
تصعيد إسرائيلي في غزة وسط ضغوط دولية متزايدة وتهديدات باحتلال أجزاء من القطاع
ورغم هذه الحصيلة الكارثية، لم تُبدِ إسرائيل أي تجاوب مع المطالب الدولية، بل لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإمكانية احتلال وضمّ أجزاء من القطاع، في حال رفضت حركة حماس ما وصفه بالمقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن خيار الضم يُستخدم كورقة سياسية داخلية، خاصة بعد اعتراض الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
بدوره، صرّح وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الجيش 'يجب أن يبقى في قطاع غزة' وأن يواصل عملياته 'كما هو الحال في الضفة الغربية'، في مؤشر على تبني خطة لتكريس احتلال دائم لأجزاء من القطاع، بعد موافقة أمريكية مبدئية بحسب ما نقلته صحيفة 'هآرتس'.
في المقابل، تتوالى التحذيرات الأممية من حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة. وقال روس سميث، مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، إن ما يجري في غزة يذكّر بمآسي كبرى شهدها القرن الماضي مثل مجاعة بيافرا وإثيوبيا.
من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع في غزة بأنه 'على شفا المجاعة'، مؤكدًا أن المساعدات التي تصل على شكل 'قطرات' يجب أن تتحول إلى 'سيل'.
وأصدر غوتيريش بيانًا شدد فيه على أن تقرير 'التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي' يؤكد أن القطاع يمر بـ'أسوأ سيناريو للمجاعة'، مطالبًا بتحرك فوري لاحتواء الأزمة.
وفي تطور سياسي بارز، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال شهر أيلول/سبتمبر المقبل، إذا لم توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار وتتبنّى خطوات جدية نحو السلام، بما في ذلك وقف الضم والتزام واضح بحل الدولتين.
وعقد ستارمر اجتماعًا استثنائيًا لمجلس الوزراء لمناقشة الوضع في غزة، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عنه قوله إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يهدف إلى دعم عملية السلام.
وبحسب موقع 'أكسيوس'، فقد أجرى ستارمر اتصالًا مع نتنياهو قبل إعلان موقفه من الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي الأمم المتحدة، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر دولي شاركت فيه الرياض وباريس، تبني وثيقة ختامية تشكل 'إطارًا متكاملاً وقابلاً للتنفيذ' لتطبيق حل الدولتين، تضمّنت مقترحات في المجالات السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية والقانونية.
وعلى الصعيد الأوروبي، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الثلاثاء ما وصفتها بـ'الأعمال الإرهابية' التي يرتكبها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية، وذلك بعد مقتل ناشط فلسطيني مناهض للاحتلال على يد مستوطنين.
وفي خطوة دبلوماسية لافتة، أعلنت هولندا الاثنين أن الوزيرين الإسرائيليين بن غفير وسموتريتش شخصان غير مرغوب فيهما، في رسالة سياسية أشار فيها وزير الخارجية الهولندي إلى تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ 5 ساعات
- المدى
مسؤول أميركي: واشنطن ستتولى إدارة الجهود الإنسانية بغزة
كشف مسؤولان أميركيان ومسؤول إسرائيلي أن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، والرئيس دونالد ترامب، ناقشا خططا لزيادة دور واشنطن بشكل كبير في تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وذكر موقع 'أكسيوس' أن المناقشات جرت خلال اجتماع بين ويتكوف وترامب، أمس الاثنين، في البيت الأبيض، مشيرا إلى أن إسرائيل أبدت تأييدها لزيادة الدور الأميركي. ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله، إن إدارة ترامب 'ستتولى' إدارة الجهود الإنسانية في غزة لأن إسرائيل لا تديرها بشكل مناسب. وفي وقت سابق اليوم، دعا مقرّرون أمميون إلى تفكيك مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة إسرائيليا وأميركيا على الفور بحجّة استغلالها المساعدات 'لأجندات عسكرية وجيوسياسية خفية'. وأعربت مجموعة واسعة من الخبراء المفوضين من الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء عمليات مؤسسة غزة الإنسانية. ورأى الخبراء أن 'تورّط الاستخبارات الإسرائيلية مع متعاقدين أميركيين وكيانات غير حكومية ضبابية يعكس الحاجة الملحّة إلى إشراف دولي قوي وتدابير برعاية الأمم المتحدة'. ولفتوا إلى أن 'تسمية المؤسسة بالإنسانية تزيد من مساعي إسرائيل التمويهية، وتعدّ تحقيرا للمبادئ والمعايير الإنسانية'.


الأنباء
منذ 6 ساعات
- الأنباء
إسرائيل تبحث تكاليف حرب السيطرة على غزة.. و«حماس» لا تريد حكمها
جدد قيادي في المقاومة الإسلامية (حماس) موقف الحركة المعلن بعدم السعي إلى الحكم أو التمركز في إدارة قطاع غزة، مؤكدا «لا نريد أن نكون جزءا من أي ترتيبات إدارية تتعلق بإدارة شؤون غزة، ولن نشارك لا في الحكومة ولا في الحكم». ورحب في الوقت ذاته بأي جهد عربي، وخاصة من السعودية، «لدعم الشعب الفلسطيني في غزة، ومنع مخططات التهجير القسري». وقال القيادي الذي طلب عدم نشر اسمه في تصريحات خاصة لـ «العربية.نت» إن الطريقة الحالية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة غير كافية ولا تفي باحتياجات السكان»، مشيرا إلى أن «الحل يتمثل في فتح المعابر وإدخال المساعدات بشكل سلس ومنتظم». كما كشف في السياق ذاته عن أن «حماس لا تسعى لأن تكون جزءا من أي ترتيبات تتعلق بإدارة ملف المعابر أو الإشراف على دخول المساعدات»، مطالبا في الوقت نفسه بأن تكون إدارة المعبر فلسطينية - مصرية كما كان معمولا به قبل الحرب الإسرائيلية على غزة. وحول مخرجات مؤتمر نيويورك الذي عقد مؤخرا بدعوة سعودية وفرنسية بشأن حل الدولتين، شدد القيادي «على أن المؤتمر جاء في توقيت حساس يشهد محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر سياسات التهجير»، مضيفا أن المؤتمر «أسهم في تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني». وثمن «الجهود السعودية المتواصلة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية». وأضاف أن «الحضور الوازن للسعودية يؤهلها للعب دور محوري في الضغط على الإدارة الأميركية لوقف إطلاق النار، والمساهمة في صياغة مرحلة ما بعد الحرب». أما في رده على الدعوات المطالبة بنزع سلاح «حماس»، فقال القيادي: «المشكلة لم تكن يوما في السلاح، ولا يمكن الحديث عن نزع لسلاح حاليا». وتابع: «الشعب الفلسطيني، ومعه حماس، يتعرضون لضغوط غير مسبوقة من جراء العدوان الإسرائيلي، ونحن نتعاطى مع كل المبادرات والضغوط بشكل إيجابي يهدف إلى وقف العدوان». إلى ذلك، حذر القيادي من التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول نية جيشه احتلال قطاع غزة بالكامل، قائلا: «هذه التصريحات تكشف نوايا الاحتلال بتصعيد العدوان»، وإن «أي محاولة لاجتياح القطاع ستعرض حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس إلى خطر غير مسبوق»، داعيا إلى التعامل بجدية مع هذا التحذير. في الأثناء، عقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس اجتماعا أمنيا لعرض خطة جديدة للحرب المتواصلة في غزة تتضمن إعادة احتلال القطاع الفلسطيني بشكل كامل. وبثت اذاعة «كان» العامة الإسرائيلية تقريرا أفاد بأن «نتنياهو يريد من الجيش الإسرائيلي أن يسيطر على كامل غزة». وأضاف التقرير: «أكد عدد من أعضاء الحكومة الذين تحدثوا مع رئيس الوزراء أنه قرر توسيع المعركة لتشمل المناطق التي قد يكون الرهائن محتجزين فيها». وأعلنت صحيفة «معاريف» اليومية الخاصة أن «القرار قد اتخذ. نحن في طريقنا لغزو كامل لغزة». ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن مجلس الوزراء يناقش التكاليف المالية للسيطرة على القطاع والتي تبلغ بحسب التقديرات الأولية ما بين 2.9 و5.8 مليارات دولار. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن «هزيمة حماس في غزة مع خلق الظروف لعودة الرهائن، هما الهدفان الرئيسيان للحرب، وعلينا القيام بكل ما يلزم لتحقيقهما». ولاقت الخطة التي يتم التداول بها في الإعلام، رد فعل غاضبا من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة التي أكدت أنها لن تغير موقفها بشأن محادثات وقف إطلاق النار. وقال عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران لوكالة فرانس برس أمس: «الكرة في ملعب الاحتلال والجانب الأميركي. للأسف الجانب الاميركي يواصل دعم الاحتلال، وهذا فعليا يؤخر إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى». من جهة أخرى، قللت الحركة من أهمية ما وصفتها بـ «تهديدات» إسرائيلية باغتيال قادتها في الخارج، معتبرة أنها «لا تؤثر على قراراتها». وقال بدران في تصريح تلفزيوني إن التهديدات الإسرائيلية باغتيال قادة الحركة «ليس لها أي قيمة عملية، ولن تغير من مواقف الحركة»، مضيفا أن «إسرائيل لا تتوقف عن ارتكاب الجرائم، ولا تحترم أي قانون». إلى ذلك، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ان خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بمذابح جماعية وسط تجاهل دولي كامل. وأكد المرصد ان خطة إسرائيل المحتملة لاجتياح القطاع تعكس مستوى خطيرا من الوحشية وهي امتداد للإفلات من العقاب. وقال ان غزة تمر بأسوأ مراحل الانهيار الإنساني منذ بدء الإبادة الجماعية في أكتوبر2023. وفي وقت سابق أمس، أعلن مكتب منسق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلية في المناطق أمس أن الحكومة صادقت على آلية جديدة لاستئناف إدخال البضائع التجارية إلى قطاع غزة. وقال مكتب المنسق الذي يتبع الجيش الإسرائيلي والمسؤول عن تنسيق إدخال البضائع والمساعدات إلى غزة في بيان «بقرار من الكابينت (المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية)، تمت المصادقة على آلية جديدة لاستئناف إدخال بضائع التجار إلى قطاع غزة». ولم يقدم البيان مزيدا من التفاصيل حول الآلية الجديدة، إلا أنه قال إنه كجزء من هذه الآلية تمت الموافقة على عدد محدود من التجار المحليين، وذلك بناء على معايير محددة وتقييم أمني دقيق. وتشمل البضائع التي سمح بإدخالها، بحسب البيان، مواد غذائية أساسية، غذاء للأطفال، فواكه وخضراوات، ومستلزمات النظافة، وستنفذ عمليات الدفع مقابل هذه البضائع من خلال التحويلات البنكية فقط. وأوضح البيان: ستخضع جميع البضائع لفحص دقيق من قبل هيئة المعابر البرية قبل دخولها إلى قطاع غزة. ميدانيا، قتل 26 فلسطينيا على الاقل بنيران الجيش الإسرائيلي أمس من بينهم 14 قرب مراكز لتوزيع المساعدات في وسط وجنوب قطاع غزة. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن الجهاز أحصى «7 شهداء بنيران الاحتلال في منطقة الطينة قرب مركز المساعدات في جنوب غرب مدينة خان يونس، وشهيدا في منطقة الشاكوش قرب مركز المساعدات في شمال غرب رفح». وقرب مركز المساعدات الواقع في وادي غزة وسط القطاع، قتل بحسب بصل «6 أشخاص وأصيب 21 آخرون بنيران الجيش الإسرائيلي». وقال الناطق باسم الدفاع المدني إن «الاحتلال أطلق النار باتجاه آلاف المواطنين الجوعي الباحثين عن الطعام قرب مراكز المساعدات فيما كانوا يحاولون الحصول على بعض الدقيق والطعام». ومن بين القتلى أيضا «6 شهداء في غارة استهدفت عناصر تأمين الشاحنات في منطقة الكرامة» في شمال غربي مدينة غزة، إلى جانب عدد من المصابين، وفقا لبصل. ونقل القتلى والمصابون إلى مستشفى «الشفاء» في غرب مدينة غزة. إلى ذلك، طالت الضربات الإسرائيلية فجر أمس خيمة في منطقة المواصي في خان يونس، أسفرت عن «خمسة شهداء»، وفق بصل الذي أضاف أن شابا فلسطينيا قتل وأصيب 4 آخرون إثر قصف إسرائيلي بعد الظهر في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، في جنوب قطاع غزة. وفي مستشفى ناصر، تجمع الأهالي لتوديع أبنائهم وأقاربهم قبل تشييعهم. وقالت فتاة وهي تبكي أمها التي قتلت قرب مركز المساعدات، «ذهبت لتجلب لنا (الطعام)... الساعة السادسة صباحا علمنا أنها استشهدت».


المصريين في الكويت
منذ يوم واحد
- المصريين في الكويت
«حين تحتضن إسرائيل الإخوان».. خبراء يكشفون جذور علاقات الجماعة بتل أبيب
من على منابر المساجد إلى ساحات الاعتصام، وصولا إلى برامج التحليل السياسي التي لا تخلو من صيحات «الموت لإسرائيل»، ظل الإخوان يُمارسون هوايتهم المفضلة في رفع الشعارات الرنانة، وتوزيع صكوك التخوين على كل من تجرأ على الاقتراب من إسرائيل. وكشف الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية واللغة العبرية بجامعة عين شمس، لـ«المصري اليوم»، عن الوجه الخفي لجماعة الإخوان في إسرائيل، مؤكدًا أن علاقتهم بالقضية الفلسطينية لم تكن وليدة اللحظة؛ فقد بدأت ملامح هذا الارتباط منذ عام 1945، حينما انطلقت أنشطة دعوية محدودة في الأراضي الفلسطينية، إلا أن الانخراط المنظم والعلني في الشأن الفلسطيني، وتحديدًا داخل المجتمع العربي بإسرائيل، بدأ في سبعينيات القرن الماضي، وتحديدًا عبر شخصية تُدعى «عبدالله نمر درويش»، المؤسس الفعلي لهذه الجماعة داخل الخط الأخضر. عبدالله نمر درويش مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في إسرائيل وبحسب «عبود» نجح درويش، عبر تنسيق مباشر مع جماعة الإخوان في مصر (مكتب الإرشاد حينها)، في تأسيس فرع آخر داخل أراضي 1948، وتحديدًا بين عرب 48 (وهم الفلسطينيون الذين لم يُهجّروا عند قيام دولة الاحتلال، وتمت معاملتهم كمواطنين إسرائيليين لاحقًا). موافقة رسمية ودور أمني خفي وفقًا لـ«عبود» فإن تأسيس أي حركة سياسية أو دينية في الداخل الإسرائيلي، لا يتم دون المرور عبر قنوات الأمن القومي الإسرائيلي، لا سيما الشاباك (الأمن الداخلي) والموساد (الاستخبارات الخارجية)، وهو ما حدث بالفعل عند إنشاء هذه الجماعة. وقد حصلت جماعة «الإخوان المسلمين» في إسرائيل على موافقة رسمية من السلطات الإسرائيلية، لا سيما وأنها بدأت نشاطها تحت مظلة العمل الدعوي والاجتماعي، مثل رعاية الأيتام، وتقديم مساعدات في القرى المهمشة، وبناء المساجد، والعمل الخيري داخل بلدات عربية مثل الناصرة، أم الفحم، الطيبة، حيفا، يافا، عكا، وبئر السبع (النقب). وأوضح أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس أن هذه الموافقة الإسرائيلية لم تكن «كرمًا سياسيًا»، بل جاءت في سياق سياسة ضبط الداخل العربي، إذ رأت تل أبيب أن وجود جماعة دينية ذات خطاب اجتماعي سيكون أداة تهدئة داخل المجتمعات العربية المحرومة من الخدمات، ما يقي الحكومة الإسرائيلية من انفجارات اجتماعية بسبب التمييز العنصري المستمر ضد العرب في مجالات مثل التعليم، الصحة، الإسكان، والتوظيف. وأضاف أن التحوّل السياسي للجماعة الإسلامية في إسرائيل بدأ بشكل تدريجي، حيث كان أول اختبار سياسي لهم خلال الانتفاضة الأولى 1987، لكنه بلغ ذروته في الانتفاضة الثانية 2000. وتابع أن قنوات الاتصال بين حماس وهذه الجماعة- وفق عبود- بدأت عندما لعبت دور وساطة بين الاحتلال الإسرائيلي وكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس بعد حادثة اختطاف الجندي الإسرائيلي نخشون مردخاي فاكسمان عام 1994. وأشار عبود إلى أن نجاح هذه الوساطة منح جماعة الإخوان داخل إسرائيل مكافأة سياسية ضخمة، تمثلت في السماح لهم بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية (الكنيست) عام 1996، موضحًا أنه منذ تلك اللحظة، دخل نواب الجماعة إلى الكنيست، ليصبحوا جزءًا من النظام السياسي الإسرائيلي بشكل رسمي. منصور عباس.. الإخواني الذي شرعن «يهودية الدولة» من أبرز وجوه هذه الجماعة اليوم هو منصور عباس، زعيم الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، الذي أصبح لاحقًا رئيسا للقائمة «العربية الموحدة»، التي دخلت في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي عام 2021 بقيادة نفتالي بينيت، أحد أكثر الساسة تطرفًا، والمعروف بدعوته لهدم المسجد الأقصى وبناء «الهيكل المزعوم» مكانه، بحسب ما كشفه «عبود» لـ«المصري اليوم». وأوضح «عبود» أن الأخطر من المشاركة السياسية، كان تصريح منصور عباس العلني بأن إسرائيل «دولة يهودية وستبقى كذلك»، وهو ما أثار غضبًا واسعًا في الشارع العربي داخل الخط الأخضر، واعتُبر طعنة لحقوق عرب 48 الذين يناضلون من أجل المساواة والعدالة داخل دولة تصف نفسها «بالديمقراطية» لكنها في الحقيقة تؤسس لدولة عِرقية يهودية. منصور عباس الجناح الشمالي لجماعة الإخوان بإسرائيل كشف عن بوصلته الحقيقية مقابل الجناح الجنوبي الذي تبنى خطًا براجماتيًا وتحالفيًا مع الاحتلال، كان هناك الجناح الشمالي للحركة الإسلامية، بقيادة شخصيات دينية مثل رائد صلاح، وكمال الخطيب، اللذين رفعوا لواء الدفاع عن المسجد الأقصى ورفض الشرعية الإسرائيلية، وظل هذا الجناح على تواصل مع حركة حماس، ورفض دخول الكنيست أو الاعتراف بشرعية «الدولة اليهودية»، مما جعله عرضة للحظر السياسي الكامل عام 2015. لكن رغم شعاراته الراديكالية، لم يتمكن الجناح الشمالي من تحقيق إنجازات حقيقية أو إحداث تغيير جذري في القضية الفلسطينية، ما دفع مراقبين لاعتباره تيارًا احتجاجيًا رمزيًا أكثر من كونه فاعلًا سياسيًا منتجًا. وذكر «عبود» أنه بعد تظاهر رائد صلاح وكمال الخطيب أمام السفارة المصرية في تل أبيب، للمطالبة بفتح معبر رفح، عصفت بكل الشعارات التي تتبناها هذه الجماعة، مؤكدًا أن العدو الصهيوني المغتصِب، تحول إلى شريك في العملية الديمقراطية، وصار الكنيست، الذي طالما لعنوه في خطبهم، منصةً للنضال باسم القضية الفلسطينية، لذلك هم يرون أنه لا بأس، من دعم حكومة يمينية متطرفة، طالما أن المقابل مقعد إضافي، أو وعد غامض بمخصصات لبلدية هنا أو هناك، سواء كان الجناح الشمالي المحظور أو الجناح الجنوبي المعترف به. الإخوان المسلمين يتظاهرون أمام السفارة المصرية في تل أبيب بالأعلام الإسرائيلية حماس والإخوان وإسرائيل تؤكد تحليلات متعددة، من بينها ما يتردد في الأوساط البحثية الإسرائيلية – وفق عبود- أن التواصل قائم بين حركة حماس والجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، ففي أعقاب عملية السابع من أكتوبر 2023، عرض منصور عباس الوساطة لوقف الحرب والإفراج عن الأسرى، لكنه في الوقت ذاته دان الهجمات التي نفذتها حماس، ما أثار استغرابًا من انتقاد طرفين ينتميان لجذرٍ أيديولوجي واحد. وترى إسرائيل، بالمقابل، أن الوساطة الإخوانية غير مقبولة، لأنها تعتبر حماس والحركة الإسلامية في إسرائيل وجهين لعملة واحدة، يخدمان في النهاية تنظيم الإخوان الدولي. وشدد محمد عبود على أن التحركات أمام السفارات المصرية «تخدم أجندة إسرائيلية – إخوانية مشتركة»، تسعى لتفجير العلاقة بين مصر والفلسطينيين، لا سيما أن الاحتلال ينظر إلى القاهرة على أنها الحاجز الحقيقي أمام مخططات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. الإخوان «صك غفران» للاحتلال وأكد «عبود» أن إسرائيل استخدمت الجماعة الإسلامية كورقة ضغط داخلية، ثم كـأداة تجميل خارجية في المحافل الدولية لتأكيد زيف مزاعم «ديمقراطيتها»، بدليل وجود «نواب عرب» داخل كنيستها، رغم أن الواقع يقول إنهم مجرد واجهة شكلية لا تملك القدرة على تغيير البنية التمييزية للنظام الإسرائيلي، مضيفًا أن «مشاركة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية الإسرائيلية ليست سوى «ورقة توت تحاول إسرائيل من خلالها ستر عوراتها». الإخوان وقود لحروب الجيل الرابع والخامس ضد مصر بحسب رؤية اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، فإن العالم بات يعيش واقعًا جديدًا من الحروب المعقدة، يُعرف بحروب الجيلين الرابع والخامس، مشيرًا إلى أن الحروب لم تعد، كما كانت سابقًا المتمثلة بدبابة ضد دبابة، أو مدفع ضد آخر. وشرح «فرج» لـ «المصري اليوم» أن هذه الحروب لم تعد تستهدف الجيوش مباشرة، بل باتت الدول تضع استراتيجياتها في إطار حروب الجيل الرابع، مركزة هجماتها على الشعوب نفسها، من خلال زعزعة ثقتهم في أوطانهم، وحكوماتهم، وقياداتهم، ومحاولة إحداث فجوة بينهم وبين جيوشهم. ويُستخدم في ذلك أدوات التكنولوجيا الحديثة، ويتطور الهجوم في مراحل لاحقة ليأخذ شكل حروب الجيل الخامس، التي تعتمد بشكل أساسي على منصات التواصل الاجتماعي، يليها الإعلام التقليدي. وقال اللواء سمير فرج إن مظاهرات جماعة الإخوان أمام السفارات المصرية حول العالم ليست إلا جزءًا من خطة «خبيثة» و«مدبرة»، نُسّقت مسبقًا بهدف ضرب الدولة المصرية وتشويه صورتها في الخارج، مؤكدًا أن خليل الحية ليس سوى «أداة رخيصة» في يد التنظيم الإرهابي، يُحركه لتنفيذ أجندات تخريبية تخدم مصالح قوى معادية، تستخدم الجماعة كستار لزرع الفوضى والتحريض ضد مؤسسات الدولة. من 48 لـ2025 إلى آخر الزمان.. مصر حاضرة في قلب القضية الفلسطينية شدد فرج على أن مصر كانت ولا تزال في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الجيش المصري هو من خاض معركة الدفاع عن فلسطين في عام 1948، وقدم فيها شهداء من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. وأوضح أن الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، كان أول من احتضن ياسر عرفات وقدم منظمة التحرير الفلسطينية إلى العالم ككيان شرعي يمثل تطلعات الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن مصر لعبت دورًا محوريًا في دعم القضية على كافة المستويات، السياسية والعسكرية والدبلوماسية. وأضاف أن الرئيس الراحل أنور السادات، حين دعا الفلسطينيين إلى الانضمام إلى مفاوضات «مينا هاوس»، كان يسعى لمنحهم فرصة تاريخية للحصول على حكم ذاتي حقيقي، إلا أن الرفض آنذاك أضاع فرصة ثمينة ما زالت تداعياتها قائمة حتى اليوم. وأكد اللواء سمير فرج في تصريحه لـ «المصري اليوم»: «لا يحق لأحد أن يزايد على الدور المصري، لا في الماضي ولا في الحاضر، فمصر دفعت الدم، وقدّمت القيادة، وحملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن فلسطين، وبذلت الدبلوماسية من أجلها عندما تخلّى عنها الجميع». خطاب إعلامي مصري بمواجهة السرديات العبرية والغربية وفيما يتعلق بدور الصحافة والإعلام المصري في مواجهة السرديات الغربية والعبرية التي تستهدف مصر، أكد «فرج» أن وسائل الإعلام المحلية، وعلى رأسها صحيفة «المصري اليوم»، لعبت دورًا محوريًا في تفنيد تلك الروايات المضللة. وأضاف أن الصحافة المصرية أظهرت قدرًا عاليًا من المهنية والوعي الوطني في التصدي للهجمات الإعلامية الممنهجة، عبر تقديم محتوى تحليلي موثّق يُبرز الحقائق ويكشف التناقضات في الطرح الغربي، لافتًا إلى أن هذا الخطاب الإعلامي المضاد لم يكن فقط ردًا دفاعيًا، بل مبادرة «ذكية» من الإعلام المصري، لإعادة تشكيل الرأي العام وإبراز الرواية المصرية بثقة وموضوعية، مطالبًا بالاستمرار في هذا النهج للحفاظ على الوعي العام لدى الشعب. miso-explore { } Leave a Comment