
ترمب وإيران... لحظة الحسم أم التراجع؟
لا شك أن العالم بات قريباً من لحظة معرفة ما إذا كانت إيران ستنجح مجدداً في التفاوض بمهارة واستنفاد صبر السياسيين الغربيين محدودي الحيلة والإبقاء على برنامجها النووي. ففي الخامس من يونيو (حزيران) الجاري صرح دونالد ترمب بأن إيران "تتباطأ عمداً" في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة. المهلة التي منحها للمرشد الأعلى علي خامنئي، المحددة بشهرين، انتهت أو على وشك الانتهاء.
القرار بات وشيكاً، لكن لا مؤشرات واضحة بعد إلى الاتجاه الذي سيسلكه ترمب. هل سيوافق على أن تتدخل إسرائيل عسكرياً ضد البرنامج النووي الإيراني، سواء منفردة أو بالتنسيق مع الولايات المتحدة؟ أم إن ما يعرف في "وول ستريت" بـ"صفقة تاكو" TACO اختصار عبارة Trump Always Chickens Out (ترمب يتراجع دائماً) ستشهد فصلاً جديداً؟ في الواقع، حتى ترمب نفسه قد لا يملك جواباً واضحاً حتى الآن.
قد يراهن ترمب على الترويج لاتفاق نووي يقدمه على أنه أفضل من اتفاق باراك أوباما المعيب عام 2015، لكن في هذا مقامرة سياسية داخلية محفوفة بالأخطار. فقبوله باتفاق يشابه في جوهره اتفاق أوباما، ويبقي على أي قدرة لإيران في تخصيب اليورانيوم، ناهيك بالتطور الكبير الذي حققته طهران حتى الآن، سيجعله مكشوفاً سياسياً أمام خصومه. وإذا سمح لطهران بمواصلة التخصيب بأي صيغة كانت، حتى عبر ترتيبات تحمل طابع "ائتلاف دولي"، فإن ادعاءاته بتفوقه على أوباما وكبحه فعلياً طموحات إيران النووية، ستتلاشى على الفور وتثبت زيفها.
خطر أن يبدو ترمب وكأنه تراجع أمام إيران يظل قائماً حتى لو جرى تغليف الاتفاق بمصطلحات مثل "موقت"، أو "محدود زمنياً"، أو تزيينه بأي صيغة تجميلية. فالاتفاق المموه بشكل ركيك يعد نوعاً من التضليل الصريح، وسينكشف عاجلاً أو آجلاً، وعندها ستكون الكلفة السياسية على ترمب كبيرة وطويلة الأمد. اندفاعه المحموم لإبرام صفقة دفع حتى الجمهوريين في الكونغرس، على رغم ترددهم المعتاد في معظم القضايا، إلى التكتل خلف مطلب واضح: لا تخصيب لإيران تحت أي ظرف. وعلى رغم إصرار ترمب المتكرر على أنه لا يريد استخدام القوة، فإن الإطار الذي وضعه بنفسه لهذا الملف، إلى جانب المعطيات السياسية والعسكرية، قد يتركه بلا خيارات حقيقية قريباً.
في هذا السياق، تفيد تقارير بأن دول الشرق الأوسط المنتجة النفط تعمل بهدوء خلف الكواليس، لتسهيل التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران. وبطبيعة الحال، سيكون رد دول الخليج العربية إيجاباً إذا سئلت عما إذا كانت تفضل إنهاء برنامج إيران النووي بطريقة سلمية. لكن الواقع يفرض عليها سؤالاً أكثر حساسية: إذا كان لا مفر من مواجهة خطر صدام مع إيران، فهل الأفضل أن يحدث ذلك قبل أن تمتلك طهران سلاحاً نووياً قابلاً للإطلاق أم بعده؟
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عند النظر إلى الأمر بعمق، لا يبدو أن هناك سوى إجابة واحدة معقولة، إلا إذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي مستعدة للعيش تحت مظلة التهديد النووي الإيراني، أو الدخول في سباق تسلح شامل نحو امتلاك أسلحة نووية، وهو سباق تبدأ فيه وهي متأخرة كثيراً عن طهران.
من غير المفاجئ أن يعبر قادة دول شبه الجزيرة العربية عن قلقهم من أنهم قد يتحولون إلى أهداف لهجمات إيرانية انتقامية إذا أقدمت إسرائيل أو الولايات المتحدة على ضرب البرنامج النووي. وبالنظر إلى الرؤية الغريبة والعدائية التي تحكم نظرة طهران إلى العالم، يخشى هؤلاء القادة أن يجدوا أنفسهم في مرمى نيرانها.
وتشارك الولايات المتحدة هذا القلق، إذ تخشى أن تتعرض قواتها المنتشرة في الشرق الأوسط لهجمات مباشرة، أو أن توسع إيران من دعمها الجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة المأجورة العابرة للحدود. أما إسرائيل فلا تحتاج إلى تخمين: طهران ووكلاؤها، وعلى رأسهم "حزب الله"، سيسعون إلى الرد بأي وسيلة ممكنة.
لكن تقييم رد الفعل الإيراني يجب ألا يقتصر على سرد الإجراءات التي قد تتخذها طهران، فذلك يمنح مجموعة واسعة من التهديدات المحتملة وزناً وصدقية لا تستحقها، ويصب عملياً في مصلحة إيران. الواقع أن طهران اليوم في أضعف موقع استراتيجي لها منذ الثورة الإسلامية عام 1979: وكلاؤها من الجماعات المسلحة مثل "حماس" و"حزب الله" تعرضوا لضربات قاسية، وإن لم يقض عليهم بالكامل، نظام بشار الأسد في سوريا سقط، الحوثيون أضعفوا على نحو ملحوظ، وإيران نفسها تكبدت خسائر كارثية في منشآت إنتاج الصواريخ الباليستية، إلى جانب أضرار لحقت ببعض عناصر برنامجها النووي. فهل بإمكان نظام يعيش هذا الوضع الهش أن يتحمل الانتظام في مواجهة مع أربعة أو ستة أطراف جديدة؟ خصوصاً في ظل ما يعانيه داخلياً من تحديات تهدد بقاءه.
التهديدات الإيرانية تبدو، في ضوء هذا الواقع، جوفاء إلى حد كبير. ولهذا فإن المصلحة الأميركية والخليجية تتقاطع الآن أكثر من أي وقت مضى، مما يستدعي أن تدمج واشنطن استراتيجيتها الدفاعية والردعية تجاه إيران مع شركائها في الخليج، بما في ذلك توفير الحماية لقواتهم في إطار الاتفاقات الدفاعية القائمة.
يعتقد كثر أن إسرائيل لن تقدم على تحرك حاسم ضد البرنامج النووي الإيراني من دون موافقة أميركية صريحة، لكن هذا الاعتقاد خطأ. فإسرائيل، كدولة صغيرة جغرافياً، مثل سنغافورة ومعظم دول الخليج، تدرك ما يشكله السلاح النووي من تهديد وجودي. فبضع قنابل نووية فقط قد تكون كافية لإنهائها بالكامل. وكثيراً ما تصرفت إسرائيل بمفردها في مواقف مشابهة، فقد ضربت المفاعل النووي العراقي عام 1981، واستهدفت منشأة نووية في سوريا عام 2007، وهاجمت أحد المواقع المرتبطة ببرنامج إيران النووي، الذي لم يخضع يوماً لتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في قاعدة بارشين العسكرية عام 2024.
أمام التهديد الوجودي الذي تمثله إيران ستفعل إسرائيل ما تراه ضرورياً، بغض النظر عن المواقف الدولية. فبنيامين نتنياهو، على وجه الخصوص، يدرك تماماً المثل الأميركي القائل "من الأفضل أن تطلب الغفران على أن تطلب الإذن". وإذا امتنعت إسرائيل عن التحرك فلن يكون بإمكانها لوم أحد سوى نفسها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 42 دقائق
- Independent عربية
صراع الصقور والحمائم يشتعل في البيت الأبيض حول ضرب إيران
استنفار أميركي فاجأ المنطقة العربية مساء الأربعاء، بعدما أعلنت واشنطن عن إجراءات تُقيد حركة مواطنيها داخل بعض دول المنطقة ونقل أفراد طواقم دبلوماسية أميركية وعائلات العسكريين من الشرق الأوسط لأنه قد يكون مكاناً "خطراً" في ظل التوترات الراهنة مع إيران، بحسب وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي شدد على أن طهران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي". هذا التصعيد أربك كثراً داخل المنطقة ممن يخشون حرباً جديدة تودي بحيوات آلاف أو مئات آلاف بالأحرى، في ظل أجواء مشحونة توحي باقتراب مواجهة بين إيران وإسرائيل مدعومة بالولايات المتحدة، لكن تلك المخاوف لا تتعلق بشعوب المنطقة وحسب، فثمة صراع دائر داخل أروقة السياسة الأميركية بين تيارين كلاهما حلفاء للرئيس الأميركي دونالد ترمب، يتنازعان في شأن حتمية تورط الولايات المتحدة في حرب داخل الشرق الأوسط. صراع الصقور والحمائم فوفق ما نشرته صحف أميركية، فإن الرئيس الأميركي يقف في منتصف صراع بين الصقور والحمائم في شأن إيران، بعدما تعهد في حملته بإنهاء المغامرات والحروب الخارجية التي يرى أنصاره أنها لا تنتهي. وأوردت الصحف تفاصيل في شأن مجموعة مؤثرة من "صقور" الحزب الجمهوري أطلقت حملة ضغط سرية لدفع ترمب ليس فقط إلى التراجع عن سعي إدارته إلى عقد صفقة نووية مع إيران، بل لمنح الضوء الأخضر لهجوم إسرائيلي على طهران، لكن هذا التحرك أثار قلق حلفاء ترمب الذين بدأوا حملة مضادة لحماية المسار الدبلوماسي. ووفق ما جاء بصحيفة "بوليتكو" الأميركية، فإنه خلال غداء خاص بالبيت الأبيض، أخبر المذيع المحافظ مارك ليفين، ترمب أن إيران على وشك تصنيع قنبلة نووية، وهو ما نفته أجهزة الاستخبارات للرئيس. ودعا ليفين ترمب إلى السماح لإسرائيل بضرب المنشآت الإيرانية، لكن لم يبد ترمب موافقة على الاقتراح حتى لا يفشل المسار الدبلوماسي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويشكل ليفين أحد أبرز وجوه تيار الصقور الذين يستهدفون علناً ستيف ويتكوف مستشار ترمب وصديقه الذي يقود المفاوضات مع الإيرانيين في شأن البرنامج النووي. كذلك يراقب مسؤولو الإدارة الأميركية بحذر تقارير صحف إمبراطور الإعلام روبرت مردوخ ومن بينها "نيويورك بوست"، التي هاجمت ويتكوف، مشككة في ولائه، مما أغضب دائرة ترمب المقربة، إضافة إلى أن مردوخ نفسه انتقد جهود ويتكوف. ووفق مسؤول رفيع في إدارة ترمب فإن "هناك انقساماً واضحاً بين دعاة الحرب وداعمي الدبلوماسية مع إيران"، مضيفاً أن ترمب هو من أجبر طهران على التفاوض. وقال المسؤول في تصريحاته لـ"بوليتكو"، "إنهم يحاولون دفع الرئيس إلى اتخاذ قرار لا يريده... هناك بوضوح لوبي مؤيد للحرب مع إيران في مقابل من هم أقرب إلى موقف الرئيس، الذي كان قادراً على جذب الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات". جهود مضادة للحرب وقد أدى هذا الضغط إلى تحرك منسق للدفاع عن موقف ترمب وويتكوف. فبعد ساعات من اجتماع ليفين مع ترمب، غرد المذيع المحافظ المعروف تاكر كارلسون على منصة "إكس"، متهماً ليفين بمحاولة دفع الولايات المتحدة إلى الحرب. وكتب كارلسون، "لا توجد أية معلومات استخباراتية موثوقة تشير إلى أن إيران تقترب من صنع قنبلة أو تخطط لذلك، لا شيء، فلماذا يبالغ مارك ليفين مرة أخرى في الحديث عن أسلحة دمار شامل؟ لصرف الانتباه عن الهدف الحقيقي، وهو تغيير النظام – إرسال الشباب الأميركي مجدداً إلى الشرق الأوسط لإسقاط حكومة أخرى". وإضافة إلى كارلسون، تدعم شخصيات رئيسة مما يُعرف بتيار "ماجا - لنجعل أميركا عظيمة مجدداً" الداعم لترمب، المسار الدبلوماسي، مثل تشارلي كيرك وجاك بوسوبيك وجي دي فانس نائب الرئيس وهو من بين أبرز معارضي الحرب داخل الحزب الجمهوري. يعكس الانقسام بين حلفاء الرئيس الأميركي صراعاً أعمق داخل الحزب الجمهوري حول السياسة الخارجية لترمب، فشخصيات رفيعة مثل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون يرى أن التفاوض مع الإيرانيين بلا جدوي، أما إليوت أبرامز وهو مسؤول آخر في إدارة ترمب، فلا يزال يكرر موقفه المعروف بأن أي شيء أقل من استسلام إيران الكامل في شأن النووي وتغيير جذري في سياستها الخارجية، غير مقبول. تداعيات العمل العسكري وفي حين يرى بعض الجمهوريين أن أفضل فرصة لضرب إيران قد تكون الآن بعد إضعاف حلفائها في المنطقة، يحذر مراقبون من التداعيات لا سيما أن أية ضربة لن توقف البرنامج النووي بل ستؤخره موقتاً فقط. فيقول الكاتب الأميركي المحافظ والزميل لدى المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن دانييل ديبيترس، إن قصف المنشآت النووية الإيرانية قد يدمر بعض المواقع والمرافق، لكن إيران سترد ببنائها تحت الأرض وعلى نطاق أوسع، مع طرد المفتشين الدوليين، مما يجعل المراقبة مستحيلة، بل قد يدفع الهجوم طهران إلى التوجه بجدية نحو تصنيع سلاح نووي كوسيلة ردع، وستكون واشنطن أمام خيارين: شن حملة عسكرية جديدة، أو قبول حقيقة أن إيران صارت قوة نووية بسبب التصعيد الأميركي، ويضيف أنه "لا ينبغي أن نغفل احتمال رد إيران في ساحات أخرى، هجمات صاروخية على القواعد الأميركية، واستهداف السفن والمنشآت النفطية في الخليج، أو حتى تنفيذ عمليات إرهابية بواسطة وكلائها في الشرق الأوسط". ويعتقد كثير من المسؤولين في إسرائيل أن لديهم الآن فرصة ذهبية لحل مشكلة استمرت عقوداً، فقد تمكنت إسرائيل أخيراً من توجيه ضربات قاسية لـ"حزب الله" و"حماس"، وهما من أهم وكلاء إيران الذين كثيراً ما اعتمدت عليهم طهران لردع أي هجوم إسرائيلي، كذلك يقول مراقبون إن الضربات الجوية الإسرائيلية خلال العام الماضي أضعفت بشدة أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. ومع ذلك، يحذر بعض المحللين من أن إيران تعمل على استعادة قدراتها الدفاعية، مما يجعل أي هجوم إسرائيلي على برنامجها النووي أكثر خطورة مع مرور الوقت، وأنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل قادرة على إلحاق ضرر حاسم ببرنامج إيران النووي من دون دعم عسكري أميركي. اتفاق جديد سيئ وفي الولايات المتحدة، يبرر الصقور دعوتهم للحرب بسبب خشيتهم من اتفاق نووي سيئ جديد يسمح لطهران مستقبلاً بتطوير أسلحة نووية. وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والناقد الشرس لإيران مارك دوبويتز، "من لا يدعمون وجود تهديد عسكري موثوق يجعلون من المرجح إبرام صفقة سيئة، ومن المرجح أن تضطر إسرائيل إلى ضرب إيران". وتخشى إسرائيل أن تسفر المفاوضات عن ترتيب موقت يجمّد أو يقلل بصورة محدودة من تخصيب إيران اليورانيوم مقابل تخفيف محدود للعقوبات، ليكون نسخة محدثة من اتفاق 2015. فعلى رغم أن الاتفاق النووي الذي قطعته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما والقوى الدولية مع طهران عام 2015، فرض قيوداً موقتة على قدرة إيران على التقدم نحو امتلاك سلاح نووي، فإنه أتاح لها أموراً يقول منتقدون إنها استخدمت لتمويل ميليشيات مزعزعة للاستقرار في المنطقة، من دون أن يشمل برنامج إيران لتطوير الصواريخ الباليستية، الذي تعتبره دول الجوار تهديداً أكبر لأمنها. وقدم ويتكوف اقتراحاً يسمح لإيران بالتخصيب المحدود لليورانيوم في إطار تعاون إقليمي أوسع، وهو ما لم ترد عليه طهران بعد، على رغم أن ترمب يعتبر التخلي عن التخصيب شرطاً أساساً، لكن ينظر بعض مسؤولو إدارة ترمب للاقتراح باعتباره "مبدعاً جداً يسمح للطرفين بالادعاء بأنهما انتصرا". ومن المقرر أن يلتقي ويتكوف وزير خارجية إيران عباس عراقجي في جولة سادسة من المفاوضات نهاية الأسبوع الجاري.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
ترامب: من المرجح جدًا أن توجه إسرائيل ضربة لإيران وأريد أن أبرم اتفاقًا مع طهران
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الخميس أنه المرجح جدًا أن توجه إسرائيل ضربة لإيران مشيراً إلى أنه يريد إبرام اتفاق مع طهران. حيث قال ترمب في تصريحات اليوم "الضربة الإسرائيلية على إيران محتملة جدا لكني لا أريد أن أقول إن الهجوم وشيك، ولا يمكن لإيران الحصول على السلاح النووي، وأود أن أصل لاتفاق مع إيران ونحن نقترب من عقد صفقة، ونريد أن ندخل في علاقات تجارية مع إيران وأن نساعدها، ويوجد احتمال نشوب صراع كبير في منطقة الشرق الأوسط وقد يحدث شيء قريباً".


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
ترمب: ضربة إسرائيلية لإيران قد تحدث
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الخميس إن إسرائيل قد تشن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، مشيراً إلى أن طهران قادرة على تجنب ذلك من خلال تقديم المزيد خلال المحادثات مع واشنطن. وأوضح ترمب للصحافيين رداً على سؤال في شأن ما اذا كانت إسرائيل ستشن ضربة، "لا أريد أن أقول إن ذلك قريب، لكن ذلك يبدو أمراً قابلاً للحدوث". لكن الرئيس الأميركي عاد وأشار إلى أنه "على إسرائيل عدم توجيه ضربة لإيران مع قرب التوصل إلى اتفاق في شأن برنامجها النووي"، محذراً في الوقت نفسه من خطر اندلاع "نزاع هائل" في الشرق الأوسط. لا مؤشرات وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني اليوم الخميس إن بلاده ليست لديها أية مؤشرات على شن هجوم إسرائيلي على إيران في المستقبل القريب، وذكر تاياني في تصريحات للصحافيين، "لا أعلم ما إذا كان سيقع هجوم إسرائيلي على إيران، ليست لدينا أية مؤشرات باستثناء ما فعله الأميركيون، على أنه سيكون هناك هجوم في المستقبل القريب". من جانبها دعت ألمانيا إيران إلى التخلي بطريقة موثوقة عن أي مشروع لتطوير سلاح ذري، وذلك عقب إعلان طهران عزمها بناء منشأة جديدة وزيادة وتيرة إنتاجها من اليورانيوم المخصب، رداً على قرار إدانتها من "الوكالة الدولية للطاقة الذرية." وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول من روما "نتوقع أن تبتعد إيران بطريقة موثوقة من أية خطة تهدف الى حيازة الأسلحة النووية"، مضيفاً "لن نبقى مكتوفي الأيدي بينما تسعى إيران إلى حيازة السلاح النووي". انتشرت مركبات مدرعة تابعة لقوات مكافحة الإرهاب العراقية خارج مبنى السفارة الأميركية لدى بغداد (أ ف ب) أكد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن رد إيران على أي عدوان إسرائيلي سيكون "أقوى وأكثر تدميراً" من الهجمات السابقة، وذلك بعد أن أعلنت طهران أنها تلقت تحذيراً من هجوم محتمل. وقالت الحكومة العراقية اليوم الخميس إن التقارير الاستخباراتية والميدانية تشير إلى عدم وجود أي تهديدات للبعثات الدبلوماسية على أراضيها، وفق وكالة الأنباء العراقية. وأعلنت الولايات المتحدة أمس الأربعاء أنها بصدد خفض عدد موظفي سفارتها في العراق لأسباب أمنية، بعدما هددت إيران باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة في حال نشوب صراع. سفارة البحرين نفت السفارة الأميركية لدى البحرين اليوم صحة التقارير التي تزعم تغييراً في وضعها، مؤكدة أن طاقم العمل والعمليات لا يزالان من دون تغيير وأن الأنشطة مستمرة كالمعتاد. جاء هذا البيان بعد يوم من إعلان ترمب سحب الموظفين الأميركيين من الشرق الأوسط. تقييدات داخل إسرائيل وقررت الولايات المتحدة اليوم تقييد تنقلات موظفي الحكومة الأميركية وعائلاتهم في إسرائيل بسبب عدم استقرار الوضع الإقليمي. وجاء في بيان للسفارة الأميركية لدى إسرائيل، "بسبب التوتر الإقليمي المتنامي، لا يمكن لموظفي الحكومة الأميركية وأفراد عائلاتهم التنقل خارج نطاق منطقة تل أبيب (...) والقدس ومناطق بئر السبع حتى إشعار آخر". وأضاف البيان "يسمح الانتقال من هذه المناطق الثلاث باتجاه مطار بن غوريون ومنه". وذكرت وسائل إعلام أميركية أن إسرائيل تعد على ما يبدو لهجوم على إيران. وجاء في البيان أن "سفارة الولايات المتحدة تُذكر المواطنين الأميركيين بضرورة توخي الحذر، ولا سيما معرفة موقع أقرب ملجأ في حال صدور إنذار أحمر"، لأن الهجمات، و"بينها إطلاق قذائف الهاون والقذائف الصاروخية والصواريخ، والاختراقات بمسيرات، غالباً ما تقع من دون سابق إنذار". وأضاف "البيئة الأمنية معقدة وقد تتغيّر بسرعة". موقف فرنسي من جانبه قال متحدث باسم الخارجية الفرنسية إنه "لا يوجد سبب لإجراء تغيير في طاقمنا الدبلوماسي في الشرق الأوسط في هذه المرحلة". حركة الطيران من جانبها، قالت شركة "طيران الإمارات" إنها تراقب الوضع في المنطقة من كثب ولا تغييرات أجريت على عملياتها. السفارة الأميركية في بغداد (رويترز) وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن أمس الأربعاء أن إدارته تقوم بنقل موظفين أميركيين من الشرق الأوسط، لأنه قد يكون مكاناً "خطراً" في ظل التوترات الراهنة مع إيران، مشدداً على أن طهران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي". وخلال حضوره عرضاً لفيلم "البؤساء" في مركز كينيدي بواشنطن، قال ترمب للصحافيين تعليقاً على تقارير في شأن نقل أفراد طواقم دبلوماسية أميركية من الشرق الأوسط "حسناً، يجري نقلهم لأنه قد يكون مكاناً خطراً". وفي ظل أجواء مشحونة توحي باقتراب حدوث مواجهة في الشرق الأوسط، رد الرئيس الأميركي عند سؤاله عن أسباب السماح لأسر العسكريين الأميركيين بالمغادرة بقوله "سترون". وقال جي دي فانس نائب الرئيس الأميركي أمس الأربعاء في تصريحات بمركز كنيدي إنه لا يعرف ما إذا كانت إيران ترغب في امتلاك سلاح نووي، وسط تعثر المحادثات بين طهران وواشنطن للتوصل إلى اتفاق في شأن البرنامج النووي. ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول أميركي القول إن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف سيلتقي بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط يوم الأحد، لمناقشة رد طهران على المقترح الأميركي الأحدث. وقال مسؤولان أميركيان إن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال مايكل "إريك" كوريلا أرجأ شهادته أمام المشرعين الأميركيين، التي كان من المقرر أن يدلي بها اليوم الخميس، بسبب التوتر في الشرق الأوسط. وكان من المقرر أن يدلي كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، بشهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الخميس. مغادرة طوعية وذكر مسؤول أميركي أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أذن بالمغادرة الطوعية لأفراد أسر العسكريين الأميركيين من مواقع في أنحاء الشرق الأوسط، وقال مسؤول أميركي آخر إن هذا الأمر يتعلق في الغالب بأفراد العائلات الموجودين في البحرين، التي يقيم فيها الجزء الأكبر منهم. وأضاف مسؤول أميركي ثالث "من المقرر أن تجري وزارة الخارجية إخلاء منظماً للسفارة الأميركية في بغداد، نعتزم القيام بذلك عبر وسائل (النقل) التجاري، لكن الجيش الأميركي مستعد للمساعدة في حال طلب منه ذلك". ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن مصدر حكومي قوله إن بغداد لم ترصد أي حدث أمني يستدعي الإخلاء. وقالت السفارة الأميركية في الكويت في بيان إنها "لم تغير وضع موظفيها ولا تزال تعمل بكامل طاقتها"، وأوضح مسؤول أميركي آخر أنه لم يطرأ أي تغيير على العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وأنه لم يصدر أي أمر إجلاء للموظفين أو العائلات المرتبطة بالسفارة الأميركية في قطر، التي تعمل كالمعتاد. وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تبنت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على مواقع في العراق وسوريا ينتشر فيها جنود أميركيون في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش". على رغم ذلك، حافظ العراق على استقرار نسبي وبقي في منأى عن تداعيات الحرب التي طاولت عدداً من دول المنطقة. وإضافة إلى وجودها العسكري في العراق وسوريا، للولايات المتحدة انتشار في عدد من القواعد العسكرية في دول مجاورة لإيران، كبراها العديد في قطر. وفي الكويت، قالت السفارة الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية إنها "لم تغير عدد موظفيها وتواصل عملها بكامل طاقتها". وعقدت طهران وواشنطن اللتان قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل أكثر من أربعة عقود، خمس جولات من المحادثات منذ أبريل (نيسان)، بوساطة من سلطنة عمان، سعياً إلى إبرام اتفاق جديد في شأن برنامج طهران النووي. وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده قال في وقت سابق الأربعاء رداً على التهديدات الأميركية بالتحرك عسكرياً إذا فشلت المفاوضات "نحن نأمل أن تصل المفاوضات إلى نتيجة، ولكن إذا لم يحقق ذلك وفرض علينا صراع، فلا شك أن خسائر الطرف الآخر ستكون بالتأكيد أكبر بكثير من خسائرنا". وتابع "لدينا القدرة على الوصول إلى كل قواعد الولايات المتحدة، سنستهدفها كلها من دون تردد في البلدان المضيفة لها". وفي حديث مع "نيويورك بوست" نشر الأربعاء، قال ترمب "أصبحت أقل ثقة في شأن احتمال التوصل إلى اتفاق" مع إيران حول الملف النووي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تأثير على حركة الملاحة في سياق متصل قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أمس الأربعاء إن التوتر المتزايد في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تصعيد في النشاط العسكري، مما قد يؤثر على حركة الملاحة في الممرات المائية الرئيسة. ويمر جزء كبير من تجارة النفط العالمية والسلع الأولية، بما في ذلك الحبوب، عبر الممرات المائية المزدحمة في المنطقة. ونصحت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في مذكرة الأربعاء السفن بتوخي الحذر عند المرور عبر الخليج العربي وخليج عُمان ومضيق هرمز. ولم تحدد الهيئة المنوطة بجمع تقارير عن التهديدات التي تواجه السفن، طبيعة التوترات التي دفعتها إلى إصدار هذا التحذير. وقالت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري في بيان منفصل الأربعاء، إن "التقديرات تشير إلى أن الشحن التجاري المرتبط بإسرائيل معرض لخطر متزايد من عمل عسكري متبادل". وأضافت أن "الدعم الأميركي الكبير لعمل هجومي إسرائيلي سيزيد من المخاطر على الشحن الأميركي والسفن التي تحمل بضائع أميركية". وأفادت مصادر في قطاع الشحن البحري والتأمين بوجود قلق متزايد من تأثير أي عمل إسرائيلي وإيراني على المنطقة، لا سيما في المياه المحيطة بالخليج والمياه المجاورة. وفي العام الماضي أطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، كما شنت إسرائيل غارات جوية على أهداف داخل إيران. وقال ياكوب لارسن، كبير مسؤولي السلامة والأمن في مجلس (بي.آي.إم.سي.أو) للملاحة البحرية في بحر البلطيق والمياه الدولية، "لا شك في أن أي هجوم يمكن أن يتصاعد ويؤثر على حركة الشحن، بالإضافة إلى جذب قوات عسكرية تابعة لدول أخرى عاملة في المنطقة، بما في ذلك الولايات المتحدة". وأضاف أنه "من المؤكد أن نشوب صراع مسلح شامل بين إسرائيل والولايات المتحدة في مواجهة إيران سيؤدي فعلياً إلى إغلاق مضيق هرمز، ولو لفترة من الوقت، وسيرفع أسعار النفط".