى تفعيل آلية فضّ النزاع المنصوص عليها في الاتفاق النووي. وتهدّد حالياً الأطراف الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) أنّه إن لم يُبرم اتفاقٌ نوويٌ جديد قبل 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، فإنها ستقوم بتفعيل آلية فضّ النزاع المنصوص عليها بالاتفاق النووي والقرار الـ2231 لمجلس الأمن. وتقضي هذه الآلية بتفعيل قرارات أممية صادرة عن المجلس بحق إيران جرى إلغاؤها بموجب الاتفاق النووي، فضلاً عن العقوبات الأممية، لكن طهران ترفض وتؤكد أن هذه الأطراف لا يحق لها القيام بذلك، علماً أنّ صلاحية استخدام آلية فض النزاع ستنتهي تلقائياً في 18 أكتوبر المقبل، وإن لم تقم أطراف الاتفاق النووي باستخدامها فإنها لن تتمكن بعد هذا التاريخ من ذلك. وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الى جانب الصين وروسيا والولايات المتحدة، أطرافا في الاتفاق الذي يعرف رسمياً باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة". وأتاح الاتفاق الذي أبرم بعد أعوام من المفاوضات الشاقة، تقييد أنشطة طهران النووية وضمان سلمية برنامجها مقابل رفع عقوبات اقتصادية مفروضة عليها. وفي العام 2018، سحب ترامب خلال ولايته الأولى بلاده بشكل أحادي من اتفاق العام 2015، وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية، بما في ذلك إجراءات ثانوية تستهدف الدول التي تشتري النفط الإيراني، ضمن سياسة "ضغوط قصوى" اتبعها في حق طهران. أخبار التحديثات الحية عراقجي: لا نعارض الاستثمار الأميركي في إيران من جهتها، بقيت إيران ملتزمة بكامل بنود الاتفاق لمدة عام بعد الانسحاب الأميركي منه، قبل أن تتراجع تدريجا عن التزاماتها الأساسية بموجبه. وتدرس القوى الأوروبية الثلاث ما إذا كانت ستفعّل آلية "العودة السريعة" أو "الزناد"، وهي جزء من اتفاق العام 2015، وتتيح إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران في حال انتهاكها الاتفاق النووي. وتنتهي المهلة المتاحة لتفعيل هذه الآلية في أكتوبر/ تشرين الأول 2025. وحذّر عراقجي من أن خطوة مماثلة قد تؤدي إلى "أزمة انتشار نووي عالمية تمس أوروبا بشكل مباشر"، مؤكدا في الوقت نفسه في مقال نشرته مجلة "لو بوان" الفرنسية، أن إيران "مستعدة لفتح فصل جديد" في علاقاتها مع أوروبا. ويأتي الاجتماع المقرر الجمعة مع القوى الأوروبية بعد أقل من أسبوع من جولة رابعة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة والتي وصفتها طهران بأنها "صعبة ولكن مفيدة"، فيما وصفها مسؤول أميركي بأنها كانت "مشجّعة". ولفت عراقجي إلى أن المحادثات مع الأوروبيين ستكون "على مستوى نواب وزراء الخارجية". "مقترح مكتوب" إلى إيران وخلال زيارته قطر، أمس الخميس، قال ترامب إن الولايات المتحدة "تقترب" من إبرام اتفاق مع إيران، وهو ما من شأنه أن يجنّبها عملاً عسكرياً سبق للرئيس الأميركي أن لمّح إليه في حال فشل التفاوض. وكانت المحادثات بين إيران والولايات المتحدة الأعلى مستوى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018. وتجرى هذه المباحثات بوساطة من عُمان التي سبق لها أن استضافت محادثات سرّية بين الطرفين، أفضت في نهاية المطاف الى الاتفاق الدولي عام 2015. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، أعاد ترامب اعتماد "الضغوط القصوى" حيال إيران، ولوّح بقصفها في حال عدم التوصل إلى اتفاق معها. وأمس الخميس، أفاد موقع أكسيوس الأميركي بأن إدارة ترامب قدمت لإيران خلال الجولة الرابعة من المحادثات "مقترحاً مكتوباً" بهدف التوصل إلى اتفاق. إلا أن عراقجي نفى ذلك، وقال على هامش زيارة لمعرض طهران الدولي للكتاب: "بشأن المحادثات (النووية) لم نتلق حتى الآن أفكاراً مكتوبة من أميركا". وأضاف "لكننا على استعداد لأن نبني ثقة وأن نكون شفافين بشأن برنامجنا النووي في مقابل رفع العقوبات". تقارير دولية التحديثات الحية خاص | إيران: التناقضات الأميركية تضرّ بالمفاوضات ولدينا خطّان أحمران وقال ترامب إنه قدّم للقيادة الإيرانية "غصن زيتون"، مشيراً إلى أن هذا العرض لن يبقى قائماً إلى الأبد، كما هدّد بتشديد "الضغوط القصوى" إلى حد خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر إذا فشلت المحادثات. ولطالما اتهمت دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاء تنفيه طهران، التي تؤكد حقها في التكنولوجيا النووية وأن برنامجها سلمي حصرا. وحدّد اتفاق 2015 سقف تخصيب اليورانيوم عند 3.67%. إلا أن الجمهورية الإسلامية تقوم حاليا بتخصيب على مستوى 60%، غير البعيد عن نسبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري. وتشدّد طهران على أن حقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية "غير قابل للتفاوض"، لكنها تقول إنها مستعدة لقبول قيود موقتة على نسبة التخصيب ومستواه. والأربعاء، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي "إن أهداف إيران في مجال التكنولوجيا النووية شفافة وسلمية تماما"، وأكد بحسب ما نقلت وكالة مهر الإيرانية، أنه "لم تكن لإيران أي أنشطة نووية غير معلنة أو سرية عبر التاريخ. وتتم كافة الأنشطة النووية في البلاد في إطار التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت الإشراف المستمر لهذه المؤسسة". (فرانس برس)


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
لبنان: "يونيسف" ستوقف دعم رياض أطفال المخيمات الفلسطينية
تبدأ مراحل تعليم الفلسطينيين في لبنان من الصف الأول الأساسي، ما يعني أن الأطفال بين عمري ثلاث وست سنوات يبقون في البيت بسبب عدم قدرتهم على الالتحاق بمدارس الفلسطينيين في لبنان وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لذا تتمثل البدائل في رياض الأطفال التي تدعمها مؤسسات وجمعيات تمول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قسماً من برامجها. قضايا وناس التحديثات الحية يونيسف: حرب إسرائيل ألحقت أضراراً كارثية بحياة أطفال لبنان وأخيراً أوقفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العديد من البرامج حول العالم، ومن بينها تلك للأمم المتحدة ما انعكس على تمويل "يونيسف" التي تنفذ برامج فلسطينية وسورية في لبنان. وتقول مديرة روضة أبناء القسام، في مخيم برج البراجنة ببيروت، فاديا لوباني، لـ"العربي الجديد": "تعمل روضتنا ضمن برنامج الطفولة المبكرة الذي تدعمه يونيسف. وقد أرسلت الإدارة الداعمة ليونيسف بريداً إلكترونياً أبلغتنا فيه بوقف التمويل في نهاية مايو/ أيار الجاري، ما يشير إلى حتمية توقيف الأنشطة الصيفية، وعدم تمديد البرنامج التعليمي فنحن لا نتقاضى أقساطاً من الطلاب، وتعمل ست عشرة معلمة لدينا براتب شبه تطوعي يبلغ 200 دولار". تضيف: "يستهدف المشروع الذي تدعمه يونيسف تطوير مهارات المربيات وبرامج خاصة بالأطفال، وإعطاء المربيات رواتب، وهو يشمل كل روضات المخيمات، علماً أن نحو 50 روضة تستفيد من التمويل". وتقول المعلمة سميرة ياسين المتحدرة من بلدة الشيخ داود بقضاء عكا في فلسطين والتي تقيم في مخيم برج البراجنة، وهي مربية في روضة أبناء القسام التي تعمل فيها منذ 22 عاماً، لـ"العربي الجديد": "عدم حصولي على راتب 200 دولار سيؤثر علي خصوصاً انه يتزامن أيضاً مع وقف الوكالة الأميركية الدولية للتنمية (USAID) منحة ابنتي التي تشمل قسط الجامعة ومبلغ 100 دولار، في حين أنه يبقى لها عام دراسي واحد قبل أن تتخرج". وتقول سوسن محمد المتحدرة من قضاء عكا بفلسطين والتي تقيم في مخيم برج البراجنة: "أعمل في مشروع الطفولة المبكرة الذي ستوقف يونيسف تمويله بسبب عدم وجود دعم، وهذا العمل هو ملاذي الوحيد حتى لو أنني أتقاضى راتباً رمزياً، فهو يسد احتياجاتي القليلة والأشياء الأساسية علماً أنني امرأة منفصلة عن زوجي، ومسؤولة عن تأمين مصاريف أولادي في بلد يعتبر وضعه المعيشي سيئا للغاية". تتابع: "أعيش في بيت أهلي بمخيم برج البراجنة، وهو مستأجر، ووضع أهلي المادي متدهور، ولدي ثلاثة أولاد، لذا لا أعلم ماذا سأفعل بعدما علمت بخبر توقيف المشروع التي يعني أنني سأخسر عملي". لا بدائل لبرامج "يونيسف" لتعليم أطفال اللاجئين الفلسطينيين، 1 مارس 2016 (Getty) وتقول مديرة مؤسسة تعاون في لبنان السيدة سوسن مصري لـ"العربي الجديد": "المؤسسة أهلية تخدم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ونعمل لضمان التعليم والصحة وتقديم مساعدات كثيرة أخرى، وهي شريكة أساسية منذ تسع سنوات مع يونيسف لدعم التعليم في مرحلة مبكرة. ومن بين برامج الشراكة تحسين التعليم في رياض الأطفال، وضمان حصول عدد أكبر من الطلاب على التعليم قبل المدرسة. ومن خلال هذه الشراكة تخدم المؤسسة 50 روضة، وتعمل مع 20 مؤسسة شريكة داخل الوسط الفلسطيني". تتابع: "نعمل مع يونيسف لتدريب مواكبة المعلمات مراحل نمو الأطفال وتأهيل الرياض وتزويدها بالمواد اللازمة، وتحسين البيئة الصحية، ووضع الحدّ الأدنى من المعايير، وتنشيط الروضة. وتساهم يونيسف في إدخال تحسينات على الوسط الفلسطيني، وفي دفع رواتب معلمات، حتى لو بشكل جزئي". تضيف: "انعكس توقيف التمويل على يونيسف التي أجبرت على توقيف برامج وموظفين من العمل فتأثرت مؤسستنا التي تستفيد من هذه الشراكة، وبالتالي قدرتها على دعم رياض أطفال ما يحتم البحث عن بدائل. وفعلياً يأتي وقف التمويل في وقت صعب للمؤسسة لأن البدائل غير متوافرة، خصوصاً أن دولاً أخرى أوقفت التمويل أو قلصته، إذ كان يمكن أن نلجأ إلى مصادر تمويل أخرى لكنها ليست متوفرة حالياً. وحالياً تبحث يونيسف نفسها عن بدائل، حتى بحجم أقل، لمحاولة منع توقيف التمويل بالكامل، لكن الانقطاع مرجح خصوصاً خلال الصيف المقبل. طلاب وشباب التحديثات الحية لبنان: دعم من اليونيسف لإعادة 387 ألف طفل إلى المدارس رغم الحرب وتؤكد أن "الجميع يبحث عن بدائل كي يستمر عمل الروضات والخدمات الممنوحة للاجئين الفلسطينيين، فيونيسف لا تغطي فقط عمل الروضات وتساهم في تطويره، بل تدعم أيضاً التعليم المدرسي، وبرامج الشباب، وخدمات الصحة العامة. وبالتأكيد تعمل يونيسف مع جمعيات أخرى يمكن أن تشكل خيارات بديلة مناسبة لمواصلة دعم البرامج المهمة للاجئين.


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
تبعات معيشية جسيمة للعدوان على جزيرة كمران في اليمن
بينما انشغل الجميع بتبعات العدوان الأميركي والإسرائيلي على رأس عيسى وميناء الحديدة في الساحل الغربي لليمن ومنشآت أخرى صناعية وخدمية، كانت "كمران" أهم الجزر اليمنية في البحر الأحمر خارج دائرة الاهتمام بالرغم من استحواذها على النسبة الأكبر من القصف الأميركي الذي لم يكن يستثنيها يوماً واحداً طوال الشهرين الماضين منذ بدء الغارات حتى توقفها. الباحث اليمني المتخصص في علوم البحار فهمي جازم يؤكد لـ"العربي الجديد" أن موقعها الاستراتيجي في البحر الأحمر جعلها بمثابة حزام أمني لموانئ الحديدة، خصوصاً ميناء الصليف وراس عيسى المقابل لميناء الصليف من الجهة الشرقية، إضافة إلى أن ذلك منحها ميزة محورية وإشرافيه لتأمين دخول وخروج السفن إلى الموانئ اليمنية الواقعة على البحر الأحمر. يضيف أنه لهذا السبب، كان هناك تركيز أميركي كبير على استهداف جزيرة كمران بهدف السعي لفك الحصار الذي كان مفروضاً على سفنهم المارة في الممرات المائية الدولية على البحر الأحمر، وكذا في إطار إضعاف قدرات الموانئ المقابلة لها مثل الصليف ورأس عيسى. يحصي "العربي الجديد" تعرض الجزيرة لما بين خمس وسبع غارات يومياً طوال فترة شهرين من عمر القصف الأميركي على اليمن، الأمر الذي تسبب بتبعات كارثية لسكان الجزيرة حيث نالهم ضرر كبير في سبل عيشهم ومصادر رزقهم التي تتركز بدرجة رئيسية في الاصطياد السمكي. بحسب سكان محليين تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فقد كانت قواربهم الخاصة بالاصطياد هدفاً رئيسياً للقصف، ليس هذه الفترة، بل طوال الأعوام الماضية، خاصة العامين الماضين. اقتصاد عربي التحديثات الحية 8 مليارات دولار كلفة الهجمات الأميركية على اليمن كما أدى ذلك إلى تدمير مواقع الاصطياد المتاحة وهجرة الأسماك التي كانت تزخر بها الجزيرة اليمنية التي يتوفر فيها أحد أهم أنواع سمك "الجمبري"، وأسماك "الديرك" الشهيرة والمطلوبة في اليمن، إلى تعرض خزان مياه الشرب الوحيد في الجزيرة للقصف ما تسبب في ضرر بالغ لسكان الجزيرة. يقول الخبير الاقتصادي رشيد الحداد، لـ"العربي الجديد"، إن الاستهداف المتكرر لجزيرة كمران الواقعة قبالة السواحل اليمنية في محافظة الحديدة استهداف ممنهج للمدنيين وتقف وراءه بريطانيا، ويجري بتنفيذ أميركي، فالجزيرة واقعة قبالة سواحل الصليف، وأي مخطط لإنزال عسكري لم يكن ليتم على الإطلاق كون حاملات الطائرات الأميركية على بعد ألف كيلومتر من السواحل اليمنية. إلا أن تلك الضربات المتكررة التي شملت خزان المياه الوحيد في الجزيرة، وفق الحداد، تأتي في إطار الاستهداف الأميركي لمصادر الحياة واستهداف سبل العيش في الجزيرة. فمعظم سكان الجزيرة صيادون والاستهداف الأميركي المتكرر ضاعف معاناة الصيادين، كما ضاعف المخاطر على السكان، إذ جاء ذلك في إطار استهداف إدارة ترامب مقدرات وسبل عيش الشعب اليمني بعد الفشل في إضعاف قدرات الحوثيين العسكرية أو منع استهدافهم للاحتلال الإسرائيلي الذي تصاعد ولم ينحسر. ويرى مراقبون وخبراء اقتصاد أن العدوان الأميركي والإسرائيلي هدف بشكل رئيسي لفرض عقاب جماعي على اليمنيين بالقصف المتكرر لميناء رأس عيسى النفطي، الذي يعتبر ميناء خدمياً ويخضع لرقابة بعثة الأمم المتحدة في الحديدة، ويستقبل السفن النفطية بعد حصولها على تصاريح مرور من فريق الأمم المتحدة المعني بتفتيش السفن في جيبوتي. ولذلك، فإن مساعي العدوان، بحسب الحداد، كانت ولا تزال اقتصادية بحتة، وكانت محاولة لتعويض الفشل العسكري في الحملة الأخيرة على اليمن. وفي رد فعل سبق الاتفاق الذي رعته سلطنة عمان؛ أعلنت صنعاء عن فرض حظر على صادرات النفط الأميركي في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وما بعد ذلك، حيث كان ذلك بمثابة خطوات تصعيدية ذات طابع اقتصادي، إذ كانت ستصل، وفق مصادر خاصة في صنعاء، إلى حظر مرور كافة واردات وصادرت أميركا التجارية من البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي. بدوره، يذهب الباحث الاقتصادي نبيل الشرعبي إلى الحديث عن عملية الاستهداف بشكل عام للمرافق الحيوية والمنشآت المدنية التي امتدت من جزيرة "كمران" إلى مصانع الإسمنت ومطار صنعاء. ويوضح في حديث لـ"العربي الجديد" أن تبعات استهداف أي مرفق حيوي أو منشأة إنتاجية، إذ إن مناطق الاصطياد منشآت إنتاجية لا تقل أهمية عن المنشآت الصناعية الإنتاجية الأخرى؛ لا تقاس بمدى حجم الضرر الذي حدث لها حتى وإن كانت نسبة الضرر عالية، فهي تندرج ضمن توصيف خسارة مادية ملموسة تستقطع من إجمالي كلفة إنشاء المنشأة الكلية، أضف إليها الخسارة البشرية للأرواح وهذه تُحسب خارج تبعات الضرر. أما تبعات الاستهداف المترتبة عن توقف النشاط، وذلك بدأ من الأيدي العاملة كالصيادين والفنيين والهيكل العام الإداري والتسويقي، ومن ثم على الاقتصاد والوطن ككل، فإن قياس التبعات يكون وفقاً لمدى سرعة أو تباطؤ إصلاح الأضرار والعودة بالمنشأة إلى حالتها الإنتاجية بطاقة متدرجة وصولاً إلى الطاقة السابقة. اقتصاد الناس التحديثات الحية استهداف مصانع الإسمنت يخنق سوق العمل في اليمن ووفقاً لهذه المعادلة، يذهب الشرعبي إلى القول إن تبعات استهداف العدوان الأميركي والإسرائيلي لأرزاق السكان، كما حصل في جزيرة كمران أو لمصانع الإسمنت اليمنية، ستكون ثقيلة ومكلفة إن امتدت فترة بقاء الضرر من دون معالجة وإصلاح، بداية وكما سلف الحديث من الأيدي العاملة بكل توصيفاتها والمقدرة بالمئات، فهذه القوة العاملة ستصبح من دون مصدر دخل وهو ما سيؤثر سلباً على الوضع المعيشي لأسرهم بشكل لا يمكن وصفه. وتعتبر "كمران" المأهولة بالسكان بما يزيد على 4 آلاف نسمة من أبرز ثلاث جزر يمنية في البحر الأحمر، إلى جانب جزر أرخبيل حنيش، وجزيرة ميون التي تعتبر ذات موقع استراتيجي في مضيق باب المندب وتعتبر البوابة الجنوبية للبحر الأحمر. تقع جزيرة كمران قبالة الشاطئ الغربي للصليف بمسافة ستة كيلومترات، في حين تبلغ مساحة الجزيرة نحو 100 كيلومتر مربع، في حين تحتل موقعاً استراتيجياً مهماً على البحر الأحمر وممرات الشحن الدولية.